قصة قصيرة الخائنة البريئة لسماح ناجي - الأحد 28/7/2024
قراءة قصة الخائنة البريئة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قصة الخائنة البريئة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماح ناجي
تم النشر يوم الأحد
28/7/2024
تجلس بين ابنائها وأحفادها وهى سعيده بما وصلت له وأوصلت إليه ابنائها فلقد ذاقوا الألم والقهر والحزن منذ نعومة أظافرهم ولكنها تحمد الله على ماآلت إليه الأمور .
عادت بذاكرتها لسنوات عديده مرت ولكنها تركت ندوب عميقه فى قلبها وروحها وجسدها أيضاً.
كأى فتاه كانت تحلم بالثوب الأبيض والزفاف وإنشاء عائله خاصه بها تبنيها مع رفيق الدرب على الحب والسعاده ، وحينما أتى هذا الفارس سعدت كثيرا ف اخيرا سيتحقق حلمها .
تقدم لها مجدى قريب عائلتها ولكنه من بلده أخرى غير بلدتها ، فهى كانت تراه دائما فى المناسبات بين أفراد عائلتها ،
تم الزفاف ووجدت زوجها كما تتمنى فهو طيب المعشر حنون يتقى الله فيها ، علمها أصول الحب والعشق فهى تعتبر عديمه الخبره فى هذه الأمور تعلمت كل شيء على يديه ، لم تخلوا الحياه من الصعاب وأحياناً غيره المحيطين بها ، ولكنها تخطت كل هذا لأن شريك حياتها يستحق ذلك ، تمر الأيام وانجبت طفلان ومع ضيق الحال تبدلت الأحوال .
مجدى : ماقداميش حل غير السفر يامنى ، الأرض مش جايبه همها واللى مأجرها هو اللى بياخد خيرها ، والوظيفه مرتبها يادوب بيكفى أول اسبوع وبنقعد نستلف باقى الشهر .
منى : هتسافر وتسيبنى أنا والبنات يامجدى .
_ غصب عني حبيبتى اديكى شايفه العيال بيكبروا كل يوم ماشاء الله ومحتاجين مصاريف وكل يوم المسؤوليات بتكبر .
_ اللى تشوفه يامجدى ربنا ييسرلك امورك ويعينك ويقويك .
_ اللهم آمين يارب العالمين ، المهم دلوقتى هأحتاج دهبك علشان الراجل اللى هيسفرنى عايز مبلغ علشان يبدأ يجهزلى الورق وبإذن الله أول ماأشتغل هأجيبلك زيه وأحسن منه كمان .
هبت منى واقفه واسرعت نحو خزانة الملابس واحضرتك الصندوق الذى به المصوغات الذهبيه الخاصه بها ، أخذه منها مجدى وبدأ فى إجراءات السفر وبعد مرور شهر غادر أرض الوطن وترك خلفه قلوب ملتاعه من فراقه .
بدأ مجدى فى العمل وأخذ يجمع الأموال ويرسلها لزوجته التى كانت تدخر مايرسله لها وتأخذ منه جزء صغير لتنفقه على الصغار وحرمت نفسها من كل شيء ، فهى هادئه ذات وجه بشوش وملامح جميله ، كل من يراها يحبها ،وكل من حولها يحترمها ويقدرها فهى ذات عقل راجح وفكر منير .
مرت السنوات إلى أن أصبح لديها من الأبناء ثلاثه بنتان وولد واحد فى مراحل التعليم المختلفة.
بعدما جمعت مبلغ كبير من المال إشترت قطعة أرض وبدأت فى بناء منزل خاص بزوجها وابنائها بعيداً عن منزل العائله وهذا ماأشعل نار الغيره فى قلوب إخوة زوجها وزوجاتهم ، فهى فعلت مالم يستطع أحد منهم فعله .
بدأت فى بناء المنزل وحينما أوشكت النقود على النفاذ لجأت لأشقائها وباعت لهم ميراثها لوالدها وأستكملت مابدأته حتى أتمت المنزل وجعلته غايه في الروعه والجمال.
فهى جهزته بأحدث الأجهزة وأثمنها حتى يليق بزوجها وخاصة بعدما كبرت البنات واصبح يأتى لهن من يطلبهم للزواج .
