رواية جديدة عشقه القا سي بقلم رضوى أشرف الفصل 7
رواية جديدة
عشقه القا سي تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية
من قصص وروايات رضوى أشرف
رواية جديدة
عشقه القا سي
الفصل السابع
اجتمعت العائله ببهو المنزل ينتظر كل منهم عودة الجده مع كريم فقد علموا من مروه بأبنهما ذهبا حتى يأخذان موافقة ورد على الزواج من كريم الذي تقدم بطلب يدها منذ فتره لتصيح مليكه بسعاده متمنيه بداخلها أن توافق فهي بذلك ستصبح زوجة شقيقها وتعيش معها بالمنزل ويمكنها رؤيتها والجلوس معها طوال الوقت ومتى تريد، وعلى عكسها ارتبك مالك الذي لاحظ على آدم إعجابه واهتمامه بورد وظن بأنه سيقوم بعرض الزواج عليها خاصةً بعلمه أنها لن توافق على ارتباط غير شرعي معه والآن وقد سبقه كريم بذلك لا يعلم ما الذي سيفعله عند علمه، صاحت مليكه بحماس عندما رأت آدم يدلف من باب المنزل يطالعهم بتعجب مندهشا من تجمعهم بذلك الوقت والذي من المقرر أن كل منهم يكن بغرفته ينهي دروسه او عمله مستعداً للنوم مما جعل القلق يتسرب إلى قلبه، أقترب منهم متسائلاً بقلق شديد :
- فيه إيه، مالكو متجمعين اكده
ليتابع بينما ينظر حوله وقد اضطرب عندما لم يجد جدته فأسرع بالسؤال عنها بقلب ينتفض خوفاً عليها :
- باااه اومال جدتي فين، جرالها حاجه
تناست مليكه غضبه منها فتقدمت منه تتعلق بعنقه بحماس تقفز بمكانها بسعاده وطفوله غير واعيه لتشنج جسده وتصلبه تأثرا بما تقوله وتقصه على مسامعه :
- جدتي بخير والحمد لله يا أبيه، هي راحت مع أبيه كريم عند ورد هو حضرتك معارفش أنه طلب يدها للجواز وبجالهم كتير عندها وشكلها إكده وافجت
تراجع دون وعي منه للخلف خطوتين بصدمه عندما صدحت أصوات الزغاريد التي اطلقتها عفاف والتي كانت تدلف ممسكه بيد الحجه وداد يتبعهما كريم بإبتسامه واسعه اضطربت لها نبضات قلب آدم الذي ألتفت ينظر إليه بصدمه فلم يتوقع أبداً أن تكون العلاقه بينهم بتلك الجدية وأنهما بعلاقه غراميه فكما يعلم عن ورد وسمع عنها بأنها ليست سهلة المنال ولا تدخل بعلاقات وارتباطات غير شرعية وهو رأى ذلك ولكن يبدو أنه أخطأ حساباته فهي فتاه ككل الفتيات تخدع من يراها ببراءة ملامحها واحتشام ملابسها ليظن بأنها عفيفه طاهره وهي بالحقيقة تبحث عن كبش فداء لتوقع به في مصيدة الزواج كما فعلت مع شقيقه تماماً، فقد اتضحت الصوره أمامه كليا ففتاه فقيره مثلها عندما تفكر بالزواج بالطبع لن تتزوج من أحد أقاربها أو جيرانها المعدمين كحالتها وانما ستفكر بالإيقاع بأحد الأثرياء أولاً وضعت عينيها على مالك وحاولت التأثير عليه بمثاليتها وتدينها واحترامها وعندما رأت كم هو يحترمها ويعاملها كشقيقته صرفت نظرها عنه وفكرت لما لا تحاول جذبه هو فهو امبراطور واكبر مالك لثروتهم وله إمبراطورية خاصة به وبالطبع تعلم بأنه زير نساء وله العديد من العلاقات السابقه فبالتأكيد ستثير فضوله وتشغله بشخصيتها الفريده والتي تختلف عن سائر النساء التي يعرفها وكان لها ما ارادت فمنذ أن أتت إليه تخبره بخطأه بحق شقيقته وهي تشغل تفكيره وتؤرق مضعجه بهئتها الملائكية وجعلته ولأول مرة بحياته يسعى ليرى امرأة ويتحدث معها، وبذات الوقت كانت ترمي شباكها على شقيقه والذي هو معيد بنفس جامعتها مع شقيقته ويبدو وأنها لم تحبذ الخساره لذا أحكمت وضع الشباك حولهم ليثور بوجهها بأخر لقاء ويهينها ويسخر منها لتخرجه خارج حساباتها وتوقع بشقيقه الأصغر ولما لا ف الآخر ثري وذو وظيفة مهمه وكبيره أما شقيقه الغبي فوقع لها بكل بساطه وغباء ولكن لما يهتم فكل منهما حر في تفكيره واختياره لا يجب عليه التفكير بالأمر فقد اعجب بششخصيتها المزيفه فقط وبالطبع لم يهمه أمرها، هكذا برر لنفسه صدمته بخبر زواج ورد وكريم
اففاق من شروده على صوت جدته التي تربت على كتفه تسأله بتعجب واضح :
- مالك يا ولدي بجالي مده بحدتك وأنت مش واعيلي
حمحم بخشونه قبل أن يجيبها بحده حاول قدر الإمكان إخفائها ولكن كان مالك له بالمرصاد إذ انتبه إلى حدة صوته المنفعل وفهم ما يعانيه وتأكد الآن من شعوره بإهتمام آدم لورد :
- هكون فين يعني يا جدتي ما أني واجف وياكي اهاا
استنكرت جدته حدته في الحديث لتنظر إليه بقلق وهي تربت على كتفه متسائله بتعجب :
- باااه منتاش بحالتك يا ولدي، مالك يا ضنايا شكلك بيجول إنك مضايج كنه في حاجه عفشه حوصلت لا سمح الله ولا كنه خوك هيتجوز ولازمن تفرح بيه
نظر إليها آدم بحنق وشعر وكأنه مكشوف أمامها فأغتصب ابتسامه بسيطه أعلى ثغره واتجه نحو كريم ليقف امامه يطالعه بغموض، ليبتسم له كريم بخبث فهو بذلك الفعل أثبت أمام جدته بأنه العاقل الرزين البعيد عن محارم الدنيا التي حرمها الله والتي ينغمس بها حفيدها الأكبر والذي رغم علمها بما يفعله إلا أنها لا تجرأ على مواجهته وردعه عن فعل ذلك والآن بزواجه من ورد سيثير غيرته ولأول مرة منذ ولادته لأن آدم لن يستطيع طوال حياته الحصول على زوجه كزوجته بطهارتها ونقائها وبرائتها وجمالها الأخاذ الذي يسرق قلب من يراها ويسحر عيناه، تقابلت النظرات آدم بغموض وكريم بفخر وشماته وكأنه يخبره بنظراته أنه فعل ما لن يستطيع فعله ما دام حيا مد يده آدم نحوه وقد شقت ثغره ابتسامه متهكمه لعلمه بغيرة إبن عمه وحقده عليه ويعلم كذلك ما يفكر به بتلك اللحظة، رفع كريم يده ليصافحه ثم أقترب منه وطوقه بذراعيه معانقا إياه يهمس بأذني آدم بخبث :
- مفيش مبروك يا واد عمي، مش مهم عجبالك أما اجولك مبارك عليك جوهره كيف اللي حدايا
أبتسم بتهكم قبل أن يردف بهدوء وبرود يعاكس نيرانه المستعره بداخله يسخر من تعبيره عن تلك المخادعه ووصفها بالجوهره :
- جوهره، هااااء مبارك عليك يا أخوي تعيش وتاخد غيرها
نظر إليه كريم بغضب فماذا يعني بكلماته تلك ألا يرى أن ورد بأخلاقها وجمالها جوهرة لا تقدر بثمن أم أن الغيره تنهش قلبه لتجعله ينكر أنه تغلب عليه في هذه المره، أبتسم بجمود قبل أن بجيب ببرود :
- وأنت تعيش يا أخوي، عجبالك
اومأ له آدم بهدوء قبل أن يلتفت إلى جدته يضمها بحنان مقبلاً رأسها قائلاً :
- مبارك يا جدتي ربنا يزود افراحنا
أبتعد قليلاً ينظر إليها متابعاً بهدوء مشيراً نحو ساعة يده :
- هستأذن أني ورايا شغل مهم
- بالسلامه يا ضنايا خلي بالك من روحك
ودعته جدته ليومأ لها بإبتسامه هادئه قبل أن يستدير ويذهب في طريقه للخروج لتتهجم ملامحه بغضب لا يعلم متى قد يهدأ ولكن يبدو أنه لن يهدأ إلا بإحدى نزواته مع زوجته الخفيه والتي تبرع في تغيير وتحسين حالته المزاجية صعد إلى سيارته يقودها بلا وجهه محدده وعقله يدور بدوائر فارغه حتى اهتدى عقله إلى شيء واحد وهو أن سبب غضبه وحزنه أنه بالفعل أعجب بتلك الورد وود لو تكون من نصيبه هو وزوجته هو، ليس حباً بها ولكنها بالفعل استحوذت على عقله وأفكاره لعدة أيام، أدار مقود سيارته عائداً إلى حيث العقار الفخم والتي تقبع به شقته حيث توجد زوجته سيلين
❈-❈-❈
ركضت ملك تصعد الدرج بحماس وسرعة وهي تمسك بهاتفها ترفعه على أذنها تتحدث بصخب وصوت عالي بطريقه مضحكه وجنونيه تشير بيديها وكأن من يحدثها يقف أمامها ويراها، دون وعي منها لمن يهبط الدرج بسرعه بينما يمسك بهاتفه كذلك يكتب شيئاً ما ويبدو أنه يحادث أحدهم عبر إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، هتفت ملك بحماس وهي تواصل صعودها إلى الأعلى :
- انتي بتتكلمي بجد، ورد وكريم طيب إزاي ده وحصل أمته
اجابتها مليكه التي دلفت إلى غرفتها بعد أن هنئت شقيقها كي تتحدث مع ملك وتطلعها على أهم المستجدات التي حدثت وأبرزها خبر زواج ورد وكريم :
- والله زي ما بجولك إكده، أبيه كريم طلب يدها وهي وافجت أني مش إمصدجه أنه ورد هتكون مرت أخوي وهتاجي تعيش وياي بنفس الدار، يعني هجدر أشوفها طول اليوم واجعد إمعاها يا بووووي
أخذت تقفز بمكانها بحماس وسعاده بينما ضحكاتها الرنانه تصدح بالمكان لتواكبها ملك من الجهه الأخرى وتضحك بصخب حتى انجرفت بحماسها وسعادتها ولم تنتبه لأنها تصعد الدرج لتعود بجسدها إلى الخلف منجرفه بنوبة ضحكها الصاخب فلم تشعر بنفسها إلا وجسدها يهوى من على الدرج وقد اختل توازنها لتتسع عينيها بفزع تطلق صرخه استغاثه هلعه وسقط الهاتف من يدها بينما تحاول التمسك بأي شيء ولكنها لم تنجح طفرت الدموع من عينيها وهي تتخيل جسدها متكوم بآخر الدرج ملئ بالدماء والجروح ووالدها العزيز يجلس بجانبها أرضاً منهارا في البكاء والحسره عليها تنهش قلبه اغمضت عينيها مستعده للسقوط، ولكن طال انتظارها وشعرت كذلك بطواف جسدها في الهواء لدرجة أنها ظنت بغبائها أنها سقطت بالفعل وصعدت روحها إلى السماء تحلق بين الغيوم، حتى أنها لم تفتح عينيها لتعلم حقيقة ما يجري من حولها، بينما كان يهبط عماد يكتب إلى شقيقه بعض الكلمات الفرحه يهنئه بولادة طفله الأول، اجفل بصدمه في مكانه عندما رفع عيناه بالصدفه ورآها تصعد وصوت ضحكاتها الرنانه تصدح بالمكان ولكنه انتفض يهبط الدرج مسرعاً ليلحق بها عندما رأى بأنها تعود بجسدها للخلف دون وعي منها حتى اختل توازنها ودوت صراخاتها بالمكان وهي على وشك السقوط، وصل إليها وقبض على يدها يجذبها نحوه يضم خصرها يرفعها عن الدرج بلهفة وقلق يضمها إليه بقوه بينما يزفر براحة قبل أن يهمس إليها بغضب حارق :
- أنتي اتجننتي، حرام عليكي لو وقعتي كان ممكن يحصلك حاجه ووقتها باباكي مش هيتحمل الصدمه دي ارحميه بقى
احتدت نبرته وألقى بجام غضبه عليها وقد خيل له هو الآخر ما سيحدث بقائده ووالده الروحي إذا حدث لها شيء فهي آخر أمل يعلقه بالحياة ويعيش من أجلها وإذا ضاعت منه لن يتحمل صدمة فقدانها وحينها سيموت حتماً، انتفض قلبها بين اضلعها عندما وصل إليها صوته الغاضب إنه هو لن تخطئ بمعرفته يوماً فهو من ملك قلبها وأسره في عشقه دون عناء ولكنها لم تلقى منه سوى الغضب والقسوة وخاصة بعدما توفت شقيقتها والتي كانت توأمها المتماثل بكل شيء فعندما اغرمت به لم تكن تعلم بأنه خطيب شقيقتها لتصدم بعدها بتلك الحقيقة وتتدمر أحلامها بالتقرب منه ولكنها لم تهتم كثيراً وتابعت حياتها ودراستها محاولة منها لتخطي الأمر ولكن وقعت الصدمه الأشد عندما تعرضت لحادث مع عائلتها لتفيق من غيوبتها الطويله على خبر فقدانها لوالدتها الحنونه وشقيقتها التوأم ورفيقة حياتها، حاولت الإبتعاد عنه قدر الإمكان ولكن كلما مرت الأيام كلما غرقت في عشقه أكثر من السابق لحنانه وتقديره لوالدها وإخلاصه لحب شقيقتها حتى تمنت أن يصبح هذا الحب من نصيبها هي يوماً ما
فتحت عينيها لتتطلع إليه بحسرة وإنكسار لتجد نظراته مسلطه عليها بشئ من الارتباك ولكن كان الغضب هو سيد نظراته لها فعندما فتحت عينيها ونظرت إليه بتلك النظره شعر بقبضة حاده تعتصر قلبه ولكنه ذكر حاله على الفور بعينان تشبهان تلك العينان ووجهه ممثاثل لتلك الملامح الجذابه فكلما رآها ذكرته بحبيبته حتى أنه بكل مره يبتسم لرؤيتها ويعود للغضب وشعور من الإحباط يستحوذ عليه عندما يتذكر بأنها ليست سوى ملك شقيقتها التوأم وليست دارين حبيبته وخطيبته والتي كانت ستصبح زوجته بعد أيام قليلة من الحادث، اعتدل في وقفته بعيداً عنها دافعاً إياها بحده وتحدث بعجرفة جديدة عليه :
- خدي بالك بعد كده أنا مش هكون موجود كل مره عشان انقذك، بلاش شغل اللي العيال اللي مبيجبش غير وجع القلب ده
- هو أنت متعرفش تتكلم كلمتين على بعض من غير ما ترمي دبش في وشي، وبعدين متشكرين لجنابك انا مستغنيه عن خدماتك لما تشوفني بطلع في الروح قدامك متبقاش تقرب مني ولا ليك دعوه بيا تمام كده
اشتعل غضبها من عجرفته وأسلوبه الساخر لتجيبه بفظاظة وحده بطريقة أضرمت نيران الغضب بأوردته ورغم غضبه منها إلا أنها آلمته بعبارتها الاخيره والتي أخذته لذكرى تشبه ذلك الوصف عندما ضم حبيبته بين ذراعيه غارقة في دمائها وهو يبكي بعجز وكان كالمقيد من شدة الفاجعة التي وقعت عليه بفقدانها لتلفظ حبيبته أنفاسها الأخيرة بين يديه وهي تنظر إليه هامسة بحبها له وتصعد روحها إلى بارئها ليقع قلبه أسيراً لتلك اللحظه والتي لم يستطع تخطيها ويبدو أنه لن يستطيع أبداً نظر إليها بألم وتركها وذهب بصمت مطبق دون التفوه بحرف آخر، غامت عيناها بالدموع وهي تنتبه لما تفوهت به فهي دون وعي ذكرته بعجزه الذي يتغنى به يومياً بأنه السبب بوفاة شقيقتها وأنه لو تحرك واسعفها فور وصوله لما كانت ستفارق الحياه، يلوم نفسه على ما حدث لأنها كانت تقود السياره وهي تتحدث معه وتتجه صوب المكان الذي تواعدا أن يلتقيان به لتذهب معه لإختيار ثوب الزفاف الخاص بها ولكن ما لا يعرفه أحد ولم تخبر هي به أحد حتى والدها أنه وأثناء حديث شقيقتها معها تركت دارين الهاتف من يدها تاركه إياه يتحدث دون رد وانخفضت برأسها قليلاً لتجذب زجاجة مياه لتشرب منها بلا مبالاة
وحينها كانت قد خرجت إلى الطريق العام ولم تنتبه لحاوية النفايات المقابله لها لتصطدم بها بقوه مما جعل السيارة تنقلب بهم عدة مرات بسبب سرعتها المتهوره حتى ارتطمت في إحدى أعمدة الإنارة العمومية بالطريق لا تتذكر ما حدث بعد ذلك فكانت تشعر بشلل عام في جسدها كانت غير قادره على التحرك شعرت بالدماء والجروح تملئ رأسها وجسدها ولكن حينما رفعت عيناها تنظر حولها بشبه وعي خفق قلبها ألما وفزعا عندما صدمت بوالدتها غائبة عن الوعي والدماء تتدفق من عنقها وقطعة زجاج مغروزة بقسوه فيه مما جعل دموعها تسيل بقهر تحاول أن تهتف بإسمها ولكن كانت كمن فقد النطق درات بعينيها للجهة الأخرى لتنظر إلى شقيقتها فزاد نحيبها الصامت عندما وجدت وجهها مدمى بالكامل ورأسها مستند إلى مقود السيارة ولكنها على عكس والدتها كانت تحرك يدها ببطء شديد فإطمئنت أنها على قيد الحياة عادت بنظراتها إلى والدتها تضرع إلى الله أن تتحرك لتعطيها أي إشارة بأنها معها ولن تتركها ولكنها ظلت ثابته بلا حركه انتحبت بعجز وقهر وهي تشعر بخدر بكامل جسدها غامت نظراتها بلا وعي وشعرت بأن الروح تنسحب منها ببطء وشعرت أنها النهاية لا محاله حتى استمعت إلى صوته الذي يصرخ بإسم شقيقتها لتفتح عينيها تنظر إليه تشبع قلبها من رؤيته قبل أن تفارق الحياة تمني نفسها وتدعو الله بأن يكون زوجها بالجنه همست بإسمه ولكنه كالعادة لم ينتبه إليها لتغيب بعد ذلك عن الوعي تماماً ولم تستعيد وعيها إلا بعد أربعة أشهر كاملة من الحادث تمنت بداخلها لو أنها لم تفق وماتت مع شقيقتها ووالدتها بدلا من الحياة بدونهما
انسابت دموعها على وجهها بغزاره كشلالات تتذكر ومضات سريعه من حياتها سابقاً داخل أحضان والدتها وبرفقة شقيقتها وحنان والدها الذي زاد أضعافاً الآن ولكن تكسر فرحتها عيناه الحزينه والذابله على الدوام، أصبحت كثيرة اللقاء مع عماد وزاد عشقها له رغم محاولتها لنسيانه لأنه مازال يعشق شقيقتها ووفي لحبها حتى بعد مماتها ولكنها لم تستطع ذلك فهي تعشقه كل يوم أكثر من سابقه، أكملت صعودها نحو منزلها وهي تزيل دموعها عن وجهها بحزن وغضب مما يحدث معها وعدم تقبله لها فكلما رآها انفجر غضباً في وجهها دون سبب حقيقي فالأسباب دائماً ما تكون تافهه لا تستحق غضبه ذلك كما حدث الآن
❈-❈-❈
في منزل مهران بغرفة ورد كانت تستلقي على الفراش ومعها شقيقتها الصغرى زينه التي نظرت إليها تتابع شرودها دون مقاطعه تنتظر أن تتحدث وتفشي ما بقلبها تعلم أن شقيقتها تفكر فيما حدث وهل ما فعلته بموافقتها على الزواج من كريم صائب أم لا فهي تعلم جيداً بأن شقيقتها غير مغرمة به أو بغيره ولكنها أيضاً تعلم أن موافقتها على الزواج لأجلها هي فقط ومن أجل الحفاظ عليها وعلى سمعتها التي ستتدمر إذا لم تتزوج الرجل الذي وقف امام الجميع وقال بأنها خطيبته كما قالت والدتها لها إن لم يحدث ذلك لن يسلموا من ألسنة الناس من حولهم ولن يستطيعوا الحياة بينهم سيكون صعباً للغاية أن يثبتوا عكس ما سيظنوا بهم من أفكار شنيعة، أما ورد فكانت بعالم آخر وكل ما تفكر به كيف ستعيش بمنزل واحد مع ذلك الأدم الغليظ تتعجب من حالها فهي الآن من المفترض أن تفكر وينشغل عقلها بزوجها المستقبلي إذا تقبلته كزوج أو لا ولكنها على عكس ذلك تماماً تفكر بذلك المغرور رغم قلة تعاملها معه ولم يجمعها به سوا لقائين إلا أنه في كل من المرتبن كان يشعل مشاعر خجوله زجديده عليها كلما نظرت إليه اخفضت عينيها بخجل بحة صوته الرجوليه ذات اللهجة الصعيدية الأصيلة يجعل قلبها يخفق بجنون ولا تعلم لماذا ولما لا فهو ملك الليالي الصاخبه مالك قلوب النساء ومعذبهم وهي البريئه معدومة الخبره كيف لها أن لا تتأثر به نفضت تلك الأفكار التي تعصف برأسها متجنبة التفكير به وضميرها يأنبها بداخلها فهي لا يمكن أن يشغل فكرها سوى زوجها المستقبلي الذي ورغم أفعاله الجاده ووقوفه بجانبها ودعمها في مشكلة شقيقتها إلا أنها تشعر بخواء مشاعرها تجاهه حتى عندما تفكر به لا ينتفض قلبها كما يفعل مع الآخر
استفاقت من شرودها عندما فتحت فريال الباب ودلفت بحماس وهي تنهرهما بحده وصوت عالي مما اغضب ورد وجعلها تنتفض في مكانها من حدته :
- إسم الله عليكي أنتي وهي، الهوانم نايمين هنا وأنا طالع عيني فلم الهدوم وترويق البيت والتفكير مش تقومي منك ليها تشوفوا هتاخدوا إيه معاكم وأنتي تشوفي اللي عايزاه معاكي وإيه اللي هتسيبه هنا
نهضت ورد بحنق وعدم فهم واقتربت منها تسألها بجدية :
- وأنا هشوف من دلوقتي ليه يا خالتي، ده لسه كتب الكتاب آخر الأسبوع وكمان الفرح لسه فاضل عليه كتير أوي مش اقل من 3 شهور يبقى ليه الاستعجال ده كله ولا أنتي ناويه على إيه بالظبط
سألتها بحده وشك عندما لاحظت توترها وارتباكها فكانت فريال تفرك يديها بتوتر أثناء حديث ورد معها وكأنها تخفي عنها أمرا ما وتخشى معرفتها به واكنها استجمعت شجاعتها وتحدثت بقوه مصطنعه متقمصه دور الأم والحاكم الناهي :
- هو أنتي مسمعتيش جدة كريم وهي بتقولك أنه الأفضل نكون معاهم في القصر اليومين دول ليوم كتب الكتاب عشان تتعودي على أهل البيت وكمان عشان المسافة بعيده بينا ومش هيقدروا ييجوا هنا كل شويه ويتعرفوا عليكي
نظرت إليها بحده واجابتها بجديه وتصميم :
- ده فعلاً حصل بس أنتي شكلك مخدتيش بالك أني رفضت الفكره دي وفهمتها وجهة نظري وأنه مينفعش اكون في بيت جوزي قبل الجواز لأنه مفيش رابط رسمي وهي اتقبلت رفضي وكريم كمان وافقني ومعترضتش عليه
فركت يديها ببعضهما بتوتر وهي تنظر أرضاً بخجل لا تقوى على النظر بعيني ورد مما أدخل الشك بقلبها وجعلها تتأكد بأنها فعلت شيئاً ما ضد رغبتها ودون علمها وتعلم أيضاً بأنه لن يعجبها الأمر لذلك هي متوتره هكذا وهذا ما أكدته فريال عندما رفعت عيناها تنظر إليها بقلق وهي تجيبها بإرتباك :
- ما هو أنا بصراحة الحاجه كلمتني تاني في الموضوع ده لما نزلت معاها أوصلها لحد العربيه وأنا قولتلها إني هحاول اقنعك وهرد عليها في التليفون ومن شويه كلمتها وقولتلها أنك موافقه تروحي القصر وهي قالتلي أنها هتبعت عربيه بكره عشان تاخدنا، فأنا بقولكم تلموا حاجتكم وخصوصاً أنتي لمي كل اللي محتاجاه وهتاخديه معاكي هناك عشان...
صمتت ولم تكمل لتثور ورد بداخلها وتنفجر بغضب مكتوم تأمرها بإكمال حديثها بحده ونبرة صوت قاتله جعلت فريال تكمل على الفور بإرتعاد :
- عشان يوم الخميس هيكون كتب كتاب ودخله بنفس اليوم
انتفض قلب ورد تنظر إليها بغضب حارق ترغب بتمزيق وجهها وتقطيعها اربا اربا لما فعلته بها، ماذا تقول تلك المرأه فهي وافقت بصعوبه على عقد القران حتى تستطيع التقرب من كريم والتعود عليه دون خجل أو شعور بأنها تفعل شيئاً خاطئ ولكن هذه لم توافقهم على الذهاب إلى القصر فحسب بل وافقتهم على الزفاف والأدهى من ذلك تحدثت بلسانها واخبرتها بمافقتها شخصياً على ذلك ولكن كيف يمكنها الزواج من شخص لاتعلم عنه سوى إسمه وعائلته ووظيفته فقط لا تعلم ما يحب وما يكره لا تعلم ميوله وهواياته لا تعلم عنه أي شيء على الإطلاق شعرت بعالمها ينهار من مجرد التفكير بأنها ستكون زوجته فعلياً خلال خمسة أيام وحينها يحق له الإقتراب منها كيفما يشاء ولن يحق لها الإعتراض على ذلك ولكن كيف ستفعل ذلك وهي لا تشعر نحوه بأي شيء سوى إعجاب شخصي لمعلم جاد ومحترف بجامعتها لا كزوج وحبيب تسلمه نفسها خلال أيام معدوده يا الله على تلك العلقه، رفعت عيناها تنظر إلى شقيقتها وتحدثت بهمس وهذيان ساخر ينبأ بطوفان قادم لإغراق منزلهم بالكامل :
- سمعتي قالت إيه، دي بتهزر صح مش كده قولي أنك بتهزري
سألتها برجاء وألتمعت عيناها بالدموع تنظر إليها بضعف تترجاها أن تخبرها بأنها تمزح ولن يحدث ما قالته ولكن عندما اخفضت وجهها أرضاً بخجل انهارت على الأرض تبكي وتشهق بقوه مما جعل شقيقتها تندفع نحوها تضمها بلهفه وقلق لتصرخ ورد بغضب وجنون وهي ترفع يديها أمام وجهه فريال تشير بهما كم تود النهوض وتحطيم عظامها من شدة الغضب الذي تكنه لها بداخلها في هذا الوقت :
- يعني أنا موافقتش اروح عندهم عشان مقلش من نفسي واحافظ على كرامتي بينهم أحسن ما يقولوا عليا أهي الفقيره اللي ما صدقت ارتبطت بإبن العيله الغنيه وجت تجري وراه لحد البيت من غير جواز تقومي أنتي توافقي وكمان تقوليهم إني موافقه وفوق كل ده اتفقتي على جوازي من غير علمي وبلغتبهم بموافقتي بردو يا شيخه حرام عليكي أنا عملتلك إيه عشان تعملي فيا كده ليه تقلي مني ومننا وتعملي كده أنا كان نفسي أفضل في بيتي معززه مكرمه ويجي ياخدني من بيت أهلي زي أي عروسه مرفوع راسي قدام كل الحاره ويشوفوني وأنا طالعه بفستاني من هنا مش أنا اللي أروح لحد عنده وأقعد في بيته كمان بدون رابط شرعي ولا إشهار ولا كرامه لحد ما جنابه يحن عليا ويتجوزني ويشهر جوازنا مش كده، طيب سيبك بقى من كل ده إزاي هكمل معاه واتجوزه وأنا لسه معرفش عنه حاجه هتعامل معاه إزاي هتقبل علاقتنا إزاي فهميني حرام عليكي أنا كنت وافقت على كتب الكتاب عشان اتعرف عليه واقرب منه من غير ما أحس أني بعمل حاجه غلط لكن دلوقتي أنا هعمل إيه قوليلي هعمل إيه لأني مبقتش عارفه ولا فاهمه حاجه أنا تايهه حرفياً ضايعه أنا دلوقتي مفرقش عن بنت قاصر اهلها اجبروها على الجواز السريع من واحد دفع تمنها بس الفرق هنا إني أنا اللي بدفع التمن هنا مش هو سبب بدفعه من طرامتي وحياتي اللي معرفش وخداني على فيييين
صرخت بوجهها بغضب وهي لا تعلم ما عليها فعله كيف يمكنها تقبل هذا الأمر كيف يمكنها الزواج منه بتلك السرعه ودون فترة تعارف مناسبة تخشى فشل العلاقه بينهما ووقتها ستضطر للعوده إلى منزلها بهذا الحي الشعبي ولكن مع لقب مطلقه الكفيل بإحراقها وتدمير حياتها وسط هذا المجتمع الذكوري والذي ينصف الرجل على حساب المرأه ويشترطون بأن الطلاق حدث لأنها فعلت شيئاً مشين أجبر الرجل على لفظها من حياته وعدم الالتفات إلى ما تعينه المرأه من ضغوطات نفسية ومعنوية حتى تحافظ على منزلها ولا تضطر لتحمل وصمة عار ذلك اللقب والابتعاد عن النظرات والكلمات المسيئه لها دون وجه حق أو ذنب، ربتت زينه على ظهرها بحنان وهي تبكي بحرقه معها لتنظر لوالدتها تنبرها بغضب :
- حرام عليكي يا ماما ليه عملتي كده كنتي اسأليها هي عايزه إيه إزاي تتصرفي من دماغك كده مش من حقك تقرري عنها قرار مهم زي ده مبني عليه حياتها كلها ليه تعملي كده ليه
غصت عيني فريال بالدمع وهي تشعر بمدى صعوبة خطأها الجسيم الذي اقترفته بحق ورد فبرغم المناوشات التي تحدث بينها وبين ورد إلا أنها لا تكرهها هي تغضب دائماً وتغار منها لأنها تشبه والدتها الراحله ولكنها تقسم بأنها لا تكن لا ذرة كره واحده بداخل قلبها كانت تحاول دائماً اغضابها والشجار معها لذلك السبب وكأنها تنفس عن غضبها بزواج أبيها من والدتها قبلها وهي التي كانت تهيم به عشقاً انخفضت تجثو أمامها تجلس القرفصاء تمسك بكتفيها بين يديها تهزها برفق وهي تتحدث ببكاء وجديه :
- والله عملت كده عشانك أنتي، مفكرتش في حاجه وقتها غير أني اجوزك وافرح بيكي فكرت أنه لازم مضيعش الفرصه دي من إيدك وايدينا في عيله ولاد أصول ومقام عالي نسب يشرف ويرفع راسنا في الحاره منكرش إني فكرت في نفسي بردو أننا نقب على وش الدنيا واختك يجيلها واحد ابن ناس زي كريم وأهله بس والله إني عملت كده عشانك أنتي
رفعت رأسها تنظر إليها بغضب مكتوم لتدفع يدها مما أدى إلى اختلال توازنها وسقوطها على الأرض لتهرع زينه لتمسك. بها تساندها رغم غضبها المشتعل بداخلها مما فعلته بشقيقتها ولكنها بالنهاية تكون والدتها الحنون التي تعشقها، نهضت ورد تقف امامهما تشير نحوها قائله بغضب حارق وسخرية :
- عشاني؟! لا بجد والله عشاني أنا انتي لو فكرتي فيا فعلاً مكنتيش عملتي كده كنتي هتحسي بيا وتعرفي إني عمري ما كنت هوافق على اللي بتقوليه ده، لكن أنتي انانيه فكرتي في نفسك وبس أنا دلوقتي بس فهمت الحوار كله، عارفه انتي عملتي كده ليه عارفه ولا أقولك أنا...
تابعت بغضب وصراخ عندما نظرت إليها فريال بتوتر وزينه بعدم فهم وكأنها بتوترها هذا تؤكد لها صحة شكوكها بها :
- أنتي عملتي كل ده مش عشان تفرحي بيا وتستريني في بيت جوزي زي ما بتقولي لا أنتي عملتي كل ده عشان تخلصي مني وتقدري تستولي على البيت كله وتاخديه لنفسك قولتي في عقل بالك أما اجوزها لكريم بسىعه واهو راجل غني وهي لما تتجوزه مش هتحتاج لحاجه وبالنسبالها البيت ده هيكون ملهوش لازمه وأنك لو قولتلي اكتبه ليكي مش هرفض بس ده بعدك ومهما طال بيا الوقت ومهما كان جوزي غني مش هسيبلك بيتي ده آخر حاجه من ريحة أمي من ريحة ناهد اللي مبتطيقيش حتى سيرتها أنا عمري ما هسمحلها تاخدي بيت أمي مني أنتي فاهمه
نظرت إليها فريال بغضب وقد اشعلت غضبها بظنها هذا فهي كانت بالفعل دائمة الطمع بملكية المنزل وتريده لنفسها ولكنها بذلك الوقت كانت تظن بأن ورد ستتزوج بإحدى شباب الحاره وهي تعلم نسوة هذا الحي وشبابها وفكرت بأنه من الممكن أن يجبرها زوجها أو والدته فيما بعد ببيعه أو تسجيل ملكيته بإسم أحداً منهما وحينها ستطرد هي وصغيرتها من المنزل الذي يأويهما ولا يملكان غيره وسيصفى بهما الحال على رصيف إحدى الشوارع أنسابت دموعها بحرقه وهي تشعر بقهر الظلم :
- أنا عمري ما طمعت في البيت عمري ما فكرت إني اخده منك غير عشان كنت فاكره انك هتتجوزي حد من هنا ووقتها هيضحك عليكي بكلمتين ويبيعك البيت أو ياخده منك ويرمينا أنا واختك في الشارع لكن دلوقتي البيت مش في بالي أساساً قد ما بفكر دلوقتي فيكي وفي أختك وحالكم وسعادتكم وستركم في بيت اجوازكم والاه وحياة بنتي ورحمة ابوكي أنا دلوقتي مش بفكر غير فيكم أنتوا وبس
غصت في بكاء مرير وهي تهمهم وتقسم بأنها صادقه وغير طامعه بالمنزل مما جعل ورد تتراجع في ظنها فهي تعلم زوجة أبيها ذات قلب قوي وجامد إذا كانت تريد المنزل لن تسلك طريق الادعاء واصطناع الظلم ستقول وتبوح بكل ما يعتريها وتطلب منها ملكية المنزل لها ولكن الآن تبكي وبكائها حقيقي لا تصطنعه، اقتربت منها بخجل تربت على كتفها بهدوء فرفعت فريال وجهها تنظر إليها بقلق ولكنها اندفعت تحضنها برفق عندما ابتسمت لها ورد بينما انضمت إليهما زينه تبتسم بسعاده وهي تندفع بينهما بحنق تطلب ضمها أيضاً لتضحك ورد وتضمها مقبلة رأسها بحنان وهي تعود للتفكير في الأمر من جديد رغم قلقها ورفضها للوضع إلا أنها قررت الموافقة على ما قررته عنها زوجة أبيها، فكرت بأنه من المؤكد أن الله هو من يدبر أمرها وهو من أراد لءلك أن يحدث ومن المؤكد أيضاً أن هذا خيراً لها فرفعت رأسها إلى الأعلى ودعت الله بأن يجعل اها الخير فيما هي مقدمة عليه
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رضوى أشرف لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية