الحلقة الثامنة عشر (قلعة بانجارا) - سلسلة أماكن مسكونة
الحلقة الثامنة عشرة
قلعة بانجارا
النهاردة معادنا مع رحلة إلى الهند أرض السحر والخيال هنشوف مكان من أشهر المعالم السياحية في الهند ويعتبر أكتر مكان اتقال عنه إنه مسكون مش في الهند بس لا دا في قارة آسيا كلها.
قلعة أو حصن بانجارا Bhangarh
تقع قلعة بانجارا "Bhangarh" على حدود محمية ساريسكا أو "Sariska Tiger Reserve" في منطقة الألوار "Alwar" في ولاية راجيستان "Rajasthan".
القلعة مكان مقبض جدا من أول ما تشوفه من بعيد فهي حرفيا مش لأصحاب القلوب الضعيفة أبدا زي ما بتقول عبارة هندية مشهورة عن القلعة دي:
"إذا لم يكن لديك عظمة جبانة في جسمك وأنت تحيي الخطر بأذرع مفتوحة، فنحن ندعوك لاستكشاف الأفضل من بين الأماكن الأكثر مسكونًا في الهند"
المشهور عن القلعة دي إن الجن والأشباح بيظهروا فيها من بعد غروب الشمس وبيفضلوا لحد طلوع الفجر وعلشان كدا الحكومة مانعة إن أي حد يدخل القلعة في الوقت ده وكاتبة لافتة عند بداية الحصن مكتوب فيها:
"الدخول إلى حدود بنجارة قبل غروب الشمس وبعد غروب الشمس ممنوع منعًا باتًا وسيتم اتخاذ إجراء قانوني ضد أي شخص لا يتبع هذه التعليمات"
❈-❈-❈
القلعة دي اتأسست سنة ١٥٧٣م على إيد الملك بهاجوانت داس "Bhagwant Das"
الملك بهاجوانت بنى القلعة دي علشان يهديها لابنه الصغير
مادو سينغ "Madho Singh" اللي قضى عمره كله في حكم بنجارة.
مادو سينغ سمى القلعة بالإسم ده نسبة لجده بان سينغ علشان كدا سماها بانجارا.
فضل مادو سينغ يحكم القلعة لحد ما مات ومن بعده حكم ابنه شاترا سينغ اللي حكم لحد سنة ١٦٣٠م بس من بعده محدش عارف بالتحديد مين اللي حكم القلعة.
طيب لحد هنا كويس جدا إيه السبب بقى اللي يخلي الناس تقول عن القلعة انها مسكونة ويخافوا منها؟
فيه كلام كتير واساطير كتير اتقالت عن السبب ده بس أشهر الروايات دي روايتين اتنين هما دول أكتر حاجة الناس مصدقاها.
الرواية الأول بتقول كان فيه راهب أو قديس هندوسي كان إسمه بالوناث "Balu Nath" كان عنده كوخ على هضبة فوق المكان اللي اتبنى فيه الحصن.
راحوا ياخدوا إذنه قبل ما يبنوا الحصن وهو وافق واداهم الإذن بس شرط عليهم إن ظل القصر ميوصلش للكوخ بتاعه يعني القصر ميبقاش عالي لدرجة إن ظله يغطي كوخ الراهب ده وقالهم لو عملتوا كدا الحصن هينهار باللي فيه.
وافقوا على شرط الراهب وبنوا الحصن وكان كله تمام لحد ما جه واحد إسمه “عجب سينج” واللي كان ابن صاحب القلعة (أبوه كان وريث للقلعة)
عجب سينغ مخدش بتحذيرات الراهب وبنى أعمدة جديدة للحصن والاعمدة دي ألقت بظلالها على كوخ الراهب.
طبعا الراهب لما حصل كدا غضب جدا ورمى لعنة عالمكان علشان يتهد وفعلا الحصن خرب واتدمر هو والقرى اللي حواليه ولحد دلوقتي سقف الحصن استحالة يتبني كل ما يتبني يتهد لواحده من غير أي سبب.
الأسطورة التانية:
بيقولولك إيه بقى قال إيه كان فيه أميرة إسمها “راتنافالي” كانت أميرة القلعة وكانت رائعة الجمال وكانت الناس كلها بتحكي وتتحاكى عن جمالها وسحرها الخلاب لحد ما وصل صيتها لكل الممالك المجاورة.
لما راتنافالي وصلت سن ١٨ سنة جالها عرسان من كل مكان من الممالك اللي حواليهم ملوك وأباطرة وأمراء كلهم عايزين يتجوزوها.
كان من ضمن اللي عايزين يتجوزوها شامان إسمه "سينجيا" وسينجيا ده كان ساحر بيمارس "التانتامانترا" ودا نوع من أنواع السحر الأسود.
سينجيا كان بيحب الأميرة جدا جدا متيم بغرامها وفي نفس الوقت كان واثق ومتأكد إنه مش كفؤ ليها ولايمكن توافق عليه أو تكون ليه في يوم من الأيام بس هو كان مهووس بيها وعايز يتجوزها وتكون ليه بأي تمن وبأي شكل من الأشكال.
قرر سينجيا يستخدم سحره ويوظف القوى السحرية اللي بيمتلكها علشان يخليها تحبه.
في مرة شاف وصيفة من وصيفات الأميرة في السوق بتشتريلها عطر ويقال إن الأميرة بنفسها هي اللي كانت في السوق بتشتري العطر وقام سينجيا مبدل إزازة العطر بواحدة تانية كان عامل عليها طلاسم وتعاويز بحيث إن الأميرة أول ما تستعمل العطر ده تقع في حبه ومتبقاش شايفة ولا عايزة غيره.
(عملها جرعة حب زي اللي كانت في فيلم هاري بوتر كدا تقريبا)
ويقال إن الوصيفة كانت بتشتري نفط وهو ألقى بتعويذة على النفط ده بحيث إنها أول ما تلمسه بإديها تقع في غرامه.
بس لسوء حظه الأميرة اكتشفت الموضوع ومستعملتش العطر أو النفط ده بالعكس دي رمت الإزازة باللي فيها وهنا بقى تختلف الروايات.
- فيه اللي قال إنه كان قدامها وهي بتفتح الإزازة وإنها أول ما اكتشفت المؤامرة اللي هو عاملها رمت الزيت أو العطر اللي في الإزازة في الهوا في اتجاهه فالزيت ده اتحول لصخرة ضخمة وقعت عليه قتلته في الحال.
- رواية تانية بتقول إنها رمت الإزازة فخبطت في صخرة خلتها تتدحرج لحد ما وصلت لسينجيا وقتلتله.
- الرواية التالتة بتقول لا ده ولا ده اللي حصل إن لما الأميرة رمت اللي في الإزازة القوى السحرية اللي فيها انعكست على سينجيا وقضت عليه.
بغض النظر عن كل الروايات دي الحاجة المهمة هي اللي حصلت بعد كدا.
اللي حصل إن سينجيا قبل ما يموت لعن الحصن وألقى عليه تعويذة بالهلاك ومش للحصن بس لأ دا لكل القرى اللي حواليه ولكل الناس اللي عايشين فيه وبيقولوا إن بعد اللي حصل ده بسنة واحدة بس المغول هجموا عالحصن ودمروه وقتلوا كل اللي فيه ومن ضمنهم الأميرة راتنافالي نفسها وفضل الحصن متدمر لدلوقتي وبيقولوا إن روح سينجيا وراتنافالي وباقي سكان الحصن لسة موجودين في الحصن لحد النهاردة.
❈-❈-❈
طبعا ناس كتير كذبت الروايات دي وقالت عليها أساطير ومترتقيش حتى لمرحلة النفايات في حين إن السكان المحليين مؤمنين جدا بالروايات دي وعندهم يقين إنها حصلت بالفعل واللي زود اعتقادهم ده إنهم بالفعل كانوا بيشوفوا ويسمعوا حاجات غريبة بتحصل في الحصن خصوصا بعد غروب الشمس.
فيه ناس بتقسم إنها شافت المباني بتاعة الحصن بتتحرك بالليل وفيه اللي قالو انهم بيسمعوا أصوات ناس بتصرخ وستات بتعيط وتطلب المساعدة وصوت مرعب لأساور بيضرب صداها كل أركان القلعة صوت غريب زي ما يكون الستات بتشخلل بالأساور بتاعتهم بس الصوت بيخرج بشكل مرعب.
دا غير إن فيه روايح غريبة بيشموها خارجة من المكان بعد الغروب مباشرة والظلال اللي بيشوفوها بتتحرك والأضواء الغريبة اللي بتظهر وتختفي لواحدها وصوت الموسيقى والرقص اللي بيخرج من القلعة وكله كوم وحوادث الإنتحار والإختفاءات الغريبة اللي كانت بتحصل للناس اللي بتغامر وتدخل القلعة بالليل دا كوم تاني خالص.
علشان كدا الناس بقى عندها يقين إن القلعة مش بس مسكونة بالأشباح لا دي مسكونة بقبائل مختلفة من الجن والشياطين وللسبب ده الحكومة منعت الناس إنها تدخل الحصن بالليل وكتبوا اليافطة اللي اتكلمت عنها في أول القصة دي.
على مدى عقود حاول كتير من الباحثين في الموارائيات إنهم يحلوا لغز القلعة دي ويعرفوا هي مسكونة فعلا ولا دي كلها إشاعات وكلام في الهوا.
من ضمن الباحثين دول باحث هندي من دلهي إسمه "غوراف ثيوراي"
سنة ٢٠١١م راح غوراف وفريق البحث بتاعه وقرروا يباتوا ليلة في القلعة ويشوفوا هيحصل إيه وبالفعل خرجوا تاني يوم واعلنوا إن القلعة خالية من الأشباح وإن دي كلها إشاعات مفيش ولا جن ولا شياطين ولا أي بتنجان.
الغريب إن بعد خمس سنين من اليوم ده بالتحديد يوم ٧ يوليو ٢٠١٦م لقوا غوراف ميت في شقته في ظروف غامضة.
بالرغم من إن تقرير الطب الشرعي قال إن غوراف مات منتحر بس أسرته طلعت وقالت أكتر من مرة إنه قبل ما يموت بشهر فضل يردد إن فيه قوى سلبية محاوطاه وبتحاول تسحبه لعندها وهو بيحاول بكل الطرق إنه يسيطر عليها بس من الواضح إنه فشل في ده وهي اللي سيطرت عليه.
الغريب في الموضوع إن غوراف قبل انتحاره المزعوم بكام ساعة كان بيتصرف بشكل طبيعي جدا وبيرد على معجبيه في وسائل التواصل الإجتماعي وبيهزر معاهم كمان علشان كدا في ناس قالت إن الحصن الملعون هو السبب في موته.
انتوا رأيكم إيه في الحوار ده وهل الحصن ليه دخل في موته فعلا ولا لأ؟ ولو ليه دخل ليه محصلش ده بعد يوم أو يومين من الزيارة ليه بعد خمس سنين؟ ولا ممكن هو انتحر فعلا أو حتى اتقتل لسبب مجهول وأهله حبوا يلزقوها في الحصن؟
طبعا عايزة أقولكم إن الحصن مشهور جدا بشكله المخيف ومبانيه المهدودة والسياح بيجوله من كل مكان علشان يشوفوا المكان المسكون ده وإزاي مفيش فيه سقف واحد سليم كل الأسقف مهدودة وبيحبوا يسمعوا حكايته من السكان المحليين وإزاي إنهم كل ما يبنوا سقف القلعة بيقع لواحده من تاني ومن غير سبب مهما بلغت متانته.
دي كانت قصتنا النهاردة يارب تعجبكم وميعادنا الإسبوع الجاي إن شاء الله مع مكان مسكون جديد من سلسلة أماكن مسكونة.
دمتم بألف خير