-->

الفصل الثاني - عشق ناضج وعشق مجنون


الفصل الثاني

هرول للداخل ليتوجه لنافذة الإستعلامات وهو ممسك بهاتفها في يده وجزء بداخله ينافي مجرد فكرة العدو خلف إمرأة حتى ولو كان ليُساعدها خاصةً بعد طريقتها معه منذ الصباح 

"لو سمحتي الطيارة اللي طالعة دبي.. فيه واحدة مسافرة عليها اسمها.." توقف من تلقاء نفسه فهو حتى لم يعرف ما اسمها ولكنه عليه أن يعيد لها الهاتف "بصي حضرتك هي شعرها غامق كده شوية وناعم.. وعينيها عسلي.. وجسمها حلو" نظرت له الموظفة بإنزعاج وهي تحدق به في عدم تقبل لشخصه ولا لكلماته وملامحها تخبره أنها قاربت على أن تسبه بلا محالة "أقصد مش تخينة ولا رفيعة.. عندها يجي حاجة وتلاتين سنة.. يمكن واحد وتلاتين أو تلـ.."

"بعد اذنك حضرتك معطل الصف ومش بتقول اي حاجة أقدر أساعدك بيها.. لو سمحت أعرف اسمها الأول على الأقل ومظنش أن حد في المطار هيساعدك ويقولك اسم المسافرين" قاطعته برسمية شديدة ليزفر

"حضرتك مش فاهة.. الصبح عملنا حادثة وخبطنا في بعض وأنا وصلتها علشان تلحق الطيارة ودلوقتي هي نسيت موبايلها وأنا لازم أرجعهولها علشـ.."

"يا فندم بعد اذنك اتصل بأي رقم هي لسه متصلة بيه ورجع لأهلها الموبيل" قاطعته بنبرة فقدت صبرها 

"صح.. معاكي حق" زفر في ضيق ثم ابتعد عن تلك النافذة وهو يتلفت خلفه يميناً ويساراً بينما يبحث عنها ولكن ليس لها أثراً.. تنهد في سأم وقد خاب أمله بأن يجدها فوضع هاتفها بجيب سترته ثم توجه للخارج.. 

مشى بخطوات متهادية ليصل إلي سيارته حيث تركها وهو بداخله يُفكر في كل ما يحدث له منذ الصباح وما تلك المرأة الغريبة التي لا تكف عن الصياح والغضب.. راجع كلماتها بعقله فليس بها أي ما يدل على عدم الوقار أو اللياقة ولكنها مصممة أن هذا حقها وهو يتوجب عليه تحمل مسئولية كل شيء.. لقد أزعجته وشغلت تفكيره و... !! توسعت عيناه في صدمة "أنا ناقص العربية تتكلبش هنا كمان!" تمتم ثم زفر للمرة المليون اليوم وكأن هناك شيئاً فعله يُعاقب عليه منذ أن بدأ الصباح..

--

"صهيب!" همست بإغراء والقلم تمسكه بطرف أناملها المطلية نهايتها بالأحمر القاتم ليخرج اسمه غير واضح بفعل وجود القلم بين شفتيها الممتلئتان 

"حضرتك بتقولي حاجة؟" استفسر لعدم فهمه تلك الكلمة التي لم تكن واضحة كفاية لتنظر له هي بزرقاوتيها الناعستين ثم ألقت بالقلم على مكتبه وبللت شفتيها في إغراء ثم التهمت السفلى منها بين أسنانها ليتعجب صهيب من فعلتها في تقزز وخاصةً وهي تتعتدل في جلستها لتحاول برز ثدييها أكثر بطريقة لا تناسب سوى العاهرات

"كنت مخنوقة أوي وبفكر اتغدى برا بعد الشغل.. بس للأسف مفيش حد يروح معايا.."همست بنبرة مُغرية وتصنعت العبوس بملامحها الفاتنة 

"معلش!!" قطب جبينه بعد أن رفع حاجباه وكأنه يقول لها "وأنا أعملك ايه يعني"

"طيب ممكن تيجي معايا؟!" توسلت له بنبرتها وعينتيها الخبيثتين المداعبتين لعينيه في وقاحة بعد أن نهضت وتلمست ذراعه وهي تدنو بجسدها حتى تتركه يرى المزيد من مفاتنها بوضوح

"لا والله ورايا حاجات" اجابها بنبرة حادة وكأنما يُنهيها عن فعلتها

"بس أكيد هنخرج سوا لما تكون فاضي مش كده؟!" همست سائلة بتلك الطريقة التي يتقزز منها 

"ربنا يسهل" أخذ الهاتف ليتحجج لها بأي حجة منطقية لدفعها للمغادرة "بعد اذنك تعالى شيل فنجان القهوة وهاتلي شاي ومياة" تحدث بنبرة رجولية لتخفي هي انزعاجها منه لتستقيم 

"كان نفسي أقعد معاك بس عندي شغل.. باي" همست له كالعاهرة تماماً ثم التفتت لتمشي أمامه في تبختر وقح ليرمقها بالمزيد من التقزز والإحتقار وهو يهز رأسه يميناً ويساراً في إنكارإلي أن غادرت وتبع مغادرتها فوراً دخول احدى زملائه 

"هي الشمال دي عايزة منك ايه؟"

"يا عم مش عارف دي خنقتني!"

"شوفت يا أخويا المحزق والملزق والواسطة بتعمل فينا ايه.. هاتها جمايل يارب!!" 

--

ألقى برأسه على كرسي سيارته في إرهاق من أحداث اليوم بأكمله، أهذا هو أمجد الذي يومه يمتلئ ويعج بالروتين الممل؟ أحدث كل ذلك فقط بسبب وطأة خاطئة على المكابح دون قصد؟! يا ليته لم يغادر منزله اليوم!! فكر ثم رمق ساعته ليجدها أصبحت الواحدة والنصف ظهراً ثم تذكر ذلك الرجل المُسن فقرر أن يذهب له فهو حتى لم يعطه أية معلومات ولم يترك له أي أموال وهو يدرك أن كل ما حدث هو خطأه تماماً.. 

توجه ليذهب للرجل وقد تذكر أين يسكن عندما تحدث لتلك المرأة ثم شعر بإهتزاز بجيب سترته ليتذكر هاتفها الذي تركته بسيارته ليمد يده ليأخذه بينما ضغط على الزر به ليشغله ليرى ما كان ذلك الإهتزاز ليجد أنه كان يُعلن عن فراغ بطاريته!!

أعاده مجدداً لجيبه بينما تذكر رغماً عن نفسه تلك النظرة التي وجدها على وجه العاملة بالمطار عندما وصفها إليها ليبتسم على ذلك الوصف الذي غادر فمه وهو يسأل عنها، هل يُمكن أن تلك المرأة ألا تكون متزوجة؟ ولكن هي ترتدي بإصبعها ما يدل على زواجها، وكذلك تملك فتاة كانت تحدثها اليوم أمامه.. عليه أن يضع هذا الفكر جانباً.. لقد ماتت زوجته منذ عشرون عاماً ولم يُفكر أبداً بالزواج مرة ثانية ولن تكون تلك المرأة الغريبة هي التي ستشغل تفكيره بعد سنوات..

توجه للرجل حيث منزله ليجده جالساً بفناء المبنى السكني الذي يقطن به بصحبة ما ظن أنه غفير هذا العقار ليتعجب قليلاً ما الذي سيفعله قاطنا بمجالسة الغفير ولكنه ترك هذا الأمر جانباً وتوجه نحوه ليصافحه 

"سلام عليكم يا أستاذ أحمد"

"أهلاً أهلاً كنت متأكد إنك هتيجي تاني" نهض الرجل ليصافحه بينما أبتسم لها أمجد بوقار 

"اشمعنى يعني؟!" عقد حاجباه في استفسار

"يعني شكلك ابن ناس وكنت بتبصـ.. ولا بلاش.. تعالى تعالى اقعد.. تشرب ايه؟"

"لا ربنا يخليك متشكر.. أنا بس كنت جاي علشان أعرف العربية فين؟"

"نقلتها الحرفيين عند واحد معرفة.. بس ايه ايده تتلف في حرير.. ميكانيكي ولا الدكتور.. هيرجعهالك احسن من الأول"

"لا حرفيين ايه.. هي ملهاش توكيل؟" استفسر بعفوية

"مش قولتلك شكلك ابن ناس.. توكيل ايه يا ابني.. ده العربية موديل قديم.. تعالى بس تعالى هنروح نشوف هتحتاج ايه" تريث لبرهة ثم تابع"هو أنت اسمك ايه؟"

"أمجد" أخبره ثم دفعه أحمد من ذراعه بخفة ليتقدما سوياً مغادران فناء العقار وتوجها حيث صف أمجد سيارته ليذهبا إلي مكان السيارة

--

"ما تردي يا جيجي بقا" تحدثت بنعاس أثناء نومها بينما لم تستطع النهوض من على السرير وما أن سكت الهاتف حتى ابتسمت في راحة شديدة بتوقفه وجذبت الوسادة لتعانقها لتعود للنوم من جديد ولكن صدح صوت الهاتف مرة أخرى

"يوووه بقا.. أنتو ليه مش عايزني أنام" زفرت في ضيق ثم نهضت وعينتيها موصدتان لتذهب لتجيب هاتف المنزل "آلو" تحدثت بنعاس

"لينا يا حبيبتي أنا وصلت.. بس عايزاكي في حاجة"

"جيجي.. حمد الله على سلامتك.. لما أصحى هكلمك سلـ.."

"استني بس.. أنا موبيلي ضاع" قاطعتها مسرعة كي تجذب انتباهها "سيبته في عربية الراجل اللي خبطلي العربية"

"ايه!! خبط العربية ازاي يعني؟!" سألتها في دهشة لتقص عليها جيهان والدتها كل ما حدث إي نسيانها هاتفها في سيارته "طب وأنتي متأكدة إنه في عربيته؟ يعني مش في المطار أو وقع منك في حتة تانية مثلا؟"

"لا أنا كلمتك وسيبته جنبي والمشكلة انه عليه حاجات مهمة لازم تكون يوم الحد معايا وعايزاكي تبعتيهالي"

"طب أنا أوصله ازاي دلوقتي؟"

"بصي.. هتاخدي رولا وأخوها معاكي وتروحوا تجيبو الموبيل منه"

"ماشي.. هو ساكن فين؟"

"روحي هاتي ورقة وقلم علشان امليكي العنوان" التفتت لينا جانبها لتجد هاتفها 

"قولي أهو أنا معايا الموبيل" 

"كومباوند .... عمارة خمستاشر شقة اتنين وتلاتين.. أسمه أمجد رزق" 

"ماشي يا جيجي بس أنا عمري ما روحت هناك ولا أعرف أمجد ده"

"يعني أنا اللي كنت روحت.. خدي Uber وروحي وخلاص"

"طب أنا لسه عايزة أنام و.."

"تنامي ايه وتسيبيني كده.." قاطعتها بسرعة "علشان خاطري يا لي لي الله يخليكي"

"طيب طيب" تنهدت ثم فكرت بخبث "لو جيبتلك الموبيل هتسيبيني أنام وأصحى براحتي ومش هتقولي كلمة على الروايات اللي بحبها وهتسمعيني كمان وأنا بحكيهالك" ساومتها في مزاح 

"شوف أنا في ايه وأنتي في ايه، الصبر من عندك يارب.. اتفضلي خلصي وابعتيلي أول بأول على الماسينجر.. أنا فاتحة الفيسبوك من اللاب"

"طيب حاضر.. هاكلم رولا وهقولك هنعمل ايه"

"أوك.. مستنياكي" 

--

"ايه ده.. بشمهندس أمجد راجع البيت الساعة تمانية.. لا تتحسد.. كنت خارج مع مُزة ولا ايه؟" غمز له صهيب في مزاح ليزفر أمجد في إرهاق

"الله يكرمك سيبني في حالي" تمتم وهو يدلف المنزل ليتعجب صهيب من نبرته المُتعبة

"طب أحضرلك الأكل طيب؟" 

"لا لا.. ماليش نفس" صاح من مسافة ليهُز كتفاه في تلقائية ثم توجه ليجلس مجدداً بغرفة المعيشة ليتابع المتبقي من المباراة ليسمع رنين جرس المنزل مرة أخرى ليزفر في حنق "مش هاخلص بقا النهاردة"

"كان حبك يعني نيجي لوحدنا.. ما قولتلك نستنى بلال يجي معانا.." همست لها رولا في تآفف

"ماما عايزة الموبيل يعني أعملها ايه.. أخوكي كان هيرجع متأخر وهياخد الطريق كله علينا تريقة.. هناخده في دقيقتين وادينا راجعين" همست لها ثم وجدت روجاً من العيون التي لم تستطع أن تُميز لونها "أنت أمجد رزق.. أنا عايزة موبيل ماما لو سمحت" أشارت إليه بسببابتها بينما تفقدها ليجدها كالطالبة التي هربت للتو من مدرستها الإعدادية فملامحها تبدو طفولية للغاية

"ماما مين يا شاطرة.. أنتي متأكدة إن موبايلها هنا؟" حدثها وهو يرمقها في تعجب

"ايه شاطرة دي اللي أنت بتقولها" صاحت به بنبرة ارتفعت قليلاً ثم أخرجت هاتفها من جيبها "كومباوند (...) عمارة خمستاشر شقة اتنين وتلاتين" رفعت بصرها لتتأكد من رقم الشقة "أمجد رزق.. أنت أمجد رزق؟" أشارت عليه مجدداً بسبابتها 

"لا ده بابا.. وأنا متأكد إنه ميعرفـ.."

"ادخل بس اسأله يا شاطر وهو هيقولك إن الموبيل معاه" أخبرته بنفس الطريقة التي أستخف بها منها منذ قليل بعد أن قاطعته 

"بت أنتي.. ما تتكلمي عِدل" أنزعج من كلمتها 

"أنا بكلمك بنفس الأسلوب اللي كلمتني بيه.. لو سمحت انده باباك وخلص علشان أوبر مستنيني تحت" حدثته بنبرة استخفاف مرة أخرى ليرفع احدى حاجباه 

"طب ايه رأيك بقا لا هاندهه ولا فيه موبيل.. روحي دوري في أي حتة تانية بعيد عن هنا" صفع الباب في وجهها لتفرغ ثغرها وشهقت في عدم تصديق وتوسعت عيناها وهي تشعر بالإستهزاء

"شوفتي إن بلال كان لازم يجي معانا.. أهو قفل الباب ومشي" حدثتها رولا لتلتفت لها لينا في غضب 

"وأنا بقا مش هتحرك من هنا غير لما أخد الموبيل" أخذت شهيقاً في إصرار ثم وضعت إصبعها على الجرس ولم تتركه بينما يدها الأخرى لم تتوقف عن الطرق على باب المنزل 

"مش قولتلك امشي.. عايزة ايه بقا تاني؟" صرخ بها غاضباً 

"ايه اللي امشي دي.. هو أنا جاية أشحت منك.. بقولك هات الموبيل" 

"لما تتكلمي الأول عِدل أبقا اشوف ايه حكاية الزفت الموبيل ده.. وبعدين هو بابا هيعرف مامتك دي منين.."

"أنا اتكلمت بطريقة كويسة وأنت اللي قفلت الباب في وشي وده على فكرة مش ذوق ولا أدب أبداً إنك تعمل كده" تعالت أصواتهما الغاضبة اللاتي تشاحنت في جدال ليأتي أمجد مهرولاً وهو يُعدل من ملابسه التي ارتداها على عجل لسماع صوت تلك الطرقات وصوت ابنه الذي يتجادل به مع أحد ما 

"وأنتي بقا اللي هتيجي تعلميني الأدب ولا الذ.."

"ايه يا صهيب فيه ايه؟" قاطعه أمجد مسرعاً وهو يرى تلك الفتاتان أمام الباب 

"البنت دي بتقول إن معاك موبيل مامتها" أشار لها بالمزيد من الإستخفاف

"حضرتك أمجد رزق؟" أشارت له بسبابتها في لهجة مُنزعجة وقد أدرك أنها لابد وأن تكون ابنتها، فهي تتحدث بنفس الطريقة ونفس الغضب 

"اه أنا يا حبيبتي أمجد.. خير في ايه؟" اجابها بنبرة هادئة لترفع حاجبيها في دهشة

"أنا مش حبيبة حد.. لو سمحت أنت معاك موبيل ماما اللي نسيته في عربيتك وأنت بتوصلها المطار بعد ما خبطلها العربية.. لو سمحت عايزة الموبيل!" صاحت له بنبرة مرتفعة ليعقد صُهيب ذراعيه وهو ينظر لوالده نظرات متسائلة مُنتظراً منه إجابة على ما سمعه!! 

"طيب يا بنتي اتفضلي على ما أطلع أجيبه.." 

"اتفضل!!" صاحت في تعجب "لا طبعاً مبدخلش أنا بيت حد" رفضت بلهجة قاطعة ليرمقها صهيب في غضب

"وأحنا جايبينك بالعافية.. مش عاجبك امشي" صاح بها في غضب

"أنت بتتكلم دلوقتي ليه؟! أنا مطلبتش منك حاجة ولا وجهتلك كلام" نظرت له وحدثته بلهجة غاضبة

"بقولك ايه أنتي من ساعة ما جيتي وأنتي عمالة تتخانقي.. وأنا لغاية دلوقتي ساكتلك.. خللي عندك دم و.."

"خلاص يا صُهيب!!" صاح والده بحدة لينهاه عن الكلام لتنظر له رولا بإبتسامة معجبة بشخصيته التي أستطاع من كلمة واحدة أن يوقف بها ابنه عن الحديث بينما أعادت لينا نظرها لوالده 

"الموبيل بعد اذنك.. وكفاية أوي إني مستنية لغاية دلوقتي.. ده بدل ما تجيب الموبيل من نفسك لغاية عندنا موقفني هنا عشان ابن حضرتك يهزأني.. لو سمحت هاته" حدثته بجدية 

"يا بنتي والله موبايلها فصل على طول، ودخلت المطار ادور عليها ملقتهاش.. اتفضلي على ما اشحنهولك وبعدين خديه أنا لسه يادوب واصل البيت"

"لا لو سمحت أنا هامشي على طول وأوبر مستنيني تحت.. أتفضل بعد اذنك هات الموبيل" عقدت ذراعيها في انزعاج 

"بس ده مفيهوش شحن.. هتمشي بيه كده؟!"

"هاتصرف واشحنه في البيت" اجابته بلهجة قاطعة ونبرة امتلئت بعزة النفس التي لن تتقبل مساعدات منه لتهمس رولا بأذنها 

"مامتك موبايلها أندرويد وأنتي أيفون واكيد اخدت الشاحن معاها وهي مسافرة وعايزة حاجات من عليه والشاحن التاني باظ.. فاكرة لما جينا نشحن موبيلي آخر مرة ومشتغلش؟!" أخبرتها لتتوسع عينا لينا 

"صح ده أنا نسيت خالص!!" تحدثت في خيبة أمل لتنظر إلى أمجد "هو أنت عندك شاحن أندرويد؟" توسعت عيناها في استفسار ليبتسم لها وأومأ لها بنعم "طب هو أوبر بيدخل هنا الكومباوند؟" سألته مجدداً ليومأ لها مرة ثانية بنعم "طب اشحن الموبيل على ما أحاسب أوبر وأطلعلك" تحدثت بسرعة ثم تحركت بخفة بجسدها الصغير إلي المصعد لتبتسم له رولا في تهذيب ثم لحقت بصديقتها..

--

 

"تشربوا ايه بقا؟" صاح أمجد لهما لتتوسع عينا صُهيب في تعجب 

"لا شكراً حضرتك.. أنا هامشي على طول أول ما اخد الموبيل" ابتسمت له في تهذيب 

"هاتلنا عصير يا صُهيب" أخبره لتتوسع عينه ثم رمق لينا في غيظ وتوجه للمطبخ "هو باباكي يا حبيبتي مجاش معاكم ليه؟" سألها لتبتسم في اقتضاب 

"لا بابا متوفي من زمان" 

"ربنا يرحمه.. معلش آسف إني سألتك"

"لا يا عمو ولا يهمك.." حدثته رولا لتنظر لها لينا في تعجب مُضيقة ما بين حاجبيها 

"هي مامتك اسمها ايه؟" سألها بينما لم ترد لينا إخباره 

"ايه ده هو حضرتك لسه متعرفش اسمها.. اسمها جيهان" اجابته رولا لتلتفت لها لينا مجدداً بعينين متوسعتين في تحذير بينما ساد الصمت لفترة ولم يبدده سوى حضور صهيب بكأسين من العصير الذي وضعه أمامهما في حنق ليجلس أمامهما على الأريكة المقابلة ببهو منزلهما وأخذ يرمق لينا في غيظ لتنظر هي له بمزيد من الكراهية 

"ده أنت ناقص كمان تطردنا!!" حدثته دون تفكير 

"أظنك عرفتي إنك ضيف غير مرغوب فيه!!" تمتم لينظر له أمجد في تعجب محذراً

"لا والله كده كتير.. بعد اذنك هات الموبيل يا عمو ومتشكرين أوي لغاية كده" صاحت ثم نهضت في إصرار على المغادرة 

"معلش يا بنتي حقك عليا.. أتفضل يا أمجد قوم على أوضتك!" رمقه في إنزعاج 

"أنت بتعاملني كده علشان خاطر البنت دي.. ماشي يا بابا!!" حدثه في غير تصديق لينهض في غضب وتركهما مغادراً للأعلى 

"بعد اذنك الموبيل"

"معلش يا بنتي.. صهيب مش واخد على الناس أوي ولسه أول مرة يعرفك.. أنا بعتذرلك على أسلوبه ده" تنهدت في حيرة من أمرها لترمقه في تردد 

"ماشي بس أنا معملتش حاجة يعني.. هو من ساعة ما فتحلي الباب وهو بيرخم عليا" تحدثت وهي تعقد ذراعيها 

"خلاص يا عمو محصلش حاجة.. اهدي يا لي لي بقا" تحدثت رولا بعد أن نهضت لتُمسك بذراعيها "تعالي بس اقعدي" أخبرتها وهي تحاول أن تهدئها 

"معلش أنا آسف متزعليش.. أشربي العصير بس على ما الموبيل يشحن" أعتذر لها مجدداً لتتنهد في قلة حيلة ثم جلست مرة أخرى "هو انتي اسمك ايه يا حبيبتي" 

"لينا يا عمو" اجابته رولا التي نظرت لها لينا مجدداً في تحذير "ايه فيه ايه؟" سألتها هامسة 

"حسابي معاكي لما نمشي من هنا" همست لها هي الأخرى 

"أنتي في سنة كام بقا؟" سألها وهو يحاول التعرف عليها 

"أولى جامعة.." أخبرته على مضض

"وفي كلية ايه؟" 

"تجارة English" أجابت سؤاله في هدوء

"ما شاء الله.. ده أنا كنت فاكرك صغيرة عن كده.. صهيب كمان كان تجارة English" أومأت له في اقتضاب وهي كلما تتذكر هذا الرجل تشعر بالغيظ ليقاطع حديثهما مكالمة من والدتها على تطبيق messenger 

"ايوة يا جيجي" اجابتها 

"أخدتي الموبيل ولا لسه؟" سألتها لتشعر هي بالتردد 

"اااه.. أخدته"

"وروحتي ولا لسه؟"

"أأنا.. أنا في الطريق" حدثتها بتردد وارتباك 

"طيب يالا بسرعة ولما توصلي افتحيه وهتلاقي كام file في الـ downloads وهتلاقيهم PDF لسه مي باعتاهملي امبارح على الـ whatsapp.. ابعتيهوملي على طول" 

"حاضر يا جيجي" همست لها 

"لينا أنتي كويسة؟" تعجبت والدتها 

"آه أنا كويسة أهو" 

"طيب يا حبيبتي.. لما توصلي تطمنيني" 

"حاضر يا ماما.. باي" 

أنهت المكالمة ليبتسم أمجد عندما رآها متوترة للغاية وكذلك طريقتها التي تنادي بها والدتها فهي تبدو وكأنها تُحادث صديقتها وليست والدتها..

"أنتي كدبتي عليها ليه؟" سألها في هدوء لتنظر له 

"ما هي هتفضل قلقانة ومتعرفش إن الشاحن التاني بتاعها باظ ومحبتش أقلقها يعني" اجابته بنبرة مهتزة

"طيب مش المفروض متخبيش عليها"

"أصلها هتروح تجيب شاحن تاني وهتضايق وأنا مش عايزة أضايقها.. أنا كنت فاكرة اجيبلها واحد تاني من مصروفي بس نسيت والله" نظرت له بصدق وقد صدقها 

"ماشي بس متكدبيش عليها تاني" 

"طيب بقا خلاص!!" تمتمت وهي مدركة تماماً لخطأها 

"حصل خير يا حبيبتي" أخبرها بإبتسامة ثم نهض "أنا هاروح أشوفلك الموبيل" أخبرها لتومأ هي له وما أن اختفى عن مرمى بصرها حتى التفتت لرولا صديقتها

"أنا نفسي بقا أفهم أنتي مسحوبة من لسانك ليه كده النهاردة وعمالة تقوليله على كل حاجة ولا كأنك تعرفيه من مليون سنة؟" حدثتها في إنزعاج 

"أصل بصراحة أمور أوي وينفع كده بطل في الروايات وأنا حبيته"

"بطل ايه يخربيتك!! احنا منعرفهوش" توسعت عينتيها في غير تصديق 

"خلاص بقا يعني هو أنا قولتله ايه..وبعدين الراجل شكله غير ابنه خالص ولذيذ اوي"

"لذيذ ايه يا رولا.. ده خبطلنا العربية من شوية.. أنتي اتجننتي.. اياكي تعمليها تاني" زجرتها في تأنيب بينما عاد أمجد مرة أخرى لتتوقف هي عن الحديث لصديقتها

"اتفضلي.. يادوب وصل لسبعين %" 

"متشكرة أوي" تناولته منه على استعجال لترسل لوالدتها ما أرادته "طيب نستأذن احنا"

"لا ازاي تمشوا كده.. الساعة قربت على عشرة.. أنا هاخلي صهيب يوصلكوا.. يا صهيب!!" ناداه مسرعاً 

"لا لا.. متتعبش حضرتك أنا هاخد أوبر" نهضت مسرعة بينما حضر صهيب

"نعم يا بابا" اجابه بإقتضاب وملامح منزعجة 

"البس ووصل لينا وصاحبتها" أخبره في هدوء ليعقد هو حاجباه ثم صاح وهو يشير إلي لينا في تقزز

"نعم!! عايزني أوصل البتاعة دي.. لا مش هيحصل!" سمعته لتتعالى أنفاسها في إنزعاج ثم نظرت له هي الأخرى بغضب ثم التفتت لتغادر!



يُتبع..