-->

قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - الخاتمة ج1

 

قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة أسماء المصري



رواية روضتني 

الفصل الخاتمة

الجزء الأول

❈-❈-❈


كلما صعدت درجات الطائرة تذكرت اللحظة الأولى التي جربت هذا الإحساس لتعود بذاكرتها عدة ايام مضت وهي تقف بمطبخ ڤيلا الساحل تجهز له الطعام ريثما ينهي تدريه وخرجت ترص الاطباق على مائدة الطعام.

ذهبت لتناديه فاستمعت له يتحدث على الهاتف بصوت منخفض محاولا اخفاء الامر عليها:
-تمام، المهم زي ما فهمتكم لازم الدكتور يكون حاضر كل خطوه ﻷن أنا معنديش استعداد تتعب مني.

دلفت لينتبه لها فأغلق المكالمة:
-تمام خلص وابعتي مسدچ.

أغلق الهاتف فسألته بفضول:
-أنت بتخطط لايه؟ اكيد حاجه تخص العقاب اللي بقالك كذا يوم بتلمح له.

أومأ لها مبتسما وهو يؤكد:
-أظن اتأخرنا أوي عليه كمان، بس ملحوقه وبكره يوم الحسم.

اقتربت منه وجلست على فخـ ـذه تتد لل عليه بميا عة:
-مش ناوي تقولي؟

نفى بحركة صغيرة من وجهه فقـ ـبلته قبـ ـلة عميقة وابتعدت تسأله:
-طيب وكده؟

غمز نافيا من جديد وهو يحاوط خصـ ـرها:
-ﻷ.

عادت لتقـ ـبيله قبـ ـلة اعمق وابتعدت تسأله:
-وكده؟

حرك رأسه رافضا:
-بردة لأ.

سحبت نفسا عميقا وانحنت تقـ ـبل عنـ ـقه بنهم مطلقة اصوات همـ ـهمات واستمتاع وكأنها تتذوق وجبة لذيذه فعلت أنفاسه وعلت معها ضربات قلبه وابتعدت تسأله:
-وكده؟

أغلق عينه محاولا أن يتمالك نفسه وتكلم بصوت مبحوح متأثرا بما فعلته به:
-حاولي تاني يمكن أقولك.

وقفت تنزع عنها كنـ ـزتها البيتيه ولكنها تذكرت الطعام وعندما حاولت غلق ازرار الكنزة من جديد سحبها لتقع عليه فصرخت تحذره:
-اﻷكل هيبرد يا فارس وانا تعبت فيه اوي.

حرك حاجبيه غير مكترثا لها ووقف يستعد للخروج مشاكسا:
-براحتك، انا كنت خلاص هقولك ع العقاب.

تخطاها خارجا فتبعته بلهفة تسحبه من ذر اعه هاتفة بتوسل:
-قولي بقى عشان خاطري، خلاص مش مهم الأكل.

رفض ضاحكا:
-بصراحه انا جعان وريحة الأكل وصلت لي خلاص.

دا عب اسفل ذ قنها هامسا:
-ضيعتي الفرصه على نفسك يا سلطانه، وكده كده البلوزه هتتـ ـقلع بعد العشا بس بعد فوات الآوان.

غمز بنهاية حديثه فدبت الأرض بقدمها تلحقه بتوسل:
-عشان خاطري بقى.

جلس على المائدة ونظر حوله يسألها بحيرة:
-الولاد فين؟

ردت متذمرة:
-نايمين وشوية ويصحوا.

بدأ بتناول طعامه ووقف فور أن انتهى يحمل معها الأطباق الفارغة وتبعها للمطبخ واضعا الأطباق بجلاية الصحون؛ فوقفت تشاهده باستمتاع وهو يرصها بترتيبها واضعا قرص المسحوق ومشغلا اياها، فسحبت نفسا عميقا وتفوهت دون وعي ان صوتها مسموعا لديه:
-ليه حياتنا متباقش كده على طول؟

حملها فورا فصرخت متفاجئة عندما وجدت قد ميها لا تلامسان الأرض وهمس لها بحب:
-مش وقت تذمر خلينا نلحق قبل ما ولادك يصحوا ويعكننوا عليا.

صعد جناحهما وألقى بها على الفرا ش وبدأ برسم خريطة حبه على جسـ ـدها الذي يتوق له، انتهى وظل يعتـ ـليها ناظرا لها بحب وهمس بخفوت:
-بحبك.

رددت هي الأخرى وهي تداعب وجهه ولحيته:
-وأنا بحبك.

ثبت را حتها على لحيته فخللت أصا بعها بشعر لحيته الغزير وترجاها:
-افرجي عني وخليني احلق بقى.

حركت كتفيها بالرفض فضحك وعاد يتوسلها:
-شكلي بقى شبة المكاذيب، عاجبك فيه ايه كده؟

ردت تتغزل به:
-زي القمر.

قبـ ـلها من عنـ ـقها قاصدا احتـ ـكاك لحيته ببشر تها:
-دقني بتشوك اوي.

سحبته تحً ـتك بها بقوة غير عابئة بحديثن ومؤكدة:
-عسل.

عض على شـ ـفته بغيظ وهتف:
-الجو حر ومش مستحملها خلاص.

رفضت فحاورها:
-طيب تعالي نعمل ديل، أنا أقولك ع العقاب وأنتي تسبيني احلقها.

فكرت قليلا فضحك على منظرها الشهي وقـ ـبلها متسائلا:
-موافقة؟

أومأت توضح:
-بس تهذبها مش تحلقها.

وافقها فتحركت ترتدي مئزرها على جسـ ـدها العا ري وأحضرت ألة التشذيب وهي تقول بتسلية:
-أنا اللي احلقلك.

وافقها وجلس بعد أن ارتدى سرو اله الدا خلي وجلس امامها ينظر لها وهي تقرأ التعليمات المرسومة على علبة الآله واختارت الاداة المناسبة وركبتها على رأس الجهاز فتكلم موضحا:
-السلاح ده مش هيشيل شعر كتير، هاتي المقاس التاني.

رفضت وهي تقرر:
-ما انا مختراه عشان كده، هو ده المقاس المناسب.

زفر باستسلام وتركها تهذب لحيته وشعره فنظر للمرآة ضاحكا وهو يقر:
-بذمتك ايه الفرق؟

ردت تؤكد:
-كده مظبوط اكتر.

وقفت امامه تنظر له بتحدي وإصرار:
-جه وقت الإعتراف، ايه هو العقاب؟

انحنى يهمس لها:
-تجربة محاكاة للطيران.

لم يمهلها الفرصة وألقى كلماته على مسامعها ودلف المرحاض فتسمرت هي دقيقة حتى استعادت نفسها فلحقت به واقفة أمامه وهو يغتسل هادرة بحدة:
-لا يا فارس احنا متفقناش على كده، العقاب ميكونش كده.

استدار يوليها ظهره وأشار لها:
-تعالى اغسليلي ظهري كله شعر.

وقف معه اسفل المياه تساعده على الإغـ ـتسال وهي ترجوه:
-بلاش يا فارس عشان خاطري.

التفت وسحبها من  خصـ ـرها فتبلل مئزرها فخـ ـلعه عنها ونظر لعينيها التي يعشقها مؤكدا:
-الدكتور جابر هيكون موجود وحاضر المحاكاه وفي اي لحظة هتلاقي نفسك مش قادره تكماي هنوقف على طول.

ابتلعت ريقها بذعر فاحـ ـتضنها بقوة يطمأنها:
-معندكيش ثقة فيا ولا ايه؟ انا محتاجك معايا في السفريات اللي جايه كلها لاني مش ناوي اسافر من غيرك تاني ابدا؛ فلازم نتخطى الموضوع ده بأي شكل.

ابعدها عن حضـ ـنه ناظرا لها منتظرا سماع ردها فأغلقت عينها تومئ بالموافقة فابسم فورا ولكنها هتفت ترجوه:
-بس انت عند وعدك ليا، لو مقدرتش هتوقف الطيارة صح؟

أومأ مؤكدا فتنهدت بقلق وهي تحتـ ـضنه داعية بسرها:
-ربنا يستر.

انتهيا من اغتسالهما وخرجا من المرحاض سويا فارتدى فارس ملا بسه بعجالة وأخبرها وهو على وشك الخروج من الغرفة:
-هروح اجيب الولاد تنام معانا هنا افضل، الڤيلا فاضية ومش حابب اسيبهم كده لوحدهم.

أومات له وبدأت بار تداء ملا بسها هي الأخرى فعاد يدفع السرير المزدوج الخاص بهما وتركه بجوار الفر اش وتدثر بجوارها مقبـ ـلا اياها من عنـ ـقها قائلا:
-خليهم معانا لحد ما نرجع.

غفت بسرعة كالأطفال فوقف ينظر لنفسه بالمرآة مبتسما فهو لا يبدو عليه التشذيب مطلقا، فقرر ان يقوم بنفسه بتلك المهمة فاخذ آلة التشذيب ودلف المرحاض وبدأ بتشذيب لحيته وشعره وخرج متكئا بجوارها ناظرا لها بولع وحب.

استيقظت صباحا على صوته يناديها فاندهشت من منظره وهو يعـ ـتليها بجانبه مستندا على ذراعه الأيمن ويد اعب وجهها بذراعه الأيسر فزمت شفتيها متذمرة:
-برده حلقت!

رد مشاكسا:
-بذمتك مش كده احلى؟

أومأت مبتسمة وهي تقـ ـبله قـ ـبلة شغو فة:
-أنت حلو في كل حالاتك، بس كده تتعاكس بصراحه وانا بغير.

أغلق عينه مستمتعا بملمـ ـس اناملها على وجهه وعقب:
-سلطانتي انتي، بحبك

❈-❈-❈

ترجلت من السيارة بعد أن قادها لوجهتها فتعجبت لوجودهما بالمطار وسألته بتوتر:
-احنا في المطار ليه؟

أجابها وهو يصف السيارة أمام باب الدخول:
-عشان برنامج المحاكاه.

ابتلعت ريقها ورمقته بنظرة متفحصة وسألته:
-هو البرنامج هنا في المطار؟

حاول إخفاء ابتسامته ورد:
-ايوه، يلا عشان منتاخرش والدكتور جوة من بدري.

دلفت حتى صالة كبار الزوار ومنه لصالة الوصول وحتى الساحة فرأت أمامها طائرة كبيرة نسبيا فوقفت تسأله بخوف:
-فارس، هو ده البرنامج؟

سحبها من ذر اعها وهو يحمل مقعد طفليه المزدوج فوجدت المضيفة تومئ له باحترام هاتفة:
-نورت يا باشا.

ارتبكت وهي تجد الطبيب يتقدم منهما مبتسما ومرحبا:
-أهلا يا فارس باشا، ازيك يا مدام ياسمين؟

لم تجيبه بل ركزت انظارها على طاقم الضيافه وهم يحملون حقائبهما يضعونها بمكان التحميل خلف الطائرة، والمضيفة حملت الطفلين وصعدت بهما للطائرة فدمعت عينيها وقد تأكدت من ظنونها انه تلاعب بها من اجل القدوم إلى هنا.

نهجت بأنفاسها فلاحظ هو والطبيب فحاول جابر تهدأتها هاتفا:
-مدام ياسمين، اهدي ومتخايش انا معاكي.

التفتت تنظر لفارس بمعاتبة:
-عقاب فعلا يا فارس، بس متخيلتش انك تبقى قاسي عليا اوي كده.

أطلق زفرة قوية ونظر لعينيها ليطمأنها:
-خليكي واثقه فيا، احنا مش هنتحرك بالطيارة إلا لما تطمني خالص ونتأكد ان كل حاجه تمام.

ارتعشت وهي ترجوه:
-عشان خاطري بلاش، مش قولت هنجرب المحاكاه الاول؟

أومأ لها موضحا:
-المحاكاه، الطيارة مفتوحه من ورا يعني عامل الخوف بالنسبة لك مش موجود، هو معمول عشان احساس الخوف من الطيران مش من الاماكن المغلقة،أطلعي وسبيها على الله.

بكت رغما عنها وتسمرت مكانها فامسك راحتها وساعدها على الصعود رويدا رويدا وهو يهدأها:
-متخافيش، انا حاجز طياره خاصه ومش هنتحرك إلا لما انتي تقرري ده.

وصلت اخيرا وأجلسها على المقعد فتفاجئت بصغر الطائرة من الداخل بالرغم من انها بدت لها كبيرة من الخارج، اغلقت المضيفة الباب وجلس فارس بجوارها وامامها الطبيب الذي بدأ يقيس لها ضربات قلبها وسألها بعملية:
-ها، في اي رهبة؟

نفت مغلقة عينها فاخرج الطبيب حقنة وغرزها بوريدها فنهجت بخوف وتوتر ولا زال فارس بجوارها يربت عليها:
-انا جنبك.

لم يمر الكثير حتى فتح فارس النