رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 35- 2
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والثلاثون
الجزء الثاني
في احد أقسام الشرطة، دلف أركون بخطوات بسيطه الى مكتب الضابط وهو متعجب من حضوره المفاجئ دون مقدمات.. وعندما اشار اليه الضابط بان يجلس، هز رأسه بالايجابي ليجلس وهو يقول بصوت قلق
= مرحبا أيها الشرطي لماذا طلبتني منذ الصباح الباكر فجاه .. هل هناك شيء ؟
تنهد الضابط وهو ينظر له بتوجس قائلا بصوت أجش
= مرحبًا سيد أركون .. أنا آسف على إزعاجك منذ الصباح ، لكن هناك شيء مهم يجب أن أخبرك به؟ لا أعرف كيف أبدأ ، لكن الليلة الماضية تـ.ـوفي خطيب ابنتك نيكولا وقد دعـ.ـسه قطار في منتصف الليل
صمت أركون ساكن لم يستوعب لعدة لحظات قبل ان يرتجف جفنيه بعدم تصديق وهو يردف بصوت حزين
= يا إلهي كيف حدث ذلك؟ كأن قبل أيام قليلة في منزلي وكان بخير .. يا إلهي لا أصدق ذلك .. كيف سأخبر ابنتي بهذه الأخبار السيئة وكيف ستتلقى الصدمة .. كان زفافهما بعد شهرين فقط .. ماذا سأفعل يا ربي؟
غمغم الضابط مرادفا بصوت حازم بشده
= أعتذر عن المقاطعة ، لكن عندما تسمع بقية المحادثة مني ، ستكون سعيدًا بـ.ـموتا، واضح أنك لا تعرف شيئاً عن ذلك الرجل وماذا كان يخطط لابنتك؟
عقد أركون حاجبيه بدهشة وهو يهز رأسه بعدم فهم، ليكمل الضابط هاتفاً وعينيه تتفحص إياه باهتمام
= بعد إبلاغنا بالحادث ، ذهبت أنا والفريق للتعرف على هوية المتوفى، وعندما فتشنا السيارة وجدنا هاتفه المحمول و بطاقه هويه. لحسن الحظ ، كان لا يزال الهاتف يعمل فعندما تحققنا فيه عرفنا من هو بالضبط؟ وعرفنا اشياء كثيره عنه؟ اكتشفنا أن هذا الرجل وظيفته التحليق حول الفتيات العـ.ـذارى والجميلات وخداعهن بالحب والزواج حتى يثقوا به؟ وبعد ذلك يبدأ في إرسال صور هؤلاء الفتيات لبعض الرجال الذين يعملون في الـ.ـحـ.ـانات وبيوت الـ.ـدعـ.ـارة؟ ويتفق معهم على السعر المناسب!
كان أركون جالساً بمكانه جامد وهو يتطلع امامه باعين مظلمة غائمة رغم كل ذلك الحديث الا انه لم يستطيع ان يصدق نيكولا يمكنه فعل ذلك، ثم أكمل الضابط حديثه قائلا بخشونة
= فكان على الهاتف دارت أحاديث كثيرة بينه وبين رجال سيئين السـ.ـمعة ، والحوار بينهم دائما عن الفتيات التي يجلبها خطيب ابنتك نيكولا ويبيعهن ويتقاضى أجرًا مقابل ذلك.. وفي إحدى الأحاديث كانت أيضًا صورًا كثيرة لابنتك !! الذي كان يرسلها إلى شخص ما؟ واتفق معه على بـ.ـيع ابنتك وتحديد سعر مناسب لها ليـ.ـختطفها ويرسلها إلي ..
انسحبت الدماء من جـ.ـسد أركون شاعراً بلكمة قوية تصيب صـ.ـدره.. بينما صمت الضابط قليلا يأخذ نفساً عميقاً وهو يلاحظ صدمته ليقول متفهم
= أعلم أنه من الصعب جدًا عليك تخيل شيء كذلك يحدث لابنتك .. ولكن هذه هي الحقيقة وعليك أن تتقبلها للأسف.. وتفضل انظر إلى الهاتف بنفسك واقرا رسائل الدردشه! لترى كيف كان هذا الشخص الحقير يتفق على ثمن ابنتك ويـ.ـغري الرجال بأنها عـ.ـذراء حتى يرتفع الثمن ..
