-->

رواية جديدة عشقه القا سي بقلم رضوى أشرف الفصل 5

رواية جديدة 

عشقه القا سي تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية

من قصص وروايات رضوى أشرف


رواية جديدة

عشقه القا سي

 الفصل الخامس



كانت تجلس منكمشه على نفسها بداخل أحضان شقيقتها دموعها تنهمر على وجهها بغزاره رعباً مما حدث، فهي أصغر مما ينبغي على تحمل تلك الشدائد والمصاعب التي واجهتها اليوم، فاليوم كانت على وشك فقدان أغلى ما لديها وأغلى ما تملكه هي وعائلتها الصغيره والمعدمه فرحت بشده لإنقاذها من بين يدي ذلك المجرم ولكنها لم تتخيل بأنه سيزج بها في بئر غائر بالوحل لتغرق فيه دون أن تجد ما تتمسك به لنجدتها بالإضافة إلى ألسنة الناس من حولها حيث كانوا يحيطوها من كل جانب واصفين إياها بأبشع الأوصاف والقاء بعض الألفاظ الحاده والنابيه بوجهها حتى نجدتها شقيقتها فور اتصالها بها لتلبي نداء قلبها وأتت مهروله إليها لتنقذها مما دفعت إليه إجبارا لعنت حالها أكثر من مرة لأنها لم تنتظر شقيقتها لتقلها إلى المنزل كحال كل يوم لتتشجع هي وتغادر بمفردها لأول مرة، لتجد نفسها وحيده على حافة الهاوية استفاقت على صوت والدتها المتهدج تبكي بحراره تسأل ورد بإتهام وكأنها من تسببت بكل هذا لعدم موافقتها على الزواج من المعلم فتوح : 

- ارتحتي، ارتحتي يابت ناهد فضحتي بتي وفضحتيني آه يا غلبي لو وافقتي واتجوزتيه مكنش عمل اللي عمله وفضحنا 

نظرت إليها ورد بتعجب واستنكار مما تقول هل هي من فضحت الأمر أم ذلك الرجل الذي يراقب خطواتها ويدفع بجواسيسه خلفها لمعرفة سير يومها وأماكن ذهابها هل هي من أخطأت لأنها ذهبت وخلصت شقيقتها من تلك المعضله التي كانت ستأخذ منها عمرها ملقيه إياها خلف القضبان الحديدية بأبشع التهم واقذرها متجرده من شرفها وسمعتها الطيبه اندفعت تقف على قدميها تهدر بها بصوت عالي : 

- أنا اللي فضحتها، بقى أنا السبب في كل ده أنتي بتعاتبيني عشان واحد زي ده وبعدين فضح مين ده لا هو ولا ألف من عينته يكسروا ليا جفن عين، ولو ده آخر راجل في الدنيا مش هتجوزه واللي حصل النهارده هيدفع تمنه غالي أوي 

صاحت فريال تندب حظها العسر وهي تضرب بكفيها على فخذيها بحسره قائله ببكاء وعويل : 

- وهو مين هيبص في وشنا ويطلب واحده منكم بعد اللي حصل واللي سمعوه كبدي عليكم محدش هيخبط على باب بيتنا ولا يسأل فيكم آه يا غلبي آه يا مراري لو أعرف بس اللي حصل قولولي ريحوني قولي يا موكوسه عملتي إيه

صاحت ورد بإستهجان بفريال تنفي ذلك الإتهام المخجل الموجه لشقيقتها البريئة : 

- إيه اللي أنتي بتقوليه ده زينه مغلطتش في حاجه 

صاحت فريال بحسره تتسائل مره اخرى عما حدث إذا ولم تم القبض عليها وكيف وجهت إليها تلك التهم البشعه والمخجله كادت أن تجيبها ورد ولكن قاطعتها زينه التي وقفت هاتفه بإرتعاش وعقلها يستعيد تلك الأحداث المفزعه لسنها الصغير : 

- أنا هحكيلك يا ماما، اللي حصل إني حبيت أعتمد على نفسي وأريح ورد من مشاوير المدرسة بتاعتي كل يوم رايح جاي، إستقويت نفسي وركبت ميكروباص كان فيه كام نفر كده وقولت ده طالع خلاص، لحد ما وصلنا منطقه كده قريبه من المستشفى الحكومي القريب من هنا وكل اللي كانوا راكبين نزلوا، قلقت وكنت هنزل بس خوفت أضيع ومعرفش أرجع فسكت وقعدت مكاني السواق بصلي وسألني عن العنوان تاني وقولتله لقيته أبتسملي وشكله مكنش مريح فطلبت منه ينزلي لكن هو فضل يماطل معايا في الكلام عشان يتوهني عن الطريق وفجأة لقيته وقف في شارع مهجور ونزل من العربيه واتفاجئت بيه بيفتح الباب اللي جمبي و.. وحا.ول يعتدي عليا 

اندفعت ورد نحوها تضمها بحنان تقبل جبينها بينما تحدج فريال بنظرات ناريه تحذرها من الحديث مجدداً واكملت قص الباقي من الأحداث بهدوء وهي تزيد من ضم صغيرتها بين ذراعيها خوفاً من تذكيرها بما حدث ولكتها مجبره : 

- المجرم حاول يتهجم عليها والحمد لله أنه كان فيه دوريه بتلف في المنطقه وشافوا العربيه وافقه قربوا منهم وشافوا المنظر ده لكن اللي حصل أنهم فكروا أنهم.. أنه يعني في بينهم علاقه واللي بيحصل بمزاجها فقبضوا عليهم ومحدش صدقها لما قالت إنه كان عايز يغتصبها وبعد تفيش العربيه والولد لقوا معاه كمية مخدرات كبيره بمختلف أنواعها، والحيوان عشان يخف من على نفسه قال إنها شريكته وأنها هي اللي جابتله الحاجات دي عشان يصرفها، هي أنكرت ده وفضلت تترجى الظابط لكن مصدقهاش وأخدها القسم وهناك بعد ما محايله كتير وافق تكلم حد من أهلها وهي كلمتني وطبعاً أنتي عارفه الباقي وشوفتيني وأنا نازله من هنا عشان ألحقها، وكلمت مليكه عشان تساعدني أوصل لأونكل نبيل عشان يتوسطلي واقدر اطلعها لكن كتير خيره مستر كريم جه وخلص الموضوع 

نظرت نحو كريم الذي يجلس بصمت يتابع ما يحدث بعينان ثاقبه متوعده التقت نظراته مع خاصتها بنظرات ناريه تعاتبه بنظراتها ليقابلها بنظرات مشتعله بالغضب وكأن لم يهدأ بعدما اخذ بحقها ورد إليها وإلى عائلتها سمعتهم الطيبه وهشم رأس ذلك الرجل وحطم عظامه تحت مرأى ومسمع من الجميع قطع تواصل الأعين متوجهاً بنظره نحو يـ ــده التي جرحت أطرافها فأخذ يحركها وغامت عيناه ببريق متوعد وهو يرفع كفه ليتحسس تلك الكدمه المؤلمه قليلاً بجانب فمه والتي من المؤكد أنها إتخذت لون مختلف عن لون بشرته البرونزية عاد بذاكرته إلى أحداث الساعه الماضيه حيث صعد إلى هنا حيث منزل ورد بغرض اعطائها هاتفها وحتى يتعرف إلى والديها لعله ينال إعجابهم لتكتمل خطته لإيقاع ورد بغرامه واقتناصها من الجميع لنفسه فهو لم يرغب بفتاه كما يرغب بها ولم تحرك مشاعره أخرى كما ينبض قلبه بعنف عند رؤيتها ولكنه تفاجئ بتجمع من الناس وصوتها الغاضب الذي ميزه من بين كل تلك الأصوات المتصاعدة صرخة ألم صدرت عنها جعلته يندفع بينهم يفصل بينهم يفسح له المجال ليمر وليصل إليها ويرى ما بها 

لتظهر أمامه أخيراً وصوت صرخاتها المتألمه والغاضبه بذات الوقت تمزق نياط قلبه، ليندفع يفصل بينهم بلهفه يريد الوصول إليها حتى نجح ووقف أمامها لترفع عينيها تطالعه بحسره وخجل، اتسعت عيناه بغضب ناري مما يراه أمامه قبض على يديه وتأهب جسده لخوض المعركة ليندفع نحو ذلك الرجل الذي كان يقبض على خصلات شعرها تحت حجابها ودون سؤال عن هويته اندفع يكيل له اللكمات القاسيه والموجعه في وجهه وأماكن متفرقه من جسده بأكمله مطلقاً سباب لاذع من بين شفتيه بغضب ليعاجله ذلك البدين بلكمه بجانب فمه لكمة قويه مدافعاً عن نفسه ولكنه لم يمهله الفرصه لينقض عليه من جديد محطما وجهه بقبضته يسبه بألفاظ نابيه لا تمت لمجتمعه الراقي بأي صلة، فصل بينهما الجيران بينما انطلقت الألسنة تتسائل عن هويته معقبين سؤالهم ببعض الإتهامات الخارجه لورد وشقيقتها ففهم أن ما كانت تخافه ورد قد حدث وهناك من علم بالأمر وأفصح عنه أمام الجميع محدثاً جلبه وفضيحه مؤذيه لورد وعائلتها، ليعرف عن نفسه بأنه زوج ورد المستقبلي وأن ما قيل عنهما خاطئ ومنافي تماماً للحقيقه وما حدث بالفعل، وأنهما كانا معه يقومون بإختيار مجوهرات الزفاف وما يلزمه، تجاهل صدمة الجميع وتابع فقط شحوب وجه ورد التي نظرت إليه بصدمه وألم، جعل الندم يموج بعلقه لحظه من الزمن ولكنه نفى ذلك الشعور وبادلها نظراتها بأخرى حاده مصره، ساعده في ذلك فريال عندما تساءلت إحدى الجارات عن سبب إخفائهم للأمر فأجابتها بأنه لم يمضي وقت طويل على طلبه للزواج من ورد وكذلك لأنهم يحضرون لعقد القران وبالتأكيد كانوا سيدعون جميع جيرانهم، واضافت كاذبه ببراعة بأن كل ما قاله المعلم فتوح كان فخ لأن ورد رفضت الزواج منه فإفتعل تلك الشائعات لمعرفته بقدوم زوج ورد المستقبلي رغبة منه بإفساد زواجهما 

عاد من شروده على صوت ورد التي كانت تقف أمامه بتوتر تنتظر منه النظر إليها، فرفع عيناه نحوها بحده يسألها بنظراته عما قالته لتعيد على مسامعه جملتها السابقه : 

- إيدك متعوره جامد، ممكن تنزل معايا الصيدليه تحت الدكتور يعقمها ليك 

نظر إلى يـ ــده ثم عاد للنظر إليها ونهض من مكانه يحرك رأسه رافضاً عرضها مردفا بهدوء مشيراً نحو الباب : 

- كتر خيرك، أنا ماشي في البيت هبقى أشوفها بعد إذنكم تابع بخفوت وهو ينظر إليها بجدية ضروري نتكلم يا ورد 

اومأت له بتوتر تخفي غضبها بداخلها فهو بمنزلها وفوق هذا له الفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى في الحفاظ على سمعتها وسمعة شقيقتها الطيبه، بينما غادر كريم مغلقاً الباب خلفه بهدوء لتنهار حصونها المنيعه الواهيه لتنطلق نحو غرفتها تختبئ بها تاركه خلفها شقيقاها وزوجة أبيها يتحدثان عما حدث وكأن فريال لن تمل ولا تكل من الخوض في ذلك الحديث المؤلم والمدمر لقلب ونفسية صغيرتها، فور إغلاقها الباب اندفعت ترتمي على فراشها تبكي بحرقه وهي تتذكر إهانتها وإهانة شقيقتها على مرأى ومسمع الجميع من جيران وضرب ذلك الحقير لها عندما كذبته واهانته أمام الجميع كاشفه أمامهم وجهه الحقيقي وما يفعله معها من مضايقات وعروضه المتكرره للزواج منها ورفضها المتكرر أيضاً لينفعل ويتمادى برفع يـ ــده عليها ولكنها لن تكون ابنة أبيها إن لم تثأر منه لكرامتها التي دهسها تحت أقدامه أمام أعين الجيران وكريم، وآه مما فعله كريم وكيف تدخل لينهي ذلك الوضع الذي أجبرها على تحمل إهانة ذلك الرجل البغيض لها وتحمل كلماته اللاذعة بحق شقيقتها الصغرى وعدم الإفصاح عن حقيقة الأمر فالناس لن تصدق وسيألف كل منهم قصته المختلفه ليتداولها مع الغير وكأن كل منهم يسعى لنيل جائزة أفضل قصه

أهشجت في بكاء مرير وهي تتذكر كيف خاض في شرفها وشرف شقيقتها ناعتا إياههما بأبشع الأوصاف وكل ذلك فقط، لأنها لم توافق على الزواج منه فهل لأنها فقيره لا سند لها عليها أن ترضى وتوافق بالزو اج بأي رجل فقط لأن مستواه المادي أفضل منها، تواجهه العالم بمفردها وحيده دون حامي تكافح وتكافح حتى تعيش بستر تحت رعاية الله وحفظه مرتدية قناع الجمود والقوه ولكن اليوم ذهبت قوتها أدراج الرياح ودهست كرامتها تحت الأقدام ولم تستطع التفوه بحرف واحد للدفاع عن شقيقتها ونفسها، خارت قواها لتغرق في نوم مرهق تحاول الهروب به من واقع مرير لعل الغد المشرق يشرق عالمها الخاص ويبث به بعضاً من الأمل والسعادة 

 ❈-❈-❈

صباح يوم في قصر عائلة الشهاوي كانت العائله تجتمع بعد فتره طويله على سفرة واحده تترأس الطاوله الجده بينما على يمينها تجلس مروه يليها خالد إبن عمها يليه مالك وعلى يسارها يجلس كريم تليه سلمى ثم مليكه بينما غاب آدم عن الإفطار ومازال نائماً لعودته متأخراً بالليلة الماضية، جالسين وسط أجواء مرحه من أصغر الأحفاد التوأمان مليكه ومالك حيث صاحت مليكه بحنق كحالهما كل يوم على الإفطار هي ومالك الذي يأخذ الطعام من أمامها ويأكله غير مكترثا لغضبها وإستنكارها لما يفعله : 

- بااااه بكفياك يا مالك، كلت كل الوكل من جدامي عندك الوكل كتير مش لاجي غيري ولا هي غلاسه والسلام 

راقص حاجباه بمشاغبه مغيظا لها بينما يردف قائلاً بمرح : 

- صوح هي غلاسه كيف ما قولتي، وبعدين أني بحب الوكل من طبقك بيبجى آخر طعااااامه 

أضاف الأخيرة بتلاعب يتبعها بقبله بالهواء لتزفر بغضب وكادت أن توبخه عما يفعله معها ولكن قاطعها وقوف خالد إبن عمها الأكبر يمسك بطبق الطعام بين يديه ويضع منه كميه مبالغ فيها بطبقها أمامها وكرر ذلك مع كل صنف موجود على الطاوله ليمتلئ طبقها بكميه كبيره من الطعام لن تستطيع أكلها، نظرت إليه بخجل عندما تلاقت عيناهما هي بنظره خجله وهو بأخرى جريئه محبه لا يخجل من إظهار اهتمامه بها ولما الخجل فكل العائله تعلم بأنه يحبها ويرغبها زوجة له ولكنه ينتظر نجاحها تلك السنه ليعلن عن ذلك الإرتباط بشكل رسمي كما أخبرتها جدتها ذات مره متبعه الخبر بجملتها الشهيره أن من عادات وتقاليد العائله أن الفتاه تتزوج من إبن عمها الذي يناسبها، تدرجت وجنتيها بحمرة قانيه خجلاً مما فعله ولاحظت خجلها ذلك مروه لتميل على خالد الذي جلس بجوارها من جديد يتابع خجل الأخرى بتسليه وجرأه : 

- أنا شايفه إنك تهدى على البنيه هبابه، يا حبة عيني مجدراش ترفع وشها من خجلها منيك 

نظر إليها خالد بإبتسامه واسعه قبل أن يعود بعينيه ينظر لطفلته ومعذبة قلبه مره أخرى قائلاً بخفوت : 

- ماجدرش يابت عمي، حبها عشش في جلبي وخلاني كيف العيل الصغير ما بصدج حاجه تجربني ليها، بعد ما جدتك الله يسامحها جررت أنه الجواز لما تخلص إمتحان السنادي دي حتى رفضت اخطبها وجالت مفيش عندينا خطوبه ولازمن أعقد عليها طوالي 

ضحك مالك الذي كان يستمع إلى حديثهما الخافت ليجيبه بخفوت مماثل يصل إليهما فقط قائلاً بمرح وشماته : 

- أحمد ربك أنها جت على جد أكده، ومجالتش الجواز بعد ما تخلص جامعه من الأساس 

- والله ما كدبت لما جالت عليك بومه، غور من وشي بفالك الشوم جال تخلص جامعه جال 

أجابه خالد بغضب مكتوم وهو يدفعه بغيظ من جواره بينما ينهض من مكانه يحدجه بنظرات ناريه غاضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى حانيه محبه عندما اصطدمت عيناه بوجهه تلك الصغيره الفاتنه التي ترهق قلبه ليحرك شفتيه أمام عينيها بكلمة "بحبك" دون شعور بمراقبة من حولها له لتنفجر شقيقته بالضحك ليضربها بغيظ على مؤخرة رأسها بخفه أثناء مروره من جانبها ليخرج بعدها من الغرفه متجاهلا صرخة ألم مائعه صدرت عنها مردفه بسخط : 

- اوووتش، طيب يا خالد والله لأوريك وهقول لمامي 

- سلمي...

صيحة استنكار صدرت عن الجده التي تجلس تراقب الوضع من حولها وتعلم ما يحدث من حولها دون عناء البحث والسؤال، والتي غضبت بشده من طريقة سلمى في الحديث لتنهرها قائله بحده : 

- كام مره جولتلك متتحدديش كيف الغوازي أكده، احفظي جلعك وقلة حياكي لجوزك، واتحدتي كيفنا بت عمك سافرت كيف ما سافرتي بس لما رجعت لسه لهجة جدودها على لسانها وبتحدت بيها أها ولا حديتنا مش عاجبك يا بت توفيج 

اضطربت سلمى ونفت إتهام الجده لها قائله بتبرير ولهجة صعيديه ركيكه : 

- لاه يا تيتا إزاي، ده أني يشرفني اتحدت كيفك وكيف جدودي هو أني عندي أغلى منك 

اومأت لها الجده بحنق وهي تحذرها بعيناها بتكرار تلك الأفعال مره أخرى نهضت من مكانها ليتبعها كريم قائلاً بهدوء مشيراً نحو المكتب الموجود ببهو المنزل : 

- لو سمحتي يا جدتي، كنت رايد اتحدت وياكي في موضوع شخصي 

اومأت له الجده بهدوء تسبقه إلى داخل المكتب بينما يتبعها هو يحاول تمالك أعصابه للبوح بما يكنه بداخل قلبه بخصوص ذلك الموضوع الذي شغل عقله وأرهق قلبه وأرق نومه طوال ليلة أمس 

❈-❈-❈

داخل المكتب كانت الجده تضم كريم تتحدث بتهليل وسعاده بعد أن قص عليها إعجابه الشديد بورد ورغبته بالتقدم للزواج بها ولم يتطرق للحديث عنا حدث بالأمس رغم سؤالها ولكنه اكتفى بإخبارها بأن شقيقتها مرضت بشده وأرادت مساعدة مليكه لنقلها للمشفى الخاص بهم وهو تكفل بالأمر أبتسم كريم بسعادة لأول مره منذ زمن عندما هللت جدته قائله : 

- ألف مبروك يا ولدي، يا زين ما اختارت ورد بت ناس ومحترمه لاه ومتعلمه كومان وتليج بالدكتور كريم الشهاوي وفوق كل ده سيرتها الطيبه وكلام خيتك مليكه عنيها 

تنهد كريم براحه فقد قلق بشده وتوقع الرفض من قبل جدته لعدم تساوي مستواهم المعيشي توقع اعتراض حامي ومحاضرات عن الفروق الطبقيه ولكن حمدا لله أنها تقبلت الأمر بل رحبت بها بحفاوة أردف بسعادة غامرة : 

- يااااه يا جدتي، متعرفيش فرحتيني جد إيه بموافجتك على جوازي من ورد أني بصراحه ظنيت فيكي ظن عفش وقولت مش هتوافجي عليها واصل يعني عشان...

ابتسمت الجده بخبث لرؤيتها حب حفيدها لورد ظاهراً بعينيه لتربت على كتفه قائله بجدية وهدوء : 

- إكمنها يعني مش غنيه كيفنا، لاااه ولا يشغلني يا ولدي اللي يهمني في نجاوتي لعرايسكم سمعتها وأخلاجها وأصلها إيه اللي يعرفنا لو اتجوزت واحده غنيه تكون أخلاجها زينه كيف ما إحنا رايدين ومتكنش بتتصنع جدامنا وبعد أكده تظهر على حجيجتها ووجتها تبجى الفاس وجعت في الراس لكن ورد إسم الله عليها النبي حارسها وصاينها كيف القمر ومتعمله وبت أصول ومتدينه وتعرف ربنا غير البنات مقصوفة الرقبه بتاعت اليومين دول اللي بنشوفها برا دول 

اومأ لها كريم بسعادة غامرة بينما اخبرته جدته أن يوكل أمره لله ويتقدم لخطبتها ولكنه فجأها بأنه يريد عقد قرانه مباشرةً لأنه من الصعب التقرب منها دون رابط شرعي لرفضخا لذلك لتضحك جدته مخبره إياه بسعادتها بحسن اختياره لشريكة حياته، غادر كريم بعد أن أتفق مع جدته على موعد للذهاب إلى منزل ورد لطلب يدها من زوجة أبيها 

 ❈-❈-❈

في شركة الشهاوي انتهى آدم من اجتماعه الهام والذي انتهى بتوقيع اتفاقية أكبر صفقه لشركته الخاصة وعاد إلى مكتبه وأثناء دخوله نظر إلى مديردة مكتبه المدلله كأسمها دلال قائلاً بجديه : 

- مدام دلال لو سمحتي شوفيلي المتدربه ورد جت الشركه ولا لسه لو موجوده بلغيها إني رايد أجابلها دلوك 

اخبرها بما يريد وتركها بلا مبالاة ودلف إلى مكتبه بينما اشتعلت هي حقداً على تلك الفتاه التي من الواضح بأنها ليست مجرد فتاه عاديه بالنسبة إليه فهي استمعت إلى المقابله الماضية بينهم وكيف كانت تتحدث معه بثقه غير مهتمه بمكانته وقد ظنت أنه سيتم طردها ولكنه بدلا من ذلك أسند إليها المهام والمشاريع التي تركتها شقيقته مليكه وأخذت أجازه كما وصل إلى جميع الموظفين العاملين معهم على نفس المشاريع، رغم غضبها ونفورها من الفكره إلا أنها نفذت ما طلبه واتصلت بالمكتب لتجيبها ورد وتخبرها بضرورة حضورها وأن آدم الشهاوي هو من طلبها بنفسه

وبعد قليل من الوقت حضرت ورد وطرقت على سطع المكتب التي تجلس خلفه دلال فرفعت انظارها نحوها لتنظر إليها بعينان ثاقبه تتفحص هيئتها بحقد فكانت ترتدي فستان متسع بإحتشام باللون الوردي الفاتح وتكتمل طلتها الساحره بحجابها الأبيض الملائم لملامح وجهها الأبيض والمشرب بحمرة هادئه طبيعية جميلة ف وجهها خالي من مساحيق التجميل عدا كحل أسود يبرز جمال عينيها الواسعتين انتهت من فحص مظهرها لتستمع إليها تسألها بهدوء : 

- مستر آدم جوه...

- جوه اتفضلي يا.. يا آنسه ورد 

- يزيد فضلك يا روحي.. اجابتها ورد بسخريه رداً على سخريتها واستهانتها بها خطت نحو باب المكتب لتطرق عليه عدة طرقات قبل أن تستمع إلى صوته الخشن يسمح إليها بالدخول ففتحت الباب ودلفت بهدوء تحسد عليه، بينما كان يجلس آدم خلف مكتبه ينتظر قدومها على أحر من الجمر لا يعلم ما الذي فعلته به من مجرد لقاء ولكنها استحوزت على كامل تفكيره منذ صباحه وإلى مسائه يفكر بها ولا تغيب عن عقله فقرر أخيراً أن يطلبها إلى مكتبه ويتحدث معه لعله الفضول نحو كشف شخصيتها الفريده من نوعها هو من يشغل أفكاره بها رفع عينيه ينظر إليها بهدوء نظرات لا تمت للوقاحه بصله وعاديه من وجهة نظره ولكنها كانت كافيه لإخجالها فخفضت بصرها تنظر أرضاً بخجل ولا تعلم لما ارتعش جسدها وخفق قلبها لنظراته لها بتلك الطريقه بررت لنفسها بأن السبب في هذا معرفتها بعلاقاته ونزواته الماجنه تنحنحت بخفوت قبل أن تردف بصوت رقيق وهادئ ذو بحة خفيفه أثر صراخها وشجارها مع فتوح ليلة أمس ولكنها جعلت صوتها يكتسب بحة مثيره مغريه رغماً عنها : 

- حضرتك طلبت تشوفني يا فندم، أتمنى ميكنش فيه مشكله حصلت بسببي مره تانيه 

أبتسم لها بجاذبية أسرت دقاتها ولكنها استغفرت ربها متحاشيه النظر إليه لتسمع صوته المهيب ولكنه خرج لها بصورة هادئه راقيه قويه وخشنه شخصية هذا الرجل تلخص بها صورة الرجل الصعيدي الجاد بقوه لتجبر أي كان ومهما كان على احترامه وتقديره : 

- لاه الحمد لله ربنا ما يجيب مشاكل، اتفضلي اجعدي يا آنسه ورد واجفه ليه 

ارتبكت ورد أثر نبرة صوته الساحره رفعت يدها تلامس حجابها بحركات عشوائية لتشغل نفسها عن التفكير في حركاته وإيماءته نحوها جلست على أحد المقعدين المقابلين لمكتبه بينما حمحم آدم بخشونه قائلاً بهدوء : 

- بصراحه أنا طلبت أشوفك عشان موضوع شخصي 

نظرت إليه بإستفهام ليكمل بجديه : بخصوص خيتي مليكه اللي فهمته منيكي جبل سابج أنه هي متستحجش حرمانها من التدريب وإني كنت جاسي عليها صوح إكده 

رغم قلق قلبها من سير الحوار وهدوئه الواضح عليه إلا أنها أجابته بجديه : طبعاً يا فندم زي ما قولت لحضرتك قبل كده كفايه عليها لفت نظر أو خصام خفيف مليكه بنوته حساسه ورقيقه جدا ومتتحملش القسوه أنا معاك تماماً أنها غلطت بس حضرتك كمان عارف أكتر مني قد إيه لسانها فالت ومبتتحكمش فيه بس بردو طيبه وعلى نياتها وده نقدر نعالجه بحبة خصام صغيرين قد كده 

ضيقت بين سبابتها وابهامها ليرى القدر الذي قصدته مع ابتسامه ساحره جعلت قلبه يخفق أضعاف خفقاته الطبيعية بينما غامت عيناه بوميض يلتمع بهما لأول مرة شقت ثغره ابتسامه خفيفه تمالك ظهورها على وجهه ليسألها بهدوء : 

- شكلك عتحبي خيتي جوي

غامت عينا ورد بحنان وحب واضحين للعيان ولاحظهما آدم بسهوله واجابته بحنان وجديه والصدق ينبعث من بين حروفها بوضوح : 

- مليكه دي روحي من أول يوم لينا في المدرسه وهي دخلت قلبي رغم إني مكنش ليا صحاب غيرها لكن كانت بالنسبالي كفايه، لحد ما جت ملك وبكده كنت اكتفيت بيهم عن أي حد تاني يعني بالمختصر دول مع زينه يبقوا نصي التاني الجميل 

أنهت حديثها مهديه إياه أرق ابتسامه وهي على غير العادة تجلس وتتحدث معه لا تعلم لماذا ولكنها تشعر بالراحه فقط لشعورها بأنه يحاول التعرف عليها أكثر ورغم عقلها الذي ينهرها لتذهب من امامه إلا أنها ما زالت جالسه ولكنها استعادة السيطرة على ما يحدث ونهضت تنوي الاستئذان والذهاب لشعورها بالخطر المحلق حولها وجدت الباب يفتح على مصرعه ويدخل منه كريم بملامح مشرقه جذابه لا يشوبها سوى تلك العلامه التي خلفتها لكمة ذلك البغيض على وجهه ارتكبت لوجوده لا تعلم لماذا ولكنها شعرت بالتوتر واندفعت أحداث ما حدث ليلة أمس أمام عينيها وكأنها تعشيها مره أخرى ف رغماً عنها خرجت مسرعه ولم تبالي بهتافه بإسمها : 

- الله ورد أنتي هنا كويس أنا كنت هعدي عليكي 

انطلقت من أمامه تحدجه بنظرة ناريه بعد أن استأذنت من آدم ليهتف هو بإسمها بلهفه : 

- ورد استني، يابنتي اقفي عايز اتكلم معاكي 

- سوري يا آدم هعدي عليك بعدين، باي 

استأذن الآخر بلا مبالاة وذهب خلف الأولى دون وعي أي منهما بمن يقف مضيقاً عيناه ينظر في اثرهما بغضب واضح وكأن كريم تعدى على إحدى ممتلكاته الخاصة قبض على يديه بغضب مكتوم وعيناه إلتمعت ببريق متوعد غاضب وكل ما يفكر به هو ما العلاقة التي تجمع بينهما أولا يذهب إلى مساعدتها والآن يركض خلفها للحديث بأمر ما لا يعلمه إلا الله وهما ولكنه لما يهتم لما يشعر بنيران تتآكل قلبه من الداخل وكأنه وكأنه يغااااار هل يعقل ؟!....

❈-❈-❈

ركض خلفها يحاول اللحاق بها حتى نجح وامسك بها قبل صعودها إلى المصعد ليتقدم منها بسرعه يهتف بإسمها بغضب حتى اقترب منها فقبض على معصمها يجذبها نحوه حتى تتوقف، ولكنه لم ينال منها سوى دفعة قاسيه كرد فعل منها على مسك يدها بتلك الطريقه، استنكر ما فعلته ورفع رأسه لينظر إليها بحده فبادلته بأخرى مشتعله بالغضب الشديد، زفر بحنق منها وتمالك نفسه قبل أن يردف بهدوء نسبي حتى يتفادى حدة الحوار بينهم : 

- ممكن تهدي وتقفي تسمعيني، أنا عملت......

قاطعته بغضب شديد وهي ترفع يدها أمام وجهه تشير إليه بالصمت، ثم لملمت أصابعها عدا سبابتها التي أشهرتها أمام عينيه تحذره بعنجهية وقوه لم تكن عليها ليلة أمس وكأن قوتها الوهمية ولسانها السليط كان في إجازة لحظية لليلة واحده لتعود بالصباح التالي إلى نفس الفتاه التي اصطدمت به وشاجرته بلا مبالاة بمعرفة هويته ومن يكون من الأساس وكأنها لا تهتم لا هي بالفعل لم تكن تهتم : 

- أنت تسكت خالص، وأنا مش ههدى حقيقي أنت عملت معايا معروف هيفضل طول عمري دين في رقبتي وعلى راسي وقفتك معايا بس أنا مش هقبل باللي حصل، أنا مغلطش ولا أختي غلطت عشان انت تعمل كده وتقولي بلم الموضوع، لا حضرتك أنت لميت الموضوع صحيح والناس صدقت، بس أنت هنتني وقليت مني قدام نفسي إزاي فكرت كده إزاي اتخيلت إني ممكن أوافق أنا مش هقبل شفقتك عليا وكأني غلطت فعلاً مش هقبل جواز بالطريقه دي طيب سيبك من كل ده، الناس دي بعدين مش هتستنى الفرح ما أنت بكل شجاعه دخلت وقولت أنك خطيبي وعزمتهم كمان على فرحنا هو فييين الفرح ده هاااا فيييين

صرخت بوجهه بكلماتها الأخيرة بقهر ودموعها تنساب على وجهها رغماً عنها بينما كان يتابع ما تقوله وتركها لتفرغ ما بقلبها لعله يستطيع الوصول إلى نقطة تفاهم بينهما تحدث بجديه وهدوء حذر : 

- دي مش شفقه يا ورد، ولا عملت كده عشان ألم الموضوع زي ما قولتلك في الواقع دي حجة مني مش أكتر 

رفعت عيناها تنظر إليه بعدم فهم ولم تستطع تفسير حديثه لتجيبه بجمود : 

- مش فاهمه حاجه، يعني إيه حجه منك 

أبتسم لها بجاذبية وعيناه إلتمعت بوميض حاني دافئ لم تفهم ما تحمله نظراته ولكنها تعلم بأنها نظره غير عاديه بالمره فيما أردف هو بجديه وهدوء : 

- يعني أنا يشرفني أنك تقبلي تكوني مراتي وشريكة حياتي 

نظرت إليه بصدمه وخيم الصمت على المكان من حولها لتشعر بدوار يلف رأسها لم تستوعب بعد ما الذي تفوه به هل يعرض عليها الزواج بالفعل أم أنها تتخيل ولكن لما تتخيل فهي لم تنتظر منه ذلك، ولم تفكر يوماً بالزواج منه او من غيره ولكن صدمة عرضه عليها لجمت لسان عقلها عن التفكير وانعقدت لسانها عن الرد ولم تعرف بما تجيبه




 يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رضوى أشرف لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة