رواية في حضرة الرعب - الكاتبة منار الشريف - الفصل السادس
رواية في حضرة الرعب الكاتبة منار الشريف
رواية في حضرة الرعب
الفصل السادس
كانت كيت تصارع بداخل كابوسها حتي استمعت إلي صوت رنين هاتفها فجأة نهضت وهي تقفز من علي فراشها وقلبها يخفق بشدة فجعلها ذلك تشعر بدوار شديد يصيبها ويتملك منها وشعور بانعدام توازُنها فاستندت بيداها علي الفراش تجلس علية مرة أخرى تحاول التركيز وتنبيه عقلها حتي استعادت نفسها بعد دقائق لتكتشف أنه أحد الكوابيس التي تطاردها منذ فترة بين الحين والآخر ولكنها كوابيس حقيقية لأحداث حدثت بالفعل لها في واقعها في الماضي، وفي اثناء تفكيرها ذلك وجدت كيت الصغيرة ألي تدخل عليها الغرفة في قلق تقول لها:
_"ماذا بكِ خالتي لما كان صوتك عالي هل حدث شيء فقد كنتِ تصرخين؟
نظرت لها كيت بإستغراب تقول:
_"هل صدر مني أي صوت عزيزتي!
أخذت ألي تحتضن كيت بين يدايها الصغيرتين وهي تكمل حديثها تطلق تنهيده عالية من داخل صدرها:
_"أنا أعلم خالتي ماذا يحدث معكِ وأعلم أنهم في كل مكان لكنك مازلتي تنكرين ذلك ولا تصدقيني".
قالت لها كيت بحنان واستنكار كاذب:
_"حبيبتي ألي لا أصدق لأنني أعلم إن هذه الأشياء تكون قوة خارقة وغير موجودة في الطبيعة وتحتاج إلي حدث كبير كي تطلق مثل تلك اللعنات والأشباح".
نظرت لها الصغيرة بتمعن تحدثها بهمس:
_"هل تعلمين أنهم متواجدون في كل مكان ليس في الأماكن الهادئة والمتطرفة أو البعيدة فقط ويمكن أيضاً أن يتواجدون في الأماكن المزدحمة بالناس، فقد كنت أراهم حتي في المنزل الأخر وفي المدرسة وعددهم كبير وأشكالهم مختلفة عنا".
كانت كيت تنظر إليها بأعين متسعة لا تريد لها أن تشعر باقتناعها بالكلام ذلك وتصديقها له الذي تحاول انكاره أمامهم حتي لا تصيب الصغيرة برعب أكبر وتعطي لتلك الأرواح الفرصة للاستحواذ عليها فهي تحاول أن تقاوم منذ سنوات وسوف تقاوم لأخر رمق فيها حتي تحمي الصغيرة ونفسها والأن إيثان الذي دخل بكامل إرادته وبدون قصد منه إلي تلك المعضلة.أكملت الصغيرة تنتشل كيت من شرودها القصير:
_"اتعلمين خالتي عندنا يكونوا حولنا أشعر بعدم الأرتياح وبألم في رأسي أحياناً وثقل في جسدي وبروده تجتاح اوصالي وانفاس ثقيلة من حولي، وفي بعض الأحيان رائحة كريهة لكن ذلك علي حسب مممم لا أعلم؟!
قالتها وهي تفكر بحيره
_"لا أعلم لما تلك الرائحة تصدر أحياناً منهم ولكن لا يهم ذلك".
قالت كيت ولأول مرة تناقش الصغيرة أو تتحدث معها عن تلك الأشياء وتحاول أن تصل إلي فكره معينه في خاطرها:
_"ولكن لماذا يأتون ولما أنتِ فقط من تريهم بهذا الشكل الدائم والمستمر".
_"لا أعلم خالتي ربما لأنني مميزه".
قالتها وهي تضحك بمشاغبة وملامح وجه طفولية رائعة تهز كتفيها بشقاوة
_"لقد شاهدت ذات مرة أحد المسلسلات التي تتحدث عن الأرواح والأشباح وكانت البطلة تقول لصديقتها أنهم يأتون لأن لديهم عمل غير منتهي في هذا العالم فيأتون إلينا، وكانت تقول أيضاً إن بعضهم جيدين ولطفاء والبعض الأخر خبثاء وأشرار ومعظم من نراهم يأتون إلي بعض الأشخاص يطلبون المساعدة كما في قصة الممرضة مارثا".
قالت كيت بحيره:
_"من هي مارثا تلك أيضاً التي تعلمي عنها يا قصيرة؟
ألي بغيظ:
_"خالتي أنا لست بقصيرة".
_"ههههههه حسناً هيا أكملي حديثك المشوق ذلك".
_"حسناً قصة مارثا تلك مشهوره جداً فهي تحكي عن أن في أحد ممرات المستشفى سارت الممرضة دورثي وهي تنظر عن يمينها ويسارها لتتفقد المرضى المرقدين في الغرف الموزعة على جانبي الممر وقد بدا عليها الارتباك فهي لا زالت ممرضة تحت التدريب و هذا أول يوم لها في المستشفى ، و ما زاد الطين بلة أن كثير من أفراد الطاقم الطبي قد أخذوا إجازة للإحتفالات بعيد الكريسماس وتركوها وحدها في الطابق العلوي، كان على دورثي أن تنفذ أوامر مشرفة التمريض بحذافيرها، ولهذا قررت أن تتفقد المرضى في الغرف بالترتيب حتى لا تنسى أحداً منهم، فدخلت الغرفة رقم واحد ورأت أن حالة المريض مستقرة فغادرت الغرفة، وقبل أن تفتح باب الغرفة الثانية رأت أمرأة نحيلة الجسد ترتدي زي التمريض الأبيض و لكن بقبعة غريبة الطراز وقد أشارت بيدها إلى نهاية الممر و قالت لها:
_"هناك مريض يعاني في الغرفة رقم 8، وبسرعة انطلقت الممرضة إلى تلك الغرفة لتجد المريض كان على وشك السقوط من على السرير، فعدلت وضعية السرير وخرجت مسرعة لتفقد بقية الغرف، وفي الغرفة رقم 6 كان مؤشر الأكسجين منخفض جداً وقد بدأت شفتان المريض بالإزرقاق، وهي علامة على الأختناق فأصيبت دورثي بالأرتباك فهي لا تعلم كيفية التعامل مع جهاز التنفس وحياة المريض على المحك ومن الصعب عليها إبلاغ مشرفة التمريض التي يقع مكتبها في الطابق الأرضي، وفجأة شعرت دورثي بيد باردة تربت على كتفها وألتفتت بسرعة فوجدت تلك الممرضة الغريبة تقف خلفها وهي تبتسم وتشير بيدها إلى أحد الأنابيب التي كانت قد انفصلت عن الجهاز، وبسرعة قامت دورثي بإعادته إلى مكانة فعاد الجهاز للعمل من جديد، شعرت دورثي بالأرتياح و نظرت للخلف حتي تشكر الممرضة على مساعدتها و لكنها لم تجدها ، شعرت دورثي بالغرابة من تصرفات تلك الممرضة فقد دخلت وخرجت من الغرفة دون أن تشعر بها!
في الصباح جمعت دورثي أغراضها استعداداً لمغادرة المستشفى بعد ليلة طويلة ومرهقة، و قبل مغادرتها المستشفى قررت دورثي المرور بمكتب مشرفة التمريض حتي تشكرها على مساعدتها لها في العمل الليلة الماضية، ولكن المشرفة أكدت لها أنها لم ترها منذ الأمس فشعرت دورثي بالدهشة وجالت ببصرها في الغرفة حتى وقعت عينيها على صورة قديمة معلقة في إحدى الزوايا، وعندما سألت المشرفة عن هوية المرأة التي بالصورة ؟! وقفت المشرفة واتجهت إلى الجدار مشيرةً إلى الصورة وقالت:
_"إنها مشرفة التمريض السابقة مارثا لقد كانت تعمل هنا قبل ثلاثين عام وعاشت وحيدة ولم تتزوج وقضت معظم أوقاتها في المستشفى لرعاية المرضى، ولكن لماذا تسألين عنها؟
وبنبرة يشوبها القلق أجابت دورثي:
_"إنها هي، إنها نفس المرأة التي ساعدتي أثناء نوبتي بالأمس!
ابتسمت المشرفة بينما كانت ترتب بعض الملفات على مكتبها وقالت:
_"لست أول من يراها فهناك الكثير من الممرضات اللواتي رأوها وقد قدمت لهن المساعدة، يالها من ممرضة مخلصة لعملها! فحتى بعد وفاتها لا زال شبحها يقدم الخدمات الطبية للمحتاجين".
❈-❈-❈
قاطعتها كيت في الحديث:
_"لكن تلك قصة واحدة فقط ألي وربما تكون مختلقة وليست بها شيء من الصحة لما علينا أخذها بعين الأعتبار كأمر مسلم به أنهم حولنا ومتواجدون بالفعل في الحقيقة".
شعرت ألي بالأحباط والملل من حديث كيت:
_"خالتي كيف ذلك أنها قصة متداولة بين الجميع في بلد تلك الممرضة، مممم إذاً سوف أقص عليكِ قصة أخرى لعلك تقتنعي بحديثي.فهناك شبح السيدة التي تظهر في أحد المطاعم فقد أعتاد الزوار في ذلك المطعم على الجلوس بالقرب من نوافذه للأستمتاع بمنظر و رائحة البحر إضافة إلى مذاق الطعام الشهي، وفي إحدى الليالي قرر زوجان قضاء سهرتهما في ذلك المطعم وقد اصطحبا طفلهما الصغير معهما، وهناك جلس الزوجان على إحدى الطاولات منتظران النادل لطلب كل ما لذ وطاب من قائمة الطعام، وبينما انشغلا باختيار أنواع الطعام تسلل طفلهما هارباً وذهب للعب بالقرب من شرفة المطعم وعندما هم الزوجان بتناول الطعام أنتبها إلى فقدان طفلهما وفيما كانت الأم تندب حظها قام زوجها ليجول بنظره في أرجاء المطعم كي يرى طفله راكضاً نحوه وهو يبكي تلقفتة الأم بلهفة موبخةً إياه على ذهبه دون أن يستأذن، وعندما سألته عن سبب بكاءه؟ أجاب أنه كان يلعب بالقرب من الشرفة وفجأة ظهرت أمامة أمرأة شاحبة اللون ترتدي فستان أزرق وقد أمرته بالعودة من حيث أتى وألا يعود إلى هنا مجدداً، قامت الأم بحمل الطفل ووضعه على أحد الكراسي وأنهمك الجميع بتناول الطعام ولم يهتم أحد بحديث الطفل، ولكن في الحقيقة شهد ذلك المطعم العديد من المشاهدات لشبح أمرأة ترتدي فستان أزرق حتى صار يُطلق علية مطعم شبح الفتاة الزرقاء و أغلب من رآها كانوا أطفالاً يلعبون بالقرب من الشرفة و كأن ذلك الشبح يحمي الأطفال من السقوط من على ذلك الجرف الشاهق، أما العُمال في المطعم فقد تحدث الكثير عن بعض الظواهر الغامضة مثل اختفاء بعض الأغراض وظهورها في أماكن مختلفة وفتح وإغلاق الأبواب من تلقاء نفسها، فما قصة هذا المطعم ومن هي تلك الفتاة الزرقاء؟
لم يكن ذلك المكان مطعماً بالأساس، فقد تم بناءه عام 1927م على يد أحد الرجال كي يكون نادي لشرب الكحول خلال فترة الحظر الأمريكية، وقد أستغل ذلك الرجل والذي يدعى فرانك الموقع الاستراتيجي للنادي ختي يهرب المشروبات الكحولية القادمة بحراً من السفن ثم نقلها إلى سان فرانسيسكو، فهذا النادي يقع على منحدر يطلع على المحيط الهادي شمال ولاية كاليفورنيا، وهناك كان يجتمع الجميع حيث تُقام السهرات لشرب المشروبات الكحولية، وفي عام 1933م تم تحويل النادي إلى مطعم بعد إلغاء قانون حظر الكحول، ويعود أصل شبح الفتاة الزرقاء إلى ما قبل سبعين عام عندما وقعت فتاة تدعى ماري إلين في غرام الشاب جون كونتينا وكان عازف بيانو في ذلك المطعم، وقد كانت تلتقي به كل ليلة أو كلما سنحت لها الفرصة بالهرب من المنزل بعد أن ينام زوجها وطفلها.نعم لقد كانت ماري متزوجة وقد خانت زوجها، وفي إحدى الليالي التي حجبت فيها الغيوم ضوء القمر ألتقى الحبيبان على مقربة من المطعم، وكان ثالثهم شخص غامض يتربص بهما، وعلى حين غرة تعرضت ماري إلى طعنة قاتلة فانتفض جون محاولاً الدفاع عن حبيبته وتصارع الرجلان حتى وصلا إلى حافة الجرف وبحركة ماكرة استطاع ذلك الغريب رمي جون إلى أسفل الجرف، وفي الصباح صُدم زوار المطعم بهذه الجريمة المروعة لجثة ماري غارقة في الدماء وجثة جون التي لفظتها الأمواج على شاطئ المقاطعة القريب من المطعم، حامت الشكوك حول ذلك الزوج الغيور الذي ربما قتل العاشقين بعد أن اكتشف خيانة زوجته له ولكن لم تتمكن الشرطة من أثبات التهمة عليه، ومنذ ذلك الوقت وشبح الفتاة الزرقاء يحوم حول المطعم ويُقال أنها تنقذ الأطفال من الوقوع من على الجرف ربما لأنها كانت أم في يوم من الأيام".
❈-❈-❈
أنتهت ألي من سردها فنظرت لها كيت بإستغراب وحيرة لكل تلك المعلومات التي لديها وتسردها بمنتهي السلاسة والسهولة وكأن الزمن يعيد نفسة من جديد ولكن مع ابنة شقيقتها ولسان حالها يقول بتهكم ولكن بصوت أصبح مسموع لألي:
_"والأن أصبحت أخذ معلوماتي من طفلة قصرة القامة بعمر لم يتعدى الثالثة عشر بعد".
كانت ألي متضايقة من تهكم خالتها لها وحاولت ترك الغرفة والذهاب إلي الأسفل لكن اوقفتها كيت تحدثها:
_"انتظري ألي هل تقولي لي كيف المساعدة؟
ألي بطفولية شديدة:
_"نعم خالتي فأنتِ يجب عليكِ قراءة معلومات الإنترنت والبحث مثلي عن تلك المعلومات أو ربما مشاهدة ذلك المسلسل معي حتي نستطيع مساعدتهم عن إنهاء اعمالهم المعلقة أو حتي كي نحمي أنفسنا من اشرارهم فأنتِ معلوماتك ضئيلة جداً حقاً ولا تساعد في شيء".
مطت شفتيها بعبوس وأكملت:
_"إنهم يعلمون أننا نستطيع رؤيتهم وبالتالي مساعدة البعض منهم ولكن يجب أن نخفي عنهم خوفنا وفزعنا منهم عندما يحضرون ذلك هو الأهم ويجب أن نعرف منهم ونسالهم ماذا يريدون حتي نستطيع مساعدتهم فيعودون إلي الضوء وإلي حيث ينتمون، فهكذا قالت ميليسا في المسلسل ووقتها سوف يتركونا وشأننا".
ردت كيت بملل:
_"ألي حبيبتي هذا مسلسل تلفزيوني أنتِ فقط متأثرة بأحداثة وتركتي العنان إلي خيالك الجامح والخصب كي يتخيل تلك الأحداث مع حبك الغريب للغموض ولكن كما تقولين وبفرض إن ذلك حقيقي هل سبق وحاولتي مساعدتهم أو الحديث معهم؟
قالت الصغيرة وهي توجه أنظارها إلى ما حولها بالكامل برعب وتحاول بلع لعابها الجاف بشدة:
_"بالطبع لا فأنا أحب الغموض بالفعل ولكنني جبانة جداً وأخاف للغاية وما أراهم مرعبين حقاً وليسوا من أشباح ميليسا الودودين".
ابتسمت كيت تمسد علي وجنتها الناعمة بحب:
_"حسناً يا صغيرتي الجبانة هل إنتهينا الأن من هذا الحديث المرعب والغير شيق لا لي ولا حتي لكِ".
هزت ألي رأسها بموافقة:
_"نعم أعتقد ذلك أحسن بكثير سوف أذهب للعب الأن".
وبالفعل نهضت ألي من جوار كيت متجهة إلي الأسفل وتركت خالتها مرة أخرى تفكر في كل ذلك فهي تعلم كل ماقالتة الصغيرة وليس بجديد عليها ولكنها حاولت مجارتها حتي تعلم إلي أي نقطة وصل الأمر معها وهي تفكر ثم تأخذ القرار في التوجه إلي البحث لما قد بدأته من البحث قبل غفوتها تلك تقراء عن ما يحدث معهم من أمور مرعبة ومخيفة ولما وضح في السابق وهي مرت بما مرت به الصغيرة ألي عندما كانت في مثل عمرها لكن كانوا الجميع ياكدون لها أن تلك خيالات طفولة ليس أكثر حتي إنهم ذهبوا بها إلي طبيب نفسي بسبب شكهم في صحتها النفسية أنا ذاك كما هي تفعل الأن مع ألي فهي تتذكر ذلك اليوم الذي انتقلوا فيه جميعاً إلي هذا المنزل عندما أعتقدت أن السعادة فقط هي ما تنتظرها منزل واسع بشدة حديقة كبيرة بها أشجار وزهور غرفة رائعة اعدتها لها شقيقتها وزوجها خصيصاً وتتذكر إنها من شدة حماسها ركضت إلي قاعة المنزل الكبيرة وتسلقت الدرج صعوداً وهبوطاً، واندفاعها إلي الحديقة الواسعة تجري بها فقد كان منزلهم القديم صغيراً مقارنة بذلك المنزل فقد كانت متحمسة جداً وسعيدة بشأن حياتها الجديدة مع شقيقتها ديانا وزوجها جوردن وطفلتهم ألي التي ولدت حديثاً منذ عدة أسابيع، وتتذكر كيف إنهم احتفلوا بانتقالهم الحديث وبرغم إن أي أحد في مثل مكانها وانتقل حديثاً إلي منزل جديد سوف ينتابة بعض الخوف والقلق وبالأخص إن حجم المنزل يعطيك شعور بالرهبة ولكنها كانت فرصة بالإنتقال وحتي وإن كانت قد انتابها بعض الخوف الطفيف بداخلها إلا إن حماسها كان طاغي أكثر علي ذلك الخوف وتظاهرت بإن كل شيء على أحسن ما يرام وإن مشاعرها الحقيقية لا تفعل شيء سوي أن تجعلها سعيدة.
يتبع...