الفصل الواحد والعشرون - عطر الفهد
الفصل الواحد العشرون
في اليوم التالي ذهبت عِطر إلى عملها لتقف و هي مرتديه ملابس عملها تتحدث في الهاتف مع أحد العملاء و هي تنظر إلى شاشة الحاسب التي أمامها ... لتختفي أنفاسها و هي تستنشق رائحة العطر الذي إنتشر حولها و إستولى على رئتيها ... نعم هذا العِطر الذي لا يمكنها نسيانها .... أغمضت عينيها و هي تحدث نفسها ...
عِطر لنفسها : لا عِطر أنت تتخيلين هذا من شدة شوقك له .. لا يمكن أن يتواجد هنا ... إهدأي و تنفسي .. لا تتوتري الآن ... هيا .. تشجعي و إفتحي عينيكي .....
رفعت عِطر رأسها لتنظر إلى من يقف أمامها ... لتشعر بتصلب جسدها و عينيها تتسع بصدمه ... أنه هو .. يقف امامها ينظر إليها ببرود ... النظرات لو كانت قاتله لقتلتها ... جميع مشاعرها و عواطفها التي كانت تحاول تجاهلها هاجمتها الآن ... عشق .. إشتياق ... لوعة الحب و الفراق الذي يتآكلها ... كل هذا جعلها واقفه تتأمله بعسليتيها اللتان أخبرته بكل شيء يحدث داخلها .....
كان يقف أمامها يتظاهر بالبرود بينما النيران تشتعل داخله ... نيران العشق و الإشتياق الذي جلبته إليها ...
فهد لنفسه : اااه يا عِطري لو تعلمين كم إشتقت إليكِ فقط لو تعلمين .. لكن حسابك معي عسير ... سوف أجعلكِ تتلوين على جمرات نيران العشق ... لقد إشتقت إليكِ صغيرتي ... إشتقت لصوتك .. لعينيكِ .. إشتقت لرائحتك و ملمس خصلاتك الغجريه بين أناملي ...
فاق من شروده بعسليتيها لينظر إليها ببرود نجح في جعلها تتوتر ... فهو لم ينظر إليها هكذا من قبل مطلقاً ...
فهد ببرود : مساء الخير .. هناك حجز بإسم فهد كاظم ...
عِطر بتوتر و هي تضغط عدة مفاتيح على الحاسب الذي أمامها : أجل سيد فهد .. هناك حجز لجناح بأسمك ... تفضل سيدي هذه هي البطاقه الإلكترونيه الخاصه بالجناح .. الجناح يقع في الدور الثالث برقم 21
فهد ببرود و هو يلتقط البطاقه الإلكترونيه : شكراً لكِ ....
تركها و ذهب تجاه المصعد لتتسع عينيها و فمها الذي اتسع على آخره من بروده و تجاهله له .. لينقبض قلبها و تتجمع الدموع بعينيها لم تتخيل أن يعاملها هكذا ... لم تتخيل ألا يتفهمها و لا يتفهم حاجتها للإبتعاد ...
عِطر لنفسها : إهدأي عِطر .. تعلمين أنه محق حتى لو كان الإبتعاد لفتره هو ما كنتِ تريدينه ... تعلمين انه كان يمكنكِ فعل هذا بالإتفاق معه لقد أخذتِ قرارك و أنتِ غاضبه لذلك تحملي ما سوف يحدث ...
كان يقف ينتظر المصعد و هو يخطف النظرات إليها و هو يشعر بقبضه تعتصر قلبه بألم ... لقد لاحظ توترها و عينيها اللامعه بدموع تأبى الهبوط .. لقد خشى عليها أن تصيبها تلك التشنجات لكن يبدو أن جلساتها مع مارك أتت بثمارها .. فاق من شروده على صوت أنفتاح باب المصعد ليلقي نظره أخيره عليها و هي تعمل ثم يدلف إلى المصعد ... صاعداً إلى جناحه ليذهب إلى الحمام الخاص بالجناح ليأخذ حماما دافئا ثم ينام قليلاً عل جسده و قلبه يرتاحا قليلاً فهو لم يهنئ بنوم او راحه منذ رحيلها ... فهو كان قلقاً عليها حتى أنه ما إن علم مكانها قد وضع لها حراسه تقوم بحمايتها دون ملاحظتها ذلك ... كانوا يعطونه تقريراً يومياً عما يحدث معها ... و عندما علم بموعد عملها جُن جنونه و تملكه الخوف و القلق عليها لكن وضعه لحراسه لها جعله مطمأن قليلا ...دقائق ليذهب في نوم عميق بعد أنا قام بظبط المنبه لكي يستيقظ قبل موعد ذهابها بساعه ...
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
كانت متوسده حضن زوجها الذي يبثها الحنان و الدفئ فهي أصبحت هشه و حساس تشعر بالذنب يتآكلها .. فلولا ما حدث في الماضي لكانت أصبحت الحياه أفضل بكثير ...
كاظم بحب و حنان : توقفي عن لوم نفسك حبيبتي .. ما حدث قد حدث و يكفي أنكِ ندمتِ و تعلمتي مما حدث ...
جاسمين بحزن : و لكن ألا ترى ما حدث مع فهد و عِطر ... فهد يُظهر البرود و القسوه بينما داخله يتألم و يتآكل بسبب إبتعاده عن حبيبته ... هو يتألم كاظم .. يتألم و لا أستطيع فعل شيء له ...
كاظم و هو يقبل جبينها و يغمض عينيه وجعاً على حال إبنه : لا تقلقي صغيرتي ... سوف يعود كل شيء كما كان و أفضل صدقيني ... تعلمين أنه سوف يعود بها أنسيتِ من يكون إبنك ... فهو الفهد الذي لا يستحيل عليه شيء ....
جاسمين و هي تشدد على إحتضان كاظم : أتمنى ذلك حبيبي ..
كاظم و هو يقلب الوضع ليعتليها : لقد إشتقت إليكِ حبيبتي ...
أنهى حديثه ليلثم شفتيها في قبله مليئه بالشغف و العشق ليصدر منها تأوه أثار جنونه ... فمهما تقدم العمر بهما يظلا عاشقان ... قلبهما بعمر الزهور و الشباب ينبض قلب كلا منهما بعشق الآخر ... فهو يحاول إعادة البسمه لوجهها ... إعادة السعاده إليها .. فهي أصبحت حزينه لا تأكل إلا قليلا .. قلبها يتألم على حال فهد .. لكنه قرر أنه سوف يخرجها من حزنها هذا هو على يقين أن فهد سوف يعود بعِطر .... لكن هو عليه الآن الإهتمام بصغيرته التي سلبت عقله منذ الشباب و لازالت تسلبه حتى الآن .. ليذهب بها إلى عالم من العشق و الشغف تصنعه شفتيه و لمساته ....
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
يقف عاري الصدر لايرتدي سوى بنطال و حذاء رياضي أمام كيس الملاكمه الخاص به في الصاله الرياضيه المتواجده بالقصر يقوم بضربه بقوه عله يهدأ قليلاً ... فعلاقته بتانيا أصبحت متوتره منذ ما حدث ... فهي أصبحت تغضب بسرعه بسبب خوفها و قلقها على عِطر التي لم تكن تعلم عنها شيء إلا من ألبرت و بيلا ... و في أحد الأيام كانت تانيا تزورهما عندما قامت عِطر بمحادثتهما صوت و صوره عن طريق أحد التطبيقات ... لتفاجئ عِطر بوجود تانيا معهما لتتوتر و تتلعثم من خجلها لأنها لم تحدثها أو تطمان عليها ...
Flash Back
عِطر بتوتر : تانيا ... كيف حالك .... لقد إشتقت إليك ..
