رواية في حضرة الرعب - الكاتبة منار الشريف - الفصل السابع
رواية في حضرة الرعب الكاتبة منار الشريف
رواية في حضرة الرعب
الفصل السابع
شردت قليلاً في الماضي البعيد مرة أخرى لتأخذها ذاكرتها إلي حيث تتذكر..برغم إن كيت كانت عند ذهابها إلي النوم تشعر بالخوف أكثر مما كانت تعتقد أنها ستكون كذلك إن سواد الليل في تلك الأماكن وفي تلك المنازل الكبيرة لديها طريقة في مطاردة العقل بأحلك الخيالات وأكثرها رعباً وإحضار أشكال مرعبة في مخيلة الشخص فلم تكن تحسب كيت الصغيرة كيف ستكون الليالي مخيفة هكذا في المساء فقط وبعيداً عن غرفتها الصغيرة بمنزلها القديم لذلك ظلت مستلقية علي فراشها ومستيقظة تسرح بخيالها الطفولي مثل هل تلك أصابع علي الحائط؟ لا.لا إنها فقط خيال، ثم بعد قليل هل كان ذلك صرير تحرك أقدام علي الدرج؟ ما هذا؟! هل كان ذلك الخدش عند باب الغرفة متواجد من قبل؟ ماذا هناك يا إلهي صوت يأتي من الخارج من حديقة المنزل كل ذلك وخيالها الطفولي الواسع مرتعب يجعلها تفكر أكثر في كل ما هو مرعب ويقودها إلي حيث جعلها تنهض مسرعة من فراشها تركض نحو النافذة الأمامية بغرفتها والتي تطل علي الحديقة فترى من خلالها الأشجار العالية ولم ترى شيئاً مما تخيلت فقط عندما فتحت النافذة حتي اطلق الهواء البارد علي الجزء الأمامي من ثوب نومها الحريري الذي ترتدية بالوانه ورسوماته الطفولية مما جعلها تبتسم بإنتشاء علي ذلك فقبل عدة أيام من تلك الليلة قد قررت كيت المبيت مرى أخرى ليلاً عند صديقة لها تقطن معها في نفس الشارع المتواجد به منزلها والذي يبعد فقط عدة أمتار كما كانت هي عادة الصديقيتن في المبيت في منازل بعضهم في فترات الصيف والعطلات، وفي مساء ذلك اليوم توجهت كيت إلي منزل صديقتها جيسيكا والتي أيضاً معها بنفس الصف الدراسي رحبت بها جيسي ووالدايها كما العادة وذهبتا الاثنتين إلي الطابق العلوي بعد أن تناولتا سوياً طعام العشاء مع عائلة جيسي حتي تقومان باللعب واللهو في غرفة الأخيرة ومشاهدة الأفلام المفضلة والتي تستهويهم بشدة وبالفعل ارتدت الفتاتان ثياب النوم الوردية خاصتهم واخذهم الوقت سريعاً بين مشاهدة الأفلام وصنع الفوشار واللعب حتي أصابهم الملل الشديد وبرغم تأخر الوقت إلا إنهما كانتا يجافيهما النوم وبالأخص إن أيام العطل هي فقط الأيام المتاح لهما فيها بالسهر كيفما تريدان، وكما هو معروف فقد كانت تتسم شخصية جيسي بالجرأة والتهور وعدم اكتراثها في أغلب الوقت للمخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها بسبب تصرفاتها الهوجاء والتي في كثيراً من الأحيان تسبب الضيق الشديد لكيت والتي شخصيتها مختلفة إلي حدًا كبير عن صديقتها وكانت كيت لا ترضي عنها فبرغم ذلك فشخصية كيت الطفلة شخصية هادئة لا تحبذ المغامرات وليست من النوع الجرئ المخاطر بالشكل الذي يضاهي جرائة الأخرى، في ذلك الوقت وأثناء جلوسهما بملل قررت جيسيكا تجربة شيء جديد أو بالأخص لعبة جديدة قد قرأت عنها علي شبكات التواصل الإجتماعي وجذبت انتباهها بشدة كي تقوم بتجربتها برغم كمية التحذيرات والتنبيهات التي قرأتها عنها وقد كانت في وقت سابقاً قامت بالفعل بطلب ابتياعها عبر شبكة الإنترنت من أحد المواقع الخاصة بقصص الرعب والغموض وكان عن طريق شخص مجهول كان يعرض بيعها بسعر زهيد عن سعرها الأصلي باهظ الثمن فكانت جيسي أثناء تفقدها للإنترنت وجدت الإعلان عن بيع لوح لعبة ويجا بسعر خيالي بجميع مشتقاتها مثل الشمع الأبيض الذي كتب عليه كلمات بلغة غير مفهومة ويأتي برفقة اللوح و قلادة بها دلاية عليها صورة سيدة وكتب عليها كلمة ( ouija ) ترتديها أثناء اللعب واستخدام اللوح، فوجدتها كيت فرصة رائعة للشراء وخصوصاً إن ثمنها في ذلك الوقت كان متوفر معها فتواصلت مع ذلك الشخص المجهول وقام بإرسال اللوح لها عن طريق البريد علي أن ترسل له هي الأخرى الأموال بنفس الطريقة لكن ما لفت نظر جيسيكا هو إن الإسم الذي قامت بإرسال المال له لم يكن إسم أمريكي ولكن إسم غريب غير متداول في بلادها إلا بين أصحاب الجاليات الأخرى ولكن بسبب صغر عمرها لم تضع بال لذلك أو تفكر به كثيراً فكان فضولها حول تجربة ذلك اللوح الذي قرأت عنه كثيراً أكبر من انتباهها لأي شيء أخر.
قالت كيت يتأفأف:
_"لقد مللت جيسي من الجلوس هكذا لقد لعبنا وشاهدنا برامجنا المفضلة والأفلام وما من شيء أخر نقوم بفعلة أعتقد إن علينا الأن الذهاب إلي الخلود للنوم فليس لدي أفكار أخرى للتسلية".
ردت عليها جيسيكا بتفكير:
_"مممم.هل أقول لكِ علي أمر ولكن لا تبوحي به لأحد".
انتبهت لها كيت بتركيز:
_"نعم هيا فكلي أذان صاغية ولن أقول لأحد شيء".
_"حسناً أسمعي فقد ابتعت منذ عدة أيام من علي أحد المواقع عبر الإنترنت لعبة تسمي ويجا وهي عبارة عن لوح خشبي قديم من خلالة نستطيع سؤالة أي شيء وعن المستقبل وكل شيء نريد معرفتة فيقوم اللوح بالرد علينا".
قالت كيت بتفكير:
_"وهل من الممكن سؤالة أي شيء عن ذلك الفتي الجديد في صفنا إيدن".
نظرت لها جيسي باستهجان تقول وهي تقوم بحركة امتعاض بفمها:
_"ذلك الفتي الأخرق الذي تعجبين به، نعم تستطيعي سؤالها، هل تعلمين كيت فقد علمت أيضاً أننا نستطيع من خلالها استدعاء أرواح أي أحد من المتوفيين والتحدث إليهم
ظهر الحماس علي وجه كيت برغم الخوف الداخلي الذي انتابها لكن شوقها لوالديها طغي علي ذلك الخوف والقلق
فقالت:
_"معني ذلك إنني سوف أتمكن من التحدث إلي أمي و أبي فقد اشتقت لهما كثيراً".
_"نعم تستطيعي وأنا أيضاً سوف أتحدث إلي شقيقي الأكبر جوش الذي توفي منذ عامين في حادث مروري".
❈-❈-❈
كانت كيت برغم كل ذلك مازال الخوف يتملكها وبالأخص وإنها لم تجرب من قبل ذلك اللوح فكان الرعب والخوف الداخلي عندها شديد وجعلها مترددة قليلاً في خوض تلك التجربة ولكن شوقها لوالديها وتشجيع جيسيكا لها جعلوها تقرر التجربة أي كانت العواقب المترتبة عليها وبالفعل بعد نصف ساعة من الحديث بين الصديقيتن بدأتا الفتاتان بترتيب كل شيء لإستخدام اللوح وارادت جيسي أشعال الشموع التي كانت قد أتت بها معها لاضفاء قليلاً من الدراما والغموض ولكنها لم تشتعل سريعاً وذلك أثار استغراب الفتاتان فقد كان الجو حار في الغرفة ونسمة الهواء به قليلة ولا يوجد شيء يمنع اشتعالها ولكنهما حاولتا مرة واثنتين وثلاثة حتي اشتعل اللهب فوق الشموع ثم اطفئوا الإضاءة بالكامل في الغرفة واغلقوا النوافذ والباب وجلستا الفتاتان مقابل بعضهما البعض وفي المنتصف بينهم اللوح وحولهما بشكل دائري الشموع المضاءة ثم شرحت جيسيكا إلي كيت طريقة اللعب لكن قاطعتها كيت تقول بجسد مرتعش ومرتعب:
_"جيسي أنا خائفة بشدة لا أعتقد إنني أريد القيام بذلك لقد تراجعت".
ردت الأخرى بنفاذ صبر:
_"اهدائي كيت لا يوجد شيء يخيف أنه مجرد لوح من الخشب، إنها ممتعة حقاً والأن سوف أشرح لكِ القوانين الخاصة بها أولاً لا يمكنك لعبها بمفردك أبداً ولا يمكن أن ينتابك الخوف و أن تتراجعي في منتصف اللعب، وتأكدي من إن الجو المحيط ملائم للإتصال بالعالم الأخر قبل البدء في إستخدام اللوح عن طريق خفض الأضواء وإستخدام الشموع وإشعال البخور، وأهم شيء كما نفعل الأن فيعتمد لوح الويجا علي التوقيت فيكون اللوح في أوقات متجاوبًا جدًا و أوقات أخرى لا يتفاعل معك إطلاقًا ولهذا يُفضل أن تستخدميه مساءً أو في الساعات السابقة للنهار، أيضاً كيت تخلصي من كل ما يشتتك فلا يجب أن يكون هناك أية موسيقى صاخبة أو ضوضاء من التلفاز أو أطفال يمرحون حولك في المنزل، حيث تتطلب جلسة تحضير الأرواح تركيزك التام لكي تكون ناجحة، وأغلقي هاتفك كما فعلنا منذ قليل فقد يعكر ردك على هاتفك الجوال من الجو العام للجلسة ويقاطع عملية الاتصال بالأرواح، وتنص الإرشادات الأصلية كما قرأتها على أن يكون اللاعبان جالسان ويضعا اللوح علي ركبتيهما ويلامسا ركبتيهما أو أن يكون أمامهم في المنتصف مثل ذلك".
وأشارت عليهما تكلم حديثها:
_"يمكنك التجربة علي الأرض أو بإستخدام طاولة طالما يتمكن كل اللاعبين من الرؤية ويتمكنوا من وضع أصابعهم على أداة المؤشر ويجب أن يجلس اللاعبين على جانبي اللوح أو في مواجهة الحروف الأبجدية حيث تتحرك أداة المؤشر أحيانًا بسرعة ويجب عليكِ قراءة الرسالة بصورة صحيحة لذلك لا تجلسي بحيث تري الأحرف مقلوبة حتى لا يختلط عليكِ الأمر، وكوني صبوره فقد تحتاج الأرواح إلي القليل من الوقت حتي تستعد لمقابلة البشر كما أنكِ قد لا تجدي الإجابات فورًا ولكن لا تستسلمي، تستطيع بعض الأرواح تحريك أداة المؤشر أسرع من غيرها تتحرك أداة المؤشر أحيانًا بسرعة شديدة وتتحرك أحيانًا أخرى ببطء شديد فلا تغضبي إن كانت تتحرك الأداة بطيئًا للغاية وإنما انتظري أو قومي بغلق اللوح وعاودي التجربة مرة أخرى، وكوني مهذبة عند السؤال فتحدثي مع الروح إن تواصلتي مع روح سريعة التجاوب وكوني ودوده فذلك يشجعها على التواصل معكِ، من غير المحبذ أن تواجهي الروح بأسئلة معقدة في أول الأمر بل اجعلي الأمر بسيطًا كمحادثة عادية ويجب يا كيت أن تكون الإجابة لسؤالك الأول بسيطة وقصيرة مثل
١_ كم عدد الأرواح الموجودة بالغرفة ؟؟
٢_هل أنت روح طيبة ؟؟
٣_ما اسمك ؟؟
أيضاً هناك تحذير هام احذري مما تتمنين أنتِ بالتأكيد لا ترغبي في أن تظلي طوال الليل مستيقظة تفكري في أي كارثة علي وشك الحدوث ولهذا لا تسألي سؤال لا ترغبي في معرفة إجابتة، ولا تأخذي الإجابات كلها بجدية إن سألتي عن المستقبل فقد لا تستطيع الأرواح رؤية المستقبل تمامًا مثلنا فهم يخدعونك إن أخبروكي أنكِ سوف تتوفين في خلال أيام والأن طريقة اللعب، ضعي معي أصابعك على أداة المؤشر حيث يجب البدء بوضع الأداة على حرف للبدء عند حرف g ثم ضعي إصبعيكي السبابة والوسطى على المؤشر وابدأي في تحريك المؤشر في دوائر لتجهيز اللوح وركزي عما نريد سؤاله ولكن ضعي أصابعيكي على المؤشر بلطف دون الضغط عليه حتى لا نعيق حركتة".
وبالفعل بدأت الفتاتان باللعب يرددون
_"ويجا ويجا هل تلعبين معنا نعم أو لا".
رددوها حوالي عشرون مرة لكن لا شيء فحاولتا مرة ثانية
ولكن بعد فترة أيضاً لم يحدث شيء فحاولتا ثانية عندما قالت كيت بقلق:
_"جيسي لما لم يحدث شيء؟! أعتقد إن كل ذلك هراء وكل هذا كان مجرد مزحة سخيفة".
شعرت جيسيكا بالملل من اللعب وقامت هي وكيت بإنهاء اللعب وتركتا اللوح بداخل أحد الإدراج فلم تكونا تتوقعان ذلك الفشل في إستخدامة ثم ذهبت جيسيكا إلي الفراش للنوم من شدة ارهاقها تاركة كيت بعد أن قالت لها أنها سوف تذهب للنوم بعدها قليلاً وبالفعل كانت جيسيكا في غضون دقائق ذاهبة في نوم عميق ولكن رعب كيت الشديد لم يمنع فضولها من أن تجرب اللوح للمرة الرابعة بمفردها فاخرجته من الدرج بهدوء وفتحت اللوح وهمت باللعب وبدأت بالتحية والسؤال بصوت مبحوح ومرتعش تقول:
_"هل يوجد أحد معي هنا في الغرفة ؟!
وانتظرت الرد فشعرت بحركة أو طقطقة في الغرفة لم تعرف مصدرها وجاء الجواب صادماً لها بشدة تلك المرة
_"نعم أنا هنا".
فضحكت كيت وقالت في نفسي ربما من تتحدث هي صديقتها جيسيكا قد استيقظت وتحاول مراوغتها قليلاً و أرعابها فنظرت خلفها فوجدت جيسيكا تغط في نوم عميق فقالت لا يمكن فربما إن اللعبة مبرمجة على إجابة بعض الأسئلة الجاهزة فقط، ثم تابعت تقول:
_"مرحباً مرة أخرى".
وكانت في ذلك الوقت كيت تتلقى ردوداً بالفعل ثم سألت عن عمر الروح التي نحدثها فقال لها 666 ولكنها لم تنتبة لمعني الأسم وتلك الأرقام، وعندها طلبت أن تطرح عليه بعض الاسئلة المهمة فرد عليها قائلاً:
_"أنه لا يريد الإجابة"
فسألته مكرره:
_"لماذا؟"
فقال:
_"بسبب وجود الأضواء ووجود صديقتك الغافية تلك".
فانتابها الفزع حقاً فأغلقت اللعبة وهي ترتعش وتثرثر حتي تستعيد نفسها تقول بأنها مجرد خدعة وذهبت بجسد مرتعش تندس في الفراش برعب وخوف حتي ذهبت في ثبات عميق. في صباح اليوم التالي عند استيقاظها لم تجد جيسيكا في الفراش فتوقعت وجودها بالأسفل فقررت اللعب مجدداً فأغلقت الغرفة بإحكام عليها ووضعت أحد الملائات على النافذة كي تحصل على غرفة مظلمة ومعتمة تماماً وبالفعل جلست وبدأت اللعب مرة أخرى وبدأت بالتحية تقول:
_"والأن هل تخبرني من أنت؟"
وأخذت في طرح العديد من الاسئلة العادية ولكن شعرت بأن الروح التي تحدثها غاضبة بشدة لأنه كان يهددها ويسبها ويردد: _"اللعنة عليكم جميعاً".
فلم تترك اللعب وأكملت أسئلتها، وحينها شعرت بطقطقة غريبة وشيء ما غامض هاجم النافذة ومزق القماش وأوقع بعض الأغراض الموضوعة شعرت برعب شديد وفزع وخرجت من الغرفة بحالها تجري من الذهول والرهبة ولكن شيء ما اوقفها عند بدايه الدرج ولا إرادياً عاودت اللعب مرة أخرى أو أكثر كأن هناك مغناطيس يجذبها بشيء غامض لها ويجيب على أسئلتها بغضب وأحياناً يجعلها تشعر بوجوده ويخبرها عن اشياء تحدث وحدثت لها بالفعل فارتعبت أكثر وندمت بشدة علي ذلك واغلقت اللعبة سريعاً ووضعتها مكانها إلا أن هذا الشيء لم يذهب مع إغلاق اللعبة والإنتهاء، إذ كانت تشعر بأنه يتجول في المنزل ويعبث معها ويشعرها بوجوده بشتى الطرق، ومن الاشياء التي تحدث معها سماع صوت ضربات على الجدران مثل طقطقة وصوت خطوات قريبة منها والأضواء تنطفئ وتشتعل وكأن أحداً يلعب معها حتي يبث الرعب في قلبها وبداخلها حتي بعد أن ذهبت إلي منزلها وترك منزل صديقتها ولكن هل توقف عند هذا الحد؟ بالطبع لا.
❈-❈-❈
عودة الي الوقت الحاضر
عاد إيثان في وقت متأخر من الليل إلي المنزل فهو منذ أن ترك الفتاتان صباحاً علي الإفطار وهو لم يكن قد حضر إلي المنزل إلي أن أتى في هذا الوقت المتأخر من الليل وقام بفتح باب المنزل يدلف إلي الداخل في هدوء تام فقد تجاوزت الساعة الثانية منتصف الليل أخذ إيثان يحدث نفسة قائلاً براحة:
_" وأخيراً قد عدت إلي المنزل بعد يوم طويل وشاق".
أخذ يتنفس الصعداء وهو يذهب في إتجاه الدرج صاعداً إلي الطابق العلوي وصولاً إلي غرفتة يرتمي بتعب علي الأريكة الصغيرة المتواجدة بالغرفة والتي بالكاد تتسع فردين يغمض عينية ويريح جسده المنهك قليلاً حتي مر علي جلوسة ساعة كاملة ثم أجبر نفسة علي النهوض كي يذهب إلي المرحاض ينفض عن جسده تحت الماء الساخن عناء اليوم وارهاقة، ثم يتناول وجبة شهية تسد جوعة فقد كان هاتف كيت يعتذر لها عن عدم مقدرتة علي تناول الغداء معهم. أنهى إيثان كل ذلك بعد قليل من الوقت متوجة إلي الفراش حتي يأخذ قسطاً وافر من النوم وبالفعل استرخي جسده أعلاه يقول:
_"يا إلهي بعد هذا الحمام الساخن وتلك الوجبة اللذيذة الأن أنا جاهز للاسترخاء والنوم العميق المريح".
ومن ثم مد يده حتي يطفيء نور المصباح الذي بجانبة حتي نهض منتفض بخضة وفزع يقول بصوت مهزوز ينظر إلي يده بقرف:
_"ما هذا الشيء المجعد واللزج الذي شعرت به المتواجد علي القابس ".
نظر فوجد علامات أصابع يد جعلتة ينهض مسرعاً من علي الفراش ينظر حولة فشعر بشيء متواجد خلف ظهره ويقترب منه وعندما التفت ينظر خلفة لم يرى أحد أو شيء بالغرفة أخذ يتنفس بصوت عالي وكأنه يجري في سباق ماراثون طويل بعد لحظات وجد صوت طرقات متتالية علي باب غرفتة وحركة بالخارج فذهب إيثان مسرعاً يقوم بفتح الباب فلم يجد أحد أيضاً فبدأ ينتابة الرعب أكثر من ذلك المنزل لكن حاول أن يرجح حتي ولو بالكذب إن ربما الطارق قد تكون أحد الفتاتان ولكن أخذت تلك الطرقات تتكرر مرة بعد الأخرى وفي كل تلك المرات كلما قام بفتح الباب لا يجد أي أحد فأخذ يصلي صلاته بداخلة وقرر تلك المرة الأخيرة أن ينظر من ثقب المفتاح وبالفعل لم يمر دقائق علي تفكيره هذا حتي عادت الحركة من خارج الغرفة وصوت تلك الأقدام تقترب من الباب فتوجة يقترب هو الأخر من باب غرفتة ينحني للأمام ينظر من ثقب المفتاح يسترق النظرات ليرى عينان سوداء مثل عيون الشيطان تحدق به بحدة فشهق بفزع من شدة الصدمة والرعب فقد كانت العين التي تنظر له هي عينان جوردن زوج شقيقة كيت المتوفي.
يتبع...