-->

رواية نعيمي وحجيمها - بقلم الكاتبة أمل نصر - اقتباس الفصل الواحد والخمسون



رواية نعيمي وجحيمها

بقلم الكاتبة أمل نصر 



نعيمي وجحيمها


بقلم: أمل نصر


تعريف الرواية

فتاة متواضعة الحال لا تملك في الحياة سوى برائتها وأحلام وردية قد تكون عادية لكل الفتيات ولكن بالنسبة لها وبالنظر لظروف معيشتها الصعبة بعيدة المنال؛ وجدت نفسها فجأة محاصرة من متجبر يملك السلطة والقدرة اخضاع الغير، مع المال الذي يشتري به كل شئ، اذا مالذي سيحدث معها؟ وكيف تستطيع المقاومة في مواجهة غير متكافئة من كل النواحي؟


تصنيف الرواية

رومانسيه،روايات رومانسية، عاطفية، قصص رومانسية، اجتماعية، مصريه


حوار الرواية

مصريه عاميه، لهجة عامية


سرد الرواية

اللغة العربية الفصحى

❈-❈-❈


اقتباس

الفصل الواحد والخمسون



جلست متربعة بقدميها على الأرض الرخامية تتابعه بابتسامة بلهاء وأعين منبهرة وهو يصب من الزجاجة الغريبة؛ الشراب في كأسين، احتفظ لنفسه بكأس ودنى يجثوا أمامها بقدم واحدة، ليقدم إليها الكأس الاَخر مردفًا بمرح:

- عارف ان ميرفت ظبطت دماغك باللي حطته في العصير، بس انا برضوا عايزك توصلي للقمة، عشان تحلوي أكتر وأكتر كمان .

تناولت منه الكأس لتتطلع إليه مرددة بدهشة:

- إيه دا؟ هو شكله غريب كدة ليه؟ أوعى تكون بتقدملي حاجة أصفرا؟

سمع منها ليطلق ضحكة مجلجلة في قلب البهو قبل أن ينضم إليها متربعًا على الأرض أمامها هو الاَخر، فتابعت هي بحال الذهول المرتسم على ملامحها المغيبة بقوة:

- إنت ما بترودش عليا ليه؟ لأ قول وجاوب احسن امي تيجي وتديك على دماغك، اصل انت متعرفش إحسان، والنعمة دي شديدة قوي.

ارتشف من كأسه قبل أن يقول بتسلية، متصنع الخوف:

- هي صعبة قوي للدرجادي إحسان؟

- صعبة وبس؟ 

هتفت بها لتكمل بالتلويح بكفيها في الهواء أمامه، بعد أن وضعت الكأس بجوارها:

- يا ختييييي، دي في مرة ضربتني وانا صغيرة بالكف على شي، صوابع إيديها فضلت معلمة في وشي بعدها ليومين، والنعمة زي ما بقولك كدة، يومييببن يومييببن، ودا كله بس إيه؟ عشان شافتني واقفة مع فهمي بتاع البرشام. 

افتر فاهه لعدة لحظات وعقله الخبيث ذهب لأفكاره غير سوية، فسألها بمكر هامسًا:

- هو فهمي دا بقى كان حبيبك؟

أجفل فجأة على صيحة قوية أطلقتها رافضة:

- حبيب مين يابا؟ دا طول عمره أساسًا هيموت على زهرة بنت خالي، طب انت عارف، لو مكنش جاسر الريان اتجوزها، لكان اتجوزها غصب عنها. أنا أعرف أنه هيموت عليها من زمان من ساعة مااتحرش بيها وهي بنت خمستاشر وأكل العلقة من خالها خالد دا سففه التراب والنعمة الشريفة ، انا شوفته بيتف السنة المكسورة من بقه اللي أتملى بالدم والتراب.

ردد خلفها بفضول انتابه بشدة مع الهذيان الذي تتفوه به من كلمات ليسألها:

- هي زهرة دي حلوة أوي كدة؟

- ولا حلوة ولا حاجة. 

صرخت بها قبل أن ترتشف من كأسها متجرعة لذعة الطعم الغريب بعدم اكتراث، ثم ردت متراجعة عن حدتها :

- بس هي ممكن تكون حلوة او الناس هي اللي شايفاها كدة، انما انا بقى اللي عارفاها على حقيقتها، بت هبلة وبتخاف من خيالها، لو الكهربا اتقطعت تجري زي العيلة الصغيرة على خالها وجدتها، ولو شافت تعــ بان بقى ، مش بعيد تجيلها ازمة قلبية من الخوف.... بس هي طيبة.... وهبلة، اصل هي كدة الدنيا حظوظ

صمتت لتنتقل بأبصارها إليه فوجدته يتطلع نحوها ويصغي باهتمام، فتوقفت عن كل شئ تتطلع إلى ملامحه وتوسعت ابتسامة جميلة على ثغرها، جعلته ينتبه إليها بخاصتيه، وهي تردف بهذيانها:

- بس انت حلو قوي وعنيك خضرا أوي.

- أيوة بقى الكاس اشتغل.

هتف بها مصفقًا بكفيه متابعًا:

- كملي بقى يا قمر، مدام رجعتي للمود من تاني 

صمتت لتنتقل بأبصارها إليه فوجدته يتطلع نحوها ويصغي باهتمام، فتوقفت عن كل شئ تتطلع إلى ملامحه وتوسعت ابتسامة جميلة على ثغرها، جعلته ينتبه إليها بخاصتيه، وهي تردف بهذيانها:

- بس انت حلو قوي وعنيك خضرا أوي.

- أيوة بقى الكاس اشتغل.

هتف بها مصفقًا بكفيه متابعًا:

- كملي بقى يا قمر، مدام رجعتي للمود من تاني 

تجعدت ملامحها فجأة وعقدت حاحبيها بشدة لتستند على كفيها فجأة وتحاول النهوض برأسها الثقيلة:

- اعيد وازيد في إيه انت كمان؟ انا لازم عايزة اروح اقفل على على العشة فوق في السطح،  بعد ما أكل الفراخ، واسحب من تحتهم البيض، لامي تتطين عيشتي. 

استمر بضحكه ثم نهض خلفها يراقب اهتزازها وترنحها في وقفتها الغير متزنة، ليقف مقابلها ينتظر اللحظة الحاسمة وهي تمسك برأسها، ترفرف بأهدابها وكأن تريد معرفة هويته، او الصورة نفسها مغشية على عينيها التي تكرر بغلقها وفتحها، علّها ترى جيدًا، ليزداد التشوش ويزداد الاهتزاز حتى سقطت لتتلقفها ذراعيه قبل وقوعها على الأرض؛ ليحملها بعد ذلك وهو  يخاطبها:

- هخليكي تعيشي ليلة ولا في الأحلام يا غادة، عشان بعدها تجيلي برجيلي، ولا نحتاج لورقة ولا كلام فارغ. 

تذمرت بفطرتها رغم غياب عقلها، معبرة عن اعتراضها بتحريك أقدامها بضعف لتحثه على تركها:

- شايلني ورايح بيا فين يا جدع انت؟ سيبني انزل واروح عند امي بقى، سيبني اروح لإحسان.

تابع اعتراضها ومحاولاتها بتسلية كبيرة وهو يسير بها باتجاه غرفته في الأعلى، وما ان وضع قدمه على الدرج حتى شعر بضربة قوية على رأسه، قبل أن يلتف ساعد كبير على رقبته 

- وصوت غليظ يهتف هامسًا:

- نزل البت من إيدك حالًا ومن غير ما تضرها لا كــ سر رقــ بتك بإيدي وقتي على طول.

اضطر صاغرًا لإنزالها بحرص تنفيذًا لأمر هذا الرجل الغريب، رغم صعوبة الفعل، فالساعد القوي كان مطبقًا على رأسه ورقبــ ته بقوة، مع شعوره بثقل الجسد الضخم من خلفه .

وما أن انتهى حتى شعر بسحبه للخلف بقوة ليستدير بجسده، فيرى هذا الضخم ملثمًا بغطاء اخفى معظم وجهه ولم يظهر منه سوى عينان واسعتان تبرقان بقوة اثارت بقلبه الأرتياع، وقبل أن يستوعب جيدًا تفاجأ بضربة قوية من رأس الملثم على جبهته افقدته اتزانه ليسقط صريعًا على الأرض كالجثة. 

انتقل بعنيه نحوها ليجدها التصقت رأسها بسور الدرج، تغمغم بهزيان، وهيئة غريبة اثارت تعجبه، فاقترب منها على حذر، عاقد حاحببه بشدة، فزاد اندهاشه مع عدم انتباهها إليه وما حدث منذ قليل، زفر بقوة يغمغم بالسباب، قبل أن يرفعها على كتفه كطفلة صغيرة غلبها النعاس، وسار بها يكمل طريقه، رغم ما ورد برأسه من ظنون تكاد تفتك به.



يُتبع..