رواية جديدة ابنة القمر لفاطمة الألفي - الفصل 20
قراءة رواية ابنة القمر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ابنة القمر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل العشرون
عودة إلى شركة "أمان"
هتف بعدم تصديق:
-مروان يُحب وتين ابنتي، لم اصدق يا أخي
-هذا يعني أن ابني غير لائق
هز رأسه نافيا وقال:
-جننت يا رجل، مروان ليس ابنك وحدك هو ابني أيضا
ثم لاحت ابتسامته وقال :
-ستصدقني عندما أخبرك بأنني لن أتمنى لابنتي شابا غيره، دعني اولا أتحدث معه بامر عدم ثقتة بنفسه ولن تخبره بالحديث الذي دار بيننا الآن
سأذهب إلى عمله والتقي به لا تقلق بشأنه
أبتسم نادر بحب وقال:
-اشكرك أمان
-لا عليك يا سيد نادر نحن عائلة ويبدو بأنك نسيت وستظل تشكرني من حين لآخر
ضحك بصخب ونهض من مكانه يعانقه وهو يشدد على ظ.هره بحبور
هتف أمان مازحاً:
ستجعلني أفقد وعي بسبب ذلك العناق القاتل
مازحاً نادر قائلا:
-ساصنع لك معروف وسأجعل روحك تصعد بسلام إلى حيث نصفك الآخر
تنهد أمان بحزن عميق يكاد أن يشق ص.دره ثم همس قائلا:
-يا ليتني أُدفن جوارها الآن، الروح مشتاقة لتلك اللحظة
ربت على كتفه برفق وقال بأسي:
-اطال الله بعمرك وزو جت وتينك الآخر، إذا رحل عنك وتين مازال الآخر باقي وبحاجتك لا تفكر بالموت، سلمك الله من كل شر.
❈-❈-❈
صفت سيارتها بالحديقة ودلفت لداخل لتجد مريم أمامها تهتف بتسأل:
-هل عدتي وتين؟
ابتسمت بخفة ثم قالت بمزاح:
-لا لم أعد يا مريم حتى الآن، تركت ج.سدي بالمصنع وروحي هي التي تحلق حولك الآن
ضحكت مريم وقالت :
-يا لذكائي يا فتاتي الجميلة، ثم اقتربت منها وحاوطتها من ذراعها وهي تسير جانبها قائلة بصوت خافت:
-لا تخبري رحيل عن ذكائي المحدود ثم ضحكت وقالت:
-الا تخترعي لي ذكاء اصطناعي قبل أن يسأم مني زوجي الحنون
نظرت لها بتمعن ثم قالت ضاحكة:
-سابحث في الأمر لا تقلقي
هتف مريم بجدية:
-هل أنتِ بخير؟ لماذا عدتي مبكراً على غير عادتك
تلفتت يمنة ويسرة ثم قالت بصوت هامس:
-مريم أنتِ مازلتي صغيرة لكي أخبركِ حقيقة الأمر
ثم ابتعدت عنها وسارت بخطوات واسعة تصعد الدرج إلى حيث غرفتها وتركت مريم تحدق في الفراغ بعدم فهم.
أغلقت الغرفة خلفها وتنفست الصعداء ثم ألقت بج.سدها اعلي الفراش واغمضت عينيها لتفتحها فجأة علي صوت رنين هاتفها
فتحت حقيبتها واخرجت الهاتف الذي لن يكف عن الرنين لتجد المتصل صديقها زياد.
ليس لديها رغبة بالحديث معه ولكن شعرت بتسارع في نبضات قلبها كلما عاد رنين الهاتف ، وضعت كفها أعلى قلبها وهتفت بدهشة:
-لماذا تنبض بهذة القوة والسرعة أهدئ وعد إلى صوابك
اتتها صوت تنبيه لرسالة، فتحتها لتجحظ عيناها بصدمه بعدما قرأت محتواها "أعتذر عن ما بدر مني من مشاعر خاصة، عندما التقيت بكِ لم استطع الصمود، كنت أريد أن أضمك بعناق حار لتعلمين مدا أشتياقي ولكن حاولت على قدر الإمكان بأن اتحكم بمشاعري يا عَالمتي الجميلة"
ظلت تقرأها مراراً وتكراراً وتحاول فهم كلماته وكأن عقلها عجز عن فهم تلك المشاعر التي يتحدث عنها.
❈-❈-❈
في ذلك الوقت قرر أمان الذهاب إلى مروان بعمله والتحدث معه وقرر أن يخفي على الحديث الذي دار بينه وبين والده.
واتته فكرة لكي يحاول فض الحاجز الذي بينه وبين طفلته التي لم يصدق حتي الآن بأنها كبرت لهذا الحد لكي يأتون الخطاب لطلبها لزو اج، حقا هي أمنيتة الوحيدة التي يعيش على أمل تحقيقها ولكن لا يعلم بأن تلك الخطوة ابنته مقبلة بالفعل عليها، روادته مشاعر الغيرة ،فهو لم يتحمل فكرة ارتباطها بشخص آخر وأبعادها عن أحضانه، ثم نفض تلك الأفكار العالقة بذهنة وتنهد بعمق عندما صفا سيارته أمام صرح الشركة الذي يعمل بها مروان كمهندس.
سار بحطواتة المعتادة ودلف لداخل الشركة متسألا عن مكتبه وعندما علم به توجها إلى حيث يوجد.
وقف علي أعتاب الباب المفتوح الذي يطل على مكاتب المهندسين بداخل الغرفة، جال بعينيه المكان ووقعت انظاره على وجود مروان يقف أمام اللوح الخشبي ويخط بانامله بعض الخطواط المعمارية داخل التصميم الذي أمامه ولم يوجد بالمكتب غيره.
هتف أمان من خلفه بصوته الرخيم:
-سلمت يداك يا بني
دار وجهه متطلعا لصاحب الصوت الذي يعلم نبرته جيدًا
لاحت ابتسامته وهو يمد ي.ده يصافحه ويرحب به:
-عمي تفضل استريح
سحب له مقعد وجلس أمان قائلا بتسأل:
-كيف حالك مروان
-بخير الحمد لله، ثم أردف قائلا:
-ساجلب لك قهوتك الصباحية
أومأ له بخفه وقال:
-حسنًا نتناولها معًا
سار مروان إلى حيث ماكينة القهوة المرفقة بغرفة المكتب وضغط زر التشغيل ووضع الفنجان أسفل فوهة الماكينة الخاصة بصناعة القهوة وبعد لحظات وضع الفنجان أعلى الطاولة القريبة من أمان ثم عاد يجلب الفنجان خاصته والتقط الفنجان وأعطاه لامان:
-تفضل عمي أتمنغي أن يعجبك مذاقها
التقطها بود وارتشف منها القليل ثم عاد ينظر لمروان قائلا:
-سلمت ي.داك مذاقها رائع
جلس مروان بالمقعد المقابل له وشعر بالتوتر بسبب تلك الزياره التي لم يتوقعها
أثناء تناولهم القهوة نظر له أمان وقال:
-أريد أن أخذ برأيك في قطعة أرض سوف اشتريها وستقوم أنت بالتصميم المعماري
هتف بتسأل:
-هل ستكون مقر أخر للشركة ام المصنع؟
-لا اريد بناء فيلا خاصة بوتين
ابتلع ريقه بتوتر وتعرقت جبينه وقال بتردد:
-لماذا
أبتسم أمان بعدما شعر بتوتره وعلم بأنه حقا يخفي مشاعره داخله فأراد إثارة غيرته:
-سيكون منزل الزو جية، سأزو جها في تلك الفيلا، أريدك أن تراها وتصمم طرازها لكي تنبهر بها وتين
جفف عرقة بالمحرمة الورقة وظل صامتاً مندهشا لحديث أمان
هتف أمان :ما بك
-لا شئ ثم نهض عن مقعده وقال:
-حسنًا تريد أن نذهب الآن
نهض أمان هو الآخر وقال:
-ولما لا، أنه وقت مناسب بالنسبة لي
سار بجواره بخطوات واسعة وداخله عده تسألات ولكن لم يستطع لسانه التفوه بها، ظل صامتاً إلى أن أستقل بجانب أمان بسيارته.
قاد أمان السيارة متوجهاً إلى مكان الأرض.
❈-❈-❈
أما عن وتين أنتظرت قدوم رحيل فهي تشعر بالتخبط وتريد أن تعلم منه سبب ما هي فيه الآن.
جلست علي الأرجوحة بحديقة الفيلا تنتظره ريثما يعود من عمله
أغمضت عيناها واسترخت بج.سدها داخل الأرجوحة إلى أن غلبها النعاس
فتحت عيناها بفزع عندما اهتزت الأرجوحة بقوة واستمعت لصوت ضحكاته ثم قال:
-فتاتي الجميلة تجلس هنا وماذا عن تجاربك الفلكيه
اعتدلت ونظرت له قائلة بجدية:
-أشعر بالتخبط رحيل
جلس عمها بجوارها وهز الأرجوحة برفق ثم نظر لها بقلق:
-وما الذي يجعلك تتخبطين وأنا جوارك يا فتاة
-لذلك انتظرتك هنا، أريد أن اتحدث معك بامر خاص لا أريد ثرثرة مريم
حاوط عنقها برفق وجذبها لصدره ثم قال بمرح؛
-وأنا أيضا سأمت منها ههه دعكِ من مريم وأخبريني ما الأمر
سحبت شهيقا قوياً ثم زفرته بهدوء وقالت:
-ساقص عليك ما حدث ولكن لا تقاطعني
هز رأسه بالايجاب، استرسلت هي حديثها وسردت عليه الموقف الذي حدث معها داخل مصنع الأدوية، ونظرات رحيل تتسع بصدمة وتتبدل ملامح وجهه لغضب وعندما انتهت من حديثها صرخ بحده:
-سوف أشرب من دماء ذلك المتحرش
اتسعت مقلتيها بدهشة ثم اتتها نوبة ضحك عندما قال تلك الكلمة ورددتها بذهول: متحرش.؟!
-أجل تلك أفعال المُتحرشين وليس الأطباء، هل هذا الاحمق صديقك بالفعل ودرس الصيدلة معكِ
هزت رأسها بالايجاب وقالت مؤكدة:
- وسافر المانيا ليكمل دراسته يريد أن يأخذ الجنسية ويصبح عالم هناك
-لعنت الله عليه
عادت تضحك ثانيًا وبعد أن استردت أنفاسها وكزته برفق من كتفه وقالت بمشاكسة:
- إذا أنت متحرش كبير
نظر لها بعدم فهم ، عادت تردف قائله:
- أنسيت قصة الحب التي نشبت بينك وبين مريم، أنت أخبرتني بأنك كنت تتودد لها دائما وتستغل الفرص للقرب منها داخل الجامعة ولا تترك مناسبة خاصة إلا وكنت جوارها كما أيضا انتقيت الهدايا والورود والشيكولاتة وكنت تُ.قبل كفيها واعلنت حبك حينها
لوي ثغره بمزاح وقال:
-يا ليتني لم أعلن، من يومها ذاك وانا بحرب ههه مازالت تريد أن اغدقها بمشاعر العزوبية، كيف ذلك وانا حصلت عليها ههه وأصبحت زوجتي ولا مفر ولا مهرب منها إلا إليها
-دعنا نتحدث بجدية رحيل، هل زياد مُعجب أم مُتحرش كما تقول؟
نظر لها بجدية وقال:
- أريد معرفة مشاعرك أولًا
-أخبرتك سابق بأنني أشعر بالتخبط بذلك التصرف
-قصِ لي الشعور الذي احتاجك عندما رأيتة، هل غمرتكي السعادة برؤيته وعندما قَ.بل عُ.نقك أخبريني عن أحس.اسك وقتها
-لم أنكر بأنني حقا سعدت برؤيته وأنه أتَ ليبارك نجاحي ولمعت عيناي بفرحة هديته ليس لأنها غالية الثمن ولكن لأنه تذكرني وقدم لي هدية لاول مرة، أما عن القُ.بلة فزلزلت كياني من الداخل، تفاجئت بها ولم أبدي اعتراض ولكن شعرت داخلي بوجود شئ خطأ ولذلك تخبطت مشاعري ورفضت عرض الغداء وتركته يذهب
ظل يتطلع إليها برة ثم لاحت ابتسامته وصرخ بعدم تصديق قائلا:
-وتين عاشقة لم أُصدق
هزت رأسها نافية وقالت:
-لا ليس عشق مشاعر مبعثرة
-وهذة المشاعر أول طريق الحب والعشق والهيام يا صغيرتي.
❈-❈-❈
وصلا أمان برفقة مروان إلى حيث المكان المخصص لقطعة الأرض الذي ملكها ويريد البناء عليها.
ترجلا أمان من سيارته ولحق به مروان سار سويا بخطوات متبطئة ثم نظر أمان لمروان وهو يشير إليه على مرمى البصر
-ما رأيك مروان بقطعة الأرض وموقعها؟
أبتسم له مروان وقال بصدق:
-موقع رائع يا عمي، كم أن مساحتها كبيرة
-حسنًا يا بني، أعمل على تصميمها من الآن، أريد أن تكون مفاجأة سارة من أجل وتين؛ وسوف تضع خطوطتها العريضة على تصميمك المميز، أريدها أن تشاركك التصميم
عاد يضبط عويناته الطبيبة على عيناه وقال بابتسامة طفيفة:
-هذا يسعدني يا عمي
ربت أمان على كتفه وهم قائلا بجدية:
-تعلم مروان، أنت تذكرني بشبابي عندما كنت بعمرك
هتف مروان بدهشة:
-حقا عمي؟
-أجل يا بني، كنت معزولًا عن الجميع، متقوقع على نفسي داخل غرفتي، كنت بج.سد ضئيل والجميع يسخر مني، ولكن مد والدي ي.ده لي وجعلني واثقًا من نفسي ووضعني على الطريق الصحيح وهو ممارسة الرياضة وتراجعت عندما توفاه الله ولكن عاد الامل داخلي من جديد عندما ظ.هر بحياتي عمي خالد وجعلني أكمل في طريقي ، أشعر بك يا بني ولذلك أردت أن أخبرك بما مررت به بالماضي وكيف وصلت إلى مسيرتي هذا، تعثرت كثيرا بمشوار حياتي ولكن كنت أعود وأقف ثانياً وأكمل طريقي دون مساعدة من أحد، كانت لدي عزيمة على الوصول لهدفي مهما مر عليَّ من صعاب، أشعر بأنك مهزوزًا من الداخل ولذلك أريد أن أخبرك بضرورة الذهاب إلى طبيب نفسي لكي يساعدك على وجود ذاتك، لم اقول لك ذلك وحسب، فقد مررت بالسابق بتجربة قاسية وذهبت بالفعل لطبيب نفسي ساعدني على تخطي أذماتي وهذا ليس عيبًا، ولا يقلل من شأنك يا بني، هذا مجرد دعم نفسي وحافز قوي على تخطي كل الصعاب التي نواجهها بحياتنا اليومية
نظر له مروان بتردد ، تطلع له أمان وشعر به وعاد يشدد على كتفه بقوة تلك المرة وقال بصوت حاني:
-لا تتردد يا بني، التردد يجعلك تتراجع للخلف ثق بكلامي
أؤمى له بخفة وقال:
-حسنًا عمي سابحث عن طبيب ماهر لكي أبد معه جلسات الدعم النفسي
أبتسم له بحب وقال:
-هيا لنذهب فقد تأخر الوقت
❈-❈-❈
صعدت وتين إلى غرفتها شاردة بحديثها مع عمها ولا تعلم هذا هو الحب حقًا أم أنه مجرد أعحاب بشخص زياد
زفرت بضيق وحاولت تنفيض الأفكار العالقة بذهنها ولكن صدح رنين هاتفها معلن عن أتصالا من زياد
شهقت بصدمة عندما كانت شاردة به أتاها اتصالا منه، هل هذا يعني أنه يفكر بها أيضا في نفس الوقت، هل لديهم توارد أفكار أم أنها مجرد صدفة
عاد الرنين ثانيا يصدح بأركان الغرفة، قررت أن تجيبه بجدية:
رددت قائلة برزانة:
-مرحبا زياد
على الجانب الآخر أخفى زياد ضحكته وحدثها بنبرة متلهفة لسماع صوتها:
- وتين اريد ان التقي بكِ الآن ولن أقبل الأعذار، أرجوكِ وتين أعطيني فرصة للحديث معكِ
لا تعلم لماذا شعرت بهرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة يتخلل داخل أوردتها ويحفزها على الوقوع بالحب
عند الوقوع في الحب يقوم الدماغ بإفراز هرمونات معبرة عن اللحظة السعيدة حيث يحمر الوجه، وتعرق الي.دين، ويخفق القلب.
أحد أبرز الهرمونات المسؤولة عن تلك التغييرات هو الدوبامين والذي يقوم بتنشيط المستقبلات والإشارات العصبية، فيشعر المحبوب وهو بصحبة حبيبه بنشاط لا يقاوم، وسعادة غامرة.
وهذا ما شعرت به وتين في تلك اللحظه وشعرت بخفقان قلبها يضرب بها بقوة وكأنه يريد الخروج من مكانه
لم تعترض وبالفعل وافقته على مقابلته الآن بإحدى المطاعم، ثم أغلقت الهاتف وركضت بفرحة إلى خزانه الملابس ولاول مرة تقف امام ثيابها حائرة بماذا ترتدي، فهي لم تمتثل لتلك التصرفات الجنونية من قبل، فهي شخصية جادة لم تكترث بتلك الأفعال الطائشة ولم تعترف بوجود الحب الذي يبدل البنى ادم من الأساس، ولكن لا تعلم بماذا حدث لها عندما عاد زياد وظهر بحياتها ثانيًا..
أنتقت ثوب ربيعي من تصميم والدها الحبيب باللون الأبيض وبه ورود ملونه كأزهار الربيع يعطى للثوب بهجة، ذات حمالة رفيعة وعند الخصر وضعت حزام بني يحتضن خصرها، وارتدت أعلاه جاكت جينز قصير ،ثم انتعلت بقدمها حذاء بني اللون
وقفت أمام المرآة تطلع لصورتها المعكوسة داخلها بإعجاب من هيئتها ثم نزعت رابطة شعرها وجعلته ينسدل خلفها بتحرر
ولم تضع أي من مساحيق التجميل لأنها لا تهوي ذلك فهي لا تفضل وضع أي شئ على بشرتها البيضاء، فهي ليس بحاجة لتلك المستحضرات.
ثم غادرت غرفتها بهدوء وهبطت الدرج لتلتقى بوالدها قد عاد من عمله
ركضت إليه تطبع قُب لأنها
تطلع أمان لهيئتها ثم همس بتسأل:
-هل لديك موعد بالخارج؟
-أجل، عاد زياد من ألمانيا واراد أن يلتقي بي الآن
عقد جبينه بضيق ولكن أخفى ما يشعر به من غيرة وقال:
-حسنًا لا تتاخري
-لم أتأخر أماني الحبيب ولكن سوف اتناول طعام الغذاء برفقة زياد، إلى اللقاء ..
غادرت على الفور وظل أمان متسمرًا مكانه يحدق بابنته إلى أن توارت عن أنظاره
انتشله رحيل من شرودة وربت على كتفه وقال بتسأل:
-لماذا تقف مكانك هكذا يا أخي ؟ ماذا حدث؟
نظر له أمان وقال وهو يهم بصعود الدرج :
-لا شئ
-بدل ثيابك سريعًا، شقيقك تتقلص معدته بالجوع، لا تدعني أنتظر أكثر من ذلك
زفر بهدوء وقال:
-اذا كنت جائع تناول طعامك ولا تنتظرني
ثم دلف إلى غرفته وصفع الباب خلفه بقوة ثم جلس على طرف الفراش وحدث نفسه:
- من أين أتى ذلك الشاب؟ أشعر بوجود ريبة من ذاك ال زياد، لم أشعر يومًا بصفاء نيته، ترا لماذا عاد الآن يا تُرا؟
يتبع