رواية وصمة عار- بقلم الكاتبة خديجة السيد - الفصل الأول
رواية وصمة عار
بقلم الكاتبة خديجة السيد
الفصل الاول
رواية
وصمة عار
دائما نقف في منتصف الطريق لا نعلم في اى اتجاه يتوجب علينا السير، ننظر لكل ما حولنا لعل نجد ما يرشدنا ويظل هناك تخبطات بين كلا من العقل والقلب وعندما نجد ما يرشدنا ونكمل السير في اتجاهه نكتشف في النهايه أنه كان الطريق الأخطاء وهو طريق مغلق لا يوجد له مفتاح.
مازالت الشمس تشرق مثل كل صباحاً عليها وهي تتنمي كل يوم ان تستيقظ صباحاً ولا تجد نفسها في تلك الحياة وبذلك المكان كباقي الفتيات اللاتي في سنها أو أصغر منها لكن مجبورين علي تلك الحياة مثلها رغماً عنها.. فقد اشرقت شمس جديدة ليوم سئ كالعادة على فتاة تبلغ الثانيه والعشرون من عمرها ... ككل يوم تستيقظ و تجهز نفسها لارضاء غيرها مقابل المال!
هذا ما علمتها اياه السيده شويكار البالغ من العمر أربعين عاماً أو أكثر لا تعرف لكن عندما التقط بها في ذلك اليوم المشئوم كي تجد نفسي في هذا المنزل الكبير ذاته مساحة واسعة من خمس ادوار مختلفة وهي تعيش في الدور الاخير في غرفه متهالكة في ركنا صغير على فراش عليه وساطة متأكلة وغطاء خفيف وتشارك هذه الغرفه مع أربع فتيات غيرها مثلها من اعمار مختلفه.
مع فتيات مثلها باعـ.ـوا أنفسهم برخص التراب .. كانت تشعر بالبرد لأن الشتاء على الابواب وهي ترتدي ذلك الفستان القصير يظهر بياض فـ.ـخذيها و ذراعـ.ـيها الطويل و جزء من الصـ.ـدر.. فهي مجبره على ارتداء ذلك في حين تنتظر مصيرها ومع من سوف يقع عليه الدور ليفوز بليله معها مثـ.ـيرة.
❈-❈-❈
في الأسفل بداخل ألحانه لقد جهزت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة على الإنتهاء وختامها مسك كما يقال. تحرك يقف "ليـام" إلى ذلك المسرح الضخم بأنواره الساطعة و أمامه العديد من الرجال الذي تلمع اعينهم بالشـ.ـهوة فكل منهم يبحث عن افضل واجمل فتاه حسناء بداخل ألحانه ليقضي الليله معها و يطفون نار رغـ.ـبتهم.. توقف ليام فوق الساحه وهو يهتف بابتسامه عريضه
= كالعاده ساداتي الأفضل يتنظر للأخر لي يفوز بليله مثـ.ـيرة مع الجميله لوسي إنه دورها الآن.. ومن سيدفع اكثر سوف يقض ليله مثـ.ـيرة معها بالمقابل.
ومن بعيد كانت تجلس بينهما السيده شويكار تراقب ما يحدث بصمت وهي تدخن سيجارة وعلي ملامحها كل الإسترخاء الذي يمتلكها وهي تشاهد سرعان ما ارتفع أصوات الرجال برقم من المال معين يتبعه اخر، ليعلو صراخ من نوع اخر بلهفة، والجميع يتسابقون علي من يدفع اكثر ليفوز بليله معها.
في الاعلي كانت تقف تلك الفتاه تشاهد ما يحدث خلف النافذة وكيف يتسابقون الرجال على نهش جـ.ـسدها دون رحمه... سرت قشعريرة في جسدها الشبه عـ.ـاري الا من قطعه شـ..ـفافه فقط تريدها، نتيجه الرهبه إلاّ إنها النهايه لا مفر! وكأنت قدمها و أيدها تترعش من ذلك الافاعي الذين يغيرون جلدهم كل موسم..
ابتعد الصراخ شيئاً فشيئاً وهدأ الضجيج لتعود الأرقام تتصاعد من حولها وصوت جرس رنّ في عقلها وروحها قبل أن يصل بأذنها فقد تم بيعها كسلعه رخيصه الثمن بلا قيمه وغيرها من يتحكم فيها فقط..!
= لقد فاز رقم 6 ..مبارك لك
رغم ان كل شئ مباح هنا بذلك المكان .. لا يوجد شخص ليمنعهم عن اي شئ ، حتى الحـ.ـرام كلمة لا توجد في قاموسهم هنا، فالخيوط التي تربطهم بالله متقطعة ..اما هي فأصبحت مثل حباية الندي التي سقطت من السماء و تلوثت في مياه عكره.. لتعود الي ذكرياتها لهذا اليوم الذي تغيرت فيها حياتها من فتاه مدلله الي فتاه ليـ.ـلة!
قـبل سابـق.
اولم يقولوا أنه الفتيات مثل الزهور..! ايعني أنها زهرة قد ذبلت بسبب افتقارها للتربة الصالحة .. كيف لزهرة الزنبق ان تنبت في الصحراء !.. كيف لزهرة ان تعيش دون ماء !.. ولكن هي عبارة عن زهور الصبار تسلط أشواك من الخارج ليخاف من يقترب منهم ولكن ما بداخلها عبارة عن خزين كبير من الحب الذي لا يجب ان يراه احد كي لا تتبخر قطراته فتموت!..
رفعت اليزابيث وجهها الباكي من ركبتيها وحدقت بعينيها الخاليتين من التعبيرات وعيناها المتجولتين بالقصر وكحل العيون الأسود يقطر من وجهها وخديها الأحمران ملطختان بخيوط سوداء وكل شيء بداخلها يرتجف من الخوف وكل الألم بداخلها والصمت
كانت هي جالسة فوق الدرج الخلفي للمنزل الكبير الذي ولدت فيه وعاشت قرابة عشرين عامًا مع عائلتها التي ماتـ.ـت للتو واحدة تلو الأخرى مثل زهرة جميلة جفت أزهارها في الخريف
وآخرها اليوم تخليداً لذكرى والدها الذي توفي قبل يومين بنوبة قلبية مفاجئة بعد أن فقد أمواله في البورصة في غمضة عين! لتتدفق دموعها في صمت وهي تنظر أمامها دون أن تنبس ببنت شفة بينما ترى جـ.ـسدها يرتجف وسط رعشات تكاد تكون غير ملحوظة
انهار بكائها بحزن شديد جعل قلبها المسكين يرتجف بين ضلوعها بقوة حيث كانت عطشانة من إكسير الحياة قضى تماماً على كل مقاومة لديها أصبحت الآن وحيدة بلا أسرة بلا أصدقاء بلا جيران بلا أب!
تراجعت اليزابيث للوراء بوخز من الألم في صدرها فقد توفي والدها فلم يحضر أحد جنازة والدها ولا أحد من أصدقائه أو شركائه أو من قضي حياته في الدفاع بما يرضيه عنهم
أي من موظفيه أو جيرانه قد اكتشفت جميعًا بعد وفاته أنهم نسوا كل التضحيات والهدايا التي قدمها لهم في حياته أنه الآن فقير في عيون الجميع ولا يستحق حتى وضع وردة على قبره كدليل على تلك الرحمة ...استدارت لتجد عدد من الخدم ينظرون إليها بعطف فلم تستطع أن تتحمل نظرات الشفقة في عيونهم الأمر الذي دفعها إليهم فصرخت
_إذا رأيت أيًا منكم أمامي سأطرده من هذا المنزل على الفور اذهبوا
ذهبوا سريعآ بالفعل ثم التفتت أمامها لتتفاجئ بمجيء العم أركون نهضت بسرعه و ركضت نحوه وعانقت عمها بقوة أمضت بضع ثوان في سحب الحنان من صـ.ـدره الدافئ قبل أن يتكلم قائلا
= اهدي حبيبتي كن مطمئنًا اليزابيث كل شيء سيكون على ما يرام توقفي عن بكاء اليزابيث يجب أن نتحدث الآن في شئ هام
رفعت اليزابيث وجهها المغطى بالدموع وشعرها الفضي يتساقط حول وجهها تنهد العم أركون بحزن فهي صغيرة جدًا على هذا الألم ثم قال بهدوء
_أنتٍ ناضجة الآن اليزابيث عليكٍ أن تفهمي وتقبل وضعك الآن كان والدك رجلاً رائعًا وأبًا صالحًا لقد أحبك كثيرًا وبجنون فعل كل ما في وسعه ليجعلك سعيدًا ولكنه ليس الآن في هذه الحياة و ذهب عن عالمنا.
