-->

رواية أسكن أنت وزو جك- بقلم الكاتبة آية العربي - الفصل الواحد والثلاثون

 

رواية اسكن أنت وزو جك 

بقلم الكاتبة آية العربي




الفصل الواحد والثلاثون 

رواية 

اسكن انت وزو جك



قل للعينِ ان تنظر جيداً  ...

  ربما للوهلة الاُولى تظُنها ابتسامة ولكن ان دققتَ في العيون يمكن ان ترى ما خفيَ  . 

فكثرةُ الضحكات ما هى الا قِناع 

يخفى عِبرات سُجنت خلف الاَحداقِ  . 

يخفى صَرخات سُقطت في الاَعماقِ  . 

يخفى اعباءً ثقيلة ضُغطت بإزهاقِ . 



❈-❈-❈


بعد وقتٍ


يستند بابتسامة شقت ثغره على الوسادة الناعمة ويحتــ.ويها بين ذراعيه وهى تتســ.طح بخــ.جل واضعة رأسها على صــ.دره العالى تستمع لنبضاته التى ترقــ.ص فرحاً بسعادة ورضا وشعور ملوكى في حضرتها  . 


ابتلع لعــ.ابه ومالت عيناه عليها فوجدها مستيقظة شاردة فمال يقــ.بل مقدمة رأسها بحب مردفاً بصوت متحــ.شرج ومشاعر ما زالت قائمة _


عتفكر في ايه يا جلب زين  ؟ 


ابتسمت قليلاً ورفعت نظرها اليه واردفت بصدق _ 


فيك اكيد  . 


بالفعل كانت تفكر به وبافعاله معها وبالحالة التى جعلها تعيشها معه  ...  تنهد بعمق واردف متسائلاً _ 


انتِ كويسة يا مهرة  ؟  ...  عتوجعك حاجة؟ 


هزت رأسها بحب واردفت _ 


تمام حبيبي كتير منيحة  . 


تنهد بارتياح واعتدل يكمل بحب _ 


عايز اخدك ونروح بكرة لدكتورة زينة ونطمن على شبلي  ..


اومأت موافقة تردف _ 


ايه زين معك حق  ...  بدى اروح اطمن ع الحمل لانو من وقت عرفت انى حامل ما تابعت مع طبيبة  ..


عاد يقــ.بل رأسها وتحدث بأسف _ 


حجك عليا يا مهرة  ...  كان نفسى اكون جنبك اول ما عرفتى انك حامل  ...  كان نفسي اخدك انتِ وابنى في حضــ.نى  . 


ضغطت بجــ.سدها على صــ.دره تشدد من عنــ.اقها له وتردف بحنو وحب _ 


خلينا ننسى يللي مرء ونبدا من جديد انا وانت وطفلنا  ...  يعنى رح اعتبر حالى متزوچتك هلأ جديد  . 


طالعها بخبث يميل براسه ويردف _ 


وه  !...  يعنى الليلة دخــ.لتنا  ؟ 


ابتسمت عليه واردفت بدلال _ 


اعتبره هيك  . 


رفع وجهها اليه ودنى يلتقط شفــ.تيها مجدداً ليتوه معها في متاهة مشاعرهما التى افتقدا بعضهما داخلها وها هما يلتقيان لتوهما لتعــ.انق الارواح بعضها بسعادة وكلٍ منهما يسري داخله لحنٍ بالغ الغذوبة عازفه الوحيد هو حبيبه  . 


فجراً استيقظت مهرة تشعر بألــ.م بسيط اسفــ.ل معدتها  ...  توترت قليلاً ونظرت لزين الذى ينام بعمق ويحتــ.ويها  .. 


حاولت التملل من بين ذراعيه ونجحت في ذلك وترجلت تتجه الى الحمام الملحق  . 


دلفت ببطء وقلق ثم عادت بعد عدة دقائق تحاول تهدأة افكارها وتوترها بأن ما رأته مؤكد ان سببه ما حدث منذ قليل وسينتهى هذا الألم الآن  . 


كانت قد توضأت ووقفت لتؤدى فريضتها  . 


انتهت بصعوبة ووقفت تستند على المقعد وقد زاد الألــ.م فنادت بصوت متألم هامس _ 


زين  . 


لم يصل الى عقله فتنهدت تلتقط انفاسها ونادت مجدداً بنبرة اكثر علواً _ 


زيييين  . 


استيقظ مفزوعاً يطالعها ويستوعب قبل ان يترجل مسرعاً اليها ويردف بقلبٍ مهزوز وذعر  عندما لاحظ انحنائها _ 


مالك يا مهرة  ؟  ...  ايه اللى وجعك؟ 


نظرت له بعيون لامعة خوفاً على طفلها واردفت بخوف _ 


بطنى عم توجعنى كتير  ...  ما بعرف شو اعمل  ؟ 


لف حول نفسه بتيه ثم طالعها بعمق واردف بحيرة وخوف _ طيب انى هنزل انادى خضرة  ؟  ...  ولا اجولك نروح المستشفى احسن  ...  وجفى بس ثوانى وراجعلك .. لا  لا جصدى اجعدى ارتاحى دجيجة وجاي  . 


ابتلعت لعابها بتعب وخوف زاد من قلقه تومئ له فاسرع الى الحمام الملحق ليأخذ حماماً سريعاً ويعود اليها بعد دقائق ثم اسرع بارتداء ملابسه على عجل ودون اهتمام واحضر لها ثوباً قام هو بالباسهُ لها وهى مستــ.سلمة له بتعب وقلق وخوف على طفلها  . 


بعد دقائق كان يساندها ويترجل بها للاسفل والجميع نائم ثم خرج الى الحديقة واتجه لسيارته وهى معه تتلوى بصمتٍ وانين من الالم . 


ادخلها بهدوء في المقعد الامامى واتجه مسرعاً للمقعد الاخر وادار المحرك وانطلق يسب نفسه ويلــ.عن مشاعر اشتياقه اليها التى ستعرضها وتعرض جنينه للخــ.طر . 


قاد يطالعها بحزن ويردد _ 


متخافيش يا حبيبتى ان شاء الله خير  ...  عنوصل حالاً  . 


وصل بعد وقت قياسي الى احدى المستشفيات الخاصة وترجل بلهفة امام احدى المستشفيات الخاصة واتجه اليها يسندها وخطى بها الى الاستقبال حيث قابلتهما موظفة تردف بترقب _ 


الف سلامة عليها  ...  مالها يا استاذ  ؟ 


اردف زين وهو يسند مهرة بذراعه _ 


محتاجين دكتورة نسا دلوك  لو سمحتى  . 


نظرت الموظفة في سجل الورديات الخاص بالأطباء ثم نظرت له واردفت بأسف _ 


للاسف مافيش دكتورة نسا موجودة دلوك  ...  بس فيه دكتور  . 


اردف بأعتراض وصوت عالى نسبياً بسبب تلوى مهرة بين يديه  _ 


كيف يعنى مستشفى كبيرة زى دى ميبجاش فيها دكتورة نسا تكشف ع الحريم  ؟  ...  فرضنا ان فيه راجل معايزش مرته تتكــ.شف على راجل تانى حتى لو دكتور  ؟  ...  لازم تكونوا عاملين حسابكم لحاجة زي دي طبعا  . 


اردفت الموظفة بتروى _ 


يا استاذ حضرتك جاى في وجت صعب  ...  احنا عندينا طبعا دكتاترة كتير بس حاليا لسة مچوش  ...  لو حضرتك تجدر تستنى كام ساعة اتفضل  . 


نظر لها باستنكار واردف بغضب _ 


يعنى اسيبها تتوجع اكدة كام ساعة  ...  كلام ايه ده؟ 


كانت مهرة تستند عليه باجهاد وتحاول تهدأته ولكنه كان في حالة يرثى لها من جهة خوفه على حالتها وغضبه من نفسه وغيرته التى اصبحت بلهاء  ...  يعلم ان الامر يبدو طبيعياً وجائز دينياً ومنطقياً ولكن فطرته هكذا  ...  لا يستطيع تخيل كشفها على مذكر آخر غيره  ...  لا يحتمل  ...  لينعت بالتخــ.لف او التشــ.دد لا يهمه ما يهمه هو ان لا يراها غيره  ...  ليست انانية بل حقه وقسمته  ...  فليذهب الرجال جميعاً وليحصلوا على ملائكة الارض لا يهمه هو يكتفى بها  ...  لا يريد سواها ولا يريد لمذكرٍ غيره أن يراها 


اردفت الموظفة بهدوء _ 


يبجى حضرتك تتفضل لدكتور معاذ يطمنك عليها  . 


تنهد بضيق واغمض عينه يحاول جاهداً ان يتحلى  بالصبر وليجعل هذا الطبيب يطمأنه عن الوضع دون ان يعاينها ومن ثم ينتظرا الطبيبة  . 


اردف من بين اسنانه _ 


هو فين الدكتور ده  .. 


اشارت الموظفة بيدها _ 


اتفضل ارتاح وانا هبلغه حالا بس الاول  ادفع الكشف  . 


اخرج من جيبه مبلغ مالى وناولها اياه واردف بحدة بسبب حالة مهرة التى يحتويها بذراعه  _ 


شهلى عااد مهياش متحملة الالم  . 


اسرعت الموظفة الى غرفة الطبيب لتخبره بالكشف ثم اتجهت اليه تردف بترقب _ 


اتفضلوا. 


خطى بمهرة ودلفا تحت انظار الطبيب الوسيم الذى تجاوز الثلاثون يطالعهما بترقب حيث اجلس زين مهرة على المقعد بهدوء وحنو وجلس بجوارها يردف بترقب _ 


دلوك عايزين من حضرتك تطمنى على مرتى بس من غير كشف  ...  انى هجولك اللى حصل وانت طمنى  . 


تعجب الطبيب من امره واردف بضيق _ 


ازاى يعنى من غير كشف  ؟  ...  اومال حضرتك جايبهالى ليه؟ 


اردف زين بتهكم  _ 


جيبهالك لان مافيش غيرك دلوك  ...  وانت اكيد عندك علم بالحالة  وزى مانت شايف هى عتتوجع من بطنها جوى وهى لسة في نص الشهر التانى  . 


تنهد الطبيب يطالعه بضيق ثم التفت يطالع مهرة التى تستند على يدها بإرهاق وقد استشف بخبرته وبهذا التوقيت ما حدث فتسائل _ 


طيب احكيلي الوجع فين بالضبط وهل فيه blood  او اي حاجة زي كدة  ؟ 


كان زين يجلس على جمرات من نار والطبيب يسأل ومهرة تجيب بخجل الى ان اردف _ 


طبعاً السبب واضح  ...  في العادة احنا بنمنع ال sexual relationship في الشهور الاولى من الحمل ولان حضرتك متابعتيش مع طبيبة لحد الآن فواضح ان معندكيش معلومة عن الامر بس اطمنى انا هكتبلك حالا على مثبت واقراص فيتامين تمشى عليها وترتاحى تماما الاسبوع ده وممنوع منعاً باتاً العلاقة حالياً  . 


كان زين يفرك جبهته بشدة من هذا الموقف  ...  انه نادم وآسف من اجلها  ...  لقد آنساه اشتياقه وحبه لها وضعها وارهقها وها هى تجهد وكاد ان يعرض حياتها وحياة طفله للخــ.طر وما يؤلمه اكثر ان هذا الطبيب يخبرهما بكلامه اللاذع بالنسبة له  ...  


اردفت مهرة بتعب متسائلة  _ 


يعنى طفلي بخير حضرة الطبيب؟ 


اومأ الطبيب اليها يبتسم ويردف بتروى _ 


اطمنى بخير  ...  وزى ما قولتلك راحة تامة والادوية وتغذية مناسبة  ...  ولازم تتابعى مع دكتورة علشان تطمنك على نبض الجنين ونموه  . 


وقف زين على حاله يسندها ويردف بضيق مكتوم _ 


متشكرين يا حضرة الدكتور  ...  عرفنا اللى لينا واللى علينا  . 


هز الطبيب راسه بتعجب من امر هذا الرجل ولكن يبدو محق قليلاً فعيناها ونبرة صوتها كافية بأن تجعله يغار  . 


خرج زين يحــ.توى مهرة بذراعه مجدداً ثم اتجه للسيارة يدخــ.لها بهدوء وحنو ثم التفت للجهة الاخرى يستقلها  ويتنهد بعمق ثم طالعها واردف بندم  _


انى اسف يا مهرة  ...  حجك عليا كل ده حصل بسببي  ...  كان لازم اكون مراعى اكتر من اكدة  . 


اغمضت عيناها فهى ايضاً اخطأت مثله ولم توقفه بل تمادت معه وكادا يعرضا حياة جنينهما للخطر  ...  اردفت بملامح متعبة _


لا حبيبي لا تلوم حالك  ...  ان شاء الله خير. 


اومأ مؤكداً ثم قاد بهدوء حتى وصل الى آحدى الصيدليات واشترى منها الادوية المدونة ثم عاد اليها واكمل قيادته الى القصر كان قد تنفس الصبح وبدأت الشمس تسطع  . 


وصلا بعد وقتٍ وترجل يتجه اليها يساندها بحنو ويخطى بها للداخل حيث استيقظن الخادمات. 


دلف تحت انظارهن المتعجبة وتسائلت خضرة بقلق  _ 


حمدالله على السلامة  ... مالها ست مهرة يا زين بيه  ؟ 


اردف زين وهو يخطى بها للداخل _ 


هتبجى زينة يا خضرة بس روحى اعمللها لجمة حلوة من يدك  ...  ونادى على الست صفية الممرضة تيجي تديها الابرة  . 


اومأت تردف _ 


عنيا  . 


اسرعت تلبي طلباته بينما هو انحنى يحــ.ملها بين ذراعيه تحت اعتراضها ولكنه لا يبالى حيث صعد بها الدرج امام الخادمات اللاتى تهامزن وتلامزن على سيدهن وحنانه مع زوجته بينما تعلقت مهرة برقــ.بته الى ان دلف جناحهما واتجه يريحها على الفراش ببطء وحنو وخلع عنها نقابها وحجابها وعباءتها بهدوء ثم اعتدل يقف يطالعها بعمق ويتنهد براحة  واردف بتروى   _ 


من اهنة ورايح عتجدى اهنة وكل حاجة هتيجي لعندك  ...  ومعتجوميش من اهنة غير لما الشهور دى تعدى على خير  ...  وتجدرى تصلبي طولك  . 


تنهدت بضيق فهى ليست معتادة على الجلوس ابداً واردفت بترجى _ 


بترجاك زين ما بتحمل اضل بالفرشة بنوب  ...  رح ادير بالي ع حالى وع طفلى بس ما بتحمل اضل هيك لا شغلة ولا عاملة  . 


اتجه يجلس بجوارها ويردف بحنو وتروى _ 


دلوك هترتاحى وبعدين هاخدك ونروح للدكتورة تكــ.شف عليكى  ولما نرجع هترتاحى اسبوع معتتحركيش واصل ...  وبعدين انى مش ناجص حرجة دم تانى  ...  عاجبك اكدة لما الدكتور يجول جدامى ان اللى حصل ده سببه ال...  


لكزته بحرج واردفت محذرة حتى لا يكمل _ 


زين لا تقولا  . 


ابتسم عليها واردف بحب ومرح _ 


يعنى تسمعيها من الدكتور وتاجى عندى وتخچلى  ؟  ...  مفكرتيش في منظرى جدام الخلج  ؟  ...  كويس انه ميعرفش انى زين الجابرى  . 


ابتسمت عليه واردفت بحب  _ 


واذا عرف شو رح يصير  ...  رح قوله انه زين الجابرى احن رجل بالكووون  . 


ضيق عيناه واردف محذراً بمرح _ 


انتِ اللى عتجرى رجلى اهو  !...  علشان يعرفوا انى ماليش ذنب  . 


اظهرت ابتسامتها امام عينه العاشقة فشبعت روحه وهدأ قلبه واردف بحنو  _ 


ارتاحى دلوك وانى هنزل اشوف خضرة واجى  . 


اومأت له بحب وغادر هو للاسفل بينما هى تنهدت بعمق ثم تحســ.ست معدتها بكفها قليلاً واردفت بحنو _ 


بيصير هيك تبعدو للبابا عنا  ؟  ... اذا من هلأ عم تساوى هالحركات شو رح تعمل وئت تشرف حبيبي  ؟ 


❈-❈-❈


صباحاً استيقظ عزيز يتطلع حوله فوجد يسرا تنام بعمق  ...  زفر ومد ذراعه يتناول هاتفه من فوق الكومود ليفتحه بعدما اغلقه امس حينما تابع البث المباشر لهذا الشاب واطمئن ان زين انقذ الموقف كعادته ولكن تبقى الاشاعة التى ألفها قائمة فماذا سيحدث  ؟  ...  لذلك قرر الهروب واغلاق هاتفه  . 


تفحصه فوجد زين قد هاتفه عدة مرات ومتولى ايضاً  ... تنهد وترجل يتجه للحمام ثم عاد بعد قليل يبدل ثيابه فتململت يسرا على اثر الصوت الصادر منه وطالعته بنعاس متسائلة  _


رايح فين يا عزيز ع الصبح اكدة  ؟ 


طالعها وهو يكمل ارتداء ملابسه وقال _ 


رايح ع البيت التانى  ...  فيه كلام لازماً يتجال  . 


مطت شفتــ.يها واردفت بشر ونعاس _


شد عليهم شوية يا عزيز  ...  كل ده حصل بسبب دلعك ليهم  . 


طالعها بعمق وشرد يفكر  ...  نعم هو دلل ابنته وهذا بسبب دلاله لها حقاً  ...  ليريهن الوجه الآخر له  . 


زفر واردف بترقب _ 


متستننيش النهاردة يا يسرا  ...  لو عايزة تروحى لامك تجعدى معاها اليومين دول معنديش مانع  ...  بس لازماً اجعدلهم بالمرصاد  ..


ترجلت تتجه اليه ثم اردفت بحزن كاذب وهى تتلــ.مس كتفيه _ 


وه  ...  عتبعد عنى يومين بحالهم  ؟  ...  اهون عليك يا زيزو  ؟ 


تحمحم بتأثر واردف وهو يحاول الثبات _ 


جولتلك لازماً اعرفهم مجامهم  يظهر ان بعادى عنهم خلاهم يسوجوا فيها ...  ولونى عارف انى هجيب لنفسي وجع الراس تانى  ...  بس لازماً اعمل اكدة علشان زين ولد اخوي ميعمليش فيها الكبير  وممكن كمان يعرف بجوازنا وده مش وجته وااصل . 


تنهدت تزفر باستسلام وقالت بخبث وهى تتدلل عليه  _ 


طيب يا عزيز  ... هجول ايه  ...  بس متعوّجش عليا  ؟   ...  يومين وارجع  ...  وانى هروح اجعدهم عند امى  ...  بس اكدة انى هبجى محتاجة فلوس  . 


ضيق عيناه يطالعها بتعجب مردفاً  _  فلوس؟  ...  مش انى لسة مديكي الفين چنيه اول امبارح  ؟  ...  ومخرجتيش  ...  عتعملى ايه بالفلوس دي  عاد  ؟ 


ابتعدت تطالعه بحزن كاذب _ 


وه يا عزيز  ؟  ...  الفين چنيه ايه اللى عتتحدت عنيهم  ؟  ...  يرضيك اروح لامى بيدى فاضية وانى مرت عزيز الجابرى كبير الجابرية  . 


شرد في جملتها ثم اخرج محفظته وسحب منها بعض الاوراق النقدية وناولها اياهم مردفاً _


خدى يا يسرا  ...  وعايزك دايماً اكدة تجوليلي يا كبير الجابرية  .. 


تناولت منه العملة تضعها في صــ.درها وتردف بدلال وخبث _ 


طبعا اجول مهى دي الحجيجة  . 


رفع راسه بغرور اكتسبه منها ثم ودعها وغادر وتركها تنظر خلفه بخبث ثم اخرجت المبلغ المالى وبدأت تعده وتلوى فمها بابتسامة ثم اتجهت تفتح خزانتها وتخرج من اسفل محفظة جلدية تخبئ بها المبالغ التى تأخذها او تسرقها منه  . 


❈-❈-❈


بعد ساعتين 


وصل معتز الى قنا قبل اهله بعدما علم بخبر عليا ثم اتجه على الفور للقصر ليرى زين وليرى ماذا يفعلان  . 


ترجل من سيارته ووقف خارجاً ثم تناول هاتفه وهاتف زين الذى كان يتمددت نائماً ويحتــ.وى مهرة بين ذراعيه بحنو بعدما اطعمها وقرر النوم قليلاً قبل ان يذهبا للطبيبة  . 


كان الهاتف صامتاً فلم يسمعه زين او مهرة لذلك اغلق معتز وزفر ثم قرر الاتصال على شهد التى اجابت على الفور تردف باشتياق _ 


معتز  ؟  ...  ايه اللى مصحيك بدرى اكدة  ؟ 


تنهد واردف بترقب وحب _ 


انا برا يا شوشو  ...  تعالى اما اشوفك علشان وحشتيني  ...  رنيت على زين بس مردش هو نايم ولا ايه  ؟ 


قامت من مكانها تتجه للاسفل مسرعة وهى تحادثه مردفة _ 


ايوة نايم هو ومهرة  . 


ابتسم بخبث وكانت قد وصلت هى اليه فانزلت الهاتف من على اذنها بينما هو طالعها وهو مازال يضعه على اذنه ثم ابتسم لها بحب وتيه وتقدمت هى منه حتى وقفت امامه تردف بحب _ 


بردك اچيت  ؟  .


اتسعت ابتسامته واردف والهاتف على اذنه _ 


وحشتيني  . 


ابتسمت بخجل واخفضت رأسها فتاه في خجلها الذى يعشقه  ...  رفعت نظرها اليه فاتجهت عيناها  على الهاتف المعلق على اذنه فضحكت بخفة ومتدت يداها تأخذه منه مردفة _ 


خلاص يا معتز عاد  انى جدامك اهو ! . 


انتبه على حاله فتحمحم وانزله واردف بحب _ 


هتعملي فيا ايه تانى  ؟  ...  هنتجوز امتى بقى  ؟ 


تنهدت بخجل وهزت كتفيها بقلة معرفة فتنهد ومد يده يسحبها من معصمها الى احد اركان القصر الخلفية التى تبتعد عن الانظار واوقفها تستند على احدى جدرانه وهو يحتــ.جزها بجســ.ده مردفاً بحب _ 


مبقتش قادر ابعد عنك  ...  لازم نحدد معاد انا وزين النهاردة  . 


اومأت وتوردت وجنتيها بخجل ثم حاولت التملل تردف بتلعثم من قربه الغير معتاد _ 


تمام  ...  بس خليني ادخل لحد من الحرس ييجي ويشوفنا اهنة  . 


اغتاظ واردف _ 


نعم  ؟  ...  وايه يعنى انتى مراتى  . 


طالعته بتوتر واردفت _ 


لسة يا معتز  ...  احنا مكتوب كتابنا وبس  ...  لما ابجى في بيتك ابجى مرتك  ...  انما طول ما انى اهنة في بيت اهلى انت عتفضل غريب عنى  . 


استفزه حديثها وطالعها بعمق ثم نزل بنظره على شفتــ.يها التى اردفت هذا الحديث الغير مقنع بالنسبة له  . 


ثبتها بجســ.ده في الجدار ومال فجأة دون اي انذار لحواسها يلتــ.هم شفــ.تيها في قبــ.لة كانت كغزو انتشر فجأة محــ.طماً قلعة مشاعرها الآمنة النقية فــ.شُلّ عقلها لثوانى تستوعب ما هذا وكيف تتصرف وما تلك المشاعر التى رويداً تذيب جليد جســ.دها ليبدأ في الانصهار شيئاً فشيئاً بين يده  . 


اما هو فأين تقف قدماه لا يعلم  ...  بالاساس هو لا يشعر انه يمتلك اقدام  ...  انه يحلق الآن فوق الغيوم مغمض العينين يستمتع بمذاق فاكهة جنته لاول مرة ...  لقد تلهف لتذوقه منذ ان اصبحت مالكة قلبه وها هو يحقق احدى امنياته الخبيثة  . 


كانت في حالة لم تستطع لها تفسير  ... استسلم جســ.دها ورفع رايته لغزوهُ قبل ان تعلن القليل من التمرد المتبقى عندما فتحت عيناها لتعلم انها في حديقة القصر  . 


اما هو فلم يكن في قوته لذلك عندما دفعته ترنح وابتعد يلهث ويطالعها بعيون متعجبة من نفسه اولاً ومنها  . 


وضع كفه على فمه يتحــ.سسه  ؟  ماذا فعل وكيف  ؟ وما هذا الشعور معها  ؟ 


اما هى تقف مزعورة تطالعه بعيون لامعة  ... لا تصدق انه قبــ.لها وان تلك هي القبــ.لة التى يتحدثون عنها  ...  لعن نفسه يبدو انه اخافها منه  ...  يعلم انها جديدة في هذه المدرسة وكان عليه التروى ولكن لم يستطع التمهل وهى تخبره انه غريب بالنسبة لها لذلك كان عليه ان يثبت لها ولنفسه انها عائدة اليها بكل الطرق ولكن عندما لامــ.س شفــ.تيها ضاع اثبات براءته وها هو يصبح عاشق مذنب امامها   . 


برغم استمتاعه وسعادته الا انه تقدم ينوى الاعتذار منها حتى كاد ان يفتح فمه ولكنها دفعته بكلتا كفيها بقوة وركضت من امامه متجهة لداخل القصر ثم الى غرفتها لتدخل وتغلقها وتقف خلف بابها بعيون ملتمعة وخجل جعل خديها كحبة بندورة تفكر فيما حدث بينهما  فهى نقية وهشة وجديدة في تلك الامور لذلك كان الخجل يتآكلها وقد ندمت على نزولها   . 


اما هو فتنهد وندم ليس هذا الوقت او المكان المناسب لذلك قرر مغادرة القصر والذهاب الى الفندق الذى يقطن به كل مرة  . 


❈-❈-❈


بعد ساعة استيقظ زين من نومه على حركة مهرة بين ذراعيه  ...  مال يقــ.بل جانب ثغرها بحب واردف بترقب  _ 


عتجوم يا چميل علشان نروح للدكتورة ونطمنوا؟ 


تماطأت بنعومة بين يده تبتسم ثم اردفت بصوت متحشرج  وحب _ 


ايه حبيبي  ...  رح اقوم هلأ اغسل وابدل تيابى ونمشي  . 


ثبتها يستائل بترقب وحنو _ 


جوليلي الاول كيفك دلوك  ؟  ... لسة بطنك عتوجعك  ؟. 



هزت رأسها تردف بصدق _ 


لا حبيبي ارتحت كتير  ...  هالادوية والشوربة ريحونى ع الاخير  ... 


طالعها بخبث واردف _ 


الادوية والشوربة بس  ؟  ...  يعنى حضــ.ن زين الجابرى مسكنش شوية  ؟ 


اومأت بحب وتأكيد تردف _ 


كل شئ بالكون مسكن الا حضــ.ن زين هاد مزيل للالم  . 


تشبعت روحه وارضت رجــ.ولته من كلمتها فتابعت بحنو _ 


يالا رح اقوم ابدل تيابي ونمشي  . 


اومأ لها بحب وترجل من فراشه يلتقط هاتفه من فوق الكومود ليرى الوقت ولكنه لاحظ مكالمة فائتة من معتز فتعجب واعاد الاتصال به وكانت في ذلك الوقت قد ترجلت مهرة بهدوء ايضاً واتجهت الى الحمام الملحق لتبدل ثيابها  . 


فتح معتز الخط واجاب بخبث وهو يقود الى وجهته  _ 


صح النوم يا عريييس  . 


زفر زين ثم اردف بحدة _ 


وانى اجول مين اللى نبر فيها  ...  اتارى عنيك يندب فيها رصــ.اصتين  مش رصــ.اصة واحدة  . 


ضحك معتز  واردف متسائلاً _ 


ليه خير ايه اللى حصل  ؟ 


غضب زين واتعست عينه واردف _ 


وه  ...  وانت مالك انت يا بنى ادم  ...  جول عايز ايه ع الصبح  . 


تنهد معتز وعاد الى عقله قبــ.لته مع شهد فقال  _ 


انا في قنا دلوقتى  ...  وجيت القصر ورنيت عليك بس لما مردتش كلمت شهد وهى قالت انك نايم  ...  سلمت عليها ومشيت  ...  بس انا لازم اعد معاك علشان نحدد الفرح بقى يا اخى  . 


مسح زين بكفيه على جبهته واردف بترقب _ 


تمام يا معتز  ...  ربنا يسهل بس لما عمى ياچى ونجعدوا ونتفج على يوم مناسب  ...  بس اعمل حسابك ان فرحك عيكون ف القصر اهنة  . 


كاد معتز ان يعترض فتابع زين _ 


خلينا نفرح الناس ونفرح جلب امى يا معتز  ...  من بعض موت عبد الرحمن والقصر كانه ملعــ.ون  ...  خلينا نعمل الفرح فيه يمكن ترجعله بهجته تانى  ... اخوي راح واخد الفرحة معاه  ...  خلينا نفرحوا بشهد واهو الناس تنشغل بالفرح شوي وموضوع بت عمك يتلم  . 


تنهد معتز واردف باقتناع  _ 


تمام يا زين  ...  اللى تشوفه  ....  انا رايح على الفندق دلوقتى هرتاح شوية وبعدها هطلع على الشركة  . 


تنهد زين واردف _ 


ايوة اهتم اليومين دول بالشركة علشان انى هجعد مع ام عبد الرحمن شوية  . 


تعجب معتز وتسائل _ 


مين يا اخويا  ؟ 


زفر زين واردف بحدة _ 


عجولك انى هجعد مع مرتى شوية  .


اردف معتز بخبث _ 


اااه  ...  ام عبد الرحمن  !  ....  تمام يا زين  ...  اعد يا ابن عمى ولا يهمك  ...  بكرة اطلعوا من عينك لما اتجوز  ...  اصبر عليا  . 


ابتسم زين واغلق الهاتف في وجهُ يلقيه على الفراش ثم زفر ينظر لباب الحمام الذى فتح وولجت منه حبيبة عينه تبتسم له  . 


بادلها واتجه يقف امامها فطالعه بحب واردفت  _ 


  يالا بدل تيابك وتعى  . 


مال يقبل وجنتها ثم مد كفه يتحسس معدتها بحب وطمأنينة وطالعها يردف بعيون عاشقة  _ 


لو ربنا اكرمنا بولد عنسميه عبد الرحمن  . 


طالعته بعمق واومأت برضا وسعادة لتخليده ذكرى شقيقه الغالى الذى هو سبباً في سعادتهما والذى جاء على الدنيا كحمامة سلام  . 


ثم زفرت وتسائلت بترقب وقلق  _ 


واذا بِنِت  ؟ 


ابتسم بحب وشرد في ملامحها وهو يتخيل ابنة صغيرة تحمل نفس الملامح التى يعشقها  ...  مؤكد انه سيخفيها عن العيون ويخبأها  ...  اجابها بصدق وحب _ 


عتبجى حبيبة ابوها وجلبه  ...  بكريته الغالية وعسميها زهرة لانها عتكون زهرة سعادتى. 


طالعته بسعادة وراحة وحب ثم ارتفعت قليلاً حتى توقفت على اصابعها وقبــ.لت وجنته بنعومة تسحب انفاسها مردفة  _ 


لهيك انا بحبك كل لحظة اكتر من اللحظة يللي قبلها  . 


تنهد بسعادة ومسك كفها يردف بمشاعر قادمة _ 


طب يالا نمشي دلوك وارحمى جلبي  . 


خطيا سويا للخارج ثم للاسفل بتهمل حيث تجلس رابحة وتجاورها شهد التى نزلت لوالدتها واللاتان انتهتا للتو من التمارين الخاصة برابحة  . 


نظرت رابحة لمهرة التى تطالعها بعمق وتوتر ثم نزلت بنظرها الى معدتها وتعمقت بها بحنو ثم ابتسمت لاول مرة امام اعين مهرة التى اتسعت متعجبة واردفت برأسٍ مرفوعة  _ 


نورتى مكانك يا مرت الغالى  . 


ظلت مهرة تطالعها بتعجب وصمت الى ان هزها زين بحنو فانتبهت ونظرت له لثوانى ثم لفت نظرها لرابحة مجدداً واردفت متحمحمة بنبضٍ متسارع  _ 


تسلمى رابحة خانوم  ...  الله يعطيكي الصحة يارب  ...  وحمدالله ع سلامتك  . 


مسك زين كفها يقبله امام اعين والدته وشقيقته التى توقفت تعــ.انق مهرة باشتياق وحب مردفة  _ 


وحشتيني جوى يا مهرة  ...  عاملة ايه؟ 


بادلتها مهرة بحنو بينما ابعدها زين بهدوء يردف بقلق _ 


متحضنيش جوى أكدة هى تعبانة  . 


طالعته شهد بتعجب فغمزها يردف بمرح _ عتفعصى ولد اخوكى يا شهد  ؟ 


ضحكت تردف بدفاع _ 


لع وعلى ايه  ...  استنى لما يخرج بالسلامة وانى معتركوش واصل  . 


ابتسمت رابحة واردفت بشموخ  _ 


ومين جالك اكدة  ؟  ...  انتِ عتتجوزى وعتروحى بيت چوزك  والغالى ولد الغالى عيجعد مع سته وبس  . 


ابتسم زين ونظر لوالدته بسعادة يردف مؤكداً _ 


صح يا حاجة  ...  عيجعد مع سته وعينام مع امه وعيلعب مع ابوه  . 


نظر لمهرة وابتسم يتسائل _ 


مش أكدة يا غالية  ؟ 


اومأت له برضا وحب فشهقت شهد وتسائلت _ 


اجدة يا اخوي  ؟  ...  وانى ماليش نايب فيه  ؟ 


ابتسم لها واردف بحنو _ 


كيف ده يا شوشو اومال مين اللى عيحبه جد عنيه  ؟ 


ابتسمت برضا واردفت _ 


صُح يا زين...  ده عيبجى نور عين عمتو  ...  بس هو ياجى وينور بالسلامة  . 


اومأ واردف وهو يتمسك بيد مهرة مجدداً _


يالا احنا عنمشى دلوك علشان نروح نطمن على مهرة ونرجع طوالى  ...  لو احتاجتوا اي حاجة كلمونى  . 


غادرا سوياً الى المشفي ووصلا بعد وقت مناسب ودلفا فقابلتهما موظفة آخرى وبعد قليل كانا يجلسان امام الطبيبة الشابة التى سألت معظم الاسئلة التى سألها الطبيب صباحاً  فتحدثت مهرة قائلة  _ 


هيك قالى الطبيب هون الصبح  ؟ 


تعجبت الطبيبة وتسائلت _ 


يعنى انتِ كشفتى عند دكتور هنا؟  ...  طب ليه جاية تانى؟ 


اردف زين بتروى _ يا حضرة الدكتورة مرتى مكشفتش هو سألها وهى جاوبت ولولا تعبها انى مكنتش دخلتهاله واصل  ...  انى محبش مرتى تتكــ.شف على اي راجل حتى لو دكتور  ... علشان اكدة هى هتتابع مع حضرتك


تعجبت الطبيبة من امره  ... نعم يحدث هذا كثيراً في الصعيد ولكن هذا الرجل يبدو عليه التحضر والهيبة والعلم والوسامة فلماذا يفكر كالبقية  ؟... لقد باتت هذه الافكار في الماضي   ...


 اردفت بهدوء تحاول اقناعه فجاذبيته تجعل الالسن تتحدث  _ 


بس يا استاذ؟


اومأ يردف وهو يتمسك بكف مهرة _ 


زين  .


تابعت بتروى وهى تبتسم في وجههُ الوسيم _ 


يا استاذ زين الطبيب مُكلف بأنقاذ حياة الناس وده غير انه حالف قسم قدام ربنا  ان تعامله مع المريض بيقتصر على حالته وكيفية علاجها وبس  ...  ده غير ان حضرتك بتقول ان زوجتك كانت تعبانة  ...  كان لازم تتخلى عن غيرتك شوية  ... الامور ابسط من كدة خالص  . 


اغمض عينه للحظات واردف بقناعة مختصراً _ 


معلش يا حضرة الدكتورة  ...  القسم والمهنة على راسي بس دى قنعاتى ومهغيرهاش واصل ... ولو سمحتى دلوك طمنيني عن مرتى وابنى  . 


طالعته الطبيبة بتعجب واعجاب فهذا صعيدي اصيل في ثوب مثقف وحضارى يتحلى بالثقة والهيبة  ...  


قررت السعى وراء رغبتها في سؤاله مردفة بفضول  _ 


حضرتك بتشتغل ايه  ؟ 


تنهد بتعجب من امرها ثم لف نظره عنها واردف بجدية _ 


ممكن بس الاول تطمنينا على مرتى  ؟ 


كل هذا يحدث تحت انظار مهرة التى تحاول جاهدة ان لا تتأثر وتظل ثابتة واثقة برغم غيرتها من نظرت الطبيبة وحديثها مع زوجها  . 


اردفت الطبيبة وهى تشير اليها بجدية _ 


اتفضلي يا مدام اكشف عليكي  . 


وقفت مهرة تطالعها بعيون ثاقبة واردفت بثقة وشموخ _ 


مهرة  ...  اسمى مهرة  ...  وبتشكرك كتير انا اجيت مع جوزى لهون لحتى ما ازعله بس انا هلا منيحة ومافي داعى للكشف  ..


نظرت لزين الذى يطالعها بتعجب وتابعت _ 


يالا حبيبي نمشي  . 


تعجب من امرها فأن كان هو عاشق يفهم تفكير الرجال فهى امرأة تفهم جيداً نظرات النساء  ... تسائل وهو يقف  _ 


ايه اللى حصل دلوك  ؟  ...  الدكتورة لسة مكشفتش عليكي  ؟ 


حاولت ان تتحلى بالهدوء والثقة واردفت _ 


بعتئد اخدنا من وقتها كتير وهلا في مرضى كتير برا عم ينطروا  ...  خلينا نفل ونيجي بغير وئت  . 


تحركت مهرة بخطوات واثقة اليه وتمسكت بكفه تحسه على المشي وبالفعل غادرا الغرفة تحت انظار الطبيبة التى تطلعت على اثرهما بتعجب  ...  هل ما زال هناك حب هكذا  ؟ 


اما زين الذى قاد يتسائل بتعجب _ 


انى عايز افهم انتى عملتى اكدة ليه  ؟ 


طالعته بعمق ثم اردفت بهدوء _ 


ما ارتحتلها لهالطبيبة  ...  خلينا نروح لغيرها  ...  بتعرف انه رح اتابع معها طوال هالفترة ولازم اكون مرتاحتلها  . 


اومأ بحب واردف ووهو يكمل قيادته _ 


ماشي يا ستى  ...  من عيونى  . 


ابتسمت له بحب من اسفل نقابها تردف بدلال _ تسلملي هالعيون والله. 


❈-❈-❈

بعد يومان 


تسمرت فيهما مهرة في الفراش بعدما زيارة الطبيبة الوقورة التى ذهبت اليها هى وزين في نفس اليوم والتى قررت المتابعة عندها  .


اخبرتها ان ترتاح قليلاً ولا تجهد جســ.دها في افعال منزلية وخلافه  .


ولكن زين كالعادة ضخم الامور واصبح يمنعها من الحركة وظل يراعيها بنفسه الى ان تحسنت كثيراً عن ذي قبل  ومع ذلك رفض حتى خروجها من باب الجناح موفراً لها وسيلة الترفيه الوحيدة التى تعشقها  مؤكد ( هو)  فلم يتركها الا عند نومها ينزل للاسفل ليساعد والدته على تمارينها وكم انشرح قلبه بسعادة وهو يراها تخطى خطواتها بحماس  . 


حاول معتز الوصول لشهد ولكنها قرر عدم الرد عليه بعد ما حدث بينهما تعلم انه مؤكد سيتحدت عن ما حدث ويخجلها لذلك قررت تجاهله قليلاً حتى يتم تحديد موعد زفافهما    . 


اما عزيز الذى ظل فيهما في منزله حيث اصبح يتعامل معهن جميعاً بحدة وجفاء وغضب وخيرية تحاول ان تظهر باردة ولكن لم تعد تحتمل لذلك كسرت قوته المذعومة هذه عندما نعتها بلفظٍ بذئ امام ابنتها اسماء لذلك قالت بحدة  _ 


ولما انى كدة جاعد عندى ليييه  ؟  ...  امشي من اهنة وروح مكانك اللى عتعد فيه وتسيبنى انى وبناتك بالايام من غير سؤال  ...  جاى بعد خراب مالطة تجعد ويانا  ؟  ...  ولا خايف من زين ليجول عليك شايل يدك  مننا  ؟  ...  اطمن يا عزيز البلد كلها خابرة زين انك شايل يدك مننا  ...  ولعلمك لو انت مخرجتش دلوك انى عسيبلك البيت وامشي  ...  لانى مبجتش جادرة اجعد واتحمل اكتر من اكدة  ...  اتحملت كَتير جوى لجل بناتى بس لع  ...  اكتر من اكدة يبجى حررررام  ...  اللى هيظلم نفسه يبجى ظالم  ...  ربي بناتك انت وانى عمشي اروح بيت اخواتى  . 


كانت تتحدث بقهر وغضب يراهما للمرة الثانية بسبب افعاله   ...  هى لن تغادر حقاً ...  لن تستطيع ترك بناتها تحت رحمته المعدومة  واين ستذهب ومن سينصرها  غير الله فأخواتها تغلفوا بالقسوة والتجبر وهى اصبحت وحيدة ومسئولة عن بنتين عليها رعايتهما وتأيدية رسالتها امام الله  ...  ولكن يكفى ان يتركهن تعشن بسلام  . 


تنهد يطالع ابنته اسماء التى تتابع بصمت وحزن  ...  في الاونة الاخيرة اصبحت قليلة الكلام وباتت تتجاهل اتصالات عمر بها حيث اصبحت تشعر انها قلة امامه  ...  تعلم انه مؤكد رآى صور شقيقتها ولا تعلم ماذا عليها ان تبرر او تقول  ...  هي لا تليق به  ...  يجب ان تعيد حسابتها جيداً في علاقتها معه حتى لا يندم بعد ذلك  . 


اتجه عزيز باندفاع وغضب الى غرفته ليبدل ثيابه وياخذ اغراضه الشخصية ويغادر هذا المنزل الذى يراه كئيب خنيق تطبق جدرانه على انفاسه وليذهب الى المصنع ليرى ماذا حدث في تلك اليومان بعدما القى فتنة رجوع ابنته لزين  ... خصوصا انه قام بالاتصال على متولى واخبره ان لديه مشوار هام وسيعود على الفور  . 


❈-❈-❈


اما زين 


ها هو يذهب لشركته بعدما اتاه اتصالاً من جلال معاونه ففتح الخط يستمع حيث يتابع جلال _ 


انى دورت كيف ما جولتلى يا زين بيه واتجصت من عمال المصنع الموثوج فيهم ...  وفعلا طلع عزيز بيه مأجر شجة في ****  وعيتردد عليها دايماً وفي واحدة رجالتنا شفوها وهى عتنزل من الشجة دى من يومين والجيران اهانك جالوا انهأ مرته  . 


كور قبضته بغضب وصدمة ... متزوجٌ بآخرى  !!... اردف بهدوء مخيف _ 


تمام يا جلال اجفل دلوك  . 


اغلق معه وهاتف عزيز الذى كان في طريقه الى المصنع ولكنه رآى اتصال زين ففتح الخط يجيب بضيق _ 


ايوة يا زين  ؟ 


اردف زين بجمود  _ 


مستنيك في مكتبي دلوك  . 


اغلق الخط واكمل طريقه حيث شركته وهو يفكر  في امر عمه  الذى اصبح مؤخراً يتلاعب بحسابات المصنع ظناً منه ان زين الجابرى غافلاً عن افعاله ولكن ان تمركزت عينان زين على شخصٍ واحد احتل عيناه وعقله وقلبه وخلاياه كاملة  ...  فعيونه الآخرى واذرعه تنتشر في كل مكان  . 


كذلك عزيز الذى غير مساره ليذهب اليه بقلق وتوتر ايمكن ان تكون اخبرته خيرية بما حدث  ؟ 


❈-❈-❈


وصل عزيز الى الشركة وصعدا مكتب زين يخبر السكرتيرة بوجوده. 


اتجهت السكرتيرة الخاصة به تخبره فسمح له . 


دلف يطالعه بملامح مترقبة  ويردف بقلق وهو يتجه ليجلس امامه   _ خير يا ولد اخوي  ؟  ...  جبتنى أكدة على ملا وشى ليه؟ 


زفر زين وهو يطالعه ووقف يردف بعيون ثاقبة  _


انت متچوز ف السر  ؟ 


طالعه عزيز بصمت لثوانى وتوتر جسده ثم اردف بجرأة مزعومة _ 


ايوة متجوز  ...  ومحدش ليه حج يحاسبنى  ... ده حجى انى لا عملت حاجة عيب ولا حرام  . 


اتسعت عين زين واردف بغضب وجمود _ يعنى ايه الحديت ده ! ... انى دلوك عايزك تجولى انت اتجوزت ليييه !! ..


نظر له عزيز بعيون متهكمة يردف بحدة  _ وه ! ... وايه الغلط في اللى عملته  ؟... انى رايد يبجى عندى ولد  ... ده حجى الشرعى . 


فارت الدماء في عروق زين ووقف يردف بغضب من ظلم هذا العم واستهتاره الذى لن ينتهى  _ وحجها فيييين !! ... حج الست اللى اتحملتك كل السنين دي فييييين !!! ... حج اللى ربت بناتك ووجفت جارك في صحتك وتعبك وغضبك واتحملت منك اللى محدش يتحمله  ؟ ... فين حجها طالما انت بتدور ع الحجوج دلوك !! ... ولا انت تكسر نفسها وتجهر جلبها وتجول حجى الشرعى !! ... ولا هو انت عتمشي الشرع على كيفك وتنجى منه اللى يعجبك وبس !!... ولد ايه اللى عتدور عليه  ؟  ...  وهو انت وبدور في الشرع ع الچواز مقرأتش كلام ربنا لما جال في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم «لله ملك السموات والارض ، يخلق ما يشاء ، يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير».


كانت عزيز يطالعه بخوف من هيأته الغاضبة وكلماته التى نزلت عليه كالصاعقة ... اردف عزيز بتلعثم _ انى غلطت في ايييه  ؟  ...  مكنتش مرتاح معاها  ؟  ...  انى راجل وده حجى  ؟ 


ابتسم زين بتهكم ساخراً  ... ايقول انه لم يجد راحته معها بعد هذا العمر  !؟... ثم اردف بغضب _ حلو جوى الحديت ده  ...  يبجى دلوك جدامك خيارين  ...  يا تروح تطلج اللى اتجوزتها في السر دي وترجع لمرتك تطلب منها تسامحك وتحددتوا في المشاكل اللى بيناتكم وتلاجوا حل  وتعرف ان ليك بنات محتاجينك  يا امااا  ؟ 


هز عزيز رأسه يردف مقاطعاً _ 


معينفعش اطلجها  ...  هى حبلة  . 


طالعه زين بصدمة  ...  ايعنى هذا انه متزوج منذ فترة  ؟  ...  اغمض عينه لثوانى  ثم فتحها يطالعه بغضب وهو يتخيل قهر وعذاب زوجة عمه الذى شهَدَ منذ طفولته على معاملة عزيز السيئة لها  ...  كان يريد انصافها  ...  كان يريد راحتها ولكن عمه صمم على ظلمه لذلك طالعه واردف بجمود  وتحدى _ 


يبجى ترفع يدك عن المصنع  ...  ملكش صالح بيه  ...  وان كان على مصاريف الست خيرية والبنات فأنى متكفل بيها  ...  اما مصاريف البيت الجديد فأنت تجدر تكفيها بما انك ملاجى راحتك معاها  ...  خلينى اتاكد انها عتحبك وتجف معاك كيف ما عملت مرت عمى زمان   . 


نظر لزين بغضب وغل ووقف يردف بحدة  _ 


يعنى ايه ارفع يدى عن المصنع  ؟  ...  المصنع ده انى ليا فيه زيكم بالضبط  ...  وانت ملكش الحج تمنعنى  ...  هتنسى نفسك ولا ايه  ؟ 


وقف زين يقابله بثبات ويردف ببرود _ 


لع يا عمى منستش نفسي  ...  انى فاكر كويس جوى ان ليك اسهم معانا بس كلها على بعضها متجيش 5 ٪ بعد ما ضيعت فلوسك مع المستثمرين الاغراب علشان تثبتلنا انك جادر تبجى الكبير بس هما خسروك مالك واسمك  ...


تنهد زين ثم صمت قليلاً بينما يطالعه عزيز بصدمة وذهول من علمه بكل شئ وسر فعله  .


  تابع زين بجمود _ 


خلاصة الكلام  ...  هترفع يدك عن المصنع دلوك وتروح للى لجيت راحتك معاها  ...  ولحد اهنة وكفاية على العيلة جوى اللى عملته فيها ... واخر المهام الفتنة اللى كنت رايد توجعنى فيها . 


طالعه عزيز بغضب عارم  ...  كيف يحدثه هكذا وهو عمه  ؟  ...  ايعنى ان كل هذا الوقت وهو يعلم بامره وبخطواته كاملة  ؟  ...  وهو الذى ظن ان زين الجابرى لا يعلم عن افعاله شيئاً لذلك تمادى  ...  حسناً  ...  افعل ما بوسعك يا ابن اخى  ...  سترى من سينتصر  ...  لأذهب الآن لمنزله الجديد الذى وجد راحته فيه وليفكر بهدوء لوحده ماذا يفعل  . 


❈-❈-❈


في تلك اللحظة كان قد وصل متولى اسفل شقة عزيز يلتف بكوفية حول وجهُ ليصعد الى يسرا التى تنتظره سراً في الاعلى  متخفياً



 يتبع