رواية جديدة عشقه القا سي بقلم رضوى أشرف الفصل 4
رواية جديدة
عشقه القا سي تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية
من قصص وروايات رضوى أشرف
رواية جديدة
عشقه القا سي
الفصل الرابع
في الحاره الشعبيه التي تسكن بها ورد عادت في تمام الساعة السادسة مساءً كانت تسير بخيلاء تسلب أنفاس من يراها فيما تدلف من مدخل الحاره تنظر أمامها شامخة الرأس بينما في احد أرجاء الشارع الماره منه حيث يوجد بجوار بنايتهم محل موبليات المعلم فتوح الذي يبلغ من العمر أربعون عاماً ذو جسد ممتلئ ببشرة سمراء وملامح وجهه مقبوله متزوج ولديه ثلاثة أولاد صبيان وفتاة اكبرهم يبلغ من العمر 17 عاماً، انفرجت اساريره بإبتسامه خبيثه فور رؤيته لها تتقدم من محل جلوسه للصعود إلى منزلهم كحالها كل يوم، نهض عن مقعده يضع مبسم ارجيلته على الطاوله بجواره يسعل يجلي حنجرته بشخونه وعند وضعها إحدى قدميها على عتبة بابها حتى صدح صوته يهتف لها بقذاره :
- جرا إيه يا باشمهندسة، واخده في وشك وطالعه يعني أرمي السلام، ده حتى السلام لله ياست الشيخه
صاح بأخر كلماته بسخرية واضحه جعلتها تعود أدراجها تستدير قليلاً ترمقه بمقت وغضب قبل أن تهتف بهدوء منافي لغضبها المستعر بداخلها :
- السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا عم فتوح
ألتفتت لتكمل طريقها بإبتسامه راضيه ولكن استوقفها مره أخرى يردف بخشونه وقد غضب من لقب عم التي تخصه به كلما تراه أو يتحدث إليها :
- الله إيه حرقة الدم اللي على المسا دي، ما قولنا بلاش عم قطران اللي بتقوليها دي
عادت لتقترب قليلاً حتى يصل إلى مسمعه همسها بالكلمات التي تود قولها للمره المليون والتي يتغاضى عنها او يتعمد نسيان ما تقوله دائماً مشدده على كل كلمه تخرج من بين شفتيها :
- بص بقى يا عم فتوح، أنا مش هتكلم كتير بس شغل العوج أنا مبحبش أنا قولت بدال المره مليوون اللي في بالك مش هيحصل ولا هتنوله يبقى وفر على نفسك وعليا شغل الرمي ده في الرايحه والجايه ولا مؤاخذه يعني ده شغل حريم ميلقش بمعلم كبير زيك له وضعه في الحاره وإلاااا
اضافت بنبرة حادة تأكد بأنها قادره على تنفيذ ما تقول ولا يمكن أن يردعها شيء ولا حتى مكانته ووضعه بحارتهم :
- وإلا أنا معنديش مانع أقل منك في قلب الحاره لحد ما تاخد الوضع الصح واللي يليق فعلاً بيك
صدم من جرأتها في الحديث وحدة صوتها فتح فمه ليرد بحده انتقاماً منها لكبريائه ولكنها رفعت يدها أمام وجهه تشير اليه بالصمت مقاطعه إياه بحده وغضب :
- ولا كلمه يا معلم، كفايه كده أنا مش هسكت كتير قسما بالله العلي العظيم إذا اعترضت طريقي مره تانيه ولا وجهت ليا كلام حتى مش هيحصل كويس وهتشوف ساعتها مين هي ورد بجد
أنهت جملتها مستديره مكمله طريقها إلى بنايتها صاعده إلى منزلها تاركه إياه ينظر إلى ظهرها بغضب وتوعد بينما هي لم تكترث لأمره ولا لصوته الذي صدح يهتف إليها بتوعد :
- ماشي يا بشمهندسه، اتقلي واتعززي براحتك وأنا نفسي طويل أوي والأيام طويله بينا
❈-❈-❈
صعدت ورد تخرج مفتاح منزلها تضعه بمكانه مديره إياه لينفرج الباب فيما تدلف إلى الداخل استمعت إلى صوت زوجة أبيها تتحدث بصوت عالي غاضب :
- أنا معرفش الزفت ده اخترعوه ليه، مش عشان تردوا عليه واحده تليفونها مقفول والتانيه مش بترد أستر يارب
انطلقت ورد تفتح باب غرفتها تنظر إليها وهي جالسه على الفراش تمسك بهاتفها ويبدو عليها الغضب هتفت وهي تبحث بعينيها حولها عن شقيقتها الصغرى زينه :
- فيه إيه يا خالتي، مالك
انتبهت فريال على ورد لتنهص بلهفه ولكن بصوت حاد اردفت وهي تقبض على ذراعها بقوه :
- كنتوا فين كل ده مفيش كلبه في البيت ده تقولولها هتتأخروا
اتسعت عينا ورد بقلق تجذب ذراعها من بين يديها بغضب تسألها بلهفه وخوف وفكرة أن شقيقتها لم تعد حتى الآن تخلع قلبها رعباً :
- انتوا يعني إيه، هي زينه فين أساساً
تخشب جسد فريال تنظر إليها بصدمه : زينه، هي زينه مش معاكي
صاحت ورد بخوف تهاجم عقلها اسوأ السيناريوهات البشعه وهي تفكر أين لها أن تذهب ولما تأخرت إلى الآن والأهم هل هي بخير أم حدث لها مكروه يا الله لا تختبرني فيها :
- معايا إزاي دي مكلماني بعد المدرسه وقالتلي أنها جايه على البيت وأنا كلمتها وقالتلي أنها وصلت الحاره خلاص وطالعه
قالت جملتها بينما تلتفت مندفعه إلى الخارج تخرج هاتفها من الحقيبه تحاول الإتصال بشقيقتها أكثر من مره ولكن بلا جدوى فالهاتف مغلق وأثناء فتحها لباب الشقه لتخرج منها تنوي النزول للبحث عنها والذهاب إلى أصدقائها المقربين في نفس الحاره التي يسكنون بها، صدح صوت رنين هاتفها لترفعه بلهفه أمام عينيها لترى أنه رقم غير مسجل فتحت الهاتف بلهفه وقلبها يهتف بداخلها أن ذلك الإتصال اه علاقه بشقيقتها وحدث ما شعرت به عندما صدح صوت زينه من الجانب الآخر تصيح ببكاء مرير :
- ورد الحقيني يا ورد...
- زينه أنتي فين
صاحت بها ورد بينما تستمع إلى إجابة شقيقتها على الهاتف تندفع إلى الخارج متجاهله صياح فريال واستفسارها عما يحدث، تأكل درجات السلم بخوف تحدث شقيقتها عبر الهاتف تهدئها بينما وصلت إلى مدخل الحاره لتستقل أول وسيلة مواصلات أتت أمامها أغلقت المكالمه مع زينه بعد أن علمت مكانها وما حدث معها فهمت القليل فقط بسبب بكائها الحاد وحديثها المتقطع
❈-❈-❈
في قصر عائلة الشهاوي كانت العائله متجمعه بسعاده لعودة ابنتهم الجميله الهادئه مروه الشقيقة الوحيدة لكريم وابنة توفيق الشهاوي العم الأوسط لآدم التي كانت تكمل دراستها بإحدى الدول الأوربية، كانت تجلس بين عائلتها تبتسم بفتور وسعاده مزيفه فجرح قلبها لم يندمل فهي عادت محمة الفؤاد والخاطر بيد أحب الناس إلى قلبها بعدما عشقت صديق لها بالجامعة وأعطته أكثر مما يستحق لم تتجاوز المحظور ولكن أن يملك قلبها ذلك كافي لها لتحتقر نفسها بعدما فعله بها وتفريطها بقلبها بسهوله وهي التي لم تكن سهلة المنال يوماً ولكنه خدعها بوسامته وأخلاقه الحميده والمزيفه كذلك وخوفه وقلقه عليها وفوق كل ذلك مصري الأصل وشغل عقلها بطبيعة إبن البلد الشرقي والحامي لعرضه وشرف ابنة بلده الأصلي هامت به عشقاً لتفيق من حلمها الوردي على واقع مرير لتكتشف خيانته لها وخطبته لأبنة أحد رجال الأعمال الأوروبيين لتقطع علاقتها به ورغم مرور عامين على ذلك الحدث وعدم رؤيته إلا أنها مازالت عالقه في ذلك اليوم هناك أفاقت من شرودها عندما ربتت جدتها على يدها برفق :
- مالك يابتي فيكي إيه، مشيفاش فرحة الرجوع في عنيكي مفرحناش إنك رجعتي دارك ولا إيه
ربتت مروه على يد جدتها بحنان تبتسم بمرارة وهم تندفع ذكريات الأربعة أعوام الماضيه والتي قضتها بالخارج بهم وفرح بمفردها وحيده دون سند مفتقده الشعور بالدفء والحنان والاحتواء العائلي التي تغلفها به عائلتها :
- لاااه يا جدتي، كيف ده ده أنا الفرحه مسيعانيش إني رجعت لحضنك من تاني إنتي متعرفيش الغربه عفشه كيف ولولا علامي وشهادتي مفوتكيش واصل ده أنتي أمي مش جدتي بس
تدخلت مليكه قائله بمرح وهي تلقي بثقل جسدها على مروه بينما تصدح ضحكات الجميع عليهم :
- وإني متوحشتكيش يا مورو، ولا الأجانب جدروا ينسوكي مليكه وضحك مليكه
ضحكت مروه بسعاده حقيقية هذه المره بينما تضم مليكه بحب تمطرها بوابل من القبلات القويه والمغيظه كعادتها السابقه معها مما اغضب مليكه لتدفعها بغيظ :
- بااااه بكفياكي عاااد خلعتي وشي، أنا غلطانه اني جعدت جارك
- بثبتلك أنك اتوحشتيني جوي يا غاليه خلاص جربي تعالي اجعدي جاري مش هتجل عليكي
قالتها مروه بمراوغة بينما تبتسم بخبث لتقترب مليكه بالفعل قائله بمرح خفيف خشية مما تكتمه تلك الشقيقه خلف تلك الابتسامة الخبيثه ولكن قبل أن تنال مروه مرادها وتقترب منها صدح صوت رنين هاتف مليكه برقم ورد، عقدت حاجبيها بتعجب واستنكار فهي كانت معها منذ ساعة فقط أجابت على إتصالها بلهفه :
- أيوه يا ورد
نطق إسمها بتلك اللهفه والقلق المنبعث منها لفتت انتباه اثنين من الجالسين معهم بينما صدح صوت ورد عبر الهاتف باكيه بمرارة وصوتها المرتجف مزق قلب مليكه المعتاده على ورد أقوى من ذلك لم تعرف عنها الضعف وتلك الفتاه التي تسمع صوت بكائها على الجانب الآخر ليست ورد صديقتها بل فتاه ضعيفه ترتجف نبرها عكس تلك النبره القويه التي تعلمها :
- إلحقيني يا مليكه زينه، زينه هتروح مني وأنا مش عارفه أعمل حاجه ولا عارفه أتصرف إزاي ومش عارفه أوصل لملك تليفونها مقفول أنا محتاجه أوصل لأونكل نبيل بسرعه بس معرفش العنوان ولا أعرف تليفون البيت
سارت الدموع على وجنتي مليكه لحالة صديقتها المزريه وبكائها بتلك المراره يمزق قلبها عليها لكن قبل أن تتحدث مليكه وتجيبها تسرع كريم الذي كان يتابع ملامح وجهه مليكه بخبث وكأن القدر يحالفه ليوفر له فرصة الوصول إلى قلبها بسهوله ودون عناء :
- مالها ورد، فيه إيه
نظرت إليه مليكه بدموعها التي تغرق وجهها بغزاره لتمسك بالهاتق ندتمده إليه بدون وعي ليأخذ الهاتف من يديها يضعه على أذنه يتحدث بجدية :
- ألو ورد معاكي دكتور كريم
رغم غرابة شعورها بتلك اللحظه ومبادئها التي تنفر من تلك المكالمه والرد على رجل لا تجمعها به علاقه ولكنها الآن ليست في الوضع الذي يسمح لها بالتفكير بالقيم والمبادئ التي تتبعها منذ الصغر أجابته في الحال وكأنه طوق النجاة بالنسبة لها فهي إن لم تستطع الوصول إلى والد ملك فهو يمكنه مساعدتها فعائلته غنيه عن التعريف :
- زينه، زينه اختي الصغيره في الحجز عشان، عشان.....
اهشجت في بكاء مرير وارتفعت شهقات بكائها ليألمه قلبه عليها فتحدث بهدوء يحاول بثها بعضاً منه قائلا :
- هششش أهدي شويه وبطلي عياط عشان أفهم اللي حصل
حاولت تمالك نفسها وهي تهمس له بخجل وارتجاف صوتها يمزقه أخذت تقص عليه كل ما حدث وعلمت به من المحضر وقصه عليها الضابط الممسك بالقضية التي وجهت لشقيقتها والبعيده كل البعد عن الحقيقه وعن أخلاق صغيرتها أستمع إليها كريم حتى انتهت ليردف بجدية وهو يتحرك نحو الباب للمغادره مشيراً إلى مليكه للقدوم وأخذ هاتفها دون وعي منه لآدم الذي يجلس قابضاً على قبضتيه بغضب شديد :
- طيب أهدي، أنا جايلك حالا تمام مسافة السكه
كان ينظر إليه وكأنه ألد أعدائه في تلك اللحظة يشعر بنيران مشتعله تحرق قلبه بل جسده بأكمله يحترق وشعور التملك والغيره يخترقه لمجرد معرفته بأنه ذاهب لملاقاة تلك الورد التي منذ أن استمع إلى صوتها الهادئ والخاشع تقرأ القرآن الكريم وهي لا تبرح خيال أفكاره المنحرفة لا يعلم نفسه بتلك اللحظه لا يمكن أن تحكم أفكاره لمجرد دردشه عاديه أو في الحقيقة لم تكن عاديه فهي أول فتاه يراها بكل ذلك الإلتزام وتلك القوه المنبعثه من بين شفتيها الشهيتين ونبرتها الثابته آفاق على صوت جدته تهتف بجزع إلى كريم والتي على معرفة شخصية بورد عن طريق محادثتها عدة مرات على هاتف مليكه ومقابلتها مره :
- باااه مالها ورد يا ولدي جرالها إيه
أجابها كريم بسرعه يريد اللحاق بورد ومساعدتها فالقدر أخيراً أبتسم له ومنحه فرصة التقرب منها والفوز بقلبها الطاهر فيا له من فوز عظيم على وشك الوصول إليه :
- ملهاش يا جدتي، أختها بس تعبانه شويه ومحتاجه مساعده أنا هخلص كل حاجه وارجع اطمنك متقلقيش
اومأت له جدته لينطلق فوراً متجها إلى حيث اخبرته ورد في القسم المركزي والقريب من حارتها تاركاً خلفه من ينظر إليه بحقد يتمنى بداخله الذهاب إليها ومساعدتها هو ولكن كبريائه ومكانته بين أفراد العائلة تمنعه من ذلك فلا علاقة تجمعها معه أو سابق معرفة توقف عند تلك النقطة واندفع سؤال غاضب بداخله فمن أين لها علاقة بكريم فهي بكل ذلك الإلتزام لا تتحدث إلى مالك إلا في إطار الاخوه والحدود الشرعية إذا ما بينها وبين كريم ومن أين يعرفها وتعرفه ليتجه لمساعدتها بتلك السرعه بل والأدهى كيف لها أن توافق
فهو من خلال نظرته الثاقبه والتي اخترقت جدارن شخصها استطاع فهم أنه أنثى ذات كبرياء وغرور قويه لا تحني رأسها سوى للسجود للمولى عز وجل فكيف لها القبول بمساعدة كريم إلا إذا كان هناك قبول لشخصه بذاته، نفخ بغيظ وتهجمت ملامحه بغضب واضح ليلاحظه مالك الذي يجلس على المقعد المقابل له ورأى تعاقب مشاعره على وجهه وفكر مع نفسه هل يمكن أن يكون ما يفكر به صحبح هل وقع أخيه فلو بالفعل حدث ذلك فيا سعده وهنائه ب ورد، ويا قساوة ومكر قدر ورد ليقع بغرامها صعيدي متملك صارم ردد بداخله المثل الشعبي المتداول بين الناس بصوره مرحه :
- اللي تخلي صعيدي يحبها يبقى يغلبها، الله يرحمك ياخيتي
❈-❈-❈
- يا معلم، ألحق يا معلم
هتف بها عزت الصبي الصغير الذي يعمل لدى المعلم فتوح والذي أرسله خلف ورد بعد رؤيته إليها تسرع بمغادرة الحاره بلهفه ويبدو عليها الخوف مستمعا لبعض كلماتها على الهاتف بأنه قادمه في الحال طالبه ممن يحدثها الإنتظار ليرسل خلفها عزت والشك يملأ قلبه بأنها قد تكون على علاقة بأحد ما وتوعد لها بفضيحة كبيرة إذا كان بالفعل حدث ذلك وكأنه أحد أقاربها ويحق له محاسبتها، كان يجلس امام دكانه ينفس دخان ارجيلته بغضب شديد وآلاف الأفكار تعصف بذهنه لينفض بمكانه بفزع على صوت صياح عزت ليصيح به بغيظ :
- جرا إيه يابن الرفدي حد قالك إني عايز أنام في المستشفى بسكته قلبيه ولا أنام إيه ده أنا ممكن أروح فيها على إيدك
أجابه عزت بخبث بينما يقترب منه يجثو عليه يهمس له بمكر اكتسبه من معلمه الوضيع والماكر بطبعه كالثعالب :
- ما أنت لو عرفت الأخبار اللي جيبهالك، هتروق عليا وتحلي بوقي مش هتشخط وتنطر فيا يا معلمه
نظر له فتوح بغيظ ولكنه رد بسخريه وتهكم فيبدو أنه الصبي الصغير تربية يده ورث من طباعه اكثر منا ورث أبنائه :
- قول يا غراب الشوم هو أنت بيجي من وراك أخبار تفرح ما كل أخبارك سوده زي صفحة وشك العكر
تغضن وجه عزت بغضب ليرد بتهجم ومقت واضح بين طيات كلماته قائلاً :
- الله طيب وليه الغلط وقلة القيمه دي يا معلمي، طيب إيه رأيك بقى رهان ب1000 جنيه مني قصاد ألف منك لو الخبر معدلش دماغك ومكنش عيار يصيب حلال عليك مهية الشهر ده استبينا يا معلم
انفرجت اساريره بإبتسامه خبيثه فور سماعه لحديث عامله والذي من الواضح بثقته بما يحمل من أخبار لما فرط في راتب شهر كامل له إلا إذا كان متأكداً مليون بالمئة أنه سيكافئه بما يعادل ضعف المبلغ هتف بخبث وكأنه ادرك ما أراد :
- قول يا ولاه ولو كان بصحيح خبر يستاهل ليك عليا مهية 3 شهور مش شهر واحد
- لما بعتني ورا الست ورد عشان اقطرها وبعد ما نزلت من المكيروباص لقيتها رايحه نواحي القسم اللي شغال فيه سعيد ابن المعلم رفعت أمين شرطة هناك مشيت وراها لحد ما شوفتها دخلته فعلاً قومت بقى ملاغي الواد سعيد بقرشين وإكمنه داخل على جواز عشمته أنه المصلحه تخصك أنت وأنك هتروق عليه في العفش وهتكارمه الباشا طبعاً وقع ودخل زي البرياله اتطقس على الموضوع لحد ما قدر يعرف أنه السنيوره الصغيرة اتمسكت آداب مع واد كده لا مؤاخذه من إياهم حشاش ومش كده بس لا ده الواد اعترف عليها أنها ماشيه معاه وبتوزع معاه المخدرات كمان، إيه رأيك بقى خبر يستاهل رهان ولا ميستاهلش
نظر له فتوح بفه مفتوح فهو لا يصدق رغم إعجابه وسعادته بالخبر إلا أن بداخله يقين بأن تلك الصغيره ذات الوجه البشوش والمرحه التي تلقي عليه السلام وتمزح معه دوماً على عكس شقيقتها المغروره والملتزمه بشده لا يمكن أن تكون بتلك الاخلاق وهو على يقين بأنه سوء تفاهم وسوء حظ تلك التعيسه الصغيره التي اوقعها قدرها العسر في طريقه للحصول على شقيقتها فيا لها من فرص يكون أغبى من على وجه الأرض إذا لم يغتنمها لصالحه بهدف نظيف دون خوض مباراة وتحدي ضد تلك القويه والمتكبره ورد نظر إلى الأعلى حيث تقع شقتها بتلك البنايه المتهالكه أخذا عدة خطوات إلى الداخل من ثم إلى الدرج حتى وصل إلى باب الشقه ليطرقه بعنف صائحا بسخريه وتهكم ليضمن تعاطف من يخرج من الجيران وضمه إلى صفه :
- افتحي يا ست فريال، افتحي يا أم البنات ياللي مقرطسين رجالة الحاره اللي عايشين تحت جناحهم وراسمين عليهم دور الشرف وأنتوا دايرينها، ما صحيح ياما تحت السواهي دواهي وأنتوا داهيه ما ليها كبير ولا حاكم
❈-❈-❈
بينما على الطرف الآخر كانت وصلت ورد مع زينه في سيارة كريم إلى مدخل الحاره تنهدت ورد بألم شديد وهي تستمع إلى انتحاب شقيقتها الذي ينزف قلبها ألما عليها ربتت على ظهرها بحنان وهي ضامه إياها بين ذراعيها قائله بهدوء وجديه تحاول بث قوتها الوهمية إلى شقيقتها :
- زينه بصيلي...
امتثلت زينه إلى طلب شقيقتها لتنظر إليها بعينان باكيتان تغشوهما دموع كثيفه تابعت ورد بصلابه وقوه لا تشعر بها :
- أنتي معملتيش حاجه غلط تمام، اللي حصل كان غصب عنك وفوق قدرة تحملك ومقاومتك متزعليش نفسك، خليكي قويه وانسي كل ده كأنه كابوس، كابوس بشع وفوقتي منه
ارتجفت شفتي زينه بغصة بكاء مره أخرى تجيب شقيقتها وهي تهز رأسها بالرفض قائله بمرارة :
- لو نسيت اللي حصل مش هقدر أنسى كلامهم ونظراتهم ليا أنا اتبهدلت وسمعت كلام وحش أوي، كلامهم دبحني يا ورد عمري ما تخيلت إني ممكن اتحطت في الموقف ده وأنه يكون في ناس بالبشاعه دي
تدخل كريم يجيبها بجديه ناظرا إلى ورد بمرآة السياره الداخلية يبتسم بهدوء :
- انتي لسه صغيره ومتعرفيش ولا شوفتي في الدنيا حتى ربع قساوتها، أنسي يا زينه أنسي عشان تعرفي تكملي حياتك صح الجرح كل ما كان على بالك وبتلعبي فيه هيفضل يوجعك ومش هيخف
اومأت له ورد فأتبعتها زينه بينما تنظر إليه ورد بإمتنان وإعجاب خفي وقد لامس قلبها بشهامته ورجولته وقوته التي تعامل بها مع الضابط وأخذ شقيقتها من هناك عنوة عنه تاركاً المحامي الخاص به لانهاء الإجراءات القانونية اللازمة لإغلاق تلك القضيه المزيفه التي قدموها ضد شقيقتها بدون وجه حق مستندين إلى اعتراف مجرم ومدمن ضدها متجاهلين دموع شقيقتها صدق ما تقول التي اعترفت بما حدث ولم تزيف أو تختلق الحقائق كما فعل ذلك الوضيع
استأذنت منه ورد بتهذيب للنزول والعوده إلى المنزل بمفردهما رغم تمسكه بإيصالهم إلى باب منزلهم إلا أنها رفضت ذلك مخبره إياه صعوبة الوضع وحساسيته فهما تعيشان في حارة شعبية ووجودهما معه داخل السياره ورؤية الجيران لهم قد يتسبب لهم ببعض المشاكل وسوء الفهم، تنهد بضيق ينظر إليها بحزن لامس قلبها نظراته التي تخبرخا بأنها ليست مجرد طالبة لديه قام بمساعدتها وأنها تعني له اكثر من ذلك هبطت من السياره لتتبعها زينه تتقدم كل منهما نحو البنايه بينما هو ارتسمت على وجهه ابتسامة حالمه ينظر في اعقابها بسعاده يشعر وكأنه يشتاقها هل بالفعل يفعل هل تمكنت من قلبه ببرائتها ونقائها الذي يجعله يشعر بمدى وضاعته أمامها اهتزاز طفيف في جيب سترته أجبره على إزاحة عيناه عنها ليخرج الهاتف ليجد أنها مكالمه من إحدى رفيقات السوء تتصل به فكر في إغلاق المكالمه وعدم الرد ورفع عيناه ينظر إلى ورد التي وصلت إلى أعتاب البنايه لتفاجئه بإلتفاتها نحوه تبتسم له بصفاء وجمال لم يرى في مثل جمال تلك الابتسامة يوماً أبتسم لها بالمقابل بسعاده حتى اختفت بالداخل، أرتفع رنين هاتفه من جديد بنفس الإسم ليأخذ أهم قرار لحظي وهو لم يكن يوماً بصاحب القرارات اللحظية كان يفكر بقراره ألف مرة قبل المضي قدماً نحو تنفيذه، أجاب عليها يستمع إلى صوتها الذي يبغض نبرته بعدما كانت ذات يوم تطرب أذانه وتمتعها :
- الوو بيبي، وحشتني أوي مش هشوفك النهارده
زفر بغيظ ليجيب عليها بعد قليل من الصمت :
-اسمعي يا جيجي، هما كلمتين ورد غطاهم امسحي الرقم ده من عندك وأنسي أنك عرفتي كريم الشهاوي من الأساس أنا مبقتش عايز أعرفك ولا أعرف حد من صنفك ومن غير سلام
أغلق الهاتف بوجهها وفكرة أنه ينتمي فقط إليها وحدها تنير دربه نحوها وكأنها طوق النجاة بالنسبة إليه ليصبح كما يتمنى يومياً رجلاً بكل ما تحمله الكلمه من معنى، أدار محرك السيارة يلف المقود قاصداً الخروج من تلك الحاره والذهاب إلى منزله ولكنه لمح شيئاً صغيراً يضئ بالمقعد الخلفي حيث كانت تجلس ورد مع شقيقتها، مد ذراعه يلتقطه ليجده هاتف حديث الطراز متوسط الحجم ضغط على زر التشغيل الجانبي لتضئ شاشته بصوة ورد تمسك بالمصحف الشريف تضمه بين ذراعيه ترتدي حجاب باللون الأحمر يظهر نقاء وبياض بشرتها بينما تلتمع عيناها البنيه بسعاده تنير ملامحها ضحكه جميله جعلت الابتسامة تشق ثغره بمشاعر جديده عليه لذيذه تثلج قلبه وتريحه حاول فتحه ولكن لم يستطع ليستنكر فعلته موبخا نفسه، هبط من السياره متجهاً نحو العقار المتهالك الذي اختفت بداخله جميلته ولكن فور وصوله إلى أول الدرج من الأسفل حتى أستمع إلى صوتها العالي تصرخ بألم بعدما كانت تصيح بهياج وكأنها تتشاجر مع شخصاً ما اندفع إلى الأعلى مهرولا ليصل إلى منزلهم حيث يتجمع جمهور كبير متصافين وكأنهم يشاهدون مسرحيه ارتفعت صرخاتها المتألمه والغاضبه بذات الوقت، ليندفع يفصل بينهم بلهفه يريد الوصول إليها حتى ظهرت أمامه تطالعه بعينان دامعتان، اتسعت عيناه بغضب ناري مما يراه أمامه قبض على يديه وتأهب جـ ــسده لخوض المعركة
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رضوى أشرف لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية