-->

رواية أريد أنثى- الفصل السادس والعشرون (الأخير)- بقلم نادين صلاح

 رواية أريد أنثى بقلم نادين صلاح


الفصل السادس والعشرون (الأخير)




عاد سالم إلى المنزل وكان في يده حقيبه بها الكثير من الحلوى، ظل يبحث بعينيه عنها ولكنه لم يجدها تحرك إلى غرفتهم فسمع صوت شهقاتها، كم ألمه قلبه من صوتها كيف إستطاع تركها كل تلك المده؟ 

دخل إليها فوجدها تجلس علي الفراش، تأخذ وضع الجنين وتبكي بشده وضع الحقيبه جانبا ثم اقترب و وضع يده علي كتفها وهتف مناديا بأسمها

فأنتفضت من مكانها ونظرت له، عينيها حمراء بشده من كثره بكائها لم تعطيه فرصه ليتحدث وأرتمت بأحضانه بقوه وأخذت تبكي بشده 

ربت سالم علي ظهرها وهتف: 

"اششش خلاص أهدي يا حبيبتي" 

هتفت هدي من بين شهقاتها: 

"أنت سبتني ومشيت، كنت عاوز تسبني ذي بابا وماما وأرجع لوحدي تاني" 

شدد سالم علي أحتضنها ثم جلس وجعلها تجلس علي قدمه، واخذ يهددها كالطفله الصغيره حتي تهدأ، وكان يهتف بأذنها انه لن يتركها مهما حدث بعد قليل هدأت 

مسح سالم دموعها وهتف بعتاب:

" ينفع اللي أنتي عملتيه ده؟ 

حركت رأسها بنفي وهتفت بصوتها المتحشرج بسبب بكائها: 

"لا انا غلطت والله انا غبيه وحماره و.. 

قاطع حديثها عندما وضع سبابته علي فمها وهتف:

" مبحبش حد يشتم مراتي لو سمحتي"

إبتسمت بخفوت وهتفت: 

"أنا بحبك أوي يا سالم ومش عاوزه حاجه من الدنيا غيرك، والله العظيم عمري ما هشك فيك، حتي لو عملت حاجه قدام عنيا هكدب عنيا وأصدقك أنت" 

قبل سالم وجنتها:

" أنا عاوز قلبك هو اللي يصدقني يا هدي، انا عارف انه مكنش قصدك بس مش عاوز نسبه شك ولو واحد في الميه، انا عمري ما احبسك في البيت ولا اي حاجه من دي، مكدبش اني كنت بمنع ليلي تنزل كتير بس علشان هي كانت كل مره تنزل تعمل مشاكل وأنتي كنتي شاهده علي مشكله منهم "

إبتسمت هدي وهتفت: 

"كنت واقف بتزعق جامد ساعتها وعمال تبرقلي، ساعتها قولت بس هيخلينا نمشي من الحاره" 

ضحك سالم وهتف:

" كنت وقتها مش مصدق اني كل شويه اطلعك من مشكله، ولا لما قولتيلي حضرتك كنت هموت واضحك يعني كميه المشاكل المتحركة دي، هاديه وبتقولي حضرتك "

إبتسمت هدي علي تلك الذكريات، فهي أصحبت من أجمل الذكريات المحفوره بقلبها ليس بعقلها فقط 

جذب سالم الحقيبه من جانبه ورفعا امام وجهها:

" حاجه حلوه علشان هديتي متزعلش "

جذبت هدي الحقيبه بفرحه شديده، ثم قبلته من وجنته بسعاده وأخذت تفتح الحقيبه لتكتشف محتوياتها، تحت نظرات سالم العاشقه 

بعد قليل هتفت هدي: 

"سالم عاوزه أروح عند خالتوا" 

رفع سالم حاجبه، فضحكت هدي وهتفت: 

"والله مش قصدي بس يعني هي بقت قاعده لوحدها دلوقتي، ساره خلاص اتجوزت وأنا منار سيبناها برضوا قلبي مش جايبني مسألش عليها، لازم اروحلها كل يوم علشان متحسش بالوحده" 

صمت سالم قليلا ثم هتف: 

"طب أيه رأيك تيجي تقعد معانا؟ 

هتفت هدي بسعاده: 

" بجد هتيجي تعيش معانا هنا"

هتف سالم بمرح: 

"هنا في العماره مش في شقتنا يا قلبي، أومال هعاكس فيكي براحتي إذاي يعني" 

إبتسمت هدي بخجل علي حديثه، فهتف بتصحيح لحديثه:

" أقصد أن شقه خالد القديمه باقت فاضيه دلوقتي، والشقه كمان جاهزه من كل حاجه، يعني خالتك هتيجي بس بشنطه هدومها"

أحتضنته هدي وهتفت بسعاده:

" شكرا يا سالم "

قبل سالم وجنتها بحنان، ثم شرد في تلك التي تجلس أسفلهم يجب أن ترحل يكفي ذلك

❈-❈-❈

أوصل سالم هدي لخالتها وأخبرها أنه سيعود لها بعد قليل، ذهب إلى ليلي التي عندما فتحت باب المنزل هتفت بسخريه:

" ايه ده العريس نزلت متأخر يعني، ده انا قولت هتتخانق من هنا وتنزل بعد ما سمعتنا"

تحرك سالم للداخل وهتف ببرود:

" عملتي كده ليه؟ 

تحدثت ليلي بنفس بروده:

" ايه كنت بنصح الغلبانه اللي فوق مش انت اتجوزتها علشان تحبسها برضوا"

هتف سالم بحده: 

"انا عمري ما اعمل كده وانتي عارفه كويس، انا كنت في الاول بخليكي تنزل لما بقيتي بتنزلي وفي كل مره تحصل مصيبه منعتك، انما هدي مش ذيك يا ليلي علشان احبسها" 

هتفت ليلي بملل:

" سالم بقولك ايه طلقني وريح دماغك ودماغي، علشان بصراحه انا مليت هنا وعاوزه ارجع لحياتي تاني"

هتف سالم بثقه: 

"هطلقك يا ليلي هطلقك وكل واحد فينا يروح لحاله ويشوف حياته، خشي جهزي نفسك ولمي حاجتك علشان كلمت المأذون وزمانه رايح علي بيت ابوكي، وكل حقوقك هتوصلك لحد عندك انتي في الاول وفي الاخر بنت عمي، وكان في يوم من الأيام بينا عيش وملح "

نظرت له ليلي ببرود ثم تحركت وأخذت أشيائها

❈-❈-❈

تحركت علي منزل والدها وتبعها سالم بعد قليل 

هتفت والدتها:

" أستهدي بالله يا أبني ده شيطان ودخل مابينكوا، ولا هتخلي مراتك الجديده توقع ما بينكوا"

هتف سالم بحده:

" لو سمحتي يا مرات عمي ياريت تتكلمي كويس علي هدي مراتي، وموضوعي انا وبنتك منتهي من قبل ما أتجوز هدي، المأذون أصلا زمانه في الطريق "

هتف راشد بهدوء:

" هو ده الصح يا سالم حياتك انت وبنتي ابتدت غلط، وجه الوقت اننا نصلح الغلط ده انت تشوف حياتك مع مراتك الجديده وربنا يسعدكوا، وبنتي كمان تشوف حياتها وربنا يرزقها بأبن الحلال "

حرك سالم رأسه بتفهم حديث عمه، نظرت زوجه راشد لليلي فوجدتها تجلس بكل برود لا تري في وجهها اي نظره ندم او حزن، تجلس وتنظر بملل لكل ما يحدث وكأنه لايعنيها 

بعد قليل أتي المأذون ومعه خالد، الذي أخبره سالم أن يأتي ولا يخبر منار حتي لا تخبر هدي وتم الطلاق

أعطي سالم عمه شيك: 

"ده حق ليلي يا عمي" 

أخذه من راشد بصمت، تحرك سالم ومعه خالد الذي لم يتوقع ان يحدث الطلاق الان وفي يوم الصباحيه

هتف خالد بدهشه: 

"انت كنت مستني تتجوز علشان تطلقها، طب ما كان من بدري يا أبن الناس" 

هتف سالم بحنق: 

"معلش يا خالد الموضوع كله جه علطول، ومكنش ينفع أستني أكتر من كده يلا الحمدلله" 

هتف خالد بتساؤل:

" هي هدي عرفت؟ 

حرك سالم رأسه بنفي:

" هدي عند خالتها طلبت تروح ليها علشان مش قادره تسيبها لوحدها "

هتف خالد: 

"ومنار برضوا نزلت معايا وراحت هي ومريم، طب ما نقنعها تيجي تعيش معانا البيت دلوقتي بقي فيه شقتين فاضين تختار اي شقه تعجبها وتقعد فيها، ومنها هتبقي وسطينا ومعانا" 

هتف سالم بتأكيد: 

"انا قولت لهدي تقولها كده، وهعدي عليها علشان اقنعها وتبقي معانا" 

هتف خالد وهو يتحرك معه: 

"خلاص هاجي معاك علشان نقنعها كلنا" 

❈-❈-❈

تحرك معه سالم و وصلوا الي البنايه، وصلوا الي المنزل ففتحت لهم هدي وإبتسمت، القي خالد عليها التحيه ثم دخل، قبلها سالم من وجنتها وهتف:

" أتأخرت عليكي"

هتفت هدي بمشاكسه: 

"شويه صغنتتين كده" 

ضحك سالم ودخلوا الي غرفه الجلوس القي التحيه، ثم جلس بجانب هدي 

هتفت منار: 

"كويس انكوا جيتوا بقي علشان تحضرونا، خالتي مش راضيه تيجي تقعد معانا" 

هتف خالد:

" ليه بس العماره فيها شقتين فاضين اختاري اللي يعجبك، وهتبقي معانا و وسطينا"

نظرت هدي بتعجب لسالم من حديث خالد، كيف يوجد منزلين فارغين؟ 
إبتسم سالم لها بتفهم وهتف بهمس: 

"بعدين هقولك كل حاجه" 

تحدثت رحمه:

" يا ولاد وانا هيحصلي ايه لو عشت لوحدي يعني، هبقي كويسه وانتوا هتزروني وانا ازوركوا مش هيحصل حاجه يعني "

هتفت هدي بنفي:

" لا يا خالتوا مش هسيبك لوحدك، خلاص يبقي أعيش معاكي هنا "

هتف سالم:

" الله وانا مالي بقى هتسبيني وتعيشي هنا، عجبك كده يا خالتي هتسبني لوحدي "

ضحكت رحمه وهتفت: 

"لا ميعجبنش يا ابني، يا بت اعقلي هتسيبي بيتك وتيجي تقعدي معايا" 

حركت هدي رأسها بنعم، فهتفت منار:

" نسيب بيوتنا ونيجي هنا يا رحمه ولا تيجي انتي"

هتفت رحمه بإبتسامة: 

"خلاص هاجي ماشي، بس مش دلوقتي" 

بعدما اعتلت الإبتسامه وجه هدي، اختفت مره أخري وهتفت:

" ايوه يعني امتي هتيجي"

هتفت رحمه: شويه صغيرين كده وهاجي كمان أسبوعين

هتفت منار بضيق أيضا: أسبوعين كتير اوي يا رحرح كفايه تلت ايام

هتفت رحمه: مش اظبط البيت واظبط حاجتي واجيلكوا انشاء الله، وبعدين هدي بقي تستلم البيت وتشوف تعمل فيه ايه

هتفت هدي بتعجب: مش فاهمه هعمل ايه فيه يعني؟ 

هتفت رحمه: يا حبيبتي ده بيتك انتي، وتتصرفي فيه براحتك بقي، عاوزه تبيعيه او تأجريه براحتك 

حركت هدي رأسها بنفي: يلا يا خالتي البيت هيفضل ذي ما هو دي الحاجه اللي فضلالي من أهلي، لازم أحافظ عليها وكل فتره هاجي انضفه وامشي تاني، بس مفيش حد غريب هيدخل البيت بعدنا 

سمعوا صوت طرق باب المنزل، فذهب سالم وفتح وجد عمرو و زوجته

هتفت ساره: اهلا

إبتسم سالم بإستفزاز لها، فنفخت ساره بغيظ وتحركت للداخل ضحك سالم وهتف لعمرو: مش بطيقني ليه هموت واعرف 

ضحك عمرو أيضا وهتف: معلش هي لسه واخده موقف، علشان زعقت لهدي قبل كده

هتف سالم بضحك: قلبها اسود اوي

هتف عمرو: لا قلبها ابيض انت اللي عاميلك كانت سوده، المهم هدي عامله ايه دلوقتي 

إبتسم سالم وهتف: الحمدلله احسن، تعالي نخش ليهم

ثم جلسوا معا فهتفت ساره بإستنكار: لا مش هتروح طبعا، تيجي معايا انا

هتفت هدي بعناد: لا معانا احنا يا ساره 

هتف سالم ببرود: احنا عندنا البيوت فاضيه وهتبقي وسطينا، اي وقت تحبي تشوفيها براحتك البيت بيتكوا اصلا

هتفت ساره وهي تنظر لهدي: شوفتي شوفتي بيستفزني اذاي

ضحكت هدي: يا بنتي هو جه جنبك اهدي يا ساره 

هتفت رحمه: خلاص بقي يا ساره يا بنتي هروح هناك معاهم، وانتي يا بنتي تعالي كل يوم عادي

هتف خالد بحماس: طب بقولك ايه يا عمرو ما تيجي

رفع عمرو حاجبه واعتدل في جلسته: اجي فين ما تظبط يا جدع انت

ضحك سالم وهتف: أنا قولت من الاول الواد ده مش مظبوط

هتف خالد بغضب: بس يا زفت منك ليه أنا أقصد، تيجي انت ومراتك وتقعدوا معانا والبيت يلمنا كلنا

هتف عمرو بضحك: وانا اللي ظلمتك اسف يا ابني، وبعدين اجي فين وبيتي راح فين 

هتف خالد: يا ابني هنتحمع كلنا في عماره واحده 

هتف عمرو: مش هقدر اسيب بيت ابويا وامي اللي يرحمهم، وبعدين يا عم هنط ليكوا كل شويه متقلقش 

ضحك الجميع فهتف عمرو وهو ينظر لهدي: هدي اتحول علي حسابك النهارده مبلغ بيع المحصول الجديد 

هتفت هدي بثقه: مش محتاج تقولي يا عمرو انا واثقه فيك

عقد سالم حاجبيه بتساؤل محصول ماذا؟ 
ولكنه فضل الصمت حتي يعودوا لمنزلهم ويسألها 

بعد انتهاء جلستهم و وعد رحمه لهم انها ستأتي للعيش معهم بعد مرور الاسبوعين، رحل الجميع الي منازلهم

دخل سالم وهدي المنزل وهتف كل واحد منهم في نفس اللحظه: ينفع أسألك سؤال؟ 

ضحك الاثنين وهتف سالم: عاوز تسألي علي أيه يا فضوليه هانم

هتفت هدي بتوتر: هو أنت إذاي بتقول أن فيه شقتين فاضين، ويعني مفيش غير شقه خالد القديمه

هتف سالم وهو يجلس ويجلسها بجانبه: لا شقتين يا هدهد

هتفت هدي بتساؤل: مش فاهمه اذاي يعني؟ 

هتف سالم بهدوء: انا طلقت ليلي النهارده 

شهقت هدي بدهشه: طلقتها! 

ثم هتفت بدموع: انا السبب صح اتخانقت معاها بسببي

هتف سالم: هدي انتي عارفه اني كنت هطلقها وهي ذات نفسها طلبت مني ده، انتي ملكيش ذنب خلاص، دي صفحه أتقفلت في حياتي وعاوز أبدأ صفحه جديده معاكي 

ثم أخذها في أحضانه وهتف: دوري بقي أسأل أنا

هتفت هدي بخفوت: أسأل

هتف سالم: هو ايه موضوع المحصول اللي عمرو بيقول عليه ده؟ 

هتفت هدي بهدوء: بابا الله يرحمه كاتبلي حته أرض كانت بتاعته بأسمي، وعمرو يعني هو اللي بيتابع كل حاجه وعاملي حساب في البنك، وكل سنه بيجمع الارباح بتاعت الارض ويحطه في الحساب وكذلك اي محصول بيتباع

هتف سالم وهو يمسك وجنتها بمشاكسه: طلعتي سيده اعمال يا هدهد

ضحكت هدي علي مرحه ثم هتفت: سالم هو انت مش مضايق صح؟ 

هتف سالم بتساؤل: مضايق ليه؟ 

هتفت هدي: 

"يعني علشان عمرو هو اللي متابع موضوع الارض مش أنت" 

إبتسم سالم وهتف:

" وانا هضايق من حاجه ذي دي ليه يا قلبي، انتي واثقه في عمرو، وانا كمان بثق فيه يبقي هضايق من ايه بالعكس انا فرحان ان هو اللي بيتابع "

أحتضنته هدي وهتف بحب: 

"بحبك أوي يا سالم عمري ما هبطل أقولها ليك أبداً" 

شدد سالم علي إحتضانها ومسك يدها يقبلها: 

"بعشقك يا أجمل هديه من ربنا ليا "

❈-❈-❈


بعد مرور أربعه أشهر

كانت حياه أبطالنا سعيده والجميع يعيش في سعاده وهدوء، سامر وهدي أصبحت قصه حبهم و
وكأنها أسطوريه وقد علمت هدي بحملها بطفلها الاول منذ اسبوع، هذا الخبر الذي جعل سالم يكاد يجن من كثره السعاده، وأيضا منار التي تحمل في شهرها الاول، أتت رحمه وسكنت معهم في منزل سالم القديم وأصبحت العائله مكتمله الآن والسعاده تملئهم

ولكن هناء من كانت ترهقها الحياه لا تعلم لماذا أصبحت هكذا، ولم تكن سوي ليلي التي أصبحت جامده وبارده بطريقة مخيفه، فهي تجلس بغرفتها معظم الاوقات لا تتحدث مع والديها سوي القليل، هي ليست حزينه لأنفصالها عن سالم فهذا ما كانت تريده من الأساس، ولكن ماذا بعد؟

فقد أصبحت مطلقه تلك الكلمه التي تعتبر عار بمجتمعنا، هي لم تريد ان تصل بها الامور الي ذلك ان لم يجبرها والديها من البدايه بالزواج من سالم، كانت لم تصل الي ذلك الوقت فكانت من الممكن ان تكون الان متزوجه من شخص من إختيارها هي، وتعيش حياه سعيده مع شخص هي تريده

نعم تعترف انها رفضت الانجاب لانها كانت تعلم ان تلك اللحظه ستأتي، لحظه أنفصالها وسيكون هناك أطفال وكان من الممكن أن تجبر علي العيش مع سالم عمرها القادم بأكمله من أجل الأطفال 

مسحت دمعه ساخنه نزلت علي وجنتها، تلك هي نهايه الزواج الاجباري تدمرت حياتها وأصبحت فتاه مطلقه ستعيش حياتها بأكملها في تلك الغرفه، وان تزوجت بالتأكيد لن يكون الشخص الذي تريديه وسيتقدملها اشخاص بنفس حالتها مطلقون او متزوجون ويريدون زوجه أخري

سمعت صوت طرق الباب تبعها دخول والدها 

هتف والدها بإبتسامة حنونه:

" ست البنات لسه صاحيه"

إبتسمت ليلي بسخريه ولم تجيب عليه، جلس والدها بجانبها وهتف بحزن: 

"هتفضلي كده لحد امتي يا بنتي؟ 

هتفت ليلي ببرودها الذي أصبح يلازمها:

" كده اذاي ما انا كويسه اهو"

هتف والدها وهو ينظر لها: 

"انتي كده كويسه، مش انتي اللي طلبتي الطلاق من الاول" 

هتف ليلي بسخريه: 

"أنت فاكرني زعلانه علشان أطلقت، مجاش في دماغك أني زعلانه علي حياتي اللي ضاعت خلاص، اتجوزت غصب عني من واحد انا عمري ما شوفته غير ابن عمي بس، الحياه مابينا مستحيله أصلا وعشت سنتين وانا كل يوم بعيط انكوا رمتوني، هو انا مش من حقي ذي ذي أي بنت اختار الراجل اللي انا عاوزه اتجوزه، مبسوطين دلوقتي أديني بقيت مطلقه اهو وقاعده معاكوا يارب تكونوا بقيتوا مبسوطين" 

نظر لها والدها بحزن فهي علي حق، هم من اجبروها علي زواجها من سالم والان هي وحدها من تدفعﷲ التمن

تركها والدها ورحل بيأس وحزن، فهو ليس بيده ما يفعله ليعيد ابنته الي حالتها الاولي كما كانت 

كانت ليلي تشعر بلإختناق الشديد، تريد البكاء ولكنها لاتستطيع فعل ذلك حتي، تذكرت ذلك المتعجرف الذي قابلته في فرح سالم، ذهبت الي حقيبتها وأخذت تفتش فيها حتي وجدت الكارت الخاص 

ظلت تنظر إليه بتردد أتحدثه وتذهب إليه، أم تظل هكذا تشعر بلإختناق ولا تستطيع التحدث 

وقفت سريعا ثم إرتدت ملابسها علي عجله، وأخذت حقيبتها ونزلت متجهه إلي العياده من خلال العنوان المدون علي الكارت

❈-❈-❈
وصلت إلى هناك نظرت للمبني بتوتر وكانت ستعود مثلما أتت نعم لن تصعد، إلتفتت لتغادر فوجدته خلفها

إبتسم ممدوح: 

"اهلا وسهلا اذيك" 

نظرت له ليلي وتوتر قليلا في الحديث، ثم هتفت بكلمات خرجت متقطعه:

" الحمدلله "

إبتسم ممدوح بهدوء: 

"مبسوط أنك نورتيني مع أنك أتأخرتي أربع شهور كاملين" 

نظرت له ليلي بتوتر ولم تستطيع ان تجاوبه وكان لسانها قد شل حركته، أرفق ممدوح بحالتها ثم هتف بلباقه: 

"طب نطلع العياده احسن" 

ثم سبقها بخطواته وتحركت هي خلفه كالمغيبه حتي وصلوا الي العياده، وجدت العياده بها ثلاث حالات تقريبا 

فهتف ممدوح بلباقه: 

"أتفضلي اقعدي هنا واستني دورك" 

ثم تركها ودخل الي مكتبه بهدوء وبعد خمس دقائق دخلت الحاله الاولي، تبعها الحاله الثانيه فهو يجلس مع الحالات ما لايقل عن ساعه، أتي دور الحاله الثالثه التي دخلت ولم يستغرق الوقت مثل الباقي، وخرجت الحاله بعد عشره دقائق 

هتفت الممرضه بإبتسامة هادئة: 

"أتفضلي يا انسه ليلي" 

هتفت ليلي بتوتر: 

"مدام ليلي" 

ابتسمت الممرضه بتصحيح:

" اتفضلي يا مدام ليلي الدكتور مستني حضرتك جوه "

دخلت ليلي بتوتر شديد وجدته يجلس علي مقعده بهدوء، ورفع نظره لها عندما دخلت اليه وابتسم:

" أتفضلي يا مدام اا اسم حضرتك أيه "

هتفت ليلي بتوتر: 

"أسمي ليلي" 

إبتسم ممدوح وهتف: 

"عاشت الاسامي يا مدام ليلي أتفضلي اقعدي" 

جلست ليلي علي المقعد بإرتباك، وكانت تنظر للمكان بتوتر شديد

فهتف ممدوح بإبتسامة بسيطه:

" تحبي تشربي أيه؟ 

هتفت ليلي بإختصار: 

"شكرا" 

تحدث ممدوح بمرح: 

"هو حد قالك اني بخيل، لا والله لازم تشربي حاجه عصير فراوله كويس" 

حركت ليلي رأسها بنعم دون أن تتحدث، طلب لها ممدوح المشروب وطلب لنفسه كوب من القهوه، اتت المشاريب بعد قليل 

أرتشفت ليلي القليل جدا من كوبها في صمت تام، هتف ممدوح بهدوء: 

"أتفضلي أحكي أنا سامعك كويس" 

هتفت ليلي بتشتت: 

"أحكي أيه؟ 

إبتسم ممدوح: 

" أحكي أي حاجة مضيقاكي احكي اللي جواكي، احكي او عيطي اي حاجه هتحسسك انك كويسه أعمليها"

هتفت ليلي بحزن: 

"حتي دموعي نشفت ومبقتش عارفه أعيط، الحاجه اللي ممكن تريح اي بني ادم الدموع حتي دي مش عندي" 

هتف ممدوح وهو يشعر بكم الالم الذي بداخلها، فتلك المرحله وصلت اليها بعد ضغوطات شديده جعلت شخصيتها متحجره بشده، حتي أنها غير قادره علي البكاء:

" اتكلمي وخرجي كل اللي جواكي، لو عاوزه تحكي من يوم ما اتولدتي لحد دلوقتي أحكي انا سامعك "

هتفت ليلي بإختناق: 

"انا وحيده ابويا وامي مليش اخوات، كنا عايشين في الصعيد بس وانا عندي خمس سنين بابا جابنا وعشنا هنا، عمي اللي هو ابو سالم كنت دايما بسمعه يقول لبابا ليلي لسالم، مكنتش فاهمه الكلمه دي ساعتها يعني ايه، لما كبرت وفهمت اتكلمت مع ماما وقولتلها عمو بيقول لبابا ليلي لسالم يعني عاوزني اتجوز سالم" 

أخذت انفاسها وهتفت:

" لاقيتها بتقولي أيوه البنت لأبن عمها وانتي هتجوزي سالم، ذي ما أماني هتجوز خالد سكت وقتها وقولت لما يجي وقت الكلام ده هرفض، انا سالم مكنتش بشوفه غير في المناسبات ومكنش فيه اي تعامل بينا وانا مش شايفاه غير أبن عمي وبس "

هتف ممدوح:

" وطبعا بعد كده أتغصبتي عليه وانك تجوزيه"

هتفت ليلي بحزن وإختناق:

" اول ما خلصت الثانويه العامه جبت مجموع حلو وكنت هخش كليه حلوه، بس ماما فضلت تزن علي بابا انه كفايه تعليم لحد كده، واني لازم ابتدي أتعلم شغل البيت أحسن من التعليم"

ثم بدات بالبكاء وهتفت: 

"علشان لما سالم يجي يتجوزني يلاقيني ست بيت شاطره، روحت بوست رجل ابويا علشان ميسمعش كلامها وأخش الكليه، رفض وقالي كلام أمك هو اللي صح ومن ساعتها معاناتي ابتدت، كنت كل ما أعاند مع امي في حاجه، تضربني وتهزقني وتقعد تقولي هتخليه يطلقك علشان مش بتعرفي تطبخي 

أعطي لها ممدوح كوب من المياه وهتف: 

" خدي اشربي ولو حابه توقفي لحد كده كفايه، ونكمل مره تانيه علشان متتعبيش"

تناولت ليلي كوب الماء وتناولته، ثم هتفت بإرهاق:

" أرجوك خليني أكمل كده انا هرتاح"

أومأ لها ممدوح بصمت، فأكملت بوجع: 

"تميت الاتنين والعشرين لاقيت بابا في يوم راجع من بره فرحان اوي، وبيقول لماما ان عمي جاي بكره علشان يطلب ايدي لسالم، ساعتها حسيت اني اضربت علي دماغي بحاجه الموضوع طلع بجد، سالم اذاي استسلم يعني هو موافق كان عندي أمل وقتها ان سالم هو اللي يرفض، بس املي كله راح في الهواء وفجأه طلبوا ايدي ومخدوش حتي رأي وقرأو الفاتحه واتفقوا علي كل حاجه" 

هتف ممدوح بتساؤل:

" حاولتي تعترضي او تقولي رأيك؟ 

هتفت ليلي بسخريه: 

"حاولت حاولت فوق ما تتصور بس مفيش فايده، كنت بضرب كالعاده وفي أقل من سنه اتجوزت وبقيت حرم سالم ابو الخير، حياتنا احنا الاتنين كانت بارده وقاسيه مفيهاش لا مشاعر ولا حتي قبول، عايشين ذي الأغراب مع بعض ومر سنتين لحد لما لاقيت سالم في يوم بيقولي انه عاوزني اجيب عيال واني لازم أحمل، بس انا رفضت وحصلت خناقه وبعدها طلع موضوع انه عاوز يتجوز" 

هتف ممدوح:

" وبعديها أتجوز هدي"

حركت ليلي رأسها بنفي: 

"لا هو في الاول كان مش لاقي حد معين، يعني قال هيتجوز بس محددش مين وبعديها بفتره قال هدي 

هتف ممدوح بتساؤل:

" حسيتي بأيه وقتها؟ 

هتفت ليلي: 

"هتصدقني لو قولتلك اني محستش بحاجه، مكنتش زعلانه الموضوع مكنش فارق معايا من الاخر، الحاجه الوحيده اللي خلتني فرحانه اني بالطريقه دي اقدر اطلق منه، طبعا كلمه مطلقه صعبه اوي بس للأسف ده كان الحل الوحيد ليا، وبعد فرحه بيوم اديني اطلقت ورجعت لاهلي تانيه، تخيل ان امي لحد دلوقتي بتحاول تقنعني ارجعله" 

هتف ممدوح: 

"والدتك بتفكر بطريقه غلط يا مدام ليلي، بس انتي خدتي خطوه في حياتك مهمه لما قررتي تيجي هنا وتحكي كل اللي مضايقك" 

هتفت ليلي بسخريه: 

"بقيت مريضه نفسيه خلاص" 

هتف ممدوح:

" بصي يا ليلي انتي لازم تحاولي تشغلي نفسك وتبتدي حياتك من جديد، يعني مثلا اشتغلي أبعدي عن ضغط والدتك شويه، هتتعرفي علي ناس كتير حياتك هتتغير صدقيني، انتي من كتر الضغط والاجبار اللي اتعرضتي ليه في حياتك بقي عندك جمود في مشاعرك، بقيتي حتي مش قادره تعيطي علشان حاسه انك لو عيطتي مش هيحصل حاجه برضوا "

هتفت ليلي: 

"شكرا ليك يا دكتور ممدوح بجد مش عارفه اشكرك اذاي" 

هتف ممدوح بإبتسامة:

" مفيش شكر علي حاجه، المهم انك تبقي كويسه، وعلي فكره مش معني انك جيتي مره وحكيتي اللي تاعبك يبقي كده خلاص لا طبعا، انتي هتجيلي كام مره كده علشان اتابع حالتك واعرف قدرتي تعملي ايه "

أومأت له ليلي بموافقه وعزمت علي بدأ حياه جديده، حياه هي من ستختار نمطها دون تدخل او إجبار أحد لها








❈-❈-❈





بالفعل بدأت ليلي بالبحث عن عمل وعملت في احد المولات التجاريه محاسبه، وأخذت تلك الوظيفه معظم وقتها فأصبحت تبتعد عن ضغط والدتها كثيرا، تعرفت علي صديقات لها وأصبحت شخصيتها هادئه وحكيمه، واصلت علي جلساتها مع ممدوح والتي عندما كانت تذهب له، تظل تتحدث عن إنجازتها وممدوح يستمع لها ويشجعها ان تكمل ما بدأته 

حتي أتي ذلك اليوم الذي أخبرها به ممدوح وبكل بصراحه، انه تعلق بها بشده واصبح ينتظر ذلك اليوم الذي تأتي فيه

كانت ذاهبه له كعادتها في الفتره الأخيره، أنتظرت حتي أتى دورها ودخلت

تحدثت ليلي بإبتسامة هادئه: 

"مساء الخير يا دكتور" 

إبتسم ممدوح بسعاده عندما رأها أمامه، لا يعلم كيف تعلق بها وأحبها، مهنته تمنع ذلك من الأساس كيف لطبيب نفسي أن يعشق إحدى الحالات التي تأتي إليه، ولكن الحب ليس بيديه، قلبه لم يعد ملكه بعد الأن

تحدث ممدوح بسعاده: 

"نورتي يا ليلي اتفضلي اقعدي" 

جلست ليلي علي المقعد من الجهه الاخرى لمكتبه، ثم تحدثت: 

"أنا حاسه أني مش هحتاج الجلسات تاني" 

بهتت ملامح ممدوح وهتف بخفوت: 

"ليه بتقولي كده" 

إبتسمت ليلى بهدوء وهتفت بسعاده: 

"حاسه اني الحمدلله بقيت كويسه، مش محتاجه الجلسات خلاص، انا اشتغلت واتعاملت مع ناس ومبقاش عندي جمود ذي الأول" 

هتف ممدوح بحزن: 

"طب و أنا" 

هتفت ليلى بتوتر: 

"أنت أيه" 

تحرك ممدوح وجلس علي المقعد المقابل لها وهتف: 

"هعمل نفسي مصدق أنك مش فهماني وهقولها ليكي علطول، ليلي أنا عاوزه أتجوزك" 

أندهشت ليلى من طلبه، يتزوجها كيف: 

"عاوز تجوزني أنا إذاي" 

هتف ممدوح بصدق: 

"أنا بحبك يا ليلى عارف انك مستغربه دلوقتي ومش مصدقه بس أنا بجد بحبك، وده للأسف بيخالف مهنتي مينفهش دكتور نفسي يحب من الحالات اللي بيعالجها، بس ذي ما بيقولوا القلب ملهوش سلطان" 

كانت ليلى تنظر له بدهشه لا تعلم بماذا تجيب، شعر ممدوح بتوترها فهتف:

" معاكي الوقت اللي بتحبيه وقت ما تقولي أنا موافقه يا ممدوح، يوميها هتلاقيني قاعد مع والدك "

❈-❈-❈

عادت ليلى إلي منزلها وهي تفكر في حديث ممدوح، رأها والديها وهي شارده حتي أنها لما تلقى التحيه عليهم

هتفت والدتها بتعجب: 

"مالك يا بنتي فيه أيه" 

نظرت لها ليلى وتحدثت بهدوء: 

"مفيش حاجه راجعه مرهقه شويه من الشغل" 

هتفت والدتها بإستنكار: 

"أه شغل سلامات يا شغل، نفسي أعرف عاوزه تشتغلي وتمرمطي نفسك ليه" 

هتفت ليلى بملل من حديث والدتها المعتاد: 

"وأنا هقعد في البيت أعمل أيه، أنا مبوسطه كده الحمدلله" 

نظرت لها والدتها بعدم رضا، تركتهم وتحركت للداخل تبعها والدها، فهو في الاونى الأخير أصبح قريب منها جدا وتحسنت علاقته بأبنته، حتى أنها أخبرته بذهابها لممدوح حتي تتحسن

هتف راشد بحنان وهو يجلس بجانبها: 

"مالك يا حبيبتي زعلانه ليه" 

هتفت ليلى بتوتر: 

"بصراحه يا بابا فيه حاجه ملغبطاني أوي" 

نظر لها راشد بتسأل: 

"حاجه أيه؟ 

هتفت ليلى:

" دكتور ممدوح عاوز يجي يتقدملي"

هتف راشد بدهشه: 

"الدكتور بتاعك" 

حركت ليلى رأسها بنعم، فتحدث والدها:

" وأنتي أيه رأيك؟ 

أردفت ليلى بإرتباك: 

"مش عارفه يا بابا مش عارفه وخايفه، يعني أنا ما صدقت حياتي أستقرت وبقت كويسه، وخايفه بعد كده يندم أنه أتجوز واحده مطلقه" 

تحدث راشد بهدوء: 

"هو لو كان مش متأكد من الخطوه دي، أو حاسس أنه هيندم في يوم مكنش جه قالك مكنش هيتكلم أصلا، وفي الأول وفي الأخر يا بنتي ده رأيك وحريتك ولو وافقتي خليه يجي يتقدم أهلا وسهلا، بس لو رفضتي يبقي كل حد منكوا في حاله وياريت لو حابه تتابعي مع دكتور تشوفي واحد تاني" 

تحدثت ليلي بصدق: 

"ممدوح إنسان كويس جدا وبصراحه طول الفتره اللي فاتت مشوفتش منه حاجه وحشه، كفايه انه كان ليه فضل كبير عليا بعد ربنا طبعا أني أتخطى كل اللي حصلي" 

نظر لها راشد وهتف بتحذير: 

"ليلى فيه فرق بين أنك عاوزه تجوزيه علشان هو كويس ومناسب ليكي وانك متقبلاه، وفرق أنك عاوزه تتجوزيه علشان شهم وجدع و وقف جنبك ده غلط، أنتي لو عاوزه تشكريه ممكن تشكريه بأي حاجه مش بأنك تجوزيه فهماني يا بنتي" 

حركت ليلى رأسها بنعم، تركها راشد وذهب للخارج وظلت هي في غرفتها شارده في حديث ممدوح وإعترافه لها 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين كانت ليلى في عملها المتواجد في إحدى المولات، وجدت شخص يقف أمامها رفعت عينيها فوجدت ممدوح الذي يبتسم لها

أردفت ليلى بدهشه: 

"دكتور ممدوح بتعمل ايه هنا" 

هتف ممدوح وهو يحرك كتفيه بهدوء: 

"جاي أشتري ساعه جديده ليا" 

نظرت له ليلي وكتمت ضحكتها بسبب حركاته المراهقه تلك، فتحدثت بهدوء:

" أتفضل أستاذ عادل جوه هيساعدك تختار اللي حضرتك عاوزه"

هتف ممدوح بمشاكسه:

" طب ما تيجي تختاري أنتي"

هتفت ليلي وهي تعتدل في جلستها: 

"أنا كاشير هنا ماليش دعوه" 

نظر لها ممدوح بحنق، ثم تركها وتحرك للداخل إبتسمت ليلى على أفعاله، ثم جلست لتكمل عملها حتي يعود مره أخرى لها  

بعد قليل عاد مره أخري ومعه علبتان كل واحده منهم بداخلها إحدى الساعات 

فتحت ليلى واحده تلو الاخرى حتي ترى سعرها، تعجبت كثير عندما وجدت أن واحده منهم نسائي وليست رجالي مثل الاخره

قامت بإخباره بسعرهم فأعطاها كارت الفيزا الخاص به، أخذ منها الحقيبه وهتف: 

"هستناكي تحت في المطعم" 

نظرت له ليلي وهتفت بتعجب: 

"ليه تستناني تحت" 

تحدث ممدوح وهو يتحرك للخارج: 

"لما تنزلي هتعرفي" 

❈-❈-❈

بعد مرور ساعه أنتهى دوام العمل، فتحركت ليلى إلى الأسفل وأخذت عينيها تبحث عنه حتي وجدته يجلس في المطعم مثلما أخبرها، تحركت بإتجاه وهتفت مسرعه: 

"خير يا دكتور" 

تفاجأ ممدوح من وجودها فهو لم ينتبه إنها أتت، ولكنه قال بإبتسامة هادئه:

"طب أنتي مستعجله علي أيه قعدي هنتكلم شويه وبعدين هروحك" 

حركت ليلى رأسها بإعتراض: 

"مينفعش أقعد مع حضرتك، ده حتي وقفتي دي غلط ممكن أبقى اجي لحضرتك العياده" 

لم يريد ممدوح أن يزعجها فهتف بموافقه: 

"خلاص ذي ما تحبي بكره إن شاء لله هبقى في إنتظارك" 

وافقته ليلى ثم تحركت مسرعه للخارج، وهي تحاول ترتيب أفكارها وتقرر ماذا تريد

في اليوم التالي 

بمكتب ممدوح بعدما ذهبت إليه ليلي

"خير يا دكتور ممدوح" 

قال ممدوح بهدوء: 

"ليلى هو أنتي فكراني عاوز أتجوزك ليه، يعني أنتي بجد مصدقه أني بحبك ولا أنتي فكراني هتجوزك شفقه" 

تحدثت ليلى بتوتر: 

"دكتور ممدوح أنت أكيد عارف كل اللي مريت بيه وأنا مش مستعده حقيقي للتجربه دي تاني" 

قال ممدوح وهو ما زال يحتفظ بهدوئه: 

"أنتي مش واثقه فيا للدرجادي" 

قالت ليلى مسرعه: 

"لا والله مقصدش كده أبدا، بس يعني أنت ليه تجوز واحده مطلقه يعني أكيد هيجي يوم وتندم على كده صح" 

تحرك ممدوح وجلس أمامها وهتف بنبره دافئه حنونه: 

"أنا لو في يوم هندم فأنا هندم أني متجوزتكيش من زمان ومعرفتكيش من زمان، يمكن كان فيه حاجات كتير أتغيرت يا ليلى، أنا بجد بحبك لو مش مصدقاني دلوقتي مش مهم الأيام هتثبتلك، كل اللي محتاجه منك فرصه واحده بس أثبتلك حبي بيها، أنا هطلبك من والدك وممكن نقعد مخطوبين الفتره اللي تحبيها سنه او سنتين لحد ما تتأكدي أني فعلا بحبك" 

توترت ليلى كثيرا ثم نظرت للأسفل بخجل وهتفت: 

"حدد معاد مع بابا" 

إبتسم ممدوح بسعاده ولكنه هتف بهدوء: 

"ليلى أنتي متأكده بجد ولا بتقولي كده علشان مزعلش" 

هتفت ليلي بخفوت من كثره خجلها: 

"أيوه متأكده"  

إبتسم ممدوح بسعاده ها هي أخذت أول خطوه بحياتهم، أحبها بل عشقها وكأنها أصبحت الهواء بالنسبه له كان ينتظر كل مره تأتي فيها إلي هنا، حتي يستطيع الحديث معها و رؤيتها كلما كانت تقص له عن إنجازتها في الحياة، كان يشجعها ويدعمها وكأنها أبنته 

لم يمر وقت وكان ممدوح في المساء بمنزل ليلى يقوم، بطلب يدها من والدها وتم تحديد ميعاد الخطبه 

بعد مرور فتره ليست بقليله، تأكدت ليلى من عشق ممدوح لها فهي أحبته مثلما أحبها شخص حنون عليها بشده، صادق بمشاعره معها لقد عوض الله صبرها بذلك الحب الصادق، حمدت الله كثيرا هلي تلك النعمه، وتزوجت هي وممدوح واصبحت حياتها هادئه وجميله مليئه بالحب والدفئ التي كانت تفتقده. 

تمت بحمدالله


"النهاية"