-->

الحلقة الواحدة والعشرون (سلسلة أماكن مسكونة) - مقبرة القيامة

 



الحلقة الواحدة والعشرون من سلسلة أماكن مسكونة للكاتبة سمر إبراهيم بعنوان مقبرة القيامة


الحلقة السابقة

الحلقة الواحدة والعشرون

سلسلة أماكن مسكونة 

مقبرة القيامة


اتكلمنا عن أماكن مسكونة كتير جدا بس متكلمناش عن أكتر أماكن من البديهي إنها تكون مسكونة بالأشباح الأماكن دي هي المقابر.

مفيش مقبرة على مستوى العالم كله متقالش عنها إنها مسكونة، ديما تلاقي ناس تقول إنها شافت حاجة مش طبيعية في المقابر خصوصا بالليل.

واحنا بنتكلم عن نيو أورلينز حكيتلكم عن مقبرة سانت لويس المشهورة هناك وإزاي هي أكتر مقبرة مسكونة على مستوى العالم وبيطوف فيها آلاف الأشباح وأهمهم شبح أشهر ساحرة فودو في العالم "ماري لافو"

النهاردة بقى معادنا مع مقبرة كمان من المقابر دي المقبرة دي موجودة في أمريكا ومشهورة جدا هناك بإنها مسكونة بس مش بمئات الأشباح زي سانت لويس لا دا هو شبح واحد يتيم بس ميغركوش إنه شبح واحد هو واحد آه بس نينجا موقف البلد كلها على رجل ومشيبهم كلهم.

الشبح ده من نوعية "الشبح المسافر المختفي" الموجودة في كل دول العالم ومن ضمن الفولكلور العالمي.

هتقولولي إيه هي أسطورة الشبح المسافر المختفي دي؟ هقولكم دي أسطورة مشهورة في معظم بلاد العالم بتقول انك ممكن تبقى ماشي بعربيتك في مكان معين بالليل وتلاقي حد واقف بيشاورلك علشان يركب معاك وفي الآخر تكتشف ان اللي كان راكب معاك دا شبح مش بني آدم.

هنتكلم النهاردة عن واحد من الأشباح دي وبالصدفة هو مرتبط بمقبرة من المقابر إسمها مقبرة القيامة.

المقبرة دي موجودة في أمريكا بالتحديد في قرية جاستيس التابعة لولاية إلينوي جنوب غرب شيكاغو.

من التلاتينات لحد النهاردة المقبرة دي مشهورة بظهور شبح بنت اسمها ماري بتظهر ديما قدام المقبرة أو بتركب عربية وتوقفها قدام المقبرة وتختفي هناك.

مئات المشاهدات من رجالة كانوا بيسوقوا عربياتهم ما بين شارع آرتشر وصالة ويلوبروك للرقص ومقبرة القيامة كلهم قالوا إنهم ركبوا معاهم بنت شابة لابسة فستان سهرة أبيض وحاطة على كتفها شال خفيف ولابسة في رجليها حذاء رقص وشايلة شنطة سواريه صغيرة.

بنت جميلة جدا شقرا بشعر أصفر وعيون زرق في أوائل العشرينات هادية جدا بتطلب تركب معاهم يوصلوها بيتها ولما بتعدي العربية من قدام المقبرة بتطلب إنها تنزل وأول ما بتقرب من بوابة المقبرة بتختفي.

وفقا لصحيفة "شيكاغو تريبيون"  كتبت إن "ريتشارد كرو" وهو صائد أشباح مشهور في أمريكا جمع أكتر من ٣٦ ملف فيهم تقارير موثقة عن ظهور ماري من التلاتينات لحد النهاردة.

❈-❈-❈

الأسطورة بتقول إن في أوائل التلاتينات أو أواخر العشرينات من القرن العشرين كان فيه بنت شابة جميلة من أصول بولندية إسمها ماري وفي ليلة من ليلي الشتاء الباردة راحت ماري مع صاحبها علشان يقضوا سهرتهم في قاعة "ويلوبروك" للرقص اللي كان إسمها في الوقت ده "أو هنري"

وهما في القاعة اتخانقوا مع بعض وخرجت ماري من القاعة وسابته، قررت تروح بيتها وبالرغم من برودة الجو والمطرة اللي كانت مغرقة الشوارع إلا إنها متراجعتش وقررت تروح ماشية لأن الوقت كان متأخر والدنيا بتمطر ومفيش عربيات توصلها.

لسوء حظ ماري وهي ماشية في شارع آرتشر وعلى بعد خطوات قليلة من قاعة الرقص جت عربية اختل توازن السواق بتاعها وخبطها وسابها في الشارع تلفظ أنفاسها الأخيرة وهرب ومتقبضش عليه لحد النهاردة وفضلت ماري مرمية في الشارع لحد الصبح لما الناس لقت حثتها عالأرض.

طبعا كانت صدمة كبيرة جدا لأبوها وأمها وقرروا إنهم يدفنوها وهي لابسة فستان سهرة أبيض جميل وحذاء رقص واندفنت في مقبرة القيامة ومن هنا كانت بداية اللعنة.


❈-❈-❈



بعد دفن ماري بكام سنة بدأت تظهر تاني وكانت ديما بتظهر في قاعات الرقص وترقص مع الشباب وتتبادل معاهم القبل أو في شارع آرتشر اللي اتقتلت فيه أو قدام المقبرة بنفس الفستان والحذاء اللي اندفنت بيهم.

تعالوا معايا أقولكم نبذة عن المشاهدات دي.

سنة ١٩٣٩م حصلت قصة مشهورة لشاب اسمه "جيري بالس" بيحكي جيري إنه كان في قاعة رقص اسمها "ليبرتي جرووف آند هول" واللي بتقع بين شارع 47 وشارع موزرات  يعني مش في قاعة ويلوبروك "أو هنري" ولا حاجة.

جيري شاف بنت جميلة جدا في القاعة وقال إنه شافها أكتر من مرة في قاعات رقص مختلفة واعجب بيها جدا علشان كدا لما شافها المرادي قرر يروح يكلمها ويدعوها للرقص.

راح دعاها للرقص وهي وافقت وعرف ان اسمها ماري وفضلوا طول الليل يرقصوا ويتبادلوا القبل والدنيا حلوة عالآخر وبيقول إنه ملاحظش فيها أي حاجة مش طبيعية غير إن بشرتها كانت باردة جدا.

في آخر السهرة طلب منها انه يوصلها لبيتها وبالفعل ركبت معاه وادته عنوانها بس وهما معديين من قدام المقبرة طلبت منه ماري انه يقف بالعربية هنا لأنها كدا وصلت.

استغرب جيري جدا من كلامها لان مكانش فيه بيوت في المكان ورفض ينزلها وهنا بصتله ماري وقالتله بمنتهى الهدوء:
"يجب أن أنزل هنا حيث أسكن"

خلصت جملتها وفتحت باب العربية ونزلت وخدتها جري في اتجاه المقبرة زي ما تكون متأخرة على حاجة وأول ما وصلت عند بوابة المقبرة اختفت زي ما تكون اتبخرت.

طبعا دا كله حصل وسط ذهول جيري اللي كان واقف مش عارف يعمل إيه علشان كدا قرر يبحث في الموضوع وتاني يوم الصبح راح العنوان اللي كانت ادتهوله وخبط عالباب وفتحته ست كبيرة فهم انها مامتها بس لما سألها عن بنتها اتفاجئ انها بتقوله إن بنتها ماتت من سنين ولما قالها أوصافها استغربت جدا لانها بالفعل نفس أوصاف بنتها وجابتله صورتها اللي اتعرف عليها بالفعل وقالها إنها هي اللي كانت معاه امبارح وساعتها بس فهم جيري إنه قضى ليلته مع شبح وفضل جيري يحكي القصة بنفس التفاصيل والشغف لأي حد يعرفه لحد وفاته سنة ١٩٩٢م.


❈-❈-❈


مع بداية السبعينات وبدأت أعداد الناس اللي بتقول إنها شافت ماري تزيد جدا.

سنة ١٩٧٣م ظهر شبح ماري مرتين اتنين في ليلة واحدة.

المرة الأولى ظهر في ملهى ليلي اسمه  "هارلو" وكانت بترقص وحيدة في فستان أبيض بالرغم من إن حراس المكان اتأكدوا إنهم مشافوهاش ولا وهي بتدخل ولا وهي بتخرج.

المرة التانية دخل سواق تاكسي صالة "تشاتس ميلودي" واللي بتقع في الشارع المقابل لمقبرة القيامة وسأل عن عنوان بنت ركبت معاه من قدام الصالة ونزلت قدام مقبرة القيامة واختفت من غير ما تدفع الأجرة والغريب إنه مش عارف هي إزاي اختفت فجأة من غير ما يحس بيها.

١٢ أغسطس ١٩٧٦م جت مكالمة للنجدة من سواق تاكسي بيقول فيها إنه لقى جثة بنت مرمية في الشارع في مكان قريب من تقاطع شارع ٧٦ وشارع روبرتس لكن الجثة اختفت فجأة من قدام  السواق  ولما الشرطة وصلت لقت آثار لجسم بشري على العشب في المكان اللي قال عليه سواق التاكسي.

في نفس السنة ١٩٧٦م ظهر آثار حرق لصوابع على السياج الحديدي اللي بيحيط بالمقبرة وانتشر بين الناس ان الآثار دي هي آثار لصوابع ماري بتعلن عن وجودها لكل المتشككين وبالرغم من تصريح المسؤولين في المقبرة ان شاحنة هي اللي اصطدمت بالسياج واتسببت في الأضرار اللي حصلتله بس معظم الناس معتقدين إن دي آثار صوابع ماري.




في مايو ١٩٧٨م كان فيه واحد ومراته معديين بعربيتهم على طريق أرتشر وفجأة ظهرت قدامهم شابة صغيرة وحاول الزوج تفاديها بأي طريقة بس مقدرش وخبطها بعربيته أو بالأخرى مرت العربية خلال البنت زي ما تكون هوا وكملت البنت طريقها للمقبرة وكأن شيء لم يكن كل ده كان قدام الزوجين اللي كانوا في حالة ذهول.

٣١ يناير ١٩٧٩م اتنشرت مقالة للصحفي "بيل جيست" في صحيفة "سوبيربين تريب" بتتكلم عن قصة على لسان سواق تاكسي اسمه "رالف" بيحكي فيها انه كان ماشي بالتاكسي بتاعه جمب مركز تسوق صغير في شارع آرتشر وفجأة سمع صوت حاجة خبطت في زجاج العربية الأمامي ولما وقف بالعربية علشان يشوف في إيه وعلى بعد خطوات لمح شابة صغيرة بتدور حوالين نفسها.

الغريب إنها كانت لابسة فستان سهرة أبيض خفيف وحذاء رقص بالرغم من برودة الجو الشديدة جدا وصفها رالف وقال كانت شابة جميلة جدا بشعر أشقر وعيون زرق سنها ميجيبش ٢١ سنة يعني من عمر أولاده

البنت قربت من العربية وطلبت منه يوصلها وادته العنوان ولما ركبت معاه لاحظ انها بتتصرف بطريقة غريبة بس افتكر إنها ممكن تكون سكرانة مش أكتر.

وهو ماشي بالعربية فجأة لقاها اتفزعت وصرخت وقالت:
- أنزلني هنا لقد وصلت.

وفضلت تقول:
- هنا هنا

ضغط رالف على الفرامل وبص حواليه ملقاش ولا بيت وهنا قالها:
- أين؟

شاورت على مكان في الجانب الآخر من الطريق وقالت:
- هناك

ولما بص مكان ما شاورت مشافش الا بوابة حديدية لمقبرة وفي رواية تانية بتقول إنه شاف كوخ صغير ولما لف علشان يقولها ان مفيش بيوت هنا مالقاهاش اختفت من غير أي أثر وبيقسم رالف انه مسمعش باب العربية ولا بيتفتح ولا بيتقفل.

وصف جيست رالف وقال انه مكانش أحمق ولا مختل ولا سكير بالعكس كان باين عليه انه راجل محترم على حسب كلام رالف نفسه كان عنده ٥٢ سنة متجوز وعنده أولاد وبيشتغل علشان يصرف على عيلته وكان محارب سابق ومدرب كرة القاعدة لدوري اللأطفال وبيروح الكنيسة بانتظام يعني من الآخر كدا راجل تقليدي محترم.

وفي نهاية المقالة كتب جيست ان التفسير الوحيد اللي وصله من القصة دي إن رالف قابل ماري شبح شيكاغو المشهور.

في نهاية أغسطس ١٩٨٠م كان شبح ماري شافه عشرات الأشخاص من ضمنهم  شماس من الكنيسة اليونانية في شارع "آرتشر" وكل المشاهدات دي كانت عبارة جثة لبنت شقرا مرمية في الشارع والناس تتصل بالبوليس وكل مرة على البوليس ما يجي تكون الجثة اختفت.

من ضمن الحوادث دي كان واحد رايح لشغله الصبح بدري وهو معدي من قدام المقبرة لقى بنت مرمية عالأرض في جسمها إصابات خطيرة بس المرادي كانت لسة عايشة مش ميتة زي كل مرة.

راح الراجل يشوف أقرب تليفون علشان يتصل بالاسعاف ولما رجع كانت البنت اختفت وسايبة وراها آثار دماء موجودة في المكان اللي كانت واقعة فيه.

٥ سبتمبر ١٩٨٠م ركبت ماري مع شاب في عربيته وفي الطريق قعد يهزر معاها ويقولها إنها شبه شبح ماري بس هي مهتمتش بكلامه ولا ردت عليه وبعد شوية قالتله "أنزلني هنا" وبعدها اختفت كأن لم تكن وبيقول الشاب إنها اختفت جمب مقبرة القيامة.

أكتوبر ١٩٨٩م حصلت حادثة بين عربيتين عربية فيها اتنين ستات اتخبطت في عربية تانية وقال سواق العربية التانية ان فيه بنت ظهرت فجأة قدامه وهو سايق خلته يغير مساره واتسببت في الحادثة اللي راح ضحيتها الاتنين الستات ولما قالوله يوصف البنت دي قال:
  "شقراء بثوب أبيض في 21 من العمر تقريبا"


❈-❈-❈



حاول بعض الباحثين إنهم يعرفوا  شبح ماري يخص مين بالظبط مين من الجثث المدفونة في المقبرة وبعد طول بحث حصروا الموضوع في جثتين اتنين أول جثة كانت لواحدة إسمها "ماري بريجوفي" ودي ماتت في حادثة عربية في وسط المدينة في شيكاغو سنة ١٩٣٤م.

والجثة التانية ودي صاحبة الاحتمال الأكبر كانت لواحدة إسمها "آنا ماريا نوركوس" ودي اتوفت سنة ١٩٢٧م بعد حادثة عربية حصلتلها وهي في طريق العودة لمنزلها من قاعة "أو هنري" ومعظم الناس مصدقين الاحتمال ده.

اتعملت قصة ماري في كتير من الأعمال الفنية زي مجموعة أفلام بعنوان "قيامة مريم" وهي عبارة عن ٣ أفلام مبنية عن أسطورة ماري أول فيلم اتعمل سنة ٢٠٠٢ بطولة "ويلفورد بريملي" والتاني سنة ٢٠٠٥م وبيظهر في الفيلم "جو استيفنز" والفيلم التالت سنة ٢٠٠٧م وال ٣ أفلام بيظهروا ماري على إنها روح شريرة أو انتقامية.

كمان جت في حلقة من حلقات الموسم الأول من مسلسل supernatural (الظواهر الخارقة) وبرضو كانو مصورينها كروح شريرة بتقتل كل واحد بتركب معاه في عربيته.

ظهرت أسطورة ماري مرتين كمان في برنامج "أسرار لم يتم حلها" مرة في الحلقة الثانية من الموسم الثالث في جزء بعنوان "قيامة مريم" سنة ١٩٩٠م والمرة التانية ظهرت في الحلقة رقم ١٥ من الموسم السادس  في جزء بعنوان "واحد من أجل الطريق سنة ١٩٩٤م.

سنة ١٩٩٦م طرح المطرب ومؤلف الأغاني "إيان هانتر" ألبوم بعنوان "زا أرتفول دودجر" وكانت من ضمن أغاني الألبوم أغنية بعنوان "Resurrection Mary" أو "انبعاث ماري من الموت" واللي بتتكلم عن سواق في شيكاغو أو مكان قريب منها بتركب معاه شابة جميلة زات "وهج ساطع" والبنت بتقوله إنها بتحاول الوصول للسماء ومش عارفة، ولو هو يعرف ممكن يقولها مكانها فين.

بكدا تكون خلصت قصتنا النهاردة عن مقبرة القيامة وانبعاث ماري من الموت يا ترا رأيكم إيه في القصة دي والكلام دا حقيقي فعلا ولا معظمه تأليف أو تخيلات.

يارب القصة تعجبكم وإلى لقاء آخر مع مكان مسكون جديد من سلسلة أماكن مسكونة.


سمر إبراهيم


التالي