رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 17
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل السابع عشر
الجزء الاول
( لا يلدغ المؤمن جحره مرتين )
لكن أحياناً حتى لما بناخد حذرنا بنقع ،،،
لو جيش كامل قوي وفيه منهم بس واحد خاين الكل بينهزم .
لو قلعة متينة وفيها شرخ صغير سهل جداً تنهار
وفي نهاية الأمر
( ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين)
❈-❈-❈
- طمنى بس إيه اللى حصل فجأة كدة ؟
ظهر على ملامحه الحزن والحيرة الكاذبة وأردف :
- إمبارح بعد ما مشينا من عندكم ووصلنا البيت لقيت حمزة الجواد والد مروان بيوقفنى وعايز يتكلم معايا .
ضيقت عيــ.نيها تتنبه بصدمة بينما هو يكمل :
- ولما روحتله طلب منى أبعد عنك تماماً وهددنى وقالى لازم أسيب المدرسة وإلا هيقطع عيشي نهائي من أي مكان ،،، وقال لو أنا مبعدتش عنك هيقول عنى كلام كتير سئ وهيقدر يتبلى عليا .
شهقت بذهول وأردفت بعدم تصديق :
- معقول يوصل بيه الأمر لكدة ؟..
هز رأسه يردف بحزن مصطنع :
- أنا مش قده يا ريتان ،، هو فعلاً يقدر ينفذ كلامه ،،، ولو عرف إنى قولتلك هيعمل الأسوأ ،،، علشان كدة أوعى لو سمحتِ تعرفيه ،،، أشوف وشك بخير .
تحرك خطوة ثم عاد يطالعها مردفاً بخبث :
- بس أنا لسة عند طلبي يا ريتان ،، ولو إنتِ قبلتى هحارب علشانك ،،، لكن في الوقت الحالى أنا مضطر أمشي من المدرسة ،،، فكرى يا ريتان كويس وأنا هنتظر قرارك ،،، أنا مش مهم عندى الوظيفة أنا عندى شقتى وعفش جديد وهفتح مشروع بجزء كنت ركنه على جنب بس إنتِ تبقى معايا ،،، فكرى وأنا منتظر قرارك ،،، موافقتك هتخليني أقدر أواجهُ .
طالعته بتعجب وهزت رأسها تردف متسائلة :
- تواجهُ ليه ؟ ،،، هو قال إنه هيأذيك ؟ ،،، قالك كدة؟
عاد يتقدم منها ويبــ.تلع لعابه وهو يلاحظ شكها ثم أردف بترقب وهو يلتفت حوله :
- طيب ممكن بعد المدرسة نطلع نتكلم في أي مكان وأنا هفهمك الأمور كلها ؟
ضيقت عيــ.نيها متسائلة بتعجب :
- تفهمنى إيه ؟ ،،، ماتقول يا كريم فيه إيه بالضبط ؟ .
عاد يلتفت حوله ثم طالعها وأردف بترقب :
- هو بيراقبك ،،، دايماً فيه حد تبعه حواليكي وبيبلغه حركاتك ،،، خلينا نخرج نتكلم في أي مكان ،،، لو سمحتِ ؟
تعجبت منه قليلاً تطالعه بصمت ،،، هل يراقبها ؟ ،،، هل حقاً يبعث أحدهم خلفها ؟ ،،، بالتأكيد يفعل وإلا من أين علم بذهاب كريم لهم أمــ.س .
تساءلت بصوت عالى كأنها تحدث نفسها :
- مش أنت خايف منه ومن تهديده ؟ ،،، عايزنا إزاي نتكلم في أي مكان ؟
زفر تكمل وهى تطالعه بعدم تصديق :
- كريم لو سمحت متلفش وتدور عليا ،،، فهمنى حمزة قالك إيه بالضبط ؟
توتر داخــ.له ،،، عليه أن يجد حالاً في الحال ،،، عاد يطالعها ويردف بهدوء وتروى :
- يا ريتان إحنا في المدرسة ،،، الكلام ده مينفعش هنا ،،، انا قولتلك نتقابل برا علشان أشرحلك كل حاجة ومبقاش كذبت عليكي ،،، ووقتها هتتأكدى أنه فعلاً بيراقبك .
أغمضت عيــ.نيها وزفرت بقوة تستغفر ثم أومأت تردف بغضبٍ داخــ.لى :
- تمام يا كريم ،،، بعد المدرسة إن شاءلله نتقابل في الكافيه القريب اللى على أول الشارع ،،، عن إذنك .
عادت هى إلى حصتها شاردة ،،، كانت تشعر بمراقبته وبرغم عدم تأكدها إلا أن جزء داخــ.لها كان يتمنى أن يكون حقيقة ،، ولكن لما يراقب خطواتها ؟ ،،، لما يقيد حركتها ويعيش هو حر كما يحلو له ،،، منذ أن إنفصلت وأخبرها أنه سيطلق زو جته وإلى الآن يقول نفس الشئ ،،، ما هذا الذي يفعله بقلبها ؟ ،،، ويريدها أن تسمعه؟ ،،، لا لن تسمع شئ .
اما كريم فابتعد يهاتف مها ويخبرها بكل ما حدث ولتخبره ماذا يفعل وماذا يقول .
❈-❈-❈
بعد قليل
في الشركة تتحدث مها مع الشخص الذي كلفته بمراقبة ريتان مردفة :
- خليك بس قريب من الكافيه ،،، لو لقيت حمزة جاي تصور .
أردف الرجل بترقب :
- تمام مش مشكلة ،،، بس لازم أبقى بعيد عنه ،، لأن لو شافنى مش هيرحمنى ،،، هحاول أصور زوم زى كل مرة .
زفرت تردف بعدما فهمت مغزى حديثه :
- هحولك مبلغ على حسابك دلوقتى ،،، ماتقلقش ،،، حتى لو حمزة شافك إنت عارف هتقول إيه كويس ،،، أهم حاجة تصور كل حاجة بتحصل ،،، وتبعتهالى على الفون أول بأول متستناش لما تفرغهم .
إنشرح الرجل عندما أخبرته بالنقود وأردف بحماس متجدد :
- إنتِ تؤمرى يا هانم ،،، هعمل كل اللى أقدر عليه .
أغلقت معه وشردت تفكر ،،، سنوات طويلة يكبر ويتضخم كرهها لتلك المعلمة ،،، سنوات تتمنى أن تنتقم ولكن يعيقها إنقلاب حمزة ،،، أخبرت ناصف بعلاقتها بحمزة حتى تنتهى حياتهما السعيدة التى كانت تعيشها ويبدأ معها الجحيم ولكنها عادت مطلقة خالية أمام هذا ضيق الأفق زو جها ،،، ليته يفكر بالمنطق ويتخلى عن تلك المشاعر الغبية ،،، سنوات وهو ينفرها ويركض خلف تلك الشمطاء التى تدعى الفضيلة .
خدمتها وصية والدها وخدمها عدم موافقة ريتان على لقب زو جة ثانية وها هي ستستغل أي شئ لتلقن تلك المعلمة درساً لن تنساه وبعدها هناك إحتمالين إما أن يعود حمزة لرشده ويتقبل زوا جه منها أو يستمر في غباؤه ويطلقها وفي الحالتين ستكون حققت إنتقامها سيشفي غليلها من تلك المعلمة ولن يكون لهما حياة سوياً أبداً .
❈-❈-❈
في نفس الردهة وفي مكتب آخر يجلس فريد يباشر عمله بتركيز حيث رن هاتفه ينبهُ باتصال من رقمٍ مجهول .
تناوله يطالعه بطرف عينه وتعجب من حال تلك الارقام المجهولة التى تداهمه مؤخراً.
أغلق ولم يجيب ولكن كالعادة وردت الرسائل الغريبة التى تأتيه مؤخراً .
فتح الرسالة وقرأ محتواها ( وحشنى يا فريد ،،، معقول محنتش لحبك القديم )
شرد قليلاً يفكر فيها ثم كالعادة تجاهلها ولكن عاد الرقم يرن مرة أخرى فتنهد بقوة وفتح الخط يردف بترقب :
- ألو ؟
أردفت على الجهة الأخرى بسعادة وقد ظنت أنه أجاب إشتياقاً :
- كنت متأكدة إنك هترد بعد الرسالة ،،، كنت خايفة تكون نسيتنى يا فريد ،،، عامل إيه ؟
علم هويتها وتعجب لثوانى ولكن إبتسم داخــ.ل نفسه ساخراً ومتعجباً ثم أردف بجمود :
- يظهر إنك غلطى في الرقم والعنوان والشخص يا مدام ،،، ياريت تبطلي تتصلى على الرقم ده وإلا المرة الجاية مش هيحصل خير .
أغلق الخط وحظر الرقم كالعادة ووضع الهاتف وابتسم ساخراً على أيام طيْش يتمنى محوها من ذاكرته .
شرد قليلاً في أمر زو جته ،،، تنهد بقوة وقرر محادثتها ،،، تناول هاتفه مجدداً وطلب رقمها وانتظر إلى أن اجابت بحب :
- فريد ؟ ،،، أزيك يا حبيبي ،،، فيه حاجة ؟
أردف باشتياق وتعجب :
- بطمن عليكي ،،، عاملة اية ؟
أبتسم بحب وأردفت :
- الحمد لله تمام ،،، بس أستغربت لإنك ف الوقت ده بتكون مشغول جداً .
تنهد بقوة وأردف بصدق :
- حبيت أسمع صوتك ،،، إنتِ والبيبي تمام ؟
أردفت وهى تتحــ.سس رحمها بسعادة :
- تمام جداً ،،، بيسلم عليك .
أردف بحنو :
- تمام يا قلبي ،، يالا هقفل دلوقتى ،،، سلام .
أغلق معها وعاد يكمل عمله بعدما سمع صوتها واستكفى بحبها الذي ملأ قلبه حتى أنه يلعن حاله أنه أضاع سنوات في حبٍ وهمي زائف .
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات في أحد الكافيهات المجاورة للمدرسة .
تجلس ريتان بتوتر فهى لأول مرة تذهب لمقابلة أحدهم ويزيد توترها صمت كريم إلى الآن .
ولكنها لا تصدق أن حمزة يهدد ويقطع زرق أحدهم لذلك أتت وتنتظر حديثه .
أردفت بترقب وهى تطالع كريم :
- شربنا القهوة يا كريم ،،، قول اللى عندك بقى ،، قول كل اللى عندك ومتخبيش حاجة وأنا هسمعك .
ألتقط نفساً عميقاً وارتسم على ملامحه الحزن يردف بهدوء :
- هقولك يا ريتان ،،، هقولك لإنك تستاهلى أبدأ معاكى على صراحة ووضوح ،،، وحتى لو غيرتى نظرتك عنى هتفهم ده جداً بس هحكيلك كل حاجة عنى الأول وبعدها هقولك حمزة الجواد قال إيه .
تنبهت له وبدأ هو يردف بهدوء وعينه منكبة عليها :
- أنا زي ما إنت عارفة وحيد أمى ،،، والدى إتوفى وأنا صغير وهى اللى ربتنى وعلمتنى أحسن تعليم وكبرتى وأتحدت الكل علشانى ،،، أمى رفضت ترتبط مرة تانية وتكمل حياتها علشانى ،،، ضحت بسعادتها وراحتها علشانى ،،، عيشنا أنا وهى بس وكنت أنا وما زلت كل حياتها ،،، إتجــ.وزت أنسانة حبيت شكلها وبس للأسف ،،، وقتها كان تفكيري سطحى ،،، إتجــ.وزتها وأمى كانت فرحانة بيها جداً ،،، كان عندى بيت دورين في القرية كانت أمى شقتها في الدور الأول وأنا في التانى ،،، ومن هنا بقى بدأت المشاكل ،،، كانت دائماً هى وأمى على خلافات وعدم تفاهم ،،، حاولت أهدى الوضع بين الاتنين وأرضي أمى وفي نفس الوقت مزعلش مراتى لكن الاتنين تعبونى وسطهم ،،، علطول غيرة من أمى وشكوى من زو جتى ،،، إتحملت الوضع على أد ما أقدر لحد ما زو جتى حملت ،،، هنا بقى أمى فرحت جداً وبالنسبة لتفكيرها كانت شايفة إن شغل مراتى في فترة حملها هيبقى تعب عليها ،،، طلبت منها تاخد أجازة لحد ما تولد وبعدين تكمل علشان صحتها وصحة ،،، بس مراتى رفضت تماماً واتعاملت بأسلوب غير لائق مع والدتى ،،، وبردو كالعادة إختلفوا سوا ،،، بقيت أرجع بليل ألاقي أمى بتبكي وانها كانت بتجــ.وزنى علشان تفرح وترتاح بس هى شايفة العكس دائماً ،،، حتى أنا شيفانى علطول زعلان ،،، أطيب خاطرها وأطلع أطيب خاطر زو جتى وأطلب منها تنزل تراضيها بس طبعاً رفضت تماماً ،،، رفضت واعتقدت إنى باجى عليها وعلى كرامتها ،،، لحد ما أمى تعبت ووقعت في الأرض فجأة وبقيت أراعيها لوحدي ،،، جيت بعد أسبوع كان لازم أرجع شغلى فطلبت منها تاخد أجازة فترة بسيطة علشان مينفعش نسيبها في البيت لوحدها وهى في الحالة دي ،،، رفضت وقالت أقعد إنت في البيت وأنا أصرف عليكوا ،،، طبعاً يومها زعلت معاها جداً لإنى حسيت إنها مبتحبنيش وإنى قليل في نظرها .
زفر بقوة وهو يطالعها وهى تتمعن فيه فتابع :
- تعبت ،،، تعبت بجد يا ريتان ،،، وفي يوم كنت في مشوار ولقيت أمى بتتصل بيا وبتبكى جامد ،،، طلعت جري على البيت لقيت زو جتى واقعة من على السلم وبتنزف وبتصرخ وبتقول أمك زقتنى ،، طيب إزاي أصلاً وهى وقتها مكنتش بتقدر تمشي كويس ؟ ،،، إنهرت وأخدت مراتى وجريت على أقرب وحدة صحية عندنا بس للأسف كانت نزلت الطفل ،، بعدها أهلها كانوا عايزين ينتقموا منى ومن أمى ،،، لدرجة إن والدتها وخالتها إتهجموا على أمي وكانوا عايزين يضربوها لولا إنى وقفتلهم ،، وبعدها دفعت مبلغ كبير كتعويض وطلقتها ،،، وسيبت القرية وجيت أنا وأمى نعيش هنا بعيد عن الكل ،،، عيشنا هنا 3 سنين في هدوء وراحة وكل مرة بتطلب منى اتجــ.وز أنا برفض لأنى خايف ،،، خايف يحصل زي ما حصل قبل كدة ،،، كان نفسي ألاقي بنت حلال طيية تقدر تحتوى والدتى وتتفهم وضعها وأنا هشيلها في عنــ.يا ،،، لحد ما شفتك ومرة في مرة لقيتنى بنجذب ليكي ،،، نسيت إنى كنت بدور على زو جة مناسبة وبقيت بتمنى إنك تكونى ليا مهما كنتِ ،،، بس محبتش أتسرع علشان مظلمكيش معايا ،،، عرفتك وعرفت أخلاقك وشوفت تعاملك مع الأطفال وتفهمك ليهم ،،، حبيتك أكتر وقولت هى دي ،،، هي دي الملاك اللى هتنور حياتى ،،، أنا بعتبر أمى طفلة وكنت واثق إنك هتتفهمى وضعها ،،، علشان كدة صممت إنها تتعرف عليكي وتشوفيها وتشوفك ،،، علشان كدة كنت دايماً بأكد أن أهلك يشفوها قبل أي شئ .
أستمعت له إلى أن إنتهى متعجبة من حكايته ثم تساءلت بعتب :
- وكنت هتخبي عنى كل ده يا كريم ؟
هز رأسه يردف بتأكيد :
- لااا ،،، صدقيني لاء كنت هقولك كل ده لو وافقتى ،،، كنت خايف أقولك ترفضي ،،، أنا معاكى في المدرسة بقالي سنتين شوفتى منى أي تصرف معجبكيش ؟،،، شغلى وأخلاقي الحمد لله واضحين قدام الكل ،،، صدقيني كنت هقولك وهحكيلك كل حاجة عنى بس لما أعرفك أكتر عليا وعلى أمى علشان حكمك يكون منصف ،،، بس لقيت أن حمزة الجواد عرف كل ده أو سمع بس من طرف واحد ،،، بعت حد وسأل أهل طليقتى وهما قالوا الأسوء عنى ، وطبيعي يقولوا كدة .
ضيقت عيــ.نيها وشردت ،،، هل لتلك الدرجة يهتم لأمرها ؟ ،،، هل يرسل ويسأل ويدقق ؟ .
لاحظ كريم شرودها فتابع بخبث :
- على فكرة هو جابلي شغل في مدرسة تانية ،،، بس المهم أبعد عنك ،،، وبصراحة أنا أستغربت ،،، واضح إنه بيحبك ومع ذلك متجــ.وز وعنده ولد ،،، مفهمتش هو عايز يوصل لإيه بصراحة بس اللى أعرفه إنك مستحيل تكونى من النوع ده .
تابع تخبطها وحيرتها فتنهد بإنتصار لما أنجزه وأردف بهدوء :
- على العموم يا ريتان أنا حكيتلك كل حاجة بصراحة والقرار ليكي ،،، وتأكدى إنى هحترم قرارك جداً مهما كان ،،، مع إنى دائماً هتمنى توافقي .
وقف قاصداً المغادرة ولكن عاد إليها يردف بدهاء :
- وعايز أقولك على حاجة كمان ممكن تأذيني لو أتعرفت بس أنا لازم أكون صريح معاكى ،،، مها أبو الدهب مرات حمزة .
رفعت نظرها فجأة تطالعه بتعجب متسائلة بقلق :
- مالها ؟
تنهد بقوة وأردف :
- نزلت الصبح لقيتها واقفة قدام البيت بعربيتها ،،، طلبت منى تعرف جــ.وزها قالي إيه ،،، تقريباً كدة عرفت إنه قابلنى ،،، بس أنا رفضت أحكيلها أي حاجة ولما لقيتنى مصمم طلبت منى أفضل في المدرسة وأنقلها اخبارك بس طبعا مقبلتش أبداً ونزلت ،،، الناس دي مش سهلة يا ريتان ،،، إبعدى عنهم أحسن ،،، حتى لو مش هتكونى من نصيبي بس الأفضل تكونى بعيد ،،، واضح إنها مش هتسمح لحد يقرب من جــ.وزها ،، أنا قولت أحذرك والقرار ليكي،،، عن إذنك .
دفع الفاتورة وتحرك وتركها في صدمتها وحيرتها وضيقها ،، هل وصل الأمر لمها أبو الدهب ،،، هل تعلم أن زو جها ما زال يلحق بها إلى الآن ؟.
تنهدت ووقفت لتغادر .
تحركت للخارج ووقفت تتلفت حولها لتجد من يراقبها ولكن الشارع ممتلئ بالسيارات والمارة ولم تميز أحدهما .
زفرت بإختناق وأوقفت سيارة أجرة وإستقلتها وغادر السائق وهى كل ثانية تتلفت حولها لترى ،،، لاحظت سيارة سوداء تتحرك معها فتنهدت بضيق وقررت مهاتفته .
تناولت هاتفها وطلبت رقمه التى تحفظه عن ظهر قلب بعدما رأته في ملف مروان في المدرسة .
كان في مكتبه يجلس على جمراتٍ ملتهبة بعدما أخبره محمد بمقابلتها مع كريم ،،، كان يود أن يذهب ويلقنه درساً لن ينساه ولكن يخشى عليها أن تتعرض للقيل والقال لذلك تحلى بالهدوء وسيعلم عاجلاً أم أجلاً ماذا أخبرها ،،، ولكن أخر ما توقعه أن تهاتفه ،،، أن يزين رقمها الذى يعشقه هاتفه .
تعالت أنفاسه وتبخر غضبه من كريم وحل محله الحنين والإشتياق لها وهو يردف :
- ريتان ؟
عصف قلبها بقوة وتبخرت الأحرف من على طرف لســ.انها لثوانى ،،، تعجبت من معرفته لرقمها ،،، ولكن زال تعجبها بعدما تذكرت أفعاله مؤخراً ،،، تريد البكاء الآن ،،، تريد الصراخ من شدة الحنين لشخصٍ ليس ملكاً لها ،،، أحبته وتحبه وستحبه دائماً ولكنه محاطاً ببروچٍ مشيدة بالحيل والقسوة والمؤمرات إن حاولت إجتيازها ستتبخر قبل أن تصل إليه ،،، ليست هى من تحاول بل عليه هو أن يخرج للنور هادماً تلك البروچ .
إبتلعت لعابها وأردفت بترقب وهدوء وثقة :
- قولي الحقيقة يا حمزة ،،، إنت هددت كريم ؟
برغم سعادة قلبه لسماع صوتها وإسمه إلا أنه أغمض عيــ.نيه بقوة وأحكم قبضة يــ.ده غضباً بعدما تأكد أن هذا الحقير أخبرها .
حاول التحلى بالهدوء وأردف بصدق :
- أنا بعدته عنك لأنه مش زي ما إنتِ مفكرة ،،، أنا عرفت إنه كان متــ.جوز قبل كدة وأمه كانت بتعامل مراته وحش جداً ،،، وكمان كانت حامل واجهضت بسببهم .
تنهدت بقوة وأغمضت عيــ.نيها تردف بهدوء وألمٍ خفي :
- عرفت ،،، حكالي كل حاجة ،،، قاللي على كل اللى إنت هتقوله .
زفر بضيق ،،، وقف يخطي لخارج مكتبه ويتوقف عند نافذته يحل عقدة عنقه التى تخــ.نقه ويردف بتروى وحنو :
- إسمعيني يا ريتان ،،، كل اللى أنا عايزه إنك تبقى مرتاحة ،،، تبقى مبسوطة .
تنهدت بحسرة ،،، كيف سترتاح وهو ملك غيرها منذ سنوات وهى وحيدة تتحسر على حالها ،،، كيف سترتاح وزو جته الآن تراها عدوةً لها ؟،،، كيف سترتاح وهو يخبرها منذ سنوات بأسفه وندمه ويبتعد ؟ .
تساءلت بترقب وهى على يقين أنه سخبرها الحقيقة :
- عرفت عنه هو حاجة مش كويسة ؟،،، بعيد عن موضوع والدته ،،، سمعته، شغله، أخلاقه ؟،، قولي الحقيقة ؟
زفر بضيق ،،، يخشى لو قال لا أن توافق عليه ويخشى لو قال نعم يخالف ضميره ولكن ألا يكفيها ما فعله مع زو جته ؟ ،،، ألا يقنعها أنه ظالمٌ ؟
أردف بضيق وصدق :
- لاء يا ريتان ،،، شغله كويس بس المبادئ مبتتجزأش ،،، تعامله مع زو جته يأكد إنه مينفعكيش أبداً .
حاولت التحلى بالهدوء وأردفت تخفى إنفجاراً لم يحن وقته بعد :
- إطمن ،،، لا هو ولا غيره ينفعونى ،،، أنا قفلت الموضوع ده تماماً .
زفر بإرتياح وهدأ جــ.سده كلياًّ وأردف بحب وتأكيد :
- تمام ،،، زى ما تحبي ،،، أنا قريب جداً هحل كل أمورى كلها وأجيلك ،، مش هتكلم أكتر من كدة بس طالب منك أخر فرصة ليا .
أغلقت معه ،،، وضعت الهاتف على ساقــ.يها وعادت تبكى ،،، هى صاحبة الرقم القياسي في الحظ السئ ،،، سبع سنوات يحل أموره ؟،، أي أمور تلك ؟ ،،، من خلال مروان وحالته تعلم جيداً من هي زو جته وعليه هو الآخر أن يعلم ،،، عليه أن يعلم أن مكر ودهاء مها أبو الدهب يغلب طيبته وضميره ،،، وهى ليست على إستعداد لتدخل تلك الحرب ،،، هى أضعف من ذلك .
يبدو أن الإثنين وقعا في فخها ،، فأحياناً الأسد بقوته والغزالة برقتها تلدغهما أفعى خبيثة سامة .
حاولت تجفيف دموعها وإستعاذت بالله تردد بيقين :
- الحمد لله في السراء والضراء ،،، الحمد لله دائماً وأبداً .
أما على الجهة الأخرى فقد أغلقت مها لتوها مع رجلها وهى تستشيط غضباً وغلاً بعدما أخبرها أن حمزة لم يأتى .
كانت تتوقع أن يأتى ويحدث جلبة عندما يعلم بجلوس كريم مع ريتان مما ينتج عنه موافقة ريتان على زوا جها ولكنه خالف توقعها ولم يذهب ،،
لقد تعمدت أن يتأخر كريم في حديثه حتى تضمن ذهاب حمزة ،،، الآن عليها أن تفكر جيداً ،،، عليها أن تجد حلاً بديلاً وإلا إنقلب السحر على الساحر ،،، لابد أن توافق ريتان على تلك الزيجة بأي طريقة .
❈-❈-❈
مساءاً ذهب حمزة إلى شقيقته ليراها ويطمئن عليها وليستشيرها في أمر الأسهم برغم تأكده أنها لن تمانع .
جلسا بعد الترحاب تردف بعتب وهى تطالعه بحنو :
- كدة بردو ،،، بقيت تغيب غيبة طويلة أوى .
أبتسم ينظر أرضاً بحرج فهو حقاً لم يعد يأتى كالسابق ،،، زفر وأردف بأسف :
- حقك عليا يا سناء ،،، بس حقيقي أخوكى في دوامة ،،، بحاول على أد ما أقدر أحل أمورى بهدوء وبسياسة علشان أضمن ردود الأفعال .
تطلعت عليه بتعجب مستفهمة :
-قصدك إيه يا حمزة ؟ ،،، طمنى بس مالك ؟
زفر بقوة يطالعها ثم أردف بضيق وشرود :
- ناصف ،،، كنت الأول بعرف أخباره من ناس برا وكنت مطمن وقادر أحجبه عن الكل ،،، بس من فترة معرفش عنه حاجة ،،، بيقولوا إختفى فجأة ،،، قولت يمكن مات بس لاء ،،، مالوش أثر كأنه أتبخر ،، وده قالقنى جداً ،،، ده غير موضوع مها ومروان والأسهم .
تنهد بعمق وقوة ثم طالعها بعيون لامعة وتابع بنبرة عاشقة :
- وريتاااان .
رأفت لحالته وأردفت بحنو وهى تربت على يــ.ده :
-يا حبيبي ،،، كله هيتحل إن شاءلله ،،، أنا واثقة فيك يا حمزة ،،، وموضوع مها نويت على إيه ؟
أومأ يردف بشرود :
- قريب جداً ،،، أنا جاي أشوفك وكمان علشان أكلمك بخصوص كدة .
تنبهت تستمع إليه بترقب مردفة :
- قول يا حبيبي ،، خير .
أردفت بتروى :
- بصي يا سناء ،،، أنا لما أطلق مها كمان هفض الشراكة اللى بينا ،،، ولأن حالياً مافيش سيولة كافية إنى أشترى أسهمها فأنا محتاج شريك يشترى نصيبها ،، وأكيد مش هقبل انها تدخل حد غريب شركة الجواد ،،، علشان كدة أنا عايزك إنتِ تشترى نصيبها ،،، بالوديعة بتاعتك إنتِ والأولاد والأسهم هتتكتب بإسمك إنتِ والأولاد .
شهقت تردف مرددة :
- بإسمى أنا ؟ ،،، لا يا حمزة ،،، لو محتاج الوديعة يا قلبي أكسرهالك بس مالوش لزوم أبداً أشترى الأسهم ،،، خليني بعيد عن شركة بابا خالص .
مد يــ.ده يتمــ.سك بيــ.ديها مردفاً بتأكيد :
- ده حقك ،،، بابا مبقاش زي الأول ،،، يعنى أنتِ ولا مها ولا حد غريب ؟ ،،، إنتِ سناء سالم الجواد ،،، ده أبسط حقوقك ،،، لو موافقة يبقى تمام أول ما مها تخلص الصفقة اللى بتحاول تاخدها هتتنازلك عن الأسهم وتتنازل عن حضانة مروان ونتطلق وتبعد .
نظرت له بحنو وألفة تردف بعيون لامعة :
- شكراً يا حمزة ،، بجد شكراً .
تعجب منها وأردف :
- على إيه يا نونا ؟ ،،، دي حقوقك ولسة ليكي حقوق تانية كتير هترجعلك ،،، بس أخلص بس من أمورى الملعبكة دي .
أردفت بتقبل وحنو :
- خلاص وأنا هتواصل مع البنك وأخليهم على إستعداد .
تنهد يردف بترقب :
- الأولاد بخير؟
أومأت مبتسمة تردف :
- بخير يا حبيبي ،،، لسة راجعين من النادى من شوية وطلعوا على فوق .
تنهد وتساءل بترقب :
- خدى بالك منهم كويس ،، ممكن ناصف يحاول يوصلهم ،،، ركزى معاهم الفترة الجاية كويس أوى لحد ما أوصل لحل .
أنتابها القلق ومردفة :
- لااا ،،، مالوش دعوة بعيالي ،،، يبعد عنهم خالص .
أردف مطمئناً :
- مافيش داعى تقلقي خالص يا نونا ،،، أنا بس بقولك خدى حذرك .
تنهدت تطالعه وكادت أن تسأله ولكن رن هاتفها فتناولته تنظر له بترقب ثم أردفت بجدية :
- أهلاً يا معاذ بيه ،، إتفضل ؟
تعجب حمزة وتمعن السمع يطالعها بينما أجاب الأخر بترقب :
- سناء هانم ؟ ،،، أخبار حضرتك إيه ؟ ،،، كنت حابب أسألك لو هتروحى الجمعية بكرة إن شاءلله همر عليكي هناك علشان التبرعات اللى جمعتها.
زفرت سناء وتابعت :
- تقدر حضرتك تروح في معادك ،،، مسئولة الدار هتكون هناك وهتعمل اللازم ،،، أنا والعضوات بكرة أن شاء الله هنكون في زيارة لجمعية تانية جديدة .
زفر بإحباط ثم أومأ يردف :
- تمام يا سناء هانم ،،، أسف على الإزعاج ،،، بلغى سلامى للأولاد ،،، عن إذنك .
أغلقت معه ووضعت الهاتف متعجبة من هذا الرجل بينما أردف حمزة مستفهماً :
- مين ده يا سناء ؟
نظرت لشقيقها بهدوء وأردفت :
- ده معاذ الدمنهورى ،، أكيد عارفه ؟.
أومأ يردف بتعجب :
- أه طبعاً عارفه ،، بس بيكلمك ليه ؟
هزت منكبيها تردف بتعجب :
- مش عارفة يا حمزة ،،، هو طبعاً من ضمن المتبرعين للجمعيات اللى أنا بشرف عليهم بس المرة دي جامع تبرعات من رجال أعمال أصدقاؤه وعايزنى أنا اللى أستلمهم ،،، بصراحة إستغربت .
تنهد حمزة وشرد يفكر في أمر هذا المعاذ ،، هو رجل أعمال حسن السمعة ولكن تصرفه غريب ،، ترى ماذا يريد من شقيقته ؟،،، عليه أن يعلم .