-->

الفصل التاسع - بنات حورية


الفصل التاسع 

لقد أشعلتِ النار .. فلا تتذمري .
من حقي أن أغار يا حوريتي . 

" ما الذي حدث لما أنت غاضب هكذاً " . 
تسائلت حورية بفزع .. لقد أتي دياب بهالة غاضبة .. ينادي علي هيا فإنتابها القلق لأن ابنتها لك تكن بحالة متزنة حين أتت وفوراً خلدت للنوم .

" أين هيا " جلس محاولاً الهدوء وسأل حورية لتجيبه : 
" نائمة ،، لقد جائت متعبة ونامت فوراً " .

وقف متجهاً لمكتبه وهو يخبرها : 
" أيقظيها وأجعليها تلحق بي " .

تم بالفعل و دخلت هيا علي والدها بتعب .. فهي رغم ما حدث اليوم جسدها يوجعها من يومها الدراسي الغير المريح .. سلمت عليه وإحتضنته ثم جلست علي الأريكة وهي تسأله : 
" كيف حالك يابابا " .

ناولها شكوي المرور بيديها لتلتقطهم بحيرة .. قرأتهم لتفهم ما الذي جعل والدها يترك عمله ويأتي لها .. لتفهم ما الأمر الطارق الذي أيقظها والدها بسببه وهو الأكثر حرصاً علي راحتهم .. لقد كتمت كثيراً بقلبها بعد ما حدث معها في هذا اليوم المريع لذا بكت وهي تنظر للورق ثم إحتضنت دياب الذي جلس جوارها بعد رؤيته لدموعها .. وسألها بإختصار بينما يحتويها : 
" أخبريني " .

ولم يكن بيدها غير أن تحكي .. فقصت كل شئ بترقب علي مسامعه وهي تمسك بيده وتدلكها برفق فهي تعلم أنه سيغضب بعد سماعه ما حدث جداً : 
" هذا ما حدث ليس ذنبي " .

بناته كبرن وكبر همهن حقاً .. وكبر خوفه عليهن من توغلهن في الحياه بمفردهن ولقد أصبح يخشي الرحيل بدون الإطمئنان عليهن مع من يرعاهن ويحفظهن كما يفعل هو .

حدث هيا بالرحيل .. وحثها علي الراحة مجدداً ولم يفصح لها عما يدور بداخله وبعد رحيل هيا وخروجه تطلعت إليه حورية ونظرته كانت كفيلة بجعلها تتركه الأن وأنه سيحدثها ليلاً بمفردهم .

...........................................................


لم تذهب معه لمكان بعيد ولم تركب معه سيارته فهو حتي الأن مازال مديرها في العمل وفقط .. لذا سبقته إلي مطعم يجاور الشركة بعد أن أخبرته في بريد إلكتروني بأنها ستذهب وحدها محددة المكان أيضاً .. وها هو الأن يجلس أمامها وهي تفرك يديها بخجل رهيب .. باتت تشعر بنظراته الأن مختلفة عن قبل ... عينيه الذي لا يزيحها من عليها تربكها .. ظلت صامتة في الحقيقة ليس وقتاً طويلاً وبدأ هو الحديث بعد تأكده ويقينه من مشاعره المحببة تجاهها الذي زرعت داخله بالفعل وانتهي الأمر : 
" أحببتك لورين " .

نظرت له ثوانٍ معدودة قبل أن يخفق قلبها وتبعد أنظارها عنه وهو يتابع : 
" لقد أحبكِ قلبي ،، هل تعلمين كيف علمت هذا " .

تابعته تلك المرة بنظراتها لتجده يصرح بتملك :
" أغار عليكِ ،، أغار من ثيابك تلك التي تجعلك رائعة بكل المقاييس ويراكِ بها الجميع ، أغار من البشمهندس الذي يعمل معك بنفس المكتب لأنه يراكِ طوال الوقت ، أشعر ببعض الإرتياح فقط حين ترتدين ثيب عادية وتعصقين شعرك للخلف وكأنكي استيقظتي متأخرة بدلاً من بدلة عملك الـ ... هذه " .

ارتعش جسدها بشكل ملحوظ ،، وأصبح صدرها يعلو ويهبط بثقل تختلس نظرة له لتجده يحدق بها لتبعد عينيها مجدداً بإرتباك ولكن داخلها فرح فهي أيضاً ... أحبته !! .

" تحدثي لورين " حثها بجدية يريد أن تصرح برأيها كما يصرح هو بكل عنفوان وجرأة فهمست متلعثمة : 
" لدي بعض الاسئلة " .

" اسئلي يا حبيبتي " ارتفع صدرها بشهقة غادرتها رغماً عنها فوقفت متجهة للحمام بعد استأذنته : 
" سأذهب للحمام " .

وهناك وقفت بوجه ساخن تبلل وجهها بالماء علهُ يهدأ ولكن إن هدأت سخونة خجلها فلن يهدأ قلبها الذي وكأن ضقاته أصبحت في سباق مع بعضها .. عدلت هيئتها بعد أن هدأت قليلاً وخرجت له لتستجمع قواها وتسأله بهدوء :
" أنا أعلم أنك كنت مرتبط بديما من قبل سؤالي .. هل نسيتها بتلك السهولة .. بذلك الوقت القصير أي أنني لست أخري أبعدت تفكيرك عنها فقط لبعض الوقت أسفة علي تدخلي ولكن الإجابة تهمني " .

" من حقك لورين " استمع لها و بعد تأسفها هتف بقوة لتصمت فأعاد علي مسامعها : 
" أي من كلامي لم تفهميه وأنا أخبرك أنني أغار .. هل أزيدها قليلاً حسناً استمعي " .

اعتدل وهو يواجهها بجبروت رغم فضحه لمشاعره بسهولة ولكن هذا ديم فهد نجم الدين حين يحب : 
" أشعر بنيران تشتعل بداخلي حين أراكي تتحدثين لرجل .. حينها أريد قتله أو سجنك داخل قفص لكي لا تتحدثي مع أحد ينظر لكِ ويتطلع لجمالك هذا .. أريدك لي وحدي لورين أتفهمين هذا أنا أحبك وحين أحببتك لم تخطر تلك الفتاة علي ذهني أبداً كما أني محوتها من عقلي ومن كل حياتي منذ زمن " .

صرخت به بإنفعال قليلاً لم يعد قلبها يحتمل ... جرأته تقتلها خجلاً وبات قلبها يؤلمها : 
" توقف حسناً توقف ،، لما أنتَ مندفع هكذا رويدك " .

ضحك بقوة وقد فهم مقصدها فأجابها بتلذذ : 
" أنا صريح لورين ولكني متأسف حقاً يا صغيرتي " .

تغاضت عن لقبه الذي لم يعجبها ولكنها من أشعرته بذلك وهي تتذمر من جرأته مصرحة بعدم تحملها وتسائلت سؤالها الثاني : 
" هل لي بمعرفة لما تركتها " .

تغيرت ملامحه ونقر فوق الطاولة نقرات منتظمة وهو يجيبها : 
" تعرفين السبب حسب تذكري " .

" كل ما قلته تلك الليلة أنها خانتك وأنا لا أراها كذلك صراحةً " .
صرحت بصدق ليجيبها بسخرية : 
" عفواً ماذا تعرفي لتريها خائنة أو لا " .

رفعت كتفيها متنهدة مجيب إياه : 
" هذا شعوري هل ستجيبني أم لا " 

إقترب بجزعه العلوي من الطاولة وهو يردف بنبرة خشنة ويضرب عليها بقوة : 
" تريدين المعرفة حسناً ،، لقد رأيتها مع عدو لي تجلس معه في مطعم راقي يتشاركون الطعام .. الضحك واللهو وحين رأيتهم وسألتها أخبرني الأخر وهو يحيطها له بكل تملك أنها كانت ستخبرني عن ارتباطهم ولكنني سبقت صراحتها برؤيتي لهم .. لقد أعطاني خاتمي .. أخرج خاتمي من جيبه ليعطيني إياه وحين نظرت لها كانت خاضعة له تماماً " .

ابتلعت ريقها وهي تستوعب الأمر لتسأله بترقب : 
" ألم تتحدث هي " .

" ولا كلمة أخرجتها من فمها حتي الأن ولم يعد يهمني الأمر " 
أجاب بضيق لتفكر .. هناك ما يريبها في هذا الأمر .. لا بد أن تتحدث مع ديما تلك لتعرف الحقيقة منها .. نظرت لديم فجأة وهي تسأله بخفوت : 
" لماذا لك أعداء " .

زفر بضيق وهو يجيب بلا اهتمام : 
" إنه شخص واحد فقط .. والده كبر في السوق علي مدار السنوات الأخيرة وهو لا ينفك يريد خسارتنا دائماً لذا هي عداوة من طرفه فقط أنا لا أراه حتي ولكن أن تتركني وتذهب له هذه إهانة لي وأنا لن أسمح بها " .

أومأت متفهمة لتهمس : " أسفة لجعلك تتذكر كل هذا "  .

ابتسم وصرح : " لقد نسيته منذ زمن لورين ،، منذ أن رأيتك حبيبتي وقد سرقتي تفكيري كله " .

ابتسمت بخجل ليسألها : " إذاً هل ستحددين لي ميعاد مع والدك " .

ثم تابع بتلذذ : " لكي آاتي .. وأطلبك .. وأتزوجك و ... " . 
وقفت بخجل .. قلبها كان يتراقص مع كلامه حتي توقف بتوقفها وهي تهمس بفزع : " يا إلهي أصمت " .

خرجت مسرعة معلنة نهاية جلستهم ليحاسب ويخرج خلفها .. خبط علي زجاج سيارتها التي ركبتها فأنزلته متطلعة فسند عليه بعد أن مال بجزعه وواجهها وتحدث بمكر : 
" ما الذي جاء بعقلك أيتها المنحرفة لقد كنت سأخبرك أنه بعد زواجنا سنسافر لشهر عسل رائع " .

نظرت له بإستنكار وأغلقت النافذة فابتعد عنها مجبراً .. رحلت من أمامه فأخرج هاتفه باعثاً لها برسالة فتحتها هي لتراها وتحمر خجلاً من وقاحته : 
" وبعد أن أتزوجك سأنجب منكِ أطفال طبعاً .. انتبهي لطريقك حبيبتي " .

.................................................................


بعد الغداء وفي جلسة عائلية في الصالة الواسعة .. رسيل كانت تجلس علي الطاولة تعمل علي حاسوبها بتركيز .. وچيلان تناقش والدها ببعض أمور العمل .. دياب الذي يحاوط حورية المتذمرة بعملهم في المنزل والذي هتفت متضايقة : 
" ألم ننهي موضوع العمل في المنزل هذا " .

قبلها ونظر لها متأسفاً : " إنه أمر هام يا حوريتي كان لابد أن أنهيه ولكني أتيت مبكراً اليوم " .

" سأخاصمك " ربعت يديها وقوست شفتيها كالأطفال ولم تنظر له لينهر هو چيلان بتمثيل : 
" أزيلي هذا العمل أليس لدينا شركة لنعمل بها " .

ثم نظر لحوريته وتحدث غامزاً : " ها يا حوريتي ما رأيك " .

حاولت المماطلة ولكنهت فشلت وهي تضحك له بحنان فضمها له أكثر مقبلاً رأسها لتحدثه بتهديد : " ستحاسب علي هذا " .

" حاسبيني كما شئتي يا روحي " تحدث بهيامه الذي لن ينتهي أبداً بينما لملمت چيلان الأوراق والحاسب وهي تري في حديث والدها المازح حزم لن يتراجع عنه .

اقتربت منهم لورين بعد أن تركت القلم من يديها فهي كانت جالسة بجوار الشرفة ترسم وياللعجب فهي كانت ترسمه .. تنحنحت وهي تتحدث لافتة الإنتباه : 
" بابا ماما لدي ما أخبركم به " .

تحفزت خلايا الجميع في ترقب وانتظار حتي سمع دياب ما لفظته بصدر رحب : " هناك من يريد مقابلتكم " .

" هل أوقعتي بفهد نجم الدين يا شقية " مزح دياب وهو علي علم بكونها مزحة فقط لا تمس الواقع بصلة فضحكت وهي تجيبه بخجل: " إنه .. يدعي ديم مديري بالعمل هو يكون ابن صديقك فهد بيه " .

أعاد مزحته بدهشة مبدلاً فهد بديم لتنظر للأرض بخجل وهي تسمع والدها : 
" أنا متفرغ في نهاية الإسبوع فليأتي مع عائلته " .

" شكراً يا أبي " وقفت تنوي الهرب ولكن أخواتها منعنها وهن يتبادلن المزاح عليها فوقفت تراقبهم بخجل حتي ضحكت معهن فتسائل دياب : " أنتِ متأكدة من موافقتك يا لورين " .

أومأت لوالدها ليومئ هو الأخر بترقب ورضي وكأنه يخبرها أن ما تريده تم .

.....................................................................


حل يوم جديد .. ببهجة جديدة علي البعض وبنفس الحال علي البعض الأخر 
ما إن هدأ دياب بعد وصوله مكتبه حتي إستأذنه چود بالدخول وسارع في معرفة رده الذي تأخر كثيراً : 
" عمي ألن تعطيك چيلان رأيها حتي الأن " .

لقد نسي دياب هذا الموضوع تماماً .. أو تناساه عمداً .. لقد طلب چود الزواج من ابنته چيلان وأخييراً كما تقول چيلان .. فتعمد تركه هذه الفترة بناره هكذا رادداً لهُ ما كان يفعله به وبابنته .. فدياب لم يكن غافلاً عن نظرات كلاهما .. فتحدث مدعياً التذكر : 
" آه يا چود جيد أنك ذكرتني يا بني .. تصور لقد نسيت هذا الموضوع تماماً " .

رفع چود حاجبيه بدهشة وهو يتسائل : 
" أي أنكَ لم تفاتح چيلان حتي الأن هل سأنتظر المزيد " .

رمقه دياب بمكر متحدثاً : " فلتنتظر يا ولدي الحياة مازالت أمامك ".

" عمي أصدقني القول هل رفضت مثلاً " 
حدثه بريبة ثم عاود وحدث نفسه : " لا چيلان لن ترفض " .

" أنا الرافض " ألقاها دياب فجأة بقوة علي مسامعه ليتسرب القلق لقلب چود هامساً : " مااااذا ؟؟ ..  دياب بيه لماذا " .

ضحك دياب هامساً : " هل تحولت لدياب بيه يا ولد .. رحم الله أيام حملتك بها وأنت ككف يدي " .

ثم تابع بجدية كاتماً ضحكاته : " أنا رافض للتسرع يا بني التسرع ليس صفة جيدة " .

همس الأخر بداخله " آاااااه أي تسرع هذا لو تعرف فقط يا عمي لو تعرف كم صبرت " ثم أجابه بضيق : 
" عمي هل تقصد شئ بكلامك أنا لا أفهمك " .

وهنا انفجر دياب بهِ مدهشاً لچود :
" نعم أقصد يا ولد كم صبرت أنا لتأتي وتتلفظ بتلك الكلمات المحشورة بداخلك أيها المفضوح " .

تلعثم چود وهو يتسائل : " ماذا هل .. أنا .. أنا مفضوح "  .

زجره دياب : " نعم وأردت قتلك كثيراً علي نظراتك التي تصوبها لابنتي بدون أدني حق " .

" عمي أنا حقاً .. " قاطعه دياب مبتسماً مرحباً به وباعثاً في نفسه الراحة : 
" لن أجد أفضل منك لچيلان يا چود ،، أنتظرك علي الغداء ولقد عزمت عمتك حورية والدتك بالفعل " .

تلفظ دياب بهذا وهو يتذكر ما حدث بينه وبين حورية أمس بعد أن سبقته لغرفتهم وأدعت النوم بحجة مخاصمته فتسلل بجوارها داسساً وجهه بعنقها هامساً : " هل حوريتي متدايقة " .

لم تجيبه فعاود الهمس ويديه تداعب ملامحها : " هل حوريتي نامت " .

لم يأتيه رد ليصرح : " هل سأنام بدون رأسك علي صدري يا صغيرتي " .

وهنا ضحكت علي هذا اللقب هاتفة : 
" لم أعد صغيرتك يا دياب " .

واجهته برأسها ليسند جبينه علي جبينها هامساً : " لم تعودي صغيرتي بالفعل ولكنكِ رفيقة الدرب أنتِ السند يا حورية ،، أنتِ ظهري القائم حتي الأن " .

دمعت عيناها بتأثر فاحتضنته هامسة : 
" وأنت كذلك وأكثر ،، أنا قوية بك يا دياب " .

أخرجها من تأثرها ماسحاً دموعها متحدثاً : 
" قريباً سيخلو المنزل علينا وحينها سأعيدك لأيام الشباب يا فتاتي "

ابتسمت وهي تجيبه : " أتمني حقاً الإطمئنان علي بناتي مع رجال مثلك يا روحي ،، يحفظوهن بأعينهم كالجواهر " .

" هل حافظتُ عليكِ يا حوريتي ،، هل أنتِ راضية عني " . 
تسائل وهو يداعب وجهها لتجيبه بدون شك : 
" هل تسأل يا دياب وهل يوجد رجل مثلك علي هذه الأرض لقد عاملتني بما يرضي الله لذا سيكافئنا الله بمن يرعي بناتنا كذلك " .

أجابها مبتسماً : " بإذن الله أتمني ذلك .. بشارة لكِ لقد طلب چود چيلان مني .. أخيراً تحدث هذا الفتي " . 
تذكر فرحتها وكأنها الأن وهي تجيبه : 
" حقاً چود شاب رائع سيحافظ علي چيلان في عينيه ،، سأدعو والدته غداً علي الغداء إذاً " . 
أجابها وهو يومئ : " ليكن كذلك " .
..................................................................


" ألن تنزعي تلك القلادة " .
سأل بغيرة واضحة من تلك القلادة التي باتت تثير حنقه أكثر وأكثر لتضع يديها عليها هامسة :
" لا أريد نزعها چود " .

إن لم يكن في شرفة منزلها لكان ضمها له بتملك ولكنه اكتفي بمواجهتها مصرحاً :
" ستكونين لي چيلان وأنا أعرف كيف أنزعها عنكِ حبيبتي " .

لم تهتم بكلامه ،، بل اهتمت بتلك الكلمة التي تخرج من فاهه لأول مرة فتعلقت عينيها به رغماً عنها .. لم ترد أن تكون مكشوفة له بذلك الحد حيث لاحظ هو هيامها بلفظ تحببه فدنا أكثر منها هامساً قاصداً كل كلمة :
" يحق لكِ قتلي لأنني لم أريح ذلك القلب وأخبره كم أعشقه منذ قرون " .

ابتسمت له وتحدثت بحلاوة عذبة :
" لا أريد قتلك يا چود " .

اقترب أكثر فابتعدت محزرة إياه بعينيها فهمس :
" لا لا أستحق ولكن لنعوضها أنا أحبك منذ زمن چيلان آآااه منذ زمن طويل وأنتِ تحتليني إحتلال كامل .. أفكاري وتصرفاتي وعقلي وقلبي طوعاً لكِ من زمن وأنا أعنيها " .

رفرفت بأهدابها بمشاعر قوية تسللت لها لتخبرها عن غموض غريب بكلامه فنظرت متسائلة أكثر من مسرورة ليتابع :
" يجب أن نتزوج بسرعة قصوي لأن هناك الكثير والكثير الذي لا يحق لي فعله الأن " .

نظرت للنيل أمامها محذرة :
" إن تواقحت سأتركك وأدخل چود " .

" حاضر يا نجمتي لن أتواقح " .
بمكر أطاعها فنظرت له بقوة من هذا لفظ نجمته هذا ووضعت يديها علي قلادتها النجمية مجدداً بمشاعر تتعبها ،، هل ما تفعله صحيح !! ما بالها بماذا تفكر إنه چود .. چود منذ قليل قرأ فتحتها وليس هذا فقط بل أتي بشبكته كاملة من الذهب الأبيض وألبسها إياها متسرعاً بضرورة الزواج فوراً بدون خطوبة وما شابه .. وهي تفكر في قلادة وما خلفها !! .

..................................................................


"الأنسة ديما ،، تريد الدخول ديم بيه " .
سمع ديم تلك الجملة بعد اتصال من مساعدته ليجيبها بجمود :
" أدخليها " .

دخلت ديما بعد ذلك ،، اقتربت منه بتردد ووقفت متحدثة :
" هل يمكنني الجلوس " .

" تفضلي يا أنسة " .
هتف بدون النظر لها حتي ،، ملوحاً بيديه بتلقائية بدون اهتمام .. فنظرت له بألم .. هل لها أن تتألم الأن .. هل توقفت عن التألم أصلاً منذ زمن .. هل شعر هو بها لتطلب مساعدته الأن ولكن ليس بيديها اختيار أخر .. تذكرت لحظات دخولها مكتبه وكم كان يستقبلها بسرور ينعش كلاهما ويدللها ويجلس جوارها كي لا يشعرها بكونه مديرها وأنهم تخطو هذه المرحلة .. انتفضت من شرودها وهو يصيح بحدة :
" هل جئتي لتريني جمالك هنا أم لتتحدثي " .

اهتز جسدها ببكاء من صياحه وهتفت : " ديم أرجوك أنا احتاجك " .

ضحك بسخرية : " ما هذه الجرئة ،، ديم هكذا أنسيتي من أنا " .

مسحت دموعها بعنف ،، لا يمكن أن تظهر مذلولة بهذا الشكل يجب أن تتمالك نفسها لتتوصل لإتفاق معه فهمست بجدية مبحوحة :
" هل يمكننا التحدث بدون غضبك أرجوك ،، أحتاجك في أمر هام اسمعني " .

نقر بأصابعه علي سطح المكتب في حركة تعلم أنه يستخدمها كلما تضايق ولكنه سمح لها متحدثاً بهدوء : " تحدثي " .

ابتسمت بأمل وصرحت بشكل تساؤل :
" أنت حتي الأن منذ ذلك اليوم لم تسألني عن أي شئ " .

" ولا أريد أن أعرف ،، يكفي ما رأيته لأعرف حقيقتك "  .
صرح بحدة لتجيبه بحدة كذلك :
" أي حقيقة تلك أنتَ تعرفني جيداً " .

ضحك ملئ فاهه وتحدث : " أي معرفة تلك يا ديما هانم أنا اكتشفت أنني خدعت بكِ بشدة " .

رغم أن اسمها خرج من شفتيه بسخرية إلا إنها اشتاقت لسماعه منه فهمست بصوت رقيق مخذول :
" لقد اشتقت لسماع اسمي منك " .

إن لم تكن لورين في قلبه الأن مستكينة بإحتلال لكان لان مع نبرتها تلك التي كان يحبها سابقاً .. جز علي أسنانه متحدثاً :
" هل يوجد ما هو هام لتحدثيني به ،، إن كان لا يوجد فلتذهبي لعملك " .

" لقد هددني " صرحت بتألم ووجع لتجذب إنتباهه فسأل مبهماً :
" ماذا تقصدين " .

بكت مجدداً وهي تتابع :
" هددني يا ديم ،، هددني بأخواتي الذي يراقبهم ليلاً ونهاراً ،، هددني بوالدتي التي تكون بمفردها في المنزل طوال النهار ،، هددني بك وأنا .. أنا كنت خائفة فاستجبت له " .

للحظات استوعب ما قالت ليقف ويقترب منها .. جذبها موقفاً إياها بعنف صائحاً : " هل تلك إحدي ألاعيبك ،، هل تركك سيادته فظننتي بغبائك أنكِ ستميليني ناحيتك مجدداً " .

يديه تؤلمها كما لم يفعل من قبل رفعت يديها لوجهها محاولة جعله تصديقها :
" أقسم لك لقد هددني ،، هو لم يتركني حتي الأن و... " .

هزها بعنف صائحاً : " و ماذا تريدين مني " .

سحبت يديها منه بحدة وأخذت تضرب صدره صارخة :
" أريدك أن تساعدني كما كنت أتمني من قبل .. أنت حتي لم تكلف نفسك سؤالي .. لم تكلف نفسك النظر لي .. ألم تري في عيني خوفي ألم تري كم كنت أحتاج أن تنقذني من بين يديه .. لقد تخليت عني ديم .. صدقت كلامه وتركتني خلفك وكأنني نكرة .. لقد انتظرت دفاعك عني .. لقد انتظرت ان تأخذني منه وتدافع عن حقك في ،، لقد تمنيت كل هذا وأنت تذهب وتختفي عن أنظاري وتتركني له " .

نظرت له بشراسة ورفعت إصبعها في وجهه وأقرت :
" لقد سلمتني له والأن ستنقذني منه شئت أم أبيت " .

نظر لها عاجزاً ،، هل ما تتفوه بهِ صحيح ،، لم تصل ترجمة الأمر له بعد يجب أن يعرف كل شئ الأن .. أخرجه من تفكيره رنين هاتف مكتبه ليتجه له ويجيب ،، جائه صوت مساعدته :
" الأنسة لورين هنا وتريد الدخول " .

نظر لديما قليلاً ثم هتف : " إجعليها تذهب الأن " .

ثم اتجه للأريكة جالساً : " تعالي لنتحدث " .

جلست بجواره ليقترب منها هامساً بتحذير :
" لا تنقصي ولا حرف أريد معرفة كل شئ " .

وهنا دخلت لورين في الحقيقة لم تحتمل حين عرفت بوجود ديما عنده .. لا ويريدها أن تذهب أيضاً ... ديم بيه ليس متفرغاً لها فهو مشغول مع حبيبته السابقة الأن .. لقد غلي الدم بعروقها فتصرفت بدون وعي وهي تقتحم مكتبه رغم أنفه .. لتجد هذا المنظر البديع أمامها .. دموع الرائعة ديما وإقترابه الزائد منها .

لا يحبذ ديم هذه التصرفات كالأطفال  فوقف متجهاً لمكتبه بغضب ، لن يحرجها أمام ديما وبنفس الوقت لن يجعل ديما ترحل بدون درايته بكل شئ .. هتف بهدوء : 
" تفضلي لورين ،، ماذا تريدين " .

نظرت له لورين بتوجس .. البارحة قرأ فتحتها مع والدها واليوم يعاملها بهذه الطريقة .. هل تتوهم .. تفرقت أنظارها بينه وبين ديما في تساؤل فحدث ديما قائلاً :
" ديما اتركينا خمس دقائق " .

خرجت ديما مجففة دموعها فإقترب ديم من لورين متحدثاً بضيق :
" لا أحب ألا تسمع كلمتي يا لورين " .

" ماذا كنت تفعل أنت وهي " تسائلت بريبة ليجيبها بضيق :
" حبيبتي ماذا سأفعل معها يعني ،، لديها مشكلة وتريد مساعدتي " .

رفعت يديها بدرامية :
" وأنت البطل الخارق الذي سيحل لها مشاكلها " .

" لورين أنا لست هادئاً الأن إذهبي " تحدث محاولاً الهدوء لتناديه بحدة : " ديم " .

نظر لها مهدداً قائلاً : " إذهبي سأخبرك كل شئ لاحقاً " .

رحلت من مكتبه ومن الشركة كلها مختنقة يا له من أول يوم لهم معاً رائع .. بينما دخلت ديما له مجدداً متمنية ألا يكون غير رأيه بسماعها ولكنه خلف توقعها واستمع لها جيداً وهي تقص عليه ما حدث ...

" منذ تلك الليلة الذي رآنا بها معاً وهو يصادفني كثيراً ،، كنت أظنها صدفاً في البداية لم أرد إخبارك حتي لا تتهور حتي جاء يوماً لي المنزل وهددني .. أراني صور لأخواتي بمدارسهم وهددني بوالدتي أنه يستطيع قتلها بسهولة وكل هذا مقابل أن أتركك وأكون له " .
رغم تألمه عليها إلا أنه همس بسخرية :
" وأنتِ اخترته هو ،، ضحيتي أيتها الملاك بنفسك " .

صاح بعد ذلك : " لما لم تخبريني ،، هل ظننتي أنه ليس بمقدوري حمايتك من هذا الحقير الذي ستكون نهايته علي يدي " .

أسرعت قائلة : " لهذا لم أخبرك لم أكن أريد إيذائك بأي شكل " .

تنهدت بعمق متحدثة :
" أعرف أنك تحب لورين الأن وأنا أتمني لكم السعادة ،، كل ما أريده أن تنقذني منه ،، أريد السفر مع عائلتي لمكان لن يستطع الوصول لي فيه ولكنه يراقبني ويعرف كل تحركاتي وأنا خائفة " .

" ماذا يريد منكِ هذا الحقير بالظبط " .
هتف بحقد لتجيبه :
" يريد الزواج مني ولقد طلب يدي من والدتي بالفعل ولكنه مجرم وأنا خائفة منه ولا أريده أرجوك ديم ساعدني " .

" رغم غيظي الشديد منكِ أيتها الغبية ولكني سأساعدك بالتأكيد لا تقلقي ،، سأرتب كل شئ و أخبرك .. يمكنك الذهاب لمنزلك لترتاحي قليلاً " . 

أجابها بدون تفكير بالتأكيد سيساعدها ..عليه الإطمئنان عليها هي وعائلتها في مكان أمن ثم تولي أمر هذا الحقير الذي إزدادت أفعاله حقارة ... ولكن الأن عليه مهمة أخري وهي مصالحة حبيبته التي جائت بالتوقيت الخطئ .. خرج لها فلم يجدها ففرك جبينه بغيظ وهو يلتقط هاتفه وجاكيته ويخرج ورائها .

..................................................................


استقلت هيا سيارتها عبر خروجها من جامعتها لتجده يركب جوارها بعد ثوانٍ .. بأريحية تامة .. لن تنكر الرعشة التي اجتاحتها من ذكراهما معاً ولا تنكر أيضاً الخوف الذي تسلل لقلبها وهي تتذكر حراسة والدها الذي عينها لها منذ ذلك اليوم فهتفت بنفاذ صبر فهي سأمته :
" ما الذي تريده مجدداً " .

تحدث بمتعة : " ما رأيك بجولة أخري " .

نظرت له بحدة متشنجة وصرخت به :
" مثل تلك الذي كان سيموت احد ما فيها " .

كان يحرك رأسه مع حديثها ساخراً حتي انتهت فتحدث باستفزاز :
" ليست مشكلتي أنكِ ناعمة ودلوعة والديكِ " .

تنمرت مستنكرة : " بالله عليك هل تعقل كلامك ،، ما دخلك أنتَ بي من الأساس تريد التسلية فلتتسلي بعيداً عني " 

نظر لعينيها الزرقاء الداكنة نظرة خرجت لاإرادياً فقط شعر بها تتسلل لملامحه فإرتعشت وهي تسمعه يتحدث وتكاد تجزم أن تلك النبرة الجادة الوحيدة التي سمعتها منه حتي الأن :
" استمتع أكثر حين تكونين بجواري ،، فأنتِ تعطيني طاقة مجانية من السماء " .

جرئ للغاية لدرجة احمرت لها وجهها بتأثر ولكن قبل ان تتحدث وفي غمرة تبعثر مشاعرها وجدت طرق علي النافذة وحين استجابت وجدت رجال ابيها واحدهم تحدث :
" هل هناك مشكلة " .

كانت لا تزال في حيرة فهتفت بدون وعي : " نعم " .

ثم تداركت نافية : " لا أقصد .. " .
ولكن لم يكن هناك من يسمعها فبمجرد قولها نعم وجدت باب السيارة يفتح وهو يسحب من جوارها سحباً ،، نزلت من سيارتها فوجدته ملقي أرضاً بعد إتخاذه لكمه جعلت الدماء تنزف من وجهه فتحدثت بهلع : " اتركوه لم يحدث شئ "  .
توقفوا فعلاً ولكن ليس بأمر منها بل بأمر هذا الذي اقترب منها وناولها الهاتف لتلتقطه وتحدث والدها الذي سألها بهدوء .. سؤاله كان قصيراً واضحاً :
" هل هذا هو " .

أجابت بخفوت وخوف ظهر بصوتها : " نعم "  .

حدثها أن تعطي الهاتف للرجل مجدداً فنفذت .. كان الأمر سريعاً حيث تم أخذ دوروك إلي السيارة وتحدث أحدهما :
" أنستي تفضلي سأوصلك للمنزل " .

لم تكن تريد لكل هذا أن يحدث ولكنها استسلمت واستقلت سيارتها من الخلف ثم هاتفت والدها والدي أجابها برفق :
" نعم حبيبتي " .

تحدثت بقلق : " أبي أرجوك رفقاً فهو لم يمسني بسوء " .
طمأنها رغم صدمته من حديثها :
" لا تخافي حبيبتي سنتحدث فقط " .

همست بحرج : " حقاً " .

ضحك دياب قائلاً : " ماذا تريني يا فتاة هل قتلت أحد من قبل ورأيتني " 

ضحكت قائلة : " أسفة أبي لا أقصد " .

يتبع ....

.................................................