رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل 16 - 1 - السبت 28/12/2024
قراءة رواية بحر ثائر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بحر ثائر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل السادس عشر
1
تم النشر السبت
28/12/2024
ابتعدي.. اقتربي
اذهبي... لا تذهبي
ارحلي... لا ترحلي
اقبلي... لا تقبلي
أنظري لقلبي..
لا تنظري فقط تجاهليني...
انسيني.. لا تفعلي
دوما أذكريني....
دائما ماعرفت ما اريد
لكن بحضورك صرت أجهل دروبي وأنسى حروفي
وبغيابك أضعت كل عناويني، إلا عنوانك أنت
لكن لا أعرف
إن كنت سآتي... أم أني لن آتي
( بقلم فيروزة )
❈-❈-❈
بالنسبة له أضحت كل البلاد سواء مثلها كالبلد الذي يسكن فيها لا دفء فيها ولا احتواء.
في اليوم الثالث استيقظ باكرًا وجمع أمتعته ينوي العودة إلى فرنسا ، كان يود رؤية شقيقه دون أي سعي منه ، أرادها أن تأتي صدفة لا يعلم كيف ولكنه تمنى ولم يسعفه الحظ لذا ها هو يحمل حقيبته الممتلئة بالخيبات وسيعود إلى دياره الباردة .
كانت في غرفتها تقف تمشط خصلاتها وتتحدث مع ليان عبر الهاتف قائلة :
- خلصت يا لينو أهو عشر دقائق وهنزلك ، مش عارفة بس لزومه إيه المشوار ده كنت رجعت مصر النهاردة ، الولاد وحشوني أوي .
تحدثت ليان عبر الهاتف بنبرة معاتبة :
- شِذي راح تزعيلني منج ، يعني ما تبغين تطلعين وياي ونلف الشارجة ويا بعض؟ أنا كان وِدّي اخذج دبي عند برج خليفة والجميرا بس تتعوض المرة الياية إن شاء الله .
ضحكت ديما وأردفت وهي تضع الطوق المزخرف فوق رأسها وتتأمل ملامحها في المرآة :
- مرة جاية إيه ؟ لاء المرة الجاية إنتِ اللي تيجي القاهرة وأنا اللي هفسحك ، يالا اقفلي وانا هنزلك أهو .
أغلقت معها واتجهت تحضر حقيبة يدها ولكنها استمعت إلى طرق على باب الغرفة فاتجهت لتفتح الباب فوجدته أمامها يطالعها بثقب فتقدمت تقف مقابلة له وتنتظر حديثه وبدى التعجب على ملامحها ليردف بنبرة مبطنة بالثقة :
- جيت أسلم عليكي قبل ما ارجع فرنسا ، واقولك اني هستناكي هناك .
أدهشتها ثقته لذا ابتسمت تتكتف وتردف بنبرة لينة :
- شكرًا يا أستاذ ثائر وأنا بجد ممتنة لمقابلتنا هنا وكانت من دواعي سروري بس للأسف هتستنى كتير ، عرضك بالنسبالي مستحيل .
تأملها لثوانٍ ولم يحيد نظره عنها حتى بعدما لاحظت وتوترت ليسلط نظره على خصلاتها الناعمة والقصيرة التي لم تتجاوز أكتافها ، انكبت عينيه على الطوق المزخرف الذي تقيد به تمرد خصلاتها لذا لا إراديًا منه امتدت يده بشكلٍ مفاجئ ينتشله من فوق رأسها فشهقت وابتعدت خطوة للخلف تطالعه باستنكار وتساءلت :
- إنت بتعمل إيه ؟
نظر لها وابتسم ثم نظر للطوق في يده ولوح به يردف بثبات :
- هخليه معايا وهرجعولك في فرنسا ، يالا سلام .
التفت يغادر تحت صدمتها من فعلته ليصل أمام المصعد وقبل أن يستقله التفت يطالعها ويستطرد بنبرة مبهمة تحمل حنينًا يخفيه وراء جدار جليده :
- سلميلي على مصر .
دلف بعدها المصعد واختفى من أمامها لتقف عاجزة عن فهم وإدراك شخصية هذا الرجل ، لم تقابل مثله من قبل وهذا يجعلها على حذرٍ دائم معه ، يكفيها من الخيبات ما يؤهلها لتحذر من البشر خاصةً هو بغموضه وعلامات الاستفهام المحيطة به من كل جهة .
رفعت يدها تتحس خصلاتها وتتمتم بذهول وهي تتجه للداخل وتغلق الباب :
- مجنون .
دلفت تتجه نحو المرآة وتنظر لنفسها مجددًا وتتساءل عن سبب تحديقه بها ولِم أخذ منها تذكارًا ؟ لمَ أطال النظر لخصلاتها البنية فهي لا تمتاز بالسُمك والطول كما يحب الرجال ؟
❈-❈-❈
العودة إلى الوطن هي الأصل ، هي الدفء ، هي السكينة .
عادت إلى مصر بعدما قضت ثلاثة أيام في دبي ستسجلهم في ذاكرتها بالأيام الخيالية على الإطلاق .
ليس فقط لأنها حضرت مؤتمر الشارقة الأدبي ولكن لقاءها بثائر ذو الفقار فاق كل توقعاتها ، حديثها معه إلى الآن تظنه حلمًا تمنته ، محاورته رغبة تملكت منها ولم تتوقع قط أن تتحقق ، وأخيرًا عرضه لها وتوديعه المميز والذي لن ينقشع من ذاكرتها أبدًا .
يعرض عليها فرصة عملٍ في فرنسا ؟ بأي ثقة أتى وألقى عرضه هكذا ؟ ويخبرها أنها جبانة ؟ أنها غير مميزة وأن ما تفعله يعد شيئًا نمطيًا ؟
حسنًا ربما هو هكذا بالنسبة لشخصٍ مثله تمرد على المجتمع وانحرف عن مساره وأضحى كاتبًا مشهورًا نال إعجاب أعدائه قبل محبينه وهي أولهم ولا تنكر هذا قط .
ولكن بالنسبة لها هي حققت حلمًا كان ضربًا من ضروب الخيال ، لقد كتبت قصتها بسلبياتها وإيجابياتها وانتشرت وعُرفت بامرأة السلام دون أن يصدق أحدًا أنها البطلة .
لقد لمست قلوب جميع النساء المقهورات في وطنها والعالم العربي دون أن تقع في بئر شفقتهن عليها .
لقد حققت معادلة صعبة في مسارها وتحررت من قيود شخصٍ نرجسي متسلط وقاسٍ واستطاعت الفرار من أسوار متاهته هي وصغارها وهذا بالنسبة لها إنجازًا عظيمًا وستسعى دومًا لتحقق المزيد من الإنجازات ولكن هنا بين عائلتها ومن يحبونها وليس في الغُربة .
هو مخطئ وبارد ، باردًا للدرجة التي جعلته يصدق أن التميز هو الوحدة والغربة ، يريدها أن تترك وطنها ودفء أسرتها وترحل مع صغيريها لبلدٍ بارد يفتقد الدفء وتواجه كل هذا الصقيع والتيار المعاكس فقط لتحصل على لقب تميز في عينيه ؟ هه مغرور .
كانت تتصفح هاتفها وتقرأ الرسائل التي وصلتها ، إحداهما تعبر لها عن امتنانها بأن القصة قد الهمتها حلًا سيجعلها سعيدة ، وأخرى تشتكي لها أنها عانت من ويلات زوج نرجسي ، وأخرى تعبر لها عن كونها شخصية مسالمة وضعت ضوابط وسطية سليمة لا تشجع على الطلاق ولا تساعد على الاستعباد .
لتجد منشورًا منه قد ظهر لها كجميع منشوراته ، صورته يقف يدلك خصلات حصانٍ بني اللون يمتاز بالجمال وبراعة الخلق .
خصلاته ناعمة مسترسلة بشكلٍ رائع ليعلق ثائر أسفل منشوره بالفرنسية موضحًا :
( ما يميز الفرس ( الحِجْر ) ويجذبك إليها أولًا هي خصلاتها ، جميلة ناعمة و .. بنية ، لو أننا أخفيناها لن ننبهر بها مجددًا ) .
