رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 35 - 1
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والثلاثون
الجزء الاول
بداخل المستشفى التي تقطن بها اليزابيث، وقف آدم متردداً عند باب الغرفة خائفاً من رؤيتها بهذا الشكل حتي لا ينهار قلبه... فقد اخبرة زين بانها توجد في احد المستشفيات غائبة عن الوعي وبوجه نصف مـ.ـشوه ولا يعرف من الذي فعل بها هكذا؟ شعر حينها بهذه اللحظة بقلبه يسقط بداخل صـ.ـدره فور أن أستمع إلي كلماته تلك وهو لا يستوعب؟ وأسرع آدم بعدها إلي الذهاب اليها على الفور بعد ان اخبرة زين بمكانها، كان قلقه وخوفه هما ما يسيطران عليه فلم يفكر بأى شئ اخر.. غير الآن.. استجمع شجاعته اخيرا و فتح الباب بهدوء و دلف الي الداخل واقترب منها بخطوات متثاقلة و شعور من الالم يسيطر عليه خائف بأن يتفحص وجهها المـ.ـشوه!
لكنه أقترب وحسم الامر و ابتلع آدم ريقه و حينها انتفض بغير تصدق شاعراً بالـ.ـدماء تكاد تغادر جـ.ـسده عندما رأها غارقة بالنوم فوق الفراش ساكنة بجمود.. فتوقفت عضلة قلبه عن العمل للحظات .. حتى عادت تعمل بقوة تضخ الدم لكل جـ.ـسده بـ.ـعـ.ـنف بينما يشعر وكأن الادرينالين يهاجمه بقوة ..فلم يجد نفسه سوى وهو يبتسم ابتسامة أخذت تتسع حتى شملت وجهه كله بحنان .. شاعراً بروحه تعود إليه أخيرا .. شاعرا بهدوء مفاجئ واستقرار حياته وتخبطاته .. فابتسم بحنان متمنيا لو يركض لها يأخذها بين ذراعـ.ـيه يـ.ـقبلها بجنون ، بينما أردف بنبرة أرادها منخفضة مسيطرة فخرجت متحشرجة مرتعشة بشوق
=روحي.. إليزابيث.. يا الهي أخيرا اشتقت اليكِ ...!!
ثم تمعن بالنظر بروح المؤلمه الى جروح وجهها العميقه الشاحبة الذي كانت تشبه شحوب الامـ.ـوات ظل واقفاً مكانه عدة لحظات يراقب علامات وجهها العميقه و عيونها الغائرة و الهالات من اسفلها تدل على مدي مرضها... شعر بغصة بـ.ـصـ.ـدره فور تذكره لكلمات زين عن حالتها الخطرة.. لكنه لم يخبر إياه عن موضوع حملها وتركها هي تخبرة بنفسها .
أنزل بقدمه يسند على ركبته بالأرض ومرر يـ.ـده علي شعرها بحنان بينما تطلع فيها وعيونه متسعة من الصدمه من نبرة المرارة الموجودة فى صوته وهو يهمس بصوت مختنق مرتجف
= إليزابيث حبي .. حياتي أنا آسف لأنني لم أكن بجانبك عندما عذبوكي بهذه الطريقة الوحـ.ـشية يا روحي .. استيقظ حبي وأخبريني من فعل هذا بكٍ حتى انتقم منه اشد انتقام.. إليزابيث سامحني حياتي.
لكنها لم تجيب وعندما نظر إلي وجهها مره اخرى اشتعل الغضب بـ.ـصـ.ـدره بنيران متأججة فور تذكره لتلك العلامات ليفكر من الذي تعرض اليها واذاها بهذا الشكل.. و قد بدأ عقله برسم مشاهد لها مع احدهم وهو يحاول قتلها وعندما لم يفلح الامر معه القاها بميه الـ.ـنار، ليقضي على ملامحها الجميله و يحولها الى مسخ ، لكن لم يكن؟ فما زالت في نظره اجمل امراه رآها وأحبها..
التوى قلبه داخل صـ.ـدره و اخفض عينه ليجد يـ.ـده ترتجف بقوة مما جعله يقبض بقوة عليها محاولاً عدم اظهار ضعفة..ثم نهض و قد تجمعت دموع كثيفة في عينيه لكنه قاومها بشدة...
قبل ان ينهار جالساً على المقعد الذي خلفه يضع رأسه بين يـ.ـديـ.ـه بينما يشعر بثقل رهيب يستقر بـ.ـصـ.ـدره و هو يشعر بعالمه بأكمله ينهار من حوله.. كيف حدث ذلك؟ من الذي يكره إليزابيث الى ذلك الحد ويريد عـ.ـذابها؟ ولما اذاها بهذا الشكل .. يا رباه قد عانت كثير في حياتها ، الم يكفي ما تعرضت اليه من قبل؟ ومنه ايضا !!.
وفي نفس الوقت كان يمر الطبيب على الحالات الاخرى بداخل نفس الغرفه، وعندما اقترب منه هتف متسائلا بجدية
= من انت؟ هل تقرب للمريضه شيئا؟
نظر آدم إليه ببطئ وقال بصوت مرتعش من شدة الالم الذي ازداد عليه بينما كان يخرج من جيبه دفتر زو اجـ.ـهم
= نعم انا زو جـ.ـها.. تفضل دفتر الـ.ـز واج انظر فيه بنفسك.. لكن هل يمكن ان اخذها وترحل معي اليوم .
وفي نفس اللحظه دخل زين ليرى لماذا تاخر آدم كل ذلك الوقت؟ لكنه توقف مكانه بعدم استيعاب عندما استمع الى حديث ادم وهو يعطي الطبيب دفتر زو اجـ..ـهم؟ فمتى تـ.ـزوجوا؟ لم يكن يعرف هذه المعلومه! ليشعر حينها بقبضة تعتصر قلبه و بألم وهو يتنفس الصعداء بصعوبة بانفس ممزقة شاعراً بكلماته كالخنجر بقلبه.. فرغم ارادته شعر بالغيره والحسرة ليرحل بسرعه إلي الأسفل يقاوم الالام قبل ان يراه آدم بهذا الشكل ويشك بالأمر .
نظر الطبيب الى دفتر الـ.ـزو اج بتمعن ثم هز راسه واعطاه اليه سامح له باخذها.. ليزفر آدم براحة ثم وقف بردهة المشفى عده لحظات يلهث بقوة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة كما لو كان يعدو اميال عديدة و هو يشعر بعجز لم يشعر بمثله طوال حياته.. حاول تهدئت ثورة انهياره تلك و التحكم في اعصابه، فيكفي انة عثر عليها وقد عادت اليه مره ثانيه وهي بخير!! ولا يهم اي شيء آخر؟. وما ان نجح في ذلك فبدأ هو يحرك قدماه المسمرتان أرضا بالقوة .. باتجاه فراش إليزابيث التي عادت له وقد كان لا يزال يصدق ..وعلى الرغم من توتره من لقائهما إلا لم يتحكم في اشتياقه ليسرع إليها ثم اقترب منها بحزم وقام بحملها بوجه متصلب خالى من المشاعر وهي بين ذراعيه و غادر المشفى ليضعها بالسيارة الاجرة عائداً الى منزلهم.. وبجانب السائق كان زين يجلس بوجه جامد .
❈-❈-❈
بعد فتره خرج آدم من غرفته بعد أن وضع اليزابيث فوق الفراش وانسحب من الغرفه بهدوء تارك اياها ترتاح.. فبدأ يهبط الدرج يحرك قدماه بصعوبة باتجاه الاسفل وجلس أمام زين الذي عقد حاجبيه بدهشة وهتف متسائلا باستفسار
= ادم هل انت بخير ؟
أرجع رأسه للوراء وملامحه تتعقد حزنا ونظراته تتشتت وتلمع بما يشبه الدموع ! بينما يردف بنبرة تحشرج واضحة
= لم اكن بخير لمدة طويلة.. أحياناً لا نستطيع أن نصلح الأشياء وكل ما يمكننا فعله هو المعاناة
سخر آدم ضاحكا من نفسه أمام نظرات زين المتعجب ثم قال بقـ.ـسوة تفيض بألمه شعروا بها
= يوماً ما كنت بمنتهى الأنانية مني عندما تركتها تعاني بمفردها وذهبت إلى تلك اللعينة لارا وتـ.ـزوجتها وتركت إليزابيث خلفي تتألم بشده.. كأن يجب أن آخذ من أحب عنوة من الجميع .. عنوة حتى من نفسها هي أيضا .. كان يجب ان لا اتركها بمفردها حتى تتاذى بهذا الشكل .
صمت قليلا يأخذ نفساً عميقاً متألم ثم اندفع بعدها قائلا شاعراً بالاختناق يصرخ يعاتب نفسه بقـ.ـسوة
= ليتني فعلت ذلك.. ليتني فعلت وذهبت وأخذتها وابتعد عن الجميع .. من يحب لا يترك تبا لغبائي .. ما الحب إلا أنانية .. لا أكون عاشقا إلا وأنا أناني أحارب لأخذ من أحب.. تبا للجميع.. تبا للمثالية إن لم تُعطني ما أريد
تأثر زين من كلماته وشعر بالعطف تجاه ليقول بصوت منخفض بجدية
= اهداء يا آدم المهم انها بخير واصبحت معك.. بالتاكيد ستسامحك ولم تتركك مره ثانيه .
هز رأسه بيأس و ارتفع بنبضاته ليهمس بإرتعاش
= لا أظن إني سأستطيع أن أعيش بدونها ! أنا أعلم أنها الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع أن يجعلني سعيداً.. لقد بدأت اعتقد انني لن أقابل أبدا امرأه تستطيع أن تفهمني وتحبني مثلها .
بينما ضغط زين على قبضته بـ.ـعـ.ـنف شاعراً بوخزة الغيرة من حديثه عنها هكذا.. ليشعر آدم بدموع تلسع عينيه فجأة فأغمض عينيه يبتلعها كي لا تشوش رؤيته أمامه ليمسحها بسرعة وهو يقول بصوت أجش
= لذا لن يكون الأمر سهلاً ، سيكون صعبًا حقًا. وسيتعين عليا في كل يوم الاعتذار لها عما صدر مني ، لكني أريد أن أفعل ذلك لأنني أريدها إلى الأبد. أنا وهي.. كل يوم فقط .
عقد زين حاجبيه بقلق وهو يقترب منه ليجلس بجانبه يواسيه
= ادم .. أهدأ أرجوك .. يكفي ما به إليزابيث .. لا نريدها أن تسمعك الآن
ابتلع آدم ريقه يجبر نفسه على الهدوء .. هدوء أبعد ما يكون عنه اللحظة وهو مرهف السمع بكل كيانه إلي البعيدة عن روحه..و القريبة لقلبه.. تحدث وهو يتمتم هامسا
= أنا أحبها زين .. أحبها وسأظل أحبها بجنون.. هي ما أنها سبب يستحق العيش لأجله.. تجعلني أظن أن العالم مكان جيد
فتحتح زين سائلا بهدوء بطريقه واضحة بفضول و ارتباك
= هل بالفعل تـ.ـزوجـ.ـتها ؟.
رفع آدم عينيه تتطلع له بجمود صامت ثم تأفف بعنف قائلا بصوت مكتوم
= نعم ولما لا نـ.ـتـ.ـزوج؟ فانحن الاثنين نحب بعضنا البعض لما لا ناخذ هذه الخطوة.. بالمناسبه شكراً على ما فعلته معي وانك اخبرتني بمكان إليزابيث زو جـ.ـتي!
أرتبك زين من تأفف وغضب آدم منه وزاد إرتباكه عندما تطلع فيه بوجه قاتم، لذا حمحم زين ناهض ليرحل بإحراج بعد أن اطمئن علي صديقه.. او ربما اطمئن علي إليزابيث! لذا تحدث آدم معه بهذه القـ.ـسوه من غيرته منه.. فهو لم ينسي أنه أحبها أيضا ومزال يمتلك مشاعر تجاهه .
❈-❈-❈
بداخل الغرفه قام آدم بمسح قطعة من القماش المبللة فوق جـ.ـسد إليزابيث التى كانت مستلقية فوق الفراش بغرفة النوم ..غارقة بالنوم منذ ان احضرها من المشفى وتركها ترتاح قليلا ثم بعد رحيل زين صعد حتى يعتنى بها.. حيث ساعدها على تبديل ملابسها من ثم حاول ايقاظها وهي نائمه و كان يريد ان تتناول بعض الطعام الذى أعده لها.. لكنها رفضت اليزابيث الاستيقاظ و ظلت غارقة في ثباتها العميق... مرر آدم يـ.ـده على رأسها بحنان و اشتياق.. وهدير قلبه صاخب باحتفال اشتاقه جدآ فقد عادت له أخيرا بعد معاناة.. لكنه سيعوضها عن كل ذلك.
وعلى الرغم من توتره عندما تستيقظ وتراه امامها واحضرها الى هنا مره ثانيه دون اذنها؟ إلا أن لهفته لم تتحكم بة عندما رآها اقترب منها شيئا فشيئا بشوق غير مصدق أبدأ أنها أمامه على بعد خطوات منها ! ثم افاق آدم ونظر إليها عندما سمع صوت شهقة قوية فقد استيقظت للتو و فتحت عيونها ورأيتة امامها وهي تبادله النظرات ببطء بصدمه وذهول بينما هو كان أشد صدمة منها لكنه كان مسيطراً أكثر منها حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة ويستسلم لأوامر قلبه بتـ.ـقبيـ.ـلها تعبير عن اشتياقه... بادلته إليزابيث النظرات بعينين جاحظتين وهي لا تصدق أن آدم أمامها الآن؟ لكن كيف وصل إليها ؟؟.
تحركت تعدل جلستها ببطء كانت ترتجف منه وهو يراقبها بحذر وصمت.. يبادلها نظرات مشتعلة مشتاق بدت غريبة على ملامحه المجهدة .. نظرت له غير مصدقة أنها عادت له مجدداً؟ وفي نفس المنزل ايضا؟ بينما آدم اتسعت ابتسامته لها بحنان ولا يزال يقاوم بجنون رغـ.ـبتة.. وينظر إلى كل ملامحها الجميلة متجاهل آثار الحـ.ـروق بوجهها.. وكل تفاصيلها التي اشتاقها .. ربما أن قالها لها ستقول انه جن ولن تصدق لكن كانت أجمل مما رأها أيضا في السابق .. كانت تبدو مهلكة مذيبة لكل أعصابه .. وتسيل النيران في أوردته لتجري فيه مجرى الدم في العروق برؤياها أمامه أخيرا .. حتي تكلم آدم وسمعت همسته المترجية قائلا
= اليزابيث استيقظت حبيبتي.. يا إلهي حتى الاشتياق لا معنى له بجوار ما أشعرة الآن تجاهك
اتسعت عيناها حتى كادت أن تخرج من محجريهما وفكها تدلى من الصدمه، عقدت حاجبيها تبعد وجهها منه كطفلة خائفه لتدمع عينها و زفرت أمامه نفسا مرتعشا غير قادره على الاستيعاب لتقول بضياع وكأنها تكذبه
= لا لا أنت ليس حقيقي حقا .. انت خيال وانا احلم، لا انا لم اعود إليك مجدداً .. ابتعد عني انت ليس حقيقي.
ارتد جـ.ـسده مجفلا للحظة لكنه سرعان ما عاد يهمس بصوت مبحوح مشتعل بالعشق ونظراته لا زالت تحوم بغير هدى على كل وجهها عاجزاً عن ايجاد وصف لشوقه لها
= إليزابيث .. اشتقت إليكِ بطريقة مؤلمة للقلب يا حبيبتي .. اشتقت إليك يا زو جـ.ـتي العزيزه.
رفعت عينيها المغرورقتين بالدموع لوجهه الذي بدى غريبا بذقنه النامية عن المعتاد وشعره الطويل بعض الشيء .. وبهذه اللحظه علمت انه ليس حلم بل حقيقه وواقع؟ وأنها هنا امامة بالفعل؟ و في ثانيه رفعت يـ.ـدها لتهبط علي وجهه بكل قوتها بغل ! نعم صفعة وجهه لتتسع عينه بذهول مجفلا متشنجا بدهشة.. بينما هي لهثت بغضب وهتفت بجنون وهي تدفعه عنها بـ.ـعـ.ـنف
= اتركني أيها السافل الحقير .. سأصفعك مرارا حتى يتورم وجهك.. أوتجرأ وظهرت أمامي مره ثانيه! بعد ما فعلتة بي؟؟ لما عدٌ .. ماذا حدث لك حتي تجرحني وتـ.ـخوني بهذه الطريقه المؤلم لقلبي وروحي.. لماذا لم ترد؟ وتعطيني جواب يريحني.. كيف هنت عليك؟ كيف هنت أن تفعل بي كل ذلك ؟؟.
كان يلهث وهو يستمع لتلك النبرة التي تحمل الاتهام واضحا فهتف بتحشرج بتصميم
= لم ولن تهوني يوما .. لا تتفوهي بالحماقات مقا ذلك اهدئي يا حبيبتي حتى اشرح لكٍ ما الذي حدث بالضبط ، وتسمعي دوافعي
بينما هو كان يكبل يدها في يـ.ـديـ.ـه ويبدو أنه لا ينوي تحريرها !! لكنها صمتت للحظة ثم أبعدت يـ.ـده بنفور واشمئزاز ثم ضـ.ـربت في صـ..ـدره ضربة قوية من ضعفها وقهرها بينما تردف بصـ.ـراخ بحسرة
= أقسم بالله .. لا أصدق حتى الآن ما فعلته بي .. لقد ظلمتني وتـ.ـزوجت بغيري؟ والآن عدت بمنتهي البساطه.. الآن فقط حتى عدت تفكر وتبحث عني !
أغمض آدم عينيه بضيق وهو يرد بغضب مكتوم
= يا حمقاء.. هل أنتِ غبية! كيف ساتـ.ـزوج غيرك وانا مـ.ـتزوج منك بالفعل .
كانت تنظر له من بين نظرات الغضب والقهر والحزن راها تتحول للنقيض و اختفى كل عنفها فجأة كما لم تكن .. مشتت ضائع .. غريب ! بينما همست بصوت متخاذل
= وتقول لي هذا الكلام.. أخبر نفسك يا خبيث لا اعلم كيف انخدعت بك انت الاخر؟ لما انت الاخر بالذات دون عن الجميع اوجعتني.. اعتقدتك غيرهم و وثقت بك وانت خذلتني .
لتصمت فجاه وتلك الالم الذي ينبض بداخلها و قد تذكرت جميع ما حدث لها وكيف شـ.ـوه ارديان وجهها عندما نظرت الى المراه التي كانت خلفه ولاول مره رات وجهها وملامحها المشوه بوضوح.. وبالشكل مباشر!
انتفضت فجأة برعب لتصعق فور رؤيتها وجهها القبيح من وجهه نظرها هي! اتسعت عينا اليزابيث بصدمة و اشمئزاز من بشعه وجهها ولم تتحمل منظره ! ثم صـ.ـرخت صـ.ـرخة متألمة و هي تنفجر باكية شاعرة بألم قوي و أبعدت يـ.ـده عنها بـ.ـعـ.ـنف بكامل قوتها تضـ.ـربه بيـ.ـديـ.ـها و قدميها و هى تصـ.ـرخ بهستيرية ليتركها ...
بينما انتفضت إليزابيث متراجعة للخلف بقوة كما لو كانت نظراته لها اشعرتها بالعـ.ـري وقد احـ.ـرقتها والخوف يرتسم على وجهها من منظرها هذا... تراجعت للخلف اكثر مبتعدة عنه قدر الامكان و هى تتذكر ما فعله بها ارديان... فلا يزال برأسها ذلك اليوم كما لو كان الامر حدث اليوم مما جعل الخوف و الذعر يسيطران عليها ..مرت امام عينيها مشاهد لما فعله بها وقتها و صوت صـ.ـراختها المتألمة تتردد بأذ نيها تعذبها بل تـ.ـقتلها حرفيا...
سقط قلب آدم فور رؤيته للرعب المرتسم بعينيها بوضوح فقد كانت خائفة حقاً...ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه و هو يدرك انها تعاني بكل ذلك بسبب النظر الى المراه ورؤيه وجهها.. ليقول بصوت منخفض محاولاً ان يطمئنها
=اليزابيث... اهدئي.. وانا سازيل هذه المراه من هنا على الفور .. ولا تنزعجي هكذا فمنظرك ليس سيء بهذا القدر
هزت رأسها و هى ترفض ان تستمع اليه لتتحرك بارتجاف و خوف بعيداً متراجعة للخلف بانفعال بينما صـ.ـدرها يعلو وينخفض بشدة .... ثم ركضت عند اخر الفراش بخجل تخفي ملامحها وهي تعطية ظـ.ـهرها وتدفن وجهها بين ركـ.ـبتها حتى لا يراها .
إبتلع آدم ريقه بقلق بالغ لما يحدث و قد دب الرعب بداخله عليها ليردف بكلماته بترجي
= إليزابيث ارجوكي اهدئي .. صدقيني بالتاكيد سنجد حل لما حدث بوجهك، لكن يجب أن تخبريني من الذي فعل ذلك بكٍ؟
لكنها لم تتراجع وهي مزالت علي وضعها تحتضن قدمها و لتدفن وجهها بصـ.ـدرها تبكى بشهقات ممزقة على كل ما مرت به و ما فقدته هامسة بصوت متشنج
= أتركني آدم.. أتركني لوحدي مثل ما تركني الجميع وانت ايضا؟ اتركني وارحل لا اريد احد بجانبي.. اتركني وشـانـي .
وقف ادم ينظر بعجز الي اليزابيث التى اشتد بكائها مما جعله يومأ برأسه بالموافقة باستسلام مختنق بينما كان مسلطة عليها يتطلع اليها باعين ممتلئة بألم بنظره أخيرة ثم رحل وتركها.
وهو يتذكر وجهها ذو الملامح الملائكية و هو يفكر كيف امكنه ان يتخيل ويصدق بان تلك المخلوقة التى بين يـ.ـديـ.ـه يؤذيها احدهم بهذه الطريقه...فالتى أمامه الان ليست الا
زو جـ.ـته.. حبيبته...ملاكه.. ولم تكن دميما في عينه مطلقاً .