اتسعت عينا بصدمه و بعجز و قد تملك منه الخوف عندما اعطية الهاتف ليري الدليل بنفسه وبالفعل اخذ الهاتف وبدأ يقرأ الرسائل الدائره حول اتفاق نيكولا علي ابنته وصور اليها؟ هتف الضابط بجدية واضحه
= لولا الحادث الذي أدى إلى وفـ.ـاته لما عرفنا ما كان يفعله هذا الخسيس في الخفاء ، وكان سيختطف ابنتك بالتأكيد ويرسلها إليهم .. لذا أخبرتك أن أفضل شيء هو أنه مـ.ـات قبل أن يؤذي ابنتك بهذه الطريقة المروعة ويحولها إلى مـ.ـومس .. وحينها كنا سنجد صعوبة في العثور عليها.
نظر له اركون وهو بمكانه و جـ.ـسده ينتفض من شدة الغضب واكمل فتح الرسائل يتفحصها و صوت قـ.ـاسي يمزقه من الداخل يردد بأن إليزابيث كانت محقه بكل حرف قالته عند نيكولا ، عندما حذرته منه وقالت بانه رجل غير صالح وقد اذاها..ولكن حينها كذبها دون دليل على اتهامها ولم يصدقها أحد منهم... لكن الان كل الادلة ضده... اهتز جـ.ـسدة بـ.ـعنف كما لو صاعقة قد ضـ.ـربته فور تذكره رحيل إليزابيث من البدايه وكيف كان مظهرها عندما عادت له مره ثانيه لتتحمي به ، لكنة ببساطه خذلها .
انتفض واقفاً و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغضب اغمت عينيه... القي الهاتف من يـ.ـده إلي الضابط غير قادر على إكمال ما يقرأ؟؟. ليتنفس بشرسة مخرجاً كل غضبه و ألمه وهو يشعر بـ.ـطـ.ـعنه بقلبة لو أن حقا ابنته بالفعل وقعت في المصيده وخـ.ـطفها وقبض ثمنها... كان يتمنى ان يكون نيكولا حي يرزق في هذه اللحظة حتى يـ.ـقـ.ـتله هو بنفسه ويتخلص منه! ثم شرد حين أخبرته إليزابيث أنه قد حولها الي عـ.ـاهره؟ معني ذلك بأنها وقعت في مصيده ذلك الحقير!
لكن كان هو أين؟ لتتلون عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عـ.ـنف و وحـ.ـشية افكاره فى تلك اللحظة وكيف عانت ابنته أخية بسبب ذلك الحقير وهو لم يصدقها بدل ان يقف جانبها .. بلا كذبها هي وصدق ذلك الحقير .
تحرك أركون واتجه نحو الباب والغضب يسيطر عليه.. غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدمـ.ـار و المـ.ـوت...
❈-❈-❈
بعد مرور أربع ساعات دلف آدم الى الغرفه مره ثانيه و اتجه بخطوات مترددة ليصل الي سمعه صوت اناتها المتألمة كانت تتقئ بالحمام... وقف بمنتصف الغرفة بجـ.ـسد متصلب بينما قلبه يلتوى بداخله و هو يستمع الي المها هذا... و عينيه مسلطة على باب المرحاض المفتوح نسبياً قبل ان يندفع لداخل الحمام و الاطمئنان عليها... بينما اخرجت صوت صغير متألم كان كسكين غرز بقلبه مما جعله ثبت بمكانه بصعوبة وتوقف اخيراً صوت تقيؤها و حل الصمت بارجاء المكان .. ظل منتظراً عدة دقائق ليراها تخرج ليهتز جـ.ـسده بشدة فور ان رأها تسير بضعف بوجه شاحب كشحوب الامـ.ـوات و عينين شبه مغلقة بينما العرق يملئ جبينها و يتساقط على وجهها اتجه نحوها على الفور ينحنى عليها هاتفاّ بصوت يملئه اللهفة و الخوف
= هل انتٍ بخير؟ لما تستفرغي هكذا ما الذي يؤلمك؟
أنتبهت إليه لتسقط بسرعه خصلات من شعرها أعلي نصف وجهها المـ.ـشوه! لتخفي جروحها عنه ثم همست بصوت مختنق لا يكاد يسمع يملئه الخوف و الارتعاب بينما يـ.ـدها تتحسس بـ.ـطـ.ـنها بارتباك
= ولا شيء اعتقد انني اخذت دور برد في معدتي، لا تهتم .
عقد حاجبيه بقلق عليها ثم عندما تذكر لما هو هنا؟ ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول بلهفه
= انا كنت قادم حتى اخبرك بانني منذ اسبوعين انفصلت عن لارا و طلقتها في جلسه محكمه ، وانا من رفعت الدعوه بعد رحيلك .. وهددتها حتى توافق على هذه الدعوه
نظرت اليزابيث إليه بصمت عده لحظات وهى تشعر بالوهن و الضعف لكنها رغم ذلك اجبرت قدميها علي التحرك بتجاهل لتذهب تجلس فوق الفراش.. تطلع ادم فيها بغضب مكتوم ثم حمحم وهو يرفع اوراق الطلاق من يـ.ـده قائلا بجدية
= اليزابيث اذا كنتي لا تصدقيني انظري بنفسك الى اوراق الطلاق.. انا طول فتره غيابك لم اسمح لها بان تقترب مني ودائما كنت اصدها
انسحبت انفاسها من داخل صـ.ـدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها، و هى تهمس بصوت منخفض مرتجف
= حسنا صدقتك ماذا تريد بعد؟ هل تعتقد بأن كل شيء سينتهي عندما تنفصل عنها وجرحي سيلتئم.. هل سانسى كل المعاناه التي عشتها وانا اشاهدك بعيني تـ.ـتـ.ـزوج غيري ؟ ليتّنا نعود إلى ماقبل اللقاء ولا نَلتقي.. لكن هو خطئي انا من البدايه لاني وثقت بك
هز رأسه بضيق ويأس منها، فكان يعتقد بانها ستكون سعيده بذلك الخبر مثله ،ثم تحدث هو باهتمام وهو يلقي جانبها أعلي الفراش الاوراق بعدم مبالاة
= أين كنتي كل هذه الفتره هل ذهبتي الى عائلتك؟ لقد بحثت عنك كثيرا ولم أجدك هنا، اعتقد بانكٍ ذهبت الى أسرتك صحيح.. كيف كانت عودتك اليهم اتمنى ان تكون الامور بينكما جيدا
اخذت إليزبيث نفساً طويلاً مرتجف بينما عينيها مسلطة على الفراغ وهي تتذكر تلك الأيام التي قضتها معهم، كانت حقا تشعر بالأمان التي تحتاجه لكن عندما ظهر نيكولا مره اخرى في حياتها، عملوها بتلك الطريقة القاسية... امتلئ قلبها بالألم شاعرة لأول مرة في حياتها معنى انه تكون يتيمة فالعم اركون دائماً كان يغرقها بحنانه و لين قلبه لكن الآن لم يصدق و رفض وجودها بحياتهم.. اصبحت عينيها ضبابيبتين ممتلئتين بالدموع، لتهمس بصوت متحشرج ملئ بالألم
= عودت كانت بالنسبه اليهم مثل.. عوده الابنة الضالة لكنها اشبه بالشـ.ـيطان.. الشـ ـيطانه اليزابيث، هذا مضحك صحيح .
كان أدم يراقب ملامحها شاعراً بقبضة حادة تعتصر قلبه فور تخيله لها معاناتها والمها ..و فور ان رأى دموعها تتساقط على وجنتيها الشاحبتين... ليقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا..و سيجعلها تسامحه على حماقته.. رفع يـ.ـده يمسكها طابعاً قـ.ـبلة عميقة بحنان وهو يتسائلا بقلق
= لماذا تقولي هذا؟ هل علموا ما حدث لكٍ ..! يا ربي ما كان رد فعلهم؟ هل كانوا قـ.ـساة عليكٍ؟ هل هم سبب ما حدث لوجهك؟
رفعت مقلتيها ونظرت إليه ببطئ ليرى الألم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق من فعل ذلك و تسبب به تخريب حياتهم ، اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش قبل ان تنتفض ناهضة مبعدة يـ.ـده بحده و هى تهتف بحسرة وانكسار
= لا ليس هم ولا يهم من؟ دعني أغادر اتوسل اليك لقد تـ.ـدمرت حياتي باكملها إلا استحق ان اكون سعيده للمره الاخيره في حياتي حتي.. دعيني اكون سعيده ارجوك
توقف آدم مكانه و هو يشعر بالعجز واليأس فهو لم يكن يرغب سوا باحـ.ـتضانها حتي يخفف شعورها باليتم و يهدئ من الالم الذى اصبح لا يطاق بصدره بينما أردف بصوت يملئه الحزن و اليأس
= وهل سعادتك ان ترحلي وتتركيني وحدي .. هل هكذا ستكونين سعيده يا اليزابيث وانتٍ بعيده عني
تراجعت مبتعدة عنه هاتفة بحدة و هى تحاول بصعوبة الا تتأثر بكلماته تلك
= اعتقد انني سـ.ـاموت ان ضليت هنا معك.. انا لم أكون سعيده وانا بجانبك
هزت اليزابيث رأسها رافضة الاستماع اليه ليقول بيأس وهو ينظر اليها بتضرع
= شئ ما تغير فيكٍ باتجاهي انتٍ بعيده وبارده لا اعرف كيف انهي هذا لكن ساترك لوحدك كما تريدي .. اذا كان هذا ما تريدي إذا... هل تعرفي لماذا ساتركك لوحدك.. لانني اهتم بمشاعرك اكثر من نفسي
تسارعت أنفاسها و اجبرت شـ.ـفتيها على التحرك هامسة بصوت مختنق مقهور
= أرجوك يكفي لا تؤلمني أكثر
كانت ليس غافلة عن العذاب المرتسم على وجهه، وقد اخذت ضربات قلبه تزداد بـ.ـعـ.ـنف مرادفا بضعف واحتاج
= لن اؤذيكي مره اخرى.. اذائك يؤذيني
نظرت له بعينيها تلتمع بالقـ.ـسوة لأول مره يراها بها، و رغم الالم و الحزن اللذان يعصفان بداخلها الا انها تصنعت القـ.ـسوة قائلة بحدة
= احببتُك بكلِ صدق ولكن بألمِ الحب المتني .. لم تشعر باضعاف ألمي؟ وان شعرت لم تتحمل ثلث معاناتي يا سيد آدم.. انت لا تعرف ما هي معنى المعاناه الحقيقيه التي اعيشها .. اتركني ارحل لا اريد اي شيء غير ذلك
ليقول آدم مغمغماً مؤكدا على كل كلمة قالها
= أنا حقاً لا أريدك ان ترحلى.. افهمي هذا ...
رأى آدم الدموع تتلألأ في تلك العينين الواسعتين و المعركة التي تخوضها ضد نفسها لتمنع فـ.ـمها من الارتجاف و السيطرة العـ.ـنيفة التي تفلت منها حتى وهي تكافح لتفرضها على نفسها.. لتقول بصوت ضعيف
= أن كنت حقا تحبني كما تدعي.. دعني أرحل.. دعني أرحل ارجوك...
تنهد آدم بعذاب ليردد بصوت منخفض متوتر شديد وارتباك
= کم اذن ؟ أسبوع أو ثلاث ايام ؟؟ اسبوعين؟؟ فلتبقي بالمنزل اذا هذا ما تريدينه و سوف انتقل الى منزل آخر و أعود بعدما تكون أعصابك قد ارتاحت .. ما رأيك بهذا الاختيار ؟؟
هزت رأسها هاتفة بصوت مرتجف مختنق بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه
= انا اريد الرحيل دون عوده !.
قال آدم بصوت مليء بالذنب و الندم بينما اخذ يحدق بها بنظرات مليئة بالبؤس
= هل تظنين أنني أحب اذيتك حقا ؟ لم افكر يوما بذلك ابدا ... كلما فكرت بهذا ليله
زو اجـ.ـي بي لارا كنت اكبح نفسي المريضة بصعوبة، لن أتركك هنا وحيدة يا اليزابيث لقد وعدت نفسي بألا أتركك مرة أخرى في اللحظة التي ساجدك فيها.. أنا أحبك كثيراً حياتي. أرجوكٍ سامحيني لم يكن في نيتي أن اؤذيكٍ .. أرجوكٍ صدقيني.. لم يكن في نيتي أن اسبب المتاعب.. لم أستطيع التحكم في نفسي التي شعرت بكٍ، من فضلك ، اغفري لي ملاكي
استدارت عائدة الى الفراش من ارهاقها وهي تتحدث بصوت مهزوم و تدير ظـ.ـهرها له بينما كانت تمشط خصلات شعرها بيـ.ـد ها تتاكد ان لا يراه ملامحها
= أنا لم أعدك بما هو أكثر طول... طالما كنت خائفه و احذرك من هذه العـ.ـلاقه حتى لا تجرحني في يوم، لكنك فعلتها بكل بساطه ، لمَ عدت الآن ؟
أتت اجابتة مخنوقة وهو يهمس
= لأني لم أحتمل ألا أفعل غير ذلك
صمت آدم يتطلع إليها بعينيه الممتلئتين بالتوسل و الحسرة مما جعل قبضة تعتصر قلبه ألماً عليها...ثم رفع حاجبه وقد بدى نافذ الصبر وهو يردد بصوت مختنق
= أصبحت رؤيتك تألمني شعور ان تكوني امامي ولست لي يؤلمني ! ان تكون امامي ولا تستطيع ان تـ.ـحـ.ـتضنك عيناي يؤلمني ! ان تكوني امامي ولا تستطيع اضـ.ـلعي ان تسكن اضـ.ـلعك يؤلمني ! ان تكوني امامي ولا يحق لرأسي ان ترتاح علي كـ.ـتفك يؤلمني ! ان تكوني امامي ولا يحق للساني ان يقول احبك يؤلمني ! رؤيتك تجعل قلبي يدق معلن الحرب عليَ فيهزمني..
مسحت اليزابيث دموعها بضعف و هي تتمنى داخلها لو تستطيع مسامحته و نسى كل ما حدث.. لكنها لا تستطيع فالألم أكبر حتما وهي لا تصدق كيف استطاع خـ.ـيانتها مع غيرها يمزقها من الداخل... وما حدث لها عندما تركها.. نهضت بتثاقل وهمست بصوت مرتجف و هى تحاول الا تتأثر بة
= ذات يوم أخبرتني أنك متألم، كنت أقف معك حتى أراك مبتسما، الآن أنا أتألم فأين كنت أنت..؟ بدأت أشعر وكانك هامش بحياتي .
انقبض صـ.ـدره بألم عند سماعه كلماتها القـ.ـاسية تلك لكنه اومأ برأسه قائلاً بهدوء يعاكس ما يشتعل بداخله من ألم
= استمعي لي.. ربما لم أستطع استعادة ما حدث بالفعل في الماضي بعد الآن و لكني أحبك كثيراً. إنتٍ المرأة الوحيدة التي جعلتني أشعر بهذه الطريقة.. أنا مجنون بكٍ، عندما غادرتني ، ظننت أنني لا أستطيع الاستمرار في عيش حياتي بعد الآن. قد يبدو هذا مبتذلا ، خاصة و أنني شاب ، لكنني لا أشعر بالخجل من الاعتراف بأنني كنت مجنونا تقريبا عندما فقدتك ولا أستطيع استعدادك .. الخطأ الذي ارتكبته من زو اجـ.ـي من لارا قبل رحيلك ، لكن الله يعلم أنني لم أفعل ذلك عن قصد. حسنا ، ما زلت محظوظا لأنك هنا امامي واتمنى أن تعطتني فرصة أخرى و تقبليني في حياتك مرة أخرى بعد كل ما حدث في الماضي وبالذات هذا اليوم ، لا أعرف من أين أبدأ بالاعتذار منك؟ لا أعرف إذا كان بإمكاني كسب ثقتك و حبك مرة أخرى. أنا لا أعرف ما يجب القيام به بعد الآن.
قالت بصوت خافت و بشكل هستيري تقريبا.
= أنا لا أريد أن أراك في الوقت الحالي. اخرج!'
سحب شعره في خيبة أمل بسبب الخوف من أنها قد تجهد نفسها بسبب صـ.ـراخها ،لذا قرر الخروج حتى لو لم يكن يريد ذلك و لكن قبل أن يغلق الباب تحدث قائلا بجدية
= سأكون هنا بالخارج حبيبتي.. لن أتركك بمفردك انتٍ مهمة جدا بالنسبة لي و لا أريد أن أتركك .
❈-❈-❈
دلف أركون الى المنزل بخطوات ثقيله ليجد أبنته سافانا جالساً على الاريكة ببهو الشقة تبكي وتتألم بحرقه في أحـ.ـضان والدتها وهي تربت فوق كـ.ـتفها بحنان تواسيها.. ليعرف بأنهم علموا بموت نيكولا! اقترب منهم و هو يضع مفاتيحه أعلي الطاوله التى بيـ.ـده بصمت، لترفع رأسها سافانا و هي تقترب من والدها و تنفجر باكية في أحـ.ـضانه مرددة بحسرة
= ابي نيكولا مـ.ـات.. حبيبي تـ.ـوفي قبل زفافنا بشهرين
زمجر بشراسة و هو يضغط على كلماته بقـ.ـسوة
= نعم ، علمت من الشرطة ، وعلمت منهم أيضًا أن ذلك اللـ.ـقيط الذي جلبتي إلى منزلنا وقلتي إنكم تحبون بعضكما البعض ... كان يحوم حولك حتى يبيعك إلى بيوت الدعـ.ـارة و الحـ.ـانات
اتسعت عينين سافانا وهي تبتعد عنه بصدمة و لا تستطيع تصديق ان نيكولا يمكنه فعل ذلك؟ لتقول بصوت متحشرج مهزوز
= ما الذي تقوله يا ابي...؟!!!
لتكمل سريعاً و هي تهز رأسها بقوة
= لا بالطبع ، من المستحيل على نيكولا أن يفعل شيئًا كهذا. هل عدت إلى تلك المحادثة التي قالتها إليزابيث اللعينة ....
أردف أركون بصوتٍ عالي بغضب وهو يتطلع فيها بنظرات مليئه باشمئزاز
= اخرسي سافانا ، لا يوجد لعين غير ذلك الحقير الذي كنتي ستضيعي حياتك ومستقبلك معه؟ اتصلت بي الشرطة في الصباح لتخبرني بهذا الخبر! كما أعطتني دليلًا على خطاب إليزابيث بأنها كانت على حق عندما حذرتنا من هذا الوغد
عقدت لينا حاجبيها بدهشة وهي تنهض وهتفت باستنكار
= ما خطبك أركون ، ما الذي تهذ به .. من أين أتيت بهذا الحديث؟
قال أركون مزمجراً بقـ.ـسوة بينما يخرج هاتفه إليهن
= علمت أنكٍ لم تصدقني ، فطلبت من الشرطي أن يعطيني لقطة شاشة لهذه المحادثات التي كان فيها خطيب ابنتك المحترم يتفق فيها على سعر مناسب لبيع ابنتي.
اخذت لينا منه الهاتف بسرعه تتفحص إياه ثم انهارت جالسة بوجه شاحب و هي لا تصدق ما يحدث لتقول بصوت ثقيل
= يا إلهي ماذا أرى؟ هل هذا يعني أن إليزابيث ، ابنت أخيك كانت على حق؟
لتكمل حديثها لينا قائلة بغضب و هي تنظر لها بغيظ شديد
= وأنتٍ يا غبية ، لماذا أعطيته صورك؟ كان من الممكن أن يضيع مستقبلك بسبب حبك لهذا اللـ.ـقيط
اتسعت عينا سافانا بذهول وهي تري المحادثات واثر الدموع على وجنتيها الشاحبتين ظاهرة، لكنها هزت راسها رافضة التصديق و هي تصـ.ـرخ بهستيرية
= لا هذا غير صحيح .. أرجوك يا أبي .. لا تصدق هذه الخرافات .. نيكولا يحبني وكان سـ.ـيتـ.ـزوجني بعد شهرين لولا الحادث الذي تسبب فيه .. لا هذا غير صحيح.. لا احد يصدق منكم هذه الاكاذيب.
نظر لها والدها بـ.ـعـ.ـنف وهو يقترب منها حتي وقف أمامها مباشرة و تعبيرات وحـ.ـشية مرتسمة على وجهه و هو يزمجر بشراسة
= لديكٍ دليل إذا كنتي تريدي أن تصدقي ، صدقي و إذا كنتي لا تريدي كما تشائين .. ولكن أريد أن أعرف شيئًا واحدًا؟ من بين محادثات الدردشة ، لهذا الحقير كأن يتحدث أيضًا عن إليزابيث ، و علم منك أنها غادرت المنزل وأصبحت وحيدة ، وبسببك كان سيبيعها مرة أخرى.. كنتي تكذبي إليزابيث لأنها أرادت مصلحتك وألا تضيع حياتك مع ندل مثله ..وفي نفس اللحظة تريدي أن تضيعي حياتها .. انا حقا لا أصدقك.
كانت لا تزال تبكى بحرقه لتشعر بقبضة حادة تعتصر قلبها فور ان بدأت تستوعب أن إليزابيث كانت تريد مصلحتها وان ذلك الحقير كان سيدمر مستقبلها، لتردف بصوت معذب
= لم اكون اقصد هو سألني وانا أجبت بحسن نية... يا ربي ما الذي يحدث لي بحق الجحيم .