شعرت بألم يخنقها ثم سكت لثوانٍ قليلة قبل أن يقول العم أركون بتردد قليلا
= كما تعلمين تمت مصادرة جميع ممتلكات والدك حتى هذا المنزل أصبح ليس لكٍ وعليكٍ المغادرة خلال فترة محدودة، لذا أريدك أن تأتي وتنتقلي في منزلي مع عائلتي وأتمنى أن يكون لديكٍ فكرة عما ينتظرك في المرحلة القادمة؟ أتمنى ألا تكون هذه المرحلة صعبه على الإطلاق
اتسعت عينا زوجته لينا على الفور وصرخت بغضب = ماذا ستعيش معنا؟
استدار أركون ونظر إلى زوجته بحدة فقالت لينا على عجل بصوت متوتر
= بالطبع يا عزيزتي هذا هو منزلك أيضًا أوه أنا سعيدة جدا لهذه الأخبار السعيدة
أغمضت اليزابيث عينيها بإحكام و وضعت راحتيها فوق أذنيها ربما سينتهي هذا الكابوس وتستيقظ الآن! أولاً من وفاة والدها وثانيًا من ستغادر المنزل وتذهب لتعيش مع عمها وزوجته التي لم تحبها أبدًا وكان ذلك واضحًا لها دائمًا و لم تكلف نفسها عناء إخفاء هذه الحقيقة.
❈-❈-❈
مرت أيام العزاء طويلة وحزينة وهي في حاله ذهول فلم تستطع البكاء وكأنت الدموع أباتت ان تشاركها في مراسم عزاء والدها، وكان عمها أركون يجبرها على تناول القليل من الطعام و الاعتناء بها.. فلم يأتي إليها أحد في أيام العزاء ولا حتي اصدقاء ولا جيران ولا رفيق يواسيها ..فهي لا تصدق أن والدها توفي ولا أنها سوف تغادر القصر ولم تعد لديها هذه الحياه التي اعتادت عليها قبل سنوات.. و دموعها الخائنه بدأت تتساقط رغما عنها عندما جاءت الشرطه والبنوك ليحتجزون علي الممتلكات وياخذون القصر منها ويطردوها بالخارج دون أي شيء مسموح لها تاخذه..!
بدأت تبكي بهستيرية و لا أثر للحياة على ملامحها وصوت الناس من حولها تثير أعصابها بل وتفقدها القدره على التنفس أيضا، و كانت تنظر لكل هؤلاء الناس وهنّ يأخذون كل ممتلكات والدها بمرارة وذهول .
مرت عشرة أيام وقد ذهبت الى منزل عمها لتسكن فيه وحالها لم يتغير ، تجلس بجانب النافذة بمفردها فيأتي عمها اركون ليقتحم خلوتها ليلا ويجلس صامتاً بقربها و يده تستقر على كـ.ـتفها بحنان بعد ان يضع شال يمنعها من برودة ليالي الربيع عن جـ.ـسدها الهزيل ، و نهاراً صامتة وغير قادرة على وضع لقمة في فمها، شعور غريب يصيبها عندما تستيقظ وتجد نفسها في منزل عمها وتتذكر علي الفور فقدان والدها وفقدان امواله.. فهي ما زالت لم تتاقلم على حياتها الجديده؟
❈-❈-❈
بعد مرور شهرين اخترق ضوء شروق الشمس نافذة الغرفة مما أجبر اليزابيث على الاستيقاظ التي نشرت ذراعيها للسماح لقفصها الصدري باستنشاق أكبر كمية من نسيم الصباح الذي يمر عبر النافذة المفتوحة نسبيًا فوقها وتجديد رئتيها
جلست وفركت عينيها النعاستين ثم نظرت إلى جانبها على الفـ.ـراش الثاني الذي كانت تشاركه ابنة عمها سافانا في نفس الغرفة لتجده فارغًا وكانت وحدها في الغرفة لابد أنها لم تشعر بأن سافانا نهضت وذهبت لأول مرة في حياتها منذ أن أتت للبقاء في هذا المنزل مستيقظة دون أن تزعجها سافانا ووالدتها لأن سافانا تعتمد على إحداث ضوضاء في الصباح الباكر متعمده.
إلى أن تنزعج من نومها على الرغم من أن الساعة 1:00 ظهرًا تستعد سافانا للذهاب للعمل كممرضة في أحد المستشفى.. وفجاه لقد أذهلتها طرقه مدوية على باب الغرف والتي أعلنت أن المالك نفذ صبرها على المطرقة وهي بلا شك سافانا وأن هذا هو وقتها معظم الصباح
فالاستيقاظ مبكرًا في هذا المنزل ليس خيارًا صحيحًا إنه مفيد للصحة لكنه ليس رائعًا أيضًا سارعت اليزابيث لفتح الباب و أجابت بصوت أجش = صباح الخير
حدقت سافانا واقفة في وجهها مكبوتة في سخط قبل أن تقول بنبرة عصبية تعلن سخطها
= أي صباح وجعلتني أطرق الباب لمدة عشر دقائق متتالية كل هذا النوم أم أنك تفعلين هذا عمداً لتجعلني أنتظر وقت طويلاً وأشعر بالملل لأتركك وشأنك
نظرت اليزابيث إلى ساعة الحائط ثم نظرت إليها بحنق وقالت
= ليس هذا لكنني لا أمانع إذا كان الوقت مبكرًا في الصباح ، أحب فقط أن أنام في الصباح وأشعر بالراحة لهذا السبب أتأخر قليلاً ، وما إلى ذلك لماذا أستيقظ كل صباح دون فعل أي شيء مهم
أثار خطاب اليزابيث غضبها وقالت سافانا بصوت ساخر
= عفوا يا هانم لأننا لسنا مثلك لدينا وقت فراغ طوال الوقت حتى نتمكن من النوم كثيرًا والراحة على مرتبة من ريش النعام لدينا عمل حتى نتمكن من دفع الإيجار والفواتير المتأخرة أو نجد أنفسنا في الشوارع مثل غيرنا من الناس بدون منزل ومال ولا ماوى
ضغطت اليزابيث على شفتيها بشدة وصرخت
= ما الذي تقصدي بحديثك السخيف هذا، دون كلام مراوغ وقوليها مباشرة بوجهي تقصدني أنا لأنني لا أملك منزل ولا نقود صحيح
قالت بحزم وكرة لولبية شفـ.ـتيها ببرود وبتعبير صارم
= لا أريد أن أتحدث كثيرًا ابتعدي عن وجهي حتى آخذ مفتاح غرفتي لا أريدك أن تغلقي الباب خاصة في الصباح حتى آتي وأوقظك بسرعة
نظرت إليها اليزابيث بشـ.ـفتين واسعتين ونظرة مندهشة كأنه كان الشخص الذي يقف أمامها يمزح أم أنها مجنونة بالفعل
_هل انتٍ واعيه علي ماذا تريدي مني، لا يمكنني السماح لكٍ بفعل ذلك
لكن سافانا لم تنتبه لما قالته اليزابيث عندما رأت أنها كانت تأخذ المفتاح الموجود في مكانه بالباب لذا أخرجته على الفور لتهتف اليزابيث باعتراض وقالت بعدم تصديق
_إنتٍ مجنون حقًا أعدي المفتاح إلى مكانه
لوحت بالمفتاح في يدها بنظرة استفزاز وقالت بابتسامة خبيثة
_أوه هكذا ستوقفني يا آنسة اليزابيث لكن كيف ستوقفني؟ وهذا المنزل هو منزل والديه و الغرفة التي تضعي فيها قدمك هي غرفتي أنا ..!
