رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 21 جـ 1 - 2 - السبت 7/12/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الواحد والعشرون
الجزء الأول
2
تم النشر يوم السبت
7/12/2024
الإستخبارات العامة ( مكتب معتصم) ..
مراوغ شرس قادر على كسب المعارك فلفطنته وذكائه يحسب كل الحسبان ، لكن الآن قد شوشت أفكاره بفعل تلك المتوحشة ، لينهر نفسه بقوة ...
- لازم أهدى كدة ... وأركز تاني فى شغلي ... هي دلوقتِ خلاص حتتجوز ... يعنى لازم أشيلها من دماغي ...
ضحك ساخرًا من نفسه محدثًا إياها ...
- أشيل مين من دماغي ... هي مش في دماغي أصلًا ... أنا بضحك على نفسي ولا إيه ... أنا متأكد إنها ولا حتهز مني شعرايه أساسًا ... عشان كدة حطيتهم هم الإتنين معايا فى المجموعة ... عشان أنا محدش يهزني ولا يأثر فيا ...
تلقى إتصال من "عمر" يرتب معه بعض الأعمال التى سيتم التعاون فيما بينهم على تنفيذها حين لاحت طرقات جادة للغاية بباب مكتبه ، أنهى إثرها "معتصم" مكالمته ليسمح للقادم بالدخول ...
- إدخل ...
بثبات قوى وقلب أجوف كان ينتظر من إستأذن بالدخول دون الإكتراث له ، لكن حين أهلت متمردته أمام عيناه شعر بقلبه ينتفض بقوة ، تصارعت دقاته بإنفعال لم يظن أنه يمتلك هذا الإحساس الجارف تجاهها ، هو من كان يظن أنها لا تؤثر به إقتلعت قلبه الهادئ من موضعه ليثور بإجتياح لجسده كاملًا ...
لكنه لا ينكر أنه بتلك اللحظة شعر بمدى إشتياق عينيه لرؤيتها ، تحجر ريقه الذى حاول إبتلاعه بصعوبة وهو يستقيم ببطء مثبتًا حدقتيه تجاهها ليهمس بشوق لم يصل لمسامعها ...
- "عهد" ...
كانت "عهد" مضطرة على الذهاب إليه مجبرة على قبول العمل معه فهي لا تملك رفاهية الرفض الآن ...
بخشونتها المعهودة وتحفيز نفسها بأنها أقوى من مجرد لقاء به وأقوى من أن تميل إليه فمنذ لحظة رحيلها من الكوخ هو لا يمثل لها أى شيء ، تلاشت كل ما حفزته بنفسها بمجرد رؤيته خلف مكتبه وهو يستقيم ناظرًا نحوها بذات النظرة القاتمة الغامضة التى إختلج لها قلبها ، لقد ظنت أنها تقدر على نسيانه لكن الأمر يبدو خارجًا عن سطوتها ...
لقد تمرد القلب وإنفلتت قيودة لكنه مثل الغيوم مهما حاولت تخبئتها تظهر فالسر يختبئ بالصمت ، من قال أن الصمت لا يتكلم ...
طالت نظراتهم دون التفوه أو التصريح ، نظرات تآلفت وتعانقت دون إقتراب ، تابعتها دقات قلوبهم المتصارعة وتنفسهم المضطرب ، لولا عناد كل منهم لإعترف كلاهما بعشقه للآخر ...
ود لو يسحبها بقوة من ذراعها نحوه يعنفها على تركها له ويعترف بشوق أخفاه بقلبه لكن حائل بداخله منعه ، شئ أثار حنقه وكرامته فهي ستتزوج من آخر ، لا يدرى لم يحاسبها على إختيارها لحياتها ، إحساس بالخيانة رغم أنها لا يجب أن توصف بذلك ...
عنادها بأن تتفهم سبب إخفاء المهمة عنها وأنها كانت أدنى من أن يوضح لها الأمر رغم معرفته جعلها ترفع رأسها بشموخ حتى لو كان قائدها ...
عادا ليتنافران كقضبان المغناطيس قطع نظرات التحدي رغم العشق المخفي بين طيات عيونهم حضور "طه" الذى كان يبحث عن "عهد" منذ مجيئه ...
- صباح الخير ....
إلتفت كلاهما لـ"طه" وقد رمقته عيونهما تتهمه بالتطفل وإقتحام تواصلهما فحتى بعنادهما رغمًا عنهم يلتقيان ...
شعر "طه" بالإضطراب كما لو كان جاء بوقت غير مناسب ليردف بتوتر ...
- هو فيه حاجة ولا إيه ... ؟؟؟
دارت رأسه بين "عهد" و "معتصم" حين إستقر نحو "معتصم" يسأله ..
- خير يا "معتصم" باشا ... فيه مشكلة مع "عهد" ولا إيه ...؟!!
حدجه "معتصم" بنظرة حادة قاسية فهل يقصد الدفاع عنها ، هل هو قريب منها لهذه الدرجة حتى يكون هو من يلطف الأمور بينه وبينها ؟؟! بزمجرة قوية أشعلتها نيران الغيرة بقلبه ...
- فيه إيه يا "طه" ... حتى لو فيه مشكلة ... إنت دخلك إيه ...؟!
بإرتباك شديد وإبتسامة متملقة متخوفة ...
- ولا حاجة يا قائد .. أنا بس بلطف الجو ...
كان الرد الخشن آت من "عهد" قبل تفوه "معتصم" ...
- محدش طلب منك تدخل ... أنا مش عَيله صغيرة مستنية إللي يدافع عني ...
مال "طه" بإيمائة خفيفة ...
- أكيد طبعًا ... حد قال كدة بس ...
إلتفت "عهد" بذات الخشونة تجاه "معتصم" كما لو أن مجئ "طه" قطع حبال توترها وأعادها لنفسها وخشونتها ...
- أنا جاهزة للشغل .. شوف حضرتك حنعمل إيه وأنا موجودة ...
تجاهل "معتصم" وجود "طه" ليخصها بحديثه ...
- النهاردة حنجتمع كلنا عشان أوضح لكم المهمة وتفاصيلها ... متتأخريش ...
بنظرات صارمة يغلبها التحدي لإدراكها مقصده ..
- مش بتأخر ... أنا دايمًا مواعيدي وشغلي مظبوطين ... معنديش غلط ...
تقدم "معتصم" سعيدًا من داخله لتلك الحالة التى يعشقها من التحدي التى كانت تجمعهما من قبل ...
- لما نشوف يا عم "فتحي" ...
تذكرت الإسم لتعقد أنفها بغيظ وهي تقابله بإنفعال مكتوم ...
- إسمي "عهد" وبس ... مش أنا إللي يطلع عليا أسامي زى دي ..!!!
رفع "معتصم" حاجبه يقلل من قدرتها على التصرف الآن فهو قائدها ...
- حتعملي إيه يعني ...؟!!
أطلقت حروفها من بين أسنانها المصكوكة بنبرة خشنة ...
- بلاش تطلع العفريت من جوايا يا .... قائد ...
أنهت عبارتها ساخرة منه ليخفى إبتسامة سعيدة حلت بنفسه ليردف بجدية ...
- معادنا الساعة واحدة ...
أجابته بطرف عيناها وهي تستدير نحو الخارج ...
- ماشي ...
لحقها "طه" غير مصدقًا لطريقتها الفظة مع "معتصم" الذى يعامله الجميع بأنه ملك بهذا العمل ...
- إنتِ إزاى تكلميه بالطريقة دي ... إنتِ مش خايفه على روحك ..!!!!
بنظرات مستنكرة أجابته بتقزز ...
- أخاف من مين ...!!! أنا أتكلم مع إللي أنا عاوزاه بالطريقة إللي تعجبني ...
عقب "طه" بإعجاب حقيقي بقوتها ...
- رهيبة يا "عهد" ... بجد برافو عليكِ ...
إتجهت نحو مكتبها ولم يتركها "طه" لتلتفت له بحدة ...
- فيه إيه يا "طه" ... إنت مراقبني ولا إيه ...؟؟! ولا تكونش بتوصل بنت أختك الفصل بتاعها ... إتفضل على مكتبك ...
شعر "طه" بالحرج ليومئ بإنصياع ليتركها ويعود لمكتبه منتظرًا فرصة سانحة ليخبرها بمشاعره ويصرح لها عن رغبته بالزواج منها ....
❈-❈-❈
شركة بيكو للأدوية ...
لليوم الثاني على التوالي بدأت "مودة" عملها بالشركة بالمكتب الذى خصصه لها "رؤوف" ، لكن اليوم كان هادئ للغاية بعيدًا عن صخب الأمس وضجيج "نيره" ...
وجود فتاة لطيفة كـ"مودة" كانت محط إهتمام بقية العاملين بالشركة لتبدأ عملها بنشاط إجتماعي تتمتع به بالتعرف عليهم جميعًا ...
لم تخلو ساعات عملها من بعض المزاح والروح المرحة كما أختها تمامًا ...
- تعالي هنا جنبي وأنا أحبك ...
قالتها بلطافة لتقترب إحداهن قربها بضحكة صافية ...
- ده إنتِ دمك شربات يا "مودة" ...
- الله يحفظك ...
ضغطت على أحد الأزرار بلوحة المفاتيح بالخطأ لتتسع عيناها بقوة ممازحة رفيقتها ...
- هو أنا كدة حترفد ...!!!
اجابتها "ريم" بضحكات لا تنتهي ...
- يا خبر أبيض ... دي القاعدة معاكِ حتودينا في داهية ... أنا رايحة أكل ... ده وقت الراحة ...
رغم ملامحها الجدية إلا أنها أكملت بمزاح يجعل من يقابلها ينتابه الضحك دون أن تتغير ملامحها الجادة ...
- إحلفي ... إنتوا عندكوا أكل ...!!
تركتها "ريم" وهي تحاول تمالك ضحكاتها من تلك الطريفة التى لفتت الأنظار خاصة لـ"حمدي" الذى وجدها فرصة للتودد إليها ..
- أنسة "مودة" ... أخبار الشغل إيه النهاردة .. ؟!!
برغم إجتماعيتها إلا أن هذا الشاب يثير إمتعاضها فور رؤيتها له لتردف بوجه ممتعض ..
- كويس ...
- طيب حلو أوي إنك مبسوطة معانا ...
دارت بعيناها تحاول التهرب من وجودها مع هذا الشاب ثقيل الظل لتجد نجدتها بسارق قلبها حين تقدم "رؤوف" تجاههم ثم وضع ذراعه فوق كتف "حمدي" وهو يقف إلى جواره ...
- ها ... إيه الأخبار ...؟؟!
أشرق وجهها بقوة وهي تعتدل بجلستها لتجيبه بإبتسامة واسعة ...
- تمام .. تمام ... تمام ...
تجاوب معها "رؤوف" ببسمته المميزة وحديثه اللطيف ...
- كل ده ... ما كفاية تمام واحدة ...
تاهت منها الكلمات فبعد أن كانت تمازح الجميع ولديها لباقة شديدة فى الحديث أصبحت تتعثر بإيجاد كلمات مناسبة تخرج من شفتيها بحضوره ...
- حاضر ...
أسرع "حمدي" يقتحم حديثهم ليناله من هذا الحديث اللطيف جانب ...
- أنا جيت أهو أطمن عليها دى لسه فى الأول برضه ...
بغمزته الساحرة التى صاحبت عباراته عقب "رؤوف" ..
- تشكر يا أبو الواجب ... تعالي يا جميلة معايا بقى ...
تحركت "مودة" كالمغيبة فما كانت تنتظر سوى تلك الدعوة منه لتلبيها على الفور ، دلف "رؤوف" تجاه مكتبه برفقة "مودة" و "حمدي" ليشير تجاه مكتبه قائلًا بكرم ...
- إحنا وقت البريك ... ودة حاجة بسيطة كدة تاكليها أكيد معملتيش حسابك على الغدا فى نص اليوم ...
فاهت "مودة" بإهتمامه لتردف بعذوبة ...
- لا شكرًا بجد ... مش عاوزة ...
مال "رؤوف" برأسه محذرًا إياها بلطافة ..
- هو إيه إللي مش عاوزة ... ده ... إجباارى ... هو أنا لو جيت البيت عندكم مش حتضايفيني ولا إيه ...؟؟! وبعدين هو إنتِ غريبة بعزم عليكِ ... يلا إتفضلي خلصي أكلك كله ...
أسرع "حمدي" تجاه أحد العلب الكرتونية المغلقة ليحفز "مودة" على مشاركته ...
- إنتوا حتتعازموا ... أنا جعان ...
أعاد "رؤوف" دعوتها لتناول الطعام ليخرجها من حرجها الظاهر على ملامحها اللطيفة ..
- يلا بقى بلاش كسوف ... أحسن "حمدي" حيخلص الأكل كله ...
طأطأت "مودة" رأسها بحرج ثم هتفت برفض هادئ ...
- بجد لو عاوزة كنت أكلت ... أنا كمان مش بحب الحاجات دى من برة ... أخرى حلويات .. لكن الأكل الجاهز بيعملي تلبك .. شكرًا والله ..
صمت "رؤوف" لوهلة يتطلع نحوها بإندهاش فنادرًا ما يرى أحد لا يحبذ الطعام الجاهز مثله تمامًا ، لفتت إنتباهه بقوة لما هو مشترك بينهم ليبتسم لأول مرة بتقبل من داخله وليست إبتسامة متكلفة من التى تملأ وجهه طيلة الوقت ثم عقب بتفهم شديد ...
- براحتك .. مش حضغط عليكِ .. طالما مش بتحبيه ...
عقب "حمدي" أثناء تناوله وجبته بنهم ...
- حد ميحبش الأكل ده ... ده إنتوا فايتكوا نص عمركوا ... فقريين ...
تطلعت "مودة" بإندهاش تجاه "رؤوف" متسائله ...
- هو إنت كمان مش بتحب الأكل الجاهز ...؟!!
برمشة مازحة من جفناه أجابها ...
- ولا بطيقه ... أنا جايبه عشانك ...
يكفيها أن تكون محط إهتمامه وأن تشغل فكره ولو بأمر بسيط للغاية لتنفعل دقات قلبها وهي تنكس رأسها خجلًا قبل أن تردف ...
- متشكره يا "رؤوف" ... ( لمحت تناول "حمدي" للطعام بينما لم يتناول "رؤوف" شيئًا لتستطرد ) ... وإنت كدة مش حتاكل خالص ...؟؟!
- ساعات بجيب معايا أكل ... وساعات بكسل بصراحة ...
لم تفكر للحظة لتردف على الفور ...
- خلاص .. أنا حبقى أعمل حسابك معايا كل يوم ناكل سوا ... إتفقنا ...
رفع "رؤوف" كفيه للأعلى يقبل دعوتها الكريمة ...
- ماشي ... حد يقول للحلو لأ ...
بقلب مضطرب وخجل أشعل وجنتيها الصغيرتان بحمرة متوهجة كان ردها على حديثه المعسول الذى ظنت أنه يخصها به بمفردها فكم هو لطيف حنون حتى لو مازالت بمثابة أخت له كما يقول لكنها سعيدة للغاية بقربه البسيط ...
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..