-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 11

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد

الفصل الحادي عشر


في يوم من الأيام التي مضت

فرت الدموع من أعين حورية وهي تنظر للأرض بحزن يغمر قلبها، لقد وقعت في حب معيدها منذ أن دخلت إلى الكلية، وهو أحسن استغلال هذا فلقد أوهمها بحبه هو الآخر لتتفاجىء في النهاية أنه يعمل هذا لإثارة مشاعر فتاة يحبها، تصرف لا يليق بوظيفته ومقامه، كيف له أن يفعل هذا يا سادة ؟ هو مُربي أجيال ليس مسيء لهم 


وجدت طيف أمامها فرفعت عيناها تلقائي تنظر لصاحبه، أوه رجل الأعمال المشهور آدم الكيلاني أمام حورية الطالبة البسيطة، حقًا هذا غريب ! 


آدم بقلق يحاول إخفائه : مالك يا حورية ؟ 


حورية بتنهيد : مفيش مخنوقة شوية، اقعد 


جلس بجانبها ثم رفع يـ ـده يمسح دموعها برقة، شعرت بسخونية طفيفة في وجنتيها آثر لمسته، دفعت يـ ـده بخفة ثم حمحمت بخجل فاردف : هي فين حياة ؟ مع أدهم طبعاً ومطنشين المحاضرات


حورية بضحكة بسيطة : بحسك ساعات باباهم، يعني عشان دكتور هنا وبتيجي يوم في الأسبوع هتخنقهم


أدم : لو في هندسة وكلمتيني بالطريقة دي كنت سقطتك في مادتي


حورية : يا ساتر يا رب ليه كده بس ؟ يعني ربنا يديكم الفرصة تيجوا وتعذبوا فينا أحنا، هو بجد سؤال للدكاترة يعني أنتم في يوم مكنتوش طلاب زينا 


أدم بتأكيد : كنا بس مكناش كدة يا حورية، الجيل بيسلم جيل وكله أنيل من بعضه


حورية وهي تتأمله بعيناها التي تحبس قلبه بقسوة : أنت محسسني أنك أكبر مني بميت سنة 


أدم : عشر سنين يفضلوا فرق كبير 


ليكمل بحزن داخلي : وكتير اوي اوي يا حورية


حورية : مش فاهمة 


أدم : ومش هتفهمي، يلا موركيش محاضرة


حورية بتنهيد : ورايا بس مش عايزة أحضرها 


أدم بإبتسامة : خلاص قومي معايا 


حورية باستغراب : على فين ؟ 


مـ ـسك يـ ـدها قائلاً : قومي بس هغيرلك مزاجك 


وقفت تسير معه فأخذها خارج الجامعة كليًا لأحد أماكنه المفضلة والمنعزلة، كانت منطقة ذراعيه حين تقف ترى الطيور تحلق والسماء صافية كذلك الشمس تزين مكانها 


حورية : المكان دا جميل اوي 


أدم لنفسه : مفيش حاجة أجمل منك يا حوريتي 


رفعت شعرها لأعلى وهي ترفع وجـ ـهها، لمعت زرقاويتيها تحت ضوء الشمس، أغمض عيناه بقوة يحاول السيطرة على مشاعرة، حورية أخت خطيبة أخاه الصغرى، منذ أن وقعت عيناه عليها وقد تسللت مشاعر غريبة لقلبه ناحيتها


أدم : حورية أنتِ في حسابات صح ؟


حورية بانزعاج : نعم ! يعني أخت خطيبة أخوك ومش عارف في حين أنا عارفة عنك كل حاجة


أدم بإبتسامة : عارفه ايه بقى ؟


حورية : أممم آدم الكيلاني تسعة وعشرين سنة، مالك شركة الكيلاني ديزاين، من أحسن المهندسين في مصر، بتميل لوالدتك أكتر، أحم اتجوزت مرة وفشلت 


لتكمل بصوت عالي : اة اسفة دخلت في الخصوصيات صح ؟


آدم بضحك : لا عادي خدي الجديد اتجوزت بنت رجل أعمال مشهور على أساس الشغل بينا هيتطور بس مطيقتش حريتها واتطلقنا بعد شهرين، حاجة تانية ؟ 


حورية بفضول : متحررة أزاي يعني ؟ 


آدم : مثلاً عندها صحاب شباب بتخرج وتسهر وأحياناً بتشرب، وطبعاً مقبلش كدة فضلت أحاول معاها شهر كامل عشان تتغير


حورية بضحكة رنانة : شهر كامل ! 


آدم : أنا خلقي إبرة متتوقعيش مني أكتر من كدة، راحت لأهلها شهر واتطلقنا وأهو الخسارة القريبة أحسن من المكسب البعيد


حورية : أممم يا خسارة كنتم حلوين سوا، الكل كان بيحسدكم 


تذكر طليقته وكيف كان يقول الجميع هذا ثم ابتسم قائلاً : فعلاً بس ملناش نصيب سوا، المهم ايه رأيك تيجي تدربي في شركتي 


حورية بمرح : الله الله دا أنت بص غيرت مودي ٣٦٠ درجة


آدم بضحك : كام ؟ ٣٦٠ متأكدة ؟ 


حورية : احم ١٨٠ متدققش يا دومي بقى، أة آسفة آسفة منك لله يا حياة هي بتقول كدة لأدهم وأنا ... سوري بجد


آدم : أنتِ بجد غريبة، ولا يهمك يا ستي يلا بقى نمشي


تنهدت قائلة : هو يلا بس بجد المكان هنا روعة اوي


آدم بإبتسامة : هيجيبك تاني بس يلا الوقت اتأخر


حورية : يلا 


بدأت حورية التدريب في شركة آدم، ولم تكن تعلم أنه فعل هذا حتى تكون تحت مرمى نظراته، اعتادت حورية على آدم كثيراً وفرح هو بهذا، دخلت المكتب دون طرق قائلة : آدم أنا عملت كارثة 


وقف يضحك بخفة قائلاً : خير يا آخر صبري 


حورية : أحم بص ... 


آدم : بدأتيها بأحم يبقى كارثة بجد اتكلمي اتكلمي


حورية بضحك : لا مش كارثة اوي يعني بس ضيعت فايل حسابات السنة وضيعت تعب الجروب كله، I'm really sorry اطردني والله استاهل


آدم : أنا اللي عملت كده في نفسي، طيب ضيعتيه فين ؟


مررت يـ ـدها في شعرها وهي تقول بخفوت : بلاش 


آدم : حورية 


حورية بتوتر وهي تتحاشى النظر له : احم احم هو كان معايا two files واحد فيهم ملوش لازمة، المهم كنت معديه على محل طعميه، ريحتها تجنن يا آدم ومكنش معايا فلوس فالنفس الواطية قالت اديله فايل منهم وأخد منه طعميه


آدم بغيظ : روحتي أدتيه المهم


انفجرت ضاحكة وهي تسند وجـ ـهها محل قلبه في حركة سلبت جميع ثباته أمامها، وضع يـ ـده على ظهرها يضمها له، طرقات على الباب جعلتها تنتفض مبتعدة ثم دخلت السكرتيرة


السكرتيرة : آدم بيه الأستاذ ماجد بره 


آدم : خليه يدخل يا لبنى


حورية : خلاص همشي أنا وأنت بلغني بقرارك 


آدم بضيق : قراري هيبقى على دماغهم، أزاي يدوا ملف مهم ذي ده لعيله ذيك


حورية باستنكار : عيلة ! طب ربنا يسامحك بقى وخد خصمك


آدم بضحك : خصم ايه أحنا في حضانة يا بنتي 


طرقة بسيطة على الباب واردف صاحب تلك النبرة التي تعلمها جيداً : ممكن أدخل 


آدم : اتفضل يا ماجد، يلا يا شاطرة على الكلاس بتاعك


نظرت باتجاه الشخص ثم لآدم بملامح باهتة تحولت من المرح للحزن، تحدث ماجد بنبرة خبيثة : حورية هنا بنفسها


آدم باستنكار : نعم ! 


ماجد : أنا بدرسلها يا آدم ولا نسيت يا ابني أنا معيد عندها


آدم بتأكيد : أيوة 


ماجد : عاملة ايه يا حورية ؟ معتش حد بيشوفك يعني


نظرت له باستحقار ثم قالت : مشغولة هنا مع آدم 


ماجد وهو يرفع حاجبه : آدم كده


آدم باستغراب : في ايه ؟ 


حورية بصوت منخفض : معيد بارد مش كلهم قمر ذيك، يلا هاجي بعد ما يغور نكمل كلامنا


ابتسم آدم مؤكداً برأسه، اتجهت تخرج فاستمعت لآدم يقول : ايه يا عريس هنفرح بيك أمته


ماجد : حددنا الخطوبة وجاي أعزمك أساساً


حورية لنفسها : الخطوبة قولتلي ! تمام اوي 


وهنا قررت حورية الانتقام بطريقتها في جعله يعرف أنه فقرة سيئة من حياتها ومرت، فهي قررت الاقتراب من آدم وجعله يحبها حتى تثبت لماجد أنها أخذت من هو أفضل بمراحل، لم تعبء لآدم بقدر ما عبئت برغـ ـبتها في الانتقام من ذاك 


رنت على آدم في الليل تتحدث معه : صحيتك ؟ 


آدم : لا لسه منمتش 


حورية : اللي واخد عقلك ومسهرك 


آدم بمرح : ملكيش دعوة يا طفلة دي حاجات كُبار 


حورية بانزعاج : تصدق أنا غلطانة إني بكلمك 


آدم : بهزر يا حوريتي متبقيش قفوشة 


ضحكت بخفة وهي تقول : الواحد جعان اوي ومش عارف ياكل ايه 


آدم : نفسك في ايه ؟


حورية بتفكير : أممم كشري مصري بالشطة المولعة كدة، هي ضاربة الوقتي أكله


آدم : خلاص اجهزي هاخدك ونروح تاكليه 


حورية بصدمة : بتتكلم جد ؟


آدم وهو يلتقط مفاتيحه : والله جد أساساً جايلك بهدوم البيت، يلا غيري بسرعة


حورية بفرحة كالأطفال : فوريرة 


وبالفعل أخذها لتناوله كما ترغب، وفي أحد الأيام دخلت المكتب قائلة : كارثة 


آدم : خير يا حوريتي ؟


حورية بتوتر : السيستم وقع بسببي 


آدم بفخر ساخر : يا ما شاء الله أنا فخور بيكي يا حوريتي، مش عارف أمجدك أزاي


حورية بعبوس : أسفه 


حاوط وجـ ـهها وهو يقول : ولا يهمك أنتِ تعملي اللي عايزاه


كذلك في أحد الأيام في الجامعة، دخلت مكتبه تغلق الباب خلفها بقوة ثم انفجرت باكية، تحدث آدم بقلق : مالك يا حوريتي ؟


حورية ببكاء : الدكتور هزقني قدام صحابي كلهم وحرجني يا آدم، أنا بجد مليش عين أدخل المدرج تاني


آدم باستغراب : أهدي بس وقوليلي عمل كده ليه !


حورية : كنت سرحانة شوية وفوقت على تريقته 


آدم : سرحانه في ايه ؟


حورية بتوتر لذيذ : في حاجة كدة


انفجر ضاحكاً وهو يقول بتسلية : أيوة يعني حاجة ايه ؟


حورية وهي تدفن وجـ ـهها محل قلبه : ملكش دعوة 


آدم بخبث : وأنا اللي كنت ناوي أخدك خطوبة دكتور ماجد معايا ومحدش من صحابك رايح


حورية بلهفة : بجد يا آدم هتاخدني 


آدم بإبتسامة : هاخدك 


وبالفعل ذهبت حورية مع آدم خطوبة ماجد ولا ننسى كيف أنه نهر المعيد على أسلوبه مع حوريته، وكيف أن المعيد سألها أمام زملائها لما لم تخبره أنها تبع آدم، زادت فخر وقوة أمام الجميع به 


خرجت من المنزل ترتدي فستان قصير جملي اللون ذو أكمام طويل وفتحة صـ ـدر طوليه، هتف بسخرية : فستان دا ولا قميص نو.م ؟


حورية بانزعاج : آدم مسمحش ليك تتريق على فستاني، أنا ما صدقت رسيت على قرار 


آدم : حلو اوي وأنا مش ماشي غير لما تلبسي حاجة طويلة ومحتشمة، مفكرة نفسك ماشيه مع °°°


حورية بصدمة : آدم 


آدم : يلا وإلا هيبقى بلاها خطوبة 


حورية بنبرة لهفة : لا وعلى ايه هطلع اغيره دا حتى مش حلو نهائي 


آدم بتأكيد : حصل 


صعدت حورية وبعد وقت عادت مرتدية فستان أسود أبرز مدى جمالها، طويل يصل لكاحليها ذو كم طويل لكنه يتدلى من كتفيها مظهراً إياهم، كاد يستنكر مرة آخرى لكنه غير رأيه وقرر الذهاب فهو لم يرد إغضابها


ذهب معها متجه إلى الحفلة، وصلت حورية تلف يـ ـدها على ذراع آدم الذي دخل يبارك لماجد، رمقته حورية بنظرة استخفاف وتقليل منه


حورية : مبروك يا دكتور، مبروك يا عر.وسة 


العروسة : الله يبارك فيكي عقبالكم 


صعد بعض الاحمرار لوجنتيها ثم نظرت لآدم الذي حاوط خـ ـصرها ورد بنبرة يغمرها السعادة : إن شاء الله قريب


نظرت حورية له بصدمة ثم باتجاه العرو.سين لتجد ماجد تغيرت ملامحه مئة وثمانين درجة، ابتسمت بخبث وهي تسير مبتعدة عنه مع آدم


حورية : أنت قولت ايه فوق ؟


قرص وجنتها وهو يقول : وأنتِ مالك يا غلسه، استني رعد وياسين هنا تعالي كده


اتجه حيث يقف رعد وياسين مع أحد رجال الأعمال، وبالتأكيد ركز مع الفتاة التي بصحبة ياسين، فتاة جميلة في مقتبل عمرها كحورية وجمالها في مستوى حورية


آدم : مساء الخير


ياسين : آدم ازيك يا ابني عاش من شافك 


وسلم عليه كذلك رعد الذي ربط على ظـ ـهره بقوة قائلاً : فينك اختفيت 


آدم بهمس مرح : تقريباً معتش بخرج من الشركة


ضيق رعد عيناه فاردف آدم : دي حورية، حووورية ودا رعد وياسين صحابي 


حورية بهمس : اسلم 


آدم : تؤ، يا رعد


أكد رعد بعيناه أنه تذكرها فآدم سبق وقص له عنها كثيراً، حاوط ياسين خـ ـصر الفتاة التي معه قائلاً : دي جايدا خطيبتي


آدم باستنكار : خطيبتك ! 


ياسين بمرح : فيما بعد يا آدم متركزش، هتيجي نرقص يا جايدا


جايدا : أوكى 


آدم بمرح : أنا هروح تحب أشوفلك واحدة قبل ما أروح 


تجاهله رعد فضحك آدم وهو يذهب مع حورية بجانب ماجد وياسين، حاوط خـ ـصرها بيداه يسند جبينه على جبينها وهو يتـ ـمايل معها 


حورية : عايزين نتكلم


آدم : هنتكلم بس بالطريقة اللي تليق بيكي يا حوريتي


حاوطت عنقه بكلتا يـ ـديها أكثر تتحرك معه مثـ ـيرة غضب وغيظ نفس الشخص الذي لم تنزل عيناه عنهما، لم تكن تعلم مدى غيـ ـرته وكرهه لآدم من قبل دونًا عن أصدقائه، ياسين في وادي آخر مع حبيبته تقريباً قربه منها أكثر من آدم وحورية 


رفع رعد عيناه لكلاهما ثم قال بعد أشاح بعيناه : استغفر الله العظيم، عمرها ما هتكمل سليمه، الخساير هتكون أكبر من الوقت 


أنتهت الحفلة وخرج آدم مع حورية بعد وعد لقاء برعد يقص له ما حدث في حياته، قاد السيارة عائداً للمنزل ثم وقف أمام منزلها 


حورية : هتفهمني أمته بقى 


آدم بإبتسامة : عايزة تفهمي ايه ؟ 


حورية : هو ايه اللي قريب ؟ أنت بجد تقصد اللي قولته


آدم بمرح وسخرية : أوووف تصدقي مقصدش، كانت زلة لسان ولازم بقى اعمل بيها 


حورية بانزعاج : أنت بتهزر يا آدم، تمام ماشي


فتحت الباب ونزلت فنزل خلفها ينادي عليها قائلاً : استني يا بنتي بهزر 


مـ ـسك يـ ـدها يديرها له فاردفت بعبوس : أنا بكلمك ترد عليا ومتتريقش 


حاوط خـ ـصرها ثم قال : كان نفسي اقولك بطريقة أحسن بس أنتِ مصرة


تعالت دقات قلبها وهو ينحني أكثر ثم قالت : أنا بحـ ـبك يا حورية


شهقت بخفة وهي ترفع وجـ ـهها له، لم يعطيها الفرصة وخطف أول قبـ ـلة لها مثبتًا رأسها بيـ ـديه، لا تنكر أنها تاهت من قربه المُهلك وهذا، كذلك لا تنكر أن هذه أحسن لحظة في حياتها كلها، لحظة لم تُدرك معناها سوا في الوقت الحالي، دفعته ثم نزلت بصفعة غاضبة على وجهه


حورية بصراخ غاضب : أنت أزاي يا آدم تاخد حق مش حقك، دا مش حقك ولا عمره هيكون حقك، أول وآخر مرة تعملها 


تركته وغادرت عائدة لمنزل في حين ظل هو ينظر لطيفها، فاق من ذكرياته على نور مكتبه وهو ينفتح، تأملها من أعلى لأسفل ترتدي فستان قصير أخضر اللون يصل لمنتصف فخـ ـذها ذو حمـ ـالات رفيعة جداً، ترفع شعرها لأعلى وبالتأكيد ملامحها لا تحتاج لميك آب 


حورية بصوت غاضب : أنا جيت وبقولك أهو أنا هرجع الجامعة ومليش دعوة، يعني ايه تمنعني من الجامعة عشان مرات صاحبك عملت مشكلة، هو معاقبش مراته أنت تعاقبني بتاع ايه ! 


مرر يـ ـده في خصـ ـلاته ثم اعتدل واقفاً وأشار لها : تعالي


حورية بتوتر بسيط : مش جايه أنا حره 


آدم : أجيلك أنا


حورية بخوف : لا لا خلاص هاجي أنا 


اتجهت تقف أمامه ولم يخفي عليها غضبه الذي يظهر في عيناه، للحظة أرادت أن تخبره أنها اشتاقت لضحكته وإبتسامته التي لم تكن تختفي كثيراً، مرر أنامله على وجنتها ثم رفع ذقنها ينحني ويمـ ـزق شفـ ـتيها بطريقته، استجمع غضبه منها الذي لا ينتهي ودفعه في هذه اللحظة، أنين خافت خرج منها وبدأت بالبكاء، ابتعد بعد وقت ليس هين 


آدم : قولتيلي دا مش حقي بس الوقتي هقولك أكيد حقي، حتى لو هو عاش اللحظة دي كتير وعاش أكتر من اللي أنا عيشته بس الوقتي أنا لو خدت حقوقي كلها غصب عنك مش هتمنعيني


حورية ببكاء وهي تدفعه بكلتا يـ ـديها : أنت متقدرش تاخد حاجة مني غصب عني فاهم ؟


آدم بلامبالة : مليش مزاج فيكي أساساً، أنا بحب كل حاجة جديدة مش قيد الاستعمال


حورية بصراخ وثأر لنفسها : أنا أساساً اللي مبحبش واحد ذيك يلمـ ـسني، أنت أكره واقرف من نفسي عمري كله


نزل بصفعة قوية على وجـ ـنتها صارخاً بها : اخرسي بقى


صرخة مؤلمة خرجت منها ثم انطلقت جرياً من أمامه تبكي بانهيار في غرفتها، دفنت وجـ ـهها في الوسادة أكثر تصرخ بقوة فهي تجني تمن غلطة طفلة 


زفر بغضب وهو يلكم المكتب ثم اتجه للغرفة، سب نفسه حين وجدها تبكي بهذه الطريقة، جلس بجانبها يرفعها ثم ضـ ـمها بقوة 


آدم : أنا أسف مكنتش اقصد


بدأت تدفعه بهيستيرية وهي تقول : أنت بتضربني ليه ؟ كل حاجة تضربني كأني بهيمه عندك


آدم وهو يثبتها : أنتِ اللي بتعصبيني بكلامك


حورية ببكاء : طيب ما كل الناس بتعصبك أدهم بيعصبك وحياة ومامتك وباباك، بتيجي عليا أنا وتضر.بني، عمر ما حد أذاني كده غيرك والأذيه منك وحشه 


آدم وهو يتمدد على السر.ير : ما قولت أسف خلاص ميبقاش قلبك أسود، بعدين ما أنتِ ضربتيني قبل كده معملتش حوار


حورية : دي مرة إنما أنت كذا مرة وعورتلي شفـ ـايفي 


آدم : فين كده وريني 


رفعت وجـ ـهها له تشير محل صفعته وثغرها، أغمض عينه بقوة يطلق لفظ بذىء على نتيجة فعلته ثم عاد يضمها بقوة ويقـ ـبل جبينها معتذراً


حورية بطفولية : معتش تضربني يا آدم 


آدم : حاضر، ويلا اجهزي بكره ترجعي كليتك عايز تقدير حلو 


حورية بلهفة : بجد ! 


حاوطها بجسـ ـده يضمها بقوة ثم أغمض عيناه فبادلته بقوة تقـ ـبل وجنته شاكرة إياه، هذه الغبي الصغير الذي يتوسط صـ ـدره ويميل لليسار قليلاً ما زال يخفق لها ويعشقها، أنفاسها القريبة منه ما زال لها التأثير القوي عليه، نامت حورية وفتح عيناه هو يتأملها بقهر داخلي من نفسه 


آدم : أعمل ايه بقى أكتر من كده ؟ مش عارف بعاقبك ولا بعاقب نفسي يا حورية، بس اللي اعرفه إني بحبك لسه 


قبل جبينها وعاد ينام. 


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد حيث السكون يعم المكان 

هي داخل أحضـ ـانه تنعم بدفئها بعد ليلة جميلة ورومانـ ـسية معه، لم تكن تعرف من ديدي التي نطق بها ولم تهتم فهي ظنه اسم وعبر، فتحت عيناها ببطء فوجدته مستيقظ يتأملها بهدوء ظاهري 


چمان : احم صباح الخير 


ياسين : صباح النور على أجمل عيون 


ابتسمت بخجل فقـ ـبل جبـ ـينها يضمها مرة آخرى، همست باسمه فابتعد قائلاً : نعم 


چمان بتنهيد : بحـ ـبك 


ويا ليت ما وقعتي في شباكه يا چمان، فأنتِ لا تعرفي ما خلف هذا، رد بنبرة هادئة : وأنا كمان 


عادت تضمه وتنعم بقربه بينما رن هاتفه فزفر بانزعاج وهو يقول : مش عارف أقضي يوم لوحدي مع مراتي من غير إزعاج، طب مش هرد


چمان بضحكة بسيطة : رد شوف مين افرض حاجة مهمة


ياسين : هو في أهم منك الوقتي 


چمان : رد بس 


التقط الهاتف ورد بغيظ : عايز ايه يا زفت ؟


جاسر : مشكور بس اللي متعرفوش جدك جاي من المطار


ياسين : دا ايه الهم ده ! نازل، اقصد نازلين 


جاسر : مستنينك 


اعتدل ياسين جالساً ليردف : يلا اجهزي هننزل جدي جاي


چمان باستغراب : طيب هو أنتم مالكم كده، كأنك مش حابين يجي


ياسين بضيق : أصله بيدخل في كل تفصيلة في حياتنا، يلا هتلاقيه جاي عشان عريس عمتي وهيمشي تاني


چمان بصدمة : عر.يس عمتك ؟ 


ياسين باستغراب : هي عشق مقالتش ليكي إن باباها جاي يوم الجمعة يطلب إيـ ـد عمتي 


چمان : بابا أحمد جاي ! لا مقالتش 


ياسين : مش مهم بقى يلا هدخل اخد شاور سريع وهسبقك على تحت 


اكتفت بهز رأسها ثم التقطت هاتفها ترن على والدتها، أجابت ثناء قائلة : أيوة يا حبيبتي صباح الخير


چمان دون مقدمات : بابا أحمد جاي يطلب إيـ ـد عمة ياسين يا ماما


ثناء بصدمة : ايه ! 


❈-❈-❈


جلست لارا بجانب أدهم يـ ـدها في يـ ـديه تتحدث معه عن عمله، رفعت عيناها باتجاه نينا التي لا تنزل عيناها عنه، رمقتها بنظرة حادة غاضبة ثم أعادت نظرها لأدهم 


أدهم : جدك جيه يعني لو عرف إنك بتنامي في أوضتي مش هيحصل خير


لارا بضيق : والمفروض أنا أعمل ايه يعني ؟ 


أدهم بإبتسامة : نتجـ ـوز بفرح وحوار 


لارا وهي تسحب يـ ـدها : أنت مبتزهقش يا أدهم 


أدهم بحدة : أزهق من ايه يا لارا ؟ يعني الجواز هيخسسك، مش عايزة نخلف بلاش خلفة لحد ما تجهزي مش دا اللي هيعطلك


لارا برفض قاطع : لا برضو


أدهم : لارا أنا صبري ليه حدود، قوليلي في دماغك ايه ؟ ولا تكوني بتقولي هو كده كده مُعرض ولا مانع نستنى جايز يموت ومتتحسبش عليا جوازة 


اكتفت بالنظر له ولم تجب كأنها تؤكد حديثه : هي كده يا لارا


لارا بزفير : لا يا أدهم مش بالظبط بس بجد أنا لسه مش لاقيه الأمان ولا شايفه فيك اللي يستاهل التكملة


أدهم بصدمة : بتتكلمي بجد ؟ ههه هو دا اللي فيها تمام يا لارا، تمام اوي 


ثم وقف واتجه خارج غرفة الجلوس، وقفت نينا واتجهت جرياً خلفه تنادي عليه : أدهم، أدهم استنى


أدهم : عايزه ايه ؟


نينا بقلق : مالك أنت كنت كويس 


أدهم : مفيش، أنا همشي


مسكت يده تمنعه قائلة : لا متمشيش وأنت متعصب كده، تعالى بس نتكلم 


تأملها قليلاً ثم سار معها باتجاه الحديقة، بينما وضعت لارا الهاتف على أذنها بعدما رنت على رعد، رد رعد عليها فاردفت : عامل ايه ؟


رعد : الحمد لله، مال صوتك 


لارا بزفير : اتخانقت مع أدهم كالعادة يعني


رعد باستغراب : اشمعنا يعني ؟ 


قصت له الحوار ثم صمتت تنتظر رده، تحدث بنبرة يغلبها نسبة من المرح : لو مكانه كنت دورت على عرو.سة غيرك واتجـ ـوزتها


لارا باستنكار : نعم ! 


رعد : نعم ايه ؟ المفروض متعترضيش على ده لو رافضه الفكرة عشان السبب ده


لارا بانزعاج : مش فاهمة حاجة 


رعد : هفهمك 


وبعد ربع ساعة من الحديث مع رعد، خرجت تبحث عنه فوجدته يجلس بجانب نينا التي تميل عليه وتضحك بصوت عالي، أغمضت عيناها تعد من واحد لعشرة قبل أن تطيح فيها، وجدت يارا هي الآخرى تتجه وتجلس بجانبه سرعان ما اندمجت في الحديث وضحكت


لارا : حـ ـب الطفولة ليارا معروف إنه أدهم، وحـ ـب كل المراحل لنينا معروف برضو أنه أدهم، وأنا بغبائي بزعل أدهم عشان يروح للأحـ ـضان الحنينة شاطرة بجد يا لارا يطلع منك 


اتجهت حيث يجلسوا ثم قالت : أدهم ممكن نتكلم 


أدهم ببرود : مش فاضي


لارا بحدة : يبقى تفضالي معروفة يعني، اتفضل قوم


نظر لها قليلاً ثم قال بحدة : قولت مش فاضي 


حاوطت نينا ذر.اعه وهي تقول بدلال : قوم يا أدهم عشان لارا متزعلش


أدهم : تزعل عادي


دفعت لارا يـ ـديها عنه ثم قالت بحدة : ابعدي إيـ ـدك وأنت قوم عشان معرفكش لارا لما بتزعل بتهبب ايه، يلا قوم بقولك 


أدهم : مش قايم بقولك


نظرت حولها بغيظ لتجد خرطوم المياه الذي يستخدمه الجنايني في روي الزرع، أخذته وسلطته على ثلاثتهم بغيظ، شهقت نينا ويارا بينما سـ ـحبها أدهم من ذراعها لتجلس في حـ ـضنه


لارا بغيظ : ابعد فرحان اوي بقاعدتهم حواليك، وأنا ازعل عادي ماشي 


يارا بغيظ : منك لله يا زفتة ما تولعي أنتِ وغيرتك أنا مالي 


لارا بانفعال : وأنتِ قاعدة جنب جو.زي ليه ؟ ترضيها لو جو.زك


يارا باستفزاز : لو جو.زي مش هزعله 


لارا وهي تشد شعرها : ملكيش دعوة أنتِ والصفرا التانية فاهمه ؟ 


يارا وهي تقف : أنتِ بجد مجنونة 


نينا بغيظ : روح عالج مر.اتك يا أدهم حرام يعني أنت بالذات تتجـ ـوز واحدة تعبانة


لارا بصراخ : غوري يا بت من قدامي 


مسكت نينا الخرطوم وسلطته على لارا التي أخفت وجهها في عنق أدهم، صرخ أدهم بها : نينا الجو برد


يارا بحدة : ومكنش برد وهي بتعمل فينا كده 


أدارها أدهم ليأخذ الماء من نصيبه، رفعت لارا عيناها لهما ثم ابتسمت بخفة وهي تضـ ـمه أكثر، رمت نينا الخرطوم بغيظ وسارت مبتعدة مع يارا 


أدهم بقلق : أنتِ كويسه ؟ يلا روحي غيري بسرعة


لارا : نتفاهم الأول، أنا أسفه 


أدهم وهو يتفحصها بعيناه : ولا يهمك المهم تقولي عشان متاخديش برد


لارا : خدني أنت مش قادرة امشي 


أدهم : أنتِ بتدلعي 


لارا وهي تقـ ـبل وجـ ـنته : مر.اتك ويحق ليا 


وقف يحملها ثم اتجه داخل القصر، اتسعت عيناه حيث وجد جده يسلم على الجميع، انزل لارا سريعاً لتشير له نورهان بالصعود قبل رؤيتهم 


كادت لارا تتحدث كتم فـ ـمها وسـ ـحبها ليردف الجد : أومال فين لارا وأدهم ؟ 


جاسر : فوق


علي باستنكار : فوق فين ؟


همس : يقصد لارا فوق نايـ ـمة وأدهم بره صح يا جاسر


اكد برأسه في حين جرت لارا وأدهم لغرفته ثم اغلقا الباب ليهتف براحة : كويس أنه مشفناش كان عمل مشكلة جامدة


لارا : أنا بحس جدو مش بيطيقك مع أنك حفيدة


لتكمل بخبث : كان عايز يجو.زني لياسين بقى أنت عارف


لو كانت النظرات تقـ ـتل لماتت لارا الآن، اتجه يخرج ملا.بس له فذهبت خلفه تضم ظـ ـهره، تحدث بانزعاج : ابعدي يا لارا 


لارا : مالك بس 


أدهم : غيري عشان متتعبيش


ادارته لها ثم قالت : نتفاهم الأول بعدين اغير ومتعبش وكل الحوارات دي هتيجي، يا أدهم والله السبب الحقيقي إني خايفه 


أدهم بسخرية : أة ما عرفنا خايفة من ايه 


لارا : لا معرفتش، خايفة حبنا يروح بعد الجو.از ولهفتنا على بعض دي تتزال، خايفة نكون ذي بابا وماما ويبقى نهايتنا كل واحد في دولة وبنتقابل صدف او في الأجازات، أنا فرحانة بوضعنا ده مش أكتر


أدهم : تمام افرحي بيه وأنا هروح أتجـ ـوز واحدة تانية


لارا بانزعاج : يا سلام ابقى خليك اعملها بقى 


أدهم وهو يجـ ـذب خـ ـصرها : هعملها لو .. 


لارا بإبتسامة : لو .. 


أدهم : الحاجات دي مش بتتقال 


لارا بصدمة مصطنعة : بجد ! طيب منا عايزة اعرف برضو


انحنى وحـ ـملها بين يـ ـديه لتكمل بتذكر : نسينا جدك 


أدهم بمرح : لارا نايمة وأهم في الشغل، لما يجي وهي تصحى نبقى نشوف جدك


وضعها على السر.ير واردف : لارا مفيش تراجع


لارا بإبتسامة : عارفة يا حبـ ـيبي 


❈-❈-❈


نظرت چمان بتوتر للجد الذي لا يرحمها من نظراته القاتلة والغاضبة، تنهدت براحة حين اتجه مع ياسين للمكتب، ربطت نورهان على كتفها فنظرت لها بانتباه 


نورهان : متقلقيش بابا مش وحش، أكيد لما يتعرف عليكي هيحبك 


چمان بتوتر : كنت عايزة أكلمك في موضوع ومتفهمنيش غلط 


نورهان بانتباه : قولي مش هفهمك 


چمان : ماما نور هي بتحب جو.زها اوي وكمان بابا بيحبها، يعني .. 


نورهان مقاطعة إياها : لو حصل نصيب هتبقى خطوبة مش أكتر وفيها هعرف أحمد عايز ايه 


چمان بلهفة : بابا عايز عشق مبسوطة مبيفكرش في نفسه


نورهان : فاهمة النقطة دي وبناءاً على حاجة أنا هتصرف، متشغليش بالك أنتِ 


في المكتب 

تحدث علي بغضب شديد من ياسين قائلاً : دي هي اللي اختارتها، أنا عارف من الأول إنه إختيار زفت وهيبقى منيل بنيلة 


ياسين بهدوء : أنا حر دي حياتي أنا 


علي بعصبية : ولو حياتك أنت حفيدي وتهمني ولازم أوعيك لما الاقيك بتختار واحدة اي كلام 


ياسين بحدة : الأي كلام بالنسبة ليك الفلوس صح ؟ اي واحدة فقيرة تبقى وحشة ولو غنية قول الله


علي : ما أنت جربت وشوفت بنفسك، بس أنت مش هتسكت غير لما تعمل فيك اللي عملتيه شبيهتها 


ياسين بزفير : يبقى ربنا يحلها وقتها 


علي : مش كل مرة هتلاقي رعد الشافعي يا ياسين ياخد بإيدك


ياسين وهو يقف : لا كل مرة هلاقيه وهياخد بإيـ ـدي ومش هبقى محتاج حد فيكم، عن اذنك يا جدي 


وخرج ياسين تاركاً إياه ينظر خلفه بأسف ممزوج بغضب. 


❈-❈-❈


في الكلية 

ابتسمت عشق بسعادة وهي تستمع لشرح الدكتور فهي تقريباً تعرف كل ما يتحدث معه، كتب مسئلة على السبورة بخط كبير ثم اخبر الجميع أن يحاول مجرد محاولة في حلها، اخرجت دفترها ودونتها ثم بدأت تحلها


عشق : والله شعور الدحيح طلع جامد 


المعيد : هاا حد عرف يحلها 


رفعت عشق يـ ـدها ثم نظرت حولها لم تجد أحد غيرها، اتجهت للمعيد تعطيه دفترها، نظر للمسئلة ثم ابتسم بخفة يؤكد برأسه وقال : براڤو عليكي الحل صح 


عشق لنفسها : بركاتك يا رعد يا شافعي 


المعيد : يا ريت نحيي زميلتنا 


صفق الجميع لها ليكمل : اسمك ايه ؟ 


عشق : عشق، عشق أحمد 


المعيد بإبتسامة : براڤو يا عشق اتفضلي دفترك 


أخذته وعادت مكانها تصفق لنفسها وتلقي الكلمات الجميلة لنفسها فقالت : الله عليك يا حبيب والديك، الله أكبر على الجمال والطعامة والشطارة والدح يا عشق يا شرقاوي، يييي أنا فخورة بيا وعايزة ابو.سني والله 


أنتهت المحاضرة فرنت سريعاً على رعد الذي أجاب : الو 


عشق : أنا فرحانة اوي بس من النهاردة هتذاكرلي كل المواد، بجد أنا مبسوطة بيا فوق ما تتصور 


رعد : جات ليلة أمبارح بنتيجة 


عشق : هحكيلك لما اروح، عايزة ابو.سني والله بس مش عارفة يلا لما اروح تبو.سني أنت 


رعد بإبتسامة بسيطة : حاضر أنتِ تؤمري 


رفعت عيناها تنظر باتجاه حورية ثم أشارت لها ووقفت تسلم عليها قائلة : بص يا رعودي هكلمك تاني


رعد : تمام خدي بالك من نفسك 


عشق : حاضر 


اغلقت معه ثم قالت : عاملة ايه يا بنتي ؟ فينك أساسا


حورية : كنت متعاقبه احم انسي نسيت إن جو.زي وجو.زك صحاب، ما أنتِ طلعتي مرات رعد الشافعي


عشق : أيوة أنا اللي خدت أفضل عينة في التلاتة


حورية بمرح : لا مسمحلكيش دومي ذي القمر 


عشق : هو قمر وياسين قمر بس رعد فورتيكه 


حورية بضحك : ايه ! 


عشق بتمتمة : مني لله على لساني دا، استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم 


حورية وهي تقرص وجنـ ـتها : لمضة اوي يا عشقي 


عشق وهي تقرص كلتا وجنـ ـتيها : وأنتِ قمر يا حوريتي


نظرت حورية باتجاه محل المعيد فوجدت ماجد يدخل، وقف في المنتصف يتحدث في المايك لينتبه الجميع


حورية بصدمة : ماجد ! أنا هخرج نتقابل بعد المحاضرة


عشق باستغراب : مش هتحضري 


حورية بنفي : لا مش هحضرله


عشق : تمام جايه معاكي 


حورية باستغراب : والمحاضرة 


عشق بمرح : فضولي أهم منها يلا 


ذهبت عشق مع حورية فتحدث ماجد بحدة : راحة فين يا حورية ؟ إهمال من أولها 


رمقته بغضب ثم سحبت عشق وخرجت تجلس معها في المقهى، زفرت بحدة ثم رنت على آدم قائلة : ايوة ازيك


آدم : في حاجة ؟


حورية : ماجد دخل المدرج والمفروض هيدينا، أنا قولت أعرفك وأعرفك إني خرجت ومحضرتش


آدم : كويس يلا روحي ورايا اجتماع 


حورية بحزن : تمام سلام 


عشق باستغراب : في ايه بقى ممكن أفهم 


حورية بتنهيد : هحكيلك بس وعد متحكيش لجوزك، أنا محتاجة افضفض بس ... 


عشق بتأكيد : والله مش هقوله، احكي 


بدأت حورية تقص لها حكايتها مع آدم والآن لنكمل حيث بعد مرور أسبوع من خطوبة ماجد، تجاهلت حورية الذهاب للشركة ليس بغضب من آدم بقدر ما هو غضب من نفسها، جلست في حديقة الكلية تنظر أمامها بشرود، أتى على بالها آدم وملامحه المهلكة الوسيمة، حقًا كل شيء به أفضل من أي شخص رأته من قبل، رفعت يـ ـدها تمررها على ثغرها ثم أغمضت عيناها بقوة


ماجد : احسنتي الاختيار الصراحة المرة دي


حورية بانتباه : نعم ! 


ماجد بغيظ : أقصد آدم بيه الكيلاني، ويا ترى بقى حب حقيقي ولا بتغظيني مش أكتر 


حورية : ليه أنت مين عشان أغيظك ؟ كمان يعني أحب أقولك حاجة بسيطة قد كدهو أنت وآدم مفيش مقارنة


ماجد بخبث : طبعاً أنا أحسن وأنا اللي استوليت على قلبك، صحيح عرفت إنك سيبتي الشركة ويا ترى رفضك ولا رفضتيه، طبعاً رفضك بسبب ماضينا


حورية بحدة : وأنت مالك 


ماجد بشماتة : مالي ونص يا حوريتي، دا هو بنفسه قالي أنا مرضاش أخد حاجة كانت بتاعتك يا صاحبي 


حورية بخبث وهي تقف : بجد ! طيب آدم النهاردة في الجامعة ايه رأيك نشوف، تعالى كده


اتجهت حيث كلية الهندسة وخلفها ماجد الذي لا يعرف لما يلحق بها، في كلتا الأحوال سوف يكون الفائز فهما تركوا بعض، حسناً يلحقها للشماتة في أي منهما على كل حال، غير المهم المهم يشمت 


وصلت حورية المبنى ثم اتجهت لمكتبه لم تجده، خرجت وبدأت تبحث عنه في القاعات، تفتح الباب لا تجده تعود وتغلقه ثم ترمق ماجد بعضب فيقابلها بضحكة ساخرة، ربما يا حورية لم يأتي اليوم


كان آدم يشرح لبعض الطلاب أحد التصاميم، الجميع ينتبه لها بينما هو يحاول الانتباه على ما يفعل بدلاً من التفكير في حديثها، تحدث آدم : طبعاً تصميم المنازل المنفردة بيختلف كلياً هنا عن العمارات السكنية، ونيجي الوقتي لأسس بناء ... 


صمت حين انفتح باب القاعة وأدار وجـ ـهه لتردف حورية بلهفة : آدم 


ظل مكانه يستوعب قدومها، تفاجىء بها تندفع للداخل ثم بكل لهفة حاوطت عـ ـنقه تضمه أمام الجميع، شهقات متتالية خرجت لكنها لم تهتم 


حورية : أنا أسفه يا آدم، بحـ ـبك 


الكلمة قالتها بتلقائية تامة، لم تخطط لها لحظة لكنها خرجت هكذا، ضمت شـ ـفاها بصدمة لتدفن وجهها في كتفه، بادلها آدم الاحتـ ـضان بسعادة غامرة ثم حملها يدور بها في مشهد روما.نسي 


انزلها آدم ثم قال : تتجـ ـوزيني ؟ 


ضحكت وهي تؤكد برأسها فعاد يضـ ـمها ويدور بها، مسحت دموعها التي انسابت وهي تقول : كل حاجة جات ورا بعضها بس منكرش إني مفكرتش في حاجة غير في آدم، كنت مبسوطة اوي يا عشق ومش عارفة ليه، دا مكنش حب وكان حب في نفس الوقت 


ابتسمت عشق وهي تقول : كملي


حورية : اتخطبنا في حفلة كبيرة اوي حضرها رعد جو.زك وياسين وكل الناس، حفلة كان فخور فيها بإنجازه بيا، نظرته ليا كانت بتقولي أنتِ أعظم انتصار ليا 


عادت بذاكرتها لنفس اليوم التي خطبها فيه، الجميع سعيد حولها كذلك هي، تعيش أجمل لحظة إلى حين أتى ماجد مع خطيبته الحفلة 


ماجد : مبروك يا حورية 


حورية بانزعاج : ميرسي يا دكتور


رمق آدم بنظرة كارهة لم تغيب عن أعين حورية التي عقدت حاجبيها باستغراب، ضم آدم حورية وهو يرد على ماجد ثم قبـ ـل جبينها، حركات بسيطة بالنسبة لأي شخص لكن بالنسبة لها كانت تصيبها 


أربعة أشهر خطوبة أفضل ما يكون، لقد عشقت آدم بمعنى الكلمة لكن يا سادة تظل طفلة فهي في لم تكمل العشرين بعد، في أحد الأيام 


دخلت القاعة تبحث عنه وجدته يقف مع بعض الفتيات يشرح لهن شيء، الجميع شبه ملتصق به يستمع له بانتباه، زفرت بغضب وهي تتجه تنوي أن تنتظره في المكتب لكن أحدهم قطع طريقها 


ماجد : حورية محتاجين نتكلم 


حورية بضيق : نعم يا دكتور 


ماجد : قوليلي ماجد بلاش دكتور دي، حورية أنا سيبت مروة وعايز نرجع، أنا عارف إنك بتحبيني أكتر كمان من حبي ليكي، وعارف إن آدم مجرد فترة وهتزول، والأصل بعدها ليا أنا 


كادت تذهب لكنه مـ ـسك يـ ـدها يمنعها قائلاً : حورية اسمعيني وسيبي آدم، هنرجع لبعض ووقتها هنعيش أحلى أيام، هنتجوز ونحقق أحلامنا سوا ونخلف، حورية أنتِ لسه بتحبيني أنا عارف 


فرت الدموع من عيناها بينما اقترب هو يضـ ـمها له بقوة حين رأى آدم يتابعهما، تجمدت ملامح آدم ولم تظهر أي مؤشر عما يراه ثم اتجه لمكتبه، دفعت حورية ماجد عنها واتجهت إلى مكتب آدم، لم تفكر أنه ربما رأهما بقدر ما بدأت تفكر في حديث ماجد


احترم آدم سكوتها وأيضًا لم يعلق على استئذانها وذهابها من أمامه، أسبوع كامل لم تجيب على إتصالاته القليلة كذلك لم تهتم برؤيته فقط تكتفي بالتفكير في ماجد وحديثه 


في نفس اليوم من الاسبوع الجديد

دخلت مكتبه في الشركة بعدما أخبرت السكرتيرة تخبره في زيارة أكثر جدية، كان يعلم سبب قدومها بهذه الطريقة لكنه فضل الصمت، وقف أمام النافذة يتأمل الخارج بملامح هادئة خلفها بركان يصب داخل أعماقة جعلته يريد الصراخ بأعلى ما فيه 


حورية : آدم أنا جايه النهاردة أكلمك في موضوع وأعترفلك بحاجة


آدم بهدوء : اتفضلي يا حورية 


حورية بدموع حزينة : في سنة أولى جامعة قابلت ماجد صاحبك و ... 


بدأت تقص له قصتهما وهو يستمع بثبات حتى تحدثت فيما جعله يُجن وهو استغلالها لقلبه ومشاعره لأجل ماجد، تحدثت بصدق عن سبب موافقتها منذ البداية وإندراجها معه


حورية : كنت عايزة اعرفه إني اتحب ومن شخص أحسن منه، عشان كدة استسلمت ليك ووافقت اتخطبلك، كمان يوم الجامعة هو كان ورايا وأنا عملت كدة عشان أعرفه إني مسبتش الشركة عشان سبتني، الوقتي هو عايزنا نرجع وساب خطيبته كمان بصراحة أنا لسه جوايا مشاعر نحيته و ... 


قاطعها بصفعة مدوية على وجنـ ـتها والغضب يلمع في عيناه بقسوة، التقط يـ ـدها يسـ ـحب خاتمها منه، صرخت بألم من وجنتها وإصبعها 


حورية : آدم براحة هقلعه 


آدم بغضب : أنتِ يا كلبة يا زبالة يا •••• بتضحكي عليا، دي اخرتها يا شحاتة أنتِ كنتِ تطولي، أنا كنت ناوي نخرج بالمعروف بس وقسماً بالله ما هيحصلك طيب ولا هتشوفي يوم سعيد، بتعلبي بمشاعري وحبي ليكي


حورية بصدمة وبكاء : آدم 


سـ ـحب الخاتم نهائي ثم رماها من الشباك صارخاً بها بجنون : اطلعي بره عشان مطلعش بروحك، يلا بره 


انفجرت باكية متذكرة كيف تغير من حينها مئة وثمانون درجة، تحدثت ببكاء : متخيلة من يومها حتى الآن مشوفتوش مرة ضحك بالصدفة يا عشق، من يومها نسى قلبه في نفس المكان ونفس الوقت، هو حبني اوي والكل كان عارف وشاهد بس أنا بغبائي خسرته، تعرفي أنا مش بلوم عليه ولا على تصرفاته لأن أنا السبب من البداية، هو لآخر لحظة كان جاهز يسبني ابعد عشان سعادتي، أنا بجد مقهورة منه وعليه يا عشق 


عشق بحزن : اتجوزتيه أزاي ؟


حورية بألم : بعدها هددني وقالي لو موافقتش اتجـ ـوزه هيعملي فضيحة كمان هيخلي أدهم يسيب حياة أختى وهي روحها فيه، هددني بحاجات كتيرة خلتني اتجـ ـوزه مع إن ... 


ضيقت عشق عيناها لتكمل : لو مكنش قال حاجة كنت اتجـ ـوزته يا عشق، أنا بعد اللي عملته اكتشفت إن دا كله كان سبب عشان أقوله الحقيقة وحصل 


وقفت عشق واتجهت تضـ ـمها بحزن بينما أكملت حورية بألم : خمس شهور متجوزين طريقته متغيرتش بنسبة واحد في المية، كرهه بيزيد مش بيقل، متخيلة خمس شهور محضنيش غير مرتين بس 


عشق : اطلبي الطلاق منه وابعدي، الوقتي أختك اتجـ ـوزت


حورية ببكاء : ممكن أعملها بس يا ترى هقدر أكمل من غيره باقي حياتي يا عشق 


عشق بخفوت : معتقدش لأن شكلك بتحبيه 


حورية بزفير متعب : بحبه بس اذيت وكل ما كانت مكانة الشخص أعلى كل ما الأذى هيبقى اكبر أكبر. 


" الطمع وعدم الإكتفاء طبع في الإنسان دايمًا موجود لكن بنسب " 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة