-->

أسطورة لوحة الحقيقة تخرج من البئر


لوحة الحقيقة تخرج من البئر
للفنان جان ليون جيروم

نتعامل يوميا مع العديد من البشر ونكون صداقات مع بعضهة وبعدها يصل بيننا علاقات وتيدة .. بعضنا يتعامل بكل صدق وإخلاص وبعضنا يشوب شخصيته الكذب. 

هل وقفت ذات مرة مع نفسك وسألتها ما هو الكذب .. تلك الكلمة التي لها أثير سئ في النفوس .. مما يأتي أصل الكذب؟ ولم بالأساس يكون بعضنا كاذبين؟ .. لما لم نخلق جميعنا وبداخلنا الصدق وعلى لساننا الحقيقة.

الحقيقة؟ .. ما هي الحقيقة؟ .. هل هي عكس الكذب؟؟ .. هل فكرت في إمكانية جمع الحقيقة والكذب في شخص واحد؟ .. ماذا عن لوحة؟

حسنا لن احملك المزيد من التفكير لان هذا حدث بالفعل .. ففي عام ١٩٩٦ قام جيروم برسم عمل فني يحكي عن أسطورة في القرن الـ١٩ ، تقول أن الحقيقة والكذب إلتقيا يومًا .. فقال الكذب للحقيقة:
- إنه ليوم جميل حقا.

نظرت الحقيقة حولها في ريبة، ورفعت عينيها إلى السماء، لترى أن اليوم بالفعل كان يومًا جميلًا، فقضت وقتًا طويلًا بصحبة الكذب في ذاك اليوم.. ليقول:
- الماء في البئر رائع، فلنستحم سويًا.

نظرت الحقيقة للكذب في ريبة للمرة الثانية، ولمست الماء، لتجده بالفعل رائعًا، فخلع الأثنان ثوبيهما، ونزلا للاستحمام في البئر.

وفجأة، خرج الكذب من البئر، مرتديًا ثوب الحقيقة وركض بعيدًا. خرجت الحقيقة الغاضبة من البئر، وركضت وراءه في كل الأماكن بحثا عن ثوبها، فنظر البشر إلى عُري الحقيقة وأشاحوا بوجوههم في غضب واستهجان.

أما الحقيقة المسكينة، فعادت إلى البئر، واختفت للأبد من فرط خجلها.

ومنذ ذلك الحين، يسافر الكذب حول العالم مرتديًا ثوب الحقيقة، فيلبي أغراض المجتمع، بينما يرفض الناس أن يروا الحقيقة عارية.

اللوحة لـ جان ليون جيروم (١٨٢٤-١٩٠٤) انتهى منها عام ١٩٩٦م تحمل عنوان "الحقيقة تخرج من البئر".

والآن السؤال لك .. هل تستطيع تميز الحقيقة عن الكذب بعد إلتباس الثوب بينهما؟؟
الأمر يستحق التفكير!!

بقلم: غادة حازم