-->

رواية في حضرة الرعب - بقلم الكاتبة منار الشريف - الفصل الخامس

 

رواية في حضرة الرعب 

بقلم الكاتبة منار الشريف



الفصل الخامس 

رواية 

في حضرة الرعب



أكملت كيت حديثها مع إيثان وهي تخرج تنهيده حارة خرجت من داخلها بألم مع كل ذكره تأتي في خاطرها من تلك الأيام الغابرة: 

_"بعد فترة من ذلك الموقف كان هناك في الحديقة الخارجية أرجوحة قد وضعها لي جوردن و شقيقتي ديانا في يوم " عيد الشكر " في ذلك اليوم خرجت إلي الحديقة كما هي العادة يومياً حتي الهو بالأرجوحة وكان الوقت متأخر قليلاً فقد كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة مساءً وإذا بي أستمع إلي صوت جوردن ولكن كان خشن واجش، غليظ يصيبك بالقشعريرة وكان يحدثني قائلاً بصوت مرعب ومخيف هيا إلي الداخل يا فتاة يكفي ذلك لليوم صرخت مرتعبة أشعر بهلع ورعب رهيب جعلني أقع من أعلى الأرجوحة وقد تأذت ركبتاي بشدة من أثر تلك الوقعة وبسرعة ترجلي منها وبرغم ذلك لم أهتم بإصابتي وذهبت مسرعة إلي داخل المنزل أبكي بجسد مرتعش وشهقات عالية رأتني شقيقتي ديانا بهذا الشكل فحاولت تهدئتي وهي خائفة وقلقة من حالتي تلك اجلستني علي الأريكة وجلست بجانبي تحتضني وقد أخذت أقص عليها ما حدث معي في الخارج في ذلك الوقت ومن بعد ذلك الموضوع منعتني ديانا من الخروج مساءً نهائي من بعد الساعة السادسة لأي سبب حتي ولو للعب".


كان إيثان يستمع لها باهتمام شديد فانتبه إلي جزء في تلك القصة فقال لها مستغرباً: 

_"وما الغريب في أن يقوم زوج شقيقتك بالنداء عليكِ ولما كان يعاملك بقسوة هكذا وأيضاً لما كل ذلك الفزع والرعب منه لا أستطيع فهمك ؟!". 


قالت تزدرد لعابها: 

_"لأن جوردن لم يكن متواجد من الأساس في المنزل في ذلك الوقت فقد كان خارج البلاد وكنت أنا وديانا والصغيرة ألي في المنزل بمفردنا ولأنني وقتها رأيت ذلك الظل يقف مرة أخرى بالقرب مني وغير ذلك أتذكر جيداً إن ذلك الأمر تكرر معي من جديد ولكن عندما كنت أبيت في منزل صديقتي جيسيكا في أحد الأيام". 

                               

❈-❈-❈  

عودة إلي الماضي...


كانت الصغيرة كيت في ذلك الوقت ذهبت للمبيت في منزل صديقتها المقربة جيسيكا باركر بعدما الحت كثيراً علي شقيقتها ديانا للموافقة وبالفعل في المساء كانت تجلس كل من الفتاتان بداخل غرفة الجلوس تتحدثان وكانت الأخيرة تقص علي صديقتها المقربة كيت أحد قصصها المرعبة والتي دائماً ما تحاول أقناع كيت بانها حدثت بالفعل حيث قالت جيسيكا: 

_"حقاً لا أفهم لماذا لم تنجا تلك المربية من ذلك الشرير".


تنفست جيسيكا نفساً طويلاً عميق مرتعش تكمل 

_"في اللحظة التي صرخت فيها المربية نانسي، عدت إلى غرفتي مسرعة وذهبت إلى فراشي وغطيت أذني بوسادتي، ولكنني كنت ما زلت أسمع صراخها الرهيب". 

تنهدت مكملة: 

_"في صباح اليوم التالي، عندما لم أجدها وسألت والداي عنها أخبراني إن نانسي قد هربت مع صديقها، ولكنني علمت أنهم كانا يكذبان فقد وجدت قطعة صغيرة من الجلد البشري والملابس حيث كانت تقف فقد التهمها وأكلت لحمها وعظامها وشربت دمائها تلك الكائنات المتواجدة في القبو". 


في أثناء ذلك شعرت كيت بإن كل الشعر الصغير المتواجد على ذراعيها يقف من الفزع فهي لم تسمع قط قصة أكثر رعباً من تلك القصص التي تقصها دائماً عليها صديقتها وتحاول اقناعها بإنها تحدث بالفعل، اعتقدت كيت إن هذا لم يكن صحيحاً بالتأكيد فأخذت تدرس وجه جيسيكا فكانت تعبيرات الفتاة جادة وكانت عيناها الزرقاء تبدوا خائفة: 

_"جيسي. أعلم أنك تعتقدي أن ما رأيتيه كان حقيقياً".


قالت كيت ببطء وهدوء: 

_"ولكن أليس من الممكن أنك حلمتي بذلك فقط، فقد يمكن أن تشعُري بالكوابيس كما لو أنها تحدث بالفعل".


صرخت جيسيكا وهزت رأسها ذهابا وإيابا وشعرها الذهبي يطير حول وجهها، وكررت بصوت أكثر هدوء: 

_"لا". 


ثم أمسكت بيد كيت بقوة تقول: 

_"عليكِ أن تصدقيني،  وعديني بأنكِ لن تغادري غرفتك أبداً في الليل، هيا أوعدني كيت." 


كان العرق يتصبب بغزارة على جبين جيسيكا 

واندفعت عيناها ذهابا وإيابا كما لو كانت تعتقد أن هناك من يتجسس عليهم، فقالت كيت لها مسرعة: _"حسناً أعدك". 


وضغطت على يدي جيسيكا تكمل: 

_"وأنتِ عليكِ أن تعديني بأن لا تقلقي وترتعبي هكذا". 


أومأت لها جيسيكا برأسها فشعرت كيت بالارتياح يتدفق بداخلها، فقد كانت جيسيكا في حالة شبه هستيرية، سحبت كيت يديها برفق بعيداً عن يد صديقتها وقالت: 

_"أعتقد أننا كلانا بحاجة إلى بعض النوم، سأراكِ في الصباح يا جيسيكا". 


                    

نهضت كيت مسرعة إلى غرفتها الخاصة التي جهزتها لها صديقتها للمبيت فيها ورغم أنها شعرت بالرغبة في الجري قالت لنفسها إن ذلك سخيف حقاً لكنها لم تستطيع أن تنسى الرعب في عيني جيسيكا كما روت لها هي قصتها، ارتدت كيت ثوب نومها ثم أطفأت اضاءة المصباح، وأسرعت إلى الفراش وانزلقت تحت الأغطية ولكن ما جذب انتباهها هو وجود رائحة غريبة كأن قد قام أحد ما برش العطر على اغطية الفراش فحملت القماش على أنفها للحظة، رائحة غريبة لم تستطيع كيت التعرف عليها شيء حاد وغريب، استدارت على جانبها الأيمن وكان قد تسلل القليل من ضوء القمر من خلال الستائر وألقى بظلاله على زوايا الغرفة ضغطت كيت على عينيها تستمع إلى صوت دقات الساعة بهدوء المتواجدة على الرف(تيك توك، تيك توك) ثم استدارت على جانبها الأيسر وحين ذلك جذب انتباهها صوت ضجيج أخر غير صوت دقات الساعة، وكان ذلك الصوت الناعم لبكاء شخص ما ففتحت عينيها علي وسعهما وجلست تفكر بصوت مسموع منخفض تقول هل هذه جيسيكا تبكي؟ أم ربما أحد أشقائها الصغار؟  نهضت كيت من علي الفراش وهرعت إلى باب غرفة نومها وأدارت مقبض الباب ثم تجمدت فجأة!! فقد تحول صوت البكاء إلى عويل منخفض ولكن لم يكن يبدوا ذلك بصوت بشرياً نهائياً، لم تستطيع كيت إلا التفكير في تلك الكائنات المريعة التي وصفتها جيسيكا وتلك الوجوه التي تدور بأعينها في الأعماق السوداء من القبو المظلم ووجوه أخرى تبكي وتتأوه: 

_"جيسي". 


قالتها كيت ثم أكملت تقول: 

_"هل هذه أنتِ؟ هل أنتِ بخير؟" 

أخذ النحيب يرتفع بصوت أعلى وبدا الأمر كما لو أنه قادم من خارج باب غرفة كيت مباشرة فقالت برعب شديد وفزع: 

_"من هناك؟" 


حاولت كيت كافحت من أجل الحفاظ على صوتها قويا وثابتا ولكن دارت كلمات جيسيكا في عقلها تتكرر أكلتها الكائنات، أكلت لحمها وعظامها وشرب دمائها ماذا كان هناك؟ ماذا؟ 

كان على كيت أن تنظر بداخل غرفتها وكانت من شدة رعبها تسمع دقات قلبها تنبض في أذنيها بقوة من حولها بدا أن خولها إلى الغرفة بأكملها تحبس أنفاسها، انزلقت يد كيت على مقبض الباب وكان كفها مبللاً بالعرق أخذت نفسا عميقاً أخر ثم فتحت الباب فوجدت؟! 


في صباح اليوم التالي.. 

قامت كيت بلف ذراعيها بإحكام حول جسدها فقد استطاعت  أن ترى تلك الأصابع محفورة في لحمها فقالت: 

_"لقد رأيت الظلال في القاعة تتحرك فقد تحولوا إلى عمود أسود مليء بالدخان بجانب وفوق بعضهم البعض، وكان مليء بالوجوه وجوه كثيرة بلا عيون، وجوه بلا جلد، وجوه مغطاة بالعديد من القروح البشعة، وكأن احترقت تلك الوجوه حتى أصبحت سوداء". 


احتجت صديقتها علي حديثها قائلة: 

_"لا بد أنكِ مازلتي تحُلمي، مثل هذه الأشياء لا يمكن أن توجد أبداً. أبداً". 


_"هو - هي همسوا نحوي". 

همست بها كيت مرتعده تكمل: 

_"كان بإمكاني سماع أصوات تلك الوجوه تتأوه وتبكي نظرت إليهم جميعاً، حتى تلك التي لا عيون لها ثم انفجرت عده أيادي طويلة من خلال ذلك العمود أيادي ملتوية مع مخالب لم أستطيع الركض، لم أستطيع فعل أي شيء سوى المشاهدة وهم يقتربون أكثر فأكثر". 


توسلت لها صديقتها بأن تتوقف: 

_"حسناً يكفي هذا توقفي عن ذلك كيت". 


لكن كيت لم تفعل وأكملت: 

_"أثناء ذلك فجأة نادي رجل باسمي وياليتني ما استمعت". 


عودة إلي الوقت الحالي.. 

                                 

❈-❈-❈ 


في كل لحظة بعد ذلك من حديث كيت كان إيثان يتأكد أكثر وأكثر بداخلة أن تلك الأحداث كلها لابد الكشف عن خفاياها وغموضها ولكن علية قبل ذلك التريث في كل خطوة سوف يقوم بها لحل اللغز ذلك نعم هو لن يتخلى عنهم كما قال لهم ذلك من قبل وكما هو بداخلة ولكن بالفعل لابد من وجود حل لكل ما يحدث معهم وانتابه جزء منها، أنتهي كل من كيت وإيثان من التحديث حتي ذلك الحين فقط ثم طلبت منه كيت أن تستعير حاسوبه الشخصي: 

_"إيثان هل أستطيع أن استعير منك حاسوبك قليلاً فجهازي قد قمت بوضعة علي الشاحن الكهربي".


_"نعم حبيبتي هو لكِ لا مانع لدي هل ستقومين بإنهاء أعمالك عليه؟". 


ترددت قليلاً في قولها ثم قالت: 

_"لا سوف أقوم بعمل بحث عن أحد المنتجات النسائية التي أحتاجها وطلبها عن طريق الاون لاين ". 


طبطب علي وجنتها بحنان يقبل رأسها: 

_"حسناً جميلتي وأنا سوف أذهب إلى الخارج هل تريدين شيء حتي أتي لكِ به معي". 


ابتسمت له قائلة: 

_ "لا بوركت حبيبي، سوف استعمل الحاسوب قليلاً فقط ثم أذهب إلي تجهيز طعام الغداء وترتيب بعض الأغراض". 