فهذا هو بيت أحلامها ، تفننت فى إنهائه ، فهو يعد من المنازل المميزه بالبلده بمظهره الرائع.
أخذ الحقد والغل يكبر ويكبر بين أشقاء مجدى وخاصة بعدما رأوا تفوق أبناء مجدى وكل من يراهم يشهد بحسن خلقهم وحسن تربيتهم بجانب تفوقهم الدراسى .
مجدى كان ينزل كل عامان أجازه ويعيش هو وابنائه أجمل أيام ليعوضهم عن غيابه عنهم ويعامل منى كملكه متوجه .
أعمى الطمع أعين الأشقاء فأرادوا أن يستقطبوا بنات أخيهم ليزوجوهم لأبنائهم حتى لا ينعم غيرهم بأموال أخيهم ، ولكن قوبل هذا الطلب بالرفض من الفتيات .
أغلق الموضوع وبعد فتره
تمت خطبة شهد الإبنه الكبرى لمجدى لإبن الجيران بعدما رفضت إبن عمها وهذا ما جعل الأوضاع اصعب وأصعب
ولكن دوام الحال من المحال فتغير كل شيء.
سافر مجدى إلى عمله بعدما ودع زوجته وأبنائه وبدأ يتغير شيء ف شيئ
أصبح مجدى لا يحادثهم فى الهاتف كما كان يفعل وإذا تحدث يتشاجر مع منى ، يحدثها وكأنها متهمه وهو القاضى ، فالنفس يحاسبها عليه ، متى خرجت ولما ، متى عادت وماذا أنفقت ولماذا كل هذه النفقات ، جعل حياتها هى وأبنائها جحيم ، بدون أن يعرفوا السبب ، فهو تحول من النقيض للنقيض.
_إيه كل المصاريف دى ياهانم ؟
_ مصاريف إيه يامجدى ، ما أنت عارف إن شهد خلاص فرحها بعد كام شهر ، وبنجهزها .
_ إنتى بتجهزيها جهازها وجهاز العريس ، بتديهم شقايا وتعبى وتقولى هما اللى جايبين .
منى بصدمه من حديثه فهى أكثر من يخاف على نقوده فهى من جمعت أمواله وأقامت المنزل ، فهى من حرمت نفسها وأبنائها من كثير من الأشياء حتى تجعله ذو أملاك ، وبالنهايه هى متهمه بالسرقه وتبديد المال :
_ أنا يامجدى بأدى فلوسك لمحمود علشان يجهز نفسه ، هأعمل كدا ليه ! مانت عارف إنهم حالتهم الماديه أحسن مننا بكتير ، وهو اللى بيجيب اللى عليه فى الجهاز وبيدى بنتك فلوس كمان .
_ أنا الكلام دا مايخيلش عليا ياهانم ، هو مش كان عندكم فى البيت من يومين ، ورجع تانى يوم وهو جايب ادوات الكهربا .
_ ايوا فعلا كان عندنا بس ماله ومال اللى جابه .
_ اقولك أنا ياهانم ، البيه إنتظر لما بعتلكم الفلوس وجالكم أخدهم ونزل إشترى بيها وقال إيه هو اللى جايب من فلوسه .
_ إيه اللى إنت بتقوله دا يامجدى ، هو معنى إنه كان هنا وتانى يوم جاب الحاجات إنه جايبها بفلوسك ، الراجل كان هنا فعلا ، بس علشان يسأل بنتك عايزه إيه ونفسها فى إيه ، علشان يجيب اللى هى عايزاه ، كتر خيره عامل على زعلها وبيستشيرها فى كل حاجه حتى لون دهان الشقه بتاعتهم .
_ أاااه والمفروض بقى إنى اصدق الكلام الفارغ دا ، بصى يابنت الناس الفلوس بعد كدا هتتحول على على أخويا واللى تحتاجيه تروحى تطلبيه منه .
_ إزاى الكلام دا ، يعنى إيه هتحول الفلوس لعلى وتخليه يتحكم فيا وفى عيالك .
_ هو دا اللى عندى ، وإلا مافيش فلوس من النهارده.
_ طيب نتكلم بهدوء يامجدى ، يعنى لما احتاج اشترى أكل ولا خزين للبيت هأروح أمد إيدى لعلى وأقوله إدينى اجيب أكل لعيالى .
_ منى اللى عندى قولته ، ومش عايز اسمع صوتك.
_ إلا ماعملتها فى أول العمر جاى دلوقتى بعد مالعيال كبرت وبنيت بيت وبعت اللى قدامى واللى ورايا جاى دلوقتى تقول إنى باسرقك وتخلى اخواتك يتحكموا فيا .
وأغلقت الهاتف دول أن تستمع لرده .
أخذت تفكر فى مايفعل مجدى وكيف يفكر بها بهذه الطريقة.
وبالفعل نفذ ماأراد .
أصبح على المتحكم فى كل شىء ومنى صامته حتى أنهت مستلزمات ابنتها حتى لا ينفذ مجدى حديثه ويمنع عنهم النقود .
عاد مجدى بوجه مختلف تماما وحضر زفاف إبنته ثم غادر بعد مرور يومين وفى خلال تواجده تجاهل منى تماما وإذا تعامل معها يتعامل أسوأ معامله ، ترك منى وأبنائها لحيرتهم فهم لا يعلمون سبب تحوله هذا .
لم تتوقف المشاكل إلى هنا بل زادت الإشاعات ووصلت إلى مجدى حيث مكانه .
شخص عديم الاخلاق أطلق الإشاعات على منى ووالد زوج شهد أن بينهم علاقه محرمه وللاسف إستمع مجدى لما قيل وصدق عن زوجته ورفيقته هذا الهراء وأشار لها بيد الإتهام ، وهذه كانت القشه التى قسمت ظهر البعير .
عاد مجدى إلى أرض الوطن بدون أن يعلم زوجته وأولاده بعودته ، وجد أشقائه فى إستقباله وذهب معهم إلى منزل العائله وأخذوا يحدثوه على ما يقال فى البلده حتى شعر مجدى بالنيران تخرج من كل جسده كما صدمته نظرات الجيران له مما زاد إشتعال غضبه وحين إنتصف الليل ذهب حيث زوجته وأبنائه وطرق الباب بقوه حتى فزع من بالداخل ، لم يمهلهم الفرصه ليرحبوا به وإنقض على زوجته بالضرب وحين حاول ابنائه الفصل بينهم إنهال عليهم هم أيضا فهو الآن كالثور الهائج ولا يرى أمامه من الغضب .
ماأحزن وكسر قلبها هو تحول مجدى بهذا الشكل ، فهى كانت تنتظر دفاعه عنها ووقوفه إلى جانبها وعقاب من أطلق عليها هذه الشائعة ، ولكنه خيب أملها فيه وأصبح هو القاضى والجلاد دون الإستماع لدفاعها ، فمهما حاولت التحدث معه الا أنه كان يصم أذنيه حتى لا يستمع لكلماتها.
إستفاقت منى من شرودها وهى ملقاه أمام باب المنزل وهى بملابسها البيتيه هى وإبنتها حتى بدون حجاب فالتوقيت صيفى وبعد منتصف الليل كانوا يستعدون للنوم .
نظر عادل حوله وجد الجيران مجتمعون منهم الشامت ومنهم الذى يبكى على حالهم ومنهم الذى صدق الحديث ومنهم من يدافع عنهم .
شعرت منى بشئ يوضع على رأسها وأكتافها نظرت لمن فعل هذا وجدته محمود زوج شهد إبنتها .
حينما شاهد محمود ماحدث جلب ملابس من ملابس زوجته وتوجه بها للأسفل ووضعها على والدة زوجته وشقيقتها .
_ يلا ياأمى نطلع البيت ، كفايه كدا .
_ بيتى يامحمود ، وبيت عيالى .
_ مش وقت الكلام دا ياأمى يلا بينا نطلع عند شهد اللى هتتجنن وتنزلكم ، أنا قعدتها فوق بالعافيه ، وبعدين نتكلم ونشوف حل للى حصل .
نظرت منى وأبنائها للمنزل الذى أغلقت أبوابه فى وجوههم بعدما كانوا هم أصحابه ، ماأصعب الشعور بالظلم والقهر ، ماأصعب أن يتهمك من من المفترض أن يكونوا هم السند والدعم ، وياليت التهم حقيقيه إنما ظلم وتدليس وتزييف للحقائق .
مرت الليله ببطء شديد لم يزر النوم أعينهم منتظرين شروق الشمس حتى يحاولوا أن يتحدثون مع مجدى لإزالة اللبس وتوضيح الأمور أمامه ولكنهم وجدوا حائط صد أمامهم لا أذن تسمع ولا عقل يفهم ، إستمر هذا الوضع لأيام منى مصدومه ولا تنطق بحرف واحد ابنائها ملتفون حولها وهى ساكنه تتحرك حين تستمع لصوت الآذان لتتوضئ وتناجى ربها ثم تعود لمجلسها مرة أخرى تنتظر أن يستفيق مجدى ويعود لحالته الطبيعيه ولكن هيهات هيهات ، لم يذده مرور الأيام إلا قسوه وجبروت ، علم إخوانها بما حدث ، هرعوا إليها ليأخذوها لبلدتهم ولكنها رفضت ، حاولوا الحديث مع مجدى لكنه قابلهم بأقذر أسلوب ووجه لهم السباب والإهانه :
جايين دلوقتى وعاملين رجاله ، كنتوا فين وأختكم مستغفلانى وماشيه على كيفها ، تقدروا تقولولى إيه قعدها عند سمير ، أقولكم أنا ، مش قادره تبعد عن حبيب القلب ، ولا أنا غلطان ، ولا لسه مفكره إنى مغفل وهأحن وأرجعها تانى ، دى بتحلم ، من بكره هأجيب ست ستها، وأدخلها البيت قدام عنيها ، خليها تتحسر زى ماحسرتنى على تعبى وشقايا ، ورجولتى وكرامتى اللى داست عليهم ومرمغتهم فى التراب.
: عيب الكلام دا يامجدى إنت عارف مراتك كويس قوى ، مراتك اللى وقفت وقفة مية راجل فى غيابك ، مراتك اللى ربت وكبرت وعلمت ، وعملتلك بيت واقف فيه دلوقتى وبتقول هتدخل واحده تانيه غيرها فيه ، بعد ماحطت فيه ورثها وكل ماتملك علشان تساعدك وماتزنقش عليك فى غربتك .
:إثبتوا ، معاكم حاجه تثبت كلامكم دا ، البيت دا من تعبى وشقايا ، كفايه عليها السنين اللى عاشتها فيه من غير حساب ، كنت بابعتلها الفلوس وأنا مغمض ، أتاريها حراميه ونصابه وخاينة .
هجم عليه أحد إخوانها وأخذ يكيل له اللكمات ، لولا تدخل إخوته والجيران الذين تجمعوا على صوت المشاجره .
لم يكتفى بهذا بل ذهب لمركز الشرطة وقدم بلاغ ضد إخوتها بالتعدى عليه ومهما حاول من حوله إقناعه بالتنازل إلا أنه أبى ذلك .
منى وهى تتحدث مع أشقائها : أنا مش هأمشى من هنا إلا لما أخد حقى وحق عيالى ، أنا حطيت كل اللى حيلتى فى البيت حتى دهبى ودهب بنتى جوه فى الدولاب ، ورثى فى البيت والأرض بيعته مابقاليش حاجه عندكم علشان أروحلها ، مسيره هيعرف الحقيقه ويجى يراضينا ويرجعنا لبيتنا تانى.
خيرى شقيقها الأخر : يامنى ماتنشفيش دماغك ، جوزك خلاص باع ، ومش هيسمع ولا يفهم إلا اللى هو عايز يسمعه ويفهمه ، أنا كنت واقف قدام واحد عمرى ماشوفته قبل كدا ، حسيت إنى ماعرفهوش ، إنسان تانى خالص ، مش دا مجدى اللى نعرفه ، وقعدتك هنا هتزود الكلام ، إحنا عارفين إن أبو محمود راجل محترم وكتر ألف خيره إنه فاتحلكم بيته بعد الكلام دا كله ، بس برضه لازم تسيبى هنا وترجعى معانا البلد ، وحقكم هنعرف نجيبه بإذن الله.
: لا ياخويا أنا مش هأمشى من هنا ، حتى لو مادخلناش البيت نبعت حد يجيبلنا حاجتنا اللى جوه ، إحنا طالعين بهدوم النوم .
: خلاص ياختى يومين وهنيجى ناخدكم ، وأول وأخر مره تقولى ماليش حاجه عندكم ، إحنا كلنا تحت رجليكى يامنى وإن ماشالتكمش الأرض نشيلكم فوق رؤوسنا.
إنصرف إخوانها ، وظلت هى تبكى على ماآلت إليه أحوالها .
إستمعوا لأصوات عاليه بالخارج هرعوا ليروا مايحدث ، وكانت الصدمه التى لا يعلمون عددها ، فوالدهم قد تزوج وأتى بعروسه لمنزلهم ، لم تكن العروس سوى شقيقة زوجة على أخيه الأكبر ، فمن الواضح أنهم خططوا جيدا للإيقاع بها وبزوجها الذى إنساق خلف أحاديثهم ، لم تقوى منى على التحدث أو الخروج لترى مايحدث حينما إستمعت لما قيل ، كانوا يوميا يرون العروس وهى تمسح المنزل والنوافذ والبلكونات بملابسهم ، فهى تأتى بهم من الخزانه وتمسح بهم ثم ترميهم فى الشارع تحت أنظارهم وانظار الجيران ، فليتها إرتدتهم إنما تعاملت معهم معامله القمامه ، كانت تقف على الدرج وتقذف بالاكواب الزجاجيه على الأرض مع التحدث بأبشع الأحاديث عن منى وبناتها ، وبالطبع ترتدى مشغولاتهم الذهبيه وتقف بها أمامهم ليرونها ، وشقيقتها تقف بجوارها وتستندها وتدعى أن منى وبناتها هن من يتعرضن لشقيقتها ، إستمر هذا الوضع للكثير من الأيام ، مجدى لا يلين ولا يريد أن يستمع للحقيقه ، زوجته لا تكف عن إزعاجهم والتحدث بصوت عالى حتى تثير غضبهم .
أصر إخوة منى على أخذها للمنزل وترك حقها للذى لا يغفل ولا ينام.
مر شهر وإثنان والكثير والكثير ومنى وأبنائها يقيمون بمنزل والدها ، ومجدى وزوجته لا يكفان عن إزعاج شهد وزوجها ، ومازاد الأمر سوءاً هو حمل زوجة مجدى
أصبح يمشى بها بتفاخر فى البلده ويقول أنه ليس لديه أبناء سوى الجنين الذى تحمله زوجته الجديده .
أخذت منى تبحث عن عمل حتى تساعد فى المعيشه فهى وأبنائها يمثلون عبئ على اشقائها حتى لو لم يتحدثوا ، فالمدارس على الابواب وهى حتى لا تملك ثمن حذاء أو حقيبه أو اى مال لتدفع مصاريف الدراسه .
عملت كبائعه فى أحد المحال التجارية الموجوده ببلدتها بالرغم من رفض اشقائها ، أخذوا يعتادون على هذا الوضع أو يتناسون ما حدث وما يحدث ،
أخذت الأوضاع تسوء فمنى لم تسلم من الحديث والمعاكسات وخاصة بعدما بعث لها مجدى سيده غليظه سيئه السلوك وإفتعلت معها مشكله مما تسبب فى طردها من عملها ، فهى علمت حينما غمزت لها هذه السيده وأخبرتها : سي مجدى بيقولك مش هيرحمك .
تكررت هذه المواقف كثيرا فكلما بحثت عن عمل طردت منه بعد فتره حاول أبنائها إقناعها بالموافقه على عملهم ولكنها رفضت وكان ردها :
إنتوا تذاكروا وبسس ، عايزاكم تتفوقوا وترفعوا راسى علشان أبوكم يعرف إن خلفتى وتربيتى مافيهاش غلطه ، عايزاكم تبقوا حاجه أتشرف بيها وسط الناس .
لم يكف مجدى عن إيذائها هى وأبنائها والذين هم أبنائه أيضا ، حينما كان عادل يزور شهد شقيقته ببلدة والده بناء على طلب والدته تعرض له والده وقام بضربه حين دافع عن والدته وشقيقاته بعدما إستمع لإتهامات والده ونعتهم بأقذر الألفاظ وأيضا حاول إحتجازه بالمنزل ليمنعه من الذهاب لوالدته ولم يخلصه من بين يديه سوى رجال البلده الذين تجمعوا على الصراخ والصوت العالى .
نتج هذا الشجار عن اصابه عادل ذلك الفتى الذى لم يتعدى عمره الخمسة عشر عاماً ، أخذه محمود زوج شقيقته إلى الطبيب الذى قام بتقطيب الجروح ، ثم إصطحبه لمنزل أخواله ، حينها أصر عادل على تقديم بلاغ ضد والده للشرطه ، ولم يثنيه رفض أخواله أو والدته عن هذا ، ولكن كان جواب والده حاضرا فقد إتهم الفتى بمحاولته إختراق المنزل وسرقة محتوياته والتهجم على زوجة الأب ، وظل هذا البلاغ ضد هذا ، وكان عادل فى موقف الضعف فمجدى أحضر الشهود التى تثبت حديثه ، حاول كبار البلده التدخل لإقناع مجدى بالتنازل عن البلاغ حتى لا يضيع مستقبل الفتى ، مازاد هذا الموقف ابنائه إلا حقدا وكرها له .
لم تستسلم منى وبحثت عن عمل مره وإثنان وعشره ، حتى أنها باعت القرط الذى كانت ترتديه وبدأت بمشروع صغير ولكنه لم ينجح أو بمعنى أصح لم يظهر للنور حيث إحترقت كل المواد الخام التى كانت لديها بسبب عود ثقاب مجهول المصدر ، وعادت للعمل لدى الآخرين مرة أخرى ، مرت الأيام ودخلت سلمى الجامعه وإلتحقت بكليه الحقوق حتى تدرس وتتعلم كيف تقف بوجه ظلم والدها وتأتى بحقها هى ووالدتها وأشقائها ، بدأ عادل بالعمل حتى يساعد والدته بالإنفاق عليهم .
مجدى يرفض الطلاق ويخبر من يتوسط بينهم إذا كانت تريد الطلاق عليها باللجوء للقضاء ، منى ليس لديها المال الكافى لتوكيل محامى حتى يقف معها، ورافضه تماما مساعدة إخوانها فيكفيهم وقوفهم بجوارها كل هذا
انجب مجدى من زوجته الجديده ولدان ، كان لا يفارقهما أبدا ودائما يصطحبهما معه فى كل مكان حتى كبرا الصغيران ، وكبر أيضا أبناء منى وتزوجت سلمى بعد تخرجها من الجامعه من زميل لها بمكتب المحاماة ، أما عادل فإلتحق بالجامعه كليه تجاره قسم محاسبه ، وكانت الصدمه الكبرى حينما فوجئوا بأن مجدى قد كتب كل أملاكه بإسم زوجته وصغارها حتى يحرم منى وابنائها من ممتلكاته ، فقد كتب لهم المنزل والأرض الزراعيه حتى رصيده فى البنك حوله لهم وأصبح خالى الوفاض ، وهو ينظر لأبنائه بشماته فقد حرمهم من حقوقهم إلى الأبد .
كانت منى تطلقت منه منذ فتره بعدما تنازلت عن جميع مستحقاتها بعدما ذاقت المر حتى تتخلص منه ، إطمئنت منى على الفتيات وأخذت تعمل وتجتهد حتى تأسس منزل صغير لعادل حتى يتسنى له الزواج والإستقرار به ، أخذت تعمل هى وهو حتى يدخروا الجنيه على الآخر ولكن هيهات فالأجر قليل لا يمكنهم الإدخار منه ولكنهم يحاولون بأقصى ما يملكون من جهد .
أخذت الأوضاع تسوء لدى مجدى فزوجته وأبنائه يعاملونه بقسوه فهو الآن لا يملك شيئاً ، وهم بيدهم كل شيء ، علم الحقيقه المره ولكن بعد فوات الأوان ، لا نعلم إن كان ندم على مافعل أم مات ضميره ولم يندم ، علم بمخطط زوجة أخيه وشقيقتها التى هى زوجته الثانيه ، علم بأنهم من روجوا الإشاعات ، وحين تمت المواجهه نفت الزوجه هذه التهمه فى البدايه ولكن فى النهايه إعترفت وبكل تبجح إتهمته أنه يستحق ذلك فهو أكثر شخص يعلم من تكون زوجته ومدى أخلاقها ، فكيف له أن ينصت لغيره ، ويصدق ماقيل ، ويتهمها أيضا ويعذبها ويهينها إلى هذا الحد ، قاطع شقيقه وزوجته ومنعهم من دخول المنزل ولكن هيهات فبأى حق يمنعهم والمنزل أصبح ملكا لغيره ، فهو مجرد شخص مقيم معهم لا يملك حتى أن يشترى قطعة حلوى لنفسه ، تدهورت حالة مجدى الصحيه ولكنه لم يجد من يعتنى به فقد ذهبوا به للطبيب وحينما وجدوا أمد العلاج طويل رفضوا الإنفاق عليه ، فهو أصيب بمرض السرطان ، وسوف ينفق الكثير من المال حتى يتعافى ، وهذا غير مسموح به ، فالمال اغلى منه عندهم ، أهملوا صحته وأخذت زوجته تصرخ عليه كالطفل الصغير ولا تقدم له ابسط الاشياء وهو الطعام ، أخذ يتسول على بيوت أشقائه ولكنها أغلقت جميعها فى وجهه ، كانوا بعض الجيران يعطفون عليه بالقليل من اللقيمات والبعض الأخر يقول هذا جزاءه على مافعل فى منى وابنائها ، أصبح الشارع مأواه وملاذه ، أصبحت حالته رثه وثيابه باليه ، ندم وعض أصابعه من الندم فهذا ماجنته يداه على مافعل من ذنب كبير ولكن قبل أن يطلب العفو والسماح أتى أمر الله ، إستمعوا لخبر لا يعلمون أيسعدهم أم يحزنهم ، فقد تعرض مجدى لحادث سير أودى بحياته ، تأثروا قليلا ولكن لا يعلمون أهو حزن أم شماته ، ذهبوا لحضور الجنازه فمهما كان هو والدهم ولكنهم طردوا من منزلهم على يد زوجة أبيهم :
إيه جابكم هنا ياعيال منى جايين تشمتوا فينا ولا جايين تستولوا على مال عيالى ، لا ماتفتكروش إنى هأسمحلكم .
تدخل الحضور بتهدئه الوضع وأن هذا ليس وقت لهكذا حديث ولكنها لم تستمع لهم .
تحدثت شهد : إحنا لا شمتانين ولا طمعانين فى حقوقنا ، إحنا جينا نأدى واجب فى راجل المفروض إنه أبونا ، وقولنا دا واجب علينا ناخد عزاه ، ولعل وعسى تكونى إتعظتى وعرفتى إن الدنيا مش مستاهله والموت اقرب لينا من حبل الوريد ، بس الواضح إنه عرف يختار كويس ، وإحنا لا مسامحينه ولا هنسامحك فى حقنا وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكى وفيه .
إنصرفوا وتركوها تهدد وتتلفظ بأبشع الألفاظ ولم تتعظ من الموت أو تخجل من الحضور والمصاب الجلل الذى هم فيه .
علموا هكذا أنهم لم ولن يأخذوا شيئا من حقوقهم ، فيكفيهم موتته البشعه التى تلقاها وعذابه عند ربه على إفترائه على والدتهم ومنعهم من حقوقهم وإهانتهم بين الخلائق .
منى لم ولن تستسلم فكما أوصلت الفتيات لبر الآمان ستقف بجوار عادل حتى تأمن له مستقبله وتترك له ما يساعده على المعيشه وتكوين أسره .
وها هى الآن تجلس بين أبنائها وأحفادها وتحاول تجاهل كل مامرت به من آلام وعذاب ، تحاول أن تنظر لنصف الكوب الممتلئ فهى وصلت بصغارها لبر الأمان والزمن قادر على مداواة الجراح.
الخيانه هي أبشع شيء في الكون
خصوصاً عندما تكون من من وثقت فيه كل ثقتك..
الخيانة تهدم كل شيء
ٱحقر من الخيانه وقاحة تبريرها.
يتحدثون عن الثقه ، و يمارسّون الخيانه بمٌنتِهى الشرف
أصبحت الخيانه .. وجهة نظر و أنواعها متعدده خيانه مجهود خيانه شقى وتعب خيانه إخلاصك خيانه التزامك وخيانه وضوحك وعدم التواءك
كل خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب
في أغلب الاحيان تأتيك الخيانة من اشخاص كنت تحسبهم أقرب الناس إليك.
لا تثق بأحد فالكل يخون إذا أتحيت له الفرصه.
تمت
لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية