رواية - كما يحلو لي - نسخة حصرية (النسخة القديمة) - بقلم بتول طه - الفصل التاسع والعشرون
رواية كما يحلو لي النسخة القديمة بقلم بتول طه
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
هذه الرواية لا تتحدث عن السا دية والترويج لها أو الغرض منها مناقشة اضطراب السا دية.
بينما تتحدث عن علاقة أحد أطرافها سا دي والطرف الآخر يرفض هذا بكل كبرياء بل ولم يتعود على أن يتحكم به أحد.
فيا تُرى كيف سيستمر كل منهما مع الآخر؟
تصنيف الرواية
روايات رومانسية، رومانسيه، حب، اجتماعية، دراما، قصة، خيالية، قصص رومانسية، روايات للكبار
حوار الرواية
حوار باللغة العربية الفصحى، لهجة فصحى
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
❈-❈-❈
الفصل التاسع والعشرون
احتضنها ولكنه
لم ينم، كلما تذكر تلك الجروح بجـ ــسدها شعر بالإحباط، ولكنه لم يندم، هو في مرحلة
غريبة بين توقع ردة فعلها فقد تكرهه لما فعله، تشتت عقله في مستقبلهما معًا بعد هذه
الليلة، كيف له أن يدع سا ديته تتحكم بهما؟ كيف له ألا يلبي احتياجاته ونداءات
عقله؟
أراح رأسها
على صـ ــدره وظل يمسح على شعرها بلطف مبالغ، لم تصدق أن من كان يضر بها منذ قليل هو
نفسه من يتحول ليصبح لطيفًا الآن... أو ربما هو تغير منذ أن قام بتحريرها من تلك
الحبال السخيفة... لقد أخبرها أنه يعشقها... عليها أن تستجيب للنوم بدلًا من التفكير
حتى لا تفقد عقلها بعد كل ما حدث...
تفلتت القليل
من دموعها رغمًا عنها، لا تدري لماذا؟ فقط تساقطت الدموع وعلا نحيبها بانهيار
شديد وهي تشعر بآلام جـ ــسدها وعقلها على حد سواء لتجده يهمس موقفًا إياها:
- هش، اهدئي صغيرتي...
قبل رأسها وألصـ
ــقها أكثر بصـ ــدره العا ري وأخذ يربت على ظهرها في حنان وكأنه ليس هو نفس الشخص
الذي آلمها منذ قليل وظلت هي محاطة به، وكأنه يخبئها، لا تعرف يخفيها من أفكارها
أم من حقيقة أنها لم تتصور يومًا كل ما حدث، أم من تمـ ــتعها أثناء عذابها الذي
جعلها تكره نفسها!
العديد من الأفكار
تجوب برأسها، لا تدري كيف ستستمر بتلك الطريقة معه... كيف لها أن تشعر بالمتعة، كيف
حدث لها ذلك وسط كل الألم الذي تعرضت له؟ هل كل ما فعل منذ قليل أقصى ما يستطيع فعله
أم هناك شيئاً آخر؟ ويأتي في النهاية ليعترف بعشقه، وللمرة الثانية، وعلى الرغم من
كل هذا العنف! ستفقد عقلها حتمًا...
هدأت قليلاً
وتحول بكائها لشهقات متقطعة كل ثانيتان وظل هو يربت على رأسها ثم فجأة أبعدها قليلًا
عن صـ ــدره بدفعه لا تحمل سوى الرفق لينظر لها ولآثار تلك الدموع والبكاء الذي حول
وجهها للحمرة لتنعكس ملامحها بفحميتيه المُسبلتين تاركة صورة المرأة الأجمل على الإطلاق بعينيه... المرأة
التي أخيرًا اعترف لها ولنفسه بعشقها... بعد سنواتٍ ظن أنه لن يفعلها أبدًا...
تبادلا النظرات
في صمت ثم لم تستطع أن تنظر له أكثر فأشاحت نظرها بعيدًا، كتمت غضبها وشتاتها بداخلها،
لو تحدثت الآن لن يكون للحديث فائدة، هي من آخذت القرار بدخول تلك الغرفة معه منذ البداية...
بل هي من سمحت له بأن يبدأ كلاهما سَوِيًّا بداية جديدة... أو ربما هي غبية لأنها لم
تنفصل عنه منذ البداية خوفًا مما ستتعرض له أمام مجتمع لن يرحم ووالدة تريدها سعيدة
وسذاجة منها بأن تبحث عن السعادة مع رجل مثله... عقلها بات لا يرحمها هو الآخر واللعنة
لماذا لا تسقط في النوم؟
تعجبت لمغادرته
إياها لتزداد كراهيتها لنفسها، هي تنفر متقززة من مشاعرها التي تريده بجانبها، يا لها
من غبية، عليها منع نفسها بأي طريقة كانت على استجابتها الشديدة له التي ليس لها سلطانًا
عليها...
وجدته عاد من
جديد ليبعد عنها الغطاء لتنظر له بترقب وخيفة ليُحدثها برفقٍ قائلًا:
- لا تقلقي...
سأصنع بعض الكمادات وسأضع بعض الملطف لجـ ــسدك... استديري روان...
التفتت مرغمة
نفسها على التحلي بالصمت وهي تتجرع تلك الأحداث بأكملها واستجابتها له، ثم ما آخذ
النصيب الأكبر من عقلها وأفكارها بل ومشاعرها هو ملامحه وصوته وهو يقر بعشقه
لها...
انتظر بعد أن
جف المُلطف على جـ ــسدها الذي وضعه بعد صنع الكمادات ثم احتضنها من جديد ولكنه لم
ينم، كلما تذكر تلك العلامات الحمراء بجسدها شعر بالإحباط مرة أخرى، بالرغم من أنه
تمـ ــتع وقت فعلها ووقت رؤيتها، هو لا يستطيع ألا يكون قاسيًا مع النساء، ولكن كيف
يكون قاسيًا معها ويجعلها تتقبل الأمر؟
- هذه طبيعتي
على كل حال... عليها أن تتقبل الأمر!
تمتم عقله مُفكرًا
ليحاول التقليل من شعوره بالشتات الشديد وعصف الأفكار المتوالية وما لبث إلى أن جاءه
ذلك الصوت الذي طالما كرهه كثيرًا لأنه بالنهاية يكون محقا...
- وأخيرًا جائزة
أفضل عاشق تذهب ل عمر يزيد الجندي!! كنت أظن أنك لن تفعلها أبدًا ولكن دعني أحذرك
صديقي، لن تقبل سا ديتك، لن تفعلها، أقسم لك لن يحدث، متى ستعي ذلك!
زجر نفسه صارخًا
بمنتهى الغضب بداخله:
- اخرس واللعنة
عليك لا تتحدث الآن!
كالعادة لن
ينتهي هذا اللعين ليستمع لصوته الساخر:
- لماذا عليّ
أن افعل؟ لأنني أكون مُحِقًّا أو لأنني أذكرك بما تتناساه؟
تأفف زافرًا
بضيق ثم قال بقرارة عقله اللعين:
- اغرب عني وإلا
سو...
قاطعه الصوت
مجددًا متحديًا إياه:
- ماذا؟ ستقتل نفسك لتُسكتني؟ أم ستهشم رأسك؟
أنت تعلم أنك تعشقها الآن، ولكن لا تنفك تتخيلها يُمنى، تريد أن تراها تتألم أمامك
وأسـ ــفلك وتطلب منك الرحمة، أخبرني أنك تمنيت اليوم أن ترى الذعر بعينيها وهي تنطق
كلمة الأمان لينتابك تلك النشـ ــوة بهيمنتك على النساء، بل وشبيهة يُمنى نفسها...
هيا، لا تكذب واعترف وكن رجلًا وواجه الأمر... كلانا يعلم جيدًا كم تتوق لتجعلها
تخافك، تهابك، تتوق لأن تبرهن لك مائة مرة كل يوم أنها لك وحدك وأنا لن تقوم بخيانتك
يومًا وتركك... لا تأخذ ذنب هذه بتلك أيها الوغد... هذه روان... متى ستعي ذلك؟
اندفع بشراسة
منفجرًا بداخله وهو يغلق عينيه ليصرخ بحنق:
- يجب عليّ أن
أصفق لك الآن أم أبادلك عناق أخوي وأصيح ممتنًا لك بكلمات الثناء والشكر؟ ألم تكن معي
طوال تلك السنوات؟ ألم ترى أنني لم أكن هكذا غير معها؟ لا أعلم لماذا ولكنها تطيح
بعقلي ويصبح كل ما بداخلي رغـ ــبة حيو انية ليس لديها العقل كي تفكر، ألا تشعر بتعبي
من كل هذا؟ ألم ترى أنني حاولت أن أبدأ معها من جديد وبدل المرة مرات فقط في أيام معدودة؟
لا تخبرني أنني الأسوأ بالكون كله خاصة وقد واجهت معي كل شيء... أخرس ودعني أنام
كم تمنى لو
أن صوت ضميره يختفي للأبد ولكن ليست كل الأحلام تُصبح حقيقة ليستمع له من جديد
مُتكلمًا:
- أنا لا أقول
لك أنك الأسوأ، ولكنك هذه المرة يُحتم عليك أن تُحاول، توقف عن السادية من أجلها عمر،
ولأني أعرفك أكثر من أي شخص بالوجود أخبرك بأن هذه المرأة ليست كمثلها... يجب عليك
المحاولة من أجلها، فقط انسى كل شيء، ابدأ من جديد، تحكم في نفسك وبح لها بكل شيء...
كلانا يعلم أنك شخص آخر تمامًا عندما تعشق! أم علي أن أُذكرك بالفتى الذي كان بمرحلته
الجامعية وكل ما يُريد فعله هو التقبـ ــيل بعنف ليس إلا...
تنهد بمشقة
ثم توسل:
- ارجوك توقف...
أنت تُصيبني بصداع لعين!
سخر منه صوت
ضميره كما يعتقد ثم حدثه بصوتٍ خافت:
- حسنًا سأفعل،
ولكن لو سببت لها الضرر سيكون عليك أن تصرف في هذا وحدك... حاول من اجلها عمر وإما
سيتحتم عليك تركها وتبحث عن امرأة أخرى... وكلانا على علم أنك لن تجد من تعشقها
بسهولة...
التصـ ـــق
بها أكثر كمن يحمي نفسه من ذلك الصوت المُفكر بداخله وهو يشعر بوجع رأسه، لا بد له
الحصول على ساعتين من النوم ثم يستيقظ كي يُنهي معها هذه الليلة فأقترب منها
دافنًا وجهه بعنقها وهو يتنفس رائحتها التي يعشقها ليُتمتم ظانًا أنها ذهبت للنوم غير
مُدركًا أنها ستستمع له:
- سأحاول من
أجلك أنتِ فقط روان...
❈-❈-❈
لم يدر أنها
لا زالت مستيقظة، لم يشعر بتلك الدموع التي انسابت في صمت بعد أن سقط في النوم، لم
يكن في حسبانه أنها ستستمع لما ينطق به، لم تدر هي الأخرى ما الذي يعنيه بتلك الكلمات...
ما الذي سيحاول به من أجلها؟!
انتظرت حتى
انتظمت أنفاسه لتتأكد من نومه العميق، ثم حاولت التفلت من قبضته عليها ولكنه كان متشبثًا
بها للغاية ولن تستطيع الإفلات منه دون أن يستيقظ... حاولت بعدها مرارًا أن تتخلص منه
حتى باءت بالفشل لتتحول ملامحها للتذمر الممزوج بقلة الحيلة وعقلها يدفعها للصراخ عاليًا
كالمجنونة ويوقفها عن البُكاء...
زفرت بضيق
وبنفس الوقت حافظت على هدوئها وهي تحاول أن ترتب أفكارها.. أتستسلم هكذا؟ أتتركه
غدًا وتصمم على الإنفصال عنه؟ أم تتظاهر بالضعف، أم بالقوة؟ ويصرح لها
بالعشق بعد كل ما فعله، يا له من رجل حنون!!
حاولت
الحصول على بعض من ملامحه لتتحرك بين ذراعيه فاستجاب بإنزعاج خافضًا جـ ــسده لنهاية الفراش واستقرت رأسه على صـ
ـــدرها لتتأفف من تلك الدوامة الفكرية التي لا تنجو منها أبدًا معه لتشعر بالغضب
ينفجر بداخلها وهي لا تدري اهو يعشقها أم هو كاذب أم هي تريده أم لا تريده وهل
ستستطيع أن تحيا معه بمثل هذه الطريقة!! لقد آلمها عقلها وتقسم انها ستجن من شدة
التفكير!
أغمضت
عينيها وهي تعتصر عقلها محاولة أن تجد حلا لكل هذا، حسنًا، أولًا تهربها منه بأي طريقة لعينة لو
توقف عن عقابه وترهاته لتسأل أحد المختصين إن كان هذا مرضًا يُمكن علاجه
مثلما وجدت هذه الآراء اثناء بحثها، وهذا الحل هي تستبعده.. ثانيًا، استخدام عشقه
لها كذريعة وتتصنع ضعف المرأة أمامه، هو يعجبه هذا الشأن على ما يبدو، وهذا أيضًا
لن يسعها أن تستمر عليه سوى لقليل من الوقت.. وبعدها ما الذي سيحدث؟
أن تكون امرأة
مُطلقة بعد فترة قصيرة من زواجها؟ أهذا الذي تمنته وحلمت به؟، على الأقل ستغلق على نفسها غرفة
ولن تخاف أن يقوم بالقسوة عليها ولكنها هي من أخذت القرار اللعين بهذا... على كل حال
لقد مرت أياما قاربت الشهر على هذا الزواج، يفصلها القليل فقط عن عودتها الدائمة للعمل
الذي سيلتهم وقتها بالكامل، وعليه هو الآخر العودة لعمله وسينشغل، ستقضي أغلب
العطلات مع والدتها وأخيها وستنتهي من كل هذا... هي فقط تريد الوقت معه ومنزلهما الجديد
ليس به غرفة عذاب جحيمية مثل التي يمتلكها هنا!
فتحت عينيها
واخفضتها لتشاهد القليل من ملامحه والكثير من شعره الفحمي لتشعر بالتردد لوهلة داخلها،
كانت تتمنى لو أنه رجل جيد، لقد شعرت نحوه بالكثير من المشاعر وبمجرد تغزله بها أو
ابتسامة منه في خضم مناقشة أو حتى اقترابه منها كان يجعلها تظن أنها امتلكت كل ما حلمت
به يومًا وهي فتاة تريد أن تتزوج من رجل تعشقه ويبادلها العشق... ولكن ما حدث الليلة
وبالسابق أيضًا يزجرانها بشدة أن تُعطي بقلبها ولو ذرة من مشاعر له!
ولكنها تُقسم
أنها شعرت بعشقها له، داخلها، وهي يتغير معها بتلك الأيام السابقة، لماذا الأمر مُعقد
للغاية معه، لماذا رأته ولماذا تركت مشاعرها اللعينة تستجيب له؟
أغلقت عينيها
من جديد ومنعت نفسها أن تبكي بشتى الطرق وبعد قليل من الوقت بمزيد من تشتتها، ثم حاولت
من جديد الانفلات من قبضته عليها ولكنه كان قوياً بحق... ظلت تحاول حتى استطاعت الفرار
ومشت على أصابعها كي لا تحدث جلبة ثم توجهت خارجاً حتى ترتدي أي شيء ثم تفكر وحدها
دون تأثيره عليها...
ارتدت ثوباً
فضفاضاً قصيراً فهي بالكاد تتحمل اقتراب أي شيء ممن جـ ــسدها، لم تفكر بالنظر في المرآة
لأنها تعي جيداً أنه إذا وقعت عيناها على آثار ما فعله بها ستغضب وسيتوجه كل تفكيرها
للغضب نحوه ولن تستطيع أن تُفكر بشيء... وستعود من جديد لحقيقة أنها من اتخذت القرار
بالدخول لهذه الغرفة اللعينة!
صنعت كوباً
من القهوة ثم توجهت للخارج فقط بثوبها، حافية القدمين، لا تكترث لشعرها الذي ذاق وابلاً
من البعثرة، هي حتى لم تهتم بأوجاعها من أخمص قدماها لأعلى رأسها... فقط تريد أن تجد
حلاً...
ظلت تتمشى وهي
تحاول أن ترتب أفكارها... أتستسلم هكذا؟ أتتركه؟ أتظاهر بالضعف أم بالقوة؟ وصلت
لمسبح لم تظن أنها لاحظته من قبل فابتسمت بغير تصديق أنها حتى لا تعلم أين تعيش الآن
وكل ما يُشتت عقلها هو عُمر...
تمددت على أحد
كراسي السباحة الطويلة وأخذت تحاول الوصول لحل بين طيات عقلها الذي لم يختبر علاقة
قط وليس لديه الكثير من المواقف بخصوص العلاقات تستطيع أن تبني قرارها عليها لتشعر
بأنها أغبى امرأة خُلقت... ليتها سمحت حتى لزملائها الرجال بأن يتحدثوا معها وتجلس
لتستمع لتراها الفتيات عنهم... ربما لكانت عرفت أن تتصرف مع هذا الزوج الغريب بأطواره
شديدة الغرابة...
- حسناً... عاملني بجفاء في البداية وتحكم ثم
أغدق عليّ وعامل أُسرتي بمنتهى الاحترام، عاملني ببرود فترة السفر ومن ثم بدأ في إظهار
تحكمه... عاقبني بالطائرة ثم قبـ ــلني وبأول ليلة في تلك الغرفة المشؤومة ومن ثم نمت
بين ذراعيه، وظل بعده يكيل لي القسوة والجفاء وذلك العنف والسيطرة حتى كاد أن يغتصـ
ــبني وبعدها تحول ليُصبح شخصاً حنونا، يُمرضني، يطعمني، بل ويُقـ ــبلني بلطف، يتألم
بسبب يُمنى، لديه حياة صعبة، يما رس معي الحب ومن ثم سا ديته!! يُمنى... كوابيس...
أعشقك روان... يعتذر تارة وتارة يبدو وكأن الكون كله قد خُلق لخدمته... لا يريد أن
ألمس ظهره... أقسم أن هناك شيئاً ليس على ما يرام، يغضب فجأة ثم يُحدثني عن بدايات
جديدة، يُفسدني بأمسية رومانسية ولم تكتمل حتى يغضب ويتحول لهذا الرجل الذي رأيته
منذ قليل، سأحاول من أجلك روان، واللعنة عقد ماذا الذي...
تريثت لبرهة
ثم تمتمت ولمعت عينيها عندما طرأ على عقلها فكرة قد تكسبها المزيد من الوقت معه:
- العقد!!...
ملأت رئتيها بالهواء ثم أعادت التفكير بالأمر مَلِيًّا لتزفر وهي تتحدث
لنفسها مُفكرة:
-
سنستيقظ... سأشغله بالعقد طيلة اليوم... سنعود غداً... سيكون لدينا
العديد من الأعمال المتأخرة... وعلي أن أتحدث مع أحد لا يعلم عنا شيئاً... سأبحث بالبداية
جيداً وعلي أن أعرف ماذا به... حتى الآن لا أستطيع أن أحكم عليه، سيجن عقلي!!
هزت رأسها في إنكار ثم زفرت بوهنٍ وهي تتمنى أن يبتاع حيلها إلي أن تجد
نهاية لكل ذلك وعقلها يتمتم لها:
-
يجب علي أن أتصرف معه بتلقائية، أنا من طلبت منه أن يفعل هذا، فقط علي
أن أدع هذا اليوم يمر بسلام!
أغمضت عينيها تُفكر وهي تُمسك بكوبها وتحاول أن ترتب عقلها ما الذي ستفعله
معه باليوم المتبقي إلى أن انتفضت فجأة إثر صوته المُتكلم:
-
أرى أنكِ بخير وأنني كنت لطيفاً معكِ منذ قليل
سقط الكوب من مباغتته لها لتتهشم على الأرض ثم توسعت عيناها بدهشة وهي
كانت تظنه نائمًا وارتعبت من صوت هذا الزجاج الذي ارتطم بالأرضية ونظرت له بتوجس شديد
مما سيفعله معها بعد أن اختبرت معاه ليلة من العذاب الخالص الممتزج بالجنون..
يُتبع..