الحلقة الأولى - ما بعد النهايات - دجى الليل
ما بعد النهايات
بعد مرور عامان ...
بعد تلك الكارثة التي ضربت بقوة كل أعمال عائلة "الخولي" قص "سيف الخولي" على والد زوجته "شهاب الدمنهوري" ما حدث لهم.. كان فقط يحاول أن يفرغ ذلك الثقل الذي كان يحمله طوال تلك الفترة العصبية التي عصفت بسائر العائلة بالستة شهور الماضية بمصر..
بالرغم من تلك العداوة القديمة بين والد زوجته ووالده ولكن بمساعدة" كاميليا" زوجته استطاعا ألا يجعلا مجالاً للقاء بين كلا والديهما.. وقد نجح الأمر لمدة عامان إلي الآن ولا يزال مستمر..
آتت "فيروز" لتجلس بالقرب منهم حاملة أكواب القهوة لتتسائل بحزن:
- طيب و هتعملوا إيه في المشاكل دي كلها؟
هز "سيف" كتفاه كعلامة على عدم المعرفة بينما تأزمت ملامح ابنتها لرؤيتها الحزن البادي على وجه زوجها وقبل أن يتحدث سبقه والد زوجته:
- بص أنا معايا مبلغ كويس.. ممكن بيه نبني كومباوند جديد.. وانتو تمسكوا الخدمات.. إيه رأيك؟
ابتسم الآخر بسخرية بينما أجابه بنبرة كانت كفيلة أن يصعب بها الأمر عليه:
- صعب جدا يا عمو.. بابا استحالة يقبل ما انت عارف..
قلب "شهاب" شفتاه وعقد حاجباه في انزعاج من تذكر تلك العداوة القديمة بينهما ولكنه لم يقبل رفض زوج ابنته فقال:
- إيه رأيك الفلوس دي تاخدها واعتبرني أنا إللي بمولك.. كأنك أخدت قرض من البنك.. وكده هتبقى انت إللي بتتعامل مش أنا وأنا هيبقى كل تعاملات عن طريقك من الباطن من غير ما حد يعرف!
نظر "سيف" و "كاميليا" لبعضهما البعض بإستغراب ثم اعادا النظر إليه ليتحدث بإمتنان قائلًا:
- أنا بجد مقدر إن حضرتك نقدر تساعد.. بس الموضوع كبير.. يعني تصريحات ومباني ودعاية واعلان وده مش شغلنا خالص وملناش خبرة فيه و استحالة بابا يتعامل مع شركة dre تآني إللي بيديرها أخو حضرتك..
تريث "شهاب" مُفكرًا لعدة لحظات بإستغراب وكأنه لا يُلقي بالا لمن حوله ثم قال بصوت ممتلئ بالحماس:
- بسيطة.. عندك رجل اعمال اسمه جاسر شرف الدين ده عنده شركات real estate يقدر يبنيلكوا وممكن اخليك تعرفه بشكل غير مباشر.. ولو على الدعاية والإعلان مراته عندها شركات دعاية و marketing دي إللي دايما ماسكة إعلانات شركة جوزها.. عارفها إللي اغلب إعلاناتها بيبقى فيها ممثلين تُقال شوية.. أدم رأفت مثلًا..
اندهشت "فيروز" من مدى جدية نبرته وكذلك فعل الآخرون ولكنه تابع:
- ولو على تصريح ولا ترخيص أو أي حاجة في الشئون القانونية كلها ممكن تمسكها لمكاتب عمر الجندي.. اظن مفيش محامي اشطر منه وممكن اخلي هاشم من غير ما حد يعرف يسهلك الطريق عنده.. كده يبقى ناقصك حاجة؟!
تفقدته في تعجب شديد بعد ذلك الاقتراح الذي تفوه به فجأة وذلل لزوج ابنته الصعوبات بشدة مما جعلها ترتاب وانتظرت إلي أن انشغل "سيف" بمكالمة هاتفية بينما توجهت ابنتها للحمام فسألته بهمس:
- شهاب.. الموضوع ده وراه إيه المرادي؟ أظن انت خلاص كبرت على الحاجات دي.. حرام عليك تؤذيهم بجد!
تنهد وهو يفقدها في إرهاق ثم أجابها بوهن:
- يعني لو عايز اؤذيهم هستنى تلت سنين.. سنة خطوبة وسنتين جواز علشان اجي اخرب ما بين سيف وكامي.. ما تعقلي وتبطلي شكك ده! وبعدين فعلا بفكر يبقى استثمار كويس وهديه كله لكامي! تعمل بقى إللي هي عايزاه فيه مع جوزها لوحدها.. براحتها..
ضيقت عينيها نحوه بإرتياب وهمست من جديد:
- ربنا يسترها.. مش مطمنالك!
زفرت ثم نهضت لتأخذ الأكواب عائدة للمطبخ فتبعها كالمعتاد فهو كلما رآها باتت لا تطيق أنه يُضيق الدنيا حولها وكأنها لا تستطيع التنفس فسألتها بصوتٍ خافت:
- لسه بتفكري؟ مستنية يبقى عندنا أحفاد وبعدين ترجعيلي؟
التفتت له بملامح يحتلها الحيرة ثم قالت مجيبة:
- أنا مبسوطة كده.. فرحانة اننا لسه بعد العمر ده كله أصحاب.. يا تسبني افكر براحتي يا إما اعتبرنا مش هنرجع! وياريت تقفل على الموضوع مش معقول يبقوا لسه جايين ونتجمع علشان نقضي يوم معاهم تقلبها نكد!
اختلفت ملامحه لتتحول إلي الإستسلام التام ثم تراجع مسرعًا بنبرة هاكمة:
- لا واعتبر ليه! بصي خدي وقتك خالص.. ارجعي لي وانا في القبر يا فيروز.. ولا هاستعجلك ولا غيره.. سنتين مش كفاية تفكري فعلا.. أنا رايح اكمل قعدتي معاهم..
التفت وتركها لتتابعه بعينيها ثم زفرت بقليل من الراحة لمغادرته اياها ولا تصدق إلي الآن أنها لا تزال مترددة!
❈-❈-❈
عاد من جديد ليُجالسهما ولكنه لم يجد سوى ابنته التي تنظر إليه بملامح مُستفسرة بنفس تلك النظرات الممتزجة بين خاصته وبين نظرات والدتها ولكنه تصنع أن الأمر تلقائي وسألها:
- سيف مخلصش مُكالمته؟
أومأت له بالإنكار ثم استندت بوجنتها على يدها لتُعطيه المزيد من التساؤلات بأعينها التي تُشابه عيني والدتها ليزفر في هوان وقال:
- قولي.. عايزة ايه بالبصات دي؟
ابتسمت إليه بثقة شديدة ثم همست بخبث متسائلة:
- شهاب باشا ميطمنش بالكلام اللي قاله ده.. ناوي على ايه؟ قولي برضو ويمكن انفعك! ده أنا بنتك يعني..
تنهد في ارهاق من عدم تصديق الجميع له ثم هتف بإنزعاج شديد مُجيبًا:
- هو فيه ايه ! أنا غلطان يعني إني عايز اساعد..
عقد حاجباه في انفعال ثم نظر إليها بجدية وقال بنبرة حادة:
- متجراش حاجة لما اساعد جوزك.. وانا وانتي وهو الحمد لله كويسين من يوم ما اتجوزتوا.. وبعدين سيف يمكن ليه خبرة في المباني الإدارية وهنا بس في امريكا لكن مجمعات سكنية ملوش فيها.. والوضع في مصر بقى مُختلف وأنا عارف إن ده حلمك من زمان! اعتبريه هدية مني.. هاعمل لمين يعني غيرك، ولا مستنية اشوفك محتاجة مساعدة وأتأخر؟
أشاح بوجهه في غضب من تساؤلات الجميع الذين لا يصدقونه لترمقه في جدية واقتربت منه مُتحدثة بصوت خافت في مصداقية:
- بابا.. أنا عارفة قد ايه أنت بتحبني.. بس الفكرة كلها إني مش عايزة مشاكل مع أهل سيف!
التفت متفقدًا اياها بطرف عينيه وقال بنبرة هاكمة:
- وهو أنا يا جزمة كنت عملتلك مشاكل معاهم من يوم ما اتخطبتوا حتى مش اتجوزتوا بس.. ما تعقلي انتي كمان.. مالك بقيتي شبهها كده حتى في التفكير.. ارحميني متبقيش انتي وهي!
ضيقت عينيها وفكرت لوهلة ثم نظرت حولها لتتفقد لو كان هناك من يتابعهما أو يستمع لحديثهما وعندما شعرت بالأمان همست له:
- أنا هحاول اقنع سيف.. بس أنا موعدتكش بحاجة!
اتسعت ابتسامته لها بينما عقب بفخر:
- بنت ابوكي فعلًا!
ابتسمت له بود شديد ثم همست له بنبرة خافتة اكثر من التي سبقتها:
- وبما إني بنت ابويا.. هقولك انت قبل أي حد.. أنا حامل!! بس اعمل نفسك معرفتش! هتبقى جدو يا شهاب باشا!
❈-❈-❈
بعد مرور يومان ...
تفقد ملامحها وكل خط ارتسم على وجهها يعلم جيدًا متى ظهر.. كل تلك السنوات كان في انتظار مرتقبًا ما الخط الذي سيرتسم وسيُعلن له أن كل سنوات انتظاره قد حققت رغبته وآماله بأن يُصبح معها من جديد، كزوجها وليس كصديقها.. يُشاركها عناق لا ينتهي إلي أن يلفظ أنفاسه الأخيرة..
ولكن ها هو بالثانية والستون من عمره وهي بالخامسة والخمسون ولا يتغير شيء.. على كلٍ يكفيه تفقد ملامحها، في صمت، في سكون، دون نقاش ودون نزاع، دون هروب وكذبات لا تُعد ولا تحصى.. يكفيه رفقتها وحسب!!..
لانت شفتاه بإبتسامة ثم همس إليها ليكسر هذا الصمت:
- تعرف يا بطل إنك أجمد من كلوديا!
انتبهت تاركة هاتفها ثم تفقدته بإستغراب وسألته:
- ده ايه السيرة دي.. اشمعنى يعني
هز كتفاه ثم قال بمرح:
- علشان بعد ما قعدت معاها عشر سنين بحالهم واتشقلبتلي مقدرتش تغيرني زي ما انتي ما عرفتي..
ابتسمت بإقتضاب وهي لا تود العودة لتذكر هذه المرأة فهي تصيبها بالإشمئزاز وتريثت لوهلة بينما ضيقت عينيها متفحصة اياه وسألته بجدية:
- انت فعلًا كنت ممكن تحبها في يوم يا شهاب؟
أومأ لها بالموافقة ثم اجابها بمصداقية وبٌنيتيه الداكنتين تنهل من عينيها معدومتان الهوية فيكفيه فقط رؤية تلك الحدقتان تنظر له:
- ايوة.. وجاوبت سؤالك ده من زمان! مش كل اجاباتي كانت كدب..
هزت رأسها دون اكتراث وأشاحت بنظرها واطلقت تنهيدة متمزقة آلمًا ليتسائل بإبتسامة:
- ايه يا بطل بتغير ولا إيه..أومأت بالإنكار وحافظت على صمتها ليتفقدها بأعين متوسلة كما آتت نبرته تضرعها بإشتياق:
- ارجعيلي يا فيروز.. كفاية كده ارجوكي.. أنا عمري ما هاقدر ابطل احبك..
نظرت له بإبتسامة مُنكسرة ودمعت عينيها بعبرة طفيفة لم تستطع الهروب من بين جفنيها وهمست له:
- ولا أنا..
رطبت شفتاها لتهمس مُضيفة:
- بس مبقاش ينفع نرجع..
هز رأسه بالموافقة على كلماتها وابتلع غصة تكومت بحلقه عندما لاحظ عبرتها المكتومة ونظف حلقه ليتسائل:
- انتي ايه رأيك في موضوع المشروع اللي عايز اعمله لكامي وسيف!
اتضحت علامات الإستياء على وجهها وزمت شفتاها وتناولت نفسًا مطولًا ولكنه بادرها بعد أن علم أن ما بعد تنفسها سيكون أمر مُزعج ستقتل اعتدال افكاره به:
- خلاص خلاص.. كأني مقولتش حاجة.. اعتبريها كلمة ورجعت فيها..
رفعت احدى حاجباها وهي تتفحص ملامحه وعقبت بإقتضاب:
- والله!! أمال كان ليه من الأول..
سلطت كامل تركيزها بوجهه وحركات جسده وحاولت البحث عن مصداقيته ليقول هو بصدق:
- هتصدقيني لو قولتلك عايز ابسطها وخلاص.. أنا بحبها.. مش عايز اشوفها غير احسن واحدة في الدنيا!
تنهد بعمق بينما آتى النادل ووضع الطعام أمامهما لتتفقد هي ساعة يدها ثم أخبرته:
- أنا هاكلم كامي اشوفهم اتأخروا ليه..
أومأ لها بالتأييد ثم ظل يفقدها من جديد.. في صمت.. في هدوء.. يحفر ملامحها في رأسه.. لا يريد أكثر من رؤيتها أمامه وتقبلها له والاقتصار على هذه العلاقة التي تجمعهما كان أكثر من كافيًا له.. يكفي أنه عندما يلفظ أنفاسه الأخيرة سيتيقن أن ماضيه المؤلم القاتم قد اندثر بمرور السنوات التي عشقها بها.. ولو كان شهاب قاتم.. استعاد نوره بكل ما علمته اياه وببقائها جانبه وعشقها له الذي لم يفهمه سوى بعد فوات الوقت.. ولكنها هي أمام عينيه الآن معه وبجانبه.. وهذا ما يهم!!!
شرد للحظة واجتاحه ذلك التفكير، كبير عائلة، امامه المرأة التي يعشقها، سيُصبح له حفيد أو حفيدة عما قريب، لديه "كاميليا" بكل ما يملكه معها من علاقة فريدة من نوعها لم يمتلكها قط مع سواها، لولا فقط زوجها المزعج الذي يُشابه "بدر الدين" الذي بدا وكأنه توأمه لكانت الأمور أفضل بكثير، لماذا لم تتزوج من رجل يُشبه ملامحه هو نفسه؟ أو حتى يُشبه أي احد آخر؟!
كانت حتى لتختار رجل يُشبه العاهر زوج "فيروز" الأول، كان ليتحمل النظر له، اللعنة على عشقه الشديد لها، هو على يقين تام أنه لن يستطيع ابعادها عن هذه السعادة وهذا الرجل الذي باتت تعشقه بجنون، تبًا لإختيارها، هو لا يستطيع سوى الإقرار بمدى دماثته وذكائه!! لن يُفلت بفعلته لو قام بالإيقاع بينهما أبدًا.. عليه التفكير بمنطقية، هذه ابنته التي يُحبها ولا يُريد لها سوى السعادة، وسيقاتل من أجل هذا السبب وحده، حتى لو كان عليه أن ينظر لتوأم "بدر الدين الخولي" طوال حياته!!
لحظة واحدة، لماذا لم يمت هذا الرجل إلي الآن؟ أم أنه ينتظر أن يطمئن على الجميع بقبورهم ثم ينتحر وهو مطمئن أن جميع افراد عائلته ذهبوا بسلام وتواروا تحت التراب؟! تبًا له!!
- خلاص بيركنوا!
أومأ لها بعد ان استيقظ من افكاره وابتسم لها بإقتضاب ولم تمر سوى ما يقارب من خمس دقائق حتى حضرت ابنته وزوجها ذو الملامح التي تُذكره بالكثير مما مضى عليه سنوات كثيرة فصافح كلاهما وبمجرد جلوسهما اتسعت ابتسامة "شهاب" نحو "سيف" الذي لم يفهم تمامًا ما سبب تهلل ملامحه بهذه الدرجة ورمقه بتساؤل بينما قرر أخيرًا أن يُنهي حيرته المتضحة على ملامحه:
- ها، إيه رأيك في الإقتراح اللي اقترحته عليك؟
ضيقت "كاميليا" عينيها بحقدٍ نحو والدها بينما تجاهل نظرتها تمامًا بالرغم من تأكده بمشابهة عينيها الآن لعين والدتها مجهولة الهوية ذات اللون الذي لم يعرفه قط ولابد من أنها تتلون بلهيب الغضب ليبادله "سيف" الإبتسامة ونظف حلقه ليُجيبه:
- متشكر يا عمو جدًا، بس بابا خلاص قدر يتصرف وإن شاء الله قريب كل حاجة هترجع زي الأول واحسن!
عقد حاجباه بإستفهام وهو يرتاب بكلماته فسأله ليعرف كيف سيفعلها ذاك الفتى المُزعج ابن ابيه الأكثر إزعاجًا:
- اتصرف ازاي؟
تريث "سيف" لوهلة منتقيًا افضل الكلمات التي لن تُثير المشكلات فهو يعلم كم أن عائلته بأكملها لا تكره أكثر من هذا الرجل الماثل أمامه وبنفس الوقت هو ليس بغبي، فهو يعلم أن والد زوجته لا يُريد أكثر من تلقينهم درسًا قاسيًا بأنه الأفضل بينهم، يريد أن يلعب دور المُنقذ، ومما علمه عنه وبعد ثلاثة اعوام من معرفة رجل مثله لا يستبعد أبدًا أنه لو سمح له بأن يُساعدهم سيجعله هذا يشعر بالغلبة عليهم، ولو مرت آلاف السنوات، ولو التقت السماء السابعة بقاع البراكين الأرضية، لن يقبل برؤية والده وجده كعلكة بفم والد زوجته العزيز! أمر مساعدته لهم لم يعد مستساغ بعد إلحاحه على الأمر اكثر من مرة!
لقد طال صمته، ففهم من تريثه أنه إما يُفكر بالأمر مليًا واوشك على الإستجابة له، وإما ما اوشك على الإجابة به سيكون غير مستساغ، سينصت لما يقوله إذن، سيتعامل بدبلوماسية مع هذا الرجل الذي لا يدري أين وضعت ابنتها يدها لتقوم بإختياره من بين كل رجال الأرض!
- بابا مش جديد يا عمو في شغلنا، زي ما قدر يكبر كل حاجة هيقدر يتصرف.. أنا مقدر جدًا إنك عايز تساعدنا، ولو كان ليا أنا بشكل شخصي عمري ما هرفض أبدًا.. بجد مش عارف اقولك ايه على ذوقك معانا.. وصدقني خلاص هانت وبكرة تسمع عنا كل خير وإننا بقينا احسن من الأول كمان!
قلب شفتيه وأومأ له بالتفهم ولانت ابتسامته التي ظاهريًا حملت الود بينما بداخله مجرد سماعه وهو يُشير إلي الفتى المزعج بجملة مُفيدة اثار جنونه حد الجحيم!
تبادلت هي ووالدتها النظرات المترددة بينما بالكاد أومأت لها "فيروز" حتى لا يلاحظ أي منهما لتحمحم "كاميليا" ثم حاولت أن تُغير مجرى الحديث بحماس:
- ايه رأيكم نسافر قريب سوا؟
لمحها "سيف" بطرف عينه وهو يعرف أنها تحاول أن تُنقذ الموقف ببعض الذكاء قبل أن تحتدم المناقشة بينه وبين والدها بينما سلط "شهاب" نظرة قاتلة إلي اعماق مُقلتيها التي بدت كلتاهما وأنهما بُنيتين وليستا بعسليتين من شدة احتدام ذلك الغضب ورأى الوعيد جليًا بعينيها ولكنه لم يكترث ونظر نحو ابنته ليُجيبها:
- اللي انتي عايزاه يا حبيبتي، أنا معنديش مشكلة خالص وانتي عارفة شغلي ممكن اتابعه في أي وقت من أي مكان!
نبرة استفزازية، بمنتهى الهدوء، أحقًا يقصد أن يقول أنه افضل حالًا من عائلة "الخولي" وهو لا يعاني من أي مشكلات مادية على عكسهم؟!
فهم الثلاثة ما يُرمي إليه، لم يكن أي منهم بغبي ولا ساذج، يثق تمام الثقة أن ما استتر وراء كلماته تفهمه ابنته، زوجته السابقة، وتوأم "بدر الدين" الجالس في مقابلته!
استمع لذلك النفس الذي تناولته "فيروز" بعمق ليبتسم بينه وبين نفسه، ستُفجر قنبلة بوجهه، أو ستدس اسفل قدمه لغم، على كلٍ سيعلم الغيب حالًا عندما تنتهي مما تريد قوله وبالفعل بعد ثوانٍ وجدها تهمس له:
- شهاب، عدي الليلة على خير وبلاش مشاكل!
التفت إليها ليُمسك بيدها رغمًا عنها مقتنصًا هذه الفُرصة التي لا تحدث إلا نادرًا ولم يكترث لتواجد ابنته وزجها أمامهما فهي لم تقترب له منذ سنوات بمثل هذه المسافة، حقًا هو ممتن للغاية لكل ما يحدث، لو كان يعلم أن هذا ما سيُقربها له لكان هو من احدث بنفسه كل هذا الدمار لعائلة "الخولي" بأكملهم!!
حاولت أن تجذب يدها من يده وهو لا يريد تركها لتنظر له بتحذير لتجده يهمس لها:
- بقولك ايه! انا معملتش حاجة.. ده أنا حتى عايز اساعد وابسط الناس.. مش يمكن لما اساعدهم لوجه الله ربنا يحققلي اللي نفسي فيه بقالي سنين!
التفتت "كامليا" لتنظر لزوجها وهي تزم شفتيها بينما اكتفى بإعطائها نظرات متسائلة وحاول كلاهما عدم التدخل لتحاول "فيروز" أن تبعد يدها عنه لتهمس له بصراخ مكتوم كي لا تثير حفيظة ابنتها وزوجها:
- شهاب اتلم وابعد ايدك عني!
ابتسم بأريحية وهو يرمقها بتحدي ثم تكلم بنبرته العميقة متغزلًا بها بخفوت بنفس كلماته التي لم تتغير بعد كل هذه السنوات:
- ده تحرش بريء! متأفوريش!
ظلت تجذب يدها إلي أن تركها وبداخله شعر بالتحفز لكل هذا العرض الرائع الذي يجري من حوله لتحاول "كاميليا" من جديد أن أن تخفف من وطأة هذا التوتر فهمست بأذن "سيف" بشيء لم يستمعا لها ثم نظرت نحو والدتها ووالدها بإبتسامة وهي تحمحم ثم قالت:
- انا كنت مستنية الـ Dessert (التحلية) بس بصراحة مش عايزة استنى اكتر من كده..
نظرت لزوجها بإمتنان ثم نحو والدها ووالدتها بحماس لتقول بإتسامة واسعة وملامح متهللة سعيدة:
- أنا حامل!!
❈-❈-❈
منذ ثلاثة أيام..
- بابا، انت صاحي؟
آتاه صوت والده الناعس من الطرف الآخر على الهاتف واجابه:
- لا كنت داخل في النوم اهو، أنت وكامي كويسين؟
تنهد وهو يُراقب الطريق كي لا يستمع له احد ممن حوله، فهو لا يأمن مكر "كاميليا" أبدًا.. نعم يثق بها، ولكن بعد تلك الفرحة التي رآها تشع من عينيها عندما زفَت له الخبر تيقن أنها بالطبع ستخبر والديها:
- اه يا حاج كويسين..
اطمئن "سليم" بعد أن آتاه رد "سيف" ليُطلق زفرة براحة بينما زجره:
- طب مصحيني ليه يا كلب الكلاب انت على المسا لما انتوا كويسين!
زفر ببعض التوتر وانعقد لسانه لوهلة وتفقد المكان حوله مرة ثانية ثم همس له:
- بص بصراحة مش قادر استنى اكتر من كده، وبنت اللئيم دي هتبقى عايزة تفرحهم الأول، فقولت لازم اعرفك قبل أي حد.. كامي حامل الحمد لله!
في ثوانٍ نهض "سليم" جالسًا على فراشه وهو يحاول أن يستوعب ما قاله ابنه، هو لا يصدق أن الأمر تم بهذه السرعة، فهما منذ زواجهما ومعرفة تلك المُشكلات التي تُعاني منها "كاميليا" بشأن الإنجاب كلما آتى على ذكر الأمر وهو يشعر بالحزن الذي حاول أن يبدده برأس ابنه لمرات ولكنه دائمًا ما استشعر انكساره بشأن فكرة تأخر الإنجاب:
- الف مبروك يا سيف يا حبيبي! ربنا يباركلك فيه ويقوم كامي بالسلامة..
استمع لصوت والده الذي غالبه البُكاء ليبتسم وحاول ألا يؤثر عليه ولكن اعينه امتلأت بالعبرات التي لم يستطع أن يمنعها ولكنه ابتلع بصعوبة وحدثه قائلًا:
- اول حاجة تعملها لما تصحى تفرح جدو.. كان نفسي اوي يا بابا بدر يشيل ابني او بنتي.. بس متقولوش لحد لغاية ما اقول للكل مع كامي.. احنا كنا متفقين نقول للكل سوا.. هي متعرفش إني بقولك اصلًا
جفف "سليم" بعض دموعه التي انهمرت دون إرادة منه وهو يستمع لنبرته التي قاربت على البُكاء فحدثه بمرح وهو يحاول أن يسيطر على تأثره الشديد:
- وليه يا ابن جدك الصبح، اروح اصحيهولك حالًا.. ده كتر خيرك انك قولتلي قبل منه .. تبذير over يا سيف بيه والله مش عارف اودي جمايلك فين
ابتسم على ما قاله والده ثم اردف بمرح:
- يالا يا عم، عد الجمايل بقى.. المرة الجاية هقول لزوزا المُزة الأول..
هو على يقين تام أنه يستفزه ولكنه سيدعه يفلت الآن بسبب تلك الاخبار السعيدة ونهض تاركًا الفراش لينهي مكالمته معه:
- يلعن ابو دي تربية! أنا المفروض كنت اتبرى منك من زمان، امشي ياض خليني اروح اقول لجدك، واحمد ربنا إن امك ونوري وسيدرا سهرانين ومسمعوش الكلام ده!
سرعان ما مازحه قائلًا:
- يا باشا ولا نقدر، ده أنا من غيرك ولا اسوى يا سولي يا غالي.. بس ايه حوار أمك ده؟ مبتقولهاش غير لما بتبقى ناوي على الخراب!
تنهد واجابه متهربًا من الحقيقة:
- بعدين يا اخويا.. اخفى اما اروح اشوف جدك! سلام!
دخل الغرفة بهدوء وتفقد والده كي لا يُزعجه وشعر ببعض الشفقة لو جعله يستيقظ ليتردد بداخله لوهلة ولكنه يعرف رغبة "سيف" جيدًا وذلك الرعب بداخله لو حدث شيئًا لجده قبل أن يُنجب، لقد كانت هذه رغبته دائمًا، طالما كان يُحدثه لسنوات بأنه هو من سيُربي ابنائه بنفسه!
حسم قراره ثم اقترب من والده وربت على كتفه بهدوء ورفق ثم ناداه بنبرة مُعتدلة:
- بدر.. بدر اصحى..
همهم بنعاسٍ ولم يتحرك من مكانه بينما لح عليه من جديد:
- يا عم بدوور ليا عندك خبر هيخليك تفوق خالص! اصحى بقى يا عم ونام تاني بس اسمعني الأول
زفر بضيقٍ وعقب بسخرية ونبرة ناعسة:
- هو وولاده دايمًا يقلقوني كده، مش هيسبوني انام غير في قبري! عايز ايه يا حيلتها على المسا؟ انجز واتكلم ولو الحوار يستاهل هصحالك
ابتسم وهو يتفقده بملامح لينة ثم همس له:
- محدش هيبقى احسن من حد يا بدر، وهبقى جدو وبكرة ولاد سيف مينيمونيش زي ما بيقلق منامك كده!
جلس بجانبه على الفراش لينتبه "بدر الدين" وحاول الإتكاء فبادر "سليم" بمساعدته إلي أن جلس وهيئ من الوسادة خلفه كي يستطيع أن يجلس عليها بأريحية وقال وهو يمط الحروف:
- يا ابن الكلب! الروس اتساوت خلاص كده! مبروك يا ابن ليلي..
ابتسم له ببراءة وكأنه طفل صغير بالرغم من ذلك الشيب الذي غزا رأسه بغزارة وكأنه عاد من جديد لذلك الطفل بالمشفى حينما رآه وحدثه بأعين ممتلئة بدموع الفرحة المكتومة:
- الله يبارك فيك يا بابا..
اقترب ليُقبل يده بإمتنان ليجذبها "بدر الدين" سريعًا كي يمنعه وهتف به:
- قرب يا حيلتها قرب!
فعل ظنًا منه انه سيعانقه ولكنه عاجله بفعة لم تعد قوية مثل السابق على مؤخرة رأسه ليرمقه بإنزعاج وقال معترضًا:
- ايه يا بدر ده يا بدر! ربنا ميرضاش بالظلم يا اخي.. هتفضل تلطش فيا لغاية امتى؟
اطلق زفرة ضاحكة بخفوت واجاب سؤاله المستنكر:
- لغاية ما تدفني!
اطلق تأتأة اعتراضية على ما قاله والده وكلمه زاجرًا:
- جرا ايه يا عم مش قولنا بلاش السيرة دي
اشاح بيده وحدثه وهو يريح رأسه للخلف:
- يعني مش هجوز احفادك يعني يا سليم! الرحمة حلوة بقى يا اخي.. وريني شطارتك وجوز انت بس حفيد من احفادك واعملها زيي وأنا هبقى ارتحت!
امتعضت ملامحه بينما سأله بإستياء:
- طب ايه لازمة القفا ده يا بدر؟ عملتلك ايه يا مفتري؟
رمقه بطرف عينيه دون أن يحرك رأسه التي لا توال مسترخية للخلف:
- علشان صحتني، وعلشان قالبها دراما يا ابن النكدي
تنهد ثم اتجه للطرف الآخر من الفراش ليجلس مثل والده ثم حدثه متسائلًا:
- طيب هعمل ايه يا بدر؟ أنا حاسس احساس غريب اوي! اول مرة ابقى حاسس اني تايه اوي كده
ضحك بخفوت ثم اجابه:
- متقلقش، بتحس انك عجزت شويتين، وإنك خلاص بتقرب من الموت خطوة، بيجيلك كده احساس انك تبقى عايز تمسك في الحياة علشان تشوف احفادك بيكبروا قدامك، وبعدين يجوا ويدوشوك هم واللي خلفوهم لغاية ما تقول توبة يا ريتني ما لعبت
التفت له ليشاهده بغيظٍ ثم قال:
- جرا ايه يا عم انت، نازل غلط فيا وفي ولادي من ساعة ما صحيتك.. ما تهدى عليا شوية! ده بدل ما كنت فاكرك هتتبسط
التفت له لينظر له مطولًا ثم حدثه بجدية:
- لولا السن اللي انت وصلتله انت ومراتك كنت خليتك تخلف كمان علشان اجوز باقي ولادك وافرح بخلفتهم يا حيلتها! مين قالك اني مش مبسوط يا حمار! استنى بس عليا، أول ما اشوف ولاد سيف ولا حد هيقدر ياخدهم من حضني، والبتاع اللي اسمه شهاب ده ينساهم بقى كده خالص، لما ابقى اسيبله الدنيا يبقى تسيبوله احفاده ساعتها!
تهللت ملامح "سليم" ثم عقب حديثه بإعجاب:
- ايوة يا بدور يا جامد، اللي ليه ضهر ميضربش على بطنه، فين امثال نوري الحكمة دلوقتي
غمغم والده بهمس:
- نوري تاني
تابع بنبرة مسموعة:
- على فكرة أنا بقول محدش هياخدهم من حضني، بما فيهم انت!
نهض ليجلس بمقابلته ثم حدثه بإعتراض:
- لا لا، احنا متفقناش على كده.. سيف وليلي سيبتهوملك، الدر عليا انا بقى افرحلي شوية بالعيال! مش هنقطع على بعض..
اشاح له برأسه دون اكتراث ثم اخبره:
- الايام بيننا يا ابن ليلي
عقد حاجباه وهو يشاهده ببعض الغيظ ليغمغم:
- راجل مفتري!
عقب على كلماته بثقة:
- إن كان عاجبك.. ويالا يا حيلتها اطفي النور وسيبني انام، خليني اناملي ساعتين علشان نشوف بنتك الهبلة التانية دي هنخلص منها امتى هي والعيل اللي اسمه حمزة ده
عاد من جديد ليحاول الإستلقاء فساعده الآخر فورًا كي يُسهل عليه تحركاته التي يعلم أنه بات يبذل مجهودًا من اجل فعلها ليحدثه:
- ماشي يا عم! نام، بس محدش هياخدهم مني برضو، هنقسمهم، واه خللي الحوار بيني وبينك لغاية ما عايزين يفاجئوا بيها الكل ويعملوا حركات والهري ده
ساوى الغطاء فوق جسد والده ليزجره الآخر قائلًا:
- طيب يا ابن الكلب اطلع برا واقفل الباب وراك!
رمقه وهو يهز رأسه في عدم قبول:
- وانت من اهله
اتجه للخارج وتمتم وهو يُغلق الباب:
- مفيش فايدة!
تأكد من خطوات ابنه وابتعاده ليغمض عينيه ولم يستطع مواجهة تلك الدموع التي انهمرت دون إرادته وهو لا يُصدق أنه قد بلغ من العمر ما يؤهله لمجرد سماع هذا الخبر الذي لو كان استمع له عندما رأى "سليم" لأول مرة ما كان ليُصدقه أبدًا!
❈-❈-❈
عودة للوقت الحالي ...
دخل كلاهما المنزل الذي لا يبتعد كثيرًا عن منزلي والدها ووالدتها وكلاهما يصدحا بالضحكات لتعقب "كاميليا" على كلمات زوجها:
- ابقى وريني بس لما توصل لسنه هتفضل تحبني زي ما بيحبها كده ولا لأ!
وضع متعلقاته جانبًا ثم التفت لها مُضيقًا عينيه وتفحصها بتساؤل كما اردف به:
- عندك شك في اني مبحبكيش؟ ده أنا من أول نظرة وقولت آمين شبيكي لبيكي! اعمل ايه تاني يا كامي؟
تنهدت وهي تعقد ذراعيها ونظرت له نظرة مماثلة ثم هتفت به:
- السنين هي اللي هتحكم!
قلب شفتيه وهو يومأ بالموافقة وحاول تحمل عدم الثقة الذي يلمسه احيانًا بكلماتها خصوصًا المازحة منها ثم سألها مرة ثانية:
- طيب والمواقف طيب؟ طيب اي حاجة يعني تشفعلي.. مفيش خالص؟
تناولت نفسًا مطولًا ثم زفرته بتريث ونظرت له مليًا لتُجيبه بجدية:
- بصراحة لما حسيتهم هيشدوا وانت وافقت اننا نقولهم على موضوع الحمل ده مع إننا كنا متفقين نقول للعيلتين في نفس الوقت حسيت إني بفرق معاك اوي يعني وبتحبني زيادة عن اللزوم!
ابتسم لها وعينيه تتجول بملامحها التي يعشقها ثم اقترب منها ليُقبلها بشغفٍ دافنًا يده بخصلاتها وهو يُغمض عينيه ثم همس بعد أن فرق قبلتهما واعينهما تتلاقى في عشقٍ خالص:
- طول عمري بحبك زيادة عن اللزوم! بس فيه حاجة لازم اقولك عليها علشان ابقى مخلص ضميري
تعجبت من تلك الكلمة التي تُسبق كل ما يُزعجها منه ولكن هذا كل ما تعاهدا عليه، الصراحة وعدم الكذب على الإطلاق:
- أنا كلمت بابا علشان يعرف جدو موضوع الحمل، أنا آسف بس انتي عارفة غلاوة جدو عندي.. كان نفسي افرحه وكل يوم بدعي ربنا إنه يبارك في عمره لغاية ما يشيل ولادنا
رمقته بحيرة لتجده يُعدل من خصلاتها واعينه الفحمية مترقبة ردة فعلها فأضاف بمصداقية:
- حقك عليا أنا آسف بجد.. متزعليش مني
حمحمت وهي ترمقه بإضطراب وسألته بقليل من التلعثم:
- هو انت قولت لأنكل سليم امتى وجدو امتى؟
اجابها بمصداقية ليقول:
- من تلت ايام، لما روحنا لباباكي ومامتك..
همهمت وهي تهز رأسها بالتفهم ونظرت له مباشرة وهي تزم شفتيها لتقول:
- وبصراحة، علشان ابقى مخلصة أنا كمان ضميري.. أنا قولت لبابا من تلت ايام!
هز رأسه بإنكار وابتسامة ترتسم على شفتيه:
- والله كنت متأكد! كنت حاسس إنك هتقولي لحد في زيارتنا دي!
ازداد نظرها ارتباكًا وكأنها وقعت بورطة حتمية ثم همست له وهي تحمل ملامح مُعتذرة:
- وقولت لماما من اسبوع!!
يُتبع..
متابعي ثلاثية دجى الليل الكرام
دي حلقات خاصة..
حصرية على المدونة
ومش هنقلها في أي حتة تانية..
اللينكات بتتنشر في جروب الفيسبوك (عيلة رواية وحكاية) وصفحة الفيسبوك الخاصة بمدونة رواية وحكاية وصفحتي والجروب بتاعي (روايات بقلم بتول) ..
مش عارفة امتى الفصول الجاية..
بس كعادتي مش بحوش فصول ابدًا ونوعًا ما الفصول هتبقى منفصلة شوية..
هحاول على قد ما اقدر اكتب فيها اول بأول
دمتم بخير