-->

رواية جديدة ابنة القمر لفاطمة الألفي - الفصل 26 والأخير ج1

 


قراءة رواية ابنة القمر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ابنة القمر 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الألفي 

الفصل السادس والعشرون

"الاخير" الجزء الاول 



فرغت الكاميرات بنفسها ولم تصدق عينيها من هول ما رأت

فقد رأت زياد هو الذي دلف لمعمل التجارب خلصتها  في وقت مبكرا لكي لا براءه أحد، وحقن الفأر بإبرة أخرجها من جيب سترته؛ ثم ترك المعمل ودلف لمكتبها وفتحت الحاسوب الخاص بها ووضع فلاشة لينقل عليها الملفات الخاصة بابحاثها وكل ما دونته عن تجاربها 

أغمضت عينيها بعدم تصديق ثم عاد بظهرها للخلف وشردت بالفترة الأخيرة ، منذ عودة زياد من ألمانيا ومحاولاته للتقرب منها 

فتحت عيناها ونهضت عن مقعدها، التقطت حقيبتها وغادرت المصنع بخطوات واسعة، ثم استقلت سيارتها دون أن تتحدث مع أحد، تقودها متوجهاً إلى طريقها المنشود الذي عزمت الأمر عليه، وأغلقت هاتفها لأنها لا تريد التحدث مع أي شخص كان..

❈-❈-❈

في ذلك الوقت اتخذ زياد قرارًا بالذهاب إلى والدها بعمله لكي يأخذ خطوة في طريق علاقتهم، وبالفعل توجهًا إلى الشركة وصعد إلى حيث مكتبه وأخبر السكرتيرة عن وجوده وأنه يريد مقابلة أمان 

دلفت السكرتيرة اولا تخبر أمان عن وجود شاب يدعى زياد يريد مقابلته، وافق أمان على مقابلته

وعندما غادرت السكرتيرة أشارت له بالدخول، طرق زياد الباب ثم دلف بخطوات واثقة وملامح باسمة

-مرحبًا سيد أمان

وقف أمان يرحب به ويصافحه بود: 

-مرحبًا بك أيها الطبيب، تفضل أجلس

جلس بالمقعد المقابل له

عاد أمان بتسأل:

-ما رأيك في احتساء القهوة معي

-بكل سرور

رفع أمان سماعة هاتف مكتبه وأخبر السكرتيرة بإحضار القهوة

هتف زياد قائلا بلباقة:

-أعتذر عن سبب قدومي المفاجئ

هز أمان رأسه نافيا:

-لا داعي للإعتذار ، سعيد جداً برؤيتك

استرسل زياد حديثه موضحاً عن سبب قدومه:

-أردت أن أاتي بنفسي لتحديد موعد من حضرتك، بزيارتك بالمنزل ؛ أريد أن أطلب يـ د وتين، فقد انتظرت كثيرًا تحديد موعدًا ولكن يبدو بأن وتين منشغلة بأبحاثها فلذلك قررت أن التقي بحضرتك وهذا شرف لي

أبتسم له بود وقال:

-حدثتني ابنتي عنك؛ ولكن حدث ظرف عائلي جعلنا نأجل تلك الخطوة، ثم الآن لا مانع بأن تأتي إلى منزلنا ونتحدث بالامور الخاصة

-أريد أن تتم خطبتنا قبل موعد سفري، لذلك اسمح لي بأن أكون ضيفك هذا المساء

هز أمان رأسه بالايجاب ثم قال:

-حسنًا انتظرك بالمساء ومعك عائلتك

أبتلع ريقه بتوتر فقد ظن بأنه سيذهب وحده وأثناء تشتته دلفت السكرتيرة تضع القهوة خاصته أمامه

والأخرى أعلى مكتب أمان ثم انصرفت 

-تفضل قهوتك

التقط الفنجان ثم بدء في أرتشاف القليل ثم عاد وضعه ثانيا مكانه على المنضدة ونهض واقفًا

-لا أريد أن أعطلك عن عملك سيدي، سررت بلقاءك

نهض أمان يصافحه ثم سار جانبه مودعا له:

-وأنا أيضا سررت برؤيتك، سانتظركم في المساء 

ودعه واغلق باب مكتبه عاد يجلس خلف مكتبه وهو يزفر بضيق فقد كان يرسم السرور وهو من الداخل لا يطيق وجوده، يشعر بالبغض منه، منذ أن دلف مكتبه من الوهلة الأولى وهو يشعر بمشاعر غير راغبة بوجوده ولكن عليه تحمله من أجل ابنته روح فؤاده وقُرة عينه لا يريد أحزانها


❈-❈-❈


غادرت وتين قسم الشرطة بعدما قدمت شكوى ضد زياد واتهمته بسرقة أبحاثها واعطتهم الفيديو الذي يظهر به وهو يدلف خلسة داخل مصنعها قبل أن تتواجد به بساعات وخرب تجربتها بعدما قتل فأر التجارب ولم يكتفي بذلك حيث سرق كل أبحاثها وتجاربها العلمية في صناعة الأدوية.

أخبرها رئيس المباحث لابد بوجود دليل قوي أخر، يجب الاعتراف بما فعله ولماذا فعل ذلك، يريد اعترافًا صريحًا على ارتكاب جريمته لكي لا يحاول الإفلات من عقوبته ويجب عليها مسايرته إلى أن نعلم لما فعل ذلك وما الدافع وراء سرقت أبحاثها.

وعدته بأنها ستجلب له الإعتراف في وقتًا قياسيًا لكي تتخلص منه 

استقلت سيارتها وهي تبكي ليس حبًا لهذا الشخص ولكن لاستغلالها لهدف معين ولذلك سلك طريق الحب والغرام لايقاعها بشباكه وهو ينوي الغدر 

وجدت نفسها تقود سيارتها اتجاه طريق المقابر، ارادت أن تذهب لوالدتها تقص عليها ما فعله الاحياء بها من خذل ومؤامرة دُبرت من أجلها .

بعد مرور نصف ساعة..

وقفت وتين عند قبر والدتها ترثي حالها والدموع تنهمر من مقلتيها،همست بصوت مبحوح أثر ما تشعر به في غصة ومرارة داخل جوفها.

السلامُ عليكِ يا أمي.

اشتقنا إليك كثيراً وخاصة والدي الذي أصبح أُمً وأبً في ذاتِ الوقت

لم يَكن صُعوبة الأمر في تحمل المسؤلية فهو أستعان باللّه في كل أحواله؛ ولكن الأمر الجَلل في طول الطريق و فقد الرفيق 

أعلم أن رحيلكِ لابُد مِنه ولكن...

لا أقول لو كُنتِ هنا ما أصبح البشر بهذة الغلظة، والقسوة ، وبشاعة الوجوه؛  ولكن على الأقل ستكونِ أنتِ مصدر الأمان لنا

لو كنتِ هنا لتغيرت الكثير من الأحداث في حياتنا 

أمي؛ لو كُنتِ هنا لضممتكِ كثيراً حتى يهدأ قلبي من صَخبة تسكن روحي من رَوعِها

ولكن أمر اللّه كُله خير؛ ف قلبكِ لم يَكُن ليتحمل بشاعة العَالم

عالرُغم من أنه لا يُوجد لدي الكثير من الذكريات معكِ ؛ فهُناك تفاصيل كثيرة كُنت أود عيشها معك

رحيلكِ عني وأنا لم أتجاوز عامي السادس أحدث في قلبي فجوة لا يستطيع أحد الشعور بها مُطلقاً 

 أسأل اللّه العظيم رب العرش العظيم أن تَكونِ بصُحبة رسوله في الفردوس الأعلى.

والسلامُ عليكِ يا أمي الحنونة.

اكتفت بذلك الحديث لا تريد أحزانها فهي تعلم بأنها تشعر بها؛ أنهت حديثها بقراءة الفاتحة ثم ودعتها قائلة بصوتها الخافت:

-إلى لقاء قريب يا حبيبتي

مـ سحت دموعها باناملها وسارت مبتعدة عن المقابر، تود أن تستنشق هواء بارد لعلها تفيق من صدمتها تلك، تحاول ترتيب افكارها ، تود أن تصفع زياد على وجـ نته ليفيق من دور العاشق الذي يتقمصه وتظهر وجـ هه الحقيقي، سوف ترد له الصاع صاعين وهذا ما أقسمت عليه فهي ليست بلعبة ستنال منه ما يستحقه..


❈-❈-❈


عادت إلى المنزل تفاجئت بوالدها يستقبلها بأحـ ضانه ويخبرها عن مقابلة زياد ويجب عليها الاستعداد، حبست دموعها وصعدت إلى غرفتها واطلقت بدموعها العنان،هي بين نارين الآن تريد أن تبوح لوالدها بما تخفيه داخل صـ درها ولكن تخشى عواقب الأمر فلم يتحمل والدها رؤية دموعها أو تعرضها الخذلان من ذلك الشاب أو غيره، كما أنها تحاول أن تظهر بالقوة والثبات لكي تعلن عن حقيقته في الوقت المناسب.

توجهت إلى المرحاض لتغسل وجـ هها أثر الدموع لكي لا يلاحظها أحد أفراد عائلتها

ثم جلست على حافة الفراش تنظر للفراغ

استمع لطرقات أعلى باب غرفتها، تطلعت بعينين حزينتين لتجد مريم تدلف الغرفة بمرح وهي تهتف بسعادة غامرة قائلة:

-عروستنًا الجميلة ما هذا الكسل؟ هيا انهضي لكي تستعدي لمقابلة الطبيب الذي خطف قلبك يا حلوتي

لاحت ابتسامته جانبيه جاهدت في رسمها على ثغرها لكي لا يشعر بحزنها أحد، أخفت لمعة عينيها وبريقها الحزين وظلت تتطلع لمريم دون حديث

توجهت مريم إلي خزينة الملابس ثم فتحتها وظلت تبحث من بينهم عن ثوب يليق بتلك المناسبة السعيدة، انتقت ثوب ازرق بكم ضيق وينساب بنعومة على جـ سد وتين الممشوق، ولكن رفضت وتين ارتداءه

-لا أريد هذا الثوب

تطلعت لها مريم بحيرة ثم أخرجت ثوب اخر لونه فيروزي بمنتصفه حزام ذهبي عند الخصر

هزت وتين راسها نافية ثم رددت :

-ولا أريد ذلك أيضا

تأففت بضجر ثم جذبتها من ساعدها لتنتقي هي بنفسها الثوب الملائم

-إذا هيا انتقي الثوب بنفسك 

سحبت من الخزانه بلوزة زرقاء وبنطال أبيض والقته على فراشها وهي تقول:

-سوف ارتدي ذلك 

جحظت عينين مريم وهتفت بدهشة:

-ولكن هذا لا يليق بتلك المناسبة، سوف تلتقي بحبيبك وعائلته بهذا الزي الصبياني

هزت كتفها بلامبالاة:

-عليهم أن يعتادو الأمر

زفرت مريم بقلة حيلة فلا تستطيع إقناعها عن التخلى عن هذا فهي شخص عنيد من الصعب إقناعه

همت مريم بمغادرة الغرفة وقبل أن تغلق الباب عادت تنظر لوتين قائلة:

-أعلم بأنكِ جميلة ولكن اليوم مميز يجب عليكِ وضع بعض من مساحيق التجميل، لتزدادي جمالاً وتألق

أطلقت تنهيدة عميقة ثم قالت بنفاذ صبر:

-حسنًا مريم سأكون في أبهة صورة، هل من نصائح اخرى؟

ابتسمت لها بحب وقالت قبل أن تغلق الباب خلفها:

-اتمنى لكِ السعادة الدائمة

زفرت بضيق ووقفت أمام المرآة تطلع لنفسها وعندما وجدت القلادة تحيط بعنقها نزعتها بقوة والقتها ارضًا 

ولم تكترث لجرح عنقها التي سببته القيلادة ،فقد كان جرح قلبه وكرامتها أقسى وأعمق، جرح دامي مازال يقطر دمًا بسبب أنجراف مشاعرها لذلك الوغد، عديم الشرف، كل ما يشغل باله هو سرقة مجهودها وابحاثها وتعب أعوام، يسرقها من أجل جهة أخرى أوروبية يا له من ندل حقير لن تغفر له ولن تسامحه وسوف توقعه في شر أعماله..


❈-❈-❈


بمنزل نادر 

عندما علم من مريم بقدوم الشاب اليوم لخطبة وتين رفض أن يخبر مروان وأخفى الخبر عن الجميع لا يريد أن ينتكث مروان ثانيًا، يكفي ما حدث له بتلك الحادث.

وطلب من مجد أن يصطحب شقيقه في نزهة لكي يحاول أخراجه من عزلته وانتشاق هواء نقي بعد الحادث 

وظل مجد يزن على شقيقه لكي يخرج معه بالنهاية وافقه مروان الرأي لكي يتخلص من زنه والحاحه

وبالفعل غادرو المنزل، استقل مجد سيارة شقيقه وهو من قادها وجلس مروان جانبه ثم تطلع له قائلا بتسأل:

-إلى اين ستذهب

رمقه مجد بنظرة مبهمة وقال:

-سوف أبهرك، اترك لي نفسك فقط

ضحك مروان وقال :

-حسنًا ابهرني يا شقيق

ضحك مجد هو الآخر وهتف قائلا:

-ستنبهر أخر أنبهار

وبدء في إشعال الموسيقى داخل السيارة على نغمات صاخبة ومجد يردد تلك الكلمات مع المطرب ومنجذب بالغناء الشعبي 

ومروان يتطلع له بدهشة بسبب صخبه ولونه المفضل في انتقاء الغناء فهو يفضل ذلك الفن الشعبي على عكسه تمامًا، مروان يميل للغناء الطربي حيث أم كلثوم وعبدالحليم، نجاة وفيروز وردة كل العمالقة القدام أصالة وأنغام والطرب الاصيل


وضع مروان يـ ديه على أذنيه يرفض سماع ذلك الشي الذي يؤذي أذنه

لم يكتفي مجد بذلك حيث صفا السيارة أمام مهلى ليلي وترجل من السيارة وجذب شقيقه من رسغه ليسير معه

كان مروان رافض الأمر تماما ولكن مع إصرار مجد  سار جانبه رغما عنه، عندما خطى بقدميه المكان، نزع له مجد النظاره التى تخفي جمال عينيه العسليه ووضعها بجيب سترته وقال:

-هذا أفضل

دار مروان عينيه بالمكان بدهشة فتلك هي المرة الأولى التي يذهب للاماكن تلك 

اصوات الموسيقى عالية تصدح بالمكان وصالة للرقص تسمى بصالة "الديسكو" ويتجمع داخل تلك الحلبة الفتيات والشباب معًا يتمايلون بجر اءة 

اخفض مروان بصره فهو لا يحب تلك المناظر 

ضحك مجد وجذبه من ذراعه يهتف بحماس:

-هيا..

تسمر مكانه ونظر له بغضب:

-اجننت لماذا تأتي إلى تلك الأماكن المشبو  هة 

-مروان هذا مكان شبابي الست شاب مثلنا، عش كل ما يعيشه الشباب، لن تكن معقدًا دع نفسك وخاطر من أجل إظهار شخصيتك للعلن، كل هذا من تجارب الحياة 

أعطاه كأس من الكحول لم يصدق مروان بأن شقيقه يتناول الكحول

-خمر تحتسي الخمر يا مجد؟ إلا تخجل من نفسك ومن أفعالك، هذه الأشياء محرمة كيف تشجعني على تناولها وما هذا المكان القذر هل هذا الذي سيغير من شخصيتي، إذا كنت شخص معقد في نظرك فيا مرحبا بالتعقيد، لا اريد ان اكون منحل وانساق وراء الأفعال المحرمة من أجل إيجاد شخصي، هذا لا يليق بي يا أخي ولا بتربية والدك ، هيأ معي لنغادر ذلك المكان المشـ بوة 

غادر مجد معه بضيق ، هتف مروان بتسأل وهو يضـ مه من كتفه:

-كل ذلك حرام يا اخي، الفتيات التي لا ترتدي ثياب تسترها، والشباب

 يالا مـ سون اجـ سادهم بواقحة واحتساء الخمر المُسكر ليغيبك عن الوعي ويتحكم بعقلك كل ذلك حرام ولا أريد أن تاني إلى أماكن كهذا بعد الان

التحرر لا يعني الانحلال الأخلاقي والتشدد لا يعني التعقيد في أمور ديننا وعقيدتنا ولكن نحن واعين لنفرق بين الصح من الخطأ ومن الثواب والعقاب ومن الجنة والنار ، أنت شاب بالغ عاقل لا تسير وراء الشهوات 

هز مجد رأسه بتفهم وقال بخجل:

-كنت احاول اخارجك من حالة الحزن، أردت أن ترا اشياء لم تراها من قبل 

ربت على كتفه برفق وقال بحنو:

-أعلم بأنك تحاول ولكن اطمئن أنا بخير مدام الله معي، لا ننساق وراء أفعال الشياطين ذلك، نحن سنظل على نشأتنا وفطرتنا الجميلة ، لن نتلوث بتقلابات الزمان ولا المكان،هذة عقيدتنا التي لا تتبدل على مر العصور والأزمان

ثم أنهى حديثه مع شقيقه قائلا:

-ما رأيك في جولة حول النيل، نسير معا على ضوء القمر ونأكل الذرة المشوية ونتطلع لمياة النيل العذبة ونتسامر معا بالحديث

أبتسم له مجد ثم اقترب منه يعانقه بحب وشدد مروان في عناقه فشقيقه الأصغر ينحدر بسبب صغر سنه وعدم إدراكه ويفعل مثلما تفعل الشباب دون وعي منه، عليه أن يتخلى عن عزلته الآن من أجل شقيقه الذي هو بحاجته ، لا يترك لحزنه أن يتغلب عليه..


❈-❈-❈


داخل ڤيلا أمان 

استعد أمان ورحيل لمقابلة عائلة زياد وكانُ في انتظار قدومهم ، وعندما صدح رنين جرس الباب ، تقدم رحيل هو لفتح الباب واستقبالهم بحفاوة ولكن تفاجئ بوجود زياد وحده، صافحه بود ودعاه للدخول

كان يحمل باقة من الزهور تقدم بخطوات مرتبة واستقبله أمان أيضا بترحاب 

صافحه بود وجلس ينتظر قدوم وتين ليقدم لها باقة الزهور

بعد لحظات تسال أمان عن وجود عائلته:

-مرحبًا بك، ولكن اين والديك؟

تصنع الحزن وقال بأسي معتذرًا:

-والدي توافهم الله وأنا أتيت بمفردي ، اتمنى أن احظى بعائلة مثلكم لتكون عائلتي أيضا

تنحنح أمان وقال:

-أعتذر لم أكن على علم ، وبالطبع نحن عائلتك

في ذلك الوقت أسرعت مريم تصعد الدرج وتوجهت إلى غرفة وتين تخبرها بوصول زياد.

أغلقت وتين الهاتف بتوتر عندما دلفت مريم على غفلة:

-وتين حبيبيتي هيا زياد بالاسفل يجلس مع والدك وعمك، يا له من شاب وسيم 

لم تبدي أي ملامح على وجـ هها ، فقط زفرت أنفاسها بقوة وغادرت الغرفة 

هبطت الدرج وتوجهت إلى غرفة الصالون 

عندما رآها تتقدم منه وقفًا ليصافحها ويقدم لها باقة الزهور

دلفت تقول برسمية:

-مرحبًا بك زياد

صافحها واعطاها باقة الزهور :

-هذه لكِ، اتمنى أن ذؤقي يُعجبكِ

ثم جلس عندما جلست هي بجوار والدها الذي شعر بلمحة حزن تسكن مقلتيها، كما شعر رحيل أيضا بعدم تألقها فقد كانت في مظهر عادي 

تقدمت مريم بواجب الضيافة وهي ترحب به ببشاشة

بعد عدة دقائق هتف زياد قائلا وهو يتطلع لوتين بنظرات خبيثة أصبحت الآن تفهم تلك النظرات التي كان يحدجها بها من قبل، تدل على الحقد والخبث:

-عمي أمان أتيت اليوم لطلب يـ د ابنتك وتين، أريد أن تصبح زو جتي

ربت أمان على ظهر ابنته بحنو ثم قال:

- لم أمانع والقرار النهائي هو لوتين

جاهدت في رسم ابتسامتها ، نهض زياد عن مقعده ودس يـ ده داخل جيب سترته ليخرج علبة زرقاء قطيفة فتحها أمامهم وتطلع لامان قائلا باستاذان:

-تسمح لي عمي بأن ألبسها خاتم الخطبة وكل ما تقوله وتين من طلبات أوامر وسافعل لها كل ما تتمناه

-حسنًا بني، مبارك لكم

ألبسها الخاتم ثم انحنى يقـ بل يـ دها ويهمس لها بصوت خافت:

-مبارك حبيبتي

اكتفت بابتسامة طفيفة

قـ بلها أمان وضـ مها لصـ دره بحنان ثم طبع قـ بلة على خصلاتها :

-مبارك يا روح فؤادي

قـبل رحيل أيضا وجـ نتيها وبارك لها فرحتها وفعلت مريم المثل وعانقتها بحب وبعد لحظات هتف أمان قائلا:

-لابد من أقامة حفل للخطبة 

-أتمنى أن تكون حفلة عقد قرآن اريد أن تصبح زو جتي قبل أن أسافر 

هتفت وتين قائلة :

-سوف نحدد ذلك فيما بعد

أبتلع ريقه بتوتر وقال:

-عمي هل تسمح لي بالجلوس مع وتين دقائق قليلة قبل أن أذهب

وافق أمان على ذلك ونهضت وتين بجانبه، اقترحت أن يجلسون بالحديقة وعندما توجهوا إلى الحديقة وقفت في مقابلته وهي تقول:

-لما أنت تستعجل على عقد القرآن

أبتسم لها بسماجة وقال وهو يحاول التقرب منها:

-لانني اتتوق للتذوق الشهد من شـ فتيكي واعلم بأنكِ لن تسمحي لي بالتقرب ولكن عندما تصبحين زو جتي لا احد سيمنعني من حقوقي

زفرت بضيق وقالت :

-أسفة مزاجي سي اليوم بسبب وفاة رينو وذهني مشتت بسبب فشل التجربة

هم باحتضـ انها ولكن ابتعدت عنه وهتفت بأسي:

-أشعر هُنا بالضياع ، لا احد يهتم بتلك التجارب التي أُحارب من اجلها، لا أحد مُهتم بما احاول صنعه من أجل بلدي ، الكل غافل لا أحد يكترث بابحاثي ولا انجازاتي، أشعر بأنني محطمة 

-اخبرتك حبيبتي لا أحد يقدر قيمتك هنا، ما رأيك في الزواج والسفر معي إلى ألمانيا هناك سيقدمون لكِ كل ما تحلمين به ستجديه رهن أشارتك، ستتبدل حياتك وستحصلين على الجنسية وستكوني اصغر عالمة ستحصلين على جائزة نوبل ستتفتح لكِ كل الطرق المسدودة ستنعمين بالرغد ، حياة جميلة منعمة بالرفاهية وانا جوارك نأسس حياتنا هناك وعندما تشتاقين لوالدك لن امنعك من العودة إلى هنا، هيا فكري بالأمر 

دارت وجـ هها لتحاول كبت دموعها ثم قالت:

-موافقة زياد اريد أن أبعد عن تلك الحياة المعقدة، لن أظل في البلدة التي لا تقدر تعبي ومجهودي

لم يصدق ما سمعته أذنه ، دارت هي وجـ هها وأصبحت في مقابلته ثم اقتربت منه تضـ مه ووضعت مايك صغير داخل جيب حُلته الرمادية

لم يتوقع منها ذلك العناق وعلم بأنه خطته قد نجحت

ابتعدت عنه قائلة بسعادة مصطنعة:

-أنا سعيدة جداً بسببك زياد، إياك أن تذهب سأحضر لك العصير بنفسي وأود أن نتناقش في موضوع السفر 

هز رأسه بالايجاب وقال:

-سانتظرك حبيبتي

سارت مبتعدة عنه ولكن لم تدلف لداخل الفيلا ، توارت عن أنظاره خلف الأشجار فهي تعلم بأنه سيزف الخبر إلى المؤسسة الذي يعمل لديها ولم تكن تلك المؤسسة المانيا وحسب بلا كانت مؤسسة أسرائلية تدعمهم ويوجد بينهما مصالح أخر ..


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية ابنة القمر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية