-->

رواية وصمة عار - بقلم الكاتبة خديجة السيد - الفصل الرابع


رواية وصمة عار 

بقلم الكاتبة خديجة السيد 




الفصل الرابع

رواية

وصمة عار 



دخلت في نوبة بكاء حار مع ضعف بدأت تشعر بالتعب و الإحباط لما يحدث معها ،ثم مسحت دموعها بسرعة وفتحت حقيبتها وأخرجت هاتفها وقالت بعد التفكير 


_لم أتوقف عن البحث عن هذين اللصوص سوف ألتقط صورة لهما بكاميرا هاتفي وأخذها إلى الشرطة حتى يتمكنوا من إحضار المال لي.


تحركت اليزابيث لإكمال جولتها بحثًا عن ذلك اللص حيث اقتنعت أن هذا الشاب الذي صدمت سيارته بها هو شريك اللص وبعد فترة طويلة بدأت اليزابيث تشعر بالتعب ..و تحرك الشاب الي الأمام وهي خلفه دون أن يراها عندما كانت السماء تمطر بهدوء حتى سمعت ضوضاء عالية هناك وتحركت بسرعة نحوه الصوت بين الزرع و الأشجار واختبأت خلفهم وهي تراقب ما يحدث.


أذهلت اليزابيث وعقدت حاجبيها عندما رأت الرجل يركض في مكان مهجور شبه مظلم وتقدمت ببطء خلفه مترددة وهي تنظر من خلال النافذة الصغيرة.. ولكن بمجرد أن تقدمت عبر الأشجار ووقفت تنظر إلى تلك الأصوات  تراجعت اليزابيث في رعب و توقف قلبها للحظة حتى أنها نسيت أن تتنفس للحظة أو حتى تفكر في الهروب ورؤية ضبابية لتغمض عينيها و ابتلاع الذعر الذي كان يفقد حواسها.


كان هناك صوت شيء محطم وانكسار كانت مذهلاً مع عبوس يملأ حاجبيها حدقت في المشهد الذي أمامها بالكاد تستطيع النظر ولم تصدق ما كان يحدث.


كان هناك مجموعه كبير من الفتيات من اعمار مختلفه وكانت يديهم وقدميهم مقيدتان وهم يجلسون على الأرض ويبدو على وجوههم الرعب والخوف وهي يشاهدونا فتاة كانت منهم ومن الواضح انها حاولت الهروب لكن امسكه بها مع الاسف.


كان يقف نفس الرجل الذي اصطدم بسيارته باليزابيث و تركها و رحل، ظلت تلك الفتاة أمامه تتلوى على المقعد وتصدر صوتًا مرعبًا لينظر إليها نفس الرجل وهو يسير و يبتسم بسخرية ويضع يده في جيب سرواله مع كل خطوة تدوي صوت حذائه على الأرض بقوة وثقة وابتسامة ساخرة تزين فجوة ،ثم اقترب منها وأمسك يدها المقيدة وشدها حتى تتألم   بشدة ،وكان وجهها مستاءًا من الألم الشديد بخوف وتعب أكثر فمن الواضح انها تلقط عذاب كبير منهم عقوبه على ما فعلته.. لزيادة الضغط على يدها بغل وهو يعلم أن الأغلال كانت تضغط على يدها بقوة نظر في عينيها وشعر أن قلبه يحترق بالنيران التي تبتلع الأخضر والجفاف وبكل ما لديه. الكراهية والنار في قلبه.. تحركت الفتاة بشكل هستيري وصرخت من الألم قائلة بصعوبة


_سيدي أتوسل إليك اتركني.. انا لم افعل شيئا 

حتى لا اعرفك من تكونون، اوصلتني الى هنا فتاه تعرفت عليها بالصدفه ،حيث كنت ابحث عن عمل واوصلتني إليك حتى توظفني.. لكن لم اكن اعلم نواياكم ولا اريد ان افعل ذلك.. ارجوك اتركني وانا اوعدك لم اتحدث مع احد عن ما رايته هنا؟   


لم يجيب عليها لكن رفع يده بلكمة قوية أعادت رأسها إلى الوراء وضربت رأسها في مؤخرة المقعد تأوهت بصوت عالٍ وشعرت أن عينيها كانها خرجت من مكانهما نتيجة لكمة قوية تنفس الرجل بصعوبة وهو يضغط على أسنانه بعنف.. وقام بصفـ..ـعها بكرة أشد


ثم تمسك بشعرها وضغط عليه بشدة وقد أعمى غضبه عليها يريد قتلها الآن لكنه وقف الرجل يرفع رأسه بكبرياء ويمرر عينه عليها بغضب نابع من داخله.. وكانت الفتاة تئن من الألم وحركت برأسها بيأس وعيناها تذرف الدموع بغزارة وهي تبتلع لعابها بحرقة وقبل أن تتحدث أخرج الرجل سلاحه وأطلق عليها عدة من الرصاص لتسقط على الأرض وهي مقيدة بالكرسي فاقده الوعي.. صرخت جميع الفتيات بصدمه و ذعر ثم نظر الرجل إلى الفتاة التي كانت ملقية على الأرض ونظر إليها بعيون حمراء شديدة الثاقبة وأشار وهو يقول ببرود


_ادفنوا الجـ.ـثة دون أن يراكم أحد


حدثت حاله من الفزع و الرعب بين الفتيات وهم يتحركون بشكل عشوائي يريدون الهروب بخوف قبل ان يحدث فيهم مثل ما حدث مع هذه الفتاه.. ليرفعون السـ.ـلاح الرجال الذين يقفون حولهم ويضربون عدة طلقات في الهواء حتى يخافون وبالفعل ابتدوا يصمتون وهم يبكون بحسره علي أنفسهم.


استقام الرجل يعتدل وألقى نظرة شاملة علي جميع الفتيات لينظر إليهم بعيون حادة وهو يقول بغضب شديد وبتحذير 


_الجميع يسمعني هنا.. هذا جزاء من يحاول منكم الهروب و هو الموت دون رحمة، فمن الافضل ان تستسلموا لامركم القادم لان لم يستطيع احد الهروب مني مهما حدث. 


"هل ما يحدث هذا حقيقي؟" قالت اليزابيث في نفسها وهي تشاهد كل ما كان يحدث وهاتفها كان يسجل فيديو لكل ما كان يحدث و انتهي؟ شعرت أن الأرض تنفتح تحت قدمها وركبتها تتنازلان عندما سقط جسد الفتاة على الأرض متوفية ،صرخت اليزابيث بدهشة ورعب


و شعرت ببعض التحديق في وجهها وسألت نفسها عما تشعر به حقًا إذا لم يكن هذا ما كانت تفكر فيه فقد حدث ذلك بالفعل.. و تحولت بعض الرؤوس إليها على صوتها ،وزأر أحد الرجل بقوة وغضب صارخًا.


_من هذه الفتاة وكيف وصلت الى هنا؟


اتسعت عيون ذلك الرجل الذي قتـ..ـل الفتاه منذ قليل في حالة من الصدمة والغضب فقد علم أن هذه الفتاة هي نفسها التي صدمها بسيارته منذ فترة بينما كان يحاول الوصول إلى هنا!  ولكن ماذا تفعل هنا هي الأخري.


ارتجفت اليزابيث عندما رأت رجلين بجثتين ضخمتين يحملان أسلحة يقتربان منها بطريقة مخيفة للغاية بأمر من ذلك الرجل الذي صدمها لإحضار تلك الفتاة إلى هنا بسرعة نيران الخوف اندلعت في قلبها وفكرة ان يلاحقها رجال مسلـ.ـحون للإمساك بها تكفي أن يرتجف قلبها بين ضلوعها في رعب فركضت اليزابيث بسرعة دون تفكير تحاول الهروب منهم وهم خلفها.


لتنظر حولها في المكان بقلق شديد لكن لم تجد أحد ينقذها منهم حتى اختبأت خلف شجرة كبيرة لكن فكرت إذا رآها أي شخص منهم سيحاول الرجلان الإمساك بها علي الفور وقتلها لذلك اختبئت جيد.. وفي نفس اللحظه خرجوا الرجلان بخطوات للأمام للبحث عنها دون أن يراها أي منهما وهي خلفهما.


وعلي الفور خرجت وتحركت اليزابيث أسرع منهم وركضت إلى الجانب الآخر دون توقف حتى ابتعدت قليلاً عن ذلك المكان المهجور تلهث لالتقاط أنفاسها ،وترتجف بخوف وبعد فتره طويله من الركض توقفت جانباً وتنهدت بعمق حتى تأكد لنفسها من عدم وجود ما تخاف منه ،هكذا أقنعت نفسها بعد اطمئنت قليلا وابتعد عنهم.


اخذت اليزابيث تتنفس الصعداء بصعوبة و جسدها يرتجف.. لكنها كانت محاوله يائسه  دون وعي منها ودون الالتفات لمن يقف وراءها متكئًا على الشجرة التي خلفها.


عاد عقلها إليها عندما همس صوت خشن في الهواء يهمس بشيء غير مفهوم وآخر عندما شعرت أن يد أحدهم خشنة على ظهرها  وحاولت تجاوز الأمر وأقنعت نفسها بأنه سراب لا داعي للقلق والتوتر حيال ذلك ،فقد كان من نسج خيالها وقلقها المفرط من قصة الهروب من هؤلاء الرجال


و دون أن يدرك ذلك الآخر تحدث بصوت أجش رخيم


_أعتذر عن التطفل ولكن من أنتٍ وماذا تفعلي هنا


ارتجفت اليزابيث بفزع وهي في مكانها وجسـ..ـدها تجمد. وصلها صوت رجولي هادئ هزت رأسها يمينًا ويسارًا نافية مما سمعته تقلص لسانها وحاولت السيطرة على نفسها وهي تدور ببطء خلفها.


نظرت إليه لكنها ابتعدت قليلاً وعادت في رعب تنظر إليه وهو يشبك ذراعيه أمام صدره وينظر إليها بصمت بقوة وثقة،تجولت عيناها على ملامح وجهه وجـ.ـسده ولم تصدق كم كان وسيمًا لكن ما زاد من دهشتها وفزعها كان النظرات إليها التي لم تكن طبيعية على الإطلاق


ارتفع حاجبه الأيسر مندهشة عندما هرعت للهرب من أمامه وهي تصرخ في ذعر وتطلب المساعدة لكنها لم تستطع الهروب شعرت بخطواته تقترب منها و أمسك بكتفها بإحكام رافضًا تحريكها فالتفتت لتنظر إليه محذرة إياه من الاقتراب منها، مما جعل ابتسامة ساخراً تكسر وجهه وهو يسمعها تهدده وتقول


_ لا تحاول الاقتراب أكثر من ذلك أقسم أني سأقـ.ـتلك إذا اقتربت مني وأنني سأبلغ الشرطة من أنت لص أو عضو في تلك العصابة.


تلاشت ابتسامته وتحولت ملامحه إلى وجه محتقن بشدة وكانت يداها ترتجفان وكان قلبها ينبض بعنف وأكدت أنه سمع دقات قلبها التي تضرب جانبيها بشدة ،وسمعت صوته يهمس.


-لا يهم من أنا اهدئي قليلاً لا داعي للقلق والتوتر. لقد رأيتك للتو هنا في ذلك المكان المظلم المهجور وحدك وجئت لمساعدتك ولست لصًا.

وقبل أن تتكلم اقترب وهو يقطع المسافة بينهما لا تقل عن خمسة أمتار رمشت عينيها بصدمة أصبحت محاصرة بين ذراعيه والشجرة من ورائها قيد حركتها بجسده العضلي للوصول إليها ورائحته العطرية التي بددت ثباتها ليهوي قلبها صريعاً في تلك الرائحة.. أغمضت عينيها بضعف وهي تحاول البحث عن قوتها وكان لسانها يتغلغل بعمق فيها للدفاع عن نفسها لكنها اضطرت للاستماع إلى همسه المثير وأنفاسه الحارة التي ضربت صفحة وجهها ورقبتها 


_لكن عن أي أفراد عصابة تتحدثي عنها، لا توجد هنا عصابات أو شيء من هذا القبيل هذا فقط من خيالك ..قد يكون من الخوف والتوتر الذي أصابك فقط، ابتعدي من هنا وغادري المكان حيث جئتي بسرعة 


لقد أعطاها فرصة على طبق من ذهب لكنها تقدمت بسرعة نحو ذلك الشخص ممسكة ذراعه بقوة مع ارتجاف واضح في صوتها.


_لا، لا صدقني رأيت ذلك بنفسي كان هناك مسلحون يطردونني لأنني رأيت أحدهم يقتل فتاه مقيد اليدين.. ويحتجزون كثير من الفتيات ايضا بالداخل.. لا أعلم لماذا ؟ لكن يجب أن أذهب إلى الشرطة وأخبرهم


ظل صامتًا لبضع ثواني ثم تكلم ببرود وقال بحدة


_إهداء لا يوجد شيء مثل ذلك استمعي إلى حديثي واركضي من هنا الآن حتى تصبحي بأمان


تركت اليزابيث ذراعيه ذلك الشخص لتنظر إليه بغضب وسيطرت على نفسها تنبعث بعض القوة بداخلها لمواجهة من كان عليها أن تمر بتلك التجربة وتحدثت


_أنت لا تصدقني حسنًا، لكني أقسم لك أنني لن أكذب رأيت عصابة خطيرة تقتل فتاه بريئة مقيده بالسلاسل ومحتجزين مجموعه أيضا من الفتيات من يعلم ماذا سيفعلون بهم.. علي أن أذهب إلى الشرطة لمساعدتهم.. مهلا لقد تذكرت شيئًا لك لتصدقني لدي مقطع فيديو على هاتفي وهم يقتلون هذه الفتاة بدم بارد بلا رحمة


اتسعت عيناه في حالة صدمة وتحدث بصوت أجش


-لديكٍ مقطع فيديو لهم حينها حسنًا الآن صدقتك لا تخفي من أي شيء سنذهب إلى الشرطة كما تريدي تعالي معي إلى سيارتي حتى أخذك إلى أقرب مركز شرطة


ابتسمت اليزابيث بحماس وارتياح عندما صدقها ذلك الرجل ووافق على مساعدتها ثم قالت بقلق


_أنت على حق يجب أن نخرج من هنا بسرعة قبل أن يأتي هذان الشخصان اللذان يحاولان الإمساك بي


تحركت اليزابيث مع ذلك الرجل المجهول الذي لا تعرفه لكن عليها أن تثق بي لمساعدة هذة الفتيات المقيدين بالسلاسل وتتمنى أيضا لو مزالت الفتاه على قيد الحياة.. وصلت إلى سيارة واصفة جانب من زوايا الشارع لكنه توقف فجأة وأشار إليها وقال بجدية


_هذه سيارتي. تعالي إلى هنا معي حتى نتمكن من الذهاب إلى الشرطة كما تريدي ولكن يجب أن تعرفي شيئًا مهمًا جدًا فالأمر ليس سهلاً ، وبمجرد تسليم هذا الفيديو للشرطة ،قد تكون حياتك في خطر كبير أنتٍ و عائلتك والتورط مع أشخاص مثل هؤلاء أكبر كابوس

سيصبح في حياتك ومن واجبي أن أحذرك


ابتلعت ريقها ببطء شديد وبشدّة فتشتعل غضبها وقالت بخوف


_هل تحذرني أم تخيفني هناك فتيات يحتاجون الى المساعده و سيموتون وهذا واجبنا تجاههم ..وما تريده يعني أن أترك هذين الفتيات وأرحل دون ان اساعدهم وأعتبر نفسي لم أر شيئًا


قال بصوت شديد اللهجة


-لا بالطبع لم أقل شيئًا من هذا القبيل وأنتٍ على حق. يجب أن نساعد هذه الفتيات لكن لدي حل آخر حتى تكونين بأمان أعطيتني هاتفك وسأذهب إلى الشرطة وأقول إنني من شاهد تلك العصابة ويحجزون مجموعة من الفتيات وقتلوا فتاه.


عقدت حاجبيها باستغراب وقالت متسائلة باستفهام 


_لكن ما عليك فعل ذلك سوف تصبح أنت في خطر 


نظر خلفه بقلق بالغ وتوتر ثم نظر نحوها وقالت بهدوء


_لكن أنا رجل يعرف التحمل عنكٍ وأعرف كيف أتعامل مع هؤلاء الناس من هذا القبيل لا تقلقي عليه وثق بي هذا هو الحل الأفضل لكٍ من الواضح أنكٍ شخص بريء وليس لديكٍ خبرة كبيرة في الحياة، استمعي إلى حديثي وأعطيني الهاتف الذي به الفيديو لذلك العصابة


كانت صامتة لفترة مرتبكة تفكر في حديثه وأنه كان على حق يجب أن تعطيه الهاتف حتى يتمكن من تسليمه للشرطة كفى من المشاكل معها ولست بحاجة لتعقيد الأمور بعد الآن... و الأهم لا تريد ان تجلب الخطر إلى العم أركون وعائلته ، نظرت إليه بعيون مترددة ثم هزت رأسها إليه بالإيجاب ،وحركت يدها نحوه الحقيبة التي كانت تحملها لتعطيه الهاتف.. تنهد هو بعمق عندما وافقت أخيرًا على إعطائه الهاتف وهو اخذة منها بالفعل و تنفس الصعداء بقوة و ابتسم براحه قائلا 


_ تاكدي انكٍ ما فعلتيه هو الصحيح.. وانا اوعدك سوف اسلم هذا الفيديو الى الشرطه وانقذ جميع الفتيات التي يحتجزونها العصابه لا تخافي لم اذكر اسمك في التحقيق.. 


نظرت إليه هي بصمت، ثم هتف بصوت هادئ مرادفا 


_ ساوصل لكٍ بالاول الى اول الطريق حتى اتاكد من سلامتك.. ثم اذهب الي الشرطة بعدها..هيا حتى لا نتاخر ولم يجدون العصابه


أغلقت الحقيبة مره اخرى ونظرت إلية بقلق وهو يتحرك أمامها ليرحل و هاتفها بين يديه  ثم قالت بصوت يرتجف


_ مهلا توقف لحظة ..؟!. 



يتبع