الجزأ الرابع _ علي جنب يا عجلة
لم يصدق أنه يدق نفس الباب الذي تركها علي عتبته منذ قليل ،، كان قد أخذ علبة الشيكولاه من حقيبة سيارته والذي أحضرها لأهل هذا المنزل .. تنهد والباب يُفتح من سيدة كبيرة قليلاً وبابتسامة بدت أنها تجبرها علي شفتيها أخبرته بدفئ : لا بد أنكَ ابن الوزير صحيح .
ابتسم ليومئ لها ودخل معها جالساً وسط الجميع بهدوء حتي دخولها بعد قرابة الربع ساعة عليهم .
" شو عم يعمل هادا هون "
كان هذا ما تفوهت بهِ كايلا بعد أن تحممت وغيرت ثيابها الملوثة ونزلت لترحب بضيوف والدها .. وبدهشة لم تصدق أنه يجلس بكل تلكَ الأريحية بصالة منزلهم .
تحدث والدها جاسم يسألها بعتاب : كايلا ليه عم تتحدثي هيك .
وهنا هتف هو قائلاً بعد أن تخلل اسمها الغريب لمسامعه وأعاده علي لسانهِ مستشعراً غرابته ولكن صاحبته أغرب فلما العجب : كايلا يا عمي نفس البنت اللي خبطتها بعربيتي بجد أنا أسف حقيقي وأنا بكلم بابا مخدتش بالي منها ووقعتها من علي العجلة بتاعتها .
كان يتحدث بمصريته العامية بعد أن وجد ابيه يتحدث بها مع جاسم ،، اشتد فك جاسم وتيم كذلك قبل أن يقول بهدوء : قدر الله وماشاء قعل تعي يا حبيبة بابا جنبي .
بمساعدة والدتها جلست جوار أبيها وهي تتطلع له شزراً قبل أن تحتضن والدها لتشعر بالأمان والراحة التي افتقدتهم منذ ساعة ثم بقيت بحضنهِ كطفلة صغيرة وليست شابة يافعة وهو يُعرفها علي صديقه وعائلته : شوفي يا كايلا هاد رفيقي عمك محمود وهي بتكون زوجته وها الشاب اللي هلا بس لتعرفت عليه بيكون ابنه فراس .
نظرت لعينين هذا الفراس بغتةً تري أين هذا الأسد لكي يُسمي هكذا وحسناً ارتعشت وهي تتأمله لأول مرة .. كان شاباً طويلاً رياضي وقد وضح ذلك تماماً مع صدره العضلي العريض .. شعره مائل للذهبي مع ولكن بشرته مائلة للسمار وكأنه كان بمصيفاً للتو وقد اكتسب سواداً وحمرةً من الشمس .. عينيه لم تري لونهما جيداً وهي بعيدة عنه هكذا لقد كانتا داكنتين ولكن ليست بنية .
خرجت من شرودها علي أبيها الذي يسألها : كايلا بشو اصفنتي ( شردتي ) .
شهقت وهي تعيد نظرها لنظره مجدداً بحرج ، ويلاااه هل رآها وهي تتحرش بهِ بنظراتها هكذا دون خجل أو ربما بهيام أيضاً .. نعم رآها لأنه الأن كان يطالعها بعبث خالص دون حياء وتباهي أيضاً لذا بحرج من الجميع ولتكسر تباهيه هذا وقفت قاطعة المسافة الصغيرة بينها وبينهم لتقل بسرعة : هي ناموسة يا بابا علي وجه استاذ فراس .
ثم صفعته بسرعة علي صدغهِ وكأنها تقتل تلكَ الناموسة الوهمية وأعقبت صفعتها بخبطات بسيطة وكأنها تزيل آثارها علي وجهه .. قبل أن تبتعد لتحييهم جميعاً وتقول : هيك ماتت خلاص .
كان مُتسمراً غير مستوعباً حتي الأن أنها صفعته وتابعهها تُحيي والده ووالدته قبل أن تقول هاربة : بتعذروني إذا طلعت نمت لأني والله كتير تعبانة .
قال محمود بسرعة : استني بس يا عروستنا ،، أنا شايف والله يا جاسم إن لازم يكون بينا رابط أوي زي زمان وما شاء الله إنتَ عندك عروسة قمر واحنا بندور لفراس علي عروسة ومش هلاقيله أحسن من بنتك طبعاً .
كانت تترجم حديثه كلمة كلمة حتي نظرت لوالدها بأعين متوسعة وكذلك فعل فراس فكيف يريد والده إلقاء تلكَ المتقلبة في طريقه ولكنه معذور لا يعرفها بعد ،، يظنها كرفيقه ولا يعرف أنها شعلة متحركة أرضاً كالفراشة تماماً .
وعند هذا الخاطر نظر لها .. فراشة ملونة تجلس أمامه فلما لا يوافق ،، وجد نفسه يردف بتحدي لذاته أولاً : لو وافقت الأنسة كايلا الأول يا بابا .
نظرت كايلا لوالدها بأعين مستغيثة .. أي زواج هذا هي لن تتزوج إلا شخص تحبه لن تتزوج أبداً زواج الصالونات والصداقة هذا .. لن تتزوج الشخص الذي حطم دراجتها منذ يومين وأغرق دراجتها اليوم وبسببه أيضاً قدميها تحرقها بشكل مؤلم .
تنهد جاسم قائلاً بحيادية : والله أنا ما بجبر أولادي علي شئ يا محمود لندع الأولاد يتعرفو أولاً ولنري ماذا سيحدث بعد ذلك .
أومأ محمود متفهماً كونه تسرع بالطلب ولكنه أصر بعد ذلك : تمام تمام احنا هنا أهو فترة كبيرة لأن فراس بيجهز شغل هنا وبإذن الله الولاد يعرفو بعض أكتر .
هتفت كايلا بسأم مخبرة والدها : بابا اليوم ضيعت تليفوني ومحفظتي وكانت كل بطايقي وكروتي فيها لازم نحاكي البنك ليوقف أي تعامل .
هنا تذكر فراس قائلاً : صحيح أنا قولتلك هوصلك وأروح أدور في المكان اللي وقعتي فيه .
باغتته قائلة بضيق : بتقصد المكان اللي وقعتني فيه .
تنهد قائلاً أمام الجميع بأسف وداخله يود لو يحطم لها فاهها : أسف يا أنسة أنا هروح يا بابا أشوف يمكن حد لقي حاجاتها هناك .
ثم استأذن منهم ووقف تيم قائلاً : راح إجي معك لأني بعرف أشيائها .
أومأ فراس وخرج يتبعه تيم وبقت كايلا تنظر له مُفكرة كم هو خبيث وماكر .
■■■
بخيبة عادو دون هاتفها أو محفظتها فهتفت بآسي : شو راح أعمل هلا بحتاج كتير مشاوير مشان طالع بطاقاتي من جديد .
ثم أعطت فراس نظرة حادة تخبره أنه السبب قبل أن يقول محمود : كل ده سهل بإذن الله وبما إنها غلطة فراس فهو ممكن يلف معاكي تخلصو كل ده .
أومأ فراس بهدوء قائلاً مُبتلعاً طعم والده برغبتهِ : معنديش مانع طبعاً بس نستني شوية يمكن حد يكون لقي الحاجة وهيرجعها .
نفخت كايلا بضجر وقال تيم بغيرة واضحة منذ أن تم فتح موضوع الزواج هذا ، فكيف يريدون أخذ صغيرته من بين يديهِ هكذا برمشة عين : ما في داعي لتتعب حالك أنا بحل الموضوع .
أومأت كايلا بتأكيد ليعرف فراس أنه غير مرغوب بهِ بالمرة .
#يتبع