-->

رواية صرخة عشق- بقلم الكاتبة منة أيمن- الفصل الثالث عشر

 

رواية صرخة عشق 

بقلم الكاتبة منة أيمن



الفصل الثالث عشر

رواية 

صرخة عشق 



خرجت "سهر" من المشفى وعادت إلى منزلها وظلت "منى" و "هدى" يتبادلان فى الجلوس معاها لمراعتها، وفى تلك الأيام حضر "أنس" بصحبة والديه وجلسوا جميعا وحددوا موعد خطبة "عز" و"ندا" مع "أنس" و"زيزى" فى يوما واحد، وقد أتفقوا على أن تتم الخطبة بمنزل عائلة "عز" وأن تكون الخطبة شهرا واحد وبعدها الفرح مباشرا... 


مرت الأيام سريعا وذهبت الفتيات لحجز فساتين الخطبة وصالون التجميل، كما أن ذهب الشباب لأحضار كل ما يلزمهم لهذا اليوم، بينما "هدى" و"منى" كانوا  منشغلتين فى تجهيز الفتاتان وشراء كل ما يلزمهم من ملابس ومستلزمات العرائس، فهم حددو موعد الزفاف بعد عدة أشهر قليلة وتلك المدة قصيرة للغايه فى إحضار كل ما يلزمهم 


مرت تلك الايام على العرائس ببطئ فهم ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر وإذا انتظرت شيء بحماس تمر عليك الأيام ببطئ شديد، إلى أن أتى هذا اليوم، اليوم الذى يسبق الخطبه بيوم، فى هذا اليوم الجميع متوتر ومرتبك لأتمام كل شى فى أحسن حال واجمل صورة 


❈-❈-❈


كان "عز" مستلقيا على فراشه يحدث "ندا" عبر الهاتف وهو يشعر بكثير من السعادة، لأنها وأخرين أصبحت له ولم يعد هناك شيء ليفرق بينهم، ليعقب "عز" رادفا بلهفة: 


_ خلاص يا عمرى، أنا مش مصدق إن الخطوبة بتاعتنا بكرة والفرح كمان كام شهر، خلاص هتبقى مراتى يا ندا بعد كل اللى مرينا بيه ده


أبتسمت "ندا" بسعادة وفرح لتأكُدها من حب "عز" لها وأنه وأخيرا ستكون معه إلى الأبد، لتعقب بكثير من الحب رادفة بلهفة: 


_ أيوه يا روح قلب ندا، وعمرى ما هبعد عنك أبدا


أبتسم "عز" بخبث وعزم على أن يُشعرها بالخجل رادفا بمكر:


_ اه وهتبقى معايا لوحدنا ومش هتعرفى تهربى منى أبدا يا دندونا


أدركت "ندا" ما يُعنيه "عز" بكليماته تلك لتحمر وجنتها بكثير من الخجل والجرج رادفة بتلعثم:


_ طيب.. تصبح على خير بقى.. عشان بكره عندى يوم طويل ومتعب اوى


لأحظ "عز" تلعثمها وأدرك أنه بسبب خجلها، ليفكر بأن لا يضغط عليها وأردف بأستسلام:


_ ماشى يا حبيبتى، أشوفك بكرة يا احلى عروسة فى الدنيا كلها، تصبحى على خير


❈-❈-❈


صاحت "زيزى" بدهشة مُستفسرة عما قاله "أنس" لها رادفة بإستفسار:


_ يعنى أنت كنت ملاحظ إنى أنا كمان مشدودة ليك ومع ذلك فضلت ساكت لحد ما نحل موضوع عز وندا؟!


تنهد "أنس" براحة مؤكدا على حديثها رادفا بتفسير:


_ مكنتش عايزه أتكلم معاه فى حاجه وهو فى الظروف دى وأنا عارف هو كان بيتعذب قد أيه!!


صاحت به "زيزى" مستفسرة عن عدم إخبارها بالأمرة رادفة بهدوء: 


_ طيب ليه مقولتليش أو حتى لمحتلى!!


صاح "أنس" مُصطنعا الحزن والأستياء رادفا بإنزعاج: 


_ لمحتلك كتير يا حبيبتى بس أعملك ايه بقى، أنتى اللى كنتى عاميه، مش شايفه نظراتى ولا إهتماماتى ولا أى حاجه خالص!!


ضحكت "زيزى" على نبرة "أنس" المنزعجة، لتعقب بثقة وفخر رادفة بغرور مُصطنع: 


_ لا على فكرة كنت واخده بالى بس دا العادى يعنى، أنا كل اللى يعرفنى بيهتم بيا


أمتعضت ملامح "أنس" بالغضب والإنزعاج الجاد، وشعر سريعا بالغيرة القاتلة، ليصيح بحدة رادفا بأستفسار: 


_ نعم يا اختى!! كل اللى يعرفك أزاى يعنى؟!


لأحظت "زيزى" أنها لبخت بالحديث وقالت أشياء لا يجب أن تقولها، لتحاول إنقاذ الأمر لتتهرب مما قالته معقبة بمرح رادفة بلهفة: 


_ بهزر معاك يا أنس فى أيه، مالك أنت صدقت ليه كده!!


زفر "أنس" بطريقة دبت الخوف داخل قلبها رادفا بحدة: 


_ لا متبقيش تهزرى فى الحاجات دى تانى يا زيزى، وده عشان بس متصرفش تصرف كده ولا كده يزعلك أنتى فى الأخر


توسعت عينى "زيزى" بصدمة مما قاله "أنس"، هى تعلم أنه يمزح معها ولكن وقوع تلك الكلمات عليها صدمتها، لتعقب مستفسرة عما قاله رادفة بعتاب:


_ وهتزعلنى أزاى بقى يا سي أنس!!


أكد لها "أنس" حديثها مُضيفا بتحذير رادفا بحدة: 


_ هزعلك وأعيطك كمان لو حد غيرى بصلك يا زيزى، أنا دلوقتى بس عذرت عز فى كل اللى عمله، أنا لو حد حط صوبع واحد بس عليكى هقتله وأمحيه من على وش الدنيا نهائى، أنا بحبك أوى يا زيزى 


شعرت "زيزى" بكثير من الحرج، لتحاول التهرب من الحديث وإنهاء تلك المكالمة رادفا بمرح: 


_ طب يا عم المجرم تصبح على خير بقى!!


أعتلت وجه "أنس" ملامح الصدمة مما قالته "زيزى" عن إنها ستغلق المكالمة رادفا بأنزعاج: 


_ أيه ده!! ايه الكروته دى بقى!! يعنى أنا أقولك كلام حب تقومى أنتى تقوليلى تصبح على خير!! انتى هبله يا بت؟!


أصرت "زيزى" على التهرب منه لتصطنع النعاس رادفة بإلحاح: 


_ يا عم روح بقى عايزه أناام


شعر "أنس" بكثير من الضيق والحنق صائحا بها رادفا بحدة وإنزعاج: 


_ تصدقى أنا اللى غلطان، دى أصلا مش أشكال يتقالها كلام حب، وأنتى من أهله يا زيزى


أغلق "أنس" المكالمة بغضب كبير، بينما "زيزى" لا تسطتيع التوقف عن الضحك، وبعد قليل أستسلمت لنوم متوسطه فراشها متحمسه لليوم غدا مُتمنية أن يمر بخير و سلام 


❈-❈-❈


كان "زياد" يقف أسفل البناية منتظرا كلا من "ندا" و"زيزى" و"جنه" لكى يوصلهم إلى صالون التجميل، وهو من عرض على كلا من "عز" و "أنس" تلك الفكرة، فهو لن يترك فرصة تجمعه ب"جنه" إلا وأستغلها فى التقرب منها، منتظرا الوقت المناسب لأخبارها بحقيقة مشاعره تجاهها، لم يمر الكثير من الوقت حتى أسرعوا البنات فى النزول كى لا يتاخروا أكثر من ذلك، لتصيح "زيزى" مذكرة إياهم رادفة بأستفسار: 


_ أوعوا تكونوا نسيتوا حاجة؟!


أبتسم "زياد" باستهزاء موجها حديثه نحو "زيزى" رادفا بسخرية: 


_ تنسوا أيه يعنى ما أنتوا بتلاقوا كل حاجه هناك؟!


صاحت "جنة" وهى تترجل أخر سلمة رادفا بأستهزاء: 


_ حقك مهو اللى ميعرفش يقول عدس


رفع "زياد" نظره إلى "جنه" ليجدها تحمل حقيبة كبيرة بالأضافتة إلى أن كل واحدة منهم تحمل الغلاف الخاص بفستانِها، ليصعق "زياد" من كثرة تلك الأشياء التى يحملوها، لينظر لهم بصدمة رادفا بأستفسار: 


_ أيه الشنطة دى مرحتش الشقه ليه!! أنا مش هعرف أوديها دلوقتى خالص طلعوها فوق وبعد الخطوبة أبقى أوديها


تعالت أصوات ضحك كلا من "ندا" و "زيزى" و"جنه"  على ردة فعل "زياد" وعدم معرفته بالأمر، لتعقب "ندا" موجهة حديثها نحو "زياد" رادفة بتوضيح: 


_ يا زياد الشنطه دى بناخدها معانا صالون التجميل وفيها كل حاجه ممكن نحتاجها فى اليوم ده، وكمان الشوذات وبنحط فيها الهدوم دى عشان مضعش، وفيها حاجات كتير كده بلاش أصدعك بيها


ضيق "زياد" ما بين حاجبيه باستفسار رادفا بدهشة: 


_ بتحاجوا حاجات أيه اللى تستدعى الشنطه دى كلها، ده انا لو طالع رحله مش بحتاج الشنطه دى كلها؟!


صاحت "زيزى" بملل موجهة حديثها نحو أخيها رادفة بضحك: 


_ بقولك أيه لما تبقى بت هفهمك، ودلوقتى يلا خلصنا بقى عشان منتاخرش قدامنا يوم طويل أوى


وبالفعل صعدت الفتايات السيارة لتجلس "زيزى" بجانب "زياد" و"ندا" و "جنة" خلفهم، ليظل "زياد" يسرق بعض النظرات إلى "جنه" بأستخدام مرأة السيارة إلى أن أوصلهم إلى صالون التجميل وذهب هو إلى الشباب ليستعد هو الأخر 


❈-❈-❈


مر اليوم سريعا بين تحضيرات الخطبة بمنزل عائلة "عز"، حتى حل المساء وذهب الشباب لإحضار الفتايات من مركز التجميل وعندما وصلوا، خرجت له "جنه" بطلتها الساحرة التى أسرت قلب "زياد" بفسانها البنى الرقيق وزينتها الجميلة مما جعل قلب "زياد" يدق بسرعة من شدة جمالها، ولكنه سريعا ما سيطر على نفسه وأكتفى ببعض النظرات إليها، بينما أقترب "عز" من "جنه" ليسالها عن كلا من "ندا" و"زيزى" رادفا بأستفسار: 


_ هما فين يا جنة!! منزلوش ليه كل ده؟!


أبتسمت "جنه" بمكر عازمة على مشاكسة "عز" قليلا لتردف بمرح:


_ لا استنى بقى أما نذلكوا شويه


أمتعضت ملامح "عز" بطيف من الغضب والملل رادفا بحدة: 


_ قوليلهم يلا أتأخرنا أوى


نعم هو ليس مُهتم بتأخيرهم بل أنه مُتشوق  لرؤية "ندا" فهو يشتاق إليها، لم يمر سوا ثوانٍا وخرجت كلا من "ندا" و"زيزى" فاثرت كلا منها قلب حبيبها الذى ظل يتمعن فى جمالِها وسحرها وطلتِها التى لا تقاوم، بينما أقترب كلا من "عز" و "أنس" إلى عروسته وقبل وجنتها وأخذ يتغزل بها وبجمالها وتوجهوا معا نحو بيت عائلة "عز" لإكمال الخطبة... 


وصلوا جميعا إلى المنزل وها هم يدلفون وسط فرحة وسعادة الجميع، نعم فالجميع سعيد برؤية هذان الثنئيان الجميلان ما عدا تلك المرأة وأبنتها التى ينظران نحو "أنس" و"زيزى" بكثير من الحقد والكره من إرتباطهما 


تلك المرأة هى "سميحة" عمة "أنس" وأبنتها "سرين" التى لطالما تمنت أن تكون ل "أنس" ولكنه لم ينتبه لها، بينما "سميحه" مازالت تحلم بان تأخذ "أنس" لأبنتها "سرين" إلى ذلك الوقت، حتى إنها تشجعها على كل شى لكى تقع ب "أنس" وأن يصبح ملكا لها... 


دخل الثنئيان إلى البيت ليجلس كلا منهما فى مكتنه بعد تلقيهم التهانى والمباركة من قبل الجميع بسعادة مفرطة، ليبدا كلا من "عز" و "أنس" بتلبيس خاتم الخطبة بيد عروسته، أتخد "عز" حبيبته"ندا" وأخذ "أنس" حبيبته "زيزى" ليتبادلوا الرقص معا على موسيقى هادئه، نعم فهم قاموا بتزين المنزل وتجهيزه وكأنه قاعة أفراح تماما 


كل هذا تحت أنظار هولاء الذين ينظران إليهم بحقد كبير ويتهامسان بمكر وحسد شديد، لتعقب "سرين" بكثير من الغيظ والحقد قاصدة بكلامها "زيزى" رادفة بضيق: 


_ شايفه يا ماما حضنها أزاى؟! دى أيه قلة الأدب وقلة التربيه دى، وباين عليها مش أول مره تتحضن كده


وأفقتها "سميحه" الرأى بحقد مماثل لأبنتها رادفة بغيظ: 


_ عندك حق يا بت يا سرين، أيه قلة الأدب دى!! هى دى بقى الدكتوره اللى هو أختارها!! عاجبه فيها ايه مش عارفه يا بنتى؟!


همست "سرين" بكثير من الغضب وأسنان ملتحمة رادفة بغيظ: 


_ مش قادره يا ماما حسه إنى هقوم أجبها من شعرها واللى يحصل يحصل، انا متغاظه منها أوى البت دى، بقى دى يفضلها عليا أنا


حاولت "سميحه" منع أبنها من القيام بشيء مجنون كهذا رادفة بتحذير: 


_ أهدى يا بنت الهبله، خالك ومرات خالك هياخدوا بالهم انك مش طايقة عروسة أبنهم يا بت


ضيقت "سرين" ما بين حاجبيها بضيق وغيظ رادفة بحدة: 


_ الخطوبة دى مش لازم تكمل يا ماما أنتى فاهمه!!


أومأت لها "سميحه" بالموافقة على حديث أبنتنا رادفة بتوعد: 


_ حاضر يا قلب ماما، وحياتك عندى ما هتم بس انتى متزعليش نفسك وانا هفكر فى طريقه نزحلقها بيها من حياة أنس نهائى وبكره تشوفى إن أمك مش بتقول أى كلام


أستمعت "سرين" إلى حديث والدتها رادفا بهدوء: 


_ حاضر يا ماما انا هستنى لحد ما تفكرى وتقوليلى هنفذ أزاى قبل ما تدبسه ويتجوزها


تنهدت "سميحه" بإصرار رادفة بمكر: 


_ وحياتك يا حبيبتى ما هيلحقوا وبكرا تشوفى


❈-❈-❈


أنتهت الخطبة ليأخذ "عز" "ندا" بسيارتة وأيضا أخذ "أنس" "زيزى" بسيارته بعد أن أتفقوا لذهاب لتناول العشاء معا بصحبة العائلة كلها، لتذهب "هدى" و"جنه" مع "زياد" و"منى" فى سيارة زوجها "ماجد" وكذلك "معاذ" و"سهر" بسيارتهم، بينما والداى "أنس" كانا يستعدان لذهاب بسيارتهم لتوقفهم "سميحه" بفضولية رادفة بإستفسار:


_ أيه ده يا محمود!! انتوا رايحين فين كده؟!


أجابتها "سناء" والدتة "أنس" رادفة بهدوء: 


_ ده أنس وعز عزمينا أحنا وعيلت عرايسهم على العشاء


أحمر وجه "سميحه" و"سرين" غضبا مما أستمعا إليه، وسريعا ما خطرت ببال "سميحه" إحدى الأفكار الخبيثة رادفا بحزن مُصطنع: 


_ يا خسارة ده انا كنت حطه امل ان محمود اخويا يوصلنا بعد الخطوبة عشان الوقت أتاخر أوى كده!!


أندفع "محمود" بتلقائية وعدم تفكير بالأمر رادفا بحب: 


_ طب ما تيجوا تتعشوا معانا يا سميحه وأحنا مروحين أوصلكوا فى سكتى


صُعقت "سناء" من طلب "محمود" لأنها تعلم "سميحه" جيدا وتعلم إنها ليست بشخص جيد بل أنها حقودة للغاية، بينما "سميحه" أصطنعت الحرج والرفض رادفة بحرج: 


_ مش عايزة أتقل عليكوا يا أخويا و..


قاطعها "محمود" بحب رادفا بحس نية: 


_ مفيش تقل ولا حاجه يا اختى، أركبوا يلا بقى العيال مشيوا 


جذبت "سناء" "محمود" بعيدا عنهم دون أن يلاحظ أحد لتزجره بهمس رادفة بحدة: 


_ أنت اتجننت يا راجل أنت!! عايز تحط البنزين جمب النار!! أزاى تعزمهم وأنت عارف إن أختك وبنتها حاطين عنيهم على أنس من زمان ل سرين وأنها اكيد مش صافيه ل زيزى، وأنت جى تعزمها معانا أنت هتجننى!!


حاول "محمود" أن يُطمئن زوجته رادفا بهدوء:


_ يا سناء الموضوع ده من زمان، أكيد زمانها نسيت الحوار وإلا مكنتش جابت بنتها وجت، حرام عليكى بقى متقوليش كده


تنهدت "سناء" بتمنى رادفة برجاء: 


_ يارب أطلع أنا أللى ظلماهم، وربنا يعدى الليله دى على خير


أتجه الجميع إلى سيارتهم مُتجهين نحو المطعم الذى حجزوا "أنس" و"عز" 


❈-❈-❈


وصلوا جميعا إلى المطعم وجلسوا معا لتناول العشاء على طاولة واحدة بعد أن وصاهم "عز" على تجهيذ طاولة لعزومة عائلية وأخبرهم بعدد الأفراد، وبالفعل نزل لهم طلباتهم وبدوا فى تناول الطعام، لتتحدث "سناء" موجهة حديثها نحو "زيزى" رادفة بحب ومرح: 


_ كلى كويس يا مرات أبنى، أنا عايزاكى من هنا للفرح تبقى شبه البطه بالظبط


أبتسمت "زيزى" على حديث والدة "أنس" رادفة بمرح: 


_ أكل أكتر من كده أيه بس يا طنط، دا انا كده أبقى شبه الدبدوبه بالظبط


تدخلت "منى" موجهة حديثها نحو "سناء" رادفة بمرح: 


_ متقلقيش يا حبيبتى دى متتوصاش خالص، دى بتاكل كل ما تلاقى نفسها فاضيه


أبتسمت لها "سناء" بمحبة وود رادفة بحب: 


_ يا أختى ما تاكل بألف هنا وشفا على قلبها، دى دخله على جواز كمان شهرين لازم تتقوى كويس عشان متتعبش مننا


وصلت "سرين" إلى أعلى درجات غضبها، لتتدخل بالحديث متعمدة إحراج "زيزى" موجهة حديثها نحو "سناء" رادفة بإستهزاء: 


_ معاكى حق يا مرات خالوا والله، دى محتاجه فعلا عشان جسمها يبقى حلو تزيد بتاع ١٠ كيلوا كده ولا حاجه عشان يبقى شكلها مقبول


أنزعجت "زيزى" من طريقة "سرين" التى تحدثت بها ولكنها لم تُعلق على الأمر، ولكن "ندا" هى من لاحظت إنزعاج "زيزى" وتعمد "سرين" فى إحراجها، فتعمدت "ندا" إحراج "سرين" ردا على ما قالته موجهة حديثها نحوها رادفة بإستهزاء: 


_ ال ١٠ كيلو دول بيفرقوا يا سرين بين جسم والتانى يعنى مثلا زيزى طولها ١٧٠ ووزنها ٧٠ يعنى جسمها مظبوط بالمسطرة، ومثلا جسم زى جسمك كده انتى طولك على ما يبدو ليا مكملش ١٦٠ ومع ذلك وزنك شكله أكبر من ٨٠ كيلو، يعنى اللى المفروض يحصل إنك أنتى اللى تخسى ال ١٠ كيلو دول يا قلبى وهتبقى زى العسل


أنزعجت "سرين" كثيرا من حديث "ندا" التى أحرجتها أمام الجميع وكادت أن تصيح بها، ولكن أوقفها صوت "أنس" الذى ردف بلهفة: 


_ عندك حق يا ندا والله وبالنسبة ل زيزى هى كده عجبانى أوى لا تخس ولا تتخن هى كده زى القمر، لامواخذه بقى يا عم عز هى أه لسه مبقتش مراتى بس انا هفضل أمدح فيها لحد ما أموت، أعذورنى بقى يا جماعه أكيد واضح عليا إنى غرقان لشوشتى


أحمر وجه "زيزى" بالخجل من طريقة "أنس" الجريئة فى مُغازلاتِها أمام الجميع، بينما أشتعلت نيران "سميحه" و"سرين" من حب "أنس" ل"زيزى"، فتعمدت "سرين" أن تُشعل نيران الشك والغيرة بين "زيزى" و"أنس"، فأخذت تنظر نحو "أنس" بنظرات غير لائقة وتتعمد أن تراها "زيزى" وأن لا يراها أحد اخر غيرها 


لاحظت "زيزى" تلك تلنظرات وأخذت تفكر لما تنظر "سرين" نحو "أنس" بتلك الطريقة!! ولماذا تعمدت إحراجها أمام الجميع؟! بدات الغيرة تتسرب إلى قلب "زيزى"، بينما "سرين" شعرت أن خطتِها تنجح بالفعل وأنها أوقعت "زيزى" فى تلك الحفره التى ستكون سبب البعد بينها وبين "أنس" 


على نفس الطاولة "سهر" تحاول تهدأت أطفالها الصغار جدا والذين يجعلونها تعانى بينهم، نعم فهم تؤائم مزعج جدا وإذا فعلت شيء لطفل لابد ان تفعله للأخر، لاحظت "ندا" تعب "زينة" بين طفليها فقررت أن تُساعدها وتحمل أحدهم عنها رادفة بحب: 


_ هاتيلى عز وخلى ندا معاكى، متخفيش انا هعرف أسكته


ضحك "عز" بشدة موجها حديثه نحو "ندا" رادفا بمرح: 


_ طبعا دا أنتى بتسكتى عز الكبير، مش هتعرفى تسكتى البذرة ده


ضحكت "سهر" على حديث شقيقها ووجهت حديثها نحو "ندا" رادفة بتحذير: 


_ هيتعبك يا عروسه صدقينى ده فراك ومتعب أوى مش عارفه طالع لمين كده!!


تدخلت "منى" رادفة بمرح: 


_ هيكون طالع لمين يا أختى، مش سمتيه عز ألبسى بقى يا حبييتى، ده الله يكون فى عونها ندا


❈-❈-❈


فى سيارة "أنس" و"زيزى" كانت "زيزى" تفكر لماذا تلك الفتاة فعلت كل هذا وما هو سبب كرهِها لها هكذا، لتُحاول "زيزى" الأستفسار عن الأمر من قبل "أنس" دون أن تُظهر له شيء رادفة بهدوء: 


_ هى البنت قريبتك دى اللى كانت معانا على العشاء دى أسمها أيه وعندها كام سنة؟!


أندهش "أنس" من سؤال "زيزى" ليضيق ما بين حاجبيه بأستفسار رادفا بتعجب: 


_ اشمعنا يعنى!! أيه مناسبة السؤال ده؟!


حاولت "زيزى" إخفاء غيرتها مُصطنعة أى جحة رادفة بمراوغة: 


_ عادى يعنى يا أنس، أصل شخصيتها مرحة اوى وكنت عايزه أعرفها أكتر


شعر "أنس" بقليل من القلق خوفا أن تعلم "زيزى" بحلم عمتِه وأبتنتها فى الزواج من "أنس" وتنزعج من ذلك الأمر وتتوتر علاقتهم، ليحاول إبعاد تلك الفكرة عن رأسها رادفا بهدوء: 


_ يا شيخة سيبك منها، أحنا أصلا مش بنتقابل غير فى المناسبات بس، يعنى مش مهم


شعرت "زيزى" بعدم الراحة وأن هناك أمرا ما يُحاول "أنس" إخفائه عنها لتردف بشك: 


_ أنت متاكد من الكلام ده!!


نجح "أنس" فى إخفاء ذلك التوادتر رادفا بتاكيد: 


_ طبعا يا بنتى متاكد، هى رخمة شويه عشان كده مش عايزك تتقربى منها أكتر من كده


تنهدت "زيزى" بشك ولكنها عزمت على إنتهاء ذلك الحوار كى لا تُفسد هذه الليلة رادفا بموافقة: 


_ خلاص اللى تشوفه يا حبيبى 


❈-❈-❈


فى الصباح كانت "منى" تُيقذ الجميع لتناول الافطار، وبالفعل خرج الجميع من غرافهم وجلسوا معا، بعد قليل أنتهى الجميع من تناول الطعام ومثل كل يوم خرج "عز" إلى البنك لممارسة عمله وبعدها يذهب لمعاينة التشطيبات بشقته الذى يجهزها كى تكون عش زواجه، بينما "ماجد" قد ذهب الى ورشته واخذ معه "زياد" لانه فى فتره أجازته وظلت "زيزى" و"منى" معا فى البيت، بعد وقت ليس بكثير أرتدت "منى" ملابسها عازمة على الذهاب لشراء بعض الأغراض للمنزل وتركت "زيزى" بمفردها فى البيت 


ما كانت إلا دقائق قليلة بعد خروج "منى" حتى دق جرس الباب مُعلنا عن مجئ أحدهم، أستغربت "زيزى" وذهبت كى تفتح الباب وهى تظن أن من على الباب هى والدتها، لتصيح بصوت عالى رادفة بأستفسار: 


_ أنتى لحقتى يا ما ..


تفاجأة "زيزى" بما رأته أمامها فهى لم تتخيل أبدا مجيئها إلى بيتها ولا تعلم حتى لماذا أتت لها بالأساس، لتضيق "زيزى" ما ببن حاجبيها رادفة بأندهاش: 


_ أنتى!!


أبتسمت "سرين" بخبث وهى تنظر نحو "زيزى" بكبر وأستعلاء رادفة بتهكم: 


_ أيه هتسبينى واقفة على الباب كده كتير ولا أيه!!


هزت "زيزى" رأسها بالنفى فاتحة الطريق ل"سرين" كى تدخل رادفة بترحيب: 


_ لا طبعا أتفضلى، أنتى مش غريبه، أنتى بنت عمة أنس وكمان أول مرة تزورينى فى بيتى، أزاى مرحبش بيكى!!


صاحت "سرين" وهى تدلف الشقة بمزيدا من الغرور رادفة بحدة: 


_ قصدك أنا حبيبة أنس اللى أنتى خطفتيه يا حبيبتى


ضيقت "زيزى" ما بين حاجبيها بأستنكار وعدم إستعاب رادفة بإنزعاج: 


_ يعنى أيه حبيبة أنس وخطفته منك أزاى يعنى مش فاهمه؟! أنتى مجنونه ولا عايزه تتجننى عليا ولا حكايتك أيه؟!


ضحكت "سرين" بأستهزاء مُحاولة أستفزاز "زيزى" رادفة بمكر: 


_ أيه الجنان فى اللى أنا قولته دلوقتى، بقولك أنا حبيبة أنس، أنا وأنس كنا بنحب بعض جدا قبل ما يشوفك وتحومى حوليه وتخطفيه منى، مش عارفه أيه اللى فيكى شده بس أنا متاكده أنك نزوه وهتعدى وهسيبك ويرجعلى تانى


جلست "سرين" على أول مقعد قابلها تحت أنظار "زيزى" الثابته بمكانها وكأنها تسمرت، لتُكمل "سرين" حديثها معتمدة إغاظة "زيزى" رادفة بدلال: 


_ أصل مستحيل أنس يسبنى بعد كل اللى عملنا مع بعض وخصوصا إن اللى كان بينا مكنش مجرد كلام حب ومسكة أيد وخلاص، اللى كان بينا كان أكتر من اللى ممكن يكون بين أى أتنين متجوزين


شعرت "زيزى" بكثير من الصدمة مما أستمعت إليه من "سرين" واخذ عقلها يصور لها الكثير من الأشياء القذرة والمحرمة المترطبة على كلام تلك الحقيرة، كم تمنت أن تجذبها من شعر وتلقى بها خارج المنزل ولكنها عزمت على أن لا تُظهر هذا أمامها، عليها أن تتاكد من هذا الكلام قبل ان تقوم باى ردة فعل فهى رات ماذا حدث ل "ندا" و"عز" بسبب التسرع وإنعدم الثقة بينهم، لترفع نظرها موجهة حديثها نحو "سرين" التى ظنت أن حديثها أثر بها، لتفاجأها "زيزى" بملامج جادة غير متأثرة بحديثها رادفة بأستفسار: 


_ خلصتى كل اللى عندك يا بنت الناس؟!


شعر "سرين" بالصدمة من هدوء "زيزى" ولكنها أصرت على موقفها وأن تُكمل ما بداته لو مهما كلفها الأمر لتنظر لها بمزيد من الوقاحة رادفة بغرور: 


_ يعنى، تقدرى تقولى نوعا ما


أتجهت "زيزى" نحو باب شقتها وقامت سريعا بفتحه وأشارت بيدها إلى خارج المنزل وهى تنظر نحو "سرين" رادفة ببرود: 


_ طب يلا أطلعى برا بقى


نهضت "سرين" واقفة فى مكانها بصدمة ممزجة بكثير من الغضب بسبب طرد "زيزى" لها وعدم تأثرها بما قالته، لتصيح "سرين" بغضب موجهة حديثها نحو "زيزى" رادفة بحدة: 


_ أيه ده!! أنتى بتطردينى يا حيوانه يا بنت الكلب أنتى؟!


زفرت "زيزى" بحنق مُحاولة التحكم فى غضبها رادفة بحدة وصياح: 


_ كلمة كمان وهنزلك من هنا بفضيحة


شعرت "سرين" بكثير من الحرج والغضب من تهديد وطرد "زيزى" لها، لتصيح "سرين" بأسنان ملتحمة رادفة بتهديد: 


_ ماشى يا حيوانة أنا هوريكى من هى سرين عصام 


خرجت "سرين" وهى فى قمة غضبها من منزل "زيزى" وعزمت على أن لا تستسلم ولأبد أن تُفكر فى شيء أخر، بينما "زيزى" شعرت إنها سوف تفقد صوابها إن لم تعرف الحقيقة ولن تستطيع الأنتظار أكثر من ذلك، أسرعت "زيزى" فى التوجه نحو هاتفها وطبعت رقم "أنس" وشرعت بالاتصال عليه لتحزم الامر معه الأن، صاحت بحنق غير مُدركة لما تقوله بعد أن أتاها صوت "أنس" رادفة بحدة: 


_ أنت فين يا أنس؟!


ضحك "أنس" على سؤالها رادفا بأستهزاء: 


_ هكون فين يعنى يا فقيقه!! فى الشغل طبعا


حمحمت "زيزى" بكثير من الحرج من غباء سؤالها ولكنها مازالت تشعر بكثير من الغضب، لتعقب بحدة رادفا بأمر: 


_ طيب يا أنس بعد الشغل تعالى مع عز عندنا على البيت عشان عايزاك فى موضوع مهم أوى


شعر "أنس" بقليل من القلق من نبرة صوتها الجامدة وأصرارها على مجيئه ليردف بأستفسار:


_ فيه أيه يا زيزى!! أيه اللى حصل؟!


زفرت "زيزى" بضيق مُحاولة عدم إخراج كل ما بدخلها من غضب عبر الهاتف رادفة بحنق:


_ لما تيجى يا أنس هتعرف كل حاجه، سلام


أغلقت "زيزى" الهاتف بغضب شديد وهى لا تعلم كيف ستكون ردة فعلها إذا كان كلام "سرين" حقيقى، هل ستوبخة وتلقى بخاتم الخطبة فى وجهه؟! أم ستستمع إلى مبرراته التى لا تعلم إن كانت حقيقة أم لا!! كيف ستواجه من الأساس؟! كيف ستسأله إن كان هذا الحديث حقيقى أم لا؟! 


جلست "زيزى" تفكر فى كل ما مر بينهم، بداية بلقائهم الأول مرورا بوقوفه بجانبهم فى مرض "عز" والبقاء بجانبهم، مرورا بمساندتهم فى إظهار برأة "ندا" والدفاع عنها إلى أخر لحظة، جلست "زيزى" تتذكر تلك المكالمة التى ضارت بينهم منذ عدة أيام قبل الخطبة 


•• 


_ قولى بقى يا أستاذ أنس، أيه اللى حصل بالظبط يوم ما خطفت البت اللى أسمها مريم دى، وأزاى جبت عز وعرفته الحقيقة وازاى خليتوها تتكلم أصلا؟!


ضحك "أنس" على فضول "زيزى" وكم تمنى أن تكون زوجته الأن ليشاكسها بالأيدى أيضا وهو يقص عليها ما حدث، ولكنه لا يستطيع سوا أن يُشاكسهابالكلام، ليعقب "أنس" رادفا بمكر وكلمات ذات معنى: 


_ أظن بلاش أنتى بالذات تعرفى أيه اللى حصل، أولا عشان متخافيش منى وفكرتك تتغير من نحيتى، ثانيا عشان عيب أحكيلك أيه اللى حصل بالظبط وأنتى لسه صغيرة على الكلام ده وكيوت


أشتعلت النيران داخل أعيُن "زيزى" من كثرة الغضب وهذا بسبب ما صوره لها عقلها من تخيلات عدة مترطبة على ما قاله الأن، ليصل فضولها حد السماء، لتصيح به بحدة رادفة بغضب والغيرة تتأكلها قائلة:


_ هو أيه دا يا أخويا بالظبط اللى عيب تحكهولى!! ولسه صغيرة على ايه بالظبط!! وفكرتى هتتغير عنك ليه!! أنس أنت هتحكيلى على اللى حصل اليوم ده بالتفصيل وإلا والله العظيم هتلاقى منى وش ميعجبكش


ضحك "أنس" من كل قلبه على تلك النيران النابعة من داخل "زيزى" أثر غيرتها مما قاله الأن، ليستسلام لإخبارها مُلقيا مسؤلية ما سيقوله عليها رادفا بخبث: 


_ خلاص أنا هحكيلك بس أفتكرى إن انتى اللى طلبتى وأنا مليش دعوه ومش مسؤل عن اللى هتسمعيه


يكفى إلى هذا الحد، إن لم يخبرها الأن بما حدث فسوف تقتله لا محال، لتصيح فيه زاجرة إياه رادفة بحدة:


_ أتكلم أخلص


تنهد "أنس" بكثير من الأستمتاع والمتعة على شعورها بالغيرة عليه، وأيضا بسبب ما سيقوله الأن مما سيصيبها بالخجل والتلعثم، ليبدا "أنس" فى قص ما حدث عليها رادفا بإستمتاع: 


_ مفيش يا ستى كل اللى حصل إن البت دى كان لازم يتقرص ودنها قرصه جامدة ويتكسر عينها عشان تقول اللى حصل


أتسعت عينى "زيزى" بكثير من الصدمة مما قاله "أنس" لتزجره بحدة رادفة بحزم: 


_ أحكيلى اللى حصل بالظبط يا أنس


بدا "أنس" فى قص ما حدث عليها بطريقة أستفزازية رادفا بهدوء:


_ بصى يا ستى الحكايه بدات لما روحت عشان أخطفها من المكان اللى ندا قالتى عليه وشفتها، بصراحه أول ما عينى وقعت عليها عرفت انها بت مش سهله ومتدلعة على الاخر ومغرورة وده طبعا بسبب جمالها وكده


شعرت "زيزى" بالغيرة الشديدة والغيظ مما قاله "أنس"، بينما "أنس" كان متقصدا أن يقول هذا الحديث الذى قاله، لتعقب "زيزى" رادفة بحدة: 


_ أه وبعدين


اكمل "أنس" متوعدا بها بالكثير من الغيظ رادفا بهدوء: 


_ وبعدين روحت عملت نفسى عايز أسالها على حاجه ورحت حاطط المنديل على مناخيره ومن حسن حظى إن مكنش فى حد حولينا لاننا كنا لسه بدرى وكده وبعدين شلتها ودخلتها عربيتى وطلعنا على شقتى


أضافت "زيزى" بفضول مرة أخرى: 


_ أه وبعدين


أكمل "أنس" بأستمتاع شديدا قائلا: 


_ حطيتها فى شقتى على السرير وكتفتها واتصلت ب عز وروحت قابلته وحكتله على كل اللى دار بينا وعن اللى حصل مع ندا وأخدته وطلعنا على الشقه عندى عشان تعترف وكمان عشان أسجل اعترفها ده عشان يبقى دليل إدانه عليهم وبالفعل ده اللى حصل


اضافت "زيزى" بكثير من الفضول رادفة بإستفسار:


_ ايوه بقى اللى حصل بالظبط وخليتوا تعترف ازاى؟!


أجابها "أنس" محاولا تحذيرها رادفا بتنبيه: 


_ ما كفايه لحد كده يا زيزى أحسنلك 


اصرت "زيزى" على معرفة كل ما حدث غير منتبه لتحذيرة رادفة بإصرار: 


_ كمل يا أنس


استسلم "أنس" إلى إصرارها متوعدا لها بأن تترجاه أن يتوقف بسبب كم الخجل والحرج الذى ستشعر بهم بما سيخبرها به رادفا بتوعد: 


_ طيب يا زيزى أنتى اللى طلبتى وأنا هقولك كل حاجه بالتفصيل الممل ولو قفلتى السكه فى وشى أو قاطعتينى والله ليكون ليا معاكى تصرف تانى وهزعل منك زعل هيكون صعب تصلحينى بعده وهتندمى


مازالت مصرة على موقفها رغم كل تحذيرات "أنس" غير منتبها لما هى مقبلة عليه وهذا بسبب تلك الغيرة العمياء التى تشعر بها لتضيف بتاكيد: 


_ تمام، لا هقاطعك ولا هقفل السكه ولا أى حاجه أتفضل أحكى بقى


وافقها "أنس" مبتسما بمكر عازما على الحديث دون تجميل او تزين بل سيتحدث بكل وقاحة، رادفا بتوعد: 


_ ماشى، روحنا يا حبيبتى أنا و عز البيت عندى وكانت هى خلاص فاقت واعده خايفه ومش عارفه هى فين، دخلنا عليها أنا وعز وهى مكنتش تعرف حد فينا ولا حتى عز، اول ما شافتنا هددتنا انها تصوت بس انا قولتلها إنى لازم هكتم بقها لانها كده كده هتصوت من اللى هنعمله فيها


اتسعت عينى "زيزى" بصدمة مما قاله "أنس" ولكنها لم تتفوه بكلمة، ليبتسم "أنس" بمكر مُكملا حديثه: 


_ سألتنا انتوا مين روحت أنا فى الأول فهمتها إننا اتنين شباب ضايعين وجبناها عشان نغتص-بها ونتبسط ونبسطها وبعدها نرميها فى الشارع وده طبعا عشان نلعب بأعصبها، قربنا منها أنا وعز وأحنا بنق-لع هدومنا لحد ما فضلنا باللهدوم الداخليه بس


أنفرغ ثغر "زيزى" مما تستمع إليه بصدمة بينما أكمل "أنس" حديثه قائلا بهدوء: 


_ عشان نبوظ اعصبها خالص كان لازم نقل‐عها هدومها عشان تبقى مرعوبه وتقول كل اللى نسألها عليه، وفعلا خلعنا هدومها كلها وبعدها رمينا عليها ملايه، أنا قومت وفتحت كاميرة الفون بتاعى وقولت ل عز يبدا هو وأتقصدت اقول أسم عز عشان تعرفه، وفعلا عرفته واعدت تصرخ وتقوله ميعملش كده قومت انا قولتلها..


" طب بما إنك تغرفى عز يبقى اكيد تعرفى ندا، خافت جدا وسكتت روحت قيلها شوفى بقى يا قمر أنتى هتحكيلى كل حاجه وتقوليلى أزاى صورتوا ندا مع حازم بالمنظر ده وبعتوا الصور لعز ليه!! وأيه اللى حصل بالظبط فى اليوم ده!! وليه عملتوا كده مع ندا؟! هسيبك تروحى بيتك مُعذّة مكرمة من غير ما حد يحط صوبع بس عليكى، إنما بقى هتتلوعى وتستهبلى عليا فى الكلام وتركبى دماغك!! وقتها مش بس هصورك وأنا ببوسك وانتى مغمى عليكى زى ما عملتوا مع ندا لا، وحيات أمك ده انا هشيل الملاية اللى مغطيكى بيها دى وأنتى عارفة بقى المنظر تحت الملاية عامل ازاى!! وهقول ل عز بس يلا وهنعملك حتة فديو شباب مصر كلها هتدعيلك لما تشوفوا وهتحكى وتتحاكى عن اللى حصلك فى الفديو ده وهيطلبوكى بالاسم يا مريومه، وساعتها بقى مش هيفرق معايا عملتوا كده ليه وازاى!! بس هعيشك ليله تحلفى بيها طول عمرك وتتمى لو إنك معشتيناش أبدا " 


_ بعد كل الكلام ده لقيتها لسه بتفكر قولنا مبدهاش بقى رفعت الغطاء عنها ونيمتها على وشها وعز عمل نفسه بيخلع باقى هدومة راحت مصرخه وقالت هقواكوا على كل حاجه


شهقت "زيزى" بصدمة وزعر مما قاله "أنس" وشعرت وأن قدميها تتخبطان فى بعضهما، ليضحك "أنس" على شهقتها تلك مما أظهر له كم هر بريئة ونقية، ليكمل بهدوء: 


_ بس يا ستى وفتحت مسجل الصوت فى الفون بتاعى وهى حكت كل حاجه، وانتى دلوقتى تقدرى تتكلمى، ده لو عرفتى


قال "أنس" جملته الأخيرة وهو يضحك بتشفى فى "زيزى" لانه سبق وأن حزرها ولكنها لم تستمع له، ليستمع إلى صوتها المبحوح من كثرة الصدمة والخجل رادفة بنبرة مقاربة على البكاء:


_ أنس هو أنا ممكن أقفل ونكمل كلامنا بكرة، بالله عليك وافق


ضحك "أنس" بصوته كله موافقه على طلبها ولكنه فاجئها بكلمة خففت عنها ذلك الخجل والتشنج رادفا بصدق: 


_ والله العظيم أنا بموت فيكى، تصبحى على خير يا قلب أنس


••• 


أبتسمت "زيزى" على تلك الليله وما تذكرته أنه حدث فى هذا اليوم، ذلك الشخص لا يمكن أن يكون شخصا مخادع، بالتأكيد هناك أمرا ما ولكنها لا تملك شيء الأن سوا الأنتظار، عليها أن تنتظر إلى مجئ "أنس" كى تعلم حقيقة الأمر بالضبط...


يتبع ...