رواية جديدة حمقاء ولكن لإيمي عبده - الفصل 11
قراءة رواية حمقاء ولكن كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حمقاء ولكن
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الحادي عشر
بعد أن فقدت فرح وعيها واراد حازم استغلال ذلك فانتوى حملها إلى الداخل فاجئه صوت طرق حاد السريع على باب الشقه أجفلته المفاجئه وافسدت مسعاه فترك فرح حيث هى وفكر سريعاً ماذا سوف يقول لعمه وزو*جته فيبدو انهما كانا على الدرج حين صرخت فرح ولم يمهلاه الوقت للتفكير كثيراً فقد فتح السيد رشدي الباب بمفتاحه حين لم يجيبه أحد فاسرع يمثل بأنه كان يهم بفتح الباب ورسم الأسى على وجهه بصورة جعلت الس*يد رشدي وزوجته يقلقان ومن ثم لاحظا جس*دين على الأرض فهرولا ليتفقداهما بخوف
رفع الس*يد رشدي راسه ينظر إلى حازم ينظر إليه بإتهام فبدى الإرتباك عليه مما زاد من شكوك السيد رشدي تجاهه لكن حازم هتف سريعاً
- متبصليش كده انا لسه واصل ولقيتهم سوا ف وضع مخجل ساعتها اتخانقت مع فهد لأن دي اساءه ليك إحنا ضيوفك برضو فتتطاول عليا واتحانقنا وضربته والظاهر انه كان شارب حاجه وقع بسرعه وهى حاولت تدافع عنه وجت تضربني دافعت عن نفسي وضربتها فاغمى عليها
تبادل الس*يد رشدي وزو*جته النظرات ثم قال: هنشوف الموضوع ده بعدين المهم دلوقتي يفوقوا روحي يا منال هاتي ازازة كولونيا من جوه
لم يصدق الس*يد رشدي وزو*جته اتهامات حازم الذي هرب من نظراته وبحث عما يربط به رأسه المصاب ولكن لسوء حظ فرح فقد وصلت زميلاتها قبل أن تحضر منال العطر وكان الباب لازال مفتوحاً فقد نسياه لقلقهما بسبب رؤية فهد وفرح هكذا وبكل اسف تلك الفتيات كلهن معجبات بحازم ومن بينهن زميلة تغار من فرح وتحقد عليها كثيراً وكانت ترى اهتمام حازم بفرح اكثر منهن مما زاد من غيرتها تجاه فرح وهذا ما جعلها تصدقه بل وتبث سمها فى أذن زميلاتها وقد غادرن جميعا حين هتف بهن الس*يد رشدي بحدة ينهرهن لما يعتقدنه برفيقتهن المهذبه
ورغم انهن بدأن يتشككن في إدعاءات حازم خاصة وان فرح وفهد رغم كل تلك الجلبة لم يستيقظا كما ان الس*يد رشدي وزو*جته شخصين يكنان لهما الاحترام ولن يدافعان عن فعلة كتلك لكن تلك الحقود لم تقتنع وبدأت تخبرهن انه حتما يدافعان عن فرح وفهد فقط لأن الامر تم بمنزلهما ولأن فهد قربيهما رغم هذا لم تسايرها اى منهن
ولم تكتفي بهذا بل اسرعت إلى منزل فرح تتصنع الخجل والحزن وهي تخبر مها بكل ما قيل مؤكدة لها ان فرح سيئة السلوك وانها لطالما نصحتها بألا تنجرف خلف اهواءها ورغم انها راتها بمواقف كثيرة مع فهد هذا توحي بانهما متقاربان بشده لكنها لم تتخيل ان الامر يصل الى هذا الحد
كانت مها تستمع اليها وتبدو جامده حيث انها اومات لها بهدوء بعد ان انهت حديثها واغلقت الباب وكأنها لم تسمعها مما جعل تلك الحقود تكاد تجن غيظا ما هذا الا تبالي امها؟! لن تضربها؟!
حسنا لن تترك تلك الفرصه فعادت مسرعه الى منزلها تخبر والدتها بما حدث وبدلا من ان تطاوع والدتها اهوائها وتفشي الخبر امرتها بالا تذهب الى هذا المدرس ثانية والا تخطو شارعه وقيدت حركتها خوفا من ان تفعل ما فعلته فرح وقد كان هذا أسوأ ما حدث لها لأنها بدون درس السي*د رشدي فهي لن تنجح ولو رسبت سوف يقتلها والديها كما انها لن ترى حازم مجددا وهو الذي كانت تأمل انه بعد ما حدث سوف ينسى امر فرح ويتقرب اليها ويخطب ودها وتتزوجه وتسافر الى الخارج معه لتكيد كل رفيقاتها لم تتبخر أحلامها فقط بل اصبحت حبيسة المنزل ممنوعة من اغلب الاشياء حتى كادت تموت قهرا فاخبرت والدتها الحقيقة بان حازم هذا فتى لعوب لم يترك فتاة لم ينظر لها بمكر لكن فرح كانت تصده ولهذا قد يكون قد لفق الامر لفرح فحين وصلت مع زميلاتها كان فهد بثياب منزله مهندم وفرح بثيابها العادية التى تأتي بها حتى طرحتها كانت لا تزال على رأسها وبدى على وجه فهد انه مريض بالفعل كما ان حازم كان يربط راسه المصاب واغلب الظن انه من حاول التعدي على فرح وتدخل فهد ولكن يبدو مريضا فلهذا تغلب عليه حازم وهذا ما قاله الس*يد رشدي وزو*جته وهما لن يرضيا بالسوء في منزلهما حينها صفعتها والدتها لانها كانت تعلم بغيرتها من فرح ودوما ما حذرتها من هذا التفكير كما انها تعلم اخلاق السي*د رشدي وزو*جته ولم تصدقها بجانب انها رأت ذاك الحازم وعلمت انه فتى سىء بخلاف اخاه تماما ولكنها عاقبتها بشده لتعرف الحقيقه ولتكف عن اذى غيرها فقط لغيرتها منها ولم تشيع الخبر كما فعلت كل فتاة حضرت الموقف لأنهن جميعا يعلمن خلق فرح ولان مها يحبها كل جيرانها ولكن ماذا حدث لمها نفسها بعد تلقي خبر كهذا؟ ذلك ما لم تعلمه تلك الفتاة ولكن والدتها علمت به لذا قررت إعادة تربيتها من جديد
❈-❈-❈
منذ تلك اللحظة وقد قرعت طبول الحزن بمنزل رأفت وأسرته فقد هاتفت مها زو*جها تطلب مجيئه فسألها بقلق
- حد من العيال جراله حاجه
- تعالى يا رافت وخلاص
- هو ايه اللى تعالى وخلاص مش افهم يا بنت الناس ايه اللى جرى
- اللى جرى لا يتحكي ولا ينقرا تعالى
- استر يارب
استاذن للمضي باكراً فسأله رئيسه بسخرية لم ينتبه لها: خير
- ولا اعرف بس عاوزني ضروري ف البيت ربنا يفوتها بخير
- يارب يا سيدي بس متبقاش عاده ولا عشان ناسبت صاحب الشغل
بدأ ينتبه لخبث كلماتها فإعترض بانزعاج: ايه الكلام ده من امتى بعمل كده ثم مال نسبي مع فارس بيه بالشغل مانا بعمل شغلي بالمظبوط ولا هيفتش
- خلاص يا سي*دي هتعملنا حكايه روح
❈-❈-❈
حين عاد إلى المنزل وجد الصمت ووجهي ابنيه الصامتين على غير العادة لا يبشر بالخير فسألهما بخوف
- انكم فين
اجابه الكبير بهدوء: مستنياك جوه
- هو ايه اللى جرى واختكم فين
صدع صوت مها من الداخل: تعالى يا رأفت
بدت غريبة بصوت بارد هادئه الى حد قاتل فاقترب يسألها بخوف فقصت له كل ما حدث
❈-❈-❈
كانت نور تعمل على الحاسب الآلي وتدندن: عالزراعيه ياما نفسي اقابل حبيبي اجبله شبشب وفردة جزمه اديله بيهم وازقوله ف الترعه
لم تنتبه ان فارس خرج من مكتبه ووقف مذهولا ينصت لما تتغنى به حتى استدارت حين سمعت ضحك مكتوم فنظرت اليه فارغة فاهها ببلاهه هذا الرجل يأسر قلبها كلما ضحك
اقترب منها محاولا ان يبدو جديا ولكنها تبدو مضحكه فلم يستطيع تصنع الجديه بسببها
- وياترى عاوزه تضربيني بالشبشب والجزمه و تزقوليني ف الترعه ليه
أشارت إلى نفسها بصدمه: أنا ما عشت ولا كنت
مال نحوها قليلاً: ليه هو مش انتي كنتي بتغنيلي
- لأ
تلاشت بسمته بلحظة واحده: احم اومال لمين
- لابن اختي طبعا
للحظة صدمه جوابها لكنه أسعده بالأخرى لقد ظننا تعشق آخر فإبتسم مجدداً: طب وليه عاوزه تضربيه
- لأ دا انا عادي بدندن بس ان جيت للحق اوقات ببقى عاوزه اولع فيه الواد شقي اوى بس ابن الايه دمه شربات مبيهونش عالواحد دايما مغلي نفسه بخفة دمه وحنيته
تهدج صوته وجثى بجوار كرسيها بعد ان اداره نحوه فتجمدت بكرسيها وهو يهمس اليها: وانا يا نور
- انت ايه
- انا فين ف قلبك
- انت قلبي كله
تجمد الزمان بينهما للحظة فقد أجبرتها عيناه ونبرة صوته الحانيه وهذا التقارب المفاجيء ان تقول الحقيقة الخالصه في حين كان فارس يحاول أن يهدأ لا يصدق ما سمعته أذنيه فقد كان صوت قلبه أعلى من طبول الحرب يصم أذنيه عن الواقع وكل ما يريده هو أخذها بين ذراعيه ومعان*قتها بشوق لكن هاتفه الذي أصدر رنيناً مزعجاً ما أفاقه وجعله ينهض ليرى من المتصل وبكل أسف لم يستطع تجاهله فوالدته المتصلة تطلب منه ان يدعو نور للعشاء معه اليوم فنظر الى نور التي اصبح وجهها يتورد باللون الأحمر حتى كاد يحترق خجلاً وتنهد ببسمه مشرقه جعلت عيناه تبدوان أجمل وقلب تلك البريئة يضطرب بقوه فمال إليها يسألها بمرح
- تسمحيلي اعزمك عالعشا الليله دي
أومأت بلا إراده فإتسعت إبتسامته: ماما عزمانا سوا الليله موافقه برضو
ذهبت تلك الغيمة الوردية بلحظه نعم والدته لقد نسيت موقعها للحظه فهو لم يدعوها للخروج منذ تلك المرة التي كادت تقتل كلاهما حرقاً إلا إذا طلبت والدته وهذا يعيدها الى الارض بصاروخ بدلا من الطيران بين الغيمات فتتذكر من تكون مجرد ممثله تنفذ فكرته لأداء دورها كما يجب وبدى على وجهها تغير واضح وهى تكافح ان تخفيه وتوافقه بحماس زائف فسألها باللين
- مالك يانور لو مش عاوزه بلاش لو ماما المشكله..
قاطعته سريعاً: لأ أبدا دا انا حتى بحبها أوي
- اومال في ايه
- مفيش
- ثقي فيا واحكيلي، اعتبريه اختبار، نتيجته هتعرفك ان كنت اد الثقه اللي بطلبها منك ولا لأ
حاولت ان تتفوه بما يؤلمها لكن لسانها الذي لا يكف عن الثرثرة فجاءة كأن أحدهم ربطه بسلسلة حديدية واضاع مفتاح قفله بمكان ما لذا فقط أنكست رأسها بحزن جعله يعتدل بوقفته وتحدث ببرود أجفلها
- اللي تشوفيه يا نور، ياريت تخلصي شغلك علطول عشان هنروح سوا ولا غيرتي رأيك
حركت رأسها نافيه فأومأ بعبوس وعاد إلى مكتبه تاركاً إياها تجاهد ألا تبكي
❈-❈-❈
لقد كان رأفت يعاني من إرهاق العمل وضغوطات الحياة منذ وقت ليس بقصير فرئيسه المزعج يزيد على كاهله أعباء عمل أكثر مما هو مفروض عليه ولا يستطيع الشكوى حتى فرئيسه صديق لإبن خالة فارس من جهه ولا يريد أن يتسبب نسبه مع فارس بإثارة شائعات حوله بأنه يستغل هذا النسب من جهة أخرى خاصه وان نور لم تبدي اى اهتمام او تغير بالنسبة إلى فارس وهذا يعني انه قد تنتهي تلك الخطبة دون زو*اج
ما يحمله على عاتقه كثير وقلبه أصبح يؤلمه إرهاقاً وألماً ورغم هذا لازال يجاهد ان يظل واقفاً على قدميه من أجل أسرته التي قد تضيع بدونه والآن تخبره زوجته أن أغلى من لديه قد ضاعت بالفعل
لم يحتمل الخبر فأمسك بكتفيه بقوه يسألها بذهول: كدب قولي ان ده كله كدب بنتي أنا فرحة عمري ضاعت فرحتي اللي اللي...
تركها ووضع كفيه على صد*ره يأن بألم يصرخ بيأس ممزوج بالألم وخر ساقطعاً على الأرض وصراخ مها يحطم الجدران منادية بإسمه دون جدوى وصغيريها يبكيان في الوقت الذي وصلت فرح أسفل المنزل برفقة الس*يد رشدي وما ان سمعت صرخات والدتها بإسم أباها حتى ركضت مهرولة إلى الأعلى بقلب يخفق خوفاً وتبعها السي*د رشدي الذي وصل بعدها بدقيقة لينقذها من بين براثن مها التي كادت تقتلها منذ رأتها وأخبرتها إذا مات أباها فهي ستكون قاتلته واخويها يحتضنان بعضهما ويبكيان ولم تسمع لكلمات السي*د رشدي الذي فطن لما حدث واخبرها أن إبنتها بريئة ولكي يلهي مها عن هذا فقد إجتمع الجيران ولم يرد أن تنتشر الأقاويل الكاذبه عن فرح فتضر بسمعتها أنبه مها لحالة رأفت وهاتف الإسعاف فإلتهت به وهاتف الس*يد رشدي زو*جته لتأتي وتمكث مع الصغيرين وفرح بينما غادر هو إلى المشفى ليظل مع مها لعلها تحتاجه
❈-❈-❈
في حين ظلت نور صامته تشعر بالضيق فقد كان العشاء يضم بعض أقارب فارس ولم تتركها سوزان وشأنها ولم تكف عن التبجح بعلاقة ما كانت بينها وبين فارس وان نور من اختطفته بمكرها او لعلها اختلقت قصة ما او اغوته بطريقة قذره ورغم محاولاتها ان تثير غضب نور فتتشاجر معها وتظهرها بأسوأ مظهر أمام الجميع إلا ان نور تمالكت نفسها جيداً خاصة وانها تظن أنه وضع مؤقت ويوما ما سوف يصبح فارس حراً منها لأجل تلك السوزان ولكن دقائق و جدت هاتفها يرن أو لنقل الهاتف الذي أتى به فارس لها لكي تناسب مكانتها الكاذبه ووافقت على إعتبار أنها سوف تعيده له ذات يوم لذا لم تتعلق به أو تضع أي شيء خاص بها عليه ولاحظ فارس ذلك وإنزعج منها لظنه أنها لم تتأثر بأي مما يقدمه لها من مشاعر صادقه
أجابت بهدوء حتى لا ينتبه إليها أحد وكانت المتصلة فرح فتسللت نحو الشرفة لتتحدث معها بحريه وهناك تفاجأت بصوتها الباكي وكلماتها التائهة بين شهقاتها حيث أخبرتها ما حدث ونور تنصت إليها بجمود حتى أنهت كلماتها فاخبرتها انها قادمه حالا وحين خرجت من الشرفه شارده تفكر برأفت الأب الذى لم تعلم سواه وقد اعتبره فارس أخا وصديقا وليس مجرد موظف لديه رأفت الذي لطالما نال إحترام الجميع ومحبتهم نظرت حولها فوجدت سوزان وصديقاتها يقفن أمامها إنهن فتيات تافهات لا يهتممن بمن حولهن
نظرت نور بوجههن الملطخه بالزينه التى جعلتهن كأنهن نسخه مكرره من نفس الشخص حينها إنتبهت لسوزان وهيا تسألها بتكبر واضح ممتزج بالسخريه
- عارفه البرندات يا.....
توقفت عن الكلام تتظاهر بأنها لا تذكر إسمها فتابعت نور عنها بهدوء
- عارفه الكفن؟ معمول من القطن الأبيض طويل التيله، كلنا هنلبسه مش هتفرق ساعتها بقى ان كنتى عايشه تلبسى برندات ولا تلبسى خيش هتفرق عملتى خير لأخرتك ولا لأ والخير أكيد مش معناه الجرى ف النوادى واللبس العر*يان والملزق والاسم حريه، الا قوليلى ايه الممتع تبقى ماشيه الاسم لابسه هدوم وكل حاجه ف جس*مك متفصله زى ماتكونى عريانه خليتى ايه للى هيتجوزك مادام كله مباح للكل وبعدين التنطيط عالخلق مش اخلاق دى عقد نقص يا تعالجيها يا هتشيليها بذنوبها لأخرتك الضلمه اللى مش هتلاقى اللى ينورها أبدا، هتنور ازاى ومحدش بيدعيلك بالرحمه، ويدعولك ليه هو انتى كنتى عملتى طيب أبدا وأهلك هينسوكى أوام هيتلهوا ف نودايهم واصحابهم ولو افتكروكى مش هيترحموا عليكى اصلهم مش واخدين عالدعوه بالرحمه
لقد أرادت سوزان السخريه منها لكنها إختارت توقيت خاطئ وقد ظنتها ستجهل ما تقول أو ستثور وتعنفها بصوت عالٍ ينم عن سوء بيئتها التى تربت بها لقد توقعت كل شئ قد يحرج نور لكنها لم تتوقع نظراتها اللامباليه وهدوئها الغريب وجوابها الذى أجفلها وأجفل صديقاتها
يتبع