-->

قراءة رواية جديدة زو جة ولد الأبالسة هدى زايد - اقتباس

رواية زو جة ولد الأبالسة 
بقلم الكاتبة هدى زايد


رواية زو جة ولد الأبالسة 

اقتباس 

الفصل الرابع عشر


 بعد مرور يومان 


أتى بشار بمفرده بعد استدعاء من زين على وجه السرعة، علم بكل شئ يحدث لها على ما يبدو أن الجد حسان اطلق شـيـ ـطاين الجن عليها قرر أن يحتفظ بهذا السر لنفسه، و أخيرًا و بعد طول إنتظار تقابلت معه، جلست على المقعد مقابلته كان يحدث في آحاديث جانبية 

عن العائلة تارة و عن وجيدة التي كشفت لها سر الجد تارة قاطعته بنبرة هامسة و هي تطرق على سطح المنصدة الزجاجي قائلة:

- ابعد عنها يا بشار 


نظر بشار لـ زين آمرًا إياه بالخروج من الغرفة لأن ما سوف يحدث قد لا يناسبه، رفض زين التحرك من الغرفة قيد انملة، تابع بشار ما يفعله بهدوءٍ تام، بدأ يتمتم بكلماتٍ خافتة لم تتأثر حُسنة في بادئ الأمر، حاولت التظاهر بالجمود و هي تتطالعه بنظراتٍ ساخطة 

وقف بشار ثم سار بخطواته الهادئة في أنحاء الغرفة سقطت اللوحة  تبعها المزهرية،  بدأ يظهر علامات تفسر له بأن الحجرة مُحاطة بكم لا يُستهان بهِ في نظره،  صرخت حُسنة مهددة ذاك المـ لـ عون بكلماتٍ لاذعة،  تغيرت طبقة صوتها بأخرى غليظة و على ما يبدو أنها لرجل يعرفه جيدًا،  قرأ ما تيسر من القرآن و الأذكار المحصنة للبيت و النفس، خلال ساعة متواصلة من القراءة سكنت حُسنة تمامًا، تكورت حول نفسها شاحبة الوجه غير قادرة على رفع يدها لتتناول كأس المياه حتى .

ساعدها زين في روي ظمأها و هي تستمع لابن عمها حين قال:

- حُسنة اوعاكِ تروحي لچدك دلوجه و اوعاكِ تهملي قراءة القرآن الكريم، و صلاتك حافظي عليها يا بت عمي 


سألته بنبرة منهكة قائلة:

- مين  عمل فيني  كِده  يا بشار 


اجابها بجدية 

-خلاص يا حُسنة اللي راح راح احنا ولاد النهاردا 


دبت بيدها قائلة بنبرة متحشرجة 

- لا احوا ولاد أبالسه يا واد عمي و حجي مش هاهمل في واصل 


رد بشار بنبرة مر تفعة قائلا:

- بكفاية لحد كِده يا بت الناس بكفاية بجى طلعي حالك من اللعبة ديه أنتِ كِده ها تخليها توهوچ 


نظر لـ زين و قال بتحذير 

- أوعاك تخليها تهمل الدار الفترة ديه بالذات العين مترصدها و چدي مش ها يعدي اللي عملته ليها بالساهل 


تابع بنبرة اهدأ من ذي قبل و قال:

- اهدي يا بت عمي وحجك ها يرچع لك في وجته متخافيش  سلام عليكم 


كاد أن يذهب لكنها استوقفته قائلة:

- مين عمل فيّ كِده ؟! 


تجاهل سؤالها للمرة الثانية على التوالي، اجابة على سؤالها قائلة:

- عُمر ؟! 


نظر بشار لـ زين  ثم عاد ببصره لها و قال:

- عُمر مظلوم يا حُسنة 


هدرت بصوتها قائلة:

- اومال مين ؟! 


رد بهدوء قائلا: 

- إجابة سؤالك مش ها تفيدك بحاچة بالعكس ها تضرك بَعدي عن چدي و أذاه 


تركها تنادي للمرة الخامسة أو السادسة لم تعد تعرف هذه المرة  كم كان  عددها، هدأت قليلًا ثم نظرت لـ ز و جها و قالت بعصبية مفرطة:

- فيك إيه ؟بتبص لي كِده ليه ! 


رد زين قائلًا بهدوء :

- مافيش حاجة يا حُسنة مافيش بس الظاهر إنك السبب قبل أي حد في أذى نفسك ربنا يهديكِ لنفسك و ينور لك بصيرتك قبل فوات الأوان 


❈-❈-❈

زفرت بحر قة ما برئتيها، دموعها لا تنفك أبدًا 

حاولت جمع شتاتها و السير خلف الخيط الذي تركته لها أختها أو ابنة أخيها لم تعد تعلم بأي لقب عليها منادتها .


مكث خالد معها خلال هذه الفترة محاولاته في التخفيف عنها و تجاوز تلك المرحلة غاية في الصعوبة حقًا، ما عرفه منها خلال الفترة الماضية كان فوق توقعاته و طاقة تحمله .


وضع على سطح المنضدة قدحان من القهوة و قال بنبرة هادئة:

- بكفاية بُكى بجى يا وچيدة ما هايفيدش  بحاچة واصل 


نظرت لها بنظرة إنـ سـ كار و قالت: 

- كيف يعني بين يوم و ليلة تكتشف إن لا أبوك هو ابوك و لا امك هي امك و لا حتى چدك الحتة الحنينة في حياتك يبجى هو چدك 

يطلع في الآخر أبوك 


تابعت بمرارة و هي تحاول أن تستوعب ما عرفته حتى الآن متسائلة:

- ايوة يعني چدي 


توقفت مصححة اللقب و قالت بإبتسامة مريرة قائلة: 

- جصدي ابوي  كان رايد عُمر و لا بشار يتچوزني كيف بجى!!!


تنهد خالد و قال بشفقة و عطف 

- ما هي حُسنة جالت لك إن الكل خابر السر و أنتِ الـ....


هدرت بصوتها المرتفع و هي تجوب الحجرة ذهابًا إيابًا قائلة بصراخ 

- أني الوحيدة اللي كنت كيف الأطراش في الزفة أني الوحيدة اللي فاهمة إن چدي بيميزني في المعاملة عشان موضوع رچلي طلع بيعمل كِده عشان أني بته و بت واحدة رجاصة !!!


وقف خالد محاولا تهدئتها و هو يحتوي ذراعيها بين كفيه و قال:

- بكفاية يا وچيدة بكفاية لحد كِده، صحتك حرام عليكِ 


اجهشت وجيدة في البكاء و هي تؤمي برأسها يمينًا و يسارًا قائلة بمرارة 

- ياريت ربنا ياخدني و يريحيني من العذاب اللي أني فيه ديه ياريـ....


بُترت باقي حديثها بعد أن شعرت بدوار شديد عصف في رأسها، فقدت الوعي  وسقطت أرضًا 

حملها خالد متجهًا بها نحو الفراش،  ثم اتجه نحو أحد العطور، بدأت تعود للوعي من جديد 

فتحت عيناها شيئًا فشيئًا، نظرت له وجدته يتوسلها قائلًا:

- عشان يا وچيدة انسي اللي فات و خلينا نبدوأ ويا بعض حياتنا بعيد عن چدك 


عاد يصحح الجملة قائلًا:

- و لا ابوكِ ديه 


ابتسمت بجانب ثغرها إبتسامة شديدة التكلف 

و قالت:

- شفت اديك اهو مش فاهم هو ابوي و لا چدي اومال أني اعمل إيه ؟! 


ربت بحنانٍ بالغ على خدها  قائلًا:

- و لا حاچة يا حبيبتي، نعملوا كيف ما بشار عمل نبعدوا عن الشر و الأذى و نعيشوا حياتنا كيف باجي الخلج 


سألته بمرارة قائلة:

- طب و اني و أمي اللي معرفلهاش اسم دي و رچلي اللي انـ جـ طعت و أني صغيرة و الـ....


أجابها بنفس النبرة و قال: 

- النبش في الجديم مش ها يفيد و لا ها يريح لو كان بيريح كنت أني بنفسي نبشت في، هملي حياتك الجديمة و خليكِ معاي أني و بس اعتبريني أني ابوكِ و اخوكِ 


تابع بمرح لتخفيف الحزن من عليها قائلًا:

- و خيتك لو تحبي قمان هو صُح ها بجي ست عِفشة بس مش بطالة برضك 


ابتسمت إبتسامة عريضة و هي تضع رأسها على يسار صدره، ربت بخفة على خدها و قال باسمًا: 

- ايوة كِده يا حبيبتي ابتسمي خلي الدنيا تنور من چديد 


اختفت الإبتسامة تلقائيًا ما إن حدثته بنبرة لا تبشر بالخير أبدًا حين قالت: 

- حاضر يا خالد هنبدوأ من چديد و على نضافة قمان 


رفع خالد ذقنها لتتقابل نظراته المتسائلة بـ عتمة عيناها حرك رأسه قليلًا حين قال:

- ناوية تعملي إيه يا وچيدة ؟! 


ابتسمت و قالت بهدوء ظاهري تعجب له و تقين بأنها سوف تفعل شئ يفوق توقعاته 

- ماخافش يا خالد أني بس هشوف حسان الدهشوري 

- و بعدين ؟! 

- بعدين ديه كلنا هنعرفها في وجتها المناسب و لحد ما ياچي اليوم ديه طلع حالك أنت من الليلة دي عشان ديه شغل ولاد أبالسه على حج .


لم يعد يعرف ما الذي يجب عليه فعله، هل يحدثها و ينهاها عن ما يدور في رأسها أم يخبر بشار و عمر  لتوخي الحذر ؟! 

على ما يبدو أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة و أن هذه الهزة التي حدثت داخل وجيدة هي الهزة الأرضية التي تأتي قبل

البر كا ن.


❈-❈-❈


نظر لها زين بدهشة و ذهول شديدان، حرك رأسه و قال بعدم استيعاب 

- أنتِ بتقولي إيه يا حُسنة ؟! 


ردت حُسنة بهدوء حد الإستفزاز قائلة:

-  بجول إن أنت ود عمي يا زين مش بس چوزي بجول إن أنت و عُمر اللي كل يوم و التاني بتـ ضر بوا عشاني يبجى اخوك من لحمك و دمك الكابير


هدر زين قائلًا بصوت مرتفع 

- مستحيل  أنتِ عارفة دا معناه إيه ؟! 

- عارفة 

- عرفتي منين و...


ردت بهدوء شديد قائلة:

- صدجني يا زين الأسئلة الكاتيرة ملهاش لازمة لأنها ها تفتح في ابواب ربنا وحده يعلم ها تتجفل كيف بكفاية لحد كِده خراب 


حرك زين رأسه و قال بذهول شديد

- مستحيل مستحيل دا يكون حقيقي 


تابع بتساؤل كالمجذوب 

- مين قالك عرفتي ازاي 


رفعت حُسنة الهاتف  نصب عيناه بعد أن ضغطت زر التشغيل ليستمع لما هو أسوء من حقيفته الجديدة على ما يبدو أن والدته كان مساعدة إبليس و هو أصبح بن إبليس لتصبح حُسنة  بالنهاية  زوجة ولد الأبالسه .


يُتبع..