رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 22 جـ 2 - 2 - الأربعاء 18/12/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الثاني والعشرون
الجزء الثاني
2
تم النشر يوم الأربعاء
18/12/2024
لمرور الأيام سرعة لا يمكننا حسابها فهي كغمضة عين ، حتى لو ظننا أن الأيام ثقال تهلك القلوب لكن الزمن رغمًا عن حزننا وفرحنا يمر ...
يومان مرا بأحداثهم الهادئة لنصل ليوم جديد ، يوم مرتقب ... إنه يوم الخميس ...
بدأ اليوم بشروق جديد رغم الأجواء الشتوية الباردة ، ومع حلول الموعد الثابت لإستيقاظ "عهد" فهي تعيش بروتينية لا تود مطلقًا تغييرها بل تبحث دومًا عن إستقرار جمود حياتها دون تغيير ...
إستيقظت بالصباح بإستعداد تام ليوم عمل بالمجموعة الجديدة ومهمة جديدة عليها أدائها حتى لو كانت كارهة لذلك ...
دق هاتفها بمكالمة صباحية لتتنهد بضيق قبل أن تجيبها بنفس مقتضبة ...
- ألو ... أيوة يا "وعد" ...
تلقت "وعد" صوتها بهدوئها الحالم وحنوها المعتاد ...
- صباح الخير يا حبيبتي ...
لملمت "عهد" شفاهها التى كادت تنفلت منها كلماتها وسؤالها الذى يشغل بالها عن أحوالها بين جحر الثعابين لكنها إلتزمت الصمت بينما أكملت "وعد" بتساؤل ...
- النهاردة الخميس يا "عهد" .. مش حتيجي برضة كتب كتابي على "محب" ...؟!!
إنفلتت أعصابها التى بالكاد تحملت تماسكها ...
- مش حقدر أشوفك بتقعي قدام عيني و أقف أتفرج ... مش حقدر يا "وعد" ... لو إنتِ راضية ترمي نفسك في النار ... أنا ميهونش عليا أشوفك بتولعيها بإيدك ...
زفرت "وعد" مطولًا تتمنى بأن يكون تخوف "عهد" ما هو إلا هواجس وأن لحياتها القادمة سعادة مخفية بين قلب "محب" وقلبها لتردف بنيتها الطيبة ...
- يمكن "محب" يكون غيرهم ... ويكون هو العوض ... بلاش تشاؤم يا "عهد" .... أنا لسه مشفتش منه حاجة وحشة ....
بطبعها المتوجس القلق طيلة الوقت عارضتها "عهد" ...
- أنا غيرك ... أنا مبعرفش أطمن لحد على طول كدة ... لازم أشك فيه وفي نواياه ناحيتي ... محدش بقى يتضمن الأيام دي ... أنا مش ساذجة يتضحك عليا بسهولة ...
تفاخرت "وعد" بأختها متمنية أن تكون يومًا مثلها ...
- إنتِ مفيش زيك بجد ... يا ريتني شبهك ... بس أنا وإنتِ مختلفين في كل حاجة ... لكن قلبنا واحد ...
صدقت تلك النقية بحديثها فقلوبهن هشة للغاية لا تتحمل لوعة فراق أو عذاب محب ، قلوب عانت الحرمان وتتوقت للحنان والصدق ليخلق نقيضين إحداهما لينة الطباع سهلة المعشر وأخرى قاسية متحجرة لكن يتشاطران القلوب الصافية معًا ...
بعد جمود و صمت دام للحظات وجدت "عهد" نفسها تنطقها بصعوبة لكنها بالنهاية أخرجت الكلمة من بين شفتيها التى لا تخرج سوى كلماتها اللاذعة ...
- مهما كان ... خدي بالك من نفسك .. ( لين لم تعتاده جعلها تنهي المكالمة سريعًا ) .. أنا حقفل ورايا شغل مهم ومش عايزة أتأخر ...
عقبت "وعد" بتفهم ...
- ربنا معاكِ حبيبتي ... أشوفك على خير .. إنتِ كمان خدي بالك من نفسك ...
أومأت بخفة لم تراها "وعد" بالطبع كما لو أنها كانت تنتظر تلك الكلمة الحانية بقلب متلهف أيضًا ...
بعد أن أنهت المكالمة عادت لغرفتها لتؤدي فريضتها قبل أن تنتهي من إرتداء ملابسها الرسمية السوداء وتغادر متجهة لـ(لجهاز) لبدء معركة جديدة مع هذا المتغطرس قائدها المغوار (معتصم) ...
❈-❈-❈
بيت محفوظ الأسمر (وعد) ...
مكالمة كانت تستمد منها طاقة قد نفذت منها لتحاول البدء من جديدة ، يقال أن للنهايات صعوبات فكيف هي صعوبة البداية التى تشعر بها الآن فمنذ اليوم سيعلنها زوجة لـ"محب" الذى لم تكن لتتخيل ذلك من قبل ...
بسمة غريبة علت ثغرها الرقيق وهي تتذكر كلماته المحبة و حنوه الغير معتاد عليها لتشعر بأن ربما تلك البداية هي طريق جديد لحياة هانئة سوف تزج بها ....
❈-❈-❈
بيت النجار ( شقة زكيه) ...
الصادقون يوفون بالوعود ، لا يقتصر الوفاء على من يشعر بالراحة بل هناك متعبين مجهدين للغاية هم أسرع وفاءً من غيرهم ...
قطعت "زكيه" ورقة أخرى من روزنامة الحائط المعلقة تتأمل هذا الرقم الذى إنتظرته ليال طويلة وأيام قاسية ، إنه اليوم المنتظر ...
إستدارت تجاه بناتها اللاتى يتناولن فطورهن خلفها قائله بنبرة يملؤها الأمل ...
- أخيرًا يا بنات النهاردة أول الشهر ... ياااه ده أنا حاسه إنه بقاله كتير أوى لحد ما جه ...
رغم توتر قلبها من تصريح "بحر" لها إلا أنها أكملت بالعمل بالمكتبة لأجل هذا اليوم ، يوم قبض راتبها الذى تعلق عليه كل آمالها بسداد ديون والدتها ، ساعدها أيضًا على بقائها بالعمل أن "بحر" تجنبها بشكل ملحوظ وإلتزم الصمت تمامًا رغم أن نظراته نحوها لا تؤكد ذلك لكنها تصنعت عدم الإنتباه له ...
هتفت "نغم" براحة ...
- أول الشهر ... ده إحنا مستنيينه بقالنا سنة ... إن شاء الله نقبض النهاردة ونجيب لك الفلوس عشان نسد دين طنط "خيرية" ...
مصمصت "زكيه" شفاهها بإشفاق ...
- اه والله ... حتى أشوفها وأقعد معاها .. غلبانة ووحدانيه ملهاش حد ... وأنا لما بستلف منها الفلوس بتكسف أوى أروح لها من غير ما أسد إللي عليا ...
ببسمتها المعتادة عقبت "شجن" ببعض التفاؤل ...
- وأهو خلاص يا ست الكل إن شاء الله نقبض النهاردة وتروحي تديها فلوسها وميبقاش علينا حاجة ...
بنظرة متحسرة وتنهيدة طويلة أجابت "زكيه" ...
- معلش يا بنات ... أول قبض ليكم حاخده منكم عشان نسد السلف ... ياما كان نفسي أسيبهولكم تفرحوا بيه .. بس أنا وعدت ... ووعد الحر دين عليه ...
قفزت الفتاتان يحيطان والدتها بحنان يماثل ما تغدقهما به ..
- ولا يهمك يا ماما ... المهم تبقى دايما راسنا مرفوعة .. ومحدش ليه عندنا حاجة ...
ربتت "زكيه" بكفيها على إبنتيها المعلقتان بأحضانها فربما لم تمتلك المال لكنها إمتلكت فتاتان لا يثقلان بالذهب فهم أغلى ما رأت عيناها ...
❈-❈-❈
(شقة فخري النجار ) ....
شياطين الإنس يجب الحذر منهم أكثر من شياطين الجن ، فمن تأمنه ربما يكون هو الحقد والشر بحد ذاته ، ربما يخدعوننا بمظهر ليس لهم وربما لا نظن أن الضغينة قد طغت بقلوبهم لتصبح بهذا السواد ، نفوس مظلمة تحرق بروحها قبل الآخرين ...
جلست "صباح" تقضم شفاها بغيظ فقد مر عدة أيام ولم ترى أثر لتلك الأسحار التى حضرها الشيخ "كرامه" بعد ...
لم تجد ضالتها سوى بإبنتها لتفرغ بها ضيقها لتصرخ بندائها بصوتها الخشن ...
- إنتِ يا إللي تنشكِ ... يا بقرة سايبة ملهاش حاكم ...
دبت خطوات "راويه" المنفعلة تتقدم نحو والدتها بإنفعال ...
- إيه .. جرى إيه ... ؟! مالك على الصبح .. حد كلمك ولا هو جر شكل وخلاص ...!!!
توسطت "صباح" خصرها بكفيها بسخرية ...
- ليه ... هو أنا قلت غير الحقيقة ... هو إنتِ وراكِ غير الأكل والوقفة فى البلكونة ...
رفعت "راويه" عيناها بسخط نحو الأعلى قائله بفراغ صبر ...
- أستغفر الله العظيم ...
أشارت "صباح" نحو المطبخ تلقى بتعليماتها الصباحية ...
- روحي على المطبخ حضري الفطار لأبوكِ قبل ما ينزل ... أهو تعملي حاجة ليها فايدة ...
عادت "راويه" للمطبخ وهى تغمغم بضيق ...
- طيب ما أنا كنت في المطبخ ... ولا هو أى حاجة عايزة تطلعي فيها غلك فيا وخلاص ...
عقبت "صباح" بصوت خافت للغاية لا يكاد يخرج من شفتيها الغليظتان ...
- غل ... ده أنا مغلولة ... لحد دلوقتِ محصلش حاجة من إللي قال عليها الشيخ ... ولا هم ولا زعل ولا مرض ولا فراق ولا أى حاجة ... هو إيه .. ضحك عليا ... !!!
لتتوعد لهذا الرجل الذى يبدو أنه خدعها قائله ..
- طب والله لو ما شفت منه حاجة النهاردة لأروح له بكرة وأمرمط بكرامته الأرض سي "كرامة" ده ...
سمعها "فخري" دون إستيضاح ما تقول فقد إستيقظ للتو ...
- بتقولي إيه ...؟!!
إعتدلت "صباح" وهي ترقق من صوتها مصطنعة بعض اللين فربما تجذبه تجاهها فهو دائم النفور منها ..
- أبدًا يا أخويا ... دي البت "راويه" معكساني شويه ...
هز رأسه بلا إهتمام ليتجه نحو غرفة المعيشة لينتظر إنتهاء "راويه" من تحضير الإفطار ، بينما إمتعضت "صباح" من معاملة "فخري" التى لن تتبدل مهما حاولت ، لكن يكفيها أنه إلى جوارها حتى الآن رغم إحساسها بكرهه لمعيشته معها ...
❈-❈-❈
المخابرات العامة (الجهاز) ...
لم تكاد تضع موطئ قدمها بالممر الأرضي لمبني الجهاز حتى وجدت "معتصم" يقف بمواجهتها كما لو كان ينتظرها من قبل ...
أهي مجرد صدفة أم أنه يقصد ذلك بالفعل ؟!!
هكذا تساءلت بداخلها وهي تنظر نحوه بأعين مقتضبة تريد فهم ماذا يريد منها بتكرار مناوشاته معها ...
وصل "معتصم" الجهاز قبلها متعمدًا فقد علم مدى إلتزامها بمواعيد العمل فقرر الحضور مبكرًا لتنفيذ رغبة بداخله لبدأ مهمته الجديدة برفقتها ...
إنتظر قدومها بأحد المكاتب بالطابق الأرضي والذي سيسهل عليه رؤيتها عند حضورها للعمل ...
رؤيتها تتقدم بالممر كنخلة شامخة مرفوعة الرأس قوية لها مهابة برغم من كونها أنثى ، إنها سارقة قلبه ولن يتواني حتى يستعيده بطريقته الخاصة بالطبع ، هب على الفور يقف بمجابهتها كمن جاء من العدم ليتفرس بملامح وجهها المتجهمة يملئ عيناه المشتاقة لها قبل أن يهتف بلهجة آمره قوية مغايرة لهذا النابض بين ضلوعه معلنة إشتياق قلبه لمتوحشته ...
- ما لسه بدري ...!!! إتفضلي معايا يا حضرة الضابط ...
أشار بكفه نحو الخارج منتظرًا أن تنصاع لأمره ، لكنها خالفت ذلك ببقائها على نفس وضعها دون أن تهتز منها شعره واحدة ، بل عقدت ذراعيها أمام صدرها بتحدي وهي ترفع حاجبها الأيمن بإستنكار لتجيبه بتساؤل ممتعض ...
- أتفضل معاك فين ...؟؟! إنت عاوز إيه ...؟!!
كاد يطيح بغرورها أرضًا ويعنفها صارخًا لم أنتِ غاضبة مني إلى هذا الحد ؟؟ لكنه أجاب بحدة دون إيضاح ...
- تعالي معايا على الفيلا .. بسرعة مش عاوز دلع أنا ....
كلمة إستفز بها القوة الكامنة بداخلها فلن تدع "معتصم" أو غيره يقلل من قدرتها ومساواتها لزملائها الذكور لتستدير تاركة إياه متجهة نحو الخارج دون معرفة وجهتها أو ما هي هذه الفيلا وما شأنها بها وأين هي ...
إبتسم "معتصم" لاحقًا بها فكم أحب رؤية شراستها وهجومها الدائم حين يستفزها ...
بخطوات سريعة توقفت "عهد" أمام درج البناية تنتظر أن تلمح بجانب عينيها أين سيذهب لترافقه لتجده إتجه نحو إحدى السيارات المصفوفة بجانب الفناء ليستقلها لتتخذ خطواتها نحو السيارة وبدون إستئذان ركبت بالمقعد الخلفي ناظرة من النافذة دون أن تحيد بعيناها عن الطريق ...
رغم إمتعاضة لتصرفها إلا أنه أدار محرك السيارة لينطلق بها نحو طريق بعيد قليل المارة لتبدأ بشعورها بالتوجس ، إنتظرت قليلًا حتى دلف لمجمع هادئ للغاية من الفيلات المتشابهة متوزعة على الجانبين لا يفرق بينهم سوى أرقام لكل بناية مستقلة عن الأخرى ...
دارت بعيناها بالجانبين ليثير هذا الهدوء القاتل غريزة غريبة بداخلها وهي التخوف فيبدو أن لا أحد سواهما هنا ...
توقف "معتصم" بالسيارة بهذا المكان المقلق لتستدير نحوه "عهد" بأعين حادة ..
- إنت وقفت هنا ليه ...؟!!
بإستمتاع شديد إلتف نحوها "معتصم" ليدنو منها بوجهه قليلًا يتلذذ بتلك النبرة المهاجمة رغم التخوف الذي إستشعره بداخلها ...
- إيه .. خايفه مني .. ده إحنا حتى كنا عايشين فى كوخ واحد ومخوفتيش زى دلوقتِ ..!!!
تهدج صدرها بقلق من طريقته الغريبة وتلميحه المفزع لكنها أعلت من رأسها بإعتزاز متحلية بقوة ...
- أنا مش بخاف من أى حاجة .. أنا بسأل إحنا فين وبنعمل إيه هنا ...
ببسمة جانبية تتسم بالغرور أجابها ...
- رايحين الفيلا دي .. إنزلي ..
تطلعت "عهد" نحو الفيلا المجاورة لهم بإستغراب لهذا الهدوء القاتل الذي يدب الرجفة من داخلها لكن عنادها جعلها تفتح الباب بلا إكتراث لتخوفها لتثبت له مدى قوتها ...
ترجلت من السيارة وإتجهت نحو الداخل فيما لحق بها "معتصم" يعبث بأعصابها وثباتها ..
- نورتي الفيلا يا حاج "فتحي" ...
تطلعت بعيون متوجسة من سبب إصطحابه لها إلى هنا ، تلاقت قاتمتاه بعينيها الناعسة فلم التشبث بالعناد بين كلًا منهما ، حتى فتح الباب لتتسع عيناها ذهولًا مما وقع عيناها عليه بالداخل ....
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..