قراءة رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 20
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشرقصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد
رواية وصمة عار
الفصل العشرون
بداخل الغرفه التي تجلس بها اليزابيث تعالى فجاه صوت خطوات حذاء فوق الأرضية الخشب يعلن عن دخول شخص ولم يكن غيره آدم! شعرت اليزابيث بدخول ذلك الشخص الذي أنقذها من قبل من ليام و اخذها إلي المستشفي لكنه رحل حينها إذن لماذا هو الآن هنا.. ومن شدة غضبها نهضت تقترب منه وابتسمت له باصفرار قائلة بغضب مكتوم
= آه انت هنا؟ قالوا لي بالاسفل انك طلبتني بالاسم ماذا تريد؟
عقد ادم حاجبيه وهو يشاهد ملامح وجهها أمامه بواضحة عكس المره السابقه لم يراها من كثر ضرب ليام لها قد غطت الكدمات وجهها ، لكن ملامحها تشبه احد يعرفه جيدا؟ ازداد ريقه وهو يخطو للأمام خطوات مرتجفة.. يشعر بأنه منفصل عن كل ما حوله إلا تلك الفتاه التي أمامه.. أحس بالعاطفة تكاد تخنقه وهو يشرد في تفاصيل وجهها حيث عينها تشبة والدته ونفس نظراتها بقوه؟ لا يعرف أهي حقا تشبه والدته ام يتوهم عقلة! بينما طال الصمت لينظر لها إلي.. وجهها الصغير و عيناها الزرقاء، حيث فقط لون عينيها وشعرها الأسود يذكروا بوالدته.. مشط بعينه ملامح وجهها بلهفة ويدقق غير مصدق التشابه القوي الذي بينها وبين تلك الفتاه؟ لكن لم تكن والدته هذه المره بل تشبه هذه الصوره التي التقطها وهو علي الشاطئ بداخل السفينه؟ لكن لم يكن مجرد تشابة فقط بل كانت اليزابيث بالفعل هي نفس الفتاه التي كانت بالصوره ولم تكن واضحه؟ عكس الآن أمامه!
شعر آدم بالتوجس و نظراته المصوبة نحوها مختلفة على نحو رهيب وهو يقول بنبرة شاردة
= لم أتعرف عليكٍ في البداية ، لم أري ملامح وجهك بوضوح إلا الآن. في المرة السابقة قد غطت وجهك بعض الكدمات ولم تكن ملامحك واضحة.. لكنك جميلة جدا.
كلماتة تلك اثاره غضبها اكثر حيث اعتقدت أنه قادم إلي هنا لأجل رغبـ.ـة لا اكثر، ابتسمت له بسخرية واستهزاء هاتفه بحده
= لقد فزت بالرهان الذي كنت أراهن عليه نفسي؟ عندما استيقظت وأنا في المستشفى وفوجئت بك جانبي، أخبرتك أنك بالتأكيد لم تساعدني من أجل لا شيء وأنك بالتأكد تريد مني شيئًا ؟ وأنت أنكرت ذلك و رحلت بهدوء، وصدقتك للأسف ، وأعتقد أنه لا يزال هناك شخص طيب في هذه الحياة يساعد الناس بالمجان .. و بدأت ألوم نفسي على سوء تفكيري بك؟ لكن عندما رأيتك هنا الآن أمامي؟ لم يخيب ظني ولكني فوجئت حقًا
هز ادم رأسه برفض قبل أن تتسع عيناه بدهشة وهتف بخفوت ووجل
= مهلاً لحظه أسأتي فهمي انا لا أريد منكٍ شئ ولن المسك حتي أنا فقط أريد التحدث معك قليلا ..
ظلت اليزابيث ترمقه بنفس ملامحها الجامدة ثم التفتت تمضي قدما للأمام هادرة
= اخرج الي الخارج ولا تعود الى هنا مره ثانيه و اذا كنت راجل حقا لا تاتي اماكن مثل ذلك وتعـ.ـاشر النساء الذين هنا بالاجبار دون موافقتهم
أخفض ادم عينيه وهو يشعر بضغط عصيب عليه! لا يعرف إذا ما كان أخطأ وبماذا أخطأ! خاص أنه هو قادم إلي هنا حتي يساعدها وليس لحرقة أعصابه
= ما مشكلتك؟ لم أقل شيئًا ، حتى انك تنزعجي دائمًا عندما تراني أمامك ، على الرغم من أنني لم أؤذيكٍ .. اهدئي واستمعي إلي. في البداية جئت إلي هنا لأسألك سؤالاً واحداً .. هل حياتك هنا في ذلك المكان وعملك هنا تفعلي بموافقتك أو رغماً عنك؟
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار فتطلعت له بوجه مزدر تقول بمرارة لاذعة
= هل تمزح معي؟ جئت الى هنا حتى تسالني هذا السؤال فقط ! انت شخص ليس طبيعي حقا، ولماذا تريد ان تعرف ومهتم الى هذا الحد بي
تنهد آدم للحظات يجد صعوبة حتى في التفكير بهكذا امر لينطقه
= لأنك تستحقي أن تكوني سعيده ولا تستحقي هذه الحياه؟ لكنك لم تجاوبيني على سؤالي؟ ما تفعلي هنا يتم بالإكرة او برضاكٍ
رفعت رأسها تنظر لعيناه وهي تهدر بقهر وكأنها لا تعي ما تقول
= كانوا في البدايه خيروني بين الموت والبقاء.. لكن لما يكون اختيار كما قالوا لي بلا إجبار... لأني اخترت المـ.ـوت! واصبحت اتمناه في كل ليله حتي أرتاح
شعرت اليزابيث بألمٍ وحـ..ـشيّ ينخر قلبها لكنها سرعان ما خرجت من دوامة جلد الذات على صوت آدم يخبرها بجفاء
= تبدي هادئه كانك متصالحه مع الجميع وربما كل هذا النوع من السكينه حرباً صامته ضد كل شيء...حتى نفسك؟ استمعي لي، لا أحد يعيش مكانك ، ولا أحد يعرف ما مريتي بي ، لذلك لدي رغبـ.ـة في مساعدتك ، ويمكنني إخراجك من هنا... هل اذا اتاحت لكٍ فرصه للخروج من هنا للابد ستوافقي؟
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار وعدم فهم، ليكمل ادم وهو يقول بواضحة أكثر
= اقصد أنني على استعداد ان اساعدك للخروج من هنا ولم تستمري في هذا العمل مجبره بعد الان لكن وافقي بالاول وثقي بي
صمتت لحظه وهي تنظر إليه نظرة شاملة وقد فهمت أنه يريد استغلالها ثم استطردت من بين أسنانها مغمغما باشمئزاز
= ممم ، وماذا سيحدث بعد أن أوافق على طلبك وأرحل معك ، هل ساعمل لحسابك انت ..اخرج من هنا ، لاني لن أصدق أبدًا شخصًا مثلك في حياتي بغض النظر عما فعلته ومساعدتك إليه لكني من البدايه لم ارتاح لك
جحظ عينا آدم ما إن فهم مقصد اليزابيث وسارع بصوت خشن دون سيطرة يصحح
= من فضلك لا تفهمي حديثي بشكل خاطئ أنا لن أؤذيكٍ ولا أريد منك أي شيء سوى مساعدتك ولا تخافي من أي شخص يهددك هنا سأكون قادرًا على مساعدتك وفعل أي شيء حتى اقوم بذلك و تهربي من هنا
نظرت إليه اليزابيث بازدراء وصـ.ـدرها يعلو ويهبط بقوة و أنفاسها محتدمة.. وكأنها تزأر بالألم وعيناها تكادان تخرجان من محجريهما من شدة انفعالها.. غمغمت اليزابيث بامتعاض وقهر
= أنت تتوهم أنك ستكون قادرًا على البقاء بجانبي فلن تستطيع البقاءَ إلى جانبي لمدّة يومين حتي .. لم يسمح لك أحد بأخذي والمغادرة بسهولة! ولم تنتظر مني المقاومه ، أنا رخو ، أزحفُ على الأرض وكئيبة ومتذمرة .. وصرت وصمة عـ.ـار لم تنزع عني قط ، فهل ستتحمل هذه الحياة كما أعيشها؟ أقضي معظمها طول الوقت في هذه الغرفه أو الأزقة القابلة للطي وحدي ، فأنا أموت حرفيًا في هذه الغرفة كل ليلة. .. اخرج من هذه الدائرة الملعونة التي سُجنت أنا فيها عندما أعماني الحب في الماضي ... أشعر وكأنني ملعون بالخسارة كلما اقتربت أو أحب شيئًا يتركني ..
تطلع ادم متأهبا نحو اليزابيث فتصلبت ملامحه وتحرك من مكانه ثم اقترب منها بتوجس.. للحظات ظلت نظرات آدم مصوبة نحو اليزابيث بتدقيق كأنه يدرس ملامحها لتتحول أمامه ملامح والدته وهي تتحدث عن حالتها والعذاب الذي تتلقى منهم؟
حتما وجوده هنا هو أمر متعلق بالماضي! يتذكر كل هذه التفاصيل الماساويه في والدته لكنه حينها لم يستطيع ان يساعدها ولا يفعل لها شيء؟ وضميره يؤنب طول الوقت لانها ضحيت بنفسها لاجلة وهو لم يعرف يساعدها لذلك ربما هو هنا لأجل ذلك؟ لعله يتوقف عند لوم نفسه بعد ان يخرج تلك الفتاه من هذا المستنقع؟ ارتجف أنفاسه انفعالا بنبرته المهيبة التي لم يفقدها يوماً قائلا
= لن أؤذيكٍ أبدًا ، ستكوني بأمان معي .. أريد حقًا مساعدتك منذ أن قابلتك بالصدفة وهذا الشخص الذي لا أعرفه كان يضربك و أيضًا عندما عرفت وظيفتك بالضبط ماهي .. وكنت أفكر طول الوقت عن سؤال واحد؟ إذا كانت فُرضت عليها هذه الحياة ، فلا بد لي من مساعدتها
دمدمت بصوتٍ متحشرج لا تعرف سبب تزايد ذلك الشعور الرهيب القاتل داخلها واحست بشعور مريب يتسرب بداخلها وهي تهمس بجفاء لاذعة
= تعلم أفضل جملة سمعتها منذ فترة ، والآن اكررها داخلي؟ ليست كل فكرة يعطيك إياها عقلك ، فأنت تأخذها على محمل الجد وتفكر فيها.
ضيق ادم حاجبيه باستهجان وقال بحيرة مشوبة بالتعجب
= ما الذي يفترض ان يعني؟
شعرت اليزابيث بعذاب لم تعرفه يوما جعل حواسها تتأهب في غضب وضراوة فينطق لسانها بحريق جوفها
= هل تحتاج إلى توضيحها لك بشكل أوضح من ذلك؟ حسنًا ، استمع إلي ، أنا صبور! لم أفعل شيئًا سوى الانتظار .. طوال حياتي رأيت ما لم أرغب في رؤيته ، عشت في صمت بينما كان من المفترض أن أصرخ في مواجهة المواقف التي زعزعت استقرار قلبي ... لم يعد لدي مكان هنا أو هناك ، لم يعد لدي مكان في أي مكان ، حتى في نفسي .. أنا عبء ثقيل علي ، لا أستطيع تحمله ، الألم ينمو بداخلي ، والفضاء في صدري ضيق جدًا ، وأتمنى دائمًا لو لم أكن قد كبرت وتذوقت مرارة الحياة ، فالحياة التي عشتها كانت قد فاقت توقعاتي على الإطلاق. لذلك سواء كان أنت أو أي شخص آخر لن اعطي ثقتي إلي اي شخص مهما كان من مره اخرى؟
شحب وجه آدم لما سمعه منها.. خاصة وهو يرى دموعها تسابق بعضها وهي تهز رأسها نافية ببطءٍ شديد غير قادره على أنه تثق في رغم أنها بحاجة إلى مساعدة! عضت اليزابيث طرف شفـ.ـتها تمنع نفسها من البكاء بالمزيد وعينيها تنطقان بالألم المبرح.. ثم أردفت هامسة بوجع باح بصميم وجعها
= هناك اشخاص في تلك الحياة قبل أن تمـ.ـوت ، و يحسبون في نهاية الحياه .. يحسبون في الدنيا أولا.. وأنا منهن ، رغم أنها كانت خطـ.ـيئتي الوحيدة هي أنني أحببت ووثقت بالشخص الخطأ .. ولم أكرر هذه التجربة وأثق بأحد مرة أخرى! حتى لو كانت نيتك جيدة حقًا وتريد مساعدتي ، فأنا لا أريد ذلك ، لأنني لا أفعل ما فعلته في الماضي و أثق في رجل
حاول التحدث مره ثانيه لكنها لم تعطي اليزابيث اهتمام بل التفتت بهدوء ثم كادت تخرج من الغرفة ولكن أوقفها ادم الذي اقترب بسرعة وهو يتجه لها ليمسك معصـ.ـمها بلهفة قائلاً
= لوسي.. انتظري ارجوكِ
اشتدت اعصابهـا التي كانت وكأنها موضوعة على مرجل فهمست بصوت حاد دون أن تنظر له
= اترك ذراعي ! واسمي ليس لوسي ولا تناديني بهذا الاسم مره ثانيه
تركها علي مضض و أغمض عينيه للحظات قبل أن يفتحها مجدداً ويتمالك اعصابه وبين كبرياء رجولته كانت صرخة ألم يخفيها بعينيه المتحجرة ليقول بترفع دون أن يرف له جفن
= حسنا سوف اتركك الان لكني ساعود إليكِ مره ثانيه فكري في حديثي بشكل جدي لان اتحدث بصدق وحقا اريد ان اخرجك من هذا المكان
قالها وخرج و بقيت هي مصدومة !.. نعم تريد الرحيل أو الهروب من هنا ولكن غير مستعدة لمفاجأة كهذه !.. او صدمه اخرى تهشم ما باقي منها عندما تثق في احد مره ثانيه وتصدقة.. فقد أخذت بالوعد ولم تتراجع مهما حدث؟
❈-❈-❈
في اليوم التالي دخل آدم للقاعة التي يضخ بها كمية من الاغاني الصاخبة .. بحث بعينه عن شويكار وكانت تجلس مع احد الزبائن .. لوح لها من بعيد لتستأذن منه و تأتي إليه علي الفور وتحدث معها بأنه يريد لقاء أخري مع اليزابيث.
وفي الاعلي فتح آدم الباب ودلف للداخل وأغلقه خلفه بهدوء ،وعند هذه اللحظة صوبت اليزابيث عيناها نحو آدم تطالعه بنظرات ساخطة أثارت القلق في قلبه مِمَّا ينتظره لكنه تجاهل ذلك وتقدم منها ليجلس علي المقعد أمامها وهتف متسائلا باستفسار
= كيف حالك؟
تجاهلت إياه ولم تجيب و اشاحت وجهها عنه و أغمضت عينيها ببرود وهي تجلس فوق الفراش ممده جـ.ـسدها براحه، تنهد آدم بضيق وهو يراها هكذا تعامله بجفاء ثم تنهد وهو يقول بصوت هادئه
= ماذا تتمنى؟
فتحت اليزابيث عينيها تطلع إلي آدم حيث كان جـ.ـسدها الضعيف في هذه اللحظة عبارة عن شعلة من المشاعر المتفجرة الغاضبة المكتومة لتقول بحده
= اتمناه؟ ماذا الذي تقصده؟
فازدرد ريقه قبل أن يقول بصوتٍ فيه بحة
= نعم ما بكٍ مصدومه هكذا، اليس لديكٍ احلام تعيشي لاجلها وتنتظري ان تتحقق في يومآ ما؟ جمعنا بالاساس نعيش لاجل تحقيق احلامنا وبانتظار معجزه تحدث في حياتنا لتتغير للافضل
نظرت إليه بدهشة و تناهت على مسامعها ليجعل صوتها يخونها بالصمت من سؤال؟ لتخنقها العبرات وتهتز روحها كلها داخل جـ.ـسدها وكأنها تئن! في حين اضطربت عواطفها كالموج البارد تغرق قلبها وكيانها! لتهتف بصوت اجفله
= أتمنى أن أبتعد عن كل شىء أعيشه الآن.. أريد ضحكتي القديمة، وحياتي القديمة، أشعر أني تائهة، هذا ليس عالمي،. وهذه ليست دنيتي.
بدأ آدم يرمقها بلوم وعتاب قائلا
= قلتها لكٍ في المره السابقه أنني أريد أن أساعدك ، لكن أنتٍ لا تريدي أن تثقي فيه
أجابته اليزابيث بنبرةٍ جافة حملت بردًا لاسعًا وهي تنظر إلي آدم
= هل ستظل تاتي في كل مره الى هنا وتتحدث حول نفس الموضوع؟ انا حزينه علي أموالك التي تضيع من أجل لا شيء و تهدر دون فائده هنا، فنصيحه مني وفر اموالك ولا تاتي الى هنا مره ثانيه ولا تامل بأن اصدق شخص مثلك
تنهد بإجهاد قبل أن يقول
= ليس مهم الأموال، الأهم بالنسبه لي في هذه اللحظه ان اساعدك تتخلصي من هذه الحياه
انفرجت به صارخة بغضب مشتعل
= ارحل من هنا لاني لم ارضخ لك ولا اصدقك مهما فعلت أنا بالاساس ليس مرتاحة لك
ثم نهضت من فوق الفراش بغضب وهتفت هي ساخطة
= لماذا أنت مهتم بي لهذا لدرجة ولماذا أنا بالذات تريد مساعدتي؟ البيت كله هنا مليء بالنساء. إذا كانت نيتك جيدة حقًا ، فاذهب إلى فتاة أخرى وساعدها ، على الرغم من أنني أشك في أن شخصًا عديم الفائدة مثلك قادر حتى على مساعدة نفسه .. أليس لديك ما تفعله لإبقاء نفسك مشغولاً، أفضل من الركض وراء النساء وشهـ.ـوتك
عض ادم على شفـ.ـته السفلى يتمالك اعصابه من حديثها القاسي والمهين، لتقف هي أمامه بابتسامه استفزاز قائله بقصد
= ماذا هل شعرت بالإهانة؟ انا بالاساس لم اعتبر الأشخاص الذين ياتون الي هنا رجل حقيقي، مجرد اشبال للرجال لا أكثر.. و بتاكيد انت واحد منهن طالما أنك هنا.. شخص متحجرة القلب ومنعدمة المشاعر
تنهد آدم يلفظ الألم ثم تطلع لها ليقول بغيظ
= ليس كل الكسور نهاية حين تسقطي لم يرحمك احد حتى اضعف الضعفاء.. هل فكرتي بأنك ستظلي طول حياتك هكذا في هذا المكان أن لم تحاولي الهروب؟ لما انتٍ ضعيفه ومستسلمة هكذا يجب ان تحربي لاجل حريتك
علا الدم في عروق اليزابيث حتى كادت تنفجر من عينيها المحمرتين وهي تقول بقهر
= مستسلمه! طالما لا تعرف شيء عني لا تتحدث ولا تلومني انا ظليت هنا احارب بمفردي كثيره وفعلت المستحيل حتى اخرج من هذا المكان، لكن مع الاسف لم انجح ولا مرة، حتي عرفت بالآخير تقبل الهزيمه كأن افضل شيءً لي
ثم أغمضت اليزابيث عينيها وهي تتمتم بتلك الكلمات بنفس الألم حتى أخذت تنهت من تعب تكرارها وهتفت بحرقة قلب
= كم هو مؤلم .. أن تعيش حبيسا بين حلمك وواقعك ... لا واقعك يحتمل .. ولا حلمك يكتمل، اصبحت معتاده على الألم، وعندما يكثر الالام يختفي الاحساس وانا لم أعد أشعر بشيء
نكست اليزابيث رأسها وعم الصمت البائس بينهما لدقائق وهما على حالهما.. قبل أن يقاطعها آدم بامتعاض وملامح متجهمة
= في بعض الاحيان يجب ان تعطي لنفسك الحق في الارتياح و تقبل الحزن وليس الهزائم ، صديقيني كنت كذلك لسنوات طويلة الا أن مرضت نفسياً و فهمت انه يجب الخضوع للحرب وعدم تقبل الهزائم
انكمشت ملامح اليزابيث التي كانت تبادل آدم النظر باشمئزاز منه وهي تقول به بغضب ملامحها ونبرتها المشحونة
= أتمني أن أكون مثلك غير حساسية وقوية
ابتسم آدم باستخفاف مريرة و أردف بصوتٍ متهدج لائم
= مزحه سخيفه بالتاكيد اذا اصبحتي مكاني لم تستطيعي تحمل ما انا فيه وانا ايضا المثل، لان لا احد يتحمل عبء الآخر
رشقته بنظرات صارمة وهي تقول له من بين أسنانها ساخراً
= ما الذي احزنك جداً هكذا؟
ترققت ملامح آدم المحتدة لما يقوله وبالكاد تماسك بصلابة ألا ينهار وهو يقول بنبرة حزينه جدا من الفياض القابع بداخله
= الحياة
صمتت اليزابيث للحظات وقد هدأ ارتجافها ثم قالت بصوتٍ ضعيف
= لا افهم ما بك ولا أريد أن أعرف، بالاساس لم أعد أتفاجىء، أصبحت أتوقع أي شيء، من أي أحد، في أي وقت ولا أبالي...
هز رأسه بيأس منها بينما هي رفعت مقلتيها ونظرت إليه وقد لمحت بعينه وجع تنفست بحرارة وهي تقول بصوتها الرقيق المتذبذب
= لماذا تصر ان تساعدني هكذا ومستعد ان تفعل المستحيل لاجل فانت لا تعرفني حتي!
شعوره بالذنب تجاه والدته بأنه لم يعرف يساعدها رغم أنه كان حينها ليس باليد حيله، فابتلع مشاعره وتعابيره وغللها بإجحاف لا يريد فعل أو قول شيء من الماضي لكنه مع ذلك هتف بصوت مخنوق
= تعبيرك تذكرني بشيء! شيء مؤلم.. شيء كنت اهرب منه دائما ..الماضي المؤلم
لا يدري ما يفعله صحيح ام لا ولكن ما يعرفه حاليًا أنه لا يمكنه ان يتركها تعاني من ألم الاجبار علي شئ لا تريده وهو يقف يشاهد كيف حياتها تضيع دون فائدة بسبب ذئاب بشرية لا يملكون رحمة ...!
وفي نفس اللحظه بالخارج اقتربت شويكار من الباب حتى تطرق وتدلف لتخبره ان الوقت قد انتهى، لكن وجدت ان الباب مفتوح قليلا وعندما نظرت الى الداخل فاجئه بأنه الاثنين يقفون امام بعض و يتهامسون في شيء لم تسمعه جيد؟ عقدت حاجبيها بتعجب وعندما لاحظت ان اليزابيث رأتها اعتدلت شويكار بسرعه وفتحت الباب لتدخل وهي تبتسم ابتسامة باردة
= الوقت قد انتهى ارتدوا ثيابكم .. آه انتم مازالتو بملابسكم بالفعل لم أكن اعرف! هل تريد وقت اضافي سيد آدم
تطلع ادم بها ثم نظر الى اليزابيث مطولاً التي بادلته النظره بجمود ليهز رأسه برفض وتقدم ليرحل للخارج بصمت، بينما تحركت اليزابيث لتفرد جـ.ـسدها فوق الفراش وهي تبعثر بيدها خصلات شعرها المتمرده بشكل عشوائي فوق الفراش متجاهله شويكار تماما!!.
جزت شويكار على اسنانها بغيظ من تصرفاتها واغلقت الباب خلفها وتقدمت منها بخطوات غاضب لتتساءل بشك
= عن ماذا كنتم تتحدثون انتم الاثنين؟ ما الذي بينك وبينه؟ و لما كل مره ياتي إلي هنا يطلبك انتٍ بالذات ، ورأيت قبل قليل أنه لا يزال مرتدي ملابسه ولم يخـ.ـلعها وانت ايضا معني ذلك أنه لم يـ.ـلمسك ، فلماذا إذن يأتي إلى هنا و يطلبك انتٍ بالاخص وبنفس الوقت لم يقترب منك؟
قطبت اليزابيث حاجبيها وغمغمت ببطء وهي تصطنع التفكير
= أتذكر أنك أخبرتني ذات مرة أن الأشياء التي تحدث داخل الغرف مع الزبائن هي سر لا ينبغي لأحد أن يعرفها ، فلا تتدخلي فيما لا يعنيكٍ سيده شويكار
احتقن شويكار وجهها بالغضب وهي تراها مصممه على جعلها مادة لسخريتها فاندفعت نحوها و جذبت اليزابيث بقوة من ذراعها من فوق الفراش، لتشهق الاخرى من المفاجاه لا تستوعب متي تقدمت منها، و جحظت شويكار عيناها ونظرت باستهجان وهي تمتمت بحنق وانفعال.
= لا تلعبي هذه اللعبة معي ، لا أدري إلى متى سيستمر هذا السلوك الوقح والاستياء منك .. لا تتسرعي في موتك يا اليزابيث ، فقد توعد لكٍ السيد أدريان بأنه بعد شفائه سيخرج باحثًا عنك كأول شخص لينتقم منك لما فعلته به، ولن يبلغ الشرطه عنك .. ولا تتوقعي مني أن أدافع عنك أو اساعدك .. لأنك تستحق هذا وأكثر
ختمت شويكار حديثها الأخير بابتسامة شماته بينما صمتت اليزابيث و لا تنكر داخلها بأنها توترت بخوف من ذكر اسم "أدريان" أمامها و انتقامة لها.
❈-❈-❈
نزل آدم الدرج بسرعة قافز كل درجتين معا إلي أن وصل لطاولة الطعام فوجد نيشان هنا بمنزلة يجلس علي رأس الطاولة وعلي يمينه زين يقف فلتفتوا إليه ما أن سمعوا صوت خطواته فتحدث آدم قائلا بتوتر
= صباح الخير، كيف حالك يا ابي لم أكن اعلم انك هنا
رمقة زين بإبتسامة هادئ ورد عليه بمحبة
= صباح النور يا آدم تفضل الفطور جاهز ساذهب لاحضر القهوة لكم .. بالاذن
رحل زين بينما أقترب آدم وجلس أمام الطاوله أعلي المقعد و والده كأن يجلس أمامه بينما يسأله والده باهتمام
= لماذا لا تأتي الايام السابقة لبيتنا لتشاركنا طعام الغداء يا آدم، هل يجب ان اتي انا بنفسي في كل مره حتى تتذكر ان لديك اب
هز ادم رأسه برفض هاتفا باعتذار
= دعها في وقت لاحق يا أبي، هذه الايام سأظل مشغول بالعمل في الشركه
عقد نيشان حاجبيه بحده متسائلا بخشونة
= ولكن أليس اليوم هو عطلتك؟
تردد آدم قبل أن يقول بهدوء
= هذا صحيح، ولكن كنت أتحدث مع زين قبل قليل.. عن المناقصات الجديدة ويجب الاعتناء بها بنفسي، قريبا سآتي اليك لا تقلق بالتاكيد سينتهي هذا العمل
ضغط نيشان على أعصابه بضيق ثم هتف بسخط
= حسنًا ، بالمناسبة ، لا تعطي زين قيمة إضافيًا وتقربه منك كثيرا، حتي لا يعرف أسرارك وكل ما يخصك! قد رايته يتحرك في المنزل برايحيه كأنه منزله.. وهو في النهايه ليس أحد من افراد العائله ومجرد خادم فقير هنا
نظر آدم إليه مطولا فهو لا يعجبه أسلوب والده في العيش وكم يتسلط علي الفقراء فلا يعجبه احد غير أصحاب المراكز العاليه ذوات شأن في المجتمع تنهد آدم وهو يفكر لما لم يتعامل والده مع الشخص لشخصه وليس من اجل كم معه من النقود، او ابن من، فقط يهتم بالمظاهر ، ثم نظر إلي طبقه ليكمل طعامه في هدوء تام غير عابئ بة من حوله فدار نيشان ببصره إليه وراقبه في صمت يحاول أن يقرأ ما بداخله وما يمر به ليقلب حياته في ليله وضحاها رأس علي عقب خلال هذه الأيام، تنهد نيشان وهو يزفر انفاسه قائلا
= سأذهب فلقد تأخرت علي العمل.. أليس تريد ان تاتي معي مثل سابق وتتعلم كيف تدير هذه الاعمال
نظر آدم إليه وقد فهم عن اي عمل يتحدث؟ وهي الاعمال المشـ.ـبوهه الذي يرفض رفض تام الاختلاط بها، ليهز آدم رأسه برفض وتبسم بتوتر بينما جز نيشان علي أسنانه بغضب مكتوم منه لينهض بحده فخرج نيشان قاصداً عمله.. ليدعي آدم داخله إلي والده ان يعود إليه سالماً فكم كان يتمني أن يعمل معه ويدير أعماله ليكون بجواره ومطمئن عليه بدل من عمله هذا الغير مشروع والخطر الذي يجول من حوله .
❈-❈-❈
استمرت زيارات ادم الى اليزابيث لاقناعها بمساعدته لكن كانت دائما تقابله بالرفض او تتجاهل وجوده تماماً، لكنه مع كل ذلك لم يياس وحاول مرة اخرى.. تمددت اليزابيث على ظهـ.ـرها فوق الفراش وكان آدم يقف أمامها بعيد بجانب النافذة ينظر للخارج لتهتف هي متسائلة بنبره فضوليه
= لنقل اني وافقت ان اذهب معك الى اين ستاخذني
التفت لها وهز ادم كتفه مرددا بصراحه وهو يقول بصوت هادئه
= كلها مجرد خطط مبدئية تدور داخل عقلي، لكن أريد أن تضعيه خيارا متاحا أمامنا، أساسا ااتي للمنزل هنا فقط لاقناعك، انا ليس من نوعيه الرجال الذي تقابليهم هنا يأتون لأجل رغبـ.ـتهم، وكنت لا احب الاماكن التي مثل ذلك، قبل أن اراكٍ بالصدفه تزامنا مع الاحلام الماضي التي عادت لي مره ثانيه.. وفقط حينها عرفت كيف يمكن أن تدفعك الصدفة لمساعده الاخرين دون ان تعرفهم من قبل
ثم أخذ نفسا عميقا وقال بتشتت ممزوج بشجن الماضي
= لدي يقين بأن الله قد رتب تقابلنا مسبقًا، لسبب ما و ترك لنا فقط مهمة إيجاد الترتيبات فحسب و أؤمن تمامًا بأن كل شخص في هذه الحياه قد خُلق من أجل مهمه في ذلك العالم و عليه أن ينتظر حتى يجدها لتغير حياته
اضطربت ملامح اليزابيث لتنهض وهي تستشيط غضبا هاتفه ساخرة
= هل أصبحت روحاني أيضًا؟ هل ما زلت تائهًا ولا تعرف ما الذي تريده بالضبط
خرج صوت آدم باستغراب وأسره التعجب لدقيقة قبل أن يردد
= وهل هناك من لا يعلم إذا كان يريد شيئاً أم لا ؟!
انكمشت على نفسها وهي تدير ظـ.ـهرها إليه تشتاط فهدرت به بملامح جامدة يكتنفها مزيج من.. الألم..
= بالطبع ، هناك أشخاص يعيشون حياتهم كلها دون أن يعرفوا بالضبط ما يريدون. إذا عرف كل شخص في العالم ما يريده وما لا يريده ، فلن تكون هناك حاجة تسمى الندم.
أطلق نفسا بائسًا وهو يرخي ربطة عنقه قائلا بإحباط
= اذن حددي ماذا تريدي في هذه الحياه حتى لا تشعري بالندم بعد فوات الاوان
التفتت له و ازدردت اليزابيث ريقها ثم فهدرت به بصوتٍ مشحون بالحنق والعناد
= جذوري ما زالت محبوسه بداخلي واقع مرير مرت به... ولكني رسمت حياتي كلوحه فنيه معبرة.. لوحه تجذب الانظار.. في منتصفها عيونها التي انبعث منها الاشراق للجميع..
عقد آدم حاجبيه بضيق من كلماتها الغير مسبوقة وأجابها بضجر
= لا أعرف لماذا حتى الآن لا تريدي أن تثقي به. أتيت إلى هنا أكثر من ثلاث مرات ولم أقترب منك أو المـ.ـسك. أعني ، إذا جئت إلى هنا لأجل شهـ.ـوتي كما تعتقدي ، لكنت اقتربت منك وأجبرتك على ذلك.
أطلقت اليزابيث ضحكه عالية بقوة و استخفاف لتقول بوجه حازم دون أن ترف لها جفن
= ماذا ؟ وهل حديثك هذا يعني أنك محل ثقة ولا تريد أن تؤذيني؟ بدلاً من ذلك ، أنت تفعل هذا بقصد تجعلني أثق بك وأوافق على مساعدتك والخروج من هنا معك وبعد ذلك ستستولي عليه، كنت اعرف شخص مثلك عرفني وعاملني بكل نبل ولطف واعترف ايضا انه احبني بجنون ولم يقترب مني ولا لمـ.ـسني تعرف لماذا؟ حتى سعري يرتفع ويرسلني إلى هنا كعـ.ـذراء .. وهو سبب وجودي هنا!
هز ادم رأسه بضيق شديد بينما حاولت اليزابيث أخذ نفسا من بين لهاثها لتغمغم بوهن
= لا تقلل من شأن الشخص الذي أمامك، ولا تنظر إلى علي إني بريئه و صغيرة و قليله خبره، لقد مررت بالعديد من الأشياء في حياتي التي لا أتوقع وجودها في الحياة ، لذلك لا تتوقع مني أن أصدقك أو أثق بك.
تنّهد آدم ثم هدر بإنهاك و يأس
=حسنا اعتذر، لكن صدقيني انا اقدم لكٍ فرصه لم تعوض جربي و لن تندم
اقتربت منه لتقف امامه ورفعت يدها تلامس خصلات شعره الذهبية لتقول بنبرتها الخاصة الرقيقه، بينما هو ظل مكانه مصدوم من فعلتها الجريئه حين بدأت تهتف كلماتها فأحس ادم فجأة برجفة وخفق أنفاسه بينما يسمعها تقول بدلال
= أسأل نفسي دائمًا لماذا تصر على مساعدتي بشكل خاص نيابة عن جميع النساء هنا؟ ماذا ، هل وقعت في حبي بهذه السرعة من النظرة الأولى .. أشعر أحيانًا أنك تهتم فقط بمظهري ، وأنت هنا من أجل ذلك. هل جذبك جمالي عندما رأيتني في منتصف الطريق لأول مرة ثم بدأت في اتخاذ خطواتك نحوي؟ قبل أن تتأكد من أنني أبدو مثل روحك .. هيا تحدث هل تفعل كل هذا لأنك تحبني ولا تريد أن تتركني هنا وحدي مع تلك الوحوش البرية
كان آدم ينظر بزرقة عينيها اللامعة حدقت اليزابيث في عمق عينيه المخيفتين ككهفين مظلمين وقد تأججت فيهما النار على حين غرة! أما آدم فتشنج جـ.ـسده في جوع إلى وصالها.. بل تلوّت روحه توقا لقربها.. وشبَّت النار فيه من كل جانب حين رفعت يدها وأصبحت تلامس صـ.ـدره بخفوت.. بينما ابتلع ريقه ريقها بتوتر باضطراب من قربها وحاول أن يتحلى بالصبر وهو يتنفس الصعداء ببطء، وكانت هي تراقب ذلك لتجز علي أسنانها بعنف هاتفه باشئمزاز
= اصبحت اعرف النوعيه التي مثلك جيد، لا يهمهم غير انفسهم فقط ولا تمثل دور الرجل الخلوق الذي يحب مساعده الاخرين وهو بالاساس يفعل كل ذلك لاجل مصلحته
تراجع ادم بجـ.ـسده من المفاجاه بصدمه ونظر آدم إليها بعدم فهم، و احتقن وجه اليزابيث بالامتعاض من آدم ثم ضربت علي صـ.ـدره لتبعده بيدها بعنف هاتفه بانفعال
= في المره القادمه لم اقابلك لأنك تضيع لي وقتي بلا فائده ،اهتم بشؤونك ولا تتدخل في شؤون الاخرين
امتقع وجه آدم بالحرج والخزي وهو يرى اليزابيث مصممه على عدم تصديقه و ترفض طلبه بهذه الطريقة المهينة.. بلا بالاساس معتقده انه يسير خلفها لأجل غـ..ـريزته.!
❈-❈-❈
بعد مرور يومين.. .
في منزل آدم، كان هو يجلس فوق المقعد شارد الذهن وبجانبه زين يشاهد مباره كره القدم بتركيز، ثم نظر آدم إلي زين ليهتف متسائلا باهتمام
= زين أريد أن أسألك عن شيء يخص والدي! أنت كنت تعمل معه في الماضي، لا تعرف لماذا لم يغلق شبكة الدعـ.ـارة الخاصة بي شويكار وغيرها ، حتى تتوقف هذه السيدة عن استغلال الفتيات .. أليس هو رئيس بلدية القرية وله الحق في ذلك؟
اندهش زين من سؤاله ليشعر بالتردد وهو يردف بواقعية
= في الواقع! السيد نيشان قادر حقًا على فعل ذلك ، لكنه لا يريد أن يفعل ذلك لأنه أحيانًا يستفيد أيضًا من هاتين الفتاتين
عقد حاجبيه باستغراب بريب قائلا بشك
= ماذا كيف؟
ابتلع زين ريقه بتوتر وضيق من در فعله قبل أن يقول حقيقة والده البشعة مرددا
= أعني أن والدك أحيانًا يطلب من هذه السيدة أن ترسل له فتيات ليـ.ـلاً ولكن ليس له !! فعندما كان يريد السيد نيشان شيئًا من أي شخص ويرفض يلجأ إلى تلك السيده ان تحضر له فتيات ،ويتفق معهم على أنهم يمارسـ.ـون مهنتهم ويـ.ـنامون مع ذلك الرجال .. وكل هذا يحدث و يتم تسجيله بواسطة الكاميرات لأجل ابتزازهم
اتسعت آدم عينا بصدمه ولم يستوعب ما قاله ليصمت شاعراً بالاستحقار من فعلت ز و ج والدته غير مصدق، بينما لاحظ زين صمته لفتره ليقول باستغراب
= لكن لماذا أنت مهتم بهذا الموضوع؟
صمت آدم ولم يجيب عليه ليشعر بالاختناق من حديث زين عن والده! فهو يعتبر شريك معه لتلك السيده في استغلال الفتيات، هز رأسه بضيق شديد قبل أن ينهض للخارج بينما نظر له زين بقلق وهو يشاهده يرحل!
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.
في منزل شويكار ، داخل إحدى الغرف ، كانت إليزابيث جالسة على المقعد ، تقلب فنجانًا من القهوة ، وكانت هانا جالسة بجانبها تتحدث معها عن باكر وكيف كانت سعيدة معه الفترات الاخيره و تتمنى بشدة الهروب معه من هنا وتـ.ـتزوجه ، بينما كانت إليزابيث تستمع إليها بوجه مظلم بدون تعبير، تحاول الضغط على نفسها حتى لا تلفظ بكلمه تفسد سعادتها رغم انها داخلها غير راضية تماماً بأن تثق برجل ..
فتحت جومانة الباب فجاه ودلفت لتنظر إلي اليزابيث و لاحت على شفتـ.ـيها المكتنزتين ابتسامة ماكرة وهي تردف
= العاشق الولهان قد وصل بالخارج
عقدت هانا حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب متسائلة باستفسار
= من تقصدي؟
همهمت جومانة قبل أن تعلمها بصراحة خطيرة
= وهل يوجد غيره، الرجل الوسيم الذي يتردد على ألحانه كثيرًا حتى يقابل إليزابيث، من الواضح أنه وقع في حبك. إنه لا يأتي إلى هنا من أجلك فقط
جحظت عيناها لا تصدق أنه قد عاد مره أخري، تالفت الأعصاب من ذلك الرجل الذي لا يمل لتحث نفسها بقوة على عدم التعليق.. إلا أنها لم تقدر أن تكتم كلماتها طويلا وخرج صوتها عاصفا وزجرتها بغضب
= ليس لدي أي عـ.ـلاقة بي، أخبرته في المرة الأخيرة أنه إذا عاد مرة أخرى ، فلن أقابله مهما فعل. رجل سخيف. لا أفهم لماذا يصر على نفس الموضوع في كل مرة.
نظرت إليها هانا مترددة وتحشرج صوتها وهي تقول باقتراح
= لماذا لا تعطيه فرصة يا إليزابيث؟ ربما كانت نيته سليمة بالفعل ويريد مساعدتك وإخراجك من هنا. لا تفوتي الفرصة وجربي ما سيحدث بعد ذلك، ماذا سنخسر أكثر مما فقدناه؟
عادت جومانة تلح عليها بعبثها المعهود لتثير استفزاز اليزابيث قائله بخبث
= حتى لو لم يساعدك فهل هناك شخص عاقل يرفض رجل مثلة ، إذا منك ، فسأوافق على أي شيء يطلبه مني. و ادع شخصًا واحدًا على الأقل يسيطر عليه. أفضل من المئات هنا .. عدا ذلك ، أنا معجب بمظهره ، فهو وسيم وغني ماذا أريد أكثر من ذلك
تغضَّن وجه اليزابيث بالضيق ولم يمضِ الكثير قبل أن تهتف اليزابيث بفظاظة إلي جومانة الواقفة والتي لا تبدو أنها ستبارح المكان من سعادتها لتقول بصوت جامد
= جومانة ، هل تصنعي لي معروفًا؟ اذهب إليه وقبّله هذه المرة بدلا مني
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية