اعتزل ما يؤذيك
اعتزل ما يؤذيك
ثبت عند البيهقي في شعب الإيمان ( ٨٩٩٦ ) بإسنادٍ حسن عن زَيْدٍ قَالَ : قال عمر رضي الله عنه :
( اعْتَزِلْ مَا يُؤْذِيكَ، وَعَلَيْكَ بِالْخَلِيلِ الصَّالِحِ وَقَلَّمَا تَجِدُهُ، وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ )
في ضوء هذه المقولة على لسان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وبعد تأثري الشديد بكتب الدكتور القدير محمد طه أحب أوجه رسالة للناس لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين..
أحنا كبني آدم في حياتنا المعاصرة حياتنا تنحصر في شوية علاقات.. زواج، عمل، صداقة، تجارة، جيرة، قرابة وغيرها من العلاقات..
وأحنا بردو كبني آدم بنواجه العديد من المشاكل في حياتنا، صعوبات الحياة والواقع الحالي، في شتى علاقتنا هتلاقي حاجة مش مظبوطة بينك وبين شخصية تانية..
أرجوك، صفي ذهنك شوية، هات ورقة وقلم وأكتب شوية إجابات عن حبة أسئلة في علاقتك دي، بأمك، بأختك أو أخوك، بزوجك أو زوجتك، بصديقك أو صديقتك، بعملك بأكمله، بس أهم حاجة تتقي الله وتكون عادل.. وياريت الإجابات تكون خلاصة الوقت بأكمله اللي كنت فيه على علاقة بالشخصية أو الشيء ده (زي العمل أو الدراسة مثلاً)..
اللي هطلبه صعب أوي بس حاول تطفي مشاعرك للحظة، سواء حب أو كراهية أو تقدير أو اعتزاز، ثواني بس ورجعها تاني وأبدأ في إجابة شوية أسئلة..
- أنا بتبسط ولا لأ وأنا مع الإنسان ده؟
- هل علاقتنا تتسم بالعدل؟ الطرفين متساويين فيما يقدماه لبعضهما البعض؟!
- أنا ضحية ولا جاني ولا مجني عليه؟
- العلاقة دي متوازنة عقلياً ولا لأ؟
- هل أنا بهتم زي ما اللي قدامي بيهتم بيا ولا لأ؟ هل أنا مقصر تجاهه؟
- طب هل اللي قدامي بيهتم بنفس القدر؟ هل هو مقصر تجاهي؟
- حد فينا محتاج يراجع نفسه؟
- هساعد اللي قدامي ولا هتخلى وأسيب؟
- هل هناك ما يوجب أن أستمر في تلك العلاقة؟ (رقّم إجاباتك وعددها في السؤال ده)
- هل اللي قدامي ليه رصيد عندي علشان أسامح وأعدي ولا لأ؟
الأسئلة دي خلاصة ما توصل إليه عقلي، خلاصة خبرتي في الحياة بالعديد من الأشخاص.. يمكن أكون بساعد ويمكن أكون مخطئة لأني مش على دراية كافية ولكن تعالوا نساعد بعض..
أرجع تاني لمشاعرك وبص في إجابتك وقيم كل الأمور، أفتكر إن ربنا وهبنا نفسنا وأجسادنا وائتمننا عليهم، مينفعش تؤذي نفسك، مينفعش تقول مستحيل أبعد..
أنت إنسان، تستحق الأحسن والأفضل، تستحق تكون سعيد، وتستحق متفرطش في نفسك..
كام مرة واحدة ست قالت هاكمل علشان الأولاد وبعد سنين كتير بتخسر أكتر من نفسها لغاية ما بتفقد روحها وبتكون عبارة عن آلة مهترئة نفس داخل ونفس خارج وفقدت بريقها وضحكتها؟! وولادها بيطلعوا في النهاية مرضى نفسين!
طب كام مرة أنصاع راجل لمديره وسمع كلامه وأستحمل تهزيئ وسخرية وقلة أدب علشان خاطر المرتب؟
كام بنت أستحملت خيانة وأسلوب زبالة تحت مسمى الحب وبتقنع نفسها إن هي دي شخصية حبيبها ولازم تستحمله؟
كام أم ظلمت ابناءها؟ كام أب قهر أولاده وافترى عليهم؟
كام إبن بهدل أهله علشان هو الولد والراجل؟ وكام بنت أستغلت أهلها تحت مسمى الدلع وإنها التشيز كيك بتاعت البيت؟
كام صديق باع صديقه أو أخفى ليه الحقد وأستفاد منه تحت اسم الصحوبية؟ وكام بنت ظلمت صاحبتها وأتخلت عنها ولا أستغلتها أسوأ إستغلال؟
كام مرة المجتمع حكم عليك أو عليكي؟ علشان طلاق ولا سجن دخلته ظلم ولا شوية درجات بيقيسوا بيها مستواك اللي لا يمت لقدرتك على تحقيقك للنجاح في حياتك بصِلة!!
كفاية وجع وأمثلة، كفاية مش محتاجة أقلب المواجع على حد أكتر من كده.. ولا عزاء للأذى البدني اللي بيتمارس في مجتماعتنا كأنه حق مشروع للزوج وللأم والأب والأخ الكبير والأخت الكبيرة..
بس اللي مش كفاية واللي المفروض متعملش نفسك مش واخد بالك منه هو إنك لازم تفوق..
كفاية سلبية وإحباط وظلم لنفسك فقط لإسترضاء الآخرين..
لازم تقيم علاقاتك بالكل، لازم تعقد محاكمة جوا نفسك الأول وتشوف إنت غلطان ولا لأ.. لو مش غلطان واجه، واجه بهدوء وإحترام! وأتقي الله تجاه نفسك والجميع!
بلاش تاخد حتة وتسيب حتة، لو غلطان عدل من نفسك وأندم وأظهر ده، ولو حد غلطان فيك قوله كفاية بس بمنتهى الإحترام..
لو الطرف التاني تقبل أهلاً وسهلاً، نتشارك ونتفاهم ونقرب وجهات النظر، متقبلش يبقى الإنسحاب والإعتزال خير الحلول..
افتكر إن مفيش حاجة اسمها مستحيل، السيدة مريم واجهت بنبي الله عيسي مجتمع كامل..
النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أستحمل مالا يُطاق في سبيل دعوته..
بلاش دول هنقول أنبياء ورسل وربنا اداهم قدرات غيرنا..
طب Harland David Sanders صاحب ومؤسس مطاعم كنتاكي الشهيرة، لو حابب تتعمق اقرا على ويكيبيديا هو ازاي عانى من الفقر ووصل للعالمية..
مفيش هدف أسمى من إننا نعيش مرتاحين وسعداء.. ولو الثمن إننا نطلع بعض الأشخاص أو الأشياء من حياتنا فلازم نعمل كده! لا ده واجب علينا..
هنتعب آه وهيصعب علينا وهنعيط وهنمر بفترة هباب.. بس الوقت ليه مفعول السحر.. الإنسان من النسيان!!
ابعد واهرب وسيب كل حاجة بتسببلك أذى من أي نوع..
لو وصل الأمر للسلطات، لمساعدات آخرين، لأي ثمن هتخسره بس هتكسب نفسك، اخسر كل حاجة بس أكسب نفسك..
آه لازم نستحمل ونحاول ونسامح ونغفر وندي اللي قدامنا فرصة، بس لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها..
أنت مش رخيص وتستحق السعادة.. أنت تستحق الآمان وإنك تنام بليل مرتاح.. فز بنفسك وأعتزل ما يؤذيك..
بقلم : بتول