-->

الفصل الخامس والعشرون - أريد انثى

 




الفصل الخامس والعشرون




هتفت هدي وهي تقص عليه: 


"بص يا عمو دايما كنت بسمع عن سالم أبو الخير كبير الحاره، وكله بيشكر فيه وفي أخلاقه بس عمري ما شوفته، ولا حتي لمحته أول مره شوفته فيها كنت بشتري حاجه من تحت والوقت كان متأخر، وكنت ماشيه في شارع ضلمه لوحدي، فجأه لاقيت حد شدني لحد ما خرجنا من الشارع، وزعقلي جامد إذاي امشي في الشارع ده و وقتها أنا خوفت منه ومشيت" 


ضحك راشد وهتف: 


"كان سالم أكيد" 


ضحكت هدي أيضا وهتفت:


"أيوه هو ومن ساعتها كنت بخاف أنزل لوحدي اصلا لحسن أقابله، تاني مره يعني خبط في ليلي بنت حضرتك من غير ما أقصد وهي يعني عملت معايا خنافه في الشارع، وطبعا سالم جه وحل المشكله يعني، ومن بعدها بقي بقيت تقريبا أشوفه كتير وكنت بخاف منه أصلا، بس بعد كده عرفت أن مفيش حد في الدنيا أحن منه ولا في طيبه قلبه" 


ثم اخذت أنفاسها وهتفت: 


"سالم حكالي عن جوازته هو واخوه وانهم اتظلموا، ومش هما بس لا وبنت حضرتك وكمان طليقه خالد، كل واحد منهم أتغصب عليه أنه يتجوز التاني الحياه مابينهم كانت بارده وقاسيه مفيهاش روح، وده خلي يبقي فيه جفاء ما بينهم 


ثم أخذت أنفاسها وأكملت: 


" علشان كده هما قرروا يتجوزوا، قرروا يدوروا علي نصهم التاني أماني وليلي مزعلوش أو أتأثروا، والله العظيم يا عمو أنا عمري ما كنت هوافق اني ابقي في الوضع ده ويتقال عليا ضره، بس لما شوفت ليلي وانها مش فارق معاها، وتمسك سالم بيا يمكن هي دي الحاجه الوحيده اللي خلتني اوافق "


هتف راشد بإبتسامة وهو يشعر براحه لحديثه مع تلك الفتاه: 


"انتي باين عليكي بنت حلال وطيبه ذي ما بيقولوا، بصي يا بنتي ده نصيب والظاهر أحنا فعلا غلطنا زمان لما جوزنا العيال غصب عنهم، أنا عاوزهم يشوفوا حياتهم ولعلمك أماني بنت اخويا جالها عريس وكتب كتابها كمان يومين، وأنا عاوز برضوا مصلحه بنتي ولو مصلحتها أنها تطلق من سالم يبقي وهو كذلك" 


هتفت هدي بحزن: 


"هو أنا كده مش هبقي خرابه بيوت صح؟ 


إبتسم راشد وحرك رأسه بنفي: 


" لا يا بنتي ذي ما قولتلك ده نصيب، يلا نخش ليهم"


عادوا للداخل فإبتسم راشد وفتح ذراعيه وهتف:


" مبروك يا ابن اخويا "


إبتسم سالم بسعاده وأحتضن عمه، ثم نظر لهدي وإبتسم بحب شديد


وقفت زوجه راشد وهتفت بحده: 


"وه يا راشد هي علمت فيك ايه المفعوصه دي، بتبارك ان بنتك هيجلها ضره" 


هتف راشد بحده:


" بس اسكتي ده نصيب وربنا كتبه، بنتك اتظلمت ذي ما سالم كمان اتظلم في الجوازه، ودلوقتي كل واحد فيهم لازم يشوف مصلحته ولو مصلحه بنتي في طلاقها يبقي انا اللي هطلقها منه"


كان سالم يقف بجانب هدي فقبل رأسها وهتف: 


"ربنا يخليكي ليا يا أحلى هديه في الدنيا" 


إبتسمت له هدي بحب



❈-❈-❈



صعد راشد ومعه زوجته إلى الأعلى عند إبنتهم وجدها راشد كما وصفتها هدي له، غير حزينه جامده وكأن من يتزوج ليس زوجها


جلس راشد وهتف: 


"عاوزه تطلقي من سالم يا ليلي" 


هتفت ليلي بتأكيد: 


"أيوه طبعا بس مش دلوقتي" 


هتفت والدتها بغضب: 


"هو أيه اللي أيوه انتي هتسيبه للبت اللي تحت دي، دي كلت بعقل الكل حلاوه حتي أبوكي" 


هتف راشد بحده: 


"بس قولت اسكتي" 


هتفت والدتها بغيظ: 


"هو ايه اللي اسكت وانتي بدل ما تقعدي وتحاولي تخليه يطلقها ويرجعلك عاوزه تطلقي وتسيبهولها، مخك راح فين يا بنت راشد" 


هتفت ليلي بجفاء: 


"انتي عارفه اني مكنتش عاوزه اتجوز سالم من الأول، بس انتوا اللي غصبتوني ودلوقتي اه هطلق بس مش دلوقتي" 


هتف راشد بتعجب:


" بدل عاوزه تطلقي يبقي مش دلوقتي ليه؟ 


هتفت ليلي بإرتباك:


" يعني علشان عاوزه أهدى كده وأقعد مع نفسي، وكمان أوضب حاجتي ويكون الباشا خلص من جوازه الهنا بتاعته والفرح؛ علشان يديني حقي علي رواقه وكمان أنا مش أقل من أماني خدت مليون جنيه ومشيت، أنا بقي عاوزه اتنين مليون"


هتفت والدتها بسخريه وهي تحرك فمها بحركه شعبيه:


" أماني كانت حاضنه يا حبيبتي والشقه كانت من حقها، ما أنتي لو كنتي سمعتي كلامي وجبتي حته عيل، كان زمان سالم ده ذي الخاتم في صباعك يا هبله "


اشاحت ليلي بيدها بعدم إهتمام، فهي الأن تفكر فكيف تجعل تلك المسماه بهدي، تكره سالم وتلعن اليوم التي وافقت علي زواجه منها 

                          

❈-❈-❈


في الأسفل جلست منيره بجانب هدي، وقبلتها من وجنتها بفرح:


" مرات أبني حبيبتي اللي رافعه رأسي دايما"


جذب سالم هدى إليه وهتف: 


"كفايه بوس علشان بغير" 


ضحك الجميع عليه ومر هذا اليوم بسلام


أتى جديد ذلك اليوم الذي ستجتمع به القلوب، كانت السعاده لا توصف في قلب سالم الذي يحمد الله كل يوم علي أن هدي أصبحت زوجته، أو أنه وجد فتاه كهدي من الأساس ستشاركه في حياته


خالد فلم تقل سعادته عن سعاده سالم شقيقه، فهو حصل علي فتاه حنونه وجميله جمعهم القدر بطريقه عجيبه، ولكن لا يهم فهو حصل علي نصفه الاخر وفي نفس الوقت حصل علي أم حنونه لأبنته فأبنته تعلقت بها بشده، حتي أنها أصبحت تمكث معها في المنزل دائما ولا تتركها 


كان الفرح في الحاره وتم تزين الحاره بطريقه إحترافيه، فأصبحت أجمل من أفخم قاعه بمصر، وكان جميع من بالحاره يقف معهم بفرحه شديده ويدعون لهم بالسعاده 

                             

❈-❈-❈


أتي المساء وبدأت الاغاني والشباب يرقصون بفرحه، صعد كلا من سالم وخالد ليجلبوا الفتيات من منزلهم 


كانوا أيه من الجمال بتلك الفساتين الزفاف الجميله، اخذ كل واحد منهم عروسه ونزلوا للأسفل فبدأت الزفه المعتاده للعروسين، ورقص سالم وخالد بطريقة مضحكه، ثم جلسوا في أماكنهم وهم يضحكون عما فعلوه


هتف خالد: 


"يا هيبتك اللي راحت يا سياده الرائد" 


هتف سالم بنفس طريقته: 


"يا هيبتك اللي راحت يا سيد المعلمين مكنش يومك" 


هتفت منار بضحك: 


"بصراحه منظركوا كان مسخره اوي، هي دي رقصه الهنود الحمر ولا أيه حد يفهمني" 


ضحكت هدي بشده وهتفت: 


"لا فكروني بتوم چيري لما توم رجله كانت بتتخبط ويقعد يتنطط" 


ضحك الفتاتان بشده علي نظراتهم الحانقه، وبدأت فقرات الحفل بالرقص والغناء والكثير من الأشياء الاخري، أتى ممدوح وصعد للعروسين حتي يبارك لهم 


هتف ممدوح بإبتسامة هادئه، وهو يمد يده تجاه سالم: 


"ألف مبروك يا أستاذ سالم" 


مد سالم يده ليسلم عليه بدون نفس، ثم حول ممدوح نظره لهدي ومد يده: 


"مبروك يا هدي بجد مبسوط ليكي" 


مدت هدي يدها لتسلم عليه، ولكن سبقها سالم ومد يده مره اخري ومسك يد ممدوح، ثم إبتسم ببرود:


" المدام مبتسلمش"


نظر ممدوح لهدي وكتم ضحكته، فحركت هدي رأسها بيأس منه، تركهم ممدوح ونزل للأسفل مره أخري


هتف سالم بغيره:


" الحلوه كانت هتسلم عليه"


هتفت هدي تحرك عينيها ببرأه: 


"مكنتش عاوزه احرجه يا معلم" 


هتف سالم بغيظ:


" لا أحرجيه، وإيدك دي متسلمش علي جنس راجل بعد كده "


إبتسمت هدي وهتفت بمشاكسه: 


"انت غيرتك دي مفيش فايده فيها" 


هتف سالم وهو يقبل يدها بحب:


" انتي ملكي انا وبس، ومش من حق اي حد تاني انه يجي جنبك ولا حتي يلمس ايديكي دي علشان ملكي برضوا، انا مش مريض ولا عندي هوس التملك بس أنا بحبك "


نظرت هدي بخجل للأسفل وهي تبتسم بفرحه، وتحمدالله كثيراً علي ما يحدث الأن هي الأن ملك لرجل يعشقها حد الثماله، رجل سيضعها بقلبه وعينيه هي تثق بسالم وتعلم أنه سيفعل أي شئ ليحافظ عليها


عند خالد ومنار كان خالد ينظر لمنار وكأنه لايري غيرها بالمكان، نظرت منار له بتعجب وهتفت: 


"مالك يا خالد! 


إبتسم خالد وهتف: 


" بفكر يا تري انا عملت ايه حلو في حياتي علشان ربنا يرزقني بيكي، ياريتني كنت شوفتك من زمان يا منار يمكن كان حاجات كتير اتغيرت "


إبتسمت منار وأمسكت يده وهتفت: 


"أنا جنبك طول العمر واللي فات من حياتنا، هنعوضه وإحنا مع بعض" 


قبل خالد رأسها بسعاده، ثم أعتدل في جلسته كانت منار تنظر للزفاف وهي تشعر بحزن لعدم وجود ووالدتها معها، بالرغم أنها فعلت بها الكثير ولكنها كانت ستسامحها أن أتت 


نظر خالد لها ولاحظ نظرات الحزن في عينيها: 


"مالك يا حبيبتي" 


هتفت منار بإختناق:


" كان نفسي ماما تيجي، بس هي هتفضل ذي ما هي مش هتتغير ابدا "


أحتضنها خالد وهتف بحنان: 


"كلنا حواليكي وعمرنا ما هنحسسك بالوحده ابدا" 


سمع صوت يهتف:


" مش دلوقتي مش دلوقتي يا عم المستعجل"


نظر فوجده شقيقه يهتف بتلك الكلمات وهو يضحك، هتف خالد بغيظ:


" لو سمحت كل واحد يخليه في موزته ثم ان دي حاله إنسانيه يا جدع، والشرطه في خدمه الشعب برضوا"


ضحك الفتاتان بشده علي حديثه


❈-❈-❈




في جانب آخر من الزفاف كانت تقف ليلي ونظراتها بارده تجاه الجميع، لا تشعر بحزن لا تشعر بغيره وكأن من يتزوج الان لايعني لها شئ، اصطدم بها شخص فهتفت بحنق: 


"مش تحاسب يا جدع انت ايه الغباوه دي" 


هتف الشاب بسخريه: 


"محدش قالك اقفي قدامي" 


رفعت ليلي حاجبها: 


"انت عبيط ولا أيه نظامك، انت اللي خابطني وبتقل ادبك" 


هتف الشاب والذي لم يكن سوي ممدوح:


" اللسان الطويل ده مش غريب عليا، انتي تبع أهل العريس يا بت أنتي"


تخصرت ليلي وهتفت:


"أنا مراته يا عنيا" 


توسعت عين ممدوح بدهشه زوجه سالم، نعم هو يعلم ان سالم متزوج ولكن لم يتصور أن تأتي للزفاف يا لجرأه تلك المرأه 


هتف ممدوح بتعجب: 


"أنتي قويه جدا بس دي غريبه أوي" 


هتفت ليلي بتساؤل: 


"قويه إذاي يعني؟ 


هتف ممدوح وهو ينظر لها بتدقيق ليحلل شخصيتها:


" قويه انك واقفه وبتحضري فرح جوزك علي واحده تانيه، منتهي القوه الصراحه اي واحده مكانك كانت هتبقي منهاره حرفيا"


هتفت ليلي ببرود: 


"عادي يعني وبعدين انا كده كده هطلق، فخليهم يفرحوا ببعض بقي وهو اصلا هيطلقها بعد ما يزهق" 


هتف ممدوح بتأكيد:


" بس هو بيحبها وعمره ما هيفكر يطلقها، يعني انتي مش عارفه انه فضل صابر عليها فتره كبيره علشان تقبل تتجوزه"


هتفت ليلي بشك فكيف يعرف كل تلك الأشياء، وهي تعلم أفراد عائله هدي جيدا وهذا ليس ضمن عائلتها :


" أنت عرفت كل الحاجات دي إذاي؟ 


هتف ممدوح بهدوء: 


"أنا أبقي صديق لهدي قديم وعيلتها تعتبر عيلتي، وعارف كل حاجه حصلت في الفتره الاخيره دي، وفوق كل ده أنا أبقي دكتور نفسي" 


هتفت ليلي بضحكه ساخره:


" اه دكتور مجانين يعني "


هتف ممدوح بإبتسامة: 


"لا مش دكتور مجانين، لان المرض النفسي مش جنان يا مدام المرض ده بينتج من ضغط بيحصل للشخص، يعني ضغط من الشغل او من البيت عنده من اي حاجه ممكن تبقي بضايقه في حياته، وبعديها بينتج المرض ده والشخص بيتعالج منه لما بيواجه الشئ اللي تاعبه" 


نظرت ليلي له بإندهاش من حديثه، لاحظ نظارتها وأكمل: 


"وعلى فكره أنتي مريضه نفسيه" 


هتفت ليلي بغضب: 


"أنت أتجننت يا دكتور المجانين أنت ولا أيه؟ 

مين دي اللي مريضه نفسيه انا عاقله وست العاقلين" 


هتف ممدوح وهو يبتسم ببرود:


" أنتي فعلا عاقله وست العاقلين، وأنا مقولتش أنك مجنونه قولت أنك بتعاني من مرض نفسي، وده واضح جدا من كلامك وطريقتك، مفيش ست مهما كانت بتكره جوزها تشوفه بيتجوز وتبقي ثابته الثبات ده، عمرها ما تحصل أبداً علشان كده "


أخرج من جيب بدلته كارت خاص به وهتف:


" ده الكارت بتاعي فيه رقمي الخاص ورقم العياده، وكمان عنوان العياده وأنا منتظرك تشرفيني قريب "


ثم تركها ورحل بهدوء، ظلت ليلي تنظر للكارت بشرود وهي تفكر في حديثه، نعم تشعر ان مشاعرها أصبحت متجمده وبشده، وضعت الكارت في حقيبتها وتحركت لتعود إلي منزلها بهدوء وهي تفكر في حديث ممدوح بشده، وبكل حرف هتف به أمامها

                          

❈-❈-❈


في صباح يوم جديد في اليوم التالي للزفاف، كانت هدي تنام بعمق شديد حتي شعرت بشئ علي وجهها، جعلها تفتح عينيها بإزعاج فوجدت سالم يبتسم بوجهها:


" صباحيه مباركه على أحلي عروسه في الدنيا، قومي يلا يا كسلانه" 


اعتدلت هدي في جلستها وهتفت بخجل:


" الله يبارك فيك، هو انت صحيت بدري ليه؟ 


جلس سالم وإحتضنها: 


"فضلت سرحان فيكي ومش مصدق أننا أتجوزنا" 


نظرت له هدي بحب ورمانسيه فضحك هو بشده، هتفت هدي بتعجب:


" أنت بتضحك علي أيه! 


هتف سالم من وسط ضحكاته: 


"أصل أنتي صدقتي الفيلم الهابط ده، ومقدرتش انام طول الليل علشان ابص علي جمالك، لا يا حبيبتي انا نمت والحمدالله وصحيت بدري علشان كنت جعان اوي ومكلتش حاجه من امبارح، فقومت كلت وشبعت الحمدلله" 


نظرت له هدي ثم ضربته بالوساده بغيظ شديد، وهتفت بحنق كلما زادت صحكاته: 


"انت رخم وغلس وتنح يا سالم، يا عديم الرومانسيه والإحساس" 


ضحك سالم ثم حاول السيطره عليها ونجح عندما كبلها بيده: 


"يا بنتي أتهدي بقي ايه روح چون سينا اللي مسكتك دي" 


نظرت له هدي بحنق، فضحك مره أخري: 


"يا حبيبتي يعني انا لازم أبان رومانسي علي تحبيني؟ 


هتفت هدي بإربتباك:


" لا أنا مقولتش كده بس أنت رخم، وفصيل ملكش في الرومانسيه اسكت أحسن"


رفع سالم حاجبه بإستنكار: 


"ماليش في الرومانسيه، ده انا هيبتي ضاعت بسب رومانسيتي معاكي بت انتي مش وش نعمه" 


نظرت له هدي بغيظ، فقبلها من وجنتها بمرح:


"عروستي زعلت مني بهزر يا رمضان انت مبتهزرش"


ثم اكمل بتلك النبره التي تعشقها هدي: 


"أنا لو قعدت أقول كلام الدنيا كله مفيش كلام هيوصف حبي ليكي، أنا يمكن فعلا ماليش في جو الحب والدباديب وحاجات بتاعت شباب اليومين دول، بس أنا بحب بجد وأي حاجه هتسعدك أنا مستعد أعملها يا أجمل هديه من ربنا ليا" 


إبتسمت هدي وإحتضنته بحب وهي تحمدالله علي وجوده معها، فحياتها كانت لم تكن بمثل تلك السعادة الان أن لم يكن هو موجود بها، في البدايه كانت تكره وجوده معها ولا تريد أن تراه، والان تستغل اي فرصه لتكون معه وبجانبه، وأن ظلت عمرها القادم تنظر له فقط لن تمل أبدا


❈-❈-❈


في منزل خالد 


كان يجلس وهو ينظر بغيظ لمنار التي تلاعب مريم بفرحه شديده، فهي إستيقظت في الصباح الباكر وأخذت تلاعب صغيرته، التي رفضت بلأمس ان تظل مع والديه فأخذتها منار وظلت معها بالغرفه الآخري حتي نامت الصغيره 


هتف خالد وهو ينظر لهم بغيظ: 


"الناس تصحي يوم صباحيتها علي فطار حلو، كلمه حلوه شويه دلع انا الله اكبر عليا مراتي رمياني وبدلع بنتي" 


ضحكت منار بمرح وجلست بجانبه:


" أنت بتغير من بنتك يا خالد، لا ملكش حق"


هتف خالد وكأنه طفل:


" وأنا يعني مش هدلع ذي مريم هانم، والله أنا عريس مكملتش يوم واحد، دلعيني شويه ذيها طيب"


ضحكت منار ومسكته من وجنته:


" يا حبيبي أنت عاوز تدلع  ، هدلعك يا بيضه يا سلام بس كده، متزعلش بقي "


مسك خالد يدها وقبلها:


" أنا عمري ما أزعل وأنا شايف مراتي حبيبتي بدلع بنتي، وبتعاملها كأنها بنتها بجد "


هتفت منار بحب وهي تضم مريم إليها: 


"هي بنتي بجد يا خالد وانا عمري ما أهمل حد منكوا، علشان كده يعني كنت عاوزه أقولك علي حاجه" 


هتف خالد بتساؤل: 


"خير يا حبيبتي حاجه أيه؟ 


هتفت منار بهدوء ومازالت الابتسامه تزين وجهها:


" أنا قررت أني أسيب شغلي، وعاوزه أبقي في البيت معاك أنت ومريم مش عاوزه حاجه تبعدني عنكوا، أو تاخد إهتمامي ليكوا"


هتف خالد:


" منار إحنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده، وانا أتجوزتك وأنا عارف أنك هتفضلي في شغلك وكنت موافق، وانتي قولتي أنك تعبتي عقبال ما وصلتي لمكانك ده، هتتخلي عنه بكل سهوله كده وانا قولتلك مش همنعك من شغلك"


هتفت منار بتأكيد: 

"

انا عارفه كلامك ده كله لان أنا اللي قولته، بس لما تلاقي حاجه في حياتك أغلي من الشغل، حاجه هتعوض عن كل اللي شوفته في حياتي، يبقي أكيد هختار الحاجه دي هختار الاغلي عندي اللي هو أنت مريم، أنا ممكن في أيام في الشغل ابقي تعبانه مقدرش اعملك أكلك أو أعمل كل طلباتك، طب ومريم قلبي مش هيجبني أني أبقي سيباها طول اليوم حتي لو هتبقي مع طنط" 


مسك خالد يدها وقبلها: 


"متأكده يا منار من الخطوه دي، يعني عمرك ما هتندمي انك سيبتي حلمك وخليتي حياتك ليا ولبنتي بس" 


إبتسمت منار وهتفت: 


"متأكده اني عمري ما هندم طول ما أنا معاك، أنا مش عاوزه غير بيت دافي ليا ولعيلتي، بيت مليان حب وإهتمام بس كده مش طالبه حاجه كبيره" 


أحتضنها خالد وهتف: 


"وأنا هفضل جنبك وعمري ما هسيبك أبدا، والبيت ده هيكبر بيكي و بولادنا" 

                             

❈-❈-❈


في منزل سالم 


كانت هدي تدور حوله وهي تقنعه ان تذهب معه لوالديه، فهو اخبرها ان سيذهب ليطمئن عليهم كعادته 


هتف سالم بصبر:


" بطلي نط ذي القرود اقعدي هنا شويه وهطلع مش هتأخر"


هتفت هدي برجاء: 


"عاوزه أشوف عمو وطنط" 


هتف سالم وهو يحدثها ببرود: 


"يا حبيبتي انا مش هتأخر والله وبعدين هو فيه عروسه تنزل من بيتها يوم الصباحيه، انا بس هتكلم مع بابا في الشغل علشان لما نسافر يبقي هو متابع مكاني" 


هتفت هدي بدهشه:


" احنا هنسافر بجد! 


حرك سالم رأسه بنعم، فهتفت بحماس: 


"طب هنروح فين؟ 


هتف سالم وهو يقبل وجنتها: 


" هنزل بس اتكلم مع ابويا، واطلع اقولك هنروح فين "


ثم تركها وتحرك للأسفل وكانت سعيده جدا، وجدت باب منزلها يطرق فإبتسمت عندما اعتقدت ان سالم هو من يطرق الباب، من الممكن ان يكون قد نسى شئ


ذهبت وفتحت بإبتسامة، ولكن إبتسامتها أختفت تدريجيا عندما وجدت ليلي 


هتفت ليلي بسخريه:


" مبروك يا عروسه"


هتفت هدي بإبتسامة بسيطه: 


"الله يبارك فيكي شكرا" 


تحدثت ليلي وهي تنظر لها بحنق:


" ايه مش هدخليني، ولا يكونش سيد المعلمين منعك تدخليني "


أبتعدت هدي عن مدخل الباب وهتفت: 


"محدش مانعني يا ليلي اتفضلي خشي" 


دخلت ليلي وهي تنظر للمنزل بتقيم، فالمنزل جميل وهادئ والأثاث الموجود به عصري وحديث، إبتسمت بسخريه:


" ذوق سالم حلو اوي، اكيد لازم ينقي السجن بتاعك علي أجمل وجه" 


هتفت هدي بتعجب:


" سجن سجن أيه اللي بتتكلمي عليه؟ 


أطلقت ليلي ضحكات ساخره، ثم جلست علي احدي المقاعد:


" سجنك يا حبيبتي سجن سالم ابو الخير، انتي فاكره بقي انك اتجوزتي سالم وهتعيشوا قصه حب مثاليه، واي حته نفسك فيها هيوديكي انتي تحمدي ربنا لو خلاكي تزوري خالتك حتى"


هتفت هدي بسخريه: 


"وأنا بقي المفروض أصدق الكلام ده صح، وأروح أتخانق مع سالم وأقوله انت اذاي هتحبسني واطلق" 


هتفت ليلي: 


"وأنا أيه اللي يخليني اعمل كده، انا كده كده هطلق من سالم يعني مش بعمل كده مثلا علشان أخليه يطلقك ويرجعلي، أنا بنصحك بس علشان شكلك غلبانه وبيضحك عليكي بكلمتين" 


هتفت هدي بحده: 


"ليلي كلامك ده ملهوش لازمه تمام، أنتي لو جايه وفاكره انك هتوقعي بيني وبين جوزي تبقي غلطانه، انا بثق في سلام اكتر ما بثق في نفسي" 


هتفت ليلي ببرود: 


"جربي كده قوليلوا عاوزه اروح عند خالتي او حتي عاوزه ازور حد من صحابي، هتلاقي حبيب القلب الرومانسي أتقلب وحش قدامك، سالم عاوزه واحده تبقي حبيسه في البيت تقوله نعم وحاضر ذيك كده، انما انا مكنتش بسكت علشان كده هو راح يدور علي اللي ذيك، اللي هي تبقي قطه مطيعه فاهماني يا قطه" 


هتفت بحديثها ثم تحركت للخارج، هتفت هدي لنفسها:


" دي كدابه سالم بيحبني وهو قالي كده، ايوه سالم مش متجوزني علشان يحبسني هو بس بيغير عليا مش أكتر"


أخذت تقنع نفسها بتلك بتلك الكلمات حتي تهدأ قليلا

                            

❈-❈-❈


ظلت جالسه علي الاريكه وهي شارده حتي انها لم تشعر بسالم الذي عاد وكان يهتف بأسمها، فاقت من شرودها عندما وجدت قبله مفاجئه علي وجنتها فإبتسمت:


" أنت جيت مخدش بالي منك "


هتف سالم وهو يجلس بجانبها: 


"طبعا مخدتش بالك انتي سرحانه، مين بقي اللي واخد عقلك غيري" 


هتف اخر كلماته بمرح، فتحدثت هدي بإبتسامة حنونه: 


"مفيش حاجه يا حبيبي انا كويسه، ومحدش يقدر ياخد عقلي مكانك" 


ثم صمتت قليلا وهتفت بتوتر: 


"سالم انا عاوزه أروح لخالتوا 


نظر لها سالم وإبتسم بسخريه: 


" خساره يا هدي "


نظرت له هدي بتوتر، فوقف وهتف: 


"انا نزلت علشان اخبط علي بابا محدش فتح فأتصلت بيهم، قالي انهم سافروا لاهلنا في الصعيد فطلعت وسمعت كل حاجه، الأول كنت مبسوط بيكي وانك بدافعي عني و واثقه فيا، مرضتش ادخل علطلول علشان اسيبك تفكري وتهدي، كنت فرحان اوي بيكي بس انتي كسرتي الفرحه دي" 


نظر لها وإبتسم بحزن: 


"شيفاني حيوان كده ومريض علشان أحبسك في البيت، ولا اتجوزتك علشان اخليكي ذي الخدامه مثلا، ما أنا كان ممكن امنعك انك تكملي علاجك يا هدي علشان تبقي ضعيفه بجد مش ذي دلوقتي، ويا تري كمان شايفه حبي كدب برضوا" 


وقفت هدي وهتفت بأسف وندم: 


"والله العظيم انا مش قصدي حاجه ولا اني أشك فيك، أنا عارفه ان عمرك ما تكون كده  أنت أجدع وأطيب إنسان انا شوفته في حياتي، وانا واثقه في حبك ليا والله مش مكدباك بس هي لعبت في دماغي، وخصوصا ان حته واحنا مخطوبين مكنتش بخرج علشان كنت بتمنعني" 


هتف سالم بحده فكم ألمه أن تشك بحبه لها:


" مجاش في دماغك أني بغير عليكي مثلا، مجاش في دماغك اني كنت بخاف عليكي تنزلي الشارع لوحدك علشان متحصلش ليكي أي مشكله وأنا مش موجود، ومع ذلك كنت باخدك وأخرجك علشان متزعليش ولو منار او ساره كانوا بيبقوا نازلين كنتي بتنزلي معاهم، من اول حاجه حصلت علشان توقع ما بينا صدقتي، اومال فين بحبك وبثق فيك أكتر من نفسي "


نظر لها بغضب ثم تحرك في إتجاه المنزل، فوقفت هدي أمامه وهتفت ببكاء: 


"أنا اسفة والله أنا بحبك وبثق فيك يا سالم، مش قصدي اي حاجه انا غبيه عارفه والله عارفه بس متزعلش مني علشان خاطري" 


نظر لها سالم بعتاب ثم تركها و رحل، بكت هدي بشده فتلك النظره بعينيه بها ليس عتاب فقط بل كسره وكأنه كسر من حديثها، جلست علي الارض وهي تبكي فقد تحول هذا اليوم من السعاده الي الحزن الشديد 


                         ❈-❈-❈


تحرك سالم للخارج وهو يشعر بإختناق شديد، لماذا يحدث هذا لماذا السعاده لا تدوم معه، هو يريد أن يعيش بسعاده مع زوجته في سعاده، وااااه من زوجته تلك الساذجه التي تصدق اي حديث، هو يعلم انها تثق به وتحبه ولكنه يجب ان يعطيها درسا قويا حتي تثق به أكثر من ذلك، هي ملكه علي عرش قلبه كيف تخيلت أنه سيتزوجها لتكون حبيسه في منزله ومجرد خادمه


كان يتحرك في الطرق بشرود، فوجد من يضع يده علي كتفه نظر فوجد عمرو الذي هتف بمرح:


" أنت لحقت طفشت من أول يوم يا ابني "


إبتسم سالم بخفوت وهتف بصوت متحشرج: 


"أذيك يا عمرو؟ 


إبتسم عمرو بتعجب من مظهره:


" الحمدلله أنا كويس وفل الفل، أنت اللي كويس ولا أيه! 


هتف سالم بإبتسامة حزينه:


" اه الحمدلله كويس"


هتف عمرو بقلق:


" أنت أتخانقت مع هدى يا سالم "


هتف سالم بإختناق: 


"عمرو معلش مش عاوز أتكلم دلوقتي" 


هتف عمرو بحده، عندما تخيل أن سالم قد تشاجر مع هدي:


" هو أيه اللي مش عاوز أتكلم دلوقتي، أنت عملت أيه في البت والله العظيم يا سالم لو.. 


قاطعه سالم الذي هتف بغضب:


" دي مراتي أنت أتجننت يا عمرو هأذيها إذاي يعني، هو انا حيوان أوي كده في نظر الكل"


نظر له عمرو فهو يبدو حزين بشده: 


"تعالي نقعد نتكلم شويه" 


نظر له سالم وصار معه ثم جلسوا علي أحد المقاهي، هتف عمرو بتساؤل:


" مالك فيه أيه؟ 

ومتقولش مفيش انت بقيت أخويا خلاص، وهدي أختي وانا مش عاوز حد منكوا يبقي مضايق من التاني "


مسح سالم علي وجهه بضيق، ثم قص عليه بإختصار ان ليلي زوجته تلاعبت بهدي وأخبرتها بأشياء كاذبه عنه وانه يحاول استغلال هدي، وهدي أقتنعت بحديثها  


هتف عمرو بتفهم: 


"بص يا سالم انا مش هقول ان هدي مش غلطانه، لا هدي غلطانه بس في نفس الوقت هي معذوره يا سالم" 


نظر له سالم بدهشه:


" معذوره! 

هي لما تشك فيا تبقي معذوره، معذوره ليه شافت مني ايه وحش علشان تفكر كده اصلا، ده أنا شايلها في عينيا وبتمنلها الرضا ترضى "


هتف عمرو: 


"ماشي معاك حق والكل يشهد بكده، وأنك بتعاملها كأنها أميره بس لاحظ يا سالم، انكوا اتعرفتوا واتخطبتوا واتجوزتوا بسرعه، ومتبصليش انا وتقولي أنت اتجوزت أسرع أنا وساره عارفين بعض من وإحنا عيال، انما انت وهدي مكملتوش كام شهر علي بعض وكل واحد هيبتدي يعرف طبع التاني من دلوقتي من ساعه ما أتقفل عليكوا باب واحد" 


هتف سالم بصدق: 


"أنا بحب هدي ولو محتاجه عنيا هديهالها، بس هي لازم تثق فيا اكتر من كده، حياتنا لازم يبقي فيها ثقه من الطرفين من مجرد كام دقيقه شكت فيا، هي لازم تتعلم الدرس يا عمرو لازم تعرف ان مش اي حاجه تصدقها، وان غلطه ذي دي تاني ممكن تدمر حياتنا" 


هتف عمرو بموافقه: 


"في دي معاك حق وانا معاك، بس متزودش فيها يا سالم يعني انت سايبها دلوقتي وانا متأكد بنسبه مليوه في الميه انها مبطلتش عياط، روح واتكلم براحه وصدقني هي هتفهمك وعمرها ما هتكرر الغلطه دي تاني، كفايه عليها كده يا سالم، ونصيحه مني كمان هات شكولاته وانت راجع هتفرحها" 


إبتسم سالم فهو يعلم زوجته، تفرح من أقل شئ فهتف: 


"هجبلها اللي هي عاوزاه بس تحافظ علي حياتنا" 


ربت عمرو علي كتفه بتشجيع:


" يلا يا بطل روح ليها كفايه كده"


حرك سالم رأسه بموافقه علي حديثه، فقلبه لا يتحمل تركها كل هذا الوقت وهو متأكد أنها تبكي الأن، سيحدثها بهدوء حتي لا تكرر تلك الفعله مره أخري..


يتبع