-->

رهان الطقاقة



رهان الطقاقة



سنة ١٩٩٩ كان فيه مغنية شعبية مشهورة أوي في الكويت اسمها نورا الطقاقة..كل الناس يتمنوا أنها تجيلهم في أفراحهم و كمان مش سهل تروح لأي حد و الحجز عندها قبل المناسبة بشهوووور...و في يوم من الأيام واحدة ست كلمت الست نورا...و قالتلها أنا بنتي فرحها النهاردة و هيجرالها حاجة لو مجيتيش تغني في الفرح و فضلت تترجى في نورا لحد ما نورا وافقت..و الساعة ١٠ كانت نورا هي و فرقتها و اللي عددهم ٦ بنات..ادام باب الفيلا اللي فيها الفرح...و ده طبعًا بعد ما شخص قال إنه ابو العروسة و وصف ليهم المكان....دخلت نورا هي و فرقتها و لاحظت أن الانوار و الزينة أوفر شوية و مش مريحة للعين..و جات واحدة ست سلمت على نورا و فرقتها و بعدها جم ناس كتير برضه يسلموا على نورا كمجبين لكن نورا لاحظت أن أيديهم خشنة جداً.. و حست نورا بقبضة في صدرها و خوف و كذلك بنت من فرقتها و قالت ده لنورا بس قررت نورا أنها تتجاهل ده و تعدي الليله على خير و فرح زيه زي اي فرح...


الاتفاق كان أن نورا هتنزل تغني في اول فقرة في الحفلة..و تاخد راحة و تنزل لتاني فقرة...لكن اتفاجئت لما لقت العريس مش لابس بدله لكن لابس لبس يشبه لملابس العثمانيين... و العروسة لابسه فستان اسود منقط بأبيض و مزغرف بأحجار واضح انها كريمة و غالية و الاتنين قاعدين على الكوشة مش بيتحركوا و الكوشة شكلها يرعب اي حد...و برضه نورا تجاهلت ده و عادي نزق اليوم و فرح زي اي فرح....و بدأت تغني نورا و كله بقى يرقص و يتنطت و عدد الناس زاد كمان بطريقة رهيبة...و مع مرور نص الليل المعازيم هيبروا اكتر و ده بدأ يضايق نورا و فرقتها و بدأوا فعلاً يخافوا لأن تصرفات المعازيم مش تصرفات ناس عادية...


و كملت الليلة لما واحدة من الستات رفعت فستانها عن رجليها و اللي كان شكلها غريب مش رجل بشرية ابدا لا دي شبة رجل الماعز... و هنا بنت من فرقة نورا مقدرتش تستحمل و أغمي عليها و فرقتها صوتهم قلب للعياط...نورا تسكت؟!!!

لا حاولت تكمل غناء من غير ما تصوت من اللي شيفاه أو تعيط و شاورت ليهم بأنهم يكملوا الليلة دي على خير و يمكن تبقى تهيؤات...


خلصت نورا فقرتها و طلعت تستريح و تغير هدومها في أوضة في الدور التاني و من تعبها محستش بنفسها و النوم سلطان بقى و في خلال غفوتها شافت واحدة ست بتجري وراها في الحلم و شكلها مرعب و لابسه فستان أسود فقامت نورا و هي بتصوت و مفزوعة من الحلم...و الليلة تعدي؟؟؟!

لا شافت طفل واقف ادامها و لسه هتساله انت مين الولد طلع يجري...فطلعت نورا وراه و لقت الولد جرى على الدور التالت فطلعت وراه و لمحته و هو داخل اوضه وقفل الباب وراه فجرت على الاوضه و حاولت تفتح الباب لكن معرفتش فخبطت على الباب برضه و مفيش اي فايدة فخلاص تنزل بقى تخلص تاني فقرة و تلم بنات فرقتها و يلحقوا يجروا بدل ما يتلبسوا....


و لسه هتنزل أول درجة من السلم حست بحاجة مسكت رجليها و سمعت صوت جمب ودنها بيقول:

(غني غني تاني أنا بحب صوتك)...عصرت على نفسها لمونة و نزلت عشان تاني فقرة لكن إعداد الناس بتزيد جدا و مفيش مكان فاضي حواليهم يخلي اي حد يعرف يتحرك....و الناس اكنهم مجانيين بيرقصوا بسرعة و يسقفوا بقوة من الأخر كده اللي يشوفهم يقول ده زار مش فرح...و خلاص أخيراً نورا خلصت فقرتها فنجري بقى...و كان خلاص الفجر بيأذن.


اتفاجئت نورا هي و فرقتها بكل اللي في الفرح بيبصوا ليهم و هما ساكتين..فطبعاً خافوا اللي هو هنموت و الا ايه....و هووووووووب النور قطع و طلعت نورا و اللي معاها يجروا بسرعة من الفيلا و منها على الطريق يمكن يلاقوا ظابط شرطة أو حد يلحقهم و يعرفهم هما كانوا فين و وقعوا مع مين.


و فعلا قابلوا حد بس كان راجل عادي جداً من معجبين الست نورا و سألهم انتوا ايه اللي جابكم هنا فردت نورا بأنها جات عشان تحيي فرح في البيت ده و شاورت على الفيلا..فسكت الراجل و بعدين قالها ازاي بس و البيت ده مهجور من سنين و محدش بيدخله...و عشان يأكد ده لنورا أخدها و الفرقة معاها و رجعوا تاني للبيت و فعلاً ملاقوش فيه أي حد و لا موجود كرسي جوه البيت....


جه بقى الخبير الروحاني محمد حسن و قال إن فعلاً نورا أحيت فرح لقبيلة من الجن..و أن عادي دق الطبول و العزف ممكن بسهولة يجذب الجن لمكان الحفل و أن ده ممكن يبقى حصل مع الست نورا أن حضر حفلات ليها جن بس في هيئة بشر و ده معروف عن الجن أنه قادر يتجسد في هيئة بشر..و بس عجبهم صوت نورا و عشان كده طلبوها أنها تحيي حفل ليهم...أو أن برضة ممكن أن مجئ نورا للفرح كان رهان بين مجموعة قبائل من الجن!!!!!


و بس بعد اللي حصل مع نورا و فرقتها و تحليل المشايخ و الخبراء للي حصل معاها اعتزلت نورا الغناء..و من فترة انتشرت صورة الست نورا على بيدجات كتير على السوشيال الميديا منهم اللي بيسأل عن حكايتها و اللي بيحكي حكايتها فسواء مكنتش تعرف حكايتها اهو اديك عرفتها..و لو سمعت عن حكايتها بس لقيت هنا معلومات زيادة اتاكد أنها صح و مش اي كلام...



مقال بقلم: نورهان نصار.