رواية جديدة في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 31
قراءة رواية في غياهب القدر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية في غياهب القدر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الحادي والثلاثون
كارثة.
حننتُ إليكَ حتـى ذاب قلبـي
وصار هواكَ في روحي مقيمـا
فرشتُ لكَ النمارقَ من ضلوعي
و كنت لمهجتي ضيفـاً كريمـا
سكبتُ لك القصائد مِسْكَ بَوحي
رعَيْتك في سُفوح القلب رِيمـا
وربي ما نَسِيْتُك طَـرْفَ عيـنٍ
و كنت لخافقـي دومـاً نَديمـا
(منقول)
❈-❈-❈
وما ان طلاقت أعينهما لبضع ثواني فقد كانت مزيج بين الإعجاب من ناحية وليد والاندهاش من اتجاه صَبا والتي ترجمت نظراتها إلى حديث إذ هتفت بتساؤل: دكتور وليد بتعمل إيه هنا وإيه اللي موقفك قدام بيتي أكيد انت سمعت عن خبر جوازي يعني طلبك ما بثاش له لزوم.
أظلمت عينيه من شدة الغضب وهتف بفظاظة كبيرة: ومين قال لك إني موافق على الكلام الفاضي اللي لنت قلتيه ده أنا حببتك قبله فهمة يا صَبا ومش هتنازل عنك بسهولة أبدا.
قاطعته بحدة وهي تتلفت يمينا ويسارا: وأنت مين أصلا عشان تسمح ولا ما تسمحش أو توافق ولا ما توافقش أنا خلاص اتجوزت عمار حب عمري واللي ما عنديش استعداد أفرط فيه أبدا ربنا اداني فرصة استنتها كتير ومش هسمح لك لا أنت ولا غيرك انك تضيع عليا الفرصة دي أنا دلوقتي ست متجوزة وبحب جوزي وانت ربنا يوفقك وتلاقي بنت الحلال اللي تحبك لكن أنا ما عنديش حاجة أديها لك وأظن أنا عمري ما وعدتك بحاجة يا دكتور وليد كنت صريحة وواضحة معاك من الأول ودلوقتي بقى بعد ازنك عشان ما يصحش أصلا وقفتنا دي أنا دلوقتي على ذمة راجل.
ألقت كلماتها دفعة واحدة ومرت من جانبه بسرعة البرق تاركة إياه يشتعل من الغضب والغيظ معا فتلك الصَبا ألقته بطول ذراعها خارج حياتها لكن تلك المرة عليه أن يفكر جيدا فحديثها به شيئا من الصحة وهو قد تعب كثيرا من الانتظار والحب بلا أمل.
❈-❈-❈
قلت ميت مرة أكل من برة البيت لا يا نور.
زمت شفتيها كالأطفال وهتفت بتوسل: أرجوك يا ماما الشاورما دي ما لهاش حل كل زميلاتي اللي كلوا من الفروع بتاعة المحل ده بيشكرو فيها وأنا نفسي أجربها برده غير انهم نضاف جدا والله العظيم .
وضعت كلتا يديها في خصرها وأردفت بسخرية: وانت إيش عرفك ان هما نضاف والله العظيم إيه كنتي بتقفي على ايد الطباخ وهما بيقطعوا اللحمة ولا الفراخ قلت لأ يعني لأ يا نور.
إيه صوتكم جايب آخر الشارع ليه كده؟
تلك الكلمات هدر بها الحاج سعد الذي أتى من غرفة المعيشة على صوتهما المرتفع
كادت السيدة صباح أن تتحدث لكن نور سبقتها وهتفت وهي تسبل عينيها ببراءة شديدة كجرو صغير: يرضيك يا عمو سعد أبقى نفسي في شاورما من عند المحل الجديد اللي فاتح على ناصية الشارع وشحرورة الجمالية تقول لي لأ عشان خيفة على معدتي طب والله العظيم ده أنا معدتي بتهضم الزلط ده أنا بضرب كشري وعصير قصب وبعدين بطلع على الحلواني أجيب واحد قنبلة وأكله بذمتك ساندوتش شاورما هيأسر فيا يعني!
أطلق الحاج سعد ضحكة مجلجلة وهتف من بين لهاثه: لا خالص يا حبيبتي عندك حق والله احنا كمصريين معدتنا بتهضم الزلط ده كفاية الفسيخ والرنجة اللي بناكلوهم بالك لو جبتي حد كده من برة وأكل فيها فسيخ. والله العظيم ليروح يغسل معدة وقتي.
انفجرت كل من نور والسيدة صباح في الضحك وسرعان ما اندمج معهما الحاج سعد وظلو يضحكون لوقت كبير لا يعرفون مداه حتى صمتوا فجأة وقبل أن تتحدث نور قاطعتها السيدة صباح بصوت لا يقبل النقاش: برضو لأ ما فيش أكل من برة.
❈-❈-❈
في ردهة القصر انتظرته ريثما يستيقظ فعليها التحدث معه وتوبيخه عما بدر منه في حقها بالأمس فهي ليست جارية أو عاهرة كي يعاملها بكل تلك القسوة إنها زوجته وعليه احترامها وإلا لم تسكت له بعد الآن وستكون له بالمرصاد فهي زينة المرأة القوية الشرسة التي خسرت كل شيء من أجله هو وعليه أن يقدر ذلك وإلا لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد تلك القذرة تتحكم بحياتها فكلما رأتها تتمنى لو أن تقتلع خصلاتها من مكانها وتخدش وجهها بأظافرها حتى يتمزق.
تلك الفتاة الساقطة التي يقارنها بها حسام طوال الوقت
قفزت من فوق الأريكة عندما استمعت إلى صوت خطوات تهبط الدرج وبالفعل صدق حدثها عندما أبصرته يقف أمامها بكل جبروت يضع كلتا يديه في جيب بنطاله
فرمقته بنظرات عدائية ممزوجة بالكره والاستحقار ودنت منه تفح من بين أسنانها: يا أهلا يا أهلا بالبيه اللي دبحني امبارح بسكينة ومشي ولا كأنه عمل حاجة.
فرك جبينه بإرهاق فهو يشعر بألم شديد في رأسه من أثر المشروب الذي احتساه بالأمس وهتف وهو يرفع يده باستسلام: بقول لك إيه أنا مش ناقص صداع على الصبح سيبيني كده أفوق وبعدين تعالي ارغي في أي حاجة ماشي.
كاد أن يتخطاها ويذهب إلى غرفة الطعام لكنها جذبته من مرفقه وأشهرت سبابتها في وجهه هاتفة بغل: لأ أنا هتكلم دلوقتي وهتسمعني
اللي حصل امبارح ده مش هيتكرر تاني ده أولا وثانيا لازم تشوف لك حل مع الزبالة اللي انت معيشها معايا في بيت واحد.
أبعد يدها التي تقبض على ساعده بقوة وهتف باستفزاز: وثالثا بقى يا مدام زينة؟
اغتاظت من سخريته تلك لكنها أردفت بتحدي: ثالثا بقى انت لازم تعاملني باحترام أنا مش هسمح لك تقارني بحسالة زي دي انت فاهم ويا أنا يا هيا يا حسام أبو الدهب حط الكلام ده في دماغك.
ألقت كلماتها وذهبت بسرعة من أمامه كي لا يفتك بها بعد تحديها السافر له لكن تجمدت قدماها في الأرض عندما استمعت إلى صوته القوي يهتف بنبرة لا تقبل النقاش: يبقى هي يا زينة مش انت.
❈-❈-❈
بتعب شديد فتحت عينيها الجميلتين وهي تشعر بأن الأرض ما زالت تدور من حولها
انتظرت قليلا ثم استقامت ثانيا في حذر شديد وهي تشعر بألم شديد في سائر جسدها لعنت نفسها آلاف المرات لأنها رقصت بكل ذلك العنفوان فيبدو أن الحركة الكثيرة أرهقتها جدا لكن مهلا فهي خفيفة الحركة دائما لا تجلس فترة طويل أبدا فقد كانت تمارس رياضة الجري باستمرار لم تتوقف إلا بعد ما حدث من زوجها فقد كرهت كل شيء تحبه وأولها هواياتها ألا وهي الجري والقراءة.
حاولت النهوض فوق قدميها مرارا وتكرارا حتى نجحت أخيرا.
سارت بخطوات مترنحة حتى وقفت أمام المرآة الكبيرة التي توجد في خلف الباب الرئيسي لمنزلها شهقت بقوة عندما لاحظت شحوب وجهها زاغت عينيها وساورتها الشكوك فهتفت بصوت مرهق: وليش لا بس قبل أي شي لازم أتأكد بالأول.
استدارت متجهة إلى غرفة نومها عازمة على تبديل ثيابها والخروج وبداخلها والكثير من الأسئلة.
❈-❈-❈
أمام الموقد تقف تصنع لنفسها قداحا من القهوة وفجأة لاحا في ذاكرتها ما حدث معها مسبقا وكيف أنها خانت زوجها بقلب بارد ومشاعر هوجاء
وقتها تذكرت مدى وقاحتها وحقارتها وإن الشخص الذي تزوجت به لا يستحق كل هذا بل إنه كان شخصا رؤوفا حنونا يعاملها كملكة متوجة وهي ماذا فعلت مع أول إشارة من حبيبها القديم؟
رمت بكل هذا عرض الحائط وركضت إليه وكأنها فتاة رخيصة من الشارع وهو استغل هذا أسوأ استغلال.
جعلها تتواصل معه دون علم زوجها وتفتح الكاميرا في بعض الأحيان وقتها قررت أن تعرف لماذا حرمها شقيقها منه وادعى عليه الكذب بأنه زير نساء وهو كان يحبها ولا يعشق سواها
وقتها قررت أن تواجه شقيقها وليحدث ما يحدث وعند أول زيارة لها في مصر ولجت غرفة شقيقها فأبصرته ممددا فوق الفراش مغمض العينين يبدو عليه الإرهاق فقد بدى هذا جليا فوق قسمات وجهه
فهو عاد للتو من عمله ووقتها ذهبت زينة تقضي اليوم بطولة عند والدتها برفقة أولادهما فاستغلت هي الفرصة وذهبت للتحدث معه.
وها هي ذي تقف قبالته أمام الفراش ترمقه بنظرات مستهجنة.
سألته دون مقدمات: ليه؟
فتح عينيه ببطء ثم استقام جالسا يرمقها بدهشة: عزة تعالي يا حبيبتي انت مين فتح لك الباب أصلا؟
أجابته باختصار لقيته موارب ما علينا المهم أنا كنت عايزة أتكلم معاك في موضوع.
ربط فوق المكان الفارغ بجواره فوق الفراش: طيب تعالي اقعدي الأول وبعدين اتكلمي.
لا أنا مرتاحة كده.
قالتها بعند مبالغ فيه جعلته يرمقها بدهشة للمرة الثانية فهتفت بانفعال جم: انت ليه اتبليت على حسام وقلتلي انه بتاع ستات وانت عارف أنه بيحبني ليه بعدتني عنه يا عمار ليه؟ وجاوزتني لشخص...
قاطعها بحدة: جوزتك لشخص محترم شخص بيصلي الفرض بفرضه شخص قريب من ربنا وواثق انه هيتقيه فيك ماله جوزك يا عزة؟
ثم تعالي هنا انت لسه بتتكلمي مع الزفت ده!
فكرت في الكذب عليه لكنها ادعت الشجاعة وهتفت بحدة: أيوة لسه بلكمة وكمان لسة بأحبه.
هزة رأسه بعدم تصديق وهتف بشراسة: بتخوني جوزك يا عزة!
رمقته بنظرات مندهشة سرعان ما تحولت إلى استنكار وصرخت قبالته: أنا ما خنتهوش يا عمار.
قطع المسافة التي بينهما حتى بات قبالتها مباشرة لا يفصلهما سوى إنشات صغيرة وهتف باتهام: لا يا هانم خنتيه لما تكلمي واحد من وراه تبقى خيانة لما تقولي له إنك لسة بتحبيه وانت على ذمة راجل تاني تبقى خيانة لما تفتحي الكاميرا في انصاص الليالي تبقى خيانة.
تراجعت للخلف وهي تهز رأسها بعنف ودموعها تنسكب دون توقف: لا لا لا أنا مش خينة أنا مش خينة يا عمار مش خينة ده أنا في بلد وهو في بلد تانية أنا مش خينة مش خينة.
قاطعها بصراخ وهو يضغط على كل حرف يتفوه به كي يظل راسخا في رأسها: الخيانة مش بس بالأفعال يا مدام الخيانة ممكن تبقى نظرة كلمة أو حتى ابتسامة كل دي خيانة والخيانة بالمشاعر بتبقى أفظع بكتير من الخيانة الجسـ دية عارفة ليه؟
قاطعته بصراخ: كفاية كفاية أنا مش عايزة اسمع حاجة كفاية.
