-->

الفصل العشرون - عطر الفهد

 الفصل العشرون 


صدمه .. دهشه ... و بعض الدموع تساقطت مهدع نظرات من الألم و الخذلان .. كانت تلك هي ردات الفعل المختلفه على معرفة عِطر بالحقيقه ...

فهد بحنان و هو يقترب منها : عِطر .. صغيرتي .. دعينا نشرح لكي كل شيء .. لكن إهدأي أولاً ..

عِطر ببرود : لا أريد سماع حرفاً واحداً .. و خاصة منك أنت سيد فهد ..

فهد بدهشه : سيد فهد ؟!!! .. عِطر ما الذي تفوهتي به الآن ...

عِطر ببرود : أنت بالنسبة لي أصبحت سيد فهد .. أنت كنت تعلم بالحقيقه و لم تخبرني ..لذلك أنت خسرت ثقتي بك .. و طالما أنا لا أثق بك فأنت أصبحت لي مجرد رجل ... رجل أحببته و وثقت به ثم هو خان ثقتي ... لذلك لا تظن أن كل شيء سوف يكون كما كان ....

فهد بغضب : هل جننتي ... أنت ماذا تقولين ؟!!! أنا فقط لم اخبرك لأن هذه كانت رغبة خالي و روز ... فقط لأنها رغبتهم ...

عِطر بغضب و هي تنظر للجميع : لماذا ... لماذا فضلتم الصمت هكذا أخبروني .. أنا سوف أُجن .. جميعكم كنتم تعلمون إنني كنت أتعذب بسبب عدم معرفتي من هم والداي ( وجهت نظراتها لديفيد ثم تحدثت ) و أنت ... كنت تقف معي و تخبرني عن حزنك بسبب إبنتك التي لا تعرف عنها شيء ... كنت تخبرني إنك لا تعلم إذا كانت ستغفر لك و تسامحك أم لا ... كنت تقف و تحدثني و أنت تعلم إنني إبنتك .. كيف قاومت ألا تخبرني ... ها .. كيف ؟!!!

ديفيد بحزن : صدقيني .. لم أكن أعلم بوجودك إلا منذ عام .. فقط عام واحد و روز أخبرتني ألا أفعل شيء ...

عٍطر و هي تنظر لروز : الجميع يقول أنكِ من أردتِ ألا أعلم شيء ... لماذا .. لماذا فعلتِ ذلك ..

روز ببكاء : لم أكن أريد أن يحدث لكِ ما حدث لي .. لقد تم اضطهادي و رفضي بسبب تلك المتلازمه اللعينه ... لقد تم تعذيبي و قمت بوضعك أمام دار الأيتام بسبب خوفي عليكِ منهم .. أنت لا تعلم ما حدث لي ... لا تعلمي أبداً ...

جاسمين ببكاء و هي تحتضن روز : سامحيني روز ... أنا آسفه حقاً .. سامحيني ...

روز ببكاء : الأهم عِطر تسامحنا ...

كاظم بجديه : عِطر ... صدقيني الجميع هنا نادم ...

عِطر و هي تنظر بعينيها التي أحتلها البرود : لم أعد أريد رؤية وجه أحد منكم .. انا بالنسبه لكم لم أعد موجوده ... ( ثم نظرت لفهد ) أما أنت لا أريد رؤية وجهك أو سماع صوتك مرة أخرى ...

أنهت حديثها لتتجه بخطوات سريعه ثابته خارجه من الباب لتجد ألبرت و بيلا ينتظروها في السياره ... لتصعد في المقعد الخلفي و هي تحاول حبس دموعها ...

ألبرت بحنان : ملاكي .. إهدأي و لا تحزني ...

عِطر بوجع : أنا أتألم أبي .. أتألم ...

بيلا بحزن : مازلتي مُصره على قرارك عِطر ...

عِطر بحزن : أجل أمي .. علينا التحرك الآن ...

ليتحرك ألبرت و يقود السياره بإتجاه المطار الجوي حيث ينتظر عِطر مصير و حياة جديده ......
................................................

في الداخل كان فهد يقف و علامات الصدمه و الدهشه تحتل وجهه ... هل هذه عِطر ... صغيرته ... الفتاة ذات القلب الرقيق .. الخجوله .. التي كانت تتمنى أن تجتمع بوالديها ... تركت كل شيء و رحلت ... تركته و رحلت .. مزقت قلبه و روحه و رحلت .... ماذا عليه أن يفعل الآن ... هل يتركها .. أم ماذا ... لم يعد يعلم ما عليه فعله ليسقط جالساً على اقرب كرسي له .. رآه والده هكذا ليقترب منه و يحتضنه و هو أمامه ...

كاظم بحنان أبوي : فهد .. بني .. إهدأ .. عِطر لديها الحق فيما فعلت .. الصدمه قاسية عليها .. اتركها ترحل قليلا ثم أعدها حتى لو بالقوه .. فقط اتركها تهدأ و تستوعب ما حدث .. هل فهمت ..

فهد بصوت خافت حزين : حسناً أبي .. سوف أفعل ... لكن الآن .. كيف سأعلم أين رحلت .. انا خائف عليها .. عِطر ليست قويه كما تظاهرت منذ قليل .. عِطر رقيقه .. هشه .. لا تحتمل أي شيء .. ماذا سوف تفعل بمفردها ..

كاظم بجديه : دع أمر معرفة إلى أين ذهبت لي ... و الآن .. دعني أهتم بوالدتك ..

أنهى كلماته ليتجه إلى جاسمين التي كانت تبكي و هي تضع يديها على وجهها فبدت كطفله صغيره تنتحب من اجل حلواها المفضله ليجعلها كاظم تنهض ثم يحملها و تجه بها لسيارته حتى يذهبون لمنزلهم .....

بينما رأى فهد كلارا تتسلل بخفه من المنزل خوفاً من أن يراها أحد ... لينهض من مقعده و يقبض على ذراعها بقوه ...

فهد بغضب : أنتِ ... أنت السبب بكل ما حدث ... لو لم تكوني إبنة خالي لكنت قتلتك ...

مارك و هو يحاول نزع يد فهد عنها : فهد .. ارجوك أتركها ...

فهد و هو يتركها لتختبئ خلف مارك : لا أريد رؤيتها مرة أخرى .. هي سوف ترحل الليله .. سوف تعود من حيث أتت .. مفهوم و إلا لن أكون مسؤل عما سيحدث .. هل فهمت مارك .. لن أكون مسؤل ...

مارك بهدوء : حسناً .. سوف ترحل كلارا ..

كلارا بغضب : ما الذي تتفوه به ... انا لن أذهب لمكان ...

مارك و هو ينظر إليها : بلى سوف تذهبين .. أنا لم أعد استطع تحمل افعالك تلك ... سوف تذهبين و اليوم ... هل فهمتِ ...

كلارا بتوتر : مارك .. هل حقاً تريد مني الرحيل ..

مارك بهدوء : أجل ... الرحيل أفصل لكي كي تتعلمي تحمل مسؤلية افعالك و كلماتك ... سوف آتي من وقتٍ لآخر لزيارتك ... سوف اقوم بالحجز لك على أقرب موعد ...

لتنظر كلارا له هو و فهد بأعين دامعه مليئه بالحزن ثم تركض لتصعد على الدرج ... بينما فهد خرج من الباب و صعد لسيارته يقودها و هو  شارد لا يعلم إلى أين يذهب ...
............................................

كان يحتضنها و هي مستلقيه على الفراش بين ذراعيه بعد الذهاب الجميع ... كانت جالسه تحدق في الفراغ مع دموع تسيل على وجنتيها دون صوت ... ليحملها و يصعد بها إلى غرفته ...

ديفيد بهمس حزين : روز .. زهرتي .. إهدأي أرجوكِ .. أنتِ تعلمين إنني لن أتركها كما فهد و كاظم لن يتركوها ... إطمئني ..

روز بحزن : هي لم تسامحنا ديفيد ... هي رحلت .. لم تستمع إلي .. فقط لو إستمعت .. فقط لو تركتني أحتضنها و أقبلها .. كنت اتوق شوقاً لها و لرائحتها العطره .. لماذا لم تعطني فرصه واحده .. لماذا ؟!!!

كانت تبكي و تنتحب و هو يحتضنها بحزن و ألم .. فقلبه يتمزق على حال محبوبته و على إبنته أيضاً التي لم يستطع ان يكون لها أباً يعطيها الحب .. الحنان و الأمان ... إحتضنها و ظل يهمس لها بكلمات مهدئه حتى نامت بين ذراعيه و بعدها بعدة دقائق نام هو الآخر ...
..............................

عند عودة كاظم إلى المنزل كان أوس و معه تانيا جالسان في غرفة المعيشه يشاهدون فيلماً ما .. ليروا كاظم يحمل جاسمين و هي ساكنه بين يديه ...

أوس بفزع : ابي .. ما بها أمي .. هل هي بخير ؟!!

كاظم : دعني أصعد بها لغرفتنا ثم آتي لأتحدث معك ....

صعد كاظم للأعلى ثم وضع جاسمين على الفراش بعد ان بدل لها ثيابها بخفه ليدثرها بالغطاء  ... ليهبط للأسفل يجد تانيا و اوس بانتظاره ...

تانيا بقلق : عمي .. ماذا بها خالتي جاسمين ...

بدأ كاظم يقص عليهم ما حدث لتتسع أعينهم بدهشه و صدمه لتلك الاخبار و الأحداث ..

تانيا بصدمه : يا الله .. عِطر .. هل عِطر بخير ...

كاظم و هو يزفر الهواء : قالت انها راحله .. راحله و لا تريد رؤية وجه أحد منا ..

تانيا بتوتر : لا .. لا .. لا هي لن تفعل ذلك ...

اوس بقلق : ماذا عن فهد ؟!!

كاظم : هو بحاجتك اوس .. هاتفه و اعلم اين هو و إذهب إليه ...

ليفعل اوس هذا و يذهب فورا بعدما علم أين هو فهد ... بينما تانيا حاولت مراراً و تكراراً مهاتفة عِطر التي أغلقت هاتفها فلم تستطع التوصل إليها ... ليشتد قلقها و توترتها و خوفها عليها .... لتجلس مكانها تبكي بخوف على صديقة طفولتها و شقيقتها .... 
....................................

شهراً كاملاً قد مضى .. شهر كأنه عام مضى عليها في هذا البلد البارد كالجليد ... كانت تقف في مكان عملها بهذا الزي الرسمي المكون من تنوره سوداء يصل طولها حد ركبتها مع قميص مز اللون الأبيض و جاكت بدون أكمام باللون الأسود ... متواجد عليه قطعه مكتوب عليه أسمها ... مع حذاء بإرتفاع مناسب لما يتطلبه عملها ... كانت ترفع خصلاتها للأعلى على هيئة ذيل حصان ... نعم كانت تعمل في أحد الفنادق الضخمه بمدينة موسكو عاصمة روسيا ..... لقد ذهبت إلى سيرجي في تلك الليله تخبره أنها تريد السفر إلى روسيا ... و تسأله المساعده في ذلك ...

Flash back.......

عِطر بحزن : أرجوك دكتور سيرجي ...

سيرجي بحنان :ماذا هناك عِطر .. ما الذي حدث جعلك تريدين السفر هكذا ؟!!!

لتقص عليه عِطر ما حدث و بما عرغته عن والديها لتتسع اعينه بدهشه و صدمه ...

عِطر برجاء : هل ستساعدني ؟!!! ...أرجوك ساعدني ..

سيرجي : شقيقتي تعيش في موسكو .. هي في ال 35 من عمرها .. ليست متزوجه .. يمكنكِ العيش معها .. و هي سوف تساعدك ...

عِطر : شكراً لك .. شكراً لك كثيراً ...

خرجت عِطر من مكتب سيرجي لتتجه إلى ألبرت و بيلا لتخبرهم بكل شيء و هي تبكي بحضن ألبرت الذي آلمه قلبه على ملاكه ....

البرت بحنان و هو يحتضنها : سوف ترحلين ملاكي ... ماذا أفعل انا بدونك ... ها .. اخبريني إبنتي ماذا أفعل ...

عِطر و هي تكوب وجنتي ألبرت : سوف نتحدث يوميا عن طريق الإتصال بالكاميرا ... فمهما حدث ستظل أنت أبي و بيلا أمي ... أنتما والداي ... انتم من رعيتموني منذ صغري ... لم تيأسوا مني و من متلازمتي .. لم تخجلوا مما أعاني ... كنتما لي السند و الضهر ... الحب و الحنان و الحضن الدافئ ... أنتما كل شيءٍ لي .. لا أحد .. لا أحد يعوضني عن حبكما ...

جرت الدموع على وجوههم و معهم بيلا التي أحتضنتهم إليها ليودعوا إبنتهم التي احبوها و قاموا بتربيتها و لا يعلموا متى سوف يرونها مجددا

بالفعل سافرت عِطر إلى موسكو لتجد كاترينا شقيقة سيرجي تنتظرها بالمطار و هي سعيده لرؤيتها بسبب حديث شقيقها عنها ...

كانت كاترينا فتاه في ال 35 من عمرهم ... بخصلات شعر ذات لون كستنائي مع أعين زرقاء و بشره بيضاء مائله للسمار ... ذات جسد رشيق أنثوي ... و كان طولها 167 .... كانت جميله بحق ) .....

كاترينا بسعاده : أهلاً عِطر أنا كاترينا .. حمداً لله على سلامتك ...

عِطر بإبتسامه : أهلا كاترينا ... شكراً لكي ...

كاترينا : هيا دعينا نذهب للمنزل ...

ذهبت عِطر مع كاترينا لتصعد معها سيارتها و يمضيا في شوارع موسكو مع الأحاديث المتبادله بينهم .. لتقف كاترينا أمام أحد المنازل المتواجد في أحد الشوارع الهادئه و يوجد به حديقه اماميه صغيره مع تصميم رائع للمنزل من الخارج ...

كاترينا بمرح : هيا يا حلوه لقد وصلنا .....

لتترجل عِطر معها و يدلفا للداخل حيث الحديقه الأماميه للمنزل .... لتفاجئ بنباح كلب مرتفع و هو يهجم على كاترينا يغمرها بلعقاته الفرحه بقدومها وسط قهقهات كاترينا السعيده بإستقبال كلبها لها .... لتفاجئ عِطر بالكلب يقترب منها و هو ينظر إليها بإستغراب و هو يميل برأسه للجانب بينما يتأملها ... لتبتسم له عِطر بود لتشعر بثقل يهجم عليها و لسان يلعق كامل وجهها لتقهقه بمرح من هذا الكلب الودود المُحب ....

كان كلب كاترينا من نوع الجولدن الذي يتميز باللطافه و الهدوء و حبه للعب و المرح ) ....

دلفت عِطر مع كاترينا للمنزل و خلفهم كلب كاترينا الذي علمت أن إسمه ( ريكس ) .... لتجده منزل بسيط ذو ألوان مرحه تبعث الحياه و السعاده في النفس ...

كاترينا بمرح : أهلا بكِ في منزلي المتواضع عِطر ...

عِطر بإبتسامه : إنه جميل حقاً ...

كاترينا : سعيده أنه اعجبك .. و الآن هيا لكي تستريحي قليلاً ...

صعدت عِطر مع كاترينا للاعلى حيث يتواجد غرفتين للنوم .. غرفه خاصه بكاترينا و الأخرى للضيوف و قد خصصتها لعِطر ... تدلف عِطر لتلك الغرفه لتجدها غرفه جميله ذات أثاث و ألوان أنثويه ... لتشكرها عِطر و تذهب تأخذ حماماً دافئاً حيث يتواجد حمام ملحق بغرفتها ... و تذهب بعد ذلك كي ترتاح قليلاً ... مضى يومان على عِطر تخرج فيهما مع كاترينا لكي تزور معالم موسكو السياحيه ... كانت بالنهار مرحه تمرح مع كاترينا و ريكس بينما ليلاً تبكي بصمت قهراً و حزناً ... و .. و شوقاً ... هي حقاً تشتاق إليه ... تشتاق لصوته و حنانه ... تشتاق لحضنه و عينيه ... تشتاق للمساته المحبه الدافئه ... تبكي و تبكي وهي تشعر بالوحده و الفراغ لكن قلبها جريح منه .. منهم جميعاً ... فهي كانت تتألم أمامهم من عدم معرفتها من تكون ... من هم أهلها و الجميع كان يشاهد و يصمت دون ان يريح قلبها و يريحها من هذا الألم ... كانت متوتره .. مرهقه ... حزينه و اصبح ثباتها الأنفعالي غير متواجد ... كل ما تعلمته من مارك و جلساته أصبح طي النسيان ... لم تعد تستطيع السيطره على نفسها .. لتعاود اخذ وصفتها الطبيه الذي وصفها لها سيرجي ...
مر أسبوع و عِطر تبحث عن عمل و ها قد عادت للمنزل دون أن تجد عمل لها لانها لا تحمل أي شهاده جامعيه تؤهلها للعمل فكانت جميع الوظائف التي تجدها غير مناسبه لها على الإطلاق .... لتقابلها كاترينا بمرحها المعهود ..

كاترينا بمرح : عِطر .. إحزري ماذا ؟!!!

عِطر بإستغراب : ماذا هناك ..

كاترينا : الفندق الذي أعمل به يبحث عن موظفة إستقبال تجيد الإنجليزيه و الروسيه و لا يشترط وجود شهاده جامعيه ... و أعتقد أن هذا يناسبك .. فلغتك الروسيه ممتازه حقاً ...

( كانت كاترينا تعمل مديره لقسم العلاقات العامه في إحد أشهر فنادق موسكو ) ...

عِطر بسعاده : حقاً كاترينا .. حقاً ...

كاترينا : أجل و أنا قدمت لهم ال C.V الخاص بكِ و تحدد غداً ال 9 صباحاً موعداً للمقابله الشخصيه ...

هكذا بدأت عِطر العمل في الفندق في فتره صباحيه من ال 3 مساءاً  ل 12 صباحاً ...

End Flash Back .....

فاقت عِطر من شرودها و قد إنتبهت أن موعد ذهابها من العمل قد حان ... لتذهب إلى غرفة تغيير الملابس ... لتقوم بتبديل ثياب العمل بثيابها و تخرج من الفندق ذاهبه للمنزل و قد إعتادت على السير حتى موقف الحافلات ....
...........................................

كان جالس شارد على مقعده داخل طائرته الخاصه و هو يتذكر تلك الأحداث و ما مر به ...

Flash Back .....

كان يجلس داخل سيارته في مكان منعزل غير مُصدق .. هي رحلت .. رحلت دون ان تسمعه أو تسمح له بشرح كل شيء .. رحلت غير مباليه به و لا بعشقه .. لم يكن يعلم أن صغيرته قاسيه لهذا الحد ... عينيه كانت حمراء كالجمر من شدة غضبه و حزنه ... ليستمع إلى هاتفه يعلن عن إتصال لينظر يجده أوس ...

فهد ببرود : ماذا تريد ؟!!

اوس بقلق : أين أنت فهد .. هل انت بخير أخي ...

فهد : انا بخير ذاهب بطريقي للقصر ...

اوس : حسناً سوف آتي إليك ...

فهد : لا .. اريد البقاء بمفردي ..

أوس بإعتراض : انت تحلم لن تقضي الليله بمفردك ..

فهد بغضب : أخبرتك إني أريد البقاء بمفردي ألا تفهم ...

أغلق فهد الهاتف ليقود سيارته بغضب و بسرعه مرتفعه ليقف امام باب قصره ليدلف إلى الداخل ثم يصعد للأعلى حيث غرفة عِطر يدلف إليها ثم يقف أمام خزانة ملابسها ليجد الثياب التي أحضرها إليها كما هي بينما أخذت قطع الثياب الخاصه بها التي أتت بها إلى منزله ... ثم يلتفت بنظره إلى فراشها يجده مرتب .. يذهب إليه يلتقط الوساده التي كانت تنام عليها يستنشق رائحتها المتواجده بها ... ليستلقي على السرير ثم يحتضن الوساده إليه لتنزل من عينيه دمعه تحفر مجراها على وجنته ...

فهد بحزن : لماذا .. لماذا فعلتِ هذا عِطر .. ألا تعلمي بحبي و عشقي لكي ... لماذا ...

ليشعر بذراعين يحاوطانه بحب و حنان ليرفع عينيه يجده والده الذي ما إن علم بحالة فهد من أوس و غضبه حتى هرع إلى إبنه و أوصى أوس أن يعتني بوالدته ...

كاظم بحنان و هو يضمه إلى صدره : روسيا .. عِطر سافرت إلى روسيا و بالتحديد موسكو .. لقد أعلمني رجالي في المطار فور ختمها لجواز سفرها ...

فهد و هو ينهض : سوف أذهب إليها ...

كاظم بجديه : اتركها فهد ... فهي بحاجه للإبتعاد قليلاً .. فما حدث لها ليس قليلاً فهد .. فقط أتركها قليلاً ...

صمت فهد فهو يعلم أن حديث والده صحيح ... لتمضي الأيام عليه كالجحيم .. الجميع صار يتجنبه لشدة غضبه فهو أصبح يصب غضبه على من حوله بسبب و بدون سبب ... حالته أصبحت صعبه .. يقضي وقته كله في العمل .. يعود للقصر فقط لكي ينام .. حتى كريستين لم تستطع أن تنهيه عما يفعله ... يأكل قليلاً .. فقط لكي يحيى ... فقد وزنه و مع ذلك لازال وسيماً .... كان لا ينام إلا بغرفتها و على سريرها حتى ينعم برائحتها العالقه بفراشها .... و لكن أصبح لا يتحمل هذا البعد ... و لكن يتطلب عمله الآن أن يسافر إلى موسكو للإشراف على إتمام تلك الصفقه ....
End Flash Back ........

فهد بجديه : سوف أجعلكِ تعودين معي عِطر و سوف تعاقبين لجعل حياتي كالجحيم هكذا .. سوف ترين صغيرتي .. سوف أجعلكِ تُجنين حقاً ...


يتبع