ابتسم لها إيثان ثم خرج من الغرفة متوجه إلي خارج المنزل بالكامل، نهضت كيت من علي الأريكة وأخذت الحاسوب متوجهة إلي الطابق السفلي تقوم بالبحث عن ما يشغل تفكيرها تلك الأيام توجهت تجلس علي أحد كراسي طاولة الطعام تكتب في قائمة البحث "Ghosts" حتي ظهر لها عدة اختيارات للبحث فقامت باختيار أحدهم وبدأت تقراء فيها "الأشباح مخلوقات ذات طبيعة منطقية وغير عادية في أن واحد بين جيش الوحوش الذي يسكن خيال الرعب ومن ناحية أخرى وجودها منطقي تماماً لأن الخوف من الموت هو أحد أكثر المخاوف السائدة في جميع الثقافات وهو الحجاب الذي يفصل بين من مات ومن يعيش ولا يمكن اختراقه وكل الناس يتسألون منذ الأذل عنه وفكرة أن أرواح الموتى قد تخضع إلي نفس المشاعر والتعلق مثل الأحياء فكرة ليست سيئة ومع ذلك فإن وجود شبح في خيال الرعب أمر غير عادي أو اعتيادي لأنه يجعل كل شيء مروع، وإن الروح غير المجسدة يمكن أن تتجلي في صوت، أو لمس، أو رائحة، أو رؤية وأيضاً الامتلاك أو التلاعب بالأشياء أو القيام بعدة أشياء مخيفة أو مرعبة، وفي بعض الأحيان قصص الأشباح تختلف من قصة إلي قصة أخرى ولكن في الأساس قلب أي قصة هي تلك الأشباح ويتعلق الأمر بنوع من الاختراق لعالم الأحياء من خلال وعي الشخص أو أحد الأشخاص المتوفيين كأن يأتي في صورة أحدهم ويكون أغلب الظن هذا التلبس أو التوغل لهم في عالمنا كونه بعض الأعمال غير المكتملة لهم وهناك دافع لذلك الشبح أو تلك الروح بغض النظر عما إذا كانت تلك الروح لشخص أو شبح معذب أولا وإن كان يعذب الأشخاص الأحياء أم يطلب منهم المساعدة فيجب تحديد سبب تواجد تلك الروح في الأساس وكما قولنا هل هي هنا كي تثأر أو تنتقم، أو تكتشف جريمة، أو توجه الضحايا إلي شيء خفي لا يعلموه أم فقط تقوم بمضايقاتهم بسبب أو أخر  وعادة ما ترتبط ظاهرة ظهور الأشباح بموقع أو بقعة معينة كالمنازل أو السفن أو المناطق المهجورة أو غيرها، فقد اشتهرت العديد من المناطق أو البقع بظهور الأشباح وكثرت فيها الحوادث بصورة لا يمكن أن يتجاهلها أي متابع لتلك الظاهرة وفي حين يرى الباحثون وبعد إجراء سلسلة طويلة من الدراسات حول معظم البيوت المسكونة بالأشباح أن جميع هذه المنازل تحتوي على مجار مائية تمر علي صخور الجرانيت وبسبب احتكاك الماء بهذه الصخور تتولد طاقة كهرومغناطيسية تؤثر على عقول ساكني المنزل الأمر الذي يجعلهم في حالة أشبه بـالهلوسة فيخيل لهم أنهم يرون أشكالًا هلامية وأشباح، وقد لا يكون لها وجود  وأول تواصل مع الأرواح جاءت بواسطة الموائد الدوارة أي الموائد التي تدور ثم ترتفع في الهواء دون تدخل الإنسان، وكذلك بواسطة اللوحة والسبلة ثم تطور الأمر إلى حروف الهجاء واكتشف المشاهدون أن تلك الأشياء الجامدة لم تكن تدفعها قوة آلية عمياء بل كان فيها أثر لسبب ذكي كان هذا الاكتشاف بمثابة باب فُتح ورفع الستار عن كثير من أسرار الحياة وراح الناس يتسألون هل تلك الحركات ذات أصل ذكي، وإذا كانت هناك قوة ذكية فما هي؟ وما هو كنها ومصدرها؟ وكانت تلك السلة تتحرك على الورقة بواسطة نفس القوة الخفية التي تحرك الموائد ولكن بدلاً من الحركة السابقة المنتظمة بداء القلم يكتب حروفاً ثم كلمات ثم سطورا فخُطباً كاملة عديدة الصفحات متناولاً أعلى مسائل الفلسفة وأمور الأدب والخلق والعلوم النظرية والعلوم النفسية إلي الأخر وكانت الكتابة سريعة ككتابة اليد وأحياناً كان الوسيط يأخذ القلم بيده ويكتب هو ويده مندفعة بقوة خارجة عن إرادته وبسرعة فائقة، وكان هناك أمر غريب يؤكد الظاهرة وهو تغيير الخط تغييراً كاملاً طبقاً للروح المخاطب الذي يحفظ خطه الأصلي وتتعلق النقطة الثانية بطبيعة الأجوبة ذاتها خصوصاً حينما تكون الأسئلة مجردة صعبة الفهم أو خارجة عن دراية الوسيط وعن مقدرته العقلية أحياناً، وفوق ذلك فهو عادة ليس على علم بما يكتب وكثيراً ما لا يسمع الأسئلة ولا يفهم فحواها لكونها أحياناً منطوقة بلغة أجنبية يجهلها أو تكون مجرد فكرة تدور في خُلد أحد الحاضرين ويأتي الجواب بتلك اللغة الأجنبية ولم يطل الوقت حتى بدأت الإشارات تتحول إلى عبارات ناطقة بواسطة وسطاء يتجسد فيهم الروح المتكلمة، وهناك بعض الأشخاص مؤمنين بأن رؤية الأشباح أو كيان الشبح في الحقيقة سواء شعرت بالفزع والخوف أو دون الشعور بالخوف فهذا يشير ربما إلى تقبل أمرا ما يحيطك ومستعد إلي مواجهته أو غالباً ما يشير إلى حدوث اشياء مخيفة سوف يمر بها ذلك الشخص أو أحداث غير متوقعة ربما ومشكلات وأزمات وتعثرات في مواضيع حياتيه ورؤية شبح فهذا يشير إلي الشكوك والمخاوف التي تنتابك أتجاه أمرهم ، ولهذه الأساطير علامات واضحة يتعامل معها باعتبارها إشارات تدل على وجود أشباح، فغالباً لا يمكن أن تجلس في مكان يجتمع فيه عدد من الأشخاص وتبدأ الأحاديث عن الأشباح  دون أن تسمع عدداً من القصص المرعبة حول الأثاث الذى يتحرك ليلاً والأصوات التي تخرج من أماكن غريبة بمجرد نوم العائلة بالكامل، وغيرها من قصص الرعب التي تتضح علاماتها إذا شاهد أحدهم فهناك علامة واضحة على وجود أشباح في ذلك المنزل وهي أمثال اضطرابات الأجهزة الإلكترونية وما أن يتم غلق أو فتح التلفزيون ذاتياً دون تدخل من أي شخص وتغيير قنوات التلفزيون ذاتياً أيضاً هو جزء من الأسطورة المعروفة أن المنزل مسكون، وهناك أيضاً اختفاء الأشياء وهي أن تضع الأشياء في مكان ولا تجدها وتكون متأكداً أنك تركتها في هذا المكان علامة واضحة للبيت المسكون والتي تتصدر قائمة الأساطير حول المنازل المسكونة، أيضاً الأصوات الغريبة مثل سماع أصوات الغريبة كخطوات شخص يمشي أو موسيقى غير مسموعة جيداً والأصوات الحيوانية أيضا من علامات وجود أشباح في البيت، كما اعتاد الباحثين في الخوارق أو من يستهويهم تلك الأشياء أن يرجحوا أي صوت غريب إلي وجود أشباح تسكن معهم في المنزل بالضرورة، كثرة الأحلام المتتالية الغريبة مؤشر مؤكد علي وجود الأشباح في البيت فهي ليست أحلام فهم لا يستطيعون التحكم في أحلامك ولكن في الحقيقة لأن عقلك الباطن يشعر بهم حولك فتشعر وكأنك تراهم فهل شعرت من قبل أن هناك من يراقبك، أو موجود معك في الغرفة حتى وأنت وحدك في البيت أو تشعر بأن أحدهم يلمسك ويحدث هذا الأمر بشكل متكرر في أماكن محددة في المنزل، وقد يكون الأمر أكبر من مجرد هلاوس أو أوهام. 

كانت كيت في أثناء ذلك وقيامها ببحثها وقراءة معلومات ما كانت تبحث عنه كان المنزل هادئ  جداً وألي تشاهد أحد برامج الكارتون المفضلة لها في غرفة الجلوس في نهاية الردهة وبعد نصف ساعة رفعت كيت بصرها عن الحاسوب ونظرت حولها في عبوس حائرة فقد استمعت إلي أصوات خبطات مكتومة وعميقة بشكل ما ظلت تستمع للحظات تحاول التركيز والانتباه إلي تلك الأصوات حتي توقفت نهائياً ثم بعدها بدقائق تناست أمرهم ولكن مع عودة واستمرار تلك الخبطات والأصوات لم تستطيع التركيز وقد تشتت ذهنها تماماً عما تقوم به وفيما تقراء ولذلك قامت بإغلاق الحاسوب وتركته كما هو أعلي المنضدة ونهضت منزعجة حتي تتحري ذلك الأمر فذهبت أولاً إلي غرفة الجلوس فوجدت ألي تجلس علي الكرسي منكمشة في نفسها تشاهد التلفاز في هدوء وتركيز تام فقامت بتغيير طريقها وتوجهت إلي باقي أرجاء الطابق السفلي تلقي نظرة فبدأت الطرقات في الازدياد وبداء الصوت يعلوا ويتضح أنه يأتي من الأعلى فتوجهت تصعد إلي هناك عبر الدرج حتي وصلت وسارت في طريقها عبر الرواق وفي ذلك الوقت أخذت تلك الأصوات في الاضمحلال فجأة ولكن كيت علمت أنها صادرة من غرفة نوم شقيقتها الراحلة والتي لم يقم أحد بالدخول إليها منذ أن عادوا إلي المنزل بالطبع باستثناء الصغيرة ألي بدون علمهم وما أن دفعت كيت باب الغرفة بيدها ودخلت إليها كان الصوت قد اختفي لكنها لمحت خيال قصير يتحرك سريعاً فتراجعت خطوتين إلي الوراء مفزوعة مع شهقة عالية صدرت منها وقالت: 

_"ما هذا بحق الجحيم؟". 


وقامت بإضاءة الأنوار سريعاً فلم تجد أي شيء ف أخذت تلف الغرفة بالكامل بعينيها ثم اغلقت الاضاءة وذهبت إلي الخارج تغلق الباب خلفها بحده وهي تحدث نفسها: 

_"ما هذا الخيال الذي رأيته أم كان ذلك مجرد يخيل إلي هل ذلك حقيقي أم من تأثير ما كنت أقراء بالأسفل". 


وضعت يداها الاثنتين علي بداية رأسها يلفها دوار خفيف من كثرة التفكير والانهاك النفسي والجسدي أيضاً فقررت الذهاب إلي غرفتها تأخذ قسط من الراحة قليلاً وحتي مجيء إيثان من الخارج وفي العموم فقد اطمأنت علي ألي وما تقوم به، توجهت كيت إلي فراشها الناعم الوثير تتسطح عليه تنظر إلي سقف الغرفة الأبيض تفكر بشرود فبدأت تشعر بتثاقل جفناها وبدأت تغفي وتضع يدها علي فمها وهي تتثاوب ثم نظرت إلي نافذة الغرفة ولكن بعد برهة خفت حركتها واستلقت بلا حراك وذهبت في ثبات عميق تطاردها بعض الأحلام أو ربما كوابيس وذكريات قديمة عن كيت الصغيرة لا تريد هي تذكر أحدثها وتحاول الا تقتنع بها، أما ففي تلك الأحلام فقد كانت ترى نفسها في أحد الامسيات مستلقية علي فراشها ليلاً وعلي ضوء مصباح خافت تقراء أحد الروايات المحببة لها ثم فجأة استمعت إلي صوت يأتي من خارج الغرفة كأن أحدهم يبكي من بعيد نهضت وذهبت تنظر حولها فلم تجد شيء ثم نظرت من خلال النافذة فكان الظلام الدامس يعم المكان في الخارج اقشعر بدنها ولكنها لم تعطي للأمر أهمية فجلست علي الفراش مرة أخرى تمسك بيدها روايتها لم تمر علي ذلك ثواني حتي استمعت مرة أخرى إلي نفس صوت البكاء الحزين ذلك يصدح مرة أخري فأغلقت قصتها ونهضت تاركة إياها وذهبت تتفقد الصوت والمكان مرة ثانية ولكن علي نفس الموال لم تجد شيء تمالكت شجاعتها وارتدت خُفها وذهبت خارجة من غرفتها تترجل إلي الأسفل عبر الدرج ثم إلي الحديقة كي ترى ما صوت البكاء هذا ولمن وبالفعل كانت في الحديقة تحاول أن ترى شيء ولكن لم يمكنها الظلام بها من رؤية أي شخص تذكرت أن هاتفها معها فقامت بتشغيل الإضاءة به ورفعت الضوء عالياً وكانت مازالت تستمع إلي ذلك البكاء لكنها لم تتمكن من معرفة الاتجاه الذي يأتي منه الصوت وفي ذلك الوقت أخذ الصوت يعلوا أكثر إلي حد النحيب العالي فأدركت وقتها إن الصوت يأتي من الجانب الخلفي للحديقة فبدأت تمشي ببطيء فقد كانت مرتعبة حقاً تشعر بأنفاسها تقل وضربات قلبها كيت تزيد اجتازت كيت المسافة سريعاً إلي الخلف ثم وقفت هناك حيث ظل طويل يقف غير واضح المعالم  وجهت الضوء أكثر له فوجدت فتاة شابة ترتدي ملابس غريبة جداً وجزء منه يغطي رأسها وكانت تبدوا صغيرة في العمر لا يتجاوز عمرها الثانية والعشرين نظرت لها الفتاة بشدة عندما شعرت بضوء الهاتف موجهة لها مباشرة فأخذ يخرج من فمها صوت هسهسة، انتفضت كيت في مكانها تحاول الهروب ولكن كان جسدها بأكمله متيبس وينتفض رعباً فقالت لها متلعثمة: 

_"من أنتِ؟ وماذا تفعلين هنا في حديقة منزلنا وفي وقت متأخر هكذا من الليل؟!". 


كانت الفتاة تستمع إليها ولكن لم تقم بإجابتها فقط دموعها تزداد هطول بشكل غريب جداً علي شخص طبيعي فقررت عليها كيت نفس السؤال مرة أخرى وهي ترتجف فنظرت لها الفتاة بحدة شديدة وغضب ثم أخذت تقترب منها ببطيء وتبدأ تظهر علي وجهها ابتسامة خبيثة وكلما اقتربت كلما اشتمت كيت رائحة كريهة وحرارة جسدها تعلوا ولسعات مثل لسعات النحل بدأت تشعر بها علي كامل جسدها واحدة تلو الأخرى فأخذت تبكي وتصرخ لكن لم يسمع صوتها أحد فقد اقتربت منها تلك الفتاة بشدة حتي ظهر وجهها الحقيقي لكيت فكانت ذات منظر بشع وجهها كأنه وجه شيطان وانيابها بارزة ويخرج من فمها الذباب والتجاعيد بدأت تملئ وجهها وعيونها بالكامل تحاوطها السواد وقد اختفي البياض بالكامل من بؤبؤ عيناها، نظرت كيت إلي أسفل قدميها حتي لا تنظر إلي ذلك الوجه القبيح المرعب  فوجدت قدمي الفتاة  مقلوبة إحداهما وكأنها قطعت ولكن مازالت متصلة بجسدها بشكل ملفت ومريب وأيضاً غريب جداً وبرغم ذلك لم تكن تمشي مثلنا علي الأرض وإنما تطفو في الهواء ومرة واحدة بات الجو حار وخانق إلي درجة لم تستطيع معها كيت مقاومتها بشكل لعين جعلها تلهث تحاول التقاط ما تبقى من أنفاسها وجسدها يتصبب عرقاً وفي تلك اللحظة وقبل أن تري غيامه سوداء تحاوطها استمعت الي الجملة التي قالتها الفتاة في أذنيها واخترقت قلبها وروحها:                

_"عندما لا يكون هناك مكان في الجحيم سيمشي الموتى علي الأرض". 


في تلك اللحظة كيت خانها جسدها ولم تشعر بنفسها الا وهي يغشي عليها متأثرة بصدمة حادة. 


يتبع...