رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 35 - 3
قراءة رواية وصمة عار كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والثلاثون
الجزء الثالث
كانت اليزابيث تجلس بمفردها في الغرفه في منتصف الليل وتداري كعادتها جـ..ـروح نصف وجهها بشعرها من الامام؟ كانت تدمع عينها وهي مستندة على النافذة .. و تفكر في وضعها فقد أصبحت شرسة .. مندفعة بشكل لا يليق بشخصيتها الهادئة وطباعها الجامد البارد.. فكأن هدوء أعصابها الذي يميزها تبخر منها في لحظة ما؟ كما لم يحدث من قبل .. فتظهر شخصية أخري فاقده السيطرة عـ.ـنيفة الطباع محفزة للهجوم دائما .. معه هو تحديدا كانت البداية معه عندما أصبحت عـ.ـنيفة لدرجة مـ.ـؤذية !
ثم استمعت الى طرقات فوق الباب ليفتح آدم الباب وابتسم ابتسامة صغيرة وسط اجهاد ملامحه وضع فيها قدر استطاعته من السعادة معبراً عن اشتياقه لها وهو يردف بهدوء
= تفضلي هذا لكٍ لأنكٍ لم تتناولي منذ الصباح شئ
وضع الطعام أمامها، لكنها لم ترد وهي حزينه منه شاعره بغصتها بجرح منه داخلها تزداد ليشق صدرها حتى يستقر في قلبها بـ.ـعـ.ـنف .. لكنها لم تبالي وهي تنشغل بنظراتها هنا وهناك.. أغمض آدم عينيه يجز على أسنانه قائلا بنفاذ صبر
= اليزابيز لا تمزحي بين غضبك مني وتناول وجبتك لان لا توجد اي صله بين الأمرين لذلك تناولي طعامك من فضلك
رفعت حاجبها إليزابيث ساخرا وحدجته بغيظ وهي تقول بكلمات مستفزة قائله بحده
= ههه وهل تهتم لامري
بينما اشاحت وجهها بسرعه عنه قبل ان يراها وهي ترفع يـ.ـد ها تمشط شعرها لتتاكد أن شعرها يخفي وجهها وابتلعت اليزابيث ريقها لكنها وبرباطة جأش أو ربما ثقة بنفسها.. طالعته بثبات وشجاعة محافظة على وجهتها الغاضبة الصارمة .. إلا إنها أجفلت وهو يقترب منها ببطء حتى كاد أن يلتصق بها بينما يقول بنبرة مشبعة بالتحدي و الغضب بكلمات بطيئة جدا بينما بسبابته كان يشير لها بقوة بجُرح قلبه
= حسنا لنحل هذا الأمر الان.. ماذا تريدي هي تحدثي؟ تريدي ان تغضبي منه افعلي ذلك تريدي الصراخ بوجهي! افعلي ذلك دون تفكير ايضا؟ تريدي ان تظلي تـ.ـضربيني بقوه حتى يرتاح قلبك ولو قليل هيا تقدمي مني ماذا تنتظري.. افعلي اي شيء يخطر على بالك لكن لا تصمتي وتعذبي نفسك أرجوكٍ بسببي.. افعلي ما شئتٍ لننهي هذا الأمر لانني تعبت بالفعل من تجاهلك لي.. وتعبت اكثر وانا اراكٍ تتعذبي هكذا، اليزابيث انتٍ حقا تؤلمي قلبي بصوتك
بدلته النظر للحظات تقبض على يـ.ـديـ.ـها وبدأ وكأنها تفقد سيطرتها المعهودة ..كما فعلت مرارا في الفترة الأخيرة ، لتقول بهدوء لا يشي بما تحمله من جنون وتخبط مشاعرها
= أخرج من الغرفه
ضرب آدم على الحائط بجوارها بغضب يخرج فيها غضبه، انتفضت هي مغمضة عينيها من جنونه بينما هو يردف من بين أسنانه المطبقة قائلا بثقة لا يشعرها حقيقة .. ثقة واهية يريد بها أن يثبت لنفسه بأحقيته فيها حتى لو كذبا
= لن افعل هيا اغضبي اخرجي ما بداخلك ساتقبل كل شيء ولكن لا تبقي شيء بداخلك فان ذلك سيزيد الامر السوء
زمت إليزابيث شـ.ـفتيها وشمخت بذقنها بتحدي و ضربات قلبها مجنونة متقافزة .. بين ذهول و عدم تصديق ..لهفة واشتياق ..عشق متفجر ..وغضب فراق طال.. لكنها الآن شعرت أنها عادت فارغة، لست متأكدة من أي شيء، ثم أسبلت أهدابها لتقول متهكمة على كلماته وهي تردف بانكسار
= وهل شعر واخيرا السيد آدم بهذا الالام البسيط الذي عشت اضعافه هل تظنني فان الامر سوف اتخطى واتجاهل بهذه السهولة.. ادم انت كذبت علي باخفاء الامر عني.. وخليت بوعدك لي على ان تنتبه ولا تؤذيني في يوم مطلقاً مثل الجميع.. انا حتي أصبحت اشك انك كنت تحبني في يوم وكل ما مر وحدث بيننا وشعرت به بين احـ.ـضانك .. كانت كلها مجرد اكاذيب.. سراب وهمي ليس حقيقي
ازداد شحوب وجهه حتى قارب شحوب الموتى بينما ضغط علي يـ.ـده يحاول التحكم بالغصة التي اجتاحت قلبه و هو يستمع اليها... ليقول بصوت مختنق متألم و هو غير متحمل وجعها
=لطالما لم أراكٍ غير أنك الوحيدة الذي أحببتها.. انا اعتذر حقا على كل الذي فعلته عن ذلك اليوم بالتحديد، اما اذا كنتي تشكي في حبي لكٍ فيجب عليكٍ ان تتاكدي وليس ان تشكي فقط لانني لا أحبك..
ساد بينهم الصمت قليلاً قبل ان يتنفس آدم مرتجفاً وهو يهز برأسه مغمغماً بصوت متحشرج بشغف
= لانني اعشقك بجنون اليزابيث
انتفضت إليزابيث واقفة تصـ.ـرخ بغضب صرخة كامرأه متألمة.. قدرها آلمها كثيرا .. أنثي اعتادت على الحزن والخيبات واستقبلتها بوجه جامد دائما.. لكنها لم تعد تحتمل، انضبت كل قدراتها على التكيف عندما أحبت يوماً بصدق
= اجل افعالك تدل على ذلك بالفعل كثيرا
لتكمل بصوت ضعيف ودموعها تنسكب منها بعينين لا تريان ما أمامهما و روح تتألم وقلب مثقل بالهموم و .. الأشواق بينما لهاثها تتزايد حتى تحولت وكأنها شهقات مختنقة جافة تجرح حلقها
= من اول ما قابلتك شاهد الجنه معك لكن انت أمسكت بيـ.ـدي و جذبتني لجهنم .. ان شاء الله بتحترق بـ.ـنار جـ.ـهنم
تجاهل دعواتها له بالـ.ـمـ.ـوت.. و زفر آدم مرهقا وهو يجيب بتحشرج صوته ويقول بيأس
= لكن جميعاً نستحق فرصه اخرى إليزابيث
بدى علي إليزابيث عاجزة.. ضائعة.. و كان صدرها يصعد ويهبط ويجيش بإنفعالات لا قوى لها على تحملها بينما اردفت بصوت مكتوم باكي و كامل جـ.ـسدها يرتجف بقوة وهي تغمغم بصوت منخفض
= هل قلت لك قبل سابق انني احب قراءه القصص والروايات.. ممم اعتقد لا اذا اسمعني جيدا، هناك روايه احب ان اقراها اكثر من مره واحده لكن دائما النهايه تكون كما هي مهما عدت القراءة! اجد النهايه حزينه وقـ.ـاسيه للغايه لي ابطال الروايه.. ما أقصده من حديثي ذلك أننا مهما حاولنا تغير القدر لم يفلح معنا الأمر.. و للاسف ستظل النهايه كما هي مكتوب حزينه وقـ.ـاسيه للغايه
فرت الـ.ـدماء من عروق آدم و قد شحب وجهه بشدة فور ادراكه الى اي مرحله أوصلها من الضعف و التشاؤم.. ليهتف بنبرة برجاء وأنفاسه لاهثة وريقه يجف
= إليزابيث أنا أحبك من فضلك لا تفعلي هذا بي
حينها عاد الغضب أكثر قاضياً على الكل عداه قلبها.. فـ.ـضربت صـ.ـدره تهتف به قهراً
= أصمت وإياك مره ثانيه تنطق اسمي علي لسانك القذر، ولا تتحدث عن الحب مره ثانيه.. الأشخاص الذين أمثالك لا يعرفون إلا الغدر في حياتهم فقط و يستمتعون إلى إيذاء الآخرين ..أوعدك سيد آدم سأفعل كل ما في وسعي وجهدي حتى أتخلص من حبك من قلبي وأنساك.
لينظر لها من بين جنون نظراته يحاول البحث عن اليزابيث الذي يعرفها فهذة رغم عشقها الظاهر بعينيها و رغم كل خطوطها الذي يحفظها .. رغم حنانها الذي يغلبها .. بدأت أكثر تشتت، أكثر ضياع، أكثر ألما ،أكثر غضبا .. وأكثر .. إنهزاما !! كما لم تكن يوما، هذه اليزابيث مختلفة لدرجة تؤلمه رغم غضبها منه ! كل هذه أفكار تحليلات في رأسه حوله... لكنه بتصميم وبمنتهى الهدوء والحزم ابتسم بعينين لامعتين حنانا وهو يقول بنبرة حادة
= أعدك أيضًا إليزابيث ،سأبذل قصارى جهدي حتى تكون النهاية مرضية لنا ..حتى لو انتهت في صالحك أنتٍ فقط ستكون أفضل نهاية بالنسبة لي
❈-❈-❈
في منتصف الليل...
غادر آدم منذ الصباح لعمله وحتى الان لم يعد ينهي اعماله التي تراكمت عليه بالمتجر... و إليزابيث كانت تجلس بغرفتها ترفض الخروج من الغرفة منذ أن عادت وآدم لم يحاول الصعود لها مره ثانيه قبل ذاهبة حتى لا يضغط عليها بينما هي وضعت يـ.ـديـ.ـها فوق بطنها شعرت بالجوع و بالذنب أنها لم تتناول الطعام الذي وضعه آدم بجانبها قبل رحيله.... بالرغم من محاولاتة لكنها لم ترد عليه؟ ولكن ازداد الجوع عن حده فنهضت بهدوء وجلست امام المقعد وبدأت أن تتناول لاجل طفلها... وعندما انتهت من تناول الكثير نهضت وخرجت من الغرفة وهي تحمل بيـ.ـديـ.ـها صينيه الطعام...
دلفت للمطبخ و وضعت الاطباق فوق الطاوله وقبل أن تلتفت لتعود إلى غرفتها... فجأة وجدت من يـ.ـحـ.ـتضنها من الخلف هامسًا بصوت رجولي جذاب
= أخيراً نزلتي من غرفتك وتناولتٍ طعامك ؟
توقفت مكانها من الصدمة... وأنفاسه الـ.ـسـ.ـاخنة تداعب رقبتها وجـ.ـسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من لمـ.ـسته وكأنه يستشف شوق الآخر الحار له... ولكنها حاولت تجاهل شعورها فابعدته عنها بحد وهي تلتفت متمتم بصوت مكتوم
= أبتعد عني ولا تفكر ان تـ.ـلمسني مره ثانيه .. فهمت لا تجبرني على ان اصفعك مره ثانيه !
جز آدم علي أسنانه بـ.ـعـ.ـنف شديد وهو يقول بنبرة حادة
= لا لم افهم ولم افهم ذلك الحديث؟ واذا كنتي ترغبي في ان تصفعيني مره ثانيه تفضلي لم امنعك.. و الم تقولي من الذي فعل ذلك بوجهك لما تخفي علي ؟
أطرقت راسها شاعرة بالعجز من جروحها وهي تخفيها بشعرها بينما هي تردف بقهر
= ولما انت مهتم لتعرف ؟ اهتمي بشؤون
زو جـ.ـتك لارا فقط .. فانتم الاثنين تشبهون بعضكم بالفعل
صمت يزفر مرهقا وهو يسقط ذراعـ.ـيه على جانبيه جالس يتحدث بفارغ الصبر و بعاطفته وحبة الكبير لها
= اليزابيث لا تسيري غضبي أخبرتك لارا انفصلت عنها.. ولم تهمني في يوم، طول حياتي اعتبرها بمثانه أخت لي.. لكن والدي دائما كان يطلب مني الإرتباط بها وانا أرفض! وتوقفي عن فعل ذلك الحركه أن تخفي وجهك عني فقد رأيتك كثيرا وانتٍ نائمه عندما حملتك بالمستشفى.. ولم اشعر بالاشمازاز ولا النفور منك.. لذلك رجاء توقفي عن اخفاؤه واتصرفي بحريه على طبيعتك
نظرت اليزابيث إليه بصمت تكتم دموعها داخلها بصعوبة بالغة، ثم التفتت لترحل لكنه أسرع يتحدث إليها بتصميم
= انتظري اليزابيث أريد ان اتحدث معك بشان ما حدث يوم الزفاف .. أرجوكٍ يجب ان تسمعيني وتعطيني فرصه حتى ادافع عن نفسي .. يجب ان تعلمي بانني ليس خـ.ـائن كما تظنين
لكنها لم تهتم واكملت سيرها بينما شعر آدم بفقدان سيطرة لذا نهض من المقعد خلفها ليجذبها بسرعه وهو يشعر بأنه متعب لأقصى حد قائلا بعصبية تخللته
= لم ترحلي وستسمعيني رغم عنك اجلسي .. و توقفي عن لعبه القط والفار هذه، يجب ان نتحدث..
اجلسها بالقوه رغم عنها وعندما جلست اليزابيث بوجه مضض قاتم، بدأ آدم يتحدث ويقص عليها القصه من البدايه وكل ما حدث وكيف كان يهددة انطون و أجبر إياه علي
الـ.ـز واج بشقيقته.. تنهد آدم مبتسم وهو يهتف بجدية
= هذا كل ما حدث بالضبط يومها واقسم لك لم اكذب باي كلمه قلتها، انا تعرضت لعمليه ابتزاز حقيرة من ذلك الوغد انطون! وضعت في مقارنه صعبه كان بداخل المتجر رجل مسلح يريد قـ.ـتلك وانا بالخارج اصارع مع ذلك اللعين .. كنتي تريدني ماذا أفعل حينها؟ اتركك تموتي يا إليزابيث؟ هاه؟ اذا كنتي مكاني كيف ستتصرفين بالتاكيد ستفعلي ما فعلته.. اعلم انني جرحتك بهذا الاختيار لكن لم اجد اي وسيله اخرى لإنقاذك يا حبيبتي.. كيف تريدين اتركك واتجاهل الأمر ولم اتحمل ذنبك .. أنا كنت مجبر علي فعل ذلك يا إليزابيث حقا .
وكأن دلوا من الماء البارد قد سقط على رأس إليزابيث التي شعرت بالصدمة والذهول من تلك الأحداث وما فعله انطون لهذه الدرجه يوجد شخص مثله بدون رحمة لا يهمه غير مصلحه شقيقته فقط حتى لو كآن على حساب الاخرين .. ارتخت ملامحها بارتياح عجيب ! وحل الصمت في غرفة المطبخ إلا من صوت صرصور حقل يسكن الحديقة خارجا .. مما جعل آدم ينظر لها بتوجس وقد اختفت ابتسامته مع الوجوم وهو يقول بهدوء غريب مكرراً علي تلك النبرة والتصميم
= كيف صدقتي بانني يمكن أن اخـ.ـونك واتركك بعد كل هذا الحب بيننا.. انتٍ سبب يستحق العيش لأجله اليزابيث، تجعلني أظن أن العالم مكان جيد.. لما صامته أرجوكٍ تحدثي .. هل ستسامحيني ؟
ضيقت عيناها بسخرية مريرة وهي تهمس بجنون
= أغفر لك هل تتحدث بجدية؟ حتي إذا كان كل ما تقوله صحيحًا؟ فالنيران الذي بداخلي لن تخمد ولم استطيع نسيان المعاناه التي عشتها بذلك الوقت .. الوقت صحيح يشفي، لكن ماذا لو أن الوقت نفسه مريض.. يبدو أَننا لا نصلح لِهذا العالم، فلا مكانَ لهشاشتنا، لقد فشِلنا في كُل شيء، حتّى في أنْ نحبّ أنفسنا قليلاً .. كنت كل ما أريده هو الحب والسلام النفسي فقط .
أغرورقت عيناها بالدموع أمام عينيه فارتفع حاجباه مصدوما وهو يقترب منها يدلك كـ.ـتفيها بـ.ـيـ.ـديـ.ـه الدافئتين يقول بحزن عليها
= يَا لكٍ مِن إنسان مُتشائم يَا إليزابيث !
لتتحدث بهزيمه وقلبها كانة مفقود ومشاعرها متخبطة بين أمواج العذاب
= بل هو عالمنا المَشؤوم ..فقط من لا يعرفون الحياة، يعتقدون أنها جميلة ومريحة.
صـ.ـرخ بغضب شديد بينما شاعرا بالتعب والاجهاد وهو يتحدث و لا يطاق يدفن نفسه فيها ليشتت أفكاره
= توقفي إليزابيث .. فأنتِ لم تعترضي يوماً على الفراق الذي يحدث بيننا .. فلا تُلقي بكل الذنب علي الآن .. أجل أنتِ السبب ايضا .. لم يكن القرارا مشتركا بيننا .. فلا تتهميني أنا فقط؟
شهقت اليزابيث تنظر له بصدمة و بحدة وهي ترفع بـ.ـيـ.ـدها تشير لنفسها مرددة باستنكار وقالت دون تردد
= أنا ! هل تتهمني بأني مذنبة بالفراق الذي حدث بيننا؟ و لما هل قلت لك اذهب وتـ.ـزوج غيري؟
ارتفع حاجباه وهو يسايرها قائلا بجدية
= لا ، أنتٍ لم تقولي ذلك ، لكنك تعلمي أننا مـ.ـتزوجون ، وكنت أخطط أن يمر الحفل بسلام ، وبعد ذلك كنت أقدم التهديدات إلي الشرطه ، الذي كان يرسلها أنطون إليه على هاتفي ، إلى محكمة لتطلقني من لارا.. لكنك اختفيتي بعدها ولم تنتظري حتى تسمعيني وانا لن استطيع ان اتحدث معك في نفس اليوم حتى لا يشك احد وياذيكٍ.. لذلك فكرت أولاً في حمايتك ثم التخلص من هذا الـ.ـزواج.. لذا كلانا مذنبان .. كلانا استسلمنا .. فإن كنت أنا سببًا للابتعاد وعودتك إلى أهلك.. فأنتٍ كنتٍ مقتنعًا بأنني خـ.ـائن دون أن تستمعي إلى دوافعي ، رغم كل الحب الذي بيننا ، صدقتي فورًا ولم تعطي نفسك فرصة لإثبات أنني كنت لئيمًا معكٍ أم بريء.. أنتٍ لم تحاولي حتى و دائما اول شيء تفعليه هو الهروب.
اتسعت عيناها مجددا وهي تستوعب بجنون وحماقة عاشقها النارية هل يجرؤ أن يتهمها بذلك الاتهام وهو السبب بالاساس؟ فهزت رأسها تنظر له بلوم وعتاب تهتف
= يا ربي هل تتكلم بالفعل؟ ذهبت بمفردي إلى الحفلة ورأيتك تمسك بـ.ـيـ.ـدك تلك الملعونه بينما كنت تقف أمام الكاهن وعندما سالك هل تقبل الـ.ـزواج بها؟ تقول ببساطة وبالتأكيد ، نعم أقبل الـ.ـزواج بها... ماذا كنت أنتظر اكثر حتي اصدق حينها في ذلك الوقت أنك خائن؟.. لو كنت في مكاني لفعلت ذلك! كنت ستهرب وانت مجروح مني ولم تستطيع رؤيه وجهي وانت تشعر بالخذلان.. وكنت ستشعر ايضا أنك كنت مجرد لعبة في يدي وكل ما حدث من قبل كان مجرد وهم وليس حقيقي ..انت قتلتني يا آدم ؟! لقد أغرقتني في حبك ثم ابتعدت ...!
كأن ألمها الخفي يحفز مآقيها على تساقط قطرات من أمطار دموعها..على الرغم من عدم شعورها بهذا الألم الخفي بمرور الوقت .. لقد تأقلمت عليه حتى دفنته في قاع الروح .. تحت رماد قلب محترق ..لكن هذا لا ينفي وجوده .. ودموعها الشحيحة خير دليل علي الوجع لذا تضطر تهرب .. كم تريد التاقلم والنسيان لكن لا يحدث .
رفعت عينين المغرورقتين ببرك دموعها قائلة بتحشرج له وعجزها يتفاقم
= ابتعد عني واتركني ، هذا افضل لنا.
ابتسم لها يميل رأسه بحنان أمام وجهها المجروح الملامح فقال بهمس مـ.ـثير أرسل رعشة أكبر لجـ.ـسدها
= لا استطيع، لقد أصبحتي كالهواء بالنسبة لي
❈-❈-❈
في منزل نيشان كان عاد إلي القصر في منتصف الليل فكان الايام السابقه مسافر لخارج البلاد لعمل خاص بة! وبالتاكيد هذا العمل يخص اعماله المـ.ـشبوهه.. فتحت له الباب الخادمه ثم دخل الى مكتبه حتى يضع النقود التي استلمها من الصفقه داخل الخزانه.. بينما في تلك اللحظه فتح باب المكتب بقوه! انتفض نيشان بخضة وذعر ثم تنهد براحه عندما راى لارا التي امامه ليقول بصوت بضيق مكتوم
= اهلا لارا.. ما الذي تريدي في منتصف الليل .. ولما تدخلي بهذه الطريقه المكتب دون استئذان
رفعت رأسها نحوه تزجره بغضب و هى تتقدم نحوه وجـ..ـسدها يهتز بانفعال
= أليس آدم حقًا ابنك وأنت كنت تخدعني أنا وأخي طوال هذا الوقت ، وتريد منا أن نـ.ـتـ.ـزوج بعضنا البعض حتى تضمن العمودية فقط؟ و آدم في النهاية؟ هو ابن زوجـ.ـتك ، وليس ابنك الحقيقي.
تصلب وجه نيشان فور سماعه كلماتها تلك ثم اخفض رأسه ينظر إلي عينيها التي تلتمع بالقـ.ـسوة تجاه بينما شحب وجهه على الفور من شدة الخوف
= من الذي قال اليكٍ ذلك الحديث ؟
لتشتعل عينيها بالغضب تزمجر من بين انفاسها بقـ.ـسوة
= آدم نفسه الذي قال لي ذلك؟ وتحدث بثقة وجدية! لذلك لا تحاول التلاعب بي وتخدعني مرة أخرى .. أنا أعلم كل الحقيقة التي كنت تخفيها عني وعن أنطون لسنوات عديدة .. أنت شخص حقير وسافل ، كنت أظن أنك تحبني وتخاف علي مثل ابنتك وتريد مصلحتي.
لتكمل لارا بحدة و غضب
= لكن بعد ذلك اكتشفت أنك تريد فقط أن تزوجني من آدم من أجل مصلحتك ، أنت انتهازي ، وقـ.ـح ... هل تعرف كل ما فعله آدم بي؟ أنت السبب في من البداية كنت من يمنحني الأمل دائمًا في أنه سيحظى بي ويحبني يومًا ما .. وظلت الأفكار تتسلل بداخلي لدرجة اقتنعت أنه قد يكون لديه مشاعر بالنسبة لي بداخله .. حتى بعد ظهور امرأة أخرى في حياته ، لقد ظليت تسعى وتجاهد لجمعنا معًا لضمان العمودية لك.
تنحنح نيشان وهو لا يدرى ما يجيبها لكن اقترب منها بخطوات سريعة حيث كان وجهه يظهر عليه القلق و الخوف وهو يشاهد غضبها الشديد منه ليقول بتوتر
= لارا حبيبتي اهدئي وانا ساشرح لكٍ الامر.. ادم في النهايه أصبح زوجـ.ـك الان ولا تنسي ذلك
ابتسمت لارا بسخرية واستهزاء هاتفه بانفعال شديد وعينيها تلتمع بغل و قـ.ـسوة
= ز وجـ.ـي ! آه نسيت أن أخبرك بأن أنا و آدم انفصلنا خلال أسبوعين ولم يعد ز وجـ.ـي! أنت سبب بقائي جانبة حتى اقتنعت أنني أفعل الشيء الصحيح ، وهو حقي أنا .. صدقني سأنتقم منك بشدة. بعد أن أغادر من هنا ، سأذهب إلى المسؤولين وأخبرهم بكل شيء ، وأنك خدعت الجميع ، وآدم ليس ابنك من صلبك .. ستفقد كل شيء مثل ما فعلته بي .. سوف تتعفن في السجن المؤبد بسبب أفعالك ايها الحقير.
التفتت لارا بخطوات غاضبة لترحل بينما اتسعت عينا نيشان بصدمه وخوف ليركض خلفها بسرعه قبل ان تخرج من غرفه المكتب و اسرع بالتشبث بـ.ـذراعها وهو يقول بتوسل
= لارا ابنتي ..حبيبتي انتظري.. وانا ساشرح لكٍ الحقيقه.. لارا أرجوكٍ لا تخبري احد بما عرفتي عني.. لارا توقفي .
صرخت لارا بهستيرية وهى تحاول ابعاده بـ.ـعـ.ـنف شديد و تحرير معصمها عنه بانفعال حاد
= ابتعد عني .. دعني. لم أتراجع مهما فعلت ولا أعتقد أن رجلاً مثلك استغلالية يستحق ما هو فيه ؟
شعر نيشان بالرعب عندما بدات تـ.ـصرخ ليضع يـ.ـده علي فـ.ـمها بسرعه بالقوه يكتم صوتها... حتى لا يستمع احد من الخدم بالخارج الى صوت صـ.ـرختها وياتي الى هنا ويستمع الى ما يدور بينهما.. غصة الخوف كانت تمتلك جـ.ـسد نيشان التى تسد حلقه فقد كان يعلم بان لارا إذا ذهبت من هنا بالفعل؟ سينتهي عالمة الذي ظل سنوات يخفيه عن الجميع واسراره.. ليهتف بصوت مرتجف بشده
= اهدئي لارا أرجوكٍ .. يجب ان يظل هذا السر بيننا ولا يعرف احدهم.. اذا علم أحد حينها سينتهي كل شيء.. صدقيني ادم سيعود اليكٍ .
بينما كان يتحدث و غافل عن التي كانت تتلوي بقوه وخوف وهي تحاول ابعاد يـ.ـده التى كانت تكتم فـ.ـمها وانفها و انفاسها عن الحياه.. لكنه لم يرد عليها معتقد انها تريد تبعد يدة حتى تكمل صرختها.. لكنها كانت عاجزة تماماً تحاول التحرير منه حتي بدأت بالفعل لارا تختنق بشده و روحها تغادر جـ.ـسدها...
ادار رأسه نحوها باستغراب عندما ابعد يـ.ـده عن فـ.ـمها بعد فترة، لتتجمد قبضته التى كانت فوق فمها و قد اهتز جـ.ـسده بـ.ـعـ.ـنف عندما رأى جـ.ـسد لارا ارتخي بين ذراعـ.ـيه وانفاسها توقفت عن العمل؟ وعيناها مفتوحين على وسعها ولا تصدر حركه واحده؟ انتفض مبتعداً عنها على الفور وتركها ببطء ليقع جـ.ـسدها على الارض جثة هامدة.. بالأرض الصلبه فاقده الحياه.. بينما كان وجهه شاحب كشحوب الامـ.ـوات يرتسم عليه الارتعاب و الخوف..
وفي نفس اللحظه تفاجا بأن باب الغرفه يفتح ويطل منه أنطون الذي كان قادم اليه حتى يستفسر عن الصفقه التي انهيها، لكنه اتسعت عينا بصدمه راكضاً نحو لارا حتي يري ما الذي حدث لها؟ ولما هي هنا من الاساس؟ لكنه شعر بالـ.ـدماء تجف بعروقه فور ان وضع يـ.ـده ليرى نبضها متوقف؟ تراجع نيشان الى الخلف بخوف عندما شاهد وصول انطون و تقدم نحو باب بالغرفه ليهرب قبل ان يراه و الخوف والرعب مرتسمان بعينيه..
لكن انطون رفع عينه بشراسة و قد جن جنونه له و لم يشعر بنفسه الا وهو يـ.ـهجم علي نيشان... ترنح نيشان الى الخلف سريعاً بعد تلقيه لكمة قوية من انطون وقبل أن يستعد توازنه مرة اخرى سريعاً اندفع انطون نحوة يسدد له ضـ.ـربة قوية اصابت جانب وجهه و ما ان هم بتسديد ضـ.ـربة اخرى له؟ قبض نيشان علي رقـ.ـبته يبعده عنه، لكن انطون امسك ذراعـ.ـه يلويه خلف ظـ.ـهره بقـ.ـسوة ضـ.ـارباً اياه برأسه عدة ضـ.ـربات متتالية اصابت وجهه ! مما جعل كلاً من انفه و فمه يـ.ـنزفان بغزارة..
وظل يسدد له الضـ.ـربات حتى سقطت الـ.ـدماء من فمه.. متجاهل صـ.ـرخاتة المتالمه فقد كان انطون كاعصار من الغضب الساحق الذى يهدد بأخذ روحه مثل ما فعل بشقيقته... ثم ابتعد انطون عنه قليلا وهو ينظر اليه يزجره بنظرات ممتلئة بالكراهية و الغضب وهو يحاول يخرج مـ.ـسدسه ليـ.ـقتلة... لكن قام نيشان اخيرا بدفع انطون بحدة ليرتطم بقـ.ـسوة للخلف مما جعله يسرع ينهض والآخر خلفه يسرع بالامساك به قبل أن يهرب...
لكن لم يتح إلي نيشان الفرصة حتى يهرب عندما وجد الاخر قريب منه ونهض خلفة؟ لذا أسرع يخرج سـ.ـلاحه و كامل جـ.ـسده ينتفض بخوف ليرفع المـ.ـسدس بوجهه وضغط على زناد المسدس الذى بـ.ـيـ.ـده لتنطلق منه رصـ.ـاصة اخـ.ـترقت على الفور رأسه ليسقط على الفور مـ.ـيت..
اخفض نيشان مـ.ـسدسه ملقياً اياه على الارض بينما كان كامل جـ.ـسده يرتجف و صـ.ـدره يعلو و ينخفض بسرعة و صعوبة.. انهار جالساً على الارض وعينيه مسلطة برعب فوق جـ.ـسد كلاً من لارا و انطون الغارق بـ.ـدمائه و هو لا يصدق ما فعله.. وكان يرتجف بشدة وهو يحاول الوصول الي حل يمكنه ان يخرجه من مـ.ـأزقه هذا...
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية