رواية عشق بين نيران الزهار - بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة - الفصل الواحد والأربعون (حلقة خاصة)
رواية عشق بين نيران الزهار
بقلم الكاتبة
سعاد محمد سلامة
الفصل الواحد والأربعون
حلقة خاصة
رأس السنة
رواية
عشق بين نيران الزهار
باليونان
قبل الظهر بقليل
كانت تجلس بحديقة تلك الڤيلا تتناول طعام الفطور جاء إليها رساله على هاتفها،فتحتها لتجد بعض الصور كانت
لـ رفعت يحمل فتاه وتسير لجوازه تلك الحمقاء تحمل طفل صغير، كذالك يسير أمامهم طفل ثالث يبدون عائله سعيده ، شعرت بنيران حارقه بقلبها،رفعت رفض حبها وتخلى عنها حين عادت من أجل أن تصل الحب القديم بينهم، من أجل تلك الحمقاء، لتعود لبراثن ذالك الوغد فابيو، الذى إنتهت حياته، ظنت أنها ستجد راحتها لكن كانت واهمه، تلك الحياه التى أختارتها من البدايه لا تنتهى سوا بطريق واحد هو...الموت ، فبعد قتل والدها لوالداتها وهو يقطن بأحد دور الرعايه النفسيه تحت حراسه خاصه من الشرطه، كذالك توأمتها التى لاتعلم إن كانت حيه أو ميته،الظن الأكبر أنها ميته،كان لابد أن تبحث عن القوه كى تستطيع تكملة حياتها بنفس المستوى التى عاشت به،كان هنالك طريق واحد أن تخضع لجبروت آخر من فصيلة السادى فابيو،إبن عمه الذى إتخذ مكانه ومكانته وسط المجتمع اليونانى وكذالك ورث أعماله القذره.
شردت فى الماضى أغمضت عيناها تتخيل أوقاتها الحميميه القليله التى قضتها مع رفعت كانت هادئه خاليه من العنف الذى كان يُمارسهُ فابيو،كذالك ذالك الحقير الآخر "فبريجاس"
فاقت من ذالك الشرود حين شعرت بيد توضع على كتفها بقوه أيقظتها من ذالك التخيُل، على واقع أليم أختارته بأرادتها وهى تسعى خلف قوه تحتاجها كى تواجه الحياه وتُلبى كل ما تشتهيه من سطوه وقوه تعلم أنها زائفه
ردت باليونانيه ترسم بسمة دهاء:
صباح الخير حبيبي فابري.
ضحك فبريجاس قائلاً:في ماذا كنتِ شارده،لقد ناديت عليكى أكثر من مره...أتمنى أن تكونى صادقه فى الرد عزيزتى.
نهضت ريما بدلال وتصنُع: ولما أكذب حبيبى، كنت شارده فيك أنت بدلت حياتى.
تبسم لها ماكرًا: بدلتها للأحسن أم للأسوء.
ردت بدلال: للأحسن بالطبع عزيزى.
جذبها من خصرها بقوه لتلتحم بصدره وقام بتقبيلها قُبله قويه، تركها بعد أن كادت تلفظ نفسها الاخير، سعلت بشده... بينما هو تبسم بزهو قائلاً: بالتأكيد عزيزتى لولا أنى أنتشلك من مصيرك السئ لكنتى الآن عاهره بـ فراش أحد رجال فابيو،بمناسبة كلمة عاهره،أريدك الليله عزيزتى فى تلك الصاله نستمتع سويًا.
إرتجفت أوصال ريما لكن رسمت بسمه ترحيب غصبًا.
❈-❈-❈
بسرايا الزهار
فى حوالى الواحده والنصف ظهرًا
بحديقة السرايا
تبسم رفعت لـ زينب أثناء دخولها الأثنان الى السرايا، نظر لساعة يدهُ وقال:
غريبه الساعه واحده ونص،لسه على ميعاد الإنصراف من الوحده نص ساعه.. ده تسيب وإستهتار وتقاعص عن أداء العمل يا دكتوره.
تبسمت زينب قائله: بتتريق، بس ده مش تسيب ولا إستهتار ولا تقاعص،ده حاجه عاديه،ناسى إن عندى ساعه رضاعه،وقولت أستغلها،وأجى أطمن على إبنك الوغد الصغير...الصبح كان سخن شويه بيسنن،وعلى ما السِنه تطلع هيطلع روحى أنا ودادا محاسن معاه.
تبسم رفعت وأشار لها بالدخول أمامه.
دخلت مبتسمه،إستقبلتهما محاسن التى تحمل أصغر أبنائهم...
تبسمت لـ زينب قائله: يلا يا زيان نفرج مامى على السِنه اللى طلعت.
تبسمت زينب بتنهيد قائله: أخيرًا ظهرت السِنه الحمد لله.
تبسمت لها محاسن وهى تُعطى لها الصغير قائله:الحمد لله طلعت والسخونيه راحت،هروح المطبخ أقولهم يجهزوا الغدا،رامى بيه ومراته هيتغدوا عند حماه،وزمان الولاد على وصول،وكمان الست إنعام كانت طلبت منى أعملها بسبوسه وخايفه تكون قالت لواحده من الشغالين من ورايا تعملها لها بسمنه وتكتر في أكلها وتتعب.
تبسمت لها زينب.
غادرت محاسن وتركت زينب التى أنزلت الطفل عن يدها وأوقفته أرضاً قائله:يلا يا زيان فرج بابى وقوله إنى طلعلى سنه وكمان بقيت بعرف أمشى.
تبسم رفعت لها،وهو يراها تمسك يدي الصغير.
فى ذالك الوقت
دخلت تلك الشرسه الصغيره "مهره" الى السرايا تهرول سريعاً بإتجاه رفعت الذى يقف جوار زينب التى تمسك يدي أصغر أطفالهما تساعده على مشي خطواته الآولى بتبسُم
إنحنى رفعت وإلتقف تلك الصغيره التى إرتمت بحضنه، حملها ووقف يقُبل وجنتيها، بينما الصغيره، إقتربت من أذن والداها وهمست له بشئ.
تبسم رفعت يقول: بس كده مُهرة بابى تؤمر وأنا أنفذ.
تبسمت الصغيره وقبلت رفعت قائله بطفوله: وكمان خلى مامى هى اللى تكشف على إبن الدادا.
تبسم رفعت ينظر ل زينب التى يبدوا عليها الفضول، تريد معرفة ماذا همست تلك الصغيره ل رفعت.
وجهت الصغيره الحديث ل زينب قائله:
مامى إبن الدادا يا حرام عنده خُرم فى القلب والدادا كانت بتعيط وأنا قولت لها مامى دكتوره هاتيه تكشف عليه، وكمان هو محتاج لعمليه بفلوس خمسين جنيه وبابى خلاص هيدفعهم لها عشان مش تعيط تانى .
نظرت زينب لها وقالت بتهكم: بعد ما قولتى خُرم دى ملهاش لازمه مامى دى، وبعدين عميلة أيه دى اللى بخمسين جنيه، عملية خُرم ابره دى ولا أيه... بعدين هدومك أيه اللى مبهدله غير انها مش نضيفه.
ردت الصغيره ببراءه: وقعت فى الجنينه بتاع الحضانه، كنت عاوزه أقطف ورده، عشان أجيبها لجدو نعمان يزرعها.
سندت زينب طفلها الصغير على ساقيها ومسكت يد طفلتها رأت بعض الجروح، نظرت ل رفعت وتنهدت قائله: حالاً، رضوان بيه يجيلي بمصيبه عاملها هو كمان، أنا عندى السكر، بس بقيت متأكده انه بقى عندى سكر وضغط، منك ومن عيالك يا رفعت..
أنا بفكر أخلعك وأسيبلك عيالك وأهج.
غمز رفعت بعينيه وقال بمرح ووقاحه: تهجى لوحدك من غيرى، طب أيه رأيك أخطفك يومين كده ناخد وقت مستقطع من ولاد الهمجى دول.
حملت زينب الصغير وقالت له: بطل وقاحتك دى خلاص بقيت أب لتلات أوغاد لازم تبقى قدوه حسنه لهم.
تبسم رفعت، وأنزل طفلته قائلاً: يلا يا مهرتى روحى أغسلى أيدك وتعالى نتغدى.
هرولت الصغيره
بينما غمز رفعت بعيناه وقال: طب ما أنا قدوه حسنه ولا عندك إعتراض يا زوزى، ها أيه رأيك ناخد وقت مستقطع بعيد عن هنا، نرتاح من الأوغاد دول.
تبسمت زينب وقالت: أفكر بعد الغدا لأنى دلوقتى جعانه ولما بجوع مبعرفش أخد قرار.
تبسم رفعت، لكن فى ذالك الوقت صدح رنين هاتفه، أخرجه من جيبه ونظر للشاشه، ثم نظر لـ زينب لكنها كانت غير منتبه له بسبب إنشغالها فى طفلهما.
رد على المتصل، شعر بتوجس مما قاله، لكن بصعوبه تحكم فى رد فعله، وقال: تمام نص ساعه وأكون عندك.
نظرت زينب لـ رفعت قائله: هتروح فين، مش هنتغدى سوا، زمان باص رضوان على وصول.
رد رفعت بثبات: لأ ده شغل مهم إتغدوا أنتم أنا مش جعان.
لم ينتظر رفعت رد زينب وخرج مُسرع... تعجبت زينب من ذالك لكن نفضت عن رأسها بسبب بكاء طفلها الصغير.. تبسمت له قائله: زيان بيه مش قد الجوع، خلينا إحنا نروح نتغدى و بعدين نبقى نشوف سبب خروج بابى بالسرعه دى.
بعد قليل بإحدى المدارس الخاصه.
وقف رفعت يقول بحِده وعصبيه: يعنى أيه طفل عنده سبع سنين يهرب من المدرسه فين أمن المدرسه وإزاى خرج بدون ما حد يشوفه.
رد مدير المدرسه: من فضلك يا رفعت بيه إهدى واضح إن إبن حضرتك تقريباً مدخلش المدرسه،إحنا جبنا كل الكاميرات الخارجيه ومفيش كاميرا صورت دخوله،غير فى كمان حاجه غريبه فى بنت وولد زملاء له كمان متغيبن.
رد رفعت:يعنى أيه،قصدك أنهم هربوا قبل ما يدخلوا المدرسه،طب إزاى مش الباص بيدخل بالتلاميذ من لحد حوش المدرسه.
رد المدير:فعلاً يا أفندم،بس أوقات الباص بينتظر قدام باب المدرسه ينتظر خروج الباص التانى،ممكن يكونوا إتسحبوا ونزلوا فى الوقت ده من غير ما حد من المشرفين ينتبه عليهم،أنا بلغت حضرتك وكمان بلغت أهل الاتنين التانين،وزمانهم على وصول.
تنهد رفعت بغضب كبير،وقال:ومشرفين مسئوليتهم أيه،
غير ينتبهوا على الأطفال...
أخرج رفعت هاتفه الذى صدح برنين..رأى من تتصل عليه،فكر فى عدم الرد عليها لكن ربما بعدم رده يدخل الى قلبها القلق،لكن رد وحاول الهدوء
تعجب وهو يسمع صوتها تقول:تعالى يا رفعت شوف خلفتك السو،إبنك الهمجى البكرى هربان من المدرسه وجايب معاه أتنين يفرجهم عالخيل فى الأستطبل.
إنشرح قلب رفعت وقال: رضوان فى الأستطبل، طب أنا جاى فوراً.
أغلق رفعت الهاتف، ونظر للمدير ببعض الخزو قائلاً: رضوان وزمايله عندى فى إستطبل الخيول، بعتذر إن كنت إحتديت عليك.
تبسم المدير براحه: لأ مفيش مشكله، الحمد لله إننا عرفنا مكانهم وأهو أولياء أمور زمايله وصلوا.
تبسم رفعت وقال لهم: إطمنوا الاولاد بخير هما عندى فى السرايا أتفضلوا معايا.
بعد قليل بالسرايا
دخل رفعت ومعه إثنان
تقابل مع زينب
تحدث بهدوء الولاد فين؟
ردت زينب: فى أوضة السفره بيتغدوا
أشار رفعت لذالك الضيفان وقال: إتفضلوا معايا
دخل بهم رفعت الى غرفة السفره
بعد قليل غادر الطفلان بصحبة ذويهم
نظرت زينب لـ رضوان قائله:
أختفى من وشى يا همجى إنتم هتجيبوا أجلى بدرى،ومتفكرش إن هروبك من المدرسه هيفوت بالساهل.
رغم فزع رفعت قبل قليل لكن حين رأى طفله شعر براحه وطمأنينه،وتبسم على وعيد زينب له،لولا ما شعر به من خوف عليه قبل قليل ربما كان له رد فعل أقسى،لكن تغافل عن عقاب هذا الصغير.وقال لـ زينب:أيه عرفك إن رضوان وزمايله كانوا عند الخيل.
ردت زينب:البيه هو وزمايله هربوا من باص المدرسه بدون ما حد يلاحظهم وجُم على هنا،وطبعاً قضوا الوقت فى اللعب،ولما الجوع قرص بطنهم جابهم علشان يتغدوا فى تكية أبوه..
تبسم رفعت وقال: قولتلك ناخد وقت مستقطع ها فكرتى فى الرد.
ردت زينب أنا بعد اللى إبنك عمله وهروبه من المدرسه مش قررت أطفش بس لأ قررت أتبرى منهم والتلاته كمان ومعنديش مانع أروح معاك حتى الكاريبى.
تبسم رفعت وقال: لأ مش هنروح الكاريبى،هنروح مكان تانى،خليه مفاجأه يا زوزى.
❈-❈-❈
مساءً بنفس اليوم
تعامل رفعت بمكر مع زينب حين خرجوا من السرايا بسيارته وقام بوضع منوم لها فى إحدى العصائر
الى أن وصل لوجهته،حملها ودخل بها الى إحدى الغرف وبدأ بإيقاظها
بعد وقت قليل فاقت زينب
تبسم رفعت لها وقال:أخيراً صحيتى يا زوزى أنتى أخدتى السكه كلها نوم.
تعحبت زينب من ذالك وقالت:إزاى نعست،انا بعد ما شربت العصير محستش بحاجه .
تبسم رفعت يقول:أكيد نمتى بسبب الأرهاق عالعموم يا روحى إحنا خلاص وصلنا.
تبسمت زينب وقالت:ووصلنا فين بقى.
تبسم رفعت وأتى بشريطه وقال:مفاجأة يا زوزى،هتنبهرى لما تعرفى إحنا فين.
ربط حول عينيها شريط بنفسجى اللون وسحب يدها يوجهها الى المكان اللذان سيذهبان إليه، سارت معه الى أن توقف
وقف خلفها يُزيل ذالك الشريط.
فتحت عينيها وأغمضتها عدة مرات كى تستوعب أين هى، ثم نظرت له قائله:
قولى اللى أنا شيفاه ده مش حقيقي.
تبسم رفعت وهو يضع يديه حول خصرها يقول:
أنا وأنتى يومين مش هيتنسوا يازوزى وإحتمال بعد اليومين دول نجيب الرابع.
أنهى حديثهُ بقُبلة عشق
أبعدته عنها قائله: رابع أيه اللى هنجيبه أنا لو قضيت هنا ليله واحده هقطع الخلف، خلينا نرجع الزهار أنا هموت من البرد....
إقترب بوقاحته يقول:وأنا لازمتى أيه، هدفيكى يا روحى، هنا أفضل مكان يجمعنا، مش هتبعدى عن حضنى لحظه واحده، لمدة يومين، ومفيش أى حجه بسبب الأوغاد اللى عاملين زى برج المراقبه فى الكمين.
ردت زينب: دا الكمين أرحم من المكان ده يا رفعت، أحنل فى قلب البحر فى الجو السقعه ده،غير إن أكيد الرياح قويه وممكن تقوم عاصفه،رجعنا للشط يا رفعت أنا عندى عيال عاوزه أربيهم .
ضحك رفعت قائلاً: مش العيال دول اللى عاوزه تطفشى منهم، أهو نقضى يومين سوا بعيد عنهم، انا وأنتى والبحر ونجوم السما.
نظرت زينب للسماء وقالت هى فين النجوم دى السما سوده يا رفعت مفيهاش حتى نجمه واحده، خلينا نرجع
إقترب رفعت من زينب وقال: لأ فى نجمه هناك أهى بعيده.
نظرت زينب الى ما أشار نحوه رفعت وقالت: دى مش نجمه دى نقطه فى السما رفعت رجعنا للشط أنا شوفت فيلم زمان أسمه العاصفه المثاليه كان على سفينه وقامت عاصفه غرقتهم.
ضحك رفعت
بينما تذمرت زينب
لكن
أصمتها رفعت بقُبله، بل قُبلات يضمها بين يديه يسحبها للسير معه، الى أن وصل الى إحدى غرف المكان، ترك شفاها ليتنفس الاثنان، نظرت زينب للغرفه،
مبتسمه الغرفه ذات إناره باللون البنفسجى يمتزج بها عطر الزهور المنبعث من تلك الشموع التى تُنير الغرفه.
تبسمت زينب ووضعت يديها حول عنق رفعت قائله بدلال:
كويس إن لون الاوضه بنفسجى، لو كان أحمر كنت قولت الهمجى بقى سادى بسبب المكان اللى جبتنا فيه ده وسط البحر
تبسم رفعت يقول: سادى... فكره برضوا المكان خالى ومناسب جداً وانا وانتى لوحدينا وفى شموع كتير فى الأوضه وإحنا فى وسط البحر وصوت الأمواج يعمل شغل عالى.
نظرت زينب ل رفعت ببسمة ثقه،أنه غير قادر على تحمل إيذائها بخدش.
تبسم رفعت يقول: وايه معنى البسمه دى، متنسيش أنا مروض خيول ماهر وأحياناً كتير القسوه مطلوبه فى الترويض.
تبسمت زينب قائله: وأنا الشرسه غير قابله للترويض.
ضمها رفعت قويًا وقال: الليله الفارس كل اللى بيفكر فيه هو أنه يعبر عن عشقه للشرسه اللى غيرت حياته،ورسمتها بشكل تانى
أنهى رفعت حديثهُ بقُبله شغوفه مغلفه بالعشق،أنسى زينب ذالك الخوف من المكان،تلاطمت أصوات أمواج البحر مع شغفهم ببعضهم بين القُبلات واللمسات
تبادلا العشق.
بعد قليل تبسم رفعت وهو يرى زينب تقترب منه وتنام على صدرهُ،ضمها بين يديه قويًا.
تنهدت زينب
تحدث رفعت: ليه التنهيده دى.
تحدثت زينب: الاوغاد وحشوني، رغم أنهم كم ساعه غابوا عن عنيا بس وحشونى.
تبسم رفعت يقول: لا بحبك ولا بقدر على بعدك.
تبسمت زينب: أنا بحبهم قوى يا رفعت.
تحدث رفعت بغرور: بتحبيهم طبعاً عشان جيبتهم منى تجى أقولك إزاى،يمكن نجيب الرابعه قريب .
تبسمت زينب وضربته بخفه على صدره قائله: بطل وقاحه،دول ولادى أنا اللى شيلتهم جوايا،عارف يا رفعت أنا كان عندى هاجس قوى إنى مش هخلف خالص،وده يمكن اللى خلانى خدت فتره على ما عرفت إنى حامل فى رضوان بالصدفه،رغم كان عندى شك بس كنت بكدبه وأنا خايفه أتعلق بوهم.
تعجب رفعت قائلاً:وأيه كان سبب الخوف ده؟عشان عندك السكر من وأنتى صغيره.
ردت زينب:يمكن ده كان سبب من الأسباب،بس لما عرفت إنى حامل حسيت بفرحه كبيره بس منهم لله فابيو وهاشم خطفونى يومها،ولو مش أنقذتنى فى الوقت المناسب يمكن كان زمانى....
وضع رفعت يدهُ على فم زينب يمنعها من مواصلة الحديث،وقال:زينب إنتى اللى أنقذتينى من سراب كنت ماشى وراه،إنتقام كان بسهوله ممكن يحرقنى،كنتى زى المرهم اللى بيحطوه على الحروق بيبرد مكانه،عشقك برد نار قلبى،نسانى كل الآلم اللى عشت بيه سنين،خوفت فى لحظه تتحرقى بالنار اللى كانت شاعله جوايا.
تبسمت زينب وقلبت مجرى الحديث قائله: فين النار دى دلوقتى تدفينا فى إحنا فى وسط البحر فى التلج ده.
تبسم رفعت
بينما زينب سارت بسبابتها على صدره تخط إسمها صدره بأناملها.
تبسم رفعت يقول:زينب.
رفعت رأسها وقالت:عرفت إزاى إنى كتبت إسمى على صدرك.
تبسم رفعت يقول:لأنك إسمك موشوم بقلبى يا زينب
تبسمت له وهو
يسحب يديه من عليها ويبتعد عنها،مما جعلها ممده فوق الفراش،وسار بأنامل يدهُ فوق عنقها،ثم كتب شئ،ونظر لعين زينب التى تبسمت وقالت:
بحبك.
تبسم لها وقال:لأ بعشقك
أنهى قوله يُطبق بشفتاه على شفاها ويديه تقربها منه أكثر
يسبح الأثنان فى بحر العشق يشعران بالدفئ،عكس الطقس خارج اليخت.
لتستطع عليهم شمس يوم جديد
تداعب عيني زينب من خلف ذالك الشباك الزجاجى للغرفه.
إستيقظت زينب،تشعر ببعض البروده،بسبب عدم وجود رفعت جوارها،لكن سرعان ما سمعته يقول:
صباح الخير يا دكتوره بقينا الضهر،الدكتوره بقت كسوله قوى...فين أيام ما كانت تصحى من الفجر تروح الوحده.
تبسمت زينب ونهضت تسحب الغطاء عليها قائله:صباح النور، الدكتوره إتبدلت على لما عشقت الهمجى،أنا جعانه.
تبسم رفعت الذى أقترب منها وقال: جهزتلك الفطور،بس إعملى حسابك الخدمه هنا مش مجانيه كل شئ بتمنه.
تبسمت زينب:وأيه تمن الفطور بقى،أنا لا أملك شئ مرتبى بيخلص بعد أسبوع بالظبط من القبض وبقية الشهر بعيش عالتقليب.
ضحك رفعت وجلس على الفراش يقول:مش كل حاجه تمنها فلوس يا دكتوره فى حاجات تمنها أغلى من كنوز الدنيا كلها.
تبسمت زينب بمكر وقالت: وأيه هى الحاجات الغالية دى بقى.
إعتلى رفعت جسد زينب وقال: العشق يا شجرتى الطيبه.
تبسمت زينب ولفت يديها حول رفعت تنظر لعيناه بعشق قائله بتكرار: العشق يا قدرى.
بعد قليل وقفت زينب على سطح اليخت تلف جسدها بدثار ثقيل تنظر الى تلك الشمس الساطعه.
ضمها رفعت من الخلف.
تحدثت زينب: شايف إنعكاس الشمس على موج البحر تحس إن الأمواج هديت أصواتها وقوتها عن بالليل.
تبسم رفعت يقول: زى وجودك فى حياتى يا زينب معاكى رجعت أحس تانى بالعيله وفرحة لمتها.
بعد مرور يومان
إنتهت تلك الرحله لكن العشق مازالت نارهُ متقده وتتقد أكثر مع مرور الوقت.
نزل رفعت من على اليخت على رصيف الميناء يُمسك بيد زينب يسيران سوياً على الرصيف، من يراهما يقول عُشاق فى بداية عشقهما.
لكن كان هنالك كاميرا تقوم بتصويرهما منذ أن نزلا من اليخت...
فى ظرف دقائق كانت تُرسل الصور الى وجهتها.
بينما صعد رفعت وزينب الى السياره، لكن قبل أن يقود رفعت السياره، صدح رنين هاتفه.
تبسمت زينب قائله: كنا مرتاحين اليومين اللى فاتوا من رن التليفونات.
تبسم رفعت واخرج هاتفه ونظر للشاشه بتعجب ثم رد.
للحظه لاحظت زينب سآم وجه رفعت وردهُ المُقتضب بعد أن أغلق الهاتف قالت له: مين اللى بيتصل عليك.
رد رفعت: ده عامل من الاستطبل بيسأل هرجع أمتى.
ردت زينب: طب مال وشك قلب كده ليه.
رد رفعت: مفيش وشى مقلبش ولا حاجه،يمكن عشان إنتهى اليومين بسرعه ، خلينا نرجع الزهار للأوغاد من تانى.
تبسمت زينب قائله:فعلاً كانوا يومين حلوين،المره الجايه لما أحب أطفش أنا وأنت أنا اللى هختار المكان حسب الطقس،أنا حاسه إنى عضمى كله بيوجعني.
غمز رفعت بعيناه بس الوجع ده مش بسبب الطقس يا زوزى،ده بسبب شقاوتك...اللى بعشقها يا شجرتى الطيبه واللى بسببها جبنا الأوغاد اللى راجعين لهم من تانى.
يتبع