كاد أن يستكمل تعنيفها لكن هوى قلبه بين قدميه عندما وضعت كلتا يديها على أذنها وراحت تتحرك بهستيريا ثم سقط جسدها فوق الأرضيات الصلبة فاقدة للوعي...
وبعد وقت ليس بالقليل عاشته عائلة هنداوي في قلق على عزة التي فقدت الوعي منذ وقت.
دلف من غرفة عمار التي كانت بها شقيقته وهتف بابتسامة: انتم ملكم يا جماعة قلقانين كده ليه ده طبيعي للي زيها مبارك المدام حامل.
هللة محمد زوجها في سعادة: الحمد لله.
وانهالت عليه المباركات من عمار ووالدها وشقيقتها عبير وبعد أن اطمأنوا عليها طلب عمار من رؤوف المساعدة في ذلك الموضوع.
وبالفعل استطاع رؤوف أن يحضر دليل إدانة المدعو حسام فقد التقط له بضع صور في أوضاع مختلفة بصحبة العاهرات بداخل قصره
فقد اتفق مع إحدى الخادمات أن تفعل هذا مقابل مبلغ مادي كبير.
وعندئذ ندمت عزة ندم شديد وقررت أن تحيا لزوجها الشهم الكريم وطفلها القادم.
وعلى الرغم من حزن عمار مما فعلته شقيقته إلا أنه سرعان ما سامحها واغلقوا هذا الموضوع نهائيا
فقد قامت عزة بحظر حسام على جميع مواقع التواصل الاجتماعي وحظرت رقم هاتفه أيضا وقطعت جميع وسائل الاتصال به.
وعندما علم حسام وقتها بما فعله رؤوف وعمار حقد عليهما حقدا كبيرا وأصر أن ينتقم منهما وبالتحديد من عمار.
وبالفعل نجح حسام في القضاء على عمار هنداوي لكن هل يا ترى سيستسلم عمار لقضائه المحتوم؟
أم أنه سيقف على قدميه مجددا ويعود أقوى من السابق هذا ما سنعرفه في الأحداث القادمة.
❈-❈-❈
إيه كل التأخير ده يا صَبا كل ده بتشتري حاجات!
وضعت الأكياس أرضا ثم جلست فوق أول مقعد قابلها وهتفت بإنهاك: عديت على ماما الأول وبعدين رحت اشتريت.
فكرت في أن تقص عليه ما حدث بينها وبين المدعو وليد كي لا يوشي بها أحد من أهل المنطقة فهتفت دون مقدمات: عمار في حاجة حصلت كده عيزاك تعرفها.
أعطى لها كامل تركيزه
فاستطردت حديثها: باختصار كده كان فيه شاب متقدم لي من فترة طويلة هو كان أخو زميلتي اسمه دكتور وليد سلام الشخص ده اتقدم لي مرة واتنين وتلاته وأنا رفضته مش عشان هو شخص وحش -لا سمح الله- بس عشان أنا اللي كنت رافضة المشكلة كانت عندي يعني ما علينا المهم إن أنا قابلته النهاردة علشان هو من فترة بسيطة رجع بطلب أيدي تاني وبابا كان موافق وشكله ما كنش يعرف اني اتجوزت فقابلته قدام البيت وفهمته كل حاجة
أنا بس حبيت احكي لك علشان ما تسمعش من برة انت عارف أهل المنطقة كلامهم كتير.
أومأ لها متفهما لكن باغتها بسؤال لم تحسب له حساب إذ هتف بجدية مطلقة: ورفضتيه ليه يا صَبا ما دام قلت عنه إنه شخص كويس.
إزدردت ريقها بصعوبة بعد أن جف حلقها وهبت واقفة تهتف بتلعثم: دي حاجة تخصني ودلوقتي بقى بعد ازنك هروح ابص على الأولاد عشان أشوفهم يحبوا يتغدوا إيه النهاردة.
تابع انصرافها من أمامه بعينيه وهو يشعر بان تلك الفتاة تخفي عنه شيئا هاما في حياتها لكن مهلا لن يلح عليها أبدا بل سيتركها حتى يأتي الوقت المناسب وبعدها سيعرف كل شيء فهو تعهد امام نفسه ان يعطيها فرصة كي تبقى في حياته للأبد يعلم انه لن ولم يجد فتاة مثل صَبا لا في اخلاقها ولا في جمالها والأحلى من ذلك انها تربت على يديه هو يعرف معدنها الطيب واصلها النبيل.
❈-❈-❈
يتجول في المنطقة وذهنه شاردا في حديث صَبا يعلم أنها على حق فهي لم تعده بشيء أبدا لطالما كانت تصده وتخبره بأنها عاشقة لغيره لكن غروره وكبريائه منعوه من الابتعاد فكان يريدها له أحبها كثيرا لكن هي لا
حارب من أجلها مرارا وتكرارا على الرغم من رفضها الدائم له لكن تلك المرة هو تعب حقا لن يطاردها مرة أخرى سيتركها لحياتها وحبيبها فهي عنت كثيرا مرارة الحب من طرف واحد مثله تماما لذا لن يكون أنانيا وسيتركها تحيا في سلام.
أما عنه سيدعو الله بأن يصبره على فراقها وسيفتح قلبه من جديد سيعطي لنفسه فرصة للتعايش دون صَبا.
في نفس التوقيت تسير في الشارع وهي تقدم من شطيرة الشاورما باستمتاع شديد وبداخلها تشكر الحاج سعد لأنه اقنع والدتها أخيرا بأن تجرب تلك المرة فقط وعلى الفور نزلت واشترت فطيرة الشاورما كما كانت تريد وها هي ذي تأكل بشراهة كبيرة ودون سابق إنذار اصطدمت بأحدهم فسقتط الشطيرة أرضا.
نظرت إلى الشطيرة الملقاة فوق الأرض بخيبة أمل وصكت على أسنانها بقوة ثم رفعت رأسها عازمة على توبيخ ذلك الذي اصطدم بها فتحت فمها لتوبخه لكنها أغلقته على الفور عندما أبصرت جماله الغربي وأناقته الزائدة ناهيك عن رائحة عطره التي تسحر الألباب
فهتفت بدون وعي: ينفع كده يا قمر توقع سندوتش الشاورما ده انا بقالي اسبوع بحلم بيه.
اعاد رأسه الى الخلف واطلق ضحكة مجلجلة فقد فاجأته تلك الفتاة في ردة فعلها وبعد ان انتهى من الضحك ابصرها ترمقه بنظرات ولها فابتسم باتساع هاتفا باعتذار: انا اسف والله يا انسة...
قاطعته بلهفة: نورهان وكل الناس بتقول لي يا نور اقصد يعني كل الناس القريبة مني وانت ما فيش مشكلة برضو تقول لي يا نور هو انا اطول برضه.
ضحك مرة اخرى واومأ لها موافقا مردفا بصوت رجولي مميز: طيب ماشي يا نور ما تزعليش على سندوتش الشاورما انا هاخدك دلوقتي وهجيب لك احسن منه بكتير او اقول لك هجيب لك بدل الواحد عشرة.
تجهم وجهها فهي فهمته بشكل خاطئ وانفجرت في وجهه كالاعصار: نعم وانت يا اخويا هتبقشش عليا ولا هتبقشش عليا لا بقول لك ايه هو انت فكرني يعني واحدة من اياهم لأ فوق لنفسك يا حبيبي عايز تضحك عليا بسندوتشين شاورما ده على اساس ايه يعني ان انا شحاتة ومش لاقية آكل لا فوق لنفسك يا بابا فوق لنفسك يا حبيبي ده انا نور والأجر على الله.
رمقها بغضب ورفع كلتا يديه باستسلام عندما ابصر اعين الناس مسلطة عليه: بس انا اسف يا ستي وغلطان اني حبيت اساعدك وإن شاء الله عنك ما كلتي شاورما وسعي كده جاتك القرف مليتي البلد.
شيعته بنظرات حارقة وعزمت على ان ترد له الصاع صاعين ذلك المغرور الوقح والوسيم.
❈-❈-❈
في شرفة منزلها تقف تنتظره بفارغ الصبر
ابتسمت باتساع عندما شاهدت سيارته تدنو من المبنى الذي يقطنون به فهرولت للخارج تستقبله وابتسامة كبيرة تزين محياها الحسن.
وما هي إلا دقائق حتى استمعت إلى صوت المصعد أشارت له
وزع بصره بينها وبين باب شقة زوجته فتنهد براحة عندما أبصره مغلقا واتجه إليها بخطوات سريعة جذبته من يده وأغلقت الباب ثم عانـ قته بكل قوتها وهتفت بجوار أذنه: أنا حامل يا رامي.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية