رواية ذكريات مشو هة- بقلم الكاتبة منة أيمن- الفيل الثامن
رواية ذكريات مشو هة
بقلم الكاتبة منة أيمن
الفصل الثامن
رواية
ذكريات مشو هة
شعرت "أمنية" بالتوتر الشديد، لتصيح بطفوليه وتلقائية وهى تلتف إليه وهى غير مُدركه لما تقوله معقبة:
_ يا سيف بقى عشان خاطر حبيبتك أمنية، صدقنى بابا مش هيوافق و...
شعر "سيف" أن قلبِه يكادُ أن يخرُج من بين ضلوعِه، أهى حقا قالت حبيبتك!! ولكن كيف هل تذكرت كل شئ أم هذه الجُمله فقط، بينما "أمنية" لا تعلم ماذا قالت أو ماذا تفعل!! كيف لها أن تصف نفسها بجبيبه له!! لماذا قالت هذا!! كيف خرجت منها هذه الكلمات دون إرادةً منها، لتشعر "أمنية" بالخجل الشديد وتانيب النفس على ما قالت
عقبت "أمنية" بخجل شديد:
_ أنا أسفه يا سيف، أنا مش عارفه قولت كده أزاى؟!
أجابها "سيف" بإبتسامه حب:
_ ولا يهمك ساعات الواحد وهو متوتر بيقول كلام غصب عنه وبدون إرادة، بس تصدقى أوقات كتير أوى بيبقى الكلام ده طالع من القلب
أضافت "أمنية" بحرج شديد:
_ بعد أزنك يا سيف هطلع أكمل شغلى
وافقها "سيف" رادفا بجديه:
_ تمام ومتنسيش أحنا هنسافر بكره فى طيارة الساعه ٥ وهعدى عليكى، أنا هحجز التذاكر حالا
أومات له "أمنية" باستسلام رادفة:
_ حاضر يا سيف
خرجت "أمنية" من المكتب وسريعا ما أخرج سيف هاتفه ليُجرى إتصالا، وبعد قليل صاح "سيف" بأدب:
_ صباح الخير يا عمى
أجابه "كامل" بهدوء:
_ صباح النور يا سيف يا أبنى، عامل أيه؟!
أجابه "سيف" رادفا بمحبة:
_ الحمدلله تمام، أنا عايز منك خدمه يا عمى وأرجوك متخزلنيش دى أهم خدمه ممكن تعملهالى
أسفسر "كامل" بقلق:
_ خير يا أبنى قلقتنى؟!
أضاف "سيف" بهدوء:
_ أنا عايز حضرتك توافق على سفر أمنية معايا لندن وأوعدك إنها هتكون بأمان
صاح "كامل" بصدمة:
_ لندن أيه يا أبنى، أزاى يعنى أنا مقدرش أسفر أمنيه بعيد كده لوحدها وخصوصا دلوقتى
أضاف "سيف" بترجى قائلا:
_ أرجوك يا عمى أنا حاسس السفرية دى ممكن تكون فى صالحنا وأمنية تستعيد ذاكرتها
أردف "كامل" بكثير من الحيرة:
_ بس يا أبنى
أضاف "سيف" بمزيد من الإصرار:
_ لو أنت مش واثق فيا أنا عندى أستعداد أنزل معاك حالا عند المحامى أكتبلك تعهد إنها مش هيمسها الهواء، أرجوك يا عمى أرجوك
عقب "كامل" رادفا بإستسلام:
_ موافق يا سيف عشان أنت يا أبنى طول عمرك راجل وجدع وأنا واثق إنك هتصون الأمانه
أردف "سيف" بسعاده:
_ فى عنيا يا عمى
ثم أغلق كلا منهما الهاتف، ليتصل "سيف" بشركة الطيران ليحجز لهم تذاكر السفر
❈-❈-❈
فى المساء فى منزل عائلة "أمنية" كانت تجلس على فراشها لا تعلم كيف تُخبر والديها بامر السفر مع "سيف" ولا تعلم أتُخبر "هشام" أم لا وتظل على هذه الحيره لفتره طويله حتى قطع شرودها دخول شقيقتها "نداء" التى تحاول أن تُظهر إنها لا تعرف شيئا فالبطبع ولدها أخبرها ولكنها لم تُبين هذا
صاحت "نداء" بحب:
_ أيه يا مونى أعده هنا لوحدك ليه؟!
أجابتها "أمنية" بحيرة:
_ محتاره يا نداء مش عارفه أعمل ايه!!
أردفت "نداء" بأستفسار:
_ تعملى أيه فى أيه؟! فهمينى يمكن أساعدك!!
تنهدت "أمنية" بإستسلام وقصت على "نداء" كل ما دار ببنها وبين "سيف" فى مكتبه:
_ بس يا سيتى ومصمم إنى أسافر معاه
أجابتها "نداء" بهدوء:
_ طب وفيها ايه يا أمنيه الناس دى احنا عرفنها من زمان وانا بشتغل معاهم من سنين من ساعه ما كانت شركه صغيره وسيف اخلاقه عاليه واكيد بابا هيوافق
زفرت "أمنية" ببعض من القلق رادفة:
_ تفتكرى؟!
أجابتها "نداء" بتاكيد على حديثها:
_ أكيد طبعا، يلا قومى قولى لبابا بسرعه وأنا هحضرلك الشنط
❈-❈-❈
فى قصر السيوفى فى غرفه "سيف" كان "سيف" يُحضر أغراضه وحقيبته ويستعد لهذه الرحله التى سوف يجد بها روحه مره أخرى، ليقاطعه دخول شقيقه "سامى" صاح "سامى" رادفا باستفسار:
_ أيه يا سيف أنت فعلا مسافر؟!
أجابه "سيف" بسعادة:
_ ايوه يا سامى مسافر أنا وأمنية
صاح "سامى" بدهشه ممذجه بفرحه:
_ أيه ده معقول؟!
أجابه "سيف" رادفا بتوضيح:
_ اه اقنعتها تسافر معايا لندن نخلص الصفقه اللى هناك وبالمره اخط معاها وقت يفكرها بحياتنا زمان... وبعدين تعالى هنا هى نداء مقالتلكش ولا ايه؟!
تنهد "سامى" وقد بداء على وجِههِ ملامح الحُزن:
_ لا مقالتليش
شعر "سيف" بالدهشة ليعقب باستفسار:
_ مالك يا سامى!! فى حاجه حصلت بينك وبين نداء؟!
أجابه "سامى" بكثير من الحزن:
_ أتخنقنا أمبارح ولحد دلوقتى مش بترد عليا ولا حتى جت الشغل النهارده
صاح "سيف" بدهشه:
_ طب وأبه سبب الخناقه؟!
شعر "سامى" بالحرج مما فعله قائلا:
_ هقولك بس متزعلش
••
عقب "سامى" بكثير من الحب:
_ نداء أنا عايز أجى أتقدملك بقى أنا زهقت من جو المرهقه والغموض اللى احنا فيه ده
أجابته "نداء" رادفة بحده:
_ لا طبعا يا سامى مش وقته لما نطمن على أمنيه الاول انت مش شايف دخول اللى أسمه هشام ده فى حياتها عمل ايه ده ملخبطها خالص
صاح "سامى" بكثير من الإنزعاج رادفا بحدة:
_ طب وده أيه علاقته بدا يا نداء، أنا بقولك عايز أطلب ايدك من والدك ده ماله ومال امنية
زجرته "نداء" بغضب كبير رادفة بإصرار:
_ لا طبعا ليه دعوه انا مش هفرح واختى تعيسه ابدا، لما اطمن عليها الاول وتستعيد ذاكرتها ساعتها تبقى تتقدم وتعمل كل اللى انت عايزه
شعر "سامى" بكثير من الغضب رادفا بحدة:
_ انا غلطان يا نداء والواضح كده انك بتتلككى عشان مطلبش ايدك وواخده حوار امنية حجه، والواضح كمان ان فى حد تانى وعشاز كده انا غلطان وانسى كل اللى انا قولته يا انسه نداء سلااام
شعرت "نداء" بصدمه مما قاله حبيبها رادفة بصدمة:
_ سامى استنى سااامى
•••
صاح "سيف" بغضب شديد:
_ أيه اللى أنت عملته ده يا سامى، أنت أتجننت ولا ايه ليه تعمل كده؟!
شعر "سامى" بالغضب من نفسِه:
_ مش عارف يا سيف، مش عارف
أضاف "سيف" بإصرار:
_ انت لازم تكلمها تصالحها فى أسرع وقت، نداء مش كده ولا عمرها هتبقى كده وانت عارف
أومأ له "سامى" رادفا بإنصياغ:
_ حاضر يا سيف أكيد هصالحها المهم خلى بالك أنت من أمنية وحطها فى عنيك
أجابه "سيف" رادفا بحب:
_ دى فى قلبى مش فى عنيا بس
❈-❈-❈
فى مزل عائلة "أمنية"، كان "أمنية" جالسه مع والدها وقد قصت عليه ما أخبرها بِه "سيف" وضرورة سفرها معه لاتمام الصفقه..
أجابها "كامل" بتفاهم:
_ سيف كلمنى يا بنتى وأنا وفقت، سيف إنسان محترم ووعدنى إنه هيخلى باله منك لحد ما ترجعوا، وأنا بثق فى الولد ده جدا
شعرت "أمنية" أن والدها يحاول أن يوصل لها رساله مضمونها أن "سيف" أفضل من "هشام" ألف مره ولكن لماذا هى الان مع "هشام"!! وليست مع "سيف" هل أنا كانت غبيةً فى الماضى لتكون مع هذا "هشام" الذى لا تشعر معه باى شئ، بينما "سيف" تشعر إنها تحمل لداخلها شئً كبير له ولكن إلى متى ستظل بهذه الحيره؟!
بعد أن أنتهت "أمنية" من الحديث مع والدها ذهبت الى غرفتها لتجد هذا "هشام" حاول الاتصال بها عدة مرات، لتتنهد بإستسلام بعض الشئ وتقوم بالاتصال بِه
صاحت "أمنية" مُعقبة بهدوء:
_ أيه يا هشام!!
أجابها "هشام" رادفا بمغازلة:
_ أيه يا حبيبتى مش بتردى ليه يا موزتى؟!
أجابته "أمنية" بخنقه ما وتشعر لكثير من الضيق:
_ مفيش مكنتش سامعه الفون
أضاف "هشام" بكثير من المكر:
_ طب أيه رائيك أعزمك بكره على الغداء، عايزين نتكلم فى موضوع الجواز بقى
شعرت "أمنية" بالتوتر والفزع رادفة بنهى:
_ لا...لا طبعا مش هينفع انا... أنا مسافره بكره
أجالها "هشام" بعصبية كبيرة:
_ مسافره أزاى يعنى وفين؟!
أجابته "أمنية" رادفة بتوضيح:
_ مسافره مع أستاذ سيف لندن عشان الصفقه
صاح "هشام" بغضب شديد:
_ ليه هو أنا شفاف لدرجه دى يا ست أمنية متكلمنيش حتى تستاذنينى؟! وبعدين أنا مش موافق مفيش سفر وأزاى أبوكى يوافق أصلا!!
صاحت "أمنية" بانفعال وغضب:
_ أستأذنك!! أنت مالك اطأصلا أسافر ولا مسافرش أنا لسه فى بيت بابا وهو بس اللى أخد أذنه فى أى حاجه، وبعدين أصلا مش هينفع نتكلم فى سيرة الجواز دى إلا لما أستعيد الذاكره وأتاكد من حقيقة مشاعرى وإذا كان فعلا يتفع نكمل مع بعض ولا لا!!
أضاف "هشام" بغضب وتوعد:
_ ماشى يا أمنية براحتك، سافرى وهترجعى تلاقينى مستنيكى، سلام
أنهى "هشام" الأتصال مع "أمنية"، ليسرع بالاتصال بشخص ما هو يعرفه رادفا بغضب:
_ أحجزلى بكرة تذكرتين لندن فى طياره بعد الضهر
❈-❈-❈
اليوم الثانى فى المطار ب لندن، صاح "سيف" بحب كبير:
_ نورتى لندن كلها يا أمنية
أجابته "أمنية" رادفة بخجل:
_ شكرا يا سيف
أضاف "سيف" مُعقبا بضحك ونبرة مرحة:
_ لا مش هينفع هنا جو الكسوف ده خالص، ده لو شافوا الخدود الحمره دى هيخطفوكى منى
أجابته "أمنية" بإبتسامة خجل:
_ لا مش لدرجه دى، يعنى مش حلوة كده
أضاف "سيف" بنبرة عاشق قائلا:
_ لا يا أمنية وأحلى من كده كمان، أنتى مفيش حد فى الدنيا دى كلها أحلى منك أو يتقارن بيكى
عقبت "أمنية" بصدمة ممذوجه بخجل رادفة بإستفسار:
_ هى.. هى العربية فين؟!
أجابها "سيف" بانتباه لهذا الخجل قائلا:
_ أه العربية جت أهى أتفضلى
تحركت السيارة فى طريقها للفندق وبعد وقت قليل وصلوا إلى الفندق ليذهبوا عند موظف الأستقبال ليحدثه باللغة الأنجلزيه
عقب "سيف" رادفا بإستفسار:
_ إذا سمحت، هناك حجز هنا بأسم سيف السيوفى
أجابه موظف الاستقبال قائلا:
_ نعم يا سيدى، هناك جناحين قد تم حجزهم بأسم السيد سيف السيوفى
صاحت"أمنية" بصدمه وهى تنظر إلى "سيف" رادفة بدهشة:
_ جناحين!!
أكمل "سيف" مع موظف الاستقبال مُضيفا بهدوء:
_ إذا سمحت أخبر أحد أن يصطحب الشنط إلى الغرف
أجابة الموظف الاستقبال رادفا بإنصياع:
_ تحت أمرك يا سيدى، إقامة سعيدة لكم
أجابه "سيف" بإبتسامة لابقة:
_ شكرا جزيلا ليك
تحدثت "أمنية" إلى "سيف" رادفة بإستفسار:
_ جناحين ليه يا سيف، كان كفايه أوضتين
أطابها "سيف" مُعقبا بضحك:
_ وفيها أيه يعنى فرقت معاكى دى!!
أجابته "أمنية" رادفة بتوتر:
_ أه فرقت الجناح كبير أوى وأنا هخاف أقعد فيه لوحدى وهبقى خايفه على طول
أجابها "سيف" بضحكة مرحة على خوفها قائلا:
_ طب يا سيتى متخفيش أنا عندى حل، أحنا نفضل برا طول اليوم ومتطلعيش الجناح غير على النوم ولو تحبى أفضل معاكى على الفون لحد ما تنامى كمان معنديش مانع
وافقته "أمنية" بابتسامة إمتنان وحماس مُعقبة:
_ ماشى يا سيف
صعدت "أمنية" و"سيف" إلى الأعلى وأوصلها "سيف" إلى الجناح الخاص بِها والذى يكون بجوار جناحه كثيرا، لتنظر له "أمنية" بتعجب ليلاحظها "سيف" ويقوم بالرد عليها ضاحكا:
_ ايوه يا سيتى الجناحين جمب بعض بالظبط عشان لو خوفتى أو حاجه كلمنى فورا وأنا أخدك أمشيكى لحد ما الخوف يروح، كويس كده!!
رمته "أمنية" بنظرة حب لا تستطيع إخفائها رادفة بعاطفة:
_ بعد أذنك أنا هردخل أرتاح شويه
أجابها "سيف" مُعقبا بحب:
_ أتفضلى
دخلت "أمنية" الجناح الخاص بها وكذالك "سيف" ليقف هذا القذر "هشام" بين الجناحين وينظر لهم بتوعد وحقد، صاح "هشام" بكثير من المكر رادفا بإستهزاء:
_ يا حبايبى، طب بكره نشوف هنفضل فى النحنحه دى لحد أمتى ومين اللى هيضحك فى الاخر يا سى سيف!!
يتبع...