تانيا بسخريه : حقاً عِطر .. فأنتِ لم تتصلي بي أوحتى قمتي بتوديعي ... كأنني لم أكن في حياتك ...
عِطر بحزن : اعلم ذلك تانيا .. انا آسفه .. لكنني حقاً لم أكن بحالتي الطبيعيه لكي أفكر بوضوح .. كل ما كنت أريده هو الإبتعاد .. فقط الإبتعاد و لم أفكر بشيء آخر ...
تانيا و هي تنهض للذهاب : جيد .. و حتى تقررين العوده لا أريد محادثتك مرة أخرى ...
أنهت حديثها هذا و هي تركض للخارج و دموعها تسيل على وجنتيها تاركه خلفها بيلا و ألبرت اللذان يبكيان على ما يحدث لإبنتيهما .......
End OF Flash Back
عاد من شروده و هو يلكم الكيس بقوه على يدين تحتضنه من الخلف بحنان و إحتياج ليتوقف عما يفعله ثم يشعر بأنفاسها الساخنه على على بشرته العاريه ليفاجئ بعد ذلك بشفتيها تطبع قبله حنونه شغوفه على ظهره ..
تانيا بحب و هي لازالت تحتضنه : آسفه أوس .. أنا أعلم إني كنت غاضبه و حزينه تلك الفتره و إبتعدت عنك .. لكن .. لكن لا أعلم ما يحدث لي .. عِطر شقيقتي .. صديقتي .. رحلت و تركتني دون أن تخبرني أو تودعني حتى لم تحاول الإتصال بي و طمأنتي عليها .. أنا غاضبه منها أوس .. أنا أتألم ...
شعر أوس بدموعها التي جرت على بشرته ليلتفت إليها بحزن و قلق عليها يحتضنها و هو يربت على ظهرها و شعرها بحنان بينما شفتيه تطبع قبلات دافئه على جبينها حينما هي علت صوت شهقاتها تعبر عن حزنها و بكائها المؤلم لقلبه .... ليقوم بحملها بينما هي حاوطت خصره بقدميها و طوقت عنقه بذراعيها مثل الكوالا لتشعر بالدفئ و الحب الذي افتقدته منذ أن ذلك الوقت ... صعد بها الدرج بإتجاه جناحه و هو يحتضنها بحب و حمايه .. ليدلف إلى جناحه ثم يضعها برقه على الفراش ...
أوس بحب : إبقي هنا جنيتي ريثما إستحم .. حسناً ..
أومأت له تانيا بهدوء ليذهب هو إلى الحمام يأخذ حماماً دافئاً ثم يرتدي ثيابه التي أحضرها معه ليخرج يتجه إلى الفراش يجدها مستلقيه مغمضة العينين ... ليتمعن النظر بها يجدها ترتدي بيجاما قطنيه خاصه بالنوم تتكون من بنطال قصير يصل طوله للركبه باللون الأسود و تيشرت بدون أكمام باللون الأحمر تتواجد عليه رسومات صغيره باللون الأسود بينما خصلاتها الذهبيه تحيطها كالستار ليتنهد بخفه ثم يستلقي بجوارها يحيطها بحرص و رقه ليجعلها تتوسد صدره ليسمعها تتحدث بخفوت ...
تانيا بهمس : أحبك أوس ..
أوس و هو يقبل جبينها : و أنا أعشقك جنيتي .. هيا حبيبتي نامي و إرتاحي قليلاً ..
أخذ أوس يربت على ظهرها و شعرها بحنان و هو يهمس لها بكلمات رقيقه عن حبه و عشقه لها حتى ذهبت في ثبات عميق .... هو يعلم أنها تتألم و بانها إشتاقت إلى عِطر .. لكن هي يجب أن تعلم بان عِطر مُحقه .. لقد خُدعت من اقرب الناس إليها ... لذلك هي فضلت الإبتعاد .. لذلك هو قرر أنه بعد إستيقاظها سوف يتحدث معها و يجعلها تفهم كل شيء من وجهة نظر عِطر ..ليقبل جبينها و يذهب هو الآخر إلى نوم عميق حُرم منه الفتره الماضيه بسبب قلقه على جنيته الشرسه ...
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
روز بغضب : لماذا لم يخبرني فهد بأنه ذاهب إليها .. انت تعلم بإنني أريد رؤيتها ... لماذا لم يأخذني معه .. لماذا ..
ديفيد ببرود : فهد هو من تحتاجه عِطر الآن ... هي ليست بحاجاك و لا حاجتي ...
روز بغضب : أنا والدتها ... بالطبع سوف تحتاج إلي ...
ديفيد و هو ينهض بغضب من مقعده الجالس عليه و يقف أمامها : و أين كنتِ طوال تلك السنوات .. ها .. قمتِ بحرماني منها و حرمانها من والديها .. هل تعتقدين أنها سوف تغفر لنا و تسامحنا بسهوله ... حقاً تعتقدين ذلك .... لا تحلمين بذلك حتى ... هي كانت تتألم .. تبحث عنا .. تبحث عن والديها حتى يعطوها الحب .. الدفئ .. الحنان و نحن .. نحن ماذا فعلنا .. انتِ وضعتيها في دار الأيتام و لم تخبريني بوجود طفله لي بتلك الحياة البائسه ... و عندما سنحت لكي الفرصه لتعيديها لحضنك و دفئك .. ماذا فعلتِ أنتِ ها .. ماذا فعلت .. تركتيها في دار الأيتام مع بيلا و ألبرت ... أنتِ حتى لم تخبريني بان لدي إبنه إلا قريبا و لم تعطيني فرصة التعرف عليها .. أنتِ دمرتيها روز ..
مع إنتهاء كلماته جثت روز على ركبتيها أمامه تبكي بحرقه و تصرخ .. لا احد يشعر بها .. لا أحد يعلم بألمها ...
روز ببكاء : انت لا تعلم شيء ديفيد .. لا تعلم .. لم تشعر بالألم و الخزن الذي شعرت به .. أنت لم ينبذك و يضطهدك أقرب الأقربين لك بسبب متلازمه مرضيه لعينه ... أنت لم تشعر بقلبك يمزق و أنت تضع إبنتك التي لم يمر على مولدها سوى يومين أمام دار للأيتام ... أنت لم تشعر بالقهر و الظلم الذي شعرت به ...
نهضت من مكانها لتقف أمامه بأعين كالجمرات من الحزن و الغضب لتقوم بمسكه من ياقة قميصه و تتحدث بقهر
أخبرني ديفيد .. هل شعرت بالقهر يتآكلك من الداخل و أنت تراقب إبنتك من بعيد و هي تكبر و تنادي إمرأة أخرى بأمي .. هل شعرت بالقهر و أنت تعلم بإن المتلازمه التي دمرت حياتك قد إنتقلت إليها بسبب جيناتك المريضه ..هل شعرت بالقهر و أنت تموت خوفاً أن يحدث لها ما حدث لك ...أخبرني ديفيد ..أخبرتني هل شعرت بهذا الألم و القهر و أنت تراها تكبر أمامك دون أن تعلم هي عنك شيء ..دون أن تحتضنها تبثها حنانك و دفئك و حبك ... أنت تتألم منذ عام .. بينما أنا أتألم منذ 18 عام ...و الآن الجميع يلقي اللوم علي و يعاتبني و يحاكمني كمذنبه ...تعالوا و عيشوا ما عشته أنا ... أشعروا ما شعرت به أنا ثم بعد ذلك و حاكموني ...
كان يقف بين يديها مصدوماً من كم القهر و الظلم و الألم الذي عايشته ...هو حقاً لم يفكر هكذا هو أو البقيه .. هي حقاً ما حدث في الماضي قد دمرها و قضى عليها .. لم يتحمل أكثر ليضمها بشده إلى صدره يود لو يدخلها بين ضلوعها يبثها الحب و الحنان و الحمايه ... إحتضنها كما لم يحتضنها من قبل ليهبط بها أرضاً و هي تبكي و تصرخ قهراً ...
روز ببكاء : أنا لم أعد أستطع التحمل ديفيد .. لم يعد لدي القوه لأتحمل أكثر .. انا أريد إبنتي و أريدك .. أريد أن يكون لدي عائله ..
ديفيد و هو يحتضنها بشده : سوف يحدث حبيبتي .. لا تقلقي .. سوف يحدث .. هيا تعالي ..
نهض ديفيد و هو يحملها بحرص يضمها إلى صدره بحب و دفئ فقلبه يتمزق لما مرت به حبيبته و زهرة حياته ثم يصعد إلى جناحه يضعها برفق على الأريكه لتتكور كالجنين على نفسها فيذهب هو الى الحمام يعد لها حماماً دافئاً ثم يعود إليها ...
ديفيد بحنان :زهرتي .. هيا لتأخذي حماماً ثم ترتاحي قليلاً روحي ...هيا...
روز بتلعثم : ديف ..ديفيد .. أنا لست بخير ..
قفز قلب ديفيد من الرعب عندما سمع كلماته لينظر إلى جسدها يجدها ترتجف بتشنجات عنيفه .... ليعلم ما يحدث معها .. أنها تعاني من المتلازمه .. لا يعلم ما الذي عليه فعله ليتذكر ذلك الطبيب المسؤل عن عِطر .. إلتقط هاتفه سريعاً ليتصل بكاظم الذي رد سريعا..
ديفيد بقلق : كاظم .. اعطيني رقم هاتف الطبيب سيرجي
كاظم بقلق : ماذا هناك ديفيد ..
ديفيد : روز .. روز لديها تشنجات عنيفه .. أرجوك أعطيني الرقم ..
كاظم : سوف أتصل به و أجلبه و آتي إليك .. لا تقلق فقط إبقى بجانبها ...
أنهى ديفيد مكالمته مع كاظم ليحمل روز بحرص و يضعها على فراشه بينما هي لازالت ترتجف بشده من تلك التشنجات ليجلس بجوارها و يحتضنها بحب و هو يتمتم لها بهمسات دافئه حانيه علها تهدأ ... مرت 20 دقيقه ليجد جاسمين .. سيرجي و كاظم الذي ما أنهى المكالمه معه حتى نهض بسرعه و أرتدى ملابسه ثم ايقظ جاسمين و أخبرها ما حدث لتنهض هي الأخرى و ترتدي ملابسها و يذهبون إلى منزل سيرجي الذي حدثه كاظم بالهاتف و اخبره بالوضع ليحده كاظم ينتظره عند باب منزله ثم يركب السياره معهم و يتجهون إلى قصر ديفيد ... و ها هو سيرجي يجلس بجوار روز يحاول السيطره على تلك التشنجات ...
سيرجي : سيد ديفيد بسرعه قيد ذراعها يجب ان أعطيها هذا الدواء بسرعه ... هيا سيد كاظم ساعده من فضلك ...
تقدم ديفيد و معه كاظم ليقوما بتثبيت روز في مكانها ليقوم سيرجي بحقنها بالدواء الذي سرى مفعوله بجسدها لتبدأ التشنجات بالزوال تدريجياً حتى شعر ديفيد الذي إحتضنها بإرتخاء جسدها بين يديه ليعلم أنها ذهبت في ثبات عميق .. قام كاظم بإحتضان جاسمين التي كانت تبكي بحزن على حال روز بينما سيرجي يقوم بإغلاق حقيبته ليلتفت الجميع إلى ديفيد الذي كان يبكي بصوت مرتفع بحرقه و حزن ...
ديفيد ببكاء : سامحيني روز .. سامحيني زهرتي .. سامحيني لأنني تركتك تُعانين بمفردك هكذا .. لأنني لم أكن معكِ .. لانني كنت ضعيف و لم أستكع الدفاع عنكِ .. سامحيني أرجوك .. سامحيني ...
أنهى حديثه ليهبط مغشياً عليه فوقها .. ليركض سيرجي و كاظم إليه و بعد فحصه تبين لسيرجي إصابته بإنهيار عصبي .. ليعطيه حقنه مهدئه و يساعده كاظم بتسطيحه بجوار روز ... كانوا ينظروا إلى هذا الثنائي بشفقه و حزن فهم لم يهنأوا بحياتهم و لو ليوم واحد ...
كاظم بتعب : ماذا الآن دكتور سيرجي ...
سيرجي و هو يزفر الهواء : السيده روز وضعها صعب جداً .. فهي تعاني من هذه المتلازمه بشده ... فأعراضها أقوى من الأعراض التي لدى عِطر بكثير ... سوف تحتاج تحاليل و فحوصات كثيره و مهمه و يجب أن تتابع مع مارك فبجانب المتلازمه .. حالتها النفسيه سيئه جداً ... و أيضاً وجود ديفيد بجانبها هام جدا ...
كاظم بحزن : ما الذي سوف نفعله الآن ..
سيرجي : انا سوف أبقى بجانبهم تحسباً لحدوث شيء ما ...
روز بحزن : و نحن أيضاً سوف نبقى .. اليس كذلك كاظم ..
كاظم بتأكيد : بابطبع حبيبتي سوف نبقى ...
ليبقوا ثلاثتهم تلك الليله في الصاله الصغيره المتواجده بجناح ديفيد كلاً منهم يظهر على ملامحه الحزن و التوتر ..
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
ألبرت بإبتسامه و هو يساعد بيلا التي تقوم بتغيير الحفاض لطفل صغير : هل تتذكرين بيلا .. هل تتذكري عِطر التي وجدناها و هي بنفس عمر هذا الطفل الجميل ..
بيلا بإبتسامه : و كيف لي أن أنسى .. لقد كانت صغيره ذو وجنتين ممتلئتين برائحة جميله عطره ...
ألبرت بإبتسامه واسعه : أجل بأعين كالعسل متسعه و شعيرات سوداء ... كانت كالملاك .. ملاكي الصغير ...
بيلا و هي تحمل الطفل الصغير : لقد إشتاقت إليها ألبرت ..إشتاقت إليها كثيراً ...
ألبرت و هو يحتضنها : لا تقلقي صغيرتي ... سوف تعود .. فأنا أيضا إشتقت إليها بشده ...
عِطر بالنسبة إليهم لم تكن مجرد طفله صغيره وجدوها عند باب الدار ... فهي إبنتهم التي كبرت في رعايتهم مع حنانهم و دفئهم .. لقد عوضهم الله بها عن حرمانهم من الأطفال ... لذلك هي إبنة لهم و مهما حدث هذا لن يتغير
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
إنتهت عِطر من عملها لتبدل ثيابها و تخرج إلى الشارع حيث تذهب كل ليله غير مدركه لمن يراقبها بشوق و لهفه ... كانت تسير شارده بحبيبها و بإشتياقها له غير منتبهه لتلك السياره المسرعه الآتيه عند تقاطع الطريق بسرعه فائقه ... و هي مكمله سيرها و لكنها شعرت بيد قويه تنتشلها من الطريق تضمها لحضن دافئ تعلم صاحبه جيداً ...
فهد بغضب : هل جننتِ .. بماذا أنتِ شارده .. كنت سوف تموتين ...
كانت تنظر لعينيه بحب و شوق .. لم تكن تستمع لكلماته ... كانت تائهه بين ذراعيه و رائحته المسكره لها .. لترفع عينيها إلى عينيه تنظر إليه بحب و عشق ..
عِطر بحب : أحبك .. إشتقت إليك فهد .....
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