رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 8
قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الثامن
معركةضارية من العشق الحقيقيّ
❈-❈-❈
وصل عمر بصحبة آلاء إلى ألمانيا في مدينة برلين تحديدًا، كانت آلاء مبتسمة بسعادة حقيقة طوال رحلة سفرها، ترى بوضوح حب عمر الواضح لها والتي ظنت أنه تبخر من قلبه، لكنها الآن قد تيقنت من حبه وقـ ـطعت الشك باليقين، تأكدت من أن حبه لها لازال يتو'غل في قلبه بعشق جارف مسيطر على جميع خلاياه، صورتها لن تُمحى من بين ثناياه، عشقه لها يزداد كل اليوم، اتسعت ابتـ ـسامتها الجذابة، وتحدثت متسائلة بشغف وحماس شديد
:- عمر احنا رايحين على فين كدة ياحبيبي؟
رد مجيبًا لسرالها بهدوء، يبادها ابتـ ـسامتها الجذابة التي لم تزيدها سوى جمالا بابتسامة اخرى عاشقة متيمة لها
:- رايحين على الفيلا بتاعتي اللي موجودة هنا، أنا واثق أنها هتعجبك أوي يا قلب عمر.
اومات له برأسها متطلعة إلى الطريق أمامها بترقب وكأنها لاول مرة تأتي هنا، في الحقيقة هي أتت هنا من قبل مرات متعددة ولكنها كانت دائما تأتي بمغردها أو بصحبة والديها واصدقاءها، كانت تطلب منه أن يأتي معها ويشاركها لحظاتها في المكان الذي تحبه وتفضل الجلوس فيه، لكنه يخبرها أنه مشغول، لكن الآن أتى معها سيشاركها كل ما تريد، وتفعل معه ما تريده، فاقت من شرودها مع ذاتها وأحلامها السعيدة صوت عمر الذي غمغم مردفًا بحنو
:- يلا يا حبيبتي انزلي خلاص احنا وصلنا.
ترجلت من السيارة متطلعة إلى المكان حولها بإندهاش وعينيم لامعنين بوميض من السعادة، الخضرة الجميلة الموجودة على الجانب والجانب الاخر الملئ بالجبال العالية، تمتمت بإعجاب شديد
:- واو يا عمر إيه دة بجد المكان تحفة حقيقي طول عمرك كدة ذوقك حلو أوي.
_زيِّك كدة، ماهو أنتِ ذوقي وحياتي كلها.
رد عليها بحب شديد مقتربًا منها يطالعها بنظرات عاشقة تخترق أسوار قلبها الخائرة أمامه، عشقهما عشق صادق حُفِر داخل قلبها، غرزت اسنانها في
شـ ـفتها السـ ـفلى بخجل، توردت وجنتيها باللون الاحمر القاني، متمتمة بخفوت وصوت خجِل
:- عمر طب بس بقى بطل كلامك دة متكـ ـسفنيش.
ابتسم في وجهها غـا ـمزًا لها بإحدي عينيه الزرقاء الواقعة في عشقهما، ورد يجيبها بصوت منخفض لايصل سوى لمسامعها
:- لا كـ ـسوف ايه احنا نلغي الكلمة دي من حياتنا خالص عشان مش هنسمعها تاني بعد كدة.
اقترب منها يقـ ـطع أي مسافة متواجدة بينهما، وتمتم ببعض الكلمات الغير مسموعة داخل اذنيها؛ حتى تصل سوى إلى مسامعها هي فقط..
تـ ـسمرت آلاء مكانها بعدما استمعت إلى كلماته، واخفضت بصرها مسرعة ارضًا، تغمض عينيها بخجل شديد لا تقوى على أز تنظر إليه مرة أخرى، فضحك بصخب على هيئتها وسار نحو الداخل تارك اياها، متمتمًا بمرح بعدما دلف البوابة الداخلية للفيلا
:- يلا يا لولي هتفضلي واقفة عندك كدة كتير ولا إيه يا قلبي، هو أينعم المكان حلو بس كلام عمى
جـ ـوزك حبـ ـيبك أحلى.
توجهت بالفعل للداخل بعدما وصلت كلماته إلى مسامعها متمتمى بينها وبين ذاتها بخجل
:- لا وقـ ـح بجد، بس ماشي يا عمر ماشي.
اقترب عمر منها متحدثًا بحنو بالغ واضع يـ ـده فوق ظهـ ـرها بحنو
:- اطلعي يلا يا قلبي بس ارتاحي تعالي اخدك لاوضتنا عشان متتعبيش.
همهمت معترضة بحماس محركة رأيها نافية بعدم رضا لما تفوه به للتو
:- لأ يا عمر أنا لسة هتفرج على المكان عشان عاجبني جدًا، بعدين تعبانة إيه يا حبـ ـيبي هي يعني أول مرة أسافر مثلًا.
بعد مرور بعض الوقت
ولجت آلاء الغرفة بعدما قد انتهت من مشاهدة كل أنش في الفيلا وكانت تبدي له اعجابها للمكان.
ظلت تعد ذاتها في انتظار قدومه بعدما قد أتاه مهاتفة مهمة من تامر، ارتـ ـدت قمـ ـيص حر'يري
قصـ ـير من اللون الاسـ ـود اللامع، ظلت تطالع ذاتها بخجل شديد، فأسرعت تجذب الر'وب الحر'يري الطويل ترتديه عندما استمعت إلى خطواته تقترب من الغرفة، كانت تشعر بالتوتر والخجل عندما دلف وخاصة عندما رأت نظراته المصـ ـوبة نحوها، فتمتمت بخجل وتوتر وهي تجاهد ألا تظهر ارتباكها أمامه إلا أنها فشـ ـلت
:- عمر ما تيجي نعيش هنا على طول، ونجيب الكل تامر وفريدة وعمتو وست نغم كمان ونفضل كلنا هنا.
تأ'فأفت عدة مرات عندما رأته لازال يطالعها بصمت من دون أن يعقب على حديثها الغير منطقي، وسار متوجه نحو الفراش يجلس فوقه، معتلي ثغره ابتسامة اخفاها بمهارة شديدة، فاسترت حديثها مرة أخرى متذمرة
:- طب خلاص إيه رأيك كل فترة نيجي هنا تاني ونقعد شهر زي دلوقتي.
رد عليها ساخرٕا من حديثها الغير المنطقي
:- اه وماله، أنتِ عارفة عشات نفضي الشهر دة عامل إيه مع تامر اللي هيو'لع فيا وفيكي هو ساكت بس عشات كنت تعبان.
اقتربت جالسة فوق سا'قه متمتمة بدلال شديد
:- وماله طيب يا عموري مش مهم نيجي اسبوع بس كل فترة، كدة حلو بقى اعترض تاني.
اومأ لها برأسه إلى الامام، ممرر يـ ـده فوق
منحـ ـنيات جـ ـسدها بعشق شديد، وهمهم يرد عليها بخفوت شديد، ابتسمت بانتصار عندما رأت مدى تأثيرها عليه، هي المالكة لقلبه وتتحكم باوتاره بسهولة، حاوط خـ ـصرها بزراعه يقر'بها منه اكثر وأردف متسائلًٕا بتوتر
:- لولي أنتِ قولتي إنك مش تعباتة من السفر صح؟
اومات له براسها إلى الأمام متفهمة مقصد سؤاله وما الذي يريده، ردت عليه بخجل شديد وهي تشعر بصعوبة بالغة في التحدث والرد عليه
:- آه يا عمر أنا مش تعبـ..
ابـ ـتلع باقي أحرف كلمتها داخل جوفه يقـ ـبلها بعشق جارف، كل أنش به يحتاجها ويحتاج أن ينعم من اقتـ ـرابها منه، ابتعد عنها عندما شعر باحتياجها للهواء، وتمتم بنبرة عاشقة
:- بعشقك يا أحلى آلاء، وأجمل ما في حياتي كلها.
ابتسمت بخجل شديد يجتاحها، يعجز لسانها عن الرد عليه، لكنه لم يمهلها فرصة للتحدث بل قام بحل عقدة الر'وب الذي ترتديه، حملها را'فعًا إياها فوق
الفـ ـراش برقة شديدة، هو يخاف عليها بشدة، ظل يقـ ـبلها بعشق يروى قلبه الظمآن من عشقها
واقتـ ـرابها، يريدها ولا يريد سواها في حياته بأكملها، بينما هي كانت مسـ ـتسلمة تماما بين يديه، بدأت تتجـ ـاوب معه في قـ ـبلاته المنهالة عليها بجنون عاشق، بدأ يـقـ ـبل عنـ ـقها برقة واضعًا فوقه علاماته الخاصة، كانت تشعر أنها كالنجمة مضيئة لامعة ومع كل لحظة تمر عليهما معًا تزداد لمعان من فرط السعادة التي تشعر بها معه.
في الصباح...
تململت آلاء فوق الفراش بتكاسل مبتسمة بسعادة لما حدث ليلة أمس، تتذكر كل تفتصيلها لهـ ـفته وخو'فه عليها عشقه لها الشديد الذي عبر عنه، لكنها سرعرز ما محت ابتسامتها بخجل عندما رأت عمر
يطـ ــالعها وبـ ـصره مثبت عليها، عينيه تلـ ـتهم
جـ ـسدها العا'ري بسعادة، يرى علاماته الذي تركها فوق كل أنش بها مبتسمًا بفخر، شعرت بالخجل
ينـ ـهش قلبها، ارتـ ـبكت بسبب نظراته لها فأسرعت تمسك بشـ ـرشف الفر'اش تلفه حولها بخجل، ضحك على فعلتها مقتـ ـرباً منها، وغمغم بشغف داخل أذنيها، وهو يطبع قبلة رقيقة فوق وجنتها
:- مبروك يا حياتي كلها، وأخيرًا يا لولي حلم حياتي اللي بتمناه طول عمري بيتحقق.
و أخيرا خرج صوتها من حنجرتها وهي ترد عليه بخفوت وصوت منخفض بالكاد يصل إلي مسامعه من خجلها الذي تشعر به
:- عـ... عمر بطل طيب تكـ ـسفني كدة، وقوم اطلع برة عشان عاوزة اجهز ونشوف هنخرج فين.
طالعها بنظرات متفحصة جعلتها تخفض بـ ـصرها بعيد عنه، تمتم يرد عليها متطلع نحو عينيها البنية الساحرة بالنسبة له، عينيها كالمغناطيس تجذ'به نحوها
:- لا كـ ـسوف إيه بقى خلاص، مفيش الكلمة دي
هنمـ ـحيها من حياتنا خالص.
:- عمر بقولك بطل تكـ ـسفني بجد، واتفضل اطلع برة وسيبني.
ردت عليه بخجل وغيظ من حديثه الذي تفوه به للتو.
تمتم يرد عليها بمرح، وهو يداعب أرنبة أنفها ويضغط عليها بخفة
:- احنا محتاجين بجد كدة نمحي الكـ ـسوف عشان مينفعش يا لولي بعد االي حثل امبارح مفيش
كـ ـسوف ولا حاجة.
ردت عليه بدلال ومـ ـكر انـ ـثوى تعلم جيدًا مدى تأثيره عليه
:- و أنا كمان براحتي وأقول اللي يعجبني واتدلع زي مانا عاوزة واتكـ ـسف كمان طول ما عموري حـ ـبيبي موجود معايا.
اومأ لها برأسه، يسند جبهته فوق جبهتها، فاختلطت انفا'سهما سويا، ثم رد عليها بحب حقيقيّ
:- آه طبعا، قومي اجهزي يلا لو عاوزة تخرجي لأن لو عليا عاوز نفضل قاعدين هنا ومش هخرجك من الاو'ضة خالص.
ضحكت بخفوت مبتعدة عنه، ودفنت وجهها في الوسادة تهرب من عينيه ونظراته المصوبة نحوها..
❈-❈-❈
جلست آلاء في الحديقة تتابع المناظر حولها بفرحة، اقترب عمر منها وضـ ـمها من الخلف يقر'بها منه، ثم اردف متحدثًا باهتمام شديد
:- إيه يا روحي، ما تيجي اعلمك تعومي بدل ما أنتِ مش بتعرفي كدة أنا عارف إنك من زمان وأنتِ عاوزة تتعلمي.
اردفت بتراجع وخوف، تحرك رأسها نافية
:- لأ لأ يا عمر أنا بغرق وبيبقى شكلي في الآخر زي الهـ ـبلة ومش هعرف اتعلم بلاش إحـ ـراج بقى.
ابتسم على حديثها متذكؤ محاولاتها العديدة للسباحة التي باءت جميعها بالفشل، رد عليها بمرح
:- طب وفيها إيه يا لولي، متخافيش أنا هعلمك كل مرة مش ببقى أنا اللي بعلمك تعالي بس وثقي فيا.
اومأت برأسها إلى الأمام ونهضت تسير معه بحذر وقلق، ثم بدأت تعد ذاتها لكنها اردفت بتحذير وخوف قبل أن تنزل المياة
:- عمر والله لو اتريقت وضحكت عليا مش هسكت اديني عرفتك أهو.
حاوط خـ ـصرها بز'راعه، ويـ ـده الاخرى كانت
تعـ ـبث في خصلات شعرها المتناثر بعضها على وجهها، والبعض يتطاير إلي الخلف بفعل الهواء، واردف بنبرة مغـ ـزية أمام وجهها
:- أنا عمري ما هضحك ولا اتريق عليكي يا قلب وحياة وروح عمر أصلا أنتِ دنيتي كلها يا آلاء، بعدين أنا هعلمك عشان أنتِ عاوزة تتعلمي من زمان، أنا عارف.
اومأت له برأ'سها إلى الأمام ووضعت رأ'سها فوق
صـ ـدره العاري أمامها، وقلبها يرفرف بسعادة وينبض بسرعة شديدة، حيث اصبحت تستمع هي إلي صوت نبضاته، نبضاته التي تدق وتؤكد عشقها له، فهو قلبها بأكمله ليس النبض فقط.
نزلت معه المياة وهي تشعر بالخوف الشديد،
جـ ـسدها متشنج بقلق، فهـ ـمس لها بداخل أذنيها بهدوء
:- اهدي يا لولي وحاولي تبقي هادية وبعدين قولتلك متـ ـخافيش طول مانا معاكي.
اومأت له بصمت لكن صمتها لم يدم طويلا واعتلى صوت صر'اخها بأسمه بهلع
:- لأ لأ عـمــر الحقني بجد المياة بتسـ ـحبني لتحت قولتلك مش عاوزة اتعلم.
اسرع نحوها يرفعها بزر'اعه عاليًا ويحملها إلى فوق
:- خلاص اهدي بس يخربيت صوتك بعدين المياة مش بتـ ـسحبك أنتِ اللي بتنزلي لتحت خليكي عادي مسـ ـترخية بس ومفيش حاجة هتـ ـسحبك وبعدين كويس انك طويلة أمال لو قصيرة كنتِ عملتِ إيه يا لولي.
أردفت بتهكم وغيظ، متشبتة في عنـ ـقه
:- عمر طب بس بطل تقولي كدة، وبعدين آه عادي طويلة بس مش بعرف أعوم اعمل ايه.
ضحك بصخب على حديثها مما جعلها تتأفأف بغيظ و رد عليها بمرح من بين ضحكاته المرتفعة
:- متعمليش حاجة أنتِ بس اسمعي كلامي واللي بقوله، وهتتعلمي دة حاجة سهلة خالص.
ظل يحاول معها عدة مرات حتى بدأت تتعلم وتسبح بمفردها، فاردفت تحدثه بسعادة
:- عمر أنا الحمدلله اتعلمت وأخيرا دة أنا قولت مش هعرف، بعد كدة هنافس الكل بقى.
ظلت تسبح بمفردها وهو يشا'كسها أسفل المياة بمرح تحت معارضتها الصاخبة المرحة وضحكتها التي تزين ثغرها وتدوي داخل أذنيه.
اقترب منها أسفل المياة، وتحدث بمرح وهو يطالعها بنظراته الشغوفة
:- بما إني طلعت شاطر جامد وعلمتك أهو، ولسة هخليكي تبقي أحسن واحدة، مفيش حاجة ليا بقى، حاجة لـ عمر حبـ ـيبك.
حركت رأسها نافية وردت عليه بتذمر، وهي تبتعد عنه
:- لأ مفيش أنتَ بتعلمني عشان أنا آلاء حبـ ـيبتك اتفضل بقى سيبني استمتع براحتي وأنا بعوم.
غمغم بتوعد وهو يراها تبتعد عنه أسفل الماء
:- ماشي ماشي يا ست لولي وبعدين أنتِ آلاء حياتي ودنيتي وروحي كلها أصلا مش آلاء حبيبتي بس.
ضـ ـمها إليه أكثر متمني أن يخبيها في قلبه بعيد عن أعين الجميع والعالم بأكمله، قلوبهما معلقة بهوى وعشق صادق، هما مروا بجميع مراحل الحب حتى وصلت قلوبهما إلى مرحلة أقوى لا يعلم أحد اسمها ولا يوجد لها اسم من الأساس..
❈-❈-❈
دلف تامر غرفته بتعب متمني أن عمر يعود اليوم قبل غدًا، فهو يحمل عنه العديد، استمرت فريدة تتابع التلفاز كأنه لم يدلف من الاساس، شعر بعدم الرضا من عدم اهتمامها به الغير معتاد، فهو اعتاد على اهتمامها به الدائم، أردف قائلا لها بتعب
:- انهاردة اليوم كان متعب أوي حقيقي تعبت.
طالعته ببرود ولا مبالاه، ثم اشاحت وجهها نحو الجهة الأخرى، ولم ترد عليه، توجه و جلس بجانبها ثم تحدث مرة أخرى بهدوء وهو يحاول أن يظل هادئًا معها
:- على فكرة أنا بكلمك يا ديدا بحكيلك.
تمتمت ببرود تام، لم تعطيه أي اهتمام مقررة أن تظل على تعاملها معه ذلك
:- أيوة يعني أعملك ايه، مليش فيه احكي لحد غيري، أنا مش عاوزة أعرف عنك حاجة اصلا كفاية اللي عرفته.
تنهد بصوت مسموع محاول ألا يغضب ويظل هادئًا يتحمل نتيجة أفعاله معها
:- ماشي ياستي براحتك يا ديدا، عاوز اقولك على حاجة مهمة على فكرة.
عقدت زراعيها أمام صـ ـدرها وغمغمت ببرود شديد
:- يا نعم قول عاوز إيه خير، إيه الحاجة المهمة؟
يعلم أنها على حق فمن بعد معرفتها بـبسملة وهي تغيرت تمامًا معه، لكنه يعلم أنها على حق؛ لذلك تنهد بصوت مسموع وتحدث بهدوء وهو يمسك كفها بحنو بين يديه
:- في حفلة كمان يومين اجهزي يا قلبي عشان تروحي معايا بما إنك مراتي وحبيبتي.
أردفت تسأله بعتاب وتحدقه بنظرات غير مفسرة لديه
:- والله دلوقتي بقيت مراتك حبيبتك وعاوزني معاك مش كنت مش بتحب تمشي معايا حتى، إيه هي موافقتش تيجي معاك؟
تنهد بصوت مسموع في محاولة منه للحفاظ على هدوءه بأقصى ما لديه، أمام حديثها المستفز بشدة ورد عليها بهدوء شديد
:- فريدة أنا مش بكلم حد وقولتلك مية مرة، قولت خليكي واثقة فيا وخرجي بقى الكلام الفارغ دة من دماغك عشان متتعبيش وحياة ابننا اللي جاي انا مش بعمل أي حاحة من اللي في دماغك، أنا عاوزك تيجي معايا الحفلة عشان أنا حابب وجودك مش عشان أي حاحة تانية صدقيني.
اومأت له برأسها إلى الأمام، فقام هو بطبع قبلة رقيقة حانية فوق جبهتها وبداخلهما هما الاثنان مزيج من المشاعر يجهلون عن تفسيرها وبالاحر يهربون من تفسيرها، مشاعر مختلطة من السعادة، والحزن والفرح، والحب، و والضعف ومشاعر الأخرى متعددة توجد بداخل كل منهما..
❈-❈-❈
في الصباح...
استيقظت آلاء من نو'مها على همـ ـسات خفيفة حانية تداعب وجهها انكمشت ملامحها بذعر قبل ان تقوم بفتح عينيها العسليتان الناعستان وهمهمت بصوت ناعس خافت بالكاد يصل إلى مسامعه
:- ايه يا عمر، بس بقى أنا عاوزة انام بجد.
جذبها من يـ ـدها يجـ ـبرها على النهوض و هو يضحك ضحكته الجذابة الخاصة به التي قادرة على خـ ـطف قلبها دائما، ثم تحدث بمرح وهو مازال مستمر في جذ'بها للنهوض مبتعدة عن الفراش
:- نوم إيه يا كـ ـسلانة هو أنا جايبك هنا واخرجك عشان تقوليلي انام، قومي يلا نمشي باليخت شوية جيتي امبارح نمتي على طول سيبنا الفيلا و جينا اليخت على الفاضي يا كسلانة.
نهضت من فوق الفراش بحماس يجتاحها، وقامت بفرك عينيها بتكاسل في محاولة منها للتغلب على نعاسها حتى نجحت بالفعل ونمتمت بسعادة تملأ صوتها
:- أيوة أيوة حلو دة بجد يلا نجهز، أنا خلاص صحيت اصلا.
داعب ارنبة اتفها بمرح وهو يشعر بالسعادة لاجل رؤيته لسعادتها البادية، ثم تحدث بمزاح و هو يقلدها في آخر كلمة اردفتها
:- اصلا، طب قومي يلا عشان أنا جاهز اصلا، وبعد كدة تنامي بدري.
وضعت يـ ـديها فوق خــ ـصرها،و طالعته بسخرية واضحة في نظراتها، ثم تحدثت بإعتراض متذمرة
:- والله يا أستاذ هو أنا بسهر بليل لوحدي مثلا ولا بمزاجي، مش أنتَ اصلا اللي بتسهرني بسبب ا..
قـ ـطعت جملتها سريعا عندما علمت بما كانت ستتفوه به، بينما عمر ضحك بصخب عليها ثم اردف بتسلية وهو يقترب منها يحيط خـ ـصرها بز'راعه ليقـ ـربها منه اكثر حتى اختـ ـلطت انفا'سهما سويا فأغمضت هي عيناها لا اراديا منها مسـ ـتمتعة بقر'به الذي دامت تحلم به، سامحة لقلبها يفعل ما يريد، وير'توي بما يريد من حبه لكن آبَى وقد باءت كل ما تفعله بالفشل فقلبها لم ولن يرتوي مادام ينبض بداخل قفصها الصدري كيف يرتوي وحبه بالنسبة لقلبها كالنبضات التي تجعله يحيا، صدح صوته متحدثا باستمتاع لإسـ ـتسلامها التام بين يـ ـديه
:- كملي كنتِ بتقولي بسبب إيه شايفك سكتي مرة واحدة كدة.
احـ ـمرت وجنـ ـتيها بخجل، وهي تلعن اندفاعها الذي دائما يضعها في تلك المواقف التي تسبب لها الخجل، لم تجد رد مناسب ترد به على حديثه؛ لذلك قامت بدفن وجـ ـهها في عنـ ـقه، و تمتمت بصوت خافت خَجِل
:- بس بقى يا عمر بطل كدة.
رفعها عن الارض بز'راعه ليصبح وجـ ـهها مقابل لو'جهه، ثم هـ ـمس بحنو ونبرة عاشقة امام
شفـ ـتيها المرتعشتين نتيجة لإقتـ ـرابه
:- حاضر يا روح قلب عمر حاضر.
سارت رعـ ـشة قوية في جميع أنحاء جـ ـسدها شعر بها هو قبل أن يخـ ـطف شفـ ـتيها في قـ ـبلة حا'نية يحاول من خلالها بث عشقه لها، ذلك العشق الذي لن يـ ـهدأ قط بداخله، العشق المسبب نيران قوية لن تنطفئ سوى بقر'بها من قلبه، ابتعد عنها مجبر حتى تلتـ ـقط انفاسها التي حُبِست، تنفست بصوت مسموع نفس عميق تعطي لرئتيها اكبر قدر مستطاع من الهواء دافنة وجـ ـهها في عـ ـنقه بخجل.
بعد مرور بعض الوقت...
كانت آلاء قد انتهت من إعداد ذاتها، خرجت له من الغرفة مرتدية فستان من اللون الأسود ذو حمالات رفيعة يلـ ـتف حول خصـ ـرها بإحكام، وأردفت قائلة له بمرح وهي تبتسم في وجهه بسعادة
:- يلا يا عموري شوف هنروح فين، على فكرة الفيلا حلوة والمنظر حواليها حلو أوي، لكن انا حبيت اليخت أكتر بصراحة.
:- أنا بقى بحبك أنتِ اكتر.
رد عليها بشغف شديد و هو مازال يتطلع نحوها، لكنن سرعان ما تحولت نظراته، وطالعها بدهشة لم ينكر نظرت الاعجاب والحب البادية في عينيه، لكنه سرعان ما اخفاهما بمهارة، ثم غمغم بجدية ونبرة صارمة
:- يلا إيه و بتاع إيه أنتِ هبلة هتمشي كدة ازاي، آلاء هو أنتِ ليه يا بنتي بتحبي تعـ ـصبيني.
تأفأفت عدة مرات، قبل أن تعقد زر'اعيها أمام
صـ ـدرها وتحدثت ترد عليه بتذمر معترضة
:- بعـ ـصبك فين يا عمر، هو مش اليخت بتاعك مين هيشوفني أصلا، أنتَ اللي بتحب تعـ ـصب نفسك على فكرة وعلى الفاضي كمان.
طالعها بنظراته الغاضبة التي اخترقتها فدبت فوق الارض بقدمها باعتراض ثم دلفت صوب الداخل مرة أخرى، غابت لبضع دقائق خرجت وهي تضع جاكيت جلدي فوق الفستان، وتمتمت بتبرطم و تذمر
:- ها يا أستاذ كدة حلو عشان مبقاش بحب
اعـ ـصبك؟
اقترب منها واحاط خصـ ـرها بزراعه ليقربها منه اكثر، ثم رد عليها بحب
:- كدة قمر.
جلست بجانبه على اليخت الخاص به وهي تشاهد ما حولها باستمتاع ثم فجأة اقتربت منه تلف زر'اعها حول عـ ـنقه و تحدثت بدلال انـ ـثوي
:- عموري إيه رأيك ننزل نعوم.
أجابها بنبرة حانية، وهو يشدد من احتـ ـضانه لها
:- يا قلب عمورك أنتِ بتخافي ومش بتعرفي تعومي وقت الجد بتتحولي، ومتبصليش بعينك كدة عشان مش بعرف اركز احسن نتوه مع بعض.
ابتسمت ابتسامتها الجذابة الذي يعشقها هو، نعم كانت تبتسم عن عمد لتلفت انتباهه لها، وردت تجيب إياه بمكر
:- براحتي طب وفيها إيه ما نتوه، مش مهم، المهم هكون معاك.
جذ'بها نحوه يقر'بها منه حتى جلست فوق ساقيه وقد تاه في عينيها العسليتين لن يشعر بأي شي اخر حوله، هو لم يريد في الحياة بأكملها سواها هي، فاق من شروده بها الذي لم يمل منه قط، تطلع حوله ورأى أنه قد ابتعد كثيرا بالفعل، وهو غير منتبه.
تأفأف عدة مرات بضيق وتحدث قائلا لها بصرامة وجدية حادة
:- شوفتي قولتلك متبصيش ليا سيبيني اركز يا آلاء، ادينا توهنا احنا الاتنين فعلًا بسببك.
برطمت هي في سرها بغيظ من تحوله وعـ ـصبيته عليها، ثم ردت عليه قائلة له بضيق مدعية اللامبالاة
:- والله هو أي حاجة أنا، وأنا مالي بقى يا أستاذ بطل تطلع عصيبتك فيا كدة على الفا..
قطع حديثها بحدة خفيفة بعض الشئ ولهجة مشددة
:- هششش مش عاوز اسمع صوتك حاليًا عشان
متعـ ـصب اسكتي كدة لغاية ما اشوف هنرجع ازاي.
بالفعل صمتت كما قال لها، و نهضت من فوق سا'قيه مبتعدة عنه وهي تطالعه بنظرات غاضبة حادة، بينما هو لعن غضبه السريع الذي يدفعه دائمًا لإزعاجها.
عادوا مرة أخرى سويًا مكانهما، دلفت آلاء نحو الغرفة من دون أن تتفوه بحرف واحد ثم أغلقت الباب خلفها بقوة شديدة مصدرة صوت عالٍ، جلست فوق الفراش تهز قدميها بغضب، لحق بها عمر بعد دقائق، لاعنًا ذاته بداخله وغضبه، اقترب منها وتحدث قائلا لها بأسف
:- معلش يا روحي متزعليش أنتِ عارفاني بتـ ـعصب وخلاص حقك عليا.
أنهى حديثه ممسكًا بيـ ـدها يقـ ـبلها بعشق وهدوء.
جذبت يـ ـدها منه وعقدت زراعيها أمام صـ ـدرها، اشاحت بوجهها صوب الجهة الاخري متحاشية النظر نحوه، ملتزمة الصمت تماما كأنه لم يجلس بجانبها، ضـ ـمها نحوه وظل يربت فوف ظـ ـهرها بحنو وتحدث معها بحنان
:- خلاص بقى يا قلبي حقك عليا، ميبقاش قلبك أسود أوي كدة، أنا غلطان و بتعـ ـصب عليكي على الفاضي وآسف مش هزعلك تاني أبدًا.
طبع قـ ـبلة رقيقة فوق وجنـ ـتها بحنو، واصل حديثه يسأل اياها
:- كدة خلاص؟
استمرت في صمتها دون أن تعقب على حديثه، فطبع قـ ـبلة فوق وجنتها الاخري، و هو يتحدث متسائلا مرة أخرى
:- طب كدة خلاص، ميبقاش قلبك أسود بقى مع عمر حبيبك.
عندما رآها لم ترد عليه، تحدث بخبث وهو يضيق عينيه نحوها
:- يبقي شكلي زعلتك أوي أوي، ومفيش غير حل واحد اللي يصالحك.
قبل أن يقترب منها، كانت تحدثت هي مسرعة بمرح و قد اعتلى صوت ضحكتها عاليا
:- لأ لأ خلاص مش زعلانة اوعى كدة وابعد.
ردد بتشكك و هو يطالعها جيدًا
:- متأكدة؟
اومأت له برأسها إلى الامام، فتابع حديثه قائلا لها بنبرة عاشقة
:- طب تعالي اما اتأكد أنا بنفسي، إنك مش زعلانة.
ضحكت بخجل وخفوت، و قد ازدادت وجـ ـنتيها اشتعال وتمتمت بصوت خافت و هي تدفن وجـ ـهها في عـ ـنقه
:- عمر بس بقى، وابعد كدة عشان بتكـ ـسف بجد.
رد عليها بخبث، وهو يبتسم على خجلها
:- طب قوليلي بحبَك عشان اتأكد.
تمتمت سريعًا بحب، وهي مازالت تدفن وجـ ـهها في عـ ـنقه بخجل يسيطر على كل ذرة بداخلها
:- طب ما أنا فعلا بحبَك يا عمر من غير ما تقولي أقول وأنتَ عارف كدة.
رد عليها بعشق ونبرة حانية، وهو يزداد من ضـ ـمه عليها، كأنه يريد أن يدخلها بين ضـ ـلوعه و يخفيها عن أعين الجميع؛ لتظل محصنة داخل قلبه هو فقط
:- وأنا بعشقك يا قلب وحياة وروح ودنية عمر كلها.#الفصل_الثامن
#آنين_وأبتهاج
#الجزء_الثاني
_معركة ضارية من العشق الحقيقيّ_
❈-❈-❈
وصل عمر بصحبة آلاء إلى ألمانيا في مدينة برلين تحديدًا، كانت آلاء مبتسمة بسعادة حقيقة طوال رحلة سفرها، ترى بوضوح حب عمر الواضح لها والتي ظنت أنه تبخر من قلبه، لكنها الآن قد تيقنت من حبه وقـ ـطعت الشك باليقين، تأكدت من أن حبه لها لازال يتو'غل في قلبه بعشق جارف مسيطر على جميع خلاياه، صورتها لن تُمحى من بين ثناياه، عشقه لها يزداد كل اليوم، اتسعت ابتـ ـسامتها الجذابة، وتحدثت متسائلة بشغف وحماس شديد
:- عمر احنا رايحين على فين كدة ياحبيبي؟
رد مجيبًا لسرالها بهدوء، يبادها ابتـ ـسامتها الجذابة التي لم تزيدها سوى جمالا بابتسامة اخرى عاشقة متيمة لها
:- رايحين على الفيلا بتاعتي اللي موجودة هنا، أنا واثق أنها هتعجبك أوي يا قلب عمر.
اومات له برأسها متطلعة إلى الطريق أمامها بترقب وكأنها لاول مرة تأتي هنا، في الحقيقة هي أتت هنا من قبل مرات متعددة ولكنها كانت دائما تأتي بمغردها أو بصحبة والديها واصدقاءها، كانت تطلب منه أن يأتي معها ويشاركها لحظاتها في المكان الذي تحبه وتفضل الجلوس فيه، لكنه يخبرها أنه مشغول، لكن الآن أتى معها سيشاركها كل ما تريد، وتفعل معه ما تريده، فاقت من شرودها مع ذاتها وأحلامها السعيدة صوت عمر الذي غمغم مردفًا بحنو
:- يلا يا حبيبتي انزلي خلاص احنا وصلنا.
ترجلت من السيارة متطلعة إلى المكان حولها بإندهاش وعينيم لامعنين بوميض من السعادة، الخضرة الجميلة الموجودة على الجانب والجانب الاخر الملئ بالجبال العالية، تمتمت بإعجاب شديد
:- واو يا عمر إيه دة بجد المكان تحفة حقيقي طول عمرك كدة ذوقك حلو أوي.
_زيِّك كدة، ماهو أنتِ ذوقي وحياتي كلها.
رد عليها بحب شديد مقتربًا منها يطالعها بنظرات عاشقة تخترق أسوار قلبها الخائرة أمامه، عشقهما عشق صادق حُفِر داخل قلبها، غرزت اسنانها في
شـ ـفتها السـ ـفلى بخجل، توردت وجنتيها باللون الاحمر القاني، متمتمة بخفوت وصوت خجِل
:- عمر طب بس بقى بطل كلامك دة متكـ ـسفنيش.
ابتسم في وجهها غـا ـمزًا لها بإحدي عينيه الزرقاء الواقعة في عشقهما، ورد يجيبها بصوت منخفض لايصل سوى لمسامعها
:- لا كـ ـسوف ايه احنا نلغي الكلمة دي من حياتنا خالص عشان مش هنسمعها تاني بعد كدة.
اقترب منها يقـ ـطع أي مسافة متواجدة بينهما، وتمتم ببعض الكلمات الغير مسموعة داخل اذنيها؛ حتى تصل سوى إلى مسامعها هي فقط..
تـ ـسمرت آلاء مكانها بعدما استمعت إلى كلماته، واخفضت بصرها مسرعة ارضًا، تغمض عينيها بخجل شديد لا تقوى على أز تنظر إليه مرة أخرى، فضحك بصخب على هيئتها وسار نحو الداخل تارك اياها، متمتمًا بمرح بعدما دلف البوابة الداخلية للفيلا
:- يلا يا لولي هتفضلي واقفة عندك كدة كتير ولا إيه يا قلبي، هو أينعم المكان حلو بس كلام عمى
جـ ـوزك حبـ ـيبك أحلى.
توجهت بالفعل للداخل بعدما وصلت كلماته إلى مسامعها متمتمى بينها وبين ذاتها بخجل
:- لا وقـ ـح بجد، بس ماشي يا عمر ماشي.
اقترب عمر منها متحدثًا بحنو بالغ واضع يـ ـده فوق ظهـ ـرها بحنو
:- اطلعي يلا يا قلبي بس ارتاحي تعالي اخدك لاوضتنا عشان متتعبيش.
همهمت معترضة بحماس محركة رأيها نافية بعدم رضا لما تفوه به للتو
:- لأ يا عمر أنا لسة هتفرج على المكان عشان عاجبني جدًا، بعدين تعبانة إيه يا حبـ ـيبي هي يعني أول مرة أسافر مثلًا.
بعد مرور بعض الوقت
ولجت آلاء الغرفة بعدما قد انتهت من مشاهدة كل أنش في الفيلا وكانت تبدي له اعجابها للمكان.
ظلت تعد ذاتها في انتظار قدومه بعدما قد أتاه مهاتفة مهمة من تامر، ارتـ ـدت قمـ ـيص حر'يري
قصـ ـير من اللون الاسـ ـود اللامع، ظلت تطالع ذاتها بخجل شديد، فأسرعت تجذب الر'وب الحر'يري الطويل ترتديه عندما استمعت إلى خطواته تقترب من الغرفة، كانت تشعر بالتوتر والخجل عندما دلف وخاصة عندما رأت نظراته المصـ ـوبة نحوها، فتمتمت بخجل وتوتر وهي تجاهد ألا تظهر ارتباكها أمامه إلا أنها فشـ ـلت
:- عمر ما تيجي نعيش هنا على طول، ونجيب الكل تامر وفريدة وعمتو وست نغم كمان ونفضل كلنا هنا.
تأ'فأفت عدة مرات عندما رأته لازال يطالعها بصمت من دون أن يعقب على حديثها الغير منطقي، وسار متوجه نحو الفراش يجلس فوقه، معتلي ثغره ابتسامة اخفاها بمهارة شديدة، فاسترت حديثها مرة أخرى متذمرة
:- طب خلاص إيه رأيك كل فترة نيجي هنا تاني ونقعد شهر زي دلوقتي.
رد عليها ساخرٕا من حديثها الغير المنطقي
:- اه وماله، أنتِ عارفة عشات نفضي الشهر دة عامل إيه مع تامر اللي هيو'لع فيا وفيكي هو ساكت بس عشات كنت تعبان.
اقتربت جالسة فوق سا'قه متمتمة بدلال شديد
:- وماله طيب يا عموري مش مهم نيجي اسبوع بس كل فترة، كدة حلو بقى اعترض تاني.
اومأ لها برأسه إلى الامام، ممرر يـ ـده فوق
منحـ ـنيات جـ ـسدها بعشق شديد، وهمهم يرد عليها بخفوت شديد، ابتسمت بانتصار عندما رأت مدى تأثيرها عليه، هي المالكة لقلبه وتتحكم باوتاره بسهولة، حاوط خـ ـصرها بزراعه يقر'بها منه اكثر وأردف متسائلًٕا بتوتر
:- لولي أنتِ قولتي إنك مش تعباتة من السفر صح؟
اومات له براسها إلى الأمام متفهمة مقصد سؤاله وما الذي يريده، ردت عليه بخجل شديد وهي تشعر بصعوبة بالغة في التحدث والرد عليه
:- آه يا عمر أنا مش تعبـ..
ابـ ـتلع باقي أحرف كلمتها داخل جوفه يقـ ـبلها بعشق جارف، كل أنش به يحتاجها ويحتاج أن ينعم من اقتـ ـرابها منه، ابتعد عنها عندما شعر باحتياجها للهواء، وتمتم بنبرة عاشقة
:- بعشقك يا أحلى آلاء، وأجمل ما في حياتي كلها.
ابتسمت بخجل شديد يجتاحها، يعجز لسانها عن الرد عليه، لكنه لم يمهلها فرصة للتحدث بل قام بحل عقدة الر'وب الذي ترتديه، حملها را'فعًا إياها فوق
الفـ ـراش برقة شديدة، هو يخاف عليها بشدة، ظل يقـ ـبلها بعشق يروى قلبه الظمآن من عشقها
واقتـ ـرابها، يريدها ولا يريد سواها في حياته بأكملها، بينما هي كانت مسـ ـتسلمة تماما بين يديه، بدأت تتجـ ـاوب معه في قـ ـبلاته المنهالة عليها بجنون عاشق، بدأ يـقـ ـبل عنـ ـقها برقة واضعًا فوقه علاماته الخاصة، كانت تشعر أنها كالنجمة مضيئة لامعة ومع كل لحظة تمر عليهما معًا تزداد لمعان من فرط السعادة التي تشعر بها معه.
في الصباح...
تململت آلاء فوق الفراش بتكاسل مبتسمة بسعادة لما حدث ليلة أمس، تتذكر كل تفتصيلها لهـ ـفته وخو'فه عليها عشقه لها الشديد الذي عبر عنه، لكنها سرعرز ما محت ابتسامتها بخجل عندما رأت عمر
يطـ ــالعها وبـ ـصره مثبت عليها، عينيه تلـ ـتهم
جـ ـسدها العا'ري بسعادة، يرى علاماته الذي تركها فوق كل أنش بها مبتسمًا بفخر، شعرت بالخجل
ينـ ـهش قلبها، ارتـ ـبكت بسبب نظراته لها فأسرعت تمسك بشـ ـرشف الفر'اش تلفه حولها بخجل، ضحك على فعلتها مقتـ ـرباً منها، وغمغم بشغف داخل أذنيها، وهو يطبع قبلة رقيقة فوق وجنتها
:- مبروك يا حياتي كلها، وأخيرًا يا لولي حلم حياتي اللي بتمناه طول عمري بيتحقق.
و أخيرا خرج صوتها من حنجرتها وهي ترد عليه بخفوت وصوت منخفض بالكاد يصل إلي مسامعه من خجلها الذي تشعر به
:- عـ... عمر بطل طيب تكـ ـسفني كدة، وقوم اطلع برة عشان عاوزة اجهز ونشوف هنخرج فين.
طالعها بنظرات متفحصة جعلتها تخفض بـ ـصرها بعيد عنه، تمتم يرد عليها متطلع نحو عينيها البنية الساحرة بالنسبة له، عينيها كالمغناطيس تجذ'به نحوها
:- لا كـ ـسوف إيه بقى خلاص، مفيش الكلمة دي
هنمـ ـحيها من حياتنا خالص.
:- عمر بقولك بطل تكـ ـسفني بجد، واتفضل اطلع برة وسيبني.
ردت عليه بخجل وغيظ من حديثه الذي تفوه به للتو.
تمتم يرد عليها بمرح، وهو يداعب أرنبة أنفها ويضغط عليها بخفة
:- احنا محتاجين بجد كدة نمحي الكـ ـسوف عشان مينفعش يا لولي بعد االي حثل امبارح مفيش
كـ ـسوف ولا حاجة.
ردت عليه بدلال ومـ ـكر انـ ـثوى تعلم جيدًا مدى تأثيره عليه
:- و أنا كمان براحتي وأقول اللي يعجبني واتدلع زي مانا عاوزة واتكـ ـسف كمان طول ما عموري حـ ـبيبي موجود معايا.
اومأ لها برأسه، يسند جبهته فوق جبهتها، فاختلطت انفا'سهما سويا، ثم رد عليها بحب حقيقيّ
:- آه طبعا، قومي اجهزي يلا لو عاوزة تخرجي لأن لو عليا عاوز نفضل قاعدين هنا ومش هخرجك من الاو'ضة خالص.
ضحكت بخفوت مبتعدة عنه، ودفنت وجهها في الوسادة تهرب من عينيه ونظراته المصوبة نحوها..
❈-❈-❈
جلست آلاء في الحديقة تتابع المناظر حولها بفرحة، اقترب عمر منها وضـ ـمها من الخلف يقر'بها منه، ثم اردف متحدثًا باهتمام شديد
:- إيه يا روحي، ما تيجي اعلمك تعومي بدل ما أنتِ مش بتعرفي كدة أنا عارف إنك من زمان وأنتِ عاوزة تتعلمي.
اردفت بتراجع وخوف، تحرك رأسها نافية
:- لأ لأ يا عمر أنا بغرق وبيبقى شكلي في الآخر زي الهـ ـبلة ومش هعرف اتعلم بلاش إحـ ـراج بقى.
ابتسم على حديثها متذكؤ محاولاتها العديدة للسباحة التي باءت جميعها بالفشل، رد عليها بمرح
:- طب وفيها إيه يا لولي، متخافيش أنا هعلمك كل مرة مش ببقى أنا اللي بعلمك تعالي بس وثقي فيا.
اومأت برأسها إلى الأمام ونهضت تسير معه بحذر وقلق، ثم بدأت تعد ذاتها لكنها اردفت بتحذير وخوف قبل أن تنزل المياة
:- عمر والله لو اتريقت وضحكت عليا مش هسكت اديني عرفتك أهو.
حاوط خـ ـصرها بز'راعه، ويـ ـده الاخرى كانت
تعـ ـبث في خصلات شعرها المتناثر بعضها على وجهها، والبعض يتطاير إلي الخلف بفعل الهواء، واردف بنبرة مغـ ـزية أمام وجهها
:- أنا عمري ما هضحك ولا اتريق عليكي يا قلب وحياة وروح عمر أصلا أنتِ دنيتي كلها يا آلاء، بعدين أنا هعلمك عشان أنتِ عاوزة تتعلمي من زمان، أنا عارف.
اومأت له برأ'سها إلى الأمام ووضعت رأ'سها فوق
صـ ـدره العاري أمامها، وقلبها يرفرف بسعادة وينبض بسرعة شديدة، حيث اصبحت تستمع هي إلي صوت نبضاته، نبضاته التي تدق وتؤكد عشقها له، فهو قلبها بأكمله ليس النبض فقط.
نزلت معه المياة وهي تشعر بالخوف الشديد،
جـ ـسدها متشنج بقلق، فهـ ـمس لها بداخل أذنيها بهدوء
:- اهدي يا لولي وحاولي تبقي هادية وبعدين قولتلك متـ ـخافيش طول مانا معاكي.
اومأت له بصمت لكن صمتها لم يدم طويلا واعتلى صوت صر'اخها بأسمه بهلع
:- لأ لأ عـمــر الحقني بجد المياة بتسـ ـحبني لتحت قولتلك مش عاوزة اتعلم.
اسرع نحوها يرفعها بزر'اعه عاليًا ويحملها إلى فوق
:- خلاص اهدي بس يخربيت صوتك بعدين المياة مش بتـ ـسحبك أنتِ اللي بتنزلي لتحت خليكي عادي مسـ ـترخية بس ومفيش حاجة هتـ ـسحبك وبعدين كويس انك طويلة أمال لو قصيرة كنتِ عملتِ إيه يا لولي.
أردفت بتهكم وغيظ، متشبتة في عنـ ـقه
:- عمر طب بس بطل تقولي كدة، وبعدين آه عادي طويلة بس مش بعرف أعوم اعمل ايه.
ضحك بصخب على حديثها مما جعلها تتأفأف بغيظ و رد عليها بمرح من بين ضحكاته المرتفعة
:- متعمليش حاجة أنتِ بس اسمعي كلامي واللي بقوله، وهتتعلمي دة حاجة سهلة خالص.
ظل يحاول معها عدة مرات حتى بدأت تتعلم وتسبح بمفردها، فاردفت تحدثه بسعادة
:- عمر أنا الحمدلله اتعلمت وأخيرا دة أنا قولت مش هعرف، بعد كدة هنافس الكل بقى.
ظلت تسبح بمفردها وهو يشا'كسها أسفل المياة بمرح تحت معارضتها الصاخبة المرحة وضحكتها التي تزين ثغرها وتدوي داخل أذنيه.
اقترب منها أسفل المياة، وتحدث بمرح وهو يطالعها بنظراته الشغوفة
:- بما إني طلعت شاطر جامد وعلمتك أهو، ولسة هخليكي تبقي أحسن واحدة، مفيش حاجة ليا بقى، حاجة لـ عمر حبـ ـيبك.
حركت رأسها نافية وردت عليه بتذمر، وهي تبتعد عنه
:- لأ مفيش أنتَ بتعلمني عشان أنا آلاء حبـ ـيبتك اتفضل بقى سيبني استمتع براحتي وأنا بعوم.
غمغم بتوعد وهو يراها تبتعد عنه أسفل الماء
:- ماشي ماشي يا ست لولي وبعدين أنتِ آلاء حياتي ودنيتي وروحي كلها أصلا مش آلاء حبيبتي بس.
ضـ ـمها إليه أكثر متمني أن يخبيها في قلبه بعيد عن أعين الجميع والعالم بأكمله، قلوبهما معلقة بهوى وعشق صادق، هما مروا بجميع مراحل الحب حتى وصلت قلوبهما إلى مرحلة أقوى لا يعلم أحد اسمها ولا يوجد لها اسم من الأساس..
❈-❈-❈
دلف تامر غرفته بتعب متمني أن عمر يعود اليوم قبل غدًا، فهو يحمل عنه العديد، استمرت فريدة تتابع التلفاز كأنه لم يدلف من الاساس، شعر بعدم الرضا من عدم اهتمامها به الغير معتاد، فهو اعتاد على اهتمامها به الدائم، أردف قائلا لها بتعب
:- انهاردة اليوم كان متعب أوي حقيقي تعبت.
طالعته ببرود ولا مبالاه، ثم اشاحت وجهها نحو الجهة الأخرى، ولم ترد عليه، توجه و جلس بجانبها ثم تحدث مرة أخرى بهدوء وهو يحاول أن يظل هادئًا معها
:- على فكرة أنا بكلمك يا ديدا بحكيلك.
تمتمت ببرود تام، لم تعطيه أي اهتمام مقررة أن تظل على تعاملها معه ذلك
:- أيوة يعني أعملك ايه، مليش فيه احكي لحد غيري، أنا مش عاوزة أعرف عنك حاجة اصلا كفاية اللي عرفته.
تنهد بصوت مسموع محاول ألا يغضب ويظل هادئًا يتحمل نتيجة أفعاله معها
:- ماشي ياستي براحتك يا ديدا، عاوز اقولك على حاجة مهمة على فكرة.
عقدت زراعيها أمام صـ ـدرها وغمغمت ببرود شديد
:- يا نعم قول عاوز إيه خير، إيه الحاجة المهمة؟
يعلم أنها على حق فمن بعد معرفتها بـبسملة وهي تغيرت تمامًا معه، لكنه يعلم أنها على حق؛ لذلك تنهد بصوت مسموع وتحدث بهدوء وهو يمسك كفها بحنو بين يديه
:- في حفلة كمان يومين اجهزي يا قلبي عشان تروحي معايا بما إنك مراتي وحبيبتي.
أردفت تسأله بعتاب وتحدقه بنظرات غير مفسرة لديه
:- والله دلوقتي بقيت مراتك حبيبتك وعاوزني معاك مش كنت مش بتحب تمشي معايا حتى، إيه هي موافقتش تيجي معاك؟
تنهد بصوت مسموع في محاولة منه للحفاظ على هدوءه بأقصى ما لديه، أمام حديثها المستفز بشدة ورد عليها بهدوء شديد
:- فريدة أنا مش بكلم حد وقولتلك مية مرة، قولت خليكي واثقة فيا وخرجي بقى الكلام الفارغ دة من دماغك عشان متتعبيش وحياة ابننا اللي جاي انا مش بعمل أي حاحة من اللي في دماغك، أنا عاوزك تيجي معايا الحفلة عشان أنا حابب وجودك مش عشان أي حاحة تانية صدقيني.
اومأت له برأسها إلى الأمام، فقام هو بطبع قبلة رقيقة حانية فوق جبهتها وبداخلهما هما الاثنان مزيج من المشاعر يجهلون عن تفسيرها وبالاحر يهربون من تفسيرها، مشاعر مختلطة من السعادة، والحزن والفرح، والحب، و والضعف ومشاعر الأخرى متعددة توجد بداخل كل منهما..
❈-❈-❈
في الصباح...
استيقظت آلاء من نو'مها على همـ ـسات خفيفة حانية تداعب وجهها انكمشت ملامحها بذعر قبل ان تقوم بفتح عينيها العسليتان الناعستان وهمهمت بصوت ناعس خافت بالكاد يصل إلى مسامعه
:- ايه يا عمر، بس بقى أنا عاوزة انام بجد.
جذبها من يـ ـدها يجـ ـبرها على النهوض و هو يضحك ضحكته الجذابة الخاصة به التي قادرة على خـ ـطف قلبها دائما، ثم تحدث بمرح وهو مازال مستمر في جذ'بها للنهوض مبتعدة عن الفراش
:- نوم إيه يا كـ ـسلانة هو أنا جايبك هنا واخرجك عشان تقوليلي انام، قومي يلا نمشي باليخت شوية جيتي امبارح نمتي على طول سيبنا الفيلا و جينا اليخت على الفاضي يا كسلانة.
نهضت من فوق الفراش بحماس يجتاحها، وقامت بفرك عينيها بتكاسل في محاولة منها للتغلب على نعاسها حتى نجحت بالفعل ونمتمت بسعادة تملأ صوتها
:- أيوة أيوة حلو دة بجد يلا نجهز، أنا خلاص صحيت اصلا.
داعب ارنبة اتفها بمرح وهو يشعر بالسعادة لاجل رؤيته لسعادتها البادية، ثم تحدث بمزاح و هو يقلدها في آخر كلمة اردفتها
:- اصلا، طب قومي يلا عشان أنا جاهز اصلا، وبعد كدة تنامي بدري.
وضعت يـ ـديها فوق خــ ـصرها،و طالعته بسخرية واضحة في نظراتها، ثم تحدثت بإعتراض متذمرة
:- والله يا أستاذ هو أنا بسهر بليل لوحدي مثلا ولا بمزاجي، مش أنتَ اصلا اللي بتسهرني بسبب ا..
قـ ـطعت جملتها سريعا عندما علمت بما كانت ستتفوه به، بينما عمر ضحك بصخب عليها ثم اردف بتسلية وهو يقترب منها يحيط خـ ـصرها بز'راعه ليقـ ـربها منه اكثر حتى اختـ ـلطت انفا'سهما سويا فأغمضت هي عيناها لا اراديا منها مسـ ـتمتعة بقر'به الذي دامت تحلم به، سامحة لقلبها يفعل ما يريد، وير'توي بما يريد من حبه لكن آبَى وقد باءت كل ما تفعله بالفشل فقلبها لم ولن يرتوي مادام ينبض بداخل قفصها الصدري كيف يرتوي وحبه بالنسبة لقلبها كالنبضات التي تجعله يحيا، صدح صوته متحدثا باستمتاع لإسـ ـتسلامها التام بين يـ ـديه
:- كملي كنتِ بتقولي بسبب إيه شايفك سكتي مرة واحدة كدة.
احـ ـمرت وجنـ ـتيها بخجل، وهي تلعن اندفاعها الذي دائما يضعها في تلك المواقف التي تسبب لها الخجل، لم تجد رد مناسب ترد به على حديثه؛ لذلك قامت بدفن وجـ ـهها في عنـ ـقه، و تمتمت بصوت خافت خَجِل
:- بس بقى يا عمر بطل كدة.
رفعها عن الارض بز'راعه ليصبح وجـ ـهها مقابل لو'جهه، ثم هـ ـمس بحنو ونبرة عاشقة امام
شفـ ـتيها المرتعشتين نتيجة لإقتـ ـرابه
:- حاضر يا روح قلب عمر حاضر.
سارت رعـ ـشة قوية في جميع أنحاء جـ ـسدها شعر بها هو قبل أن يخـ ـطف شفـ ـتيها في قـ ـبلة حا'نية يحاول من خلالها بث عشقه لها، ذلك العشق الذي لن يـ ـهدأ قط بداخله، العشق المسبب نيران قوية لن تنطفئ سوى بقر'بها من قلبه، ابتعد عنها مجبر حتى تلتـ ـقط انفاسها التي حُبِست، تنفست بصوت مسموع نفس عميق تعطي لرئتيها اكبر قدر مستطاع من الهواء دافنة وجـ ـهها في عـ ـنقه بخجل.
بعد مرور بعض الوقت...
كانت آلاء قد انتهت من إعداد ذاتها، خرجت له من الغرفة مرتدية فستان من اللون الأسود ذو حمالات رفيعة يلـ ـتف حول خصـ ـرها بإحكام، وأردفت قائلة له بمرح وهي تبتسم في وجهه بسعادة
:- يلا يا عموري شوف هنروح فين، على فكرة الفيلا حلوة والمنظر حواليها حلو أوي، لكن انا حبيت اليخت أكتر بصراحة.
:- أنا بقى بحبك أنتِ اكتر.
رد عليها بشغف شديد و هو مازال يتطلع نحوها، لكنن سرعان ما تحولت نظراته، وطالعها بدهشة لم ينكر نظرت الاعجاب والحب البادية في عينيه، لكنه سرعان ما اخفاهما بمهارة، ثم غمغم بجدية ونبرة صارمة
:- يلا إيه و بتاع إيه أنتِ هبلة هتمشي كدة ازاي، آلاء هو أنتِ ليه يا بنتي بتحبي تعـ ـصبيني.
تأفأفت عدة مرات، قبل أن تعقد زر'اعيها أمام
صـ ـدرها وتحدثت ترد عليه بتذمر معترضة
:- بعـ ـصبك فين يا عمر، هو مش اليخت بتاعك مين هيشوفني أصلا، أنتَ اللي بتحب تعـ ـصب نفسك على فكرة وعلى الفاضي كمان.
طالعها بنظراته الغاضبة التي اخترقتها فدبت فوق الارض بقدمها باعتراض ثم دلفت صوب الداخل مرة أخرى، غابت لبضع دقائق خرجت وهي تضع جاكيت جلدي فوق الفستان، وتمتمت بتبرطم و تذمر
:- ها يا أستاذ كدة حلو عشان مبقاش بحب
اعـ ـصبك؟
اقترب منها واحاط خصـ ـرها بزراعه ليقربها منه اكثر، ثم رد عليها بحب
:- كدة قمر.
جلست بجانبه على اليخت الخاص به وهي تشاهد ما حولها باستمتاع ثم فجأة اقتربت منه تلف زر'اعها حول عـ ـنقه و تحدثت بدلال انـ ـثوي
:- عموري إيه رأيك ننزل نعوم.
أجابها بنبرة حانية، وهو يشدد من احتـ ـضانه لها
:- يا قلب عمورك أنتِ بتخافي ومش بتعرفي تعومي وقت الجد بتتحولي، ومتبصليش بعينك كدة عشان مش بعرف اركز احسن نتوه مع بعض.
ابتسمت ابتسامتها الجذابة الذي يعشقها هو، نعم كانت تبتسم عن عمد لتلفت انتباهه لها، وردت تجيب إياه بمكر
:- براحتي طب وفيها إيه ما نتوه، مش مهم، المهم هكون معاك.
جذ'بها نحوه يقر'بها منه حتى جلست فوق ساقيه وقد تاه في عينيها العسليتين لن يشعر بأي شي اخر حوله، هو لم يريد في الحياة بأكملها سواها هي، فاق من شروده بها الذي لم يمل منه قط، تطلع حوله ورأى أنه قد ابتعد كثيرا بالفعل، وهو غير منتبه.
تأفأف عدة مرات بضيق وتحدث قائلا لها بصرامة وجدية حادة
:- شوفتي قولتلك متبصيش ليا سيبيني اركز يا آلاء، ادينا توهنا احنا الاتنين فعلًا بسببك.
برطمت هي في سرها بغيظ من تحوله وعـ ـصبيته عليها، ثم ردت عليه قائلة له بضيق مدعية اللامبالاة
:- والله هو أي حاجة أنا، وأنا مالي بقى يا أستاذ بطل تطلع عصيبتك فيا كدة على الفا..
قطع حديثها بحدة خفيفة بعض الشئ ولهجة مشددة
:- هششش مش عاوز اسمع صوتك حاليًا عشان
متعـ ـصب اسكتي كدة لغاية ما اشوف هنرجع ازاي.
بالفعل صمتت كما قال لها، و نهضت من فوق سا'قيه مبتعدة عنه وهي تطالعه بنظرات غاضبة حادة، بينما هو لعن غضبه السريع الذي يدفعه دائمًا لإزعاجها.
عادوا مرة أخرى سويًا مكانهما، دلفت آلاء نحو الغرفة من دون أن تتفوه بحرف واحد ثم أغلقت الباب خلفها بقوة شديدة مصدرة صوت عالٍ، جلست فوق الفراش تهز قدميها بغضب، لحق بها عمر بعد دقائق، لاعنًا ذاته بداخله وغضبه، اقترب منها وتحدث قائلا لها بأسف
:- معلش يا روحي متزعليش أنتِ عارفاني بتـ ـعصب وخلاص حقك عليا.
أنهى حديثه ممسكًا بيـ ـدها يقـ ـبلها بعشق وهدوء.
جذبت يـ ـدها منه وعقدت زراعيها أمام صـ ـدرها، اشاحت بوجهها صوب الجهة الاخري متحاشية النظر نحوه، ملتزمة الصمت تماما كأنه لم يجلس بجانبها، ضـ ـمها نحوه وظل يربت فوف ظـ ـهرها بحنو وتحدث معها بحنان
:- خلاص بقى يا قلبي حقك عليا، ميبقاش قلبك أسود أوي كدة، أنا غلطان و بتعـ ـصب عليكي على الفاضي وآسف مش هزعلك تاني أبدًا.
طبع قـ ـبلة رقيقة فوق وجنـ ـتها بحنو، واصل حديثه يسأل اياها
:- كدة خلاص؟
استمرت في صمتها دون أن تعقب على حديثه، فطبع قـ ـبلة فوق وجنتها الاخري، و هو يتحدث متسائلا مرة أخرى
:- طب كدة خلاص، ميبقاش قلبك أسود بقى مع عمر حبيبك.
عندما رآها لم ترد عليه، تحدث بخبث وهو يضيق عينيه نحوها
:- يبقي شكلي زعلتك أوي أوي، ومفيش غير حل واحد اللي يصالحك.
قبل أن يقترب منها، كانت تحدثت هي مسرعة بمرح و قد اعتلى صوت ضحكتها عاليا
:- لأ لأ خلاص مش زعلانة اوعى كدة وابعد.
ردد بتشكك و هو يطالعها جيدًا
:- متأكدة؟
اومأت له برأسها إلى الامام، فتابع حديثه قائلا لها بنبرة عاشقة
:- طب تعالي اما اتأكد أنا بنفسي، إنك مش زعلانة.
ضحكت بخجل وخفوت، و قد ازدادت وجـ ـنتيها اشتعال وتمتمت بصوت خافت و هي تدفن وجـ ـهها في عـ ـنقه
:- عمر بس بقى، وابعد كدة عشان بتكـ ـسف بجد.
رد عليها بخبث، وهو يبتسم على خجلها
:- طب قوليلي بحبَك عشان اتأكد.
تمتمت سريعًا بحب، وهي مازالت تدفن وجـ ـهها في عـ ـنقه بخجل يسيطر على كل ذرة بداخلها
:- طب ما أنا فعلا بحبَك يا عمر من غير ما تقولي أقول وأنتَ عارف كدة.
رد عليها بعشق ونبرة حانية، وهو يزداد من ضـ ـمه عليها، كأنه يريد أن يدخلها بين ضـ ـلوعه و يخفيها عن أعين الجميع؛ لتظل محصنة داخل قلبه هو فقط
:- وأنا بعشقك يا قلب وحياة وروح ودنية عمر كلها.
ابتسمت بسعادة وفرح شديد، متمنية أن تظل معه في سعادة للأبد في ذلك المكان منفصلة عن العالم تمامًا، لا يوجد اي شي حولهما سواها هي وهو فقط، فهو يعتبرها عالمه الذي يريد أن يسكن فيه دائمًا، وهي تعتبره العالم الخاص بها؛ لذلك ستكتفي به من بين الجميع وتريد العيش معه هو فقط بعيد عن الجميع وعن كل ما يوجد في حياتهما حتى وإن كان هذا أنا'نية فنعم هي أنانية في حبه وعشقه..
يُتبع..
إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية