-->

رواية في حضرة الرعب - بقلم الكاتبة منار الشريف - الفصل الثامن

 

رواية في حضرة الرعب

بقلم الكاتبة منار الشريف




الفصل الثامن

رواية

في حضرة الرعب


                                      

استيقظ إيثان بعد فترة ساعتين أو أكثر فقد أستمع إلي صوت تغريد الطيور خارج النافذة وكان هناك شعاع ضوء رفيع وقوي يخترق الغرفة بالكامل فقد علم إن الصباح قد أتى، حاول فتح عيناه إلا إنه كان يداخله يخشى بشده ذلك لأنه علم لو قام بذلك فربما سوف يرى ما يخشاه ولكنه شجع نفسه قائلاً: 

_"هيا يا إيثان لما كل ذلك الخوف والقلق الذي بداخلك ويمتلك قلبك ماذا تركت للنساء حتي تصل إلي تلك الحالة يا رجل". 


وبالفعل قام بفتح عينيه فوجد نفسه متسطح علي الأرض بجانب باب غرفته وجسده يؤلمه بشده من أثر النوم طوال الليل علي أرضية الغرفة الصلبة، فهب واقفاً بجسد منتفض يحاول تجميع كل ما حدث معه مساء ليلة أمس فذهب وجلس علي الاريكة رأسه منحني ينظر إلي الأسفل بين قدمية ويضع يداه الأثنتين علي رأسه يفكر حتي قاطع شروده وتفكيره صوت طرقات خفيضة علي الباب ولكن الآن مع صوت إلي من الخارج تقوم بالنداء عليه: 

_"عمي إيثان هل أنت بالداخل؟ عمي هل أنت مستيقظ؟". 


نظر في إتجاه الباب يقول: 

_"نعم يا ألي أنا بالداخل ومستيقظ هيا تعالي". 


دلفت الصغيرة إلي الداخل بوجه شاحب مرهق تجلس بجانبه فشعر بها فقال بعد أن لاحظ حالتها تلك: 

_"ما بكِ يبدوا عليكِ التعب هل تشعرين بالمرض؟". 


وجهت نظرها له وتحدثت: 

_"لا لست مريضة لكنِ لم أنم جيداً ليلة أمس وأريد أن أقص عليك شيء حدث؟". 


اماء برأسه موافقاً فاستردت حديثها تكمل: 

_"لقد سمعت كل ما كان يحدث خارج غرفتك في الليل فقد كنت مستيقظة وقتها لكنِ كنت خائفة بشدة أخفي نفسي تحت غطاء فراشي فقد شعرت أنا أيضاً بوجود أحد معي في غرفتي". 


نظر لها بوجه شاحب ظهر عليه التوجس والخوف يحثها أن تُكمل فاستكملت حديثها: 

_"نعم عمي إيثان فأنا كان يحدث معي نفس الشيء في السابق ولكن خالتي كيت لا تصدقني دائماً أو ربما تدعي ذلك، وربما إذا حدثتها أنت أيضاً في ذلك الأمر سوف تنكر ذلك، اتعلم ماذا حدث معي مساءً عند ذهابي للنوم؟". 


نظر لها بتوجس شديد: 

_"لا ماذا حدث هيا أخبريني؟!". 

             

❈-❈-❈


#الذهاب إلي اليوم السابق 

مساء أمس كانت كيت تضع إلي في فراشها بعد أن أصرت عليها الصغيرة الا تتركها بمفردها حتي تغفى عندما سألتها لماذا عليها أن تنام الأن والوقت مازال بالنسبة لها مبكراً فهي في عطلة الدراسة فقالت لها: 

_"إن الوقت قد تأخر بالفعل وعلي الفتيات الصغيرات أن يناموا باكراً فالسهر حتي وقت متأخر من الليل ليس جيداً لهم". 


عندها نهضت إلي فجأة وتغير وجهها بشكل ملفت ووقفت تبتسم لكيت بخبث وكأنها تحولت إلى شخص أخر وأشارت إلي أحد أركان الغرفة وقالت لها: 

_"وماذا إذاً عن تلك الفتاة الصغيرة ذات الوجه الدميم التي تقف بجانب الجدار وتنظر إلينا؟". 


نظرت كيت منتفضة من داخلها بخوف إلي الجهة التي تشير إليها إلي وهي تحاول رسم قوة واهية أمام الصغيرة برغم الرعب الرهيب الذي يجتاح جنبات قلبها فلم تجد أحد فوجهت بصرها إلي إلي مرة أخرى تعنفها بحده قائلة بصرامة: 

_"إلي مرة أخرى لا تعيدين تلك الالاعيب معي، حسناً أي محاول أخرى منكِ لأخافتي سوف يكون هناك عقاب شديد لكِ وهذا أخر إنذار لكِ مني". 

قالت ذلك ثم تركتها وذهبت خارج الغرفة فنظرت إلي بجانبها فوجدت تلك الفتاة مرة أخرى وقد اقتربت من فراشها وهي تنظر لها بحقد ونظرات مرعبة وحولها ظلال مخيفة تحيط بها فدثرت الصغيرة نفسها بالكامل بالغطاء وجسدها ينتفض من الرعب والفزع وهي تبكي في صمت وقد عادت إلى حالتها الطبيعية بعد ما أن قامت كيت بنهرها. 

           

#عودة إلى الوقت الحاضر 

أنهت حديثها وهي تبكي فقام إيثان بضمها داخل احضانه بحزن ونبه عليها بأن لا تتحدث مع كيت في أي شيء وهو سوف يقوم بالتصرف حيال ذلك الموضوع، بعد قليل من حديثهم توجه إلي أسفل يبحث عن كيت فوجدها تقف أمام أحد الشرف تنظر من خلالها علي الخارج بهدوء لا تشعر بمن حولها فقام بالنداء عليها ولكنها كانت في عالم أخر فتوجه إليها يتنهد ووقف بجانبها فوجهت وجهها له تلقي بنظره غير واضحة أو مفهومة إليه فأخذ ينظر حولة علي المكان في الخارج وقال لها وهو يتلفت بجسدها إليها: 

_"ماذا حدث هيا أخبريني هل مازلتي قلقة علي ما حدث وتحدثنا به سابقاً أم قلقك بخصوص العمل أم ما الشيء الذي يشغل بالك لتلك الدرجة؟ فقد تناقشنا في إمكانية المغادرة من ذلك المنزل والبدء مرة أخرى في أي مكان". 


هزت رأسها برفض وبعيون دامعة وصوت مبحوح قالت: 

_"أعرف إيثان ولكن ماذا عن وصية ديانا وجوردن، وغير ذلك فقد نشأت أيضاً في هذه المدينة وذلك المنزل وبها أصدقاء طفولتي التي مازالت اتواصل مع بعضهم كل فترة، وعملي الذي قمت بنقله بالفعل و أنت أيضاً تركت كل شيء خلفك وبدأت د من جديد ذلك صعب وليس بالأمر السهل علي إية حال أنت لن تتفهم ذلك". 

إيثان بحده: 

_"بحقك كاثرين لقد انتهينا من كل هذا من قبل فقد انتقلنا بالفعل وأخذنا كل تلك الخطوات بموافقتك صحيح وكنتِ ومازلتي تعلمي أن هناك شيء غير جيد بالمنزل ومع ذلك تشككين في ذلك ولكن لا تريدي الإنتقال لا أعلم ما به عقلك وما يدور بداخلك فقد فاض بي الكيل". 

زفر بقوة يكمل: 

_"هيا حبيبتي أنه مجرد منزل أخر الذي سوف ننتقل إلية وبالتأكيد سوف نقوم بشرائه مثل ذلك المنزل أيضاً ولكن سوف نمكث فيه أولاً مدة قصيرة فقط وإن لم ترتاحي به أو يعجبك سوف نجد غيره حتي نستقر علي أنسب منزل". 

تنهدت بحيرة: 

_"وهل تعتقد أننا سوف نكون بمفردنا هناك أيضاً وهل تضمن لي أنه لن يحدث شيء أخر في تلك المنازل كما يحدث معنا هنا وأنها لن تستمر تلك الأشياء التي تقول عنها أنت وإلي في مطاردتكما، أعلم فق ...". 

قاطعها إيثان: 

_"أتعلمين ربما مازلنا بعيدين بفكرنا عن ما تعتقدين". 

_"وإذا كان بالفعل كما تقول عن تلك الأشياء المرعبة التي تحدث معكما انتما الإثنين لماذا لم تحدث معنا تلك الأشياء منذ أن قمنا بالتعرف علي بعضنا حتي ولو مرة واحدة خلال تلك الثلاث أعوام". 

قال مستهزئ بنوع من الدعابة" 

_"ربما كانوا غاضبين منكِ بسبب تركك لهم في ذلك المنزل ولم تأخذيهم معكِ هناك". 

تنهد يقول: 

_"اتعلمين فلننسي كل ذلك مؤقتاً وبما إن حديثنا قد اتخذ ذلك الجانب من الرعب سوف أقص لكِ عن قصة سمعت عنها قديماً من شقيقاتي وكانت متداولة بشكل كبير منذ فترة في عائلتنا بسبب شقيقة والدي الكبرى". 


انتبهت له ترى نظرة التسلية في عيناه فقالت مبتسمة بتحدي: 

_"إذاً سيد إيثان تحاول بث الخوف بداخلي حتي ترى إلي أي مدى وصلت شجاعتي تمام هيا أحكي لي وأنا كلي أذان صاغية لك". 


بداء إيثان يقول: 

_"أولاً هي قصه مرعبة حقيقية بالفعل حدثت في عائلتي، عمتي ماتيلدا متزوجة  في منزل كبير ملك خاص لعائلة زوجها مكون من ثلاث طوابق وكانت أغلب أوقاتها تقضيها في الطابق الأول وباقي الأدوار قليلاً جداً ونادراً ما يقوم أحد بالصعود إليها فهي سيدة كبير في السن ولا تستطيع كثيراً الصعود إليهم ذلك المنزل كان يسكن به أحد أقارب زوجها هو وعائلته ولكنه كان يفضل المكوث في الطابق الأخير وذلك كان قبل انتقال عمتي إليه مع زوجها وكان ذلك الرجل لديه ابنه في عمر العاشرة أو أقل ربما وفي أحد الأيام كانت تلك الفتاة الصغيرة تقوم باللعب بدراجتها أمام المنزل واذا بعربية تأتي مسرعة قامت بدهسها بشده وماتت في الحال أمام المنزل، لم يمر عدت أشهر علي تلك الحادثة المؤلمة حتي كانت وفاة الرجل في حادث تصادم أيضاً ولكن كانت حادثة وفاته بشعة بشده حقاً، كل ذلك جعل زوجة الرجل ينتابها شعور سيء حيال ذلك المنزل وذلك الشارع بالكامل فقررت الذهاب من المكان ككل هي ومن تبقي من أبنائها وانتقلت إلي ولاية أخرى، وعندما انتقلت عمتي إلي ذلك المنزل وعند زيارتي لها للمرة الأولى شعرت بانقباضه في قلبي وبالرهبة الشديدة من تواجدي بداخلة وأقشعر جسدي بالكامل وشعور خانق جعلني أريد الذهاب من ذلك المكان بأي شكل كان، فقد كان بذلك المنزل طاقة سلبية عالية وسيئة جداً، في أول أيام لها به كانت في المطبخ تقوم بإحضار الطعام و ابنها الكبير ينام في غرفته بالأعلى فسمعت صوت أحد يتحدث بصوت غريب وسريع فذهبت للخارج تتفقد المكان فوجدت ابنها يقف في منتصف غرفة المعيشة في صمت ولا يتحدث نهائي فقالت له: 

_"ماذا بك سام؟".  

             

❈-❈-❈


نظر لها بعمق ثم ضحك بصوت عالي وذهب بداخل حائط الغرفة ولم يخرج منها، بالطبع كانت الصدمه واضحة علي عمتي وشعرت بالرعب والفزع الشديد وذهبت مسرعة إلى الأعلى حيث غرفة سام ولكنها وجدته نائم بثبات عميق ومواقف أخرى كثيرة من تلك وكانت تتحدث معنا وتقص علينا ما يحدث ولكننا لم نكن نصدق حديثها ورجحنا ذلك بإنها ربما كانت تخيلات لأنها سيدة كبيرة في العمر والمنزل بالنسبة لها أيضاً جديد، حتي كان في يوم زوجها قد سافر إلى رحلة عمل ولم يكن هناك أحد معها في المنزل وكان لابد من ذهاب أحدنا للمبيت معها وبما إني كنت الأصغر في أشقائي فذهبت إلي هناك مضطر إلى ذلك، كانت أحداث ذلك اليوم مريبة وغامضة بدأ من المساء عندما كنا نتناول وجبة العشاء وإذا بالأشياء تقع من علي الطاولة من تلقاء نفسها علي الأرض وصولاً إلى جهاز التلفزيون الذي تم تشغيلة بدون تدخل منا والتنقل ما بين القنوات وتشويش الصور به، وكانت بالفعل قد قامت بالشكوى أكثر من مره بسبب حدوث أشياء خارج نطاق الطبيعة تحدث كل يوم في المنزل ولكن لم يكن يصدقها أي أحد منا حتي زوجها وابنائها، وفي اليوم التالي كانت في زيارة عمتي أحد جيران الحي وكان معها حفيدتها الصغيرة والتي كانت في عمر الثالثة وعندما بدأو الاندماج في الحديث سوياً ومرور ربع ساعة من زيارتهم كانت تلك الفتاة الصغيرة تنظر برعب إلى الحائط ثم قامت بالإشارة إلى مكان ما فيه وهي تقول لجدتها بخوف هناك قرد مخيف ياجدتي علي الحائط وتبكي بشده وتكمل وشعره غزير جداً، وأسود بشده، فقامت تلك السيدة بالإمساك بين يديها بالصليب الذي ترتدية في عنقها وتتلو بعض الأيات من الإنجيل المقدس حتي صرخت الفتاة مره أخرى بشكل أقوي وتبكي وتقول هناك رجل أسود مرعب يقف في الزاوية أخذت عمتي وجدت الفتاة يبحثون عن ذلك الرجل الذي تقول عنه فلم يكن هناك أحد إلا مجرد ظل بدأ في الظهور علي الحائط حتي اختفي تماماً في داخل أحد خزائن التحف فأخذت تلك السيدة حفيدتها وجرت مسرعة من المنزل، بعد كل تلك الأحداث أتوا بأحد القساوسة ليقراء في المنزل ولكن أخبرهم بإن هناك روح غاضبة تسكن المنزل ومتمسكة به بقوة ولم يأتي حملة تنظيف المنزل بفائده فحاولوا بيعه ولكن كان من الصعب ذلك فكان كل مشتري يأتي ويقرر شرائه يذهب ويختفي بلا عوده. 


يتبع...