قطبت جبينها تحاول فك شيفرة منشوره ، ماذا يقصد ؟ من المؤكد لا يقصد الخيل حقًا فمن ذا الذي سيخفي خصلات الخيل ؟
قطع حبل أفكارها دخول داغر عليها في غرفتها حيث تقدم منها وجلس أمامها يحدق بها ليستشف ما بها ولكنه عجز عن تحديده لذا تساءل :
- مالك يا ديما ؟ من وقت ما رجعتي وانتِ علطول كدة بتفكري ، في حاجة حصلت ؟
أمعنت النظر فيه جيدًا ثم نظرت نحو باب الغرفة حيث يلعب الصغيران في الخارج لتزفر بقوة وتردف موضحة حيث أرادت مشاركته ليؤكد لها أنها على صواب :
- داغر أنا قلتلك قبل كدة إني بقرأ لكاتب كبير ومعروف اسمه ثائر ذو الفقار ، هو مصري بس عايش في فرنسا من سنين ومعاه الجنسية الفرنسية ، حواليه أسئلة كتير بس في المجمل هو محبوب من ناس كتير وأولهم العرب برغم إنه بينتقدهم وخصوصًا المرأة ، لدرجة انهم دعوه على مؤتمر الشارقة وحضر فعلًا واتقابلت معاه .
أولاها انتباهه وهو يستند بذراعه على فراشها وبدأ يركز معها جيدًا لتتابع بشرود حينما تذكرت حديثه :
- ماقدرش أنكر إن كتبه هي اللي ساعدتني أتخطى حاجات كتير سيئة في حياتي ، ألهمتني أفكار كتير ، كلامه كان له تأثير إيجابي عليا ، بس هيفضل لغز بالنسبالي .
- طيب انتِ مالك بيه يا ديما ؟ واتقابلتِ معاه إزاي يعني ؟
سألها داغر بقلق وهو يتمعن في ملامح شقيقته بدقة فحدقت به تسترسل بثقة وثبات بعدما فهمت إلام يرمي بسؤاله :
- بعد ما قلت كلمتي عن المرأة تقريبًا كدة لفت انتباهه واشترى كتابي وقرأه ومش هتصدق قال لي إيه .
تجهمت ملامحه خيفةً وتساءل بأنفاس ثقيلة :
- قالك إيه يا ديما ؟
زفرت بقوة وازدردت ريقها تستطرد :
- عايزني أسافر فرنسا أشتغل معاه في المجلة وأكتب براحتي هناك وأثبت وجهة نظري للمجتمع الغربي ، بمعنى أصح بيطلب مني اتحداه ، بيقدملي فيزا وشغل بمبلغ مجزي جدًا مش سهل يترفض وفي المقابل عايزني أسيب مصر وأهلي وأعيش هناك .
غمر الرعب قلب داغر وأردفت برفضٍ تام تغلفه نبرته الساخرة :
- ده مجنون ده ، فرنسا إيه اللي تسافريها وانتِ معاكِ عيلين ؟ سيبك منه ده شكله مفكر إنك واحدة متحررة وكل حاجة عندها عادي .
هكذا أرادته أن يثبت لها صحة رفضها لذا تنهدت بعمق تومئ له مردفة :
- فعلا ممكن يكون أخد عني فكرة زي كدة ، أنا بس استغربت عرضه وبصراحة اتفاجئت بعرض زي ده ، أنا لسة في بداية الطريق وربنا مَن عليا وكرمني من وسع فمحتاجة أفهم الحكمة من حاجة زي دي وفي التوقيت ده ؟
أردف يؤكد لها ما يحاول إثباته لنفسه :
- الحكمة إنك تتحديه طبعًا بس وانتِ هنا في مصر ، تحاولي توصلي صوتك وصوت أي ست مظلومة وحقوقها ضايعة ، تتكلمي عن اللي المفروض يكون عليه الوضع وزي ما كتابك اتشهر في الوطن العربي سهل يتشهر برا كمان وصوتك يوصل .
نهض يربت على كتفها ويتابع بمغزى وقلق يراوده خاصة حينما وجدها مازالت شاردة :
- روقي انتِ بس وقومي يالا اقعدي معانا برا وماتفكريش كتير ، انسي اللي قاله يا ديما ده واحد مفكر كل حاجة سهلة .
أومأت له وتركته يغادر ثم زفرت ونهضت تتحرك نحو الخارج لترى صغيريها وتنتظر يسرا التي هاتفتها وأخبرتها أنها آتية لرؤيتها .
❈-❈-❈
عاد إلى فرنسا وإلى منزله وإلى وحدته وصقيع فؤاده .
جلس خلف مكتبه في دار النشر يتذكر تلك المصرية وفي يده قصتها يقرأها للمرة الثانية ويبحث داخلها عن شيئ معين .
عرضه عليها لم يأتِ من فراغ ويعلم أنها لن تقبل بسهولة ولكنه أرادها أن تتحداه ، سيفتح لها المجال لتثبت نفسها أمام المجتمع الأوربي وتريهم هل حقًا المرأة العربية هي الأقوى والأنجح والتي تنفرد بالتميز أم أنها كلماتٍ كتبت على ورقٍ فقط !.
ابتسم حينما تذكر التذكار الذي انتشله منها قبل رحيله ، لم يُعرف بأفعالٍ متهورة قط ولكنه أراد أن يثبت لها أنها ستأتي ، عاجلًا أم آجلًا ستأتي .
زفر بقوة ووضع الكتاب جانبًا ثم التقط هاتفه يتفحصه وينظر نحو المنشور الذي نشره صباح اليوم ، ترى هل رأته وفهمت معناه ؟
❈-❈-❈
نزل داغر إلى الورشة ليباشر عمله بعد عودته من المصنع الذي أصبح العمل به مملًا ولكنه يتحامل على نفسه .
خاصةً وأن ذلك الماجد يتعمد دومًا إثارة غضبه ولأنه يوقن أن البقاء هنا له بات يتجاهله ويؤدي عمله فقط .
دلف فوجد صالح قد سبقه ويفحص إحدى السيارت فألقى السلام عليه واتجه يرتدي مريول العمل ثم ذهب نحو سيارة أخرى ليفحصها وتساءل :
- الحاج عامل إيه يا صالح ؟
أجابه صالح وهو منشغلٌ فيما يفعله :
- حالته مش عاجبيتني يا داغر ، هو بيقول إنه منيح بس أنا عارف أبويا ، دعواتك .
بدا الحزن على ملامحه وزفر يجيبه :
- ربنا يشفيه ويبارك فيه ، إن شاء الله خير وشوف لو محتاج أي حاجة إحنا موجودين .
- تسلم .
انشغلا في عملهما والصبية حولهما لتقف بعد دقائق سيارة اشتاق لقائدتها ، لم يرها منذ عدة أيام لدرجة أنه قرر أن يتجاهلها فهي من اختارت أن تبتعد لذا فحينما هاتفته اليوم لم يجبها .
أتت وتوقفت أمامه تطالعه بنظرات ذات مغزى قبل أن تترجل ، لو أن للنظرات صوتًا لصرخت عيونهما معترفة بحب كلٍ منهما للآخر .
أطرق رأسه بتوتر وشعر بنبضاته تكاد تخترق قفصه لذا زفر بقوة واعتدل حينما ترجلت واتجهت ترحب بصالح الذي أومأ لها باحترام واستمر في عمله .
خطت حتى توقفت أمامه وسألته وفي عينيها لمعة احتياج :
- مش بترد عليا ليه يا داغر ؟
هو أضعف من أن تواجهه إحداهن خاصةً إن كان ينبض القلب لها ، أضعف من تحمل هذا ، الآن يمكنه الاعتذار لها بدلًا عنها ولكنه تذكر تخليها وبُعدها عنه لذا أبعد عينيه يجيبها بجدية جديدة عليها :
- أبدًا يا آنسة بسمة انشغلت في المصنع شوية ، إنتِ عارفة إني لازم اهتم كويس وإلا ماجد بيه ممكن يضايق .
نطق الأخيرة بمغزى فزفرت بضيق وأشارت له نحو المقاعد تسأله :
- ممكن نقعد ونتكلم ؟
مسح على وجهه فهو لم يكن يريد ذلك ولكنه أومأ وتحرك معها وجلسا فاسترسلت بعتابٍ مبهم :
- إنت عارف أنا روحت الشركة ليه ؟
استند برأسه على ذراعه يجيبها :
- الشركة شركتك والمصنع مصنعك وإنتِ براحتك تقرري عايزة تبقي فين .
تعلم أنه حزين لهذا أتت لتوضح له لأنه ذو أهمية كبيرة لديها ولا تعلم لأي مدى ستصل هذه الأهمية وتعلم أنها ستظل تتألم هكذا ولكن لا فرار من ذلك لذا أردفت موضحة :
- هما 3 شهور بس يا داغر وهرجع المصنع تاني ، هضبط الأوضاع في الشركة وأرجع تاني وماجد هيتنقل لإدارة فرع اسكندرية وأنا أقنعت أونكل بده ، خليك مكاني في المصنع المدة البسيطة دي ، أنا مستحيل أثق في ماجد بعد اللي شوفته في الشركة ، أنا ثقتي فيك إنت ومش عايزاك تزعل مني صدقني أنا بنفذ وصية بابا .
حن قلبه بمجرد أن أنهت كلماتها لذا توترت نظرته من حولها فتابعت بعيون لامعة لمعانها تخفيه بصعوبة خاصةً وأن القلب هنا يؤدي دوره على أكمل وجه :
- ياريتني أقدر أبعد عن كل المحيط اللي أنا فيه ده ، ياريت ينفع أسيب كل حاجة وآجي أعيش وسطكوا هنا ، مع خالتو منال وديما ودينا ، صدقني ده اللي بتمناه بس صعب جدًا للأسف ، وصية بابا ماقدرش أفرط فيها ، تعبه طول سنين عمره ماقدرش أسيبهم يضيعوه باستهتارهم .
تبدل حزنه وغضبه وحل محلهما الدعم والاحتواء الذي أتت لتتنعم به فأجابها بثقة :
- اعملي الاتنين وماتخليش في نفسك حاجة وأي حد هيتعرضلك يواجهني ، نفذي وصية والدك وتعالي اقعدي مع خالتك منال وديما ودينا زي مانتِ عايزة ، يحمدوا ربنا إن معاهم بنت بميت راجل زيك محافظة على حالهم ومالهم ، هما عارفين كويس أنهم من غيرك ضايعين .
لمح فرحة دعمه وتشجيعه تتراقص في عينيها فزفر يؤنب نفسه على اتخاذ موقف منها لذا تابع يراوغ :
- وبعدين أنا مش زعلان منك يا بسمة أنا بس بتخنق من أسلوب اللي اسمه ماجد ده ، بيفضل يتشرط وعامل نفسه فهيم وهو بهيم .
ضحكت عاليًا ضحكة رنانة فانتعش على إثر ضحكتها وغمز لها بغيرة تلقائية يشير نحو صالح والمارة ويردف :
- بس خلاص مايصحش كدة .
تحمحمت تنهي ضحكتها وتابعت بسعادة بعدما حصلت على رضاه :
- سيب ماجد عليا أنا هكلمه ، وأنا أصلًا فهمته إني مدياك كل الصلاحيات بس هو رخم شوية .
نظر لها باستنكار معبرًا عن الكثير والكثير من ثقل الدم فعادت تبتسم ليردف بغيرة تختفي بين طيات نبرة هادئة :
- ماتتكلميش معاه يا بسمة أنا هتجاهله علشان خاطرك ، بم إنه يعني هيسيب المصنع والقاهرة كلها ، الحمد لله كثيرًا .
عادت تضحك وعاد يغمز لها حيث أنها تمتاز بضحكة أنثوية عالية يسمعها من في الأرجاء وهو يغار ويتمنى ذات يوم ألا يسمعها سواه .