تجمدت اليزابيث بلا حول ولا قوة عندما ذكرت أن هذا منزلها وهي مجرد ضيفه لا اكثر به ولا يحق لها الاعتراض حتي.. ثم نظرت إليها بعيون غارقة في الكراهية عندما سمعت صوتها الساخر يقول بقوة بنبرة ناعمة ومسلية
= هناك شيء آخر عليكٍ الاحتفاظ به في رأسك بشكل جيد ما دمتٍ تعيشي داخل بيتي فليس لكٍ الحق في الأمر والنهي واتباعي قواعد المنزل الذي تعيش فيه.. واحترام الأشخاص الذين فتحوه بيتهم لكٍ بدلًا من وقتك في الشوارع مع المشردين بلا ماوى
كبت اليزابيث غضبها وظلت صامتة لكنها لم تستطع السيطرة على الدموع التي بدأت تسقط على وجنتيها من شعرها بالإهانة المريره داخلها منها.. خطت سافانا بضع خطوات إلى الداخل وقالت بأعينها الجليدية هاتفه في سخط
= أوقفي تلك الحركة الطفولية وامسحي دموعك لا يوجد مكان لي ضعيف مثلك في تلك الحياة.. اتبعني واحترمي قواعد المنزل، فيتم وضع الإفطار هنا مرة واحدة وشيء آخر اغسلي الصحون بعد الإفطار لا أحد من خدامك هنا ليحمله ورائكٍ يجيب أن تنسى الماضي وحياة الرفاهية
همست اليزابيث وسحبت الحروف من حلقها بالقوة قائله بصوت مكتوم وهي تمسح دموعها
= حسنا سأفعل ذلك الآن.. ارحلي وسوف اتبعكٍ بعد قليل
❈-❈-❈
بعد مغادرة سافانا ذهبت اليزابيث إلى حوض الاستحمام وفتحت المرحاض لتستحم وتضع منشفة على جـ.ـسدها ثم خرجت بحثًا عن الجميع استمعت أصواتهم في المطبخ ثم تحركت بتردد بخطوات سريعة إلى الغرفة مرة أخرى وفتحت خزانة سافانا
رأت ثوبًا جميلًا مزينًا بالورود داخل الخزانة وتتذكرت أن هذا الفستان باهظ الثمن بالنسبة لها ثم ابتسمت ابتسامة خبيثة وظهر بيدها مقص حاد واقتربت بغضب وهي تحمل الفستان في يدها و شرارت حقد اندلعت من نار عينيها وهي تردف ببغض
= لنرى كيف سيكون وجهك الآن حتى تزعجني مرة أخرى وتقول لي ليس لدي منزل ولا مال يا وجه الأفعى.
❈-❈-❈
في الأسفل.
انتهت لينا من صنع الشاي ونظرت إلى اليزابيث التي كانت واقفة متكئة على الرخام وذراعيها مغطاة كان عقلها وعينيها وكل شيء بداخلها في عالم آخر، هتفت لينا باسمها عدة مرات قبل أن تلاحظ اليزابيث احمرار وجهها بغيظ شديد ثم قالت لينا على مضض.
= لقد انتهيت من صنع الشاي من فضلك ضعي السكر فيه وخذيه إلي الخارج وضعيه على المنضدة ليشربه زوجي وابنتي قبل ذهابهما إلى العمل
جعدت حاجبيها وهي تحدّق في صمت وذهول لما كانت تقوله ثم التفتت إلى لينا زوجته عمها وقالت بتعبير حازم فقد سئمت من استعباد هذه الأسرة لها فهي ليس معتاده علي خدمت غير ولا هي ذات نفسها بالأساس
= اذهبي أنتِ واجلبي لهما الشاي لم أنا؟
شهقت لينا وهي ترى اليزابيث تتحداها بصلابة فهتفت فيها بحدة
_عندما أقول شيئًا عليكٍ فعله دون أي نقاش وعليكٍ أن تطيعيني يا فتاة
عقدت ذراعيها أمام صـ.ـدرها فردت اليزابيث بحزم و وقاحة
= لا اريد هما زوجك وابنتك اذهبي انتٍ واخدميهما بنفسك.. لما انا
توحشت ملامح لينا وهي تقول بصوتٍ جهوري قائلة فيها بينما لا تزال تحمل صينية الشاي
= هل تقولي لا مباشرة بوجهي؟ ما هذه الوقـ.ـاحة يا فتاه! لا تريدي خدمه عمك الذي فتح لكٍ منزله لرعايتك بدلاً ما كنتي بالشوارع الآن باحثاً عن لقمة في القمامة؟ أخبرتك أن تاخذي الشاي لهم فافعلي ذلك بدون أي نقاش
اندلع غضب اليزابيث وانزعاجها من الطريقة التي يتحدث بها الجميع معها و شعرت أن لديها ما يكفي، لذلك صرخت وهي تقترب بتهور و دفعت صينية الشاي التي كانت لينا تمسك بها بالقرب منها وسقطت على الأرض صارخة
= كـفى .. أنا متعبة بما فيه الكفاية هل سيعاملني الجميع دائما بهذه الطريقة هنا ويعايرني بمساعدته لا أريد .. ولا أسمح لكٍ بالتحدث معي هكذا
ابتعدت لينا للخلف وهي تلهث في ذعر. وتناثرت قطرات من الشاي المغلي عليها أذهلها لتشهق شهقة لاذعة خرجت منها وصرخت بألم من حرارة الشاي الساخن وهي تغلق عينيها من شدة الألم التي كانت تشعر به
_أوه.. يا إلهي.. يدي
صدمت اليزابيث لما حدث لها لم تصدق ذلك أبدًا رغم كراهيتها لها لكن حدث ذلك عن غير قصد ولم تفكر ان تؤذيها ابدا، ابتلعت لعابها بارتباك وقلق واقتربت بتردد لمساعدتها
لكن توقفت مكانها بهلع عندما سمعت صوت سافانا تهتف باسمها وهي تزمجر في اليزابيث هادرة بحسره
_يا محتاله أيتها الحقيره ..ماذا فعلتي بفستاني
ثم شهقت سافانا لتركض نحوه والدتها تسألها والذعر عليها يملأ عينيها وهي تصرخ
_أمي.. أمي هل أنتِ بخير؟ ماذا فعلتي بها ايتها الغبيه
ادمعت عينا اليزابيث وتزايد وتيرة أنفاسها بخوف لأنها كانت المتسببة لما حدث لها كانت في هذا الأثناء تقترب من لينا بمحاولة الاطمئنان على يدها الموضوعه تحت الماء البارد إلا أن صوت سافانا يردعها تصيح بحقد
= ابقى بعيده عنها كل ما حدث لها بسببك .لا أفهم لماذا أتى بكٍ والدي إلى هنا للعيش معنا وهو يعلم أن الجميع هنا يكرهك غير مرحب بكٍ ..الأفضل لكٍ لملمي كرامتك الباقية واتركي هنا إلا المصائب تأتي من ورائكٍ فقط.
يتبع.