الحلقة العشرون (سلسلة أماكن مسكونة) - قصر ديلفين لالوري
الحلقة العشرون
نيو أورلينز الجزء الثاني
قصر ديلفين لالوري
اتكلمنا المرة اللي فاتت عن مدينة نيو أورلينز والكلام اللي اتقال عنها وإن أماكن كتير فيها معروف عنها إنها مسكونة بالأشباح خصوصا بيوت وفنادق الحي الفرنسي.
ممكن يكون الكلام دا بجد وممكن يكون إشاعات للترويج للأماكن دي علشان الناس تروح تزورها الله أعلم بس زي ما قولنا في الحلقة اللي فاتت إن في مكان من ضمن الأماكن دي هو أكثرهم إثارة للجدل المكان ده الناس بتجيله من كل مكان في العالم علشان تزوره ويعرفوا حكايته.
المكان ده هو "قصر ديلفين لالوري"
القصر ده حصلت فيه حوادث بشعة أقل ما يقال عنها إنها مجازر بشرية وقع ضحيتها مئات العبيد اللي كان لا حول لهم ولا قوة والغريب إن الجرايم دي تم اكتشافها بالصدفة البحتة ولولا كدا مكانش حد عرف عنها أي حاجة وكان عدد الضحايا بقى أضعاف مضاعفة.
تعالوا معايا الأول علشان أقولكم مين هي ديلفين لالوري دي وإيه حكايتها هي والقصر بتاعها وليه سموها سيدة القصر الملعون وبصراحة هي تستحق اللقب ده وعن جدارة واستحقاق كمان.
❈-❈-❈
ديلفين لالوري
إسمها الحقيقي ديلفين مكارتي أو مكارثي اختصار ل (ماك كارثي) ودي كانت سيدة من سيدات المجتمع الراقي في نيو أورلينز اتولدت في ١٩ مارس ١٧٨٧م في الوقت ده كانت نيو أورلينز تحت الحكم الأسباني.
كانت ديلفين واحدة من ضمن خمس أخوات أبوها إسمه "لويس بارتيليمي دي مكارتي" وكان أيرلندي الأصل جه مع أبوه لنيو أورلينز سنة ١٧٣٠م في الوقت اللي كانت فيه نيو أورلينز لسة تحت حكم فرنسا.
أمها كان إسمها "ماري جين ليرابل" وكانت معروفة باسم (أرملة لي كومت) لأنها كانت متجوزة واحد تاني قبل لويس مكارثي ومات.
كمان ديلفين كانت قريبة "إستيبان رودريغيز ميرو" حاكم المقاطعات الأمريكية الإسبانية في لويزيانا وفلوريدا في الفترة من ١٧٩١م ل ١٧٩١م وابن عمها كان "أوغسطين دي ماكارتي" عمدة نيو أورليانز من سنة ١٨١٥م ل ١٨٢٠م.
يعني من الآخر كدا ديلفين طلعت لقت نفسها من عيلة مأصلة أبا عن جد أما عن ست عيلة من أغنى وأرقى العائلات في نيو أورلينز.
يوم ١١ يونيو سنة ١٨٠٠م يعني وديلفين كان عندها ١٣ سنة بس اتجوزت واحد إسمه "دون رامون دي لوبيز إي أنغولو"
ودا كان ظابط إسباني رفيع المستوى كانوا بيطلقوا عليه بالإسباني لقب "كاباليرو دي لا رويال دي كارلوس"
استمر جواز ديلفين ودون رامون لمدة أربع سنين خلفوا خلالهم بنتهم "ماري ديلفين لوبيز" الشهيرة ب "بوركيتا"
في الوقت ده كانت اتنقلت ملكية نيو أورلينز للولايات المتحدة الأمريكية وتم اختيار دون رامون علشان يمسك منصب القنصل العام لإسبانيا في إقليم أورليانز.
سنة ١٨٠٤م سافرت ديلفين مع جوزها دون رامون لإسبانيا ورجعت من غيره، مات وهما راجعين في الطريق في ظروف غامضة مات إزاي؟ واندفن فين؟ الله أعلم.
❈-❈-❈
بعد وفاة جوزها بأربع سنين بالتحديد في شهر يونيو ١٨٠٨م اتجوزت ديلفين للمرة التانية واحد إسمه "جان بلانك" ودا بقى كان زي نا بيقولوا سبع صنايع كان مصرفيّ بارز، وتاجر، ومحامي، ومُشرّع قانوني وفيه اللي بيقول انه كان تاجر رقيق كمان جمب دا كله.
استمر جوازهم ٨ سنين خلفوا خلالهم أربع أولاد "ماري لويز بولين، ماري لويز جان، لويس ماري لو، جون بيير بولا"
واشتروا بيت كبير في شارع رويال ستريت البيت رقم ٤٠٨ في نيو أورلينز والبيت ده اتشهر بعد كدا بإسم فيلا بلانك.
سنة ١٨١٦م مات جان بلانك هو كمان في ظروف غامضة وبرضو محدش عارف إيه سبب موته؟ وساعتها رجعت ديلفين أرملة للمرة التانية بس المرادي بخمس أولاد.
❈-❈-❈
فضلت ديلفين من غير جواز لمدة ٩ سنين لحد ما قابلت واحد إسمه "ليونارد لويس نيكولاس لالوري" ودا كان دكتور وأصغر منها بأكتر من ٢٠ سنة اتعرفت عليه لما كان بيعالج واحدة من بناتها.
اتجوزت ديلفين للمرة التالتة والأخيرة يوم ٢٥ يونيو ١٨٢٥م ومن هنا اتحول لقبها من ديلفين بلانك لديلفين لالوري نسبة لجوزها الأخير وهو ده اللقب اللي فضل ملازمها واشتهرت بيه.
سنة ١٨٣١م قررت ديلفين إنها تشتري بيت جديد وتعيش فيه هي وجوزها وبناتها اللي كانوا عايشين معاها ولسة متجوزوش وكانوا بنتين بس، وفعلا اشترت أرض في ١١٤٠ شارع رويال ستريت ب ٣٣ الف دولار ودا كان مبلغ ضخم جدا في الوقت ده.
سجلت الأرض بإسمها وبنت عليها قصر ضخم أطلقوا عليه إسم قصر لالوري وكان القصر عبارة عن ٣ أدوار كبار وكانت أبوابه مشغولة ومرصعة بالأحجار الكريمة والسلم متغطي بأفخر أنواع السجاد دا غير النجف والتحف النادرة اللي كانت في كل حتة في القصر وسنة ١٨٣٢ اتنقلت ديلفين لبيتها الجديد هي وجوزها وبناتها الإتنين.
طبعا في الوقت ده كان مسموح بامتلاك العبيد وكانت كل العائلات الأروستقراطية بتمتلك عدد كبير من العبيد علشان يقوموا بخدمتهم وتلبية طلباتهم وكل ما زاد عدد العبيد كل ما كانت العيلة غنية أكتر وطبعا ديلفين وعيلتها زي باقي العائلات في نيو أورلينز وأمريكا كلها كان عندها عدد كبير جدا من العبيد.
ديلفين قدام الناس كان ظاهرة بمظهر الست الشيك الكريمة اللي بتعامل الناس وخصوصا السود معاملة كويسة وكانت بتعامل عبيدها قدام الناس بمنتهى الرقي والكرم والابتسامة مبتفارقش وشها لدرجة إنها في مرة قدام الناس اعتقت اتنين من العبيد اللي عندها وهما واحد إسمه "جان لويس" ودا اعتقته سنة ١٨١٩م والتاني كان إسمه "ديفنس" واعتقته سنة ١٨٣٢م.
بس ديما زي ما بيقولوا الأسرار تكمن ديما خلف الأبواب المغلقة محدش كان عارف هي جوة بيتها وبعيد عن الناس كانت بتعامل عبيدها إزاي؟
كانت ديلفين مشهورة ديما وسط مجتمع نيو أورلينز بحفلاتها الضخمة اللي كانت بتتعمل تقريبا كل يوم وكانت بتدعي ليها معظم الطبقات الراقية في المدينة من رجال السياسة ورجال الأعمال وأثرياء المدينة وطبعا كانوا عبيدها هما اللي بيخدموا عالحفلات دي وكانت الحفلات دي لما بتتعمل بتبقى حديث المدينة من كتر الإسراف والبذخ اللي كان بيطغى على كل حفلاتها.
علشان كدا كانت لالوري من أكتر الشخصيات نفوذا في نيو أورلينز وكانت الناس كلها ديما بتمدح في ذكاءها وجمالها وأناقتها هي وبناتها اللي كانوا من أجمل النساء في المدينة.
❈-❈-❈
مع الوقت وكتر الحفلات بدأ المدعوين للحفلات بتوعها يلاحظوا حاجات غريبة على عبيد لالوري كانت أجسامهم هزيلة جدا جدا وكان التعب والإجهاد واضحين جدا على ملامحهم كمان لاحظوا نظرات الرعب االي بتظهر على وشوشهم لو عملوا حاجة غلط والرجفة اللي كانت بتحصلهم لو ندهت على حد فيهم ملامح الزعر اللي كانت بتظهر عليهم كانت واضحة زي الشمس ودا اللي خلى الناس تتكلم إنها أكيد بتعاملهم معاملة قاسية جدا بس طبعا محدش كان عنده دليل على الكلام.
هتقولولي وحتى لو جابوا دليل على سوء معاملتها للعبيد هيعملوا بيه إيه يعني ماهم عبيدها وتعمل فيهم اللي هي عايزاه هقولكم لا متعملش اللي هي عايزاه لان القانون في نيو أورلينز كان بيمنع الإساءة للعبيد بشكل مبالغ فيه على عكس باقي الولايات الأمريكية في الوقت ده وكان أي حد بيتم إثبات ضده إنه بيعامل العبيد بتوعه معاملة غير آدمية كان بيتم اتخاذ ضده إجراءات قانونية ممكن توصل لمنعه من امتلاك العبيد.
استمر الناس في الكلام عن لالوري ومعاملتها السيئة لعبيدها خصوصا الجيران اللي كانوا بيسمعوا صرخات بتخرج من القصر في وقت متأخر من الليل والستاير اللي أوقات بتتقفل فجأة في كل القصر دا غير طبعا الكلام عن العبيد اللي كانوا بيختفوا فجأة من غير أي مبرر ومن غير أي أثر كمان وكان بيتجاب عبيد غيرهم من سكات.
فضل الحال مجرد كلام بس لحد في مرة ومن غير سابق إنذار واحد من العبيد دول حدف نفسه من شباك الدور التالت في القصر والشباك ده قفلوه بالأسمنت بعد انتحار العبد ده وعلى فكرة الشباك ده لسة مقفول بالأسمنت لحد النهاردة.
بعد الحادثة تم إرسال محامي محلي لبيت لالوري علشان يحقق في انتحار العبد وسوء معاملتها للعبيد بس المحامي ملقاش ضدها أي دليل على ارتكابها لأي مخالفات أو إنها أساءت معاملة العبيد.
بعد الحادثة دي بمدة قليلة حصلت حادثة تانية شبهها بس على أبشع بكتير.
اللي حصل إن كان فيه بنت من ضمن العبيد كان إسمها "ليا" النت دي كانت طفلة صغيرة عندها ١٢ سنة وفي يوم وهي بتسرح شعر لالوري شدت شعرها جامد شوية وطبعا دي جريمة لا تغتفر بالنسبة لديلفين علشان كدا جابت الكورباج بتاعها علشان تجلد بيه البنت الصغيرة.
البنت أول ما شافتها ماسكة الكورباج اترعبت وجريت والتانية وراها لحد ما وصلت لسطح القصر وساعتها ملقتش مكان تهرب فيه ومكانش قدامها غير إنها تحدف نفسها من فوق السطح وعملت كدا فعلا ونزلت على الأرض جثة هامدة.
خدت ديلفين جثة البنت وراحت علشان تدفنها في الجنينة بس لسوء حظها واحدة من الجيران شافتها وهي بتدفنها ويقال إنها شافت البنت وهي بتجري وديلفين بتجري وراها وهي ماسكة الكورباج وشافت البنت كمان وهي بترمي نفسها من فوق.
الجارة راحت بلغت عنها فورا والبوليس جه وحفر في المكان وفعلا لقى جثة البنت الصغيرة.
بعد اكتشاف جريمة القتل تم التحقيق مع عيلة لالوري وتمت ادانتهم بالقسوة غير القانونية في معاملة العبيد تتخيلوا بقى يحكموا بإيه؟ لا مش عايزة خيالكم يروح لبعيد أوي كل اللي اتعمل إنه اتحكم عليهم بدفع غرامة قدرها ٣٠٠ دولار ومصادرة ٩ من العبيد وبيعهم في مزاد علني.
ديلفين في الوقت ده كانت في موقف لا تحسد عليه ومكانتها وسط الناس اللي كانت بتحب تحافظ عليها اتهزت جدا وبقت الناس تتحاشاها وترفض حضور الحفلات بتاعتها لحد ما بطلت تعمل الحفلات دي.
طبعا هي كانت مقتنعة إن العبيد هما السبب في الحال اللي وصلتله ده (يعني مش معاملتها الوحشية للعبيد تؤ تؤ العبيد هما السبب) وعلشان كدا قررت إنها توريهم الويل ألوان كلفت حد من قرايبها إنه يشتري لحسابها العبيد التسعة اللي اتباعوا من عندها وقدرت بالفعل إنها ترجعهم لبيتها من تاني أو تقدروا تقولوا رجعتهم لجحيمها بمعنى أصح.
محدش لمح العبيد دول تاني في بيت ديلفين ولا عرف برجوعهم من الأساس بس اللي حصل بعد كدا وبالصدفة البحتة هو اللي غير مسار الأحداث وكشف الحقيقة المؤلمة.
❈-❈-❈
في يوم ١٠ إبريل سنة ١٨٣٤م حصلت حريقة ضخمة في قصر لالوري بدأت في المطبخ وزحفت النيران لحد ما التهمت الدور الأول كله وبدأت تطلع عالدور التاني.
رجال المطافي جم علشان يسيطروا عالحريق بعد فشل الجيران في إطفاؤه ودخلوا البيت بالفعل وقدروا يطفوا النار وينقذوا الناس اللي في القصر.
الغريب إن القصر مكانش فيه ولا عبد واحد مفيش غير ديلفين وجوزها وبناتها وكانت لالوري كل همها إنها تلم تحفها ومجوهراتها وتخرج بيهم من القصر ولما رجال المطافي دخلوا المطبخ اللي الحريقة بدأت فيه لقوا الطباخة اللي كان عمرها أكتر من ٧٠ سنة مربوطة بسلاسل حديد جمب الموقد فكوها وخرجوها برا القصر.
طلع رجال الإطفاء للدور التاني علشان يشوفوا لو لسة فيه حد محتاج للمساعدة بس لما طلعوا استغربوا جدا لما لقوا أوضة مقفولة وعليها ألواح خشب كبيرة علشان محدش يعرف يدخل.
لما طلبوا من ديلفين إنها تفتحلهم الباب رفضت وأمرتهم يلموا معاها المجوهرات والتحف بتوعها ولما طلبوا من جوزها يفتحلهم رفض هو كمان وقالهم بمنتهى الوقاحة:
«كان من الأفضل لبعض الناس بقاءهم في المنزل بدلاً من القدوم إلى منازل الآخرين لإملاء القوانين والتدخل في أعمالهم»
يعني من الآخر محدش ليه دعوة وكل واحد يخليه في حاله ويروح بيته وحد ليه شوق في حاجة.
لما رجال المطافي لقوهم مصممين على الرفض قرروا يكسروا الباب علشان يشوفوا إيه اللي وراه مخليهم مش عايزين حد يدخل خصوصا لما سمعوا أصوات استغاثة طالعة من ورا الباب وياريتهم ما دخلوا ولا شافوا إيه اللي جوه.
شافوا حاجات تشيب تقشعر لها الأبدان زي ما بيقولوا.
أول ما دخلوا لقوا ريحة العفن مالية المكان وكان فيه سبعة من الخدم مقيدين بسلاسل حديدية ضخمة جدا وأطواق حديدية في رقبتهم مثبتاهم في الحيطة وقيود في رجليهم مثبتاهم في الأرض.
كانت إديهم ورجليهم متكسرين أو بمعنى أصح متفتفتين لحد العضم كان متفتفت وأطرافهم مفصولة عن باقي جسمهم دا غير ستات ورجالة جوة أقفاص حديد ميتين وعنيهم وبوقهم مقفولين ومتخيطين علشان ميقدروش يفتحوهم.
كان فيه اللي جلده مسلوخ بالكامل واللي دماغه مفتوحة ومخه طالع منها ومحطوط في قلب دماغه معلقة نحاس او خشب وفيه اللي تم قطع أطرافهم وخياطتها تاني بطريقة غريبة لدرجة إن كان فيه جثة لواحدة ست كسروا عضمها كله وعادوا ظبطه من جديد علشان تبقى شبه سرطان البحر دا غير جثث الستات اللي كانت بطنهم مفتوحة وأعضاءهم مفقودة وملفوف وسطهم بأمعاءهم وواحدة منهم حاشيين بوقها بروث الحيوانات ومخيطينه.
دول جثث الستات الرجالة بقى كانت الجثث بتاعتهم مفقوعة العين ومتخيطة الأفواه ومقطوعة الودان والأعضاء التناسلية ومتقلعة ضوافرهم.
ناس محطوطين على ترابيزات زي بتاعة العمليات كدا ومربوطين فيها ومعمولة عليهم أبشع التجارب الطبية المجنونة وكان فيه مجموعة من العبيد لسة عايشين ومحطوطين في أقفاص خاصة بالكلاب ومربوطين مع جثث متعفنة.
دا غير وجود عدد كبير جدا من الرؤوس والأعضاء البشرية من غير أجسام كانوا منتشرين في كل مكان في الأوضة
كمان قالوا إن الأوضة كان ليها دور تاني كان مليان جثث مشوهة بالكامل لدرجة يستحيل بيها التعرف على جثثهم ومفقودين الأعضاء.
طبعا رجال المطافي أول ما شافوا المناظر دي طلعوا جري وبلغوا البوليس وجابوا دكاترة علشان يشوفوا المصيبة دي
وبزيادة التفتيش لقوا جثث مدفونة في الجنينة وتحت أرضية البيت جثث وهياكل عظمية متكومة فوق بعضها ومن ضمنها جثث لأطفال كمان.
اختلفوا بقى في عدد الجثث في ناس قالت إن عددها قليل وناس تانية قالت دي كانت أكتر من ١٠٠ جثة العامل المشترك بينهم إنهم كانوا كلهم من العبيد وسواء كانت جثث قليلة ولا كتيرة في الحالتين تم تخليد اسم ديلفين لالوري في التاريخ كواحدة من أكثر النساء وحشية على مر العصور ولقبوها بسيدة القصر الملعون.
عايزة أقولكم إن حتى بناتها مسلموش منها وكانت بتعاملهم معاملة قاسية جدا وتكتفهم لو حاولوا يساعدوا حد من العبيد أو حتى يدوله شوية مية.
قالولك بقى إن السبب في المشاهد البشعة دي إن هي وجوزها كانوا بيأدوا طقوس سحرية غريبة جدا إسمها طقوس "هيتان فودو الطبية"
"clinical Haitian Vodou"
(دي طقوس بتجمع بين الدين والسحر والطب مع بعض وكان فيه اعتقاد إن الطقوس دي بتشفي المرضى وكانت منتشرة جدا في نيو أورلينز في الوقت ده)
وفيه اللي بيقول إن جوزها هو اللي كان بيستخدم العبيد دول في تجارب طبية بصفته دكتور.
ورأي تالت خالص بيقول إنها هي وجوزها كانوا مرضى وعندهم نزعة ساا.دية وبيحبوا يمارسوا هوايتهم دي على أجساد العبيد ويشبعوا رغباتهم السااادية مش أكتر من كدا.
إيه الحقيقة بقى؟ الله أعلم.
بعد التحقيق مع الطباخة اكتشفوا إنها هي اللي عملت الحريقة في محاولة يائسة منها للإنتحار بعد ما ربطتها ديلفين جمب الموقد علشان النار تلسعها وسابتها عالحال ده ٣ أيام من غير أكل ولا شرب علشان تموت بالبطيئ ولما سألوها عن باقي العبيد قالت إنهم طلعوا فوق من ساعة ما رجعتهم ديلفين يعني من شهور ومحدش شافهم تاني أبدا.
طبعا لما الخبر انتشر بين الناس غضبوا جدا وهجم عالبيت أكتر من ٤٠٠٠ شخص علشان ينتقموا من لالوري وجوزها وبدأوا يكسروا كل حاجة موجودة في البيت لحد الأبواب مسلمتش منهم وكسروها مسابوش حاجة سليمة في البيت غير الجدران بتاعته فقط لا غير.
لما الناس هجمت عالقصر بنات ديلفين هربوا منه خافوا من الناس وفضلوا مختفيين فترة على ما الدنيا هديت والناس عرفت إنهم مالهومش ذنب وإنهم كانوا ضحايا هما كمان زيهم زي العبيد.
طيب هتقولولي مصير ديلفين وجوزها ايه بعد اللي حصل ده؟
أحب أقولكم إنهم فص ملح وداب بعد هروب رجال المطافي وعلى ما البوليس جه كانوا هربوا، خدوا اللي يقدروا عليه من فلوس ودهب وزاغوا ولحد دلوقتي محدش يعرف هما راحوا فين فيه ناس قالت إنهم هربوا لباريس بس مفيش دليل واحد على كدا غير كلام بنتها لما قالت إن جالها جواب من أمها بتقولها فيه إنها في باريس بس الرسالة دي محدش شافها أبدا.
في أواخر التلاتينات من القرن العشرين تم العثور على شاهد قبر في مقبرة سانت لويس مكتوب عليه إسم ديلفين مكارثي اللي هو إسمها قبل الجواز ومكتوب عليه إنها ماتت في باريس سنة ١٨٤٢م وفي نفس الوقت تم العثور على شواهد قبور تانية في باريس وكلهم مكتوب عليهم إسمها ديلفين لالوري ومكتوب عليها إنها ماتت سنة ١٨٤٩م مش ١٨٤٢م ولا حاجة ودا التاريخ المذكور في كل السجلات الفرنسية.
هي بقى ماتت سنة كام بالظبط؟ ومدفونة تحت واحد من الشواهد دي بجد ولا لأ؟ محدش يعرف بس الأكيد إن جثتها مظهرتش إلى يومنا هذا.
في ناس قالت إنها سافرت باريس فترة فعلا بس رجعت تاني لنيو أورلينز بعد ما اتنكرت وغيرت إسمها وفي رأي تاني بيقول إنها فضلت في باريس لحد ما ماتت وناس تانية قالت إنها عمرها ما خرجت من نيو أورليانز وإنها هربت بعد اللي حصل واتخفت وغيرت إسمها وعاشت في المدينة لحد ما ماتت فيها، إيه الرأي الصح في الآراء دي كلها؟ برضو الله أعلم.
❈-❈-❈
بعد التخريب اللي حصل في القصر فضل مقفول فترة كبيرة في الفترة دي الجيران كانوا بيسمعوا صوت صراخ خارج من القصر زي ما يكون العبيد لسة بيتعذبوا لحد دلوقتي وفيه ناس قالت إنها كانت بتشوفهم بيتمشوا على أسوار البلكونات وعلى السطح دا غير الكلام اللي اتقال عن المشردين اللي كانوا بيدخلوا علشان يباتوا في البيت وكانوا بيختفوا من غير ما يبانلهم أي أثر.
بعد فترة في ناس قالت سنتين وناس تانية قالت أكتر في واحد غني اشترى البيت ومهموش الكلام اللي بيتقال عنه وجدده وعاش فيه بس مع الأسف مقدرش يستمر فيه اكتر من ٣ شهور وسابه كان بيقول إنه بيسمع أصوات وصرخات رهيبة خصوصا بالليل مبتخليهوش يعرف ينام وبعد كدا الوضع اتطور وبقى يشوف أشباح لناس مشوهة وأشكالهم بشعة وكانوا غضبانين علشان سكن البيت.
بعد كدا أجر القصر أكتر من مرة وبرضوا في كل مرة الساكن مكانش بيقعد غير فترة قليلة جدا ويسيبه آخر ما زهق أجروا ك أوض منفصلة لأكتر من واحد وبرضوا قالوا نفس الكلام وكل اللي يأجر البيت يهرب بعديها علطول ويحكي إنه شاف وسمع حاجات مرعبة جوة البيت.
اضطر صاحب البيت إنه يستسلم للأمر الواقع ويقفله في الآخر لما الناس بقت تخاف تسكن فيه وانتشر عنه إنه بيت مليان بالأشباح ورجع البيت مهجور مرة تانية.
❈-❈-❈
بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية سنة ١٨٦٥م تم تجديد البيت مرة تانية وتحويله لمدرسة ثانوية للبنات وبعد كدا اتحول لمدرسة للموسيقى والرقص وبرضو مفيش فايدة وفضلت الحاجات الغريبة تحصل لكل اللي يسكن البيت لحد ما رجع مهجور تاني بس المرادي لحد أواخر القرن ال ١٩.
في الفترة دي حصلت هجرات كبيرة جدا للولايات المتحدة وناس كتير راحت استقرت في نيو أورلينز معظمهم من الطليان.
اشترى تجار العقارات المباني القديمة والمهجورة علشان يجددوها ويحولوها لوحدات سكنية رخيصة علشان تكفي المهاجرين الجدد.
كان بيت لالوري واحد من البيوت دي بس رخص سعر الشقق فيه مشفعش أبدا للناس إنهم يسكنوا فيه وبرضو كان كل اللي يسكنه يمشي بعد مدة قليلة جدا بعد ما يحكي عن حوادث غريبة جدا حصلتلهم فيه.
واحد من السكان حكى إنه اتهاجم من راجل اسود مقيد بقيود حديدية وبعد ما هاجمه اختفى فجأة.
واحدة تانية حكت إنها شافت في شقتها واحدة ست جميلة وأنيقة موطية على سرير نايم فيه طفل صغير وطبعا أول ما شافتهم أغمى عليها ولما فاقت ملقتش حاجة من دي.
كتير من السكان أجمعوا إنهم كانوا بيشوفوا رؤوس حيوانات مرمية في كل مكان في البيت وبيتعرضوا لهجمات من أشباح غاضبة عايزاهم يسيبوا البيت.
طبعا كل ده غير الأصوات الغريبة اللي كانوا بيسمعوها صوت صرخات وأصوات أنين لحد بيتعذب والأصوات دي مبتظهرش الا بالليل.
طبعا كل الحاجات دي كانت كفيلة إن البيت يرجع مهجور تاني ومحدش يجرؤ يأجره ويعيش فيه.
بعد فترة كبيرة اتحول البيت ل حانة وبرضو قفل، بعد كدا اتحول لمعرض للأثاث الراقي بس اللي حصل إن بعد الإفتتاح راح صاحب المعرض لقى كل حاجة متكسرة مفيش حتة عفش سليمة والعفش كله مغطيه مادة غريبة مجهولة ولونها غامق وريحتها ريحة عفن ومحدش عرف إيه هي المادة دي.
طبعا كل اللي جه في دماغ صاحب المعرض إن دي أعمال تخريب متعمدة حد من المنافسين عملها فيه أو ممكن حرامية، علشان كدا قرر ميستسلمش وجاب حاجات جديدة بدل اللي اتكسرت وجاب سلاحه وقرر يبات في المعرض علشان يشوف مين اللي بيعمل كدا.
بات صاحب المعرض فيه طول الليل واتأكد إن مفيش حد ولا دخل ولا خرج من المبنى بس الغريب إن تاني يوم الصبح لقى كل العفش اللي جابه جديد متكسر كله هو كمان وعليه نفس المادة الغريبة وساعتها اتأكد أن الموضوع فيه حاجة خارقة للطبيعة مش موضوع تخريب أو سرقة وقفل المعرض ورجع البيت مهجور للمرة اللي مش عارفة كام بصراحة.
سنة ٢٠٠٧م اشترى البيت الممثل الكبير نيكولاس كيدج
اشتراه بمبلغ ٣.٥ مليون دولار بس بعد سنتين في ٢٠٠٩م باعه بأقل من السعر اللي اشتراه بيه بكتير جدا ومن يومها ولحد النهاردة مفيش مالك بيستمر شاري البيت مدة طويلة كلهم بيطفشوا زي ما يكون لعنة العبيد حلت عالبيت علشان يفضل مهجور للأبد.
البيت دلوقتي بقى مزار سياحي لكل عشاق الرعب وقصص الأشباح وما وراء الطبيعة بيروحوا علشان يسمعوا حكاية البيت ويمكن الحظ يحالفهم ويسمعوا أصوات الأشباح الموجودة فيه او يلمحوا شبح مقيد بالقيود الحديدية وظاهر على جسمه كل أنواع التعذيب اللي مش ممكن حد يتخيلها.
قصة ديلفين لالوري جت بالتفصيل في مسلسل American horror story بس عايزة أقول لكل اللي شاف المسلسل الحقيقة كانت أبشع بكتير جرايم بشعة لدرجة وصلت لالوري إنها تبقى من أكتر النساء وحشية على مستوى العالم.
بكدا تكون خلصت قصة النهاردة انتوا بقى رأيكم إيه في القصة واللي قرأ قصة إليزابيث باثوري اللي كتبتها قبل كدا يقولي في نظركم مين فيهم أكتر وحشية ومين فيهم أبشع من التانية.
دمتم بألف خير وإلى لقاء آخر مع مكان مسكون جديد من سلسلة أماكن مسكونة.
سمر إبراهيم