رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 3 - 4 - الخميس 19/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
العمدة وبنت العم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث
4
تم النشر يوم الخميس
19/12/2024
أحست بغصة قاسية تحز في قلبها، قاومت انعكاس تأثيرها عليها وحافظت على جمود ملامحها وهي تردد بحسرة
= كنت عارفاك لكن دلوج إللي قدامي واحد ما اعرفوش مش ده اللي حبيته وعشرته سنين طويله.. مش ده إللي كان مستعد يبيع الدنيا كلها عشاني ولا عشان بس دمعه واحده من عيني ما تنزلش وابقي مكسوره.. لكن ادي كسرني وچاي كومان يجيب اللوم عليا أنا.. وقبل ما تحط مبرراتك ذي كل مره مش لاقيه ليك اي عذر للاسف يا ولد عمي.
نظر لها بنفاذ صبر ثم حذرها في جديةٍ
= طب تعالي نرچع دارنا وانا هناك هفهمك كل حاچه، واول واخر مره تعمليها يا غاليه وتسيبي دارك لاي سبب.
هزت رأسها برفض حزين قائلة بكرامةٍ وعزة نفسٍ عالية
= ما بقتش داري يا عمده بقت ملك واحده تانيه چايه تشاركني فيها وبعدين ريح حالك انا ولا راحه ولا چايه معاك ما فيش بعد اكده مكان واحد هيجمعنا انا وانت بعد اللي عملته.. يا أخي ده انا على اكده لو كنت انا اللي مش بخلف كنت زمانك عملتها من زمان بقى مش بقولك طلعت ما اعرفكش وبترسم عليا العشق
أبد تعبيرًا ناقمًا وغاضب من عنادها فحذرها بلهجةٍ صارمة
= قلتلك قبل اكده ما تحاوليش تشككي في حبي ليكي، انا هو نفسه سراچ اللي كان بيحبك زمان وعشقك دلوج وما يقدرش يستغنى عنك.. بس غصب عني اتحطيت في ظروف كانت اصعب مني، والله على عيني اجرحك بس كنت مضطر.
صوته الحاني والمهتم جعل الرعدات تنبجس في أعماقها، كانت متعطشة لهذا الشعور المفعم بالامان والحب منه هو بالاخص فقاومت التخبط الذي يداهمها وحافظت على الحاجز الرسمي القائم بينهما، وخاطبته في نفس اللهجة الجادة
= بطل كدب انت من قبل اللي حصل دلوج وانت عرضت عليا الفكره وكانت في دماغك وانا قلتلك مجرد التفكير فيها بس كأنك عملتها بالظبط، ما بالك شعوري دلوج واللي حاسه بيه والنار اللي جوايا، جرحي كان بالنسبه لك عادي وانت استهونت بيه يا ابن عمي.. انا مش قادره أصدق معقول انا كنت مخدوعه فيك كل ديه؟ ده انا يا اللي كان نفسي في حته عيل من زمان حرمت نفسي لأجلك وقلت طالما العيل مش منك يبقى مش عاوزاه و عمري ما فكرت اسيبك ولا غيرك يلمسني.. تقوم انت تعملها اكده ببساطة على اهون سبب.
رفرف بجفنيه متأثرًا بقولها ليقول بصوت صادم
= أول مره تعايريني يا غاليه! ولا تقوليلي في وشي أن كان نفسك في العيال فعلا وانا كنت حارمك .
صممت للحظةٍ ونكست رأسها في حزنٍ قبل أن تجاوبه
= مش بعايرك ويتقطع لساني قبل ما أفكر اعملها، لكن بفكرك ان انا زمان صنتك كتير لكن انت ما شلتش الجميل..
ثبتت نظراته عليها وأنهي كلامه قائلاً بحسمٍ غاضب
= مش محتاچه تفكريني عملت ايه عشان كل حاچه كبيره وصغيره جوه عقلي متقيده، و جمايلك كلها فاكرها وشيلها فوق راسي يا بنت عمي تشكري.. وخلينا نقصر في الحديد طالما هنبداها أكده لبعض ويلا على الدار .
أكدت له بترفعٍ يحمل في طياته التهديد
= قلت لك ما بقتش داري وشكلك ما بقتش تسمع زين انا قلت مش هرچع الدار ديه..و أقولك على الكبيره كومان طلقني يا سراچ
استعدت للالتفاف، فاستوقفها بإنذاره القاسي
= طب تمام! طالما هي بقى وصلت لكده، فاستعنا على الشقي بالله وغصب عنك هتيچي معايا يا غاليه.
لم تدم طويلًا لتعرف ما الذي حدث في التو و كلمح البصر، أنحني يحملها بين يديه كما نجح كذلك في تحجيم حركتها بقواه الجسمانية، فأصبحت أسيرته تمامًا، حاولت غالية التملص منه وهي تصيح في ضيق
= بعد عني انت اتجننت هتاخدني غصب عاد.. بقولك اوعى نزلني البنت نايمه فوق
انحنى عليها برأسه ليبدو قريبًا للغاية منها، مع نظرة مستمتعة مغيظة لها، وقبل ان تحاول الاعتراض مجدداً قاطعها بإصرارٍ وهو يرمقها بنظرة واثقة مملوءة بالغموض المثير
= مش هنزلك والغفير بره هبعته يجيبها، لكن مش مرات سراچ اللي تبات بره دارها بعيد عنه وهو يسيبها تمشي بدماغها حتى لو غصب وعافيه.
❈-❈-❈
نظرت إلي معظم الأثاث حولها بملل شديد، فما زالت مستيقظه في انتظاره لكن لم يأتي حتى الآن! حتى أولادها جعلتهم يناموا مبكراً على غير العاده حتى تتجهز له الليله، لكن منذ أن خرج لم يعود بعد، فمن المفترض بان تكون ليلتها هي اليوم، لتبدأ تفكر هل هذه مكيده من زوجته الأولى ربما.
فسألت زينب نفسها مدهوشة بشيءٍ من الشك
= هو في إيه بقيلي كتير في الاوضه ومحدش عبرني ولا چي! هي من اولها أكده هتقوي عليا وتدبحلي القطه لع انا لازم من الاول اعرفهم انا مين أهنأ ووضعي بقي ايه.. ده انا بقيت مرات العمده مش حاچه قليله يعني .
وقبل أن تكمل تفكيرها المحدود حول ضرتها استمعت الى أصوات بالخارج تدل على عودته، فنهضت على الفوري لتخرج بعد أن ارتدت الروب المحكم فوق جسدها.
جذب سراج غالية رغم عنها وهو يقول بلهجة حادة بأمر
= تعالي بقى وبطلي عند احنا خلاص وصلنا أصلا، وبعدين فاكره اني هسيبك تباتي بره بعيد عني. دي ما حصلتش عمرها ولا هتحصل.
وقبل أن يتكلم أحد استمعوا الى صوت رقيق أنثوي يأتي من فوق الدرج
= يا عمده.. يا سي سراچ
تركزت عينا غالية على تلك السيدة التي راحت تتمايل بدلالٍ مع ثوبها المثير لتشعر بالغيظ الشديد والغيره منها، بينما هتف الآخر مصدوم
= ايه ديه انتٍ لسه صاحيه.. احم محتاچه حاچه يا زينب ؟!.
انقلبت سحنتها وتعكر مزاجها وهي تردد بصوت جريئة
= إلا محتاچه حاچه هو مش النهارده برده دخلتنا انا بقيلي كتير مستنياك ونيمت العيال من بدري، بس شايفاك واقف مع اللي ما اعرفش اسمها ايه دي! بس لازما تكون عارفه وفاهمه ان النهارده ليلتي ولازم نقسمها بما يرضي الله وانت معروف عنك انك حكيم وعادل يا عمده.
استشاطت غالية غضبًا من كلماتها، وهتفت بسخرية طفيفة
= ما ترد يا عمده الهانم مستنياك وبتقولي في وشي اللي اسمها ايه دي لازم تكون عارفه أنك هتقسم الليالي بينك وبيني..و يا ترى انا هكون كام ليله يا عمده ما انا القديمه برده ولازم تكرمني مش اكده؟!.
اتسعت عينا سراج من جرأتها بالحديث فلم يتوقع طلبها ذلك ابدا، فأبد تعبيرًا مشمئزًا قبل أن يسمعها تهتف مجدداً بجدية
= بس المفروض انا الچديده برده ولياليه هتبقى اكتر في البدايه.. وبعد اكده يبقى نقسم
ما بينا ثلاث ايام وثلاث ايام ويوم الجمعه هو ومزاجه يشوف هيقعد مع مين و إللي مزاجه بيستريح معاها اكتر.
اقتضبت غالية جبينها باستهجان وضحكت بلا تصدق مردده بتهكم
= ده ايه العدل ده يا بنت لا ما فيش كلام بعدك مش اكده يا عمده ما تقولها هتقعد اليوم الزياده مع مين.. عشان انا فاضلي ثانيه و هقوم اجيبها لك من شعرها ولا هحترم انها ست كبيره عشان هي مستفزه لا بعد حدود وهتطلعني عن شعوري وانا على اخري اصلا.
اندفعت زينب ناظرة إليها بنظرة ضيقة و
ردت ببرودٍ استفزها أكثر
= چري ايه يا اسمك ايه انتٍ ما تحترمي نفسك ايه ست كبيره دي! ليه يا اختي عندك كام سنه شكلك معديه الثلاثين اصلا ناقص كومان تقوليلي يا طنط كيف المصاروه.. و بعدين زعلانه ليه وحساكي بتتريقي اكده هو مش ده عدل ربنا برده وانا ولا بطلب حاچه عيب ولا حرام و من البدايه لازم تكوني عارفه ان انا ما افرقش حاچه عنك سواء چديده ولا قديمه انا مرات العمده.
ابتلعت غالية ريقها بصعوبةٍ وقالت بتعابيرٍ شاردة ونبرة مهتزة
= صوح انتٍ مراته وبقيتي كومان ما تفرقيش عني حاچه! شوف يا عمده هتقسمها معاها كيف وانا طالعه أشوف بنتي اللي ما بقاليش غيرها أهنأ.
مسح علي وجهه بضيق شديد وزفر معللًا لها رغبته
= استني يا غاليه كلامنا لسه ما خلص، وانتٍ يا زينب اطلعي دلوج عشان الوقت اتاخر وانا بكره هفهمك كل حاچه .
تمسكت باعتراضها قائلة بغضب مكتوم
= بس انت اكده بتظلمني يا عمده المفروض الليله تكون معايا انا، هي من أولها هتحرضك عليا وتخليك تنسى شرع ربنا و...
لم يمهلها الفرصة للاعتراض أكثر وقاطعها بصوتٍ حاسم وملامح صارمة
= زينب خلص الحديد على فوق! وانا محدش يقولي اعمل ايه وما عملش ايه وكلامي من دماغي.. وقصري في يومك وما لكيش دعوه بيها هي بالأخص لو عاوزه تكملي أهنأ.. يلا علي فوق ومش هعيد كلمتي تاني.
❈-❈-❈
رفرفت بجفنيها انسكبت عبراتها على صدغيها، لتبكي في صمت مقهور تأثرًا الآخر بحزنها الجلي ليظهر تعاطفًا منه فربت على ذراعها في رفقٍ وهتف بنبرة هادئة
= أخويا فؤاد كان عندهم يا غاليه بسبب كلام امي اللي عماله تشعلله ضدهم وتشحنه خليته يتهور زيها وكان هيضيع، وكان قصاد ما هما يسيبوه سليم وما يروحش مني ان اتجوزها ويكون في بيننا نسب.. كنتي عاوزاني بقى اعمل ايه وانا محطوط بين نارين اكيد كان لازم اوافق بدل ما أخويا يروح مني .
سرت خفقة غريبة في قلبها بخوف من القادم فقالت بقهر وحسرة
= هي بتتكلم صوح على فكره ما ده شرع ربنا صحيح مش انت اتجوزتها وايا كان السبب بقى ليه فا للأسف مضطر تعملها اللي هي عاوزاه وتعاملها كيف مرتك، عرفت بقى انا ليه رافضه الموضوع من البدايه وبقولك انت ظلمتني!.
عندها تكلم مرة أخرى في صوتٍ هادئ لكنه جاد
= انا هفهمها كل حاچه كيف ما قلتلك اول مره وصدقيني يا غاليه وخديها وعد مني المره دي بجد انا مش هقربلها تحت اي ظرف! وهفهمها أنها هتكون اهنا كيف الضيفة واختي كومان .
زحفت الدموع إلى مقلتيها حتى بدأ وجهه مشوشًا في عينيها تجاهلت ما قاله وهتفت بصوت ساخراً بألم
= ما هي قالتها لك طول عمرك عادل يا عمده وانا اكتر واحده عارفاك حتى لو علي حساب أهلك، هتقدر تشيل ذنبها وترفض اللي هي عاوزاه وانت متاكد انه حقها..
صمت دقيقة بتوتر ثم تكلم في صوتٍ رزين بأمل
= لو هي قبلت بحديدي يبقى اكده معليش ذنب يا غاليه وان شاء الله هحاول اقنعها بكده.
ابتسمت بسخرية مريرة وهي تردد بصوت حزين
= وفكرك هي هتوافق اللي كانت واقفه مستنياك دي واحده مش هتتنازل عن حقها فيك، دي بكل جرأة قالتها لك انها عاوزاك ما استنتش تيجي منك.. الله يسامحك يا سراچ حطيتنا في موقف صعب وهتشيلنا ذنب احنا مش قده ومن ناحيه تانيه متاكده انت نفسك مش هتقدر تتحمل الذنب ده وهتخلف وعدك ليا لتاني مرة.
زفر سراج الهواء عاليًا فتنفس من بين أسنانه ببطءٍ وهو يقول بجدية
= لا يا غاليه مش هيحصل ورحمه ابويا و كل الغاليين ما هعملها واطمني وخديها مني كلمي، وحتى لو رفضت كيف ما انتٍ بتقولي هشوف اي حاچه اعملها غير أني اوجعك تاني! وهي يعني اكيد مش هتقبل على نفسها واحد مش عاوزها.
لوت شفتاها بعدم رضا وقالت باكية بحسرة
= مش عاوزه اقولك كان الحل قدامك التاني لا تزعل وتتلوي عليا، وخصوصا أن خلاص بقيت مرتك وليها حقوق عليك ودلوج كومان بتطالبك بيها.. وخلاص قصاد هيبتك اللي خفت تتهز في داهيه انا.
أطرق رأسه قليلًا ليبدو أقنعها قبل أن يقول بصوتٍ تحول للنعومة
= يا غاليه ما تقوليش اكده عشان خاطري انتٍ ليه حاسباها اكده يمكن لو ما كانش اللي اخويا عمله كنت هلاقي حل ثالث خالص، لكن انا اتحطيت في موقف صعب وكنت مضطر كيف ما فهمتك من شويه... ولو الحل ديه كان في دماغي ما كنت عملته اول حاچه لما اتعرض عليا.
سحبت نفسًا عميقًا لتعيد الهدوء إلى أوصالها، ثم تابعت وكأنها تعطيه تحذيرًا شديد اللهجة
= ما اتعودتش منك تكدب يا سراچ عشان انت أصلا قبل اللي اخوك عمله كنت فتحتني في الموضوع وبتلمح.. وعاوز تعرف رايي فيه لكن لما لقيتني رفضت رجعت وقلتلي خلاص انسي ولا اكني قلتلك حاچه ومش هعمل اكده بس عملت .
سقط القناع الواهي الذي اختبأ خلفه وطفا على وجهها التخبط والارتباك، وقال بضيق
= ماشي مش هنكر أن لما الكل فضل يضغط عليا بالحل ده وعرفت انها ست كبيره مش عيله صغيره هظلمها معايا ومش هيكون ليها طلبات في ذمتي كتير.. فكرت في اللي قلتلك عليه ان انا اجيبها أهنأ ونتفق معاها وان اي حاچه غير اكده هعملها لها.. لكن بعد اكده والله العظيم رجعت في كلامي فعلا لما شفت قد ايه حزنتي لمجرد كلام بس.. لكن بعد اللي اخويا عمله خلاني غصب عني اوافق .
ساد ملامح الحزن والتهكم عليها قبل أن تعلق بصوتٍ شبه مختنق
= واهي طلع ليها طلبات برده، وهو ده اول حاچه فكرت فيها واللي ما نرضاهوش على نفسنا ما نرضاهوش على غيرنا يا أبن عمي.. عشان احنا مش قد الذنب ده ما كانش لازم من البدايه نفكر فيه ولا نعمله.. فشوف هتحلها
كيف.
شعر بأنها محقه لكن الأمر حدث وانتهي، ليحاول رسم الهدوء والثبات وهو يردد بصوت عذب
= خلاص يا غاليه بطلي وجع دماغ قلتلك هحلها واحاول اقنعها.. ما تقلقيش عمرها ما هتكون زيك أهنأ ولا في قلبي والمفروض تكوني اكتر واحده عارفه أكده وانا عاشقك قد إيه يا بنت العم .
استسلمت مصدقة عذب كلامه وقالت بصوتٍ مهموم
= خلينا في الفعل وشوف هتعمل معاها ايه؟ بس حاچه اخيره يا سراج لو وعدك التاني خلفته معايا هتطلقني والمره دي ما فيهاش رچعه.. عشان انا ما استاهلش اكده منك وما فيش أي حاچه عملتها معاك وحشه تستحقي توجعني بالطريقه دي.. وكفايه اللي استحملته معاك كتير فما تجيش على آخر الزمن تبقى هي دي اخرتها .
نهضت فجأة وقد توقفت عن ذرف الدموع لتبدي له نواياها تجاهه وختمت كلماتها ثأرًا لكرامتها قائلة
= تصبح على خير يا ابن عمي.. وانا الليله دي هبات جنب بنتي ويبقى يحلها بكره لما أشوف رأي العروسه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية