رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 17 -2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل السابع عشر
الجزء الثاني
بعد أسبوع
لم يترك فيهما كريم فرصة إلا وأستغلها جيداً ليقترب من ريتان إن لم يكن بلقاء فمن خلال الهاتف ،،، بات يتحدث معها دائماً ويتحدث عن معاناته وندمه وحياته ،،، تحدث عن والدته ويدرك أنها متملكة له ولكنها في نهاية الأمر والدته .
كانت تستمع إليه بعقلٍ شارد ،،، تسأله عن بعض الأمور ويجيبها بتركيز تام وتحاور ليحصل على المشروع الذي وعدته به مها رسم خطة محبكة ليصل إلى مبتغاه ،،، باع ضميره واستغل ضميرها وقلبها الهش ،،، حنانها مع الأطفال ورقتها يؤكدان له أنه يستطيع خداعها .
ها هو يتحدث معها عبر الهاتف مردفاً بترقب يردد ما قيل له :
- فيه عقد عمل جاي لي في دولة خليجية ،،، مدرسة طالبة مدرسين وليا صديق بعتلي ،، كان بعتلي من فترة بس أنا رفضت علشان وضع أمى الصحى بس حالياً وضعها مستقر الحمد لله وشكلي هوافق ،، لو سافرت هى هترجع القرية عند خالى تقعد عنده ،،، أظن ده حل مناسب بالنسبالي .
تعجبت وأردفت متسائلة وهى تفكر في أمر والدته :
- وهتسيبها يا كريم ؟ ،،، يعنى والدتك متعلقة بيك جداً إزاي هتسيبها وتسافر ؟
أردفت بترقب يحاول إقناعها :
- لازم أبعد عن أمى شوية يا ريتان ،،، أمى متعلقة بيا جداً ،،، لدرجة تعبتنى ،،، لازم تتعود وتعرف إنى راجل وليا كيانى وحياتى ،،، وعامةً هي بنفسها طلبت منى أعمل اللى يريحنى بعد ما شافت حزنى طول الفترة اللى فاتت .
تنهدت تردف بشرود :
- تمام يا كريم ،،، ربنا يوفقك ويقدملك الخير .
أردف متسائلاً بخبث :
- لسة بردو مفكرتيش في طلبي ؟ .
زفرت بضيق وأردفت بتروى :
- مش هينفع يا كريم ،،، إنت زميل محترم وأنا حبيت جداً برك لوالدتك وحقيقي متفهمة وضعها جداً بس موضوع الإرتباط بالنسبالي مش بفكر فيه .
زفر بضيق وتأفأف من عدم إقتناعها ثم حاول مجدداً فالمقابل مغرى لذلك عليه أن يصل بأي طريقة .
أردف بتروى خبيث :
- بردو فكرى ،،، لو وافقتى هاخدك ونسافر ،،، أو أنا ممكن أكتب الكتاب قبل ما أسافر وأروح هناك أشوف الوضع وبعدين أبعتلك ،،، صدقيني أنا بتمنى اللحظة اللى هتقوليلي فيها إنك موافقة ،،، هاخدك ونبعد يا ريتان ،، نبعد عن المشاكل وعن التعب النفسي والتهديدات ونعيش حياتنا هناك براحتنا ،، أنا وإنتِ نستاهل فرصة جديدة مع بعض ،، بعيد عن حمزة ده ومراته وعن الضغط النفسي اللى في حياتى ،،، ادي لنفسك فرصة ،،، فكرى كويس لو سمحتِ ،،، إنتِ فرصة صعب ألاقي زيها .
إستعمت إليه إلى أن أنتهى ،، شردت تفكر قليلاً ثم نادتها جميلة فأردفت بهدوء :
- معلش يا كريم هقفل معاك ماما بتنادى عليا .
أغلقت معه ووقفت تخطى للخارج حيث والدتها فاليوم الجمعة وستساعد والدتها في أعمال المنزل .
أردفت جميلة بترقب :
- كريم اللى كان بيكلمك ؟
زفرت بضيق وأردفت بشرود :
- أيوة يا ماما ،،، بيكلمنى عن عقد عمل ليه في دولة خليجية ،،، وبيحاول يقنعنى بفكرة الإرتباط تانى .
أردفت جميلة بترقب :
- أنا مرتحتش لأمه أول ما شفتها يابنتى ،،، عمالة تدلعه وتحــ.سس عليه كأنه طفل ،،، حسيتها حمة صعبة بصراحة .
أومأت ريتان تردف بطيبة :
- في الأول وفي الاخر هي أمه يا ماما ،،، وهو عارف كدة بس ميقدرش يسيبها ،،، وأنا شايفة إن الأمهات اللى من النوع ده بتبقى محتاجة حد يفهمها كويس ويتعامل معاها بالسياسة .
نظرت لها جميلة بحزن وأردفت :
- بس مش إنتِ يابنتى ،،، إنتِ مستكفية وجع ،،، يمكن اه حبك واتعلق بيكي وعلشان كدة إتكلم معاكى بصراحة وقالك على كل حاجة بس بردو لاء .
تركت الممسحة من يــ.دها ونظرت لوالدتها بحزن تردف :
- متقلقيش يا ماما ،،، إنتِ ناسية موضوع الخلفة ؟،،، مين هيرضى يرتبط بواحدة مش بتخلف ! ،،، خصوصاً أنه وحيد .
هزت جميلة رأسها تردف بقناعة :
- هتخلفي ،،، هتخلفي صدقيني ،،، لو بس تسمعى كلامى وتيجي نعمل تحاليل ونشوف الوضع إيه دلوقتى ؟
هزت رأسها تردف بخوف وقلق من المجهول :
- لا يا ماما ،،، بلاش علشان خاطرى ،،، مش هتحمل نتيجة معاكسة تانى ،،، خلى الوضع ماشي كدة ،،، بس أنا لو فكرت أرتبط يبقى لازم أقوله على موضوع الخلفة الأول وهو يوافق أو يرفض .
ملــ.ست جميلة على كتــ.فها بحنو ثم أردفت وهى تستعد لبدء العمل :
- طيب يا حبيبتى ،،، سبيها على الله وربك هيحلها ،،، ودلوقتى خلينا نخلص قبل ما أبوكى ييجي .
❈-❈-❈
وقف حمزة يهندم حاله أمام مرآة غرفة صغيره .
دلف عليه مروان يرتدى عباءة بيضاء جعلته ملاكاً صغيراً وهو يردف بحماس:
- بابي عمو مراد بيقولك يالا هنتأخر على الصلاة .
أومأ حمزة والتفت يطالع مروان بحنو فهو يذكره بطفولته ثم دنى يقــ.بله مردفاً بإعجاب :
- إيه العسل ده ،،، دانت شبه أبوك بالمللي .
ضحك الصغير بسعادة وأردف ببراءة وهو يتحــ.سس عباءته :
- أيوة مــ.س ريتان قالتلى كدة .
تراقصت نبضاته فرحاً ونظر لصغيره بسعادة وتنهد بقوة دالة على حبه لسيرتها ثم مال يقبل وجنته مردفاً :
- طب يالا يا بطل ،، عمو فريد جهز ؟
أومأ مروان وسبق والده للأسفل وحمزة يلحقه حتى وصل إلى بهو الفيلا فوجد سالم ومراد وفريد ينتظرانه ليذهبوا جميعاً للمسجد المجاور لتأدية صلاة الجمعة .
أما صفية وكارى وشيرين فاتجهن يؤدين فريضتهن في مصلاية المنزل .
❈-❈-❈
في اليوم التالى في منزل حمدى .
نادت جميلة على ريتان تردف بترقب :
- ريتان ،،، بسمة جاية هى وجــ.وزها بعد العصر ..
أتت متعجبة وتساءلت :
- طيب ومجتش من الصبح ليه يا ماما ؟
زفرت جميلة بضيق من أفعال إبنتها مع شقيقتها فهى رفضت أن تأتى صباحاً حتى لا تندمج شقيقتها مع صغيرها وباتت ترفض أن تأتى دائماً .
أردفت جميلة بمراوغة :
- براحتها يا ريتان ،،، أنا قولتلها وهى رفضت خلاص هي حرة ..
أومأت ريتان وعادت تكمل ما تفعله وتفكر في أمر كريم هذا الذى يهاتفها دوماً ويتحدث معها عن حياته وكأنها أصبحت طبيبته النفسية .
عصراً .
جاءت بسمة مع زو جها بهاء وطفلها ياسين .
سلمت على والدتها ثم إتجهت لتسلم على ريتان بضيق وتكلف بينما سلم بهاء بود واحترام .
جلسوا جميعاً وأردفت جميلة مرحبة وهى تحمل حفيدها بحنو وتقبله قبــ.لات عدة :
- نورت يا بهاء ،، عامل إيه في شغلك يا حبيبي ؟
أردف بهاء برتابة واحترام :
- الحمد لله يا طنط الأمور كلها تمام ،،، أومال عمى حمدى هييجي إمتى ؟
أردفت جميلة وهى تطالع ياسين بحنو :
- كلمته وقال نص ساعة وجاي .
نظر الصغير لخالته وابتسم ثم اشار لها بيــ.ده وكأنه يود الذهاب إليها .
رأته ريتان فحن قلبها له وأردفت جميلة بحب :
- حبيبي إنت عايز تروح لخالتو ريتان ؟
وقفت جميلة لتناوله لريتان ولكن لحقتها بسمة تحمله مردفة قبل أن تاخذه وتغادر :
-هاتيه يا ماما علشان هغيرله .
حملته وخطت بإتجاه الحمام متعمدة كي لا تحمله شقيقتها التى إلتمعت عيــ.نيها بحزن وذهول من شقيقتها فأسرع بهاء يردف كي يطيب خاطرها :
- إبن الإيه عملها عليا وإحنا جايين ،، لا مؤاخذة بقى يا جماعة .
نظرت له جميلة بحنو برغم حزنها من تصرف إبنتها بينما أردفت ريتان بهدوء :
- طيب عن إذنكو أنا هدخل أوضتى هعمل مكالمة ضرورية .
وقفت مسرعة تتجه لغرفتها وتغلق خلفها ،،، سمحت لدموعها أن تعلن تمردها لتسيل من عيــ.نيها ،، منذ زمن وشقيقتها قاسية القلب متحجرة المشاعر من ناحيتها ،،، ظنت أن بعد زوا جها يمكن أن تهدأ وينضج تفكيرها ولكن لا ،، تظل الطباع كما هى ألى أن تصعد الروح لخالقها ..
عاد كريم يهاتفها مجدداً فتناولت هاتفها ونظرت له بضيق ،، لم تجيب ولكنه أعاد إتصاله فأجابت بصوت متحشرج وهى تنفض دموعها :
- أيوة يا كريم ،،، عامل إيه ؟
لاحظ نبرتها الباكية فأردف متسائلاً يدعى الإهتمام :
- إنتِ بتعيطي ولا إيه ؟
زادت كلمته من بكائها فأردف بلهفة كاذبة :
- مالك يا ريتان مين زعلك ؟ ..
هزت رأسها تردف بحزن ومراوغة :
- لا أبداً مافيش حاجة ،،، أنا كنت نايمة شوية ،، خير كنت عايزنى في حاجه ؟
زفر وتابع بنبرة هادئة ماكرة :
- أنا عارف إنى مزهقك بس أنا بقيت بحب أسمع صوتك ،،، حسيت أنك محتجانى دلوقتى وقولت أكلمك ،،، بجد اتعلقت بيكي جداً يا ريتان ،،، ونفسى تديني فرصة .
أغمضت عيــ.نيها بألم ،،، خائفة كتلك التى تسير وحيدةً في غابة مظلمة ،،، تخشى الندم لاحقاً ،،، هل حقاً تعطيه فرصة وتبتعد عن كل هذه الأمور ،،، هل تخبره بأمر عقمها ؟..
أردف متسائلاً بمكر :
- طيب إنتِ إيه يريحك ؟ ،،، ليه رافضة الإرتباط أصلاً .
زفرت ونفضت دموعها المعلقة تردف بترقب :
- خلينا نتكلم وقت تانى يا كريم معلش لأن بابا جه وهنتغدى ،،، عن إذنك .
اغلقت معه وزفرت بقوة وعقلها يعمل من كل الإتجاهات
❈-❈-❈
مساءاً في منزل حمدى .
يتجمعون في الصالة ويتحدث حمدى مع بهاء وبسمة تجلس غاضبة بعدما لاحظت تجاهل بهاء لها منذ ما فعلته وطريقته مع ريتان التى كانت بحسن نية ولكنها فسرتها بطريقة تشببها .
جاءت ريتان من المطبخ تحمل صينية أطباق الكيك اليابانى التى أحضرته بنفسها .
تقدمت منهم وضعت الصينية على الطاولة ثم ناولت طبق والدها ووالدتها ومدت يــ.دها تناول بهاء طبقه مردفة بعفوية واخوة :
- إتفضل يا بهاء الكيكة اللى إنت بتحبها .
أبتسم بهاء وأردف بإعجاب لنجاحها في صنع تلك الكعكة الشهية التى لم تنجح في صنعها بسمة :
- شكلها رووعة يا ريتان ،،، بجد بتعمليها خطيرة .
إبتسمت تردف بود :
- الف هنا .
الفتت تمد لبسمة طبقها بينما الأخرى تناولته وهي تتآكل حقداً وغيرة .
جلست ريتان بجوار جميلة تنظر بين الحين والآخر لياسين الذى يجلس يتلاعب بطبق والده .
حركتها مشاعر الأمومة التى تمتلكها بالفطرة وأردفت بترقب وهى تقف :
- طيب هاته عنك لما تخلص أكل ؟
وقف يناولها أياه تحت أنظار بسمة التى كانت كالبركان النشط .
حملت ريتان الصغير بحنو وقبلته وجلست تلعب معه والصغير تعالت صوت قهقهاته أمام الجميع مما زاد تدفق البركان داخــ.ل صــ.در بسمة وهى ترى صغيرها يتعلق أكثر وأكثر من شقيقتها .
أردف حمدى بحنو لإبنته :
- الواد ياسين ده بيفهم ،،، حاسس بحنيتك يا ريتان ،، سبحان الله حتى الطفل بيحس بالحنية .
نظرت بسمة لوالدها ولم تحتمل أكثر مردفة :
- قصدك ايه يا بابا ؟ ،،، هو إنت شايفنى قاسية معاه ولا إيه .
نظر حمدى لإبنته وأردف بحزن :
- لاء مش قاسية يا بسمة ،،، بس بتتعصبي عليه وده طفل صغير يا بنتى ،،، بيميل أكتر للحنية والهدوء .
وقفت منتفضة تردف بغضب :
- يعنى إيه ؟ ،،، إيه رأيك لو تاخــ.دوه وتعطوه للست ريتان تربيه هي ؟ ،،، بما إن أمه قاسية عليه بقى .
وقف حمدى يردف بغضب :
- خدى بالك من كلامك يا بسمة ،،، إتكلمى عن أختك الكبيرة كويس .
إتجهت تنزع الصغير من يــ.د شقيقتها بعنف وتردف بغضب وحدة وقد إسودت عيــ.نيها :
- اختى إيه اللى أحترمها ؟ ،، أختى اللى بتتمسكن لحد ما تتمكن ؟ ،،، بس أنا فهماها كويس .
طالعتها ريتان بصدمة ولم تعد تحتمل فوقفت تردفت بحدة :
- فاهمة إيه يا بسمة ؟ ،،، قوليلي فهمانى إزاااي ؟
أردف حمدى بنبرة عالية غاضبة وهو يقف في صف كبيرته :
- بسمة إعتذرى لأختك وانهى الموضوع ده دلوقتي حالاً .
نظرت لوالدها بصدمة وأردفت بغيرة :
- أعتذر ؟ ،، أعتذر من واحدة عايزة تاخد ابنى منى ؟ ،، دايماً بتحاول تجذبه ليها ؟ ،، واحدة مستكترة عليا سعادتى ؟ ..
شهقت ريتان تردف بذهول وصدمة وقلبٍ مقهر :
- إنتِ بتقولي إيه ؟ ،،، إنتِ أكيد مجنونة ومش طبيعية .
صرخت بسمة بغضب وقسوة وقد تحولت تماماً :
- إنتِ اللى مش طبيعية ،،، عارفة إنك مهتبقيش أم فقولتى أخد إبنها منها وآخد جــ.وزها بالمرة .
وقفت ريتان تشعر أن الأرض تميد من أســ.فل قــ.دميها ،،، توقف نبضها لثوانى تحاول إستنكار ما سمعته وما لم تتوقعه يوماً ،، بينما تقدم حمدى من إبنته الصغيرة ونزل بصفعةٍ قويةٍ على وجنتها وأردف بصرامة وقوة :
- اخرصي يا ناكرة الخير ،،، أختك ظافرها برقبتك ،، إطلعى من هنا يالا ،،، إمشي واياكى توريني وشك تانى .
وقفت جميلة ذاهلة تبكى بصدمة بينما بهاء كان في موقف لا يحسد عليه ولكن مؤكد أن زو جته مخطأة .
نظرت بسمة لوالدها بصدمة عيــ.ون لامعة وقهر ثم إندفعت للخارج تحمل صغيرها وتبعها بهاء بصمتٍ تام فلم يعد للكلام أهمية .
أما جميلة فوقفت متجمدة بينما حمدى ينظر لإبنته التى ألجمتها الصدمة ،،، إقترب منها يربت على ظهرها بحنو مردفاً وهو على وشك البكاء :
- متزعليش يا حبيبتى ،،، أوعى تزعلى من كلامها دى مجنونة بترمي أي كلام .
نظرت لوالدها بتمعن وتيه ،، أحشاؤها تتلوى مع إتهام شقيقتها الذي لم تتخيله يوماً ولا حتى في أسوء كوابيسها ،،، أردفت بصوت متقطع مهزوز وعيون باكية تتساءل :
- أنا يا بابا ؟ ،،، أختى شيفانى كدة ؟ ،،، أنا عايزة آخد إبنها وجــ.وزها منها ؟ .
إرتمت في صــ.در والدها فجأة تردف بقهر وحسرة :
- أنا يا بابااااااا ،،، أختى شيفانى كدة ؟،،، أنا عايزة أخد جــ.وز اختى وإبنهااااا ؟
لف ذرا عيه حولها بحنو وقلبه يؤلمه من أجلها ،،، يعانــ.قها ويستقبل بكاؤها بحزن ،،، أما جميلة فاقتربت تربت على ظــ.هرها وتردف لتطيب خاطرها :
- متزعليش يا عمرى ،،، كلنا عارفين إنك مش كدة طبعاً ،،، أختك مندفعة في الكلام ومبتعرفش هي بتقول إيه .
أبتعدت عن والدها تردف بعيون منكسرة :
- أختى عارفة كويس هي بتقول إيه ،،، أختى كانت من زمان عايزة تكسرنى ،،، واهو حصل ،،، ما أنا مطلقة ومبخلفش ،،، عادى لما الغريب يشوفنى كدة ،،، بس اللى مش عادى إن أختى هي اللى شيفانى كدة .
أردف حمدى بحنو وحزن لحالها :
- إنسى كلامها ،،، إنتِ مش كدا وكلنا عارفين ..
أومأت بحسرة وتحركت تردف :
- تصبحوا على خير .
اتجهت لغرفتها على الفور وتركتهما يقفان في حالة يثرى لها حزناً عليها وأسفاً على شقيقتها التى تحتاج لصفعة قوية تفيقها وتوقفها عند حدها .
❈-❈-❈
في اليوم التالى صباحاً إستيقظ حمدى مبكراً وربما لم ينم منشغلاً في حال إبنته الغالية .
ترجل من فراشه بهدوء حتى لا تستيقظ زو جته وخرج متجهاً لغرفة ريتان .
طرق بابها ففتحت له ويبدو أنها مستيقظة منذ وقتٍ أو لم تنم هي الأخرى .
أردفت بحنو :
- إتفضل يا بابا .
طالعها بعمق وحنو وأردف :
- عاملة إيه الوقتى؟ ،،، أحسن ؟
تنهدت بقوة وأومأت تردف بتروى :
- الحمدلله يا بابا ،،، ممكن أتكلم معاك شوية ؟
أومأ لها ودلف وأغلقت الباب ،،، جلس حمدى على طرف الفراش وجلست مجاورة له تفرك أصابعها لا تعلم من أين تبدأ .
مد يــ.ده يتلمــ.س كفها بحنو يحــ.سها على الحديث مردفاً بحب :
-قولي يا حبيبتى سامعك .
زفرت بقوة ثم رفعت عيــ.نيها إليه وأردفت بترقب :
- أنا هوافق على كريم يا بابا .
صُدم حمدى ووقف على حاله يردف بحدة وذهول :
- لاء ،،، لا يا ريتان ،،، هتوافقي عليه بسبب كلام اختك ؟ ،،، لا يا بنتى لاء .
تحاول ألتقاط انفــ.اسها المسحوبة وهي تمد يــ.دها لتتمــ.سك بكفه وتحــ.سه على الجلوس مجدداً مردفة بهدوء :
- أقعد يا بابا واسمعنى ،،، أنا عندى كلام كتير عايزة أقولهولك .
نظر لها حمدى بعمق ورآي عيــ.نيها المترجية فعاد يجلس ويطالعها بصمت وترقب .
عادت لتوترها ولكنها حسمت أمرها ،،، منذ أيام وهى تفكر وزاد أمــ.س أفكارها لذلك قررت أن تبوح له بكل ما تخبأهُ لسنوات .
زفرت وأردفت ناظرة أرضاً بخجل :
- أنا أيام الكلية كنت بحب واحد غنى .
ضيق حمدى عيــ.نيه يتنبه فتابعت وهى على حالها :
- كنت لسة صغيرة واتعلقت بيه وبالكلام اللى كان بيتقالي عنه ،،، حبيته جداً لأني كنت شيفاه طيب وشهم وحنين وغير عيلته ،،، كان حب من طرف واحد بس كان جوايا ،،، كنت راسمة أحلام وكنت مصدقاها إن ممكن أكون من نصيبه ،،، كنت فرحانة أوى بحبي ليه وبنظراته اللى بتدخل على قلبي الفرحة .
تنهدت بقوة فالحديث ثقيل خصوصاً أمام والدها ولكنها تابعت بشرود وهى تعود للماضي :
- بعدها الشاب ده خطب واحدة غنية زيه ،،، إتوجعت جداً ،، كان لازم أبعد بس وقتها عرفت أنه مجبور عليها من والده ،،، علشان كدة رجعت أبنى أحلام تانى ،،، كنت صغيرة وبصدق الروايات ،، لحد ما سمعته هو بنفسه بيقول عنى لأخته إنى منفعهوش ،،، وأنى أقل منه ومينفعش أكون مناسبة ليه ولا ينفع أكون أم لأولاده .
التمعت عيــ.نيه وهو يطالعها بصدمة وصمت بينما هى تساقطت عبراتها على وجنــ.تيها وقد تعمدت إخفاء حقيقة ما قاله حمزة كاملاً حتى لا تجرح والدها وهى تتابع وتنظر أرضاً :
- كان وقتها بالضبط ناصف متقدم لي ،،، جريت بسرعة وقولت أبرد نار صــ.درى بعد اللى سمعته منه وأعرفه إنه غلطااان ،،، وإن مش بالفلوس والغنى ،،، قولت هثبتله إنى أصلح زو جة وأم وهبقى مرات واحد غنى زيه ،،، مكنتش عارفة إنى بدل ما أبرد صــ.دري كويته بمية نار ،،، أتجــ.وزت ناصف ورعيت ربنا فيه جداً وكنت مستعدة أكمل معاه حتى بعد موضوع الحمل كنت هعمل أي حاجة تريحه بس هو وصله صور ليا وكلام وصدقهم عنى ،، كذبنى وصدق اللى وصله ،،، شوفت منه اللى يخليني أخاف طول عمرى ،،، وكنت مفكرة إنى مش هخلص منه أبداً لأنه هددنى بيكوا بس لولا ستر ربنا والبلاغات اللى خلته يهرب بسرعة كان زمانى الله أعلم فين دلوقتى .
رفعت نظرها أخيراً وعيــ.نيها كاسات دمٍ وهى تنظر لوالدها مردفة :
- اطلقت وبعد فترة لقيت الغنى اللى حبيته جايلي عايزنى في حياته ،،، برغم إنه كان إتجــ.وز ومراته حامل ،،، عايزنى بصفتى إيه ؟ ،،، معرفش ،،، كان لازم أوقفه عند حده وقتها وحصل ،،، والحمد لله وظيفتى جت في وقتها ولغيت فكرة الإرتباط من حياتى ورفضت كل اللى كانوا بيحاولوا يتقدموا حتى هو كل ما كان يحاول معايا كنت ببعده تماماً ،،، لحد قريب جداً بعد ما كريم طلب أيــ.دي لقيته بيحاول يكلمنى تانى وعايز يتجــ.وزنى ،،، وبيحاول يخليني أسامحه على الكلام اللى قاله زمان ،،، وبيطلب منى فرصة يصلح كل مشاكله ويرجعلى ،،، حتى وصل لكريم وهدده يبعد عنى ،،، واخر حاجة عرفتها إن مراته كمان وصلت لكريم وكانت عايزاه ينقلها أخباري بس هو رفض .
أطلقت تنهيدة قوية ونظرت لوالدها بتمعن وأردفت بترقب :
-عارف مين الشاب ده يا بابا ؟
تنبه حمدى جيداً يميل برأ سه قليلاً وكأنه إستشعر هويته فأومأت تؤكد وتردف بحزن وحب وألم :
- حمزة ،،، حمزة الجواد يا بابا .
فرغ فاه حمدى وهو يطالعها بتعجب وصدمة فأومأت وهى تغمض عيــ.ناها ثم فتــ.حتهما وطالعته مردفة :
- كنت صغيرة يا بابا ،،، كنت صغيرة وكنت مصدقة قصة سندريلا البنت الفقيرة اللى بتتــ.جوز الأمير ،،، كنت مفكرة إني ممكن أدخل قصر الجواد وأكسب حب الكل بس كنت غبية ،،، كان لازم أعرف إنهم زى نجوم السما ،،، نتفرج عليهم من بعيد بس .
تنهدت بقوة مجدداً وتابعت :
- كريم حكالى كل حاجة عن حياته يا بابا ،،، وعن والدته ،،، حكالى ومخباش عنى حاجة ،،، والحقيقة إنى فكرت كويس يا بابا ،،، كريم شخص زينا ،،، من طبقتنا ،،، مش هلاقي حد كامل صدقنى ،،، أي إنسان عنده عيوب ،،، وأنا أعتقد إن عيوب كريم وتملك والدته أرحم وأهون من جبروت سالم الجواد وألاعيب مها أبو الدهب ،،، أنا مش قدهم يا بابا ،،، أنا مش مستعدة أدخل الحرب دي أبداً ،،، مشكلتى مبقتش مع حمزة دلوقتى ،،، إنت متعرفش الست دي ممكن تعمل أيه ،،، إبنها نفسه مشفش منها ذرة حنية متخيل أنا ممكن تعمل فيا إيه وهى شيفانى شاغلة جــ.وزها ؟ ،،، أذا كان أختى أتهمتنى أبشع أتهام ما بالك دي يا بابا ؟ ،،، صدقنى يا بابا المرة دي الصح إنى أنزل على أرض الواقع وأتخلى عن اللى في قلبي وأبعد عن المشاكل على اد ما اقدر ،،، كريم هيسافر دولة خليجية يشتغل هناك ،،، وعايزنى معاه لو وافقت على جــ.وازه ،،، هيكتب الكتاب وهيسافر وأنا هنتظره هنا معاكوا ولما يأمن نفسه هيبعتلي ،،، وافق يا بابا ،،، وافق لأن ده أأمن حل ليا ،،، أنا هبلغه بمشكلة الحمل لو قبل يبقى هو يستحق إنى أديله فرصة وأكمل معاه ،،، ولو رفض يبقى أنا مخسرتش حاجة ،،، بس وافق علشان خاطري ،،، لأنى بجد تعبت أوى .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية