قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 24 - 1 - الأحد 8/12/2024
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل الرابع والعشرون
1
تم النشر يوم الأحد
8/12/2024
كانت سابين قد انتهت من دوريتها للإطمئنان على المصابين بمساعدة تلك العجوز شارول التى تعرفت عليها من خلال الملك آيدان...كما كان يوماً مرهق ولكن كان هذا أفضل من البقاء مع هؤلاء الرجال المشككين برأيها...
هى تعلم أن حديثها ليس بالمقنع لكثيرون فكيف لإمرأة أن تفعل كل هذا بملوك...تنهدت سابين بإرهاق وهى تسير عائدة للمخيم...ولكن أثناء ذلك رأت فتى يتشاجر مع أحد الجنود ضخم البنيه...والذى كان يكيل للفتى الكثير من اللكمات التى لا تتناسب مع جسده الهزيل....
بينما كان هناك أناس كثر يشاهدون من بعيد ويخافون التدخل فيصيبهم ما أصاب الفتى...كما كان هناك بعض الجنود يشاهدون بإستمتاع ما يحدث للفتى على يد صديقهم ...ومن ثيابهم أدركت أنهم من رجال الملك نيكولاس....
لهذا أسرعت بخطاها نحوهم بل ركضت بأقصى سرعتها فحالة الفتى سيئه...ويكاد يقتله ذلك الأرعن الذى يتباهى بقوته أمام فتى لا يصل لنصف طوله.... اصبحت سابين أمامه وأمسكت بيده التى كادت تلكم الفتى بوجهه...والذى لم يتبقى به مكان معافى وقالت بصوت حاد قوى:ما الذى تفعله ستقتل الفتى بيديك العاريتين؟!...
نظر لها الجندى بإستصغار وقام بدفعها بقوة مما جعلها تبتعد عنه بضع خطوات...وهو يقول بحده ليصيبها بالخوف كما هو حال الواقفين يشاهدون ولم يحاول أحدهم التدخل خوفاً من أن يصيبه ما اصاب هذا المسكين:فالترحيلى من هنا قبل أن أجعل من جسدك المثير هذا قطع صغيرة لن يستطيع أحد مهما حاول تركيبها معاً...
انهى حديثه واستدار ممسك بتلابيب الفتى الذى فقد الوعى منذ مدة لا تعلمها وكاد يلكمه من جديد...وهذا أشعل غضب سابين التى حاولت حل الأمر بطرق سلميه ولكن كالعادة الطرق السلميه لا تصلح مع كثيرون...فقالت بصوت خفيف وهى تسير نحوه ممسكه بيده:أيها الحقير...وقامت بصفعه صفعة مداوية سمعها الجميع....
كانت جميع النظرات زاهلة مما فعلته هذه المرأة فقد حدث كل شئ بأقل من اللحظة...ومعها اشتعل غضب الرجل الذى ترك تلابيب الفتى الذى سقط أرضاً كالخرقة الباليه...وأمسك بكف سابين وكاد يكسر يدها التى صفعته...ولكنها كانت أسرع منه فى سحب خنجرها الخاص وطعن خاصرته...ثم انخفضت بجسدها تتفادى لكمته وطعنت قدمه واخرجت خنجرها وأدرات رأسه ولكمته من جديد على وجهه وهى توجه رأس خنجرها لفكه مما جعله يبصق الكثير من الدماء....كما فقد بعض أسنانه قامت بكل هذا بأقل من ثانية وبكل رشاقة وخفية جعلت الجميع ينبهرون من تلك السيدة...
هنا شعر الجنود بالخطر فأخرجوا أسلحتهم لقتلها فقد تعدت على رفيقهم الذى نظر لأسنانه الملقاه أرضاً بزهول...فقد قامت إمرأة بصفعة مرتان وطعنته وهو لم يمس شعرة واحده منها....فأخرج سيفه وبدأ يقاتلها بشراسه وسابين تتفاده ولكنها لم تكن بالسرعة الكافيه لتتفادى سيفه الذى نجح بجرح كتفها....
وأثناء ذلك كانت ليلى ولينا ذاهبتان لجلب بعض الطعام...وكانت لينا أول من رأت سابين فصرخت وهى تقول:ليلى إنها سابين...فنظرت ليلى لما تشير إليه لينا فإتسعت عينيها رعب على شقيقتها وأسرعت نحوها دون تفكير....وهى تخرج خنجر ليس ملكها واقتربت منهم وأمسكت بأحد الجنود ووضعت خنجرها على عنقه....وهى تقول بعنف:ابتعد عن شقيقتى أيها اللعين حتى لا أشق عنقه...وشددت من غرس خنجرها الحاد بعنق الجندى قالتها بصوتها الناقوسى الذى لفت جميع الأنظار لها....
فتنهدت سابين بحده حين رأتها فهى لن تتوانى فى قتل أى أحد من الواقفين إذا أحست بالخطر وهذا قد يتسبب بمقتلها....لهذا قالت سابين بصوت قوى:فاليقم الجميع بإنزال سلاحه الآن....وأنت الأخرى أنزلى سلاحك....
كادت ليلى تجيبها إلا أن الجندى الذى كانت تقاتله سبقها بالحديث قائلاً بسخرية وحده:وهل تظنين أننا سنتلقى الأوامر من عاهرة مثلك...كما أننى كنت سأرحمك بشق عنقك سريعاً...ولكن لأنك شقيقة بهذه العاهرة الصغيرة سأقوم بتقطيع جسدك هذا لأشلاء....
هنا أجابته ليلى بإنفعال:حاول الإقتراب منها خطوة وحينها أقسم أن أمزق وجهك اللعين هذه المرة...ولن أكتفى ببعض اللكمات كالمرة السابقة...أجل فهذا هو اللعين الذى قامت ليلى بلكمه من قبل لأنه كان يتعدى على أحد الخادمات بالقصر...والذى بسببه تم كسر يدها...
ابتسم الرجل بسخرية حينها ادركت ليلى ما سيقوم به هذا اللعين...لهذا قامت بطعن الجندى الذى تضع الخنجر على عنقه بكتفه وأدرات الخنجر به مما جعل الجندى يصرخ بقوة وهو يسقط أرضاً من شدة الألم....فحاول الجنود الأخرون الإقترب منها فإبتسمت ليلى بجنون وهى تقول بإنفعال:الطعنه القادمه ستكون بعنقه اللعين...فاليقم الجميع بإلقاء سلاحه أرضاً الآن....قالتها بحده مما جعلهم ينظرون لبعضهم البعض وقاموا جميعاً بإلقاء أسلحتهم أرضاً فأخرجت ليلى خنجرها من كتف الرجل الذى كانت تمسك به...وركلته بقدمها على وجهه فسقط مغشى عليه...
وقبل أن يقترب منها أحد من الجنود أسرعت نحو اللعين الذى أصاب كتف شقيقتها...والتى كانت تنظر لما قامت به بزهول فهى لم تتوقع أن تكون ليلى بمثل هذه الشراسه...والتى أصبحت أمام الرجل بأقل من ثانيه وبدات تكيل له اللكمات القوية...وهى تقبض بيدها على رأس الخنجر كما كانت تفعل سابين منذ لحظات حتى تصبح لكماتها أكثر قسوة وقوة...فكانت كل لكمة تسبب جرح بوجهه حتى سقط أرضاً وأصبحت يدها مليئه بدمائه...
بينما كان الأخر قد فقد وعية من شدة اللكمات فأصبح حاله مشابه لحال الفتى الذى كان يكيل له اللكمات منذ قليل...كانت سابين تخشى من اقتراب أحد الجنود منهما...لهذا كانت تحمى ظهر ليلى التى اجهزت على الرجل حتى أصبح جثة هامدة...بينما كانت سابين تحمل خنجرها بيد والأخرى سيف الجندى الملقى أرضا تحاول منع الجنود من الوصول ل ليلى...ولقد كان الأمر لا يحتمل فهم خمسة أشخاص وهى بمفردها وتعلم أنهم لن يرحمونها إذا أمسكوا بها...كما كاد أحدهم يصل إلى ليلى فهى لهذا صرخت سابين عليها قائلة بإنفعال وهى تقاتل الرجال الذين تكاثروا عليها:اللعنه فالتبتعدى عنه فى الحال ستتسببين بموته....
عادت ليلى لوعيها فى اللحظة التى صفع بها أحدهم سابين وأمسك بها الأخر من الخلف....وقفت ليلى وهى تنظر لهم بشراسه وهى تمسح وجهها بيدها الملطخه بدماء الرجل ثم بصقت على الأرض وهى تقف بوضعية الإستعداد قائلة بصوت مهتاج:من التالى؟!...
كان الجنود يشعرون بالغضب الشديد فتحرك إثنان منهم نحوها ليلى...فقد تم التقليل من شأنهم على يد إمرأتين...كما كانوا يشعرون ببعض الخوف فكلتاهما شرستين وهم على معرفة مسبقة بأحداهن...والتى أخبرهم سيدهم أن يبتعدوا عنها وألا يمسونها بسوء ولكنها أهانتهم أمام الجميع....ويجب عليهم ان يلقنوها درس على ما تسببت به من اهانة لكرامتهم وكبريائهم....
كما قرر الثلاثة المتبقين التخلص من سابين التى بدأت تنازع للفرار من بين الجندى الممسك بها من الخلف...وعندما فشلت بهذا كان أحد الجنديين قد صفعها بقوة على وجهها الذى مال للإحمرار بسبب قوة الصفعه ولكن سابين لم تظهر هذا...
وكاد الجندى الأخر لكمها بأمعائها فرفعت قدمها وركلته ثم صدمت رأسها برأس الممسك بها بقوة مما جعل توازنه يختل ويترك يدها....أجل كانت تشعر بالدوار ولكن يجب عليها الإكمال وإلا ستكون حياة صغيرتها الثمن...لهذا حاولت التماسك وهى تعود لتحمل خنجرها العزيز لتقاتل من جديد...
بينما الأخرين قد نجحا فى الإمساك ب ليلى وقام أحدهم بلكمها بقوة وكاد يعيد الكرة...إلا أن صوت السيد ريكمان قد منعهم من هذا....والذى أتى مع لينا التى أسرعت للمخيم تستغيث بأحدهم لمساعدة الملكة وليلى فكان السيد ريكمان أول من قابلته...
والذى أسرع معها ليرى ما يحدث ولكنه لم يكن يظن أن الأمور قد تصل لمثل هذه الدرجة اللعينه...
تحدث السيد ريكمان صوت جوهرى:فاليتوقف النزاع الآن...أيها اللعناء الأغبياء كيف استطعتم فعلها لقد قضى عليكم....نظر له جميع الجنود باحترام وخوف بالوقت ذاته فهم يعلمون من هو السيد ريكمان وما هى سلطته لهذا تركوا سابين وليلى...إلا أنهم ولحظهم السيئ لم يروا الملكة سابين من قبل...كما لا يعلمون القرابة التى تربطها ب ليلى وأنها شقيقتها...فهم رجال رالف ورجاله يهتمون بالأمور الخارجيه فقط ولا دخل لهم بما يحدث فى الأمور الداخليه لهذا هم لا يعلمون بأى مصيبة قد أوقعوا أنفسهم...
تنهد السيد ريكمان بإرهاق وهو مدرك أن القيامه ستقام اليوم....وهو الذى ظن أن ما حدث بالإجتماع صباحاً كان أكثر من كافى لإرهاقه باقى اليوم...ولكنه كان مخطئ فها هى المصائب تحل عليه واحدة بعد الأخرى دون أخذ استراحه...ولكن رغم ذلك هو يشكر الإله أنه من صادف لينا وليس أحد غيره فحينها يقسم أن الأمر كان سيتحول لمذبحة....
اسرع ريكمان بالإقتراب من سابين يعاينها بعينيه يحاول الإطمئنان علي زوجة الملك إستيفان الذى سيقطع رقابهم جميعاً جراء ما فعلوه بزوجته العزيزه...والتى كان جسدها ينزف بأكثر من مكان فقد جرحها بعضهم حين حاصروها....كما كانت وجنتيها اليمنه شديدة الإحمرار وهناك أصابع يد مرتسمه عليها دليل على قوتها...ولم تختلف ليلى عنها ولكن اصابات الملكة كانت الأكثر...
تحدث ريمكان بتوتر:أعتذر بشدة ملكة سابين فهم لا يعلمون هويتك أقسم أن أذيقهم الويل...أعتذر مرة ثانية على ما تسبب به هؤلاء اللعناء بك وبشقيقتك... كان يحدثها بينما كانت سابين تنظر له بحاجب معقود بحده وانفاس متسارعه...
بينما كان الجنود ينظرون إليها الآن برعب حين ذكر السيد ريكمان اسمها...فقد ادركوا أن حياتهم ستنتهى ولن يستطيع الآن أن يساعدهم أحد...لم تجيبه سابين بل أسرعت نحو الفتى تطمئن عليه....وهل مازال على قيد الحياة أم فارقها؟!..وذلك بعدما ألقت نظرة شاملة نحو ليلى التى تحتضنها لينا وتبكى بشدة خوفاً عليها....فأومأت لها ليلى برأسها تخبرها أنها بخير بينما تربت باحدى يديها على رأس لينا لتهدأها فالأخرى تشعر بالزعر بسبب ما شاهدته...بيننا يدها الأخرى لم تستطع رفعها فهى تؤلمها بشدة...فهى الآن فقط شعرت بألمها يعود من جديد وبقوة...ولكنها ستتحمل حتى تعود لخيمتها وحينها ستطلب من شقيقتها أن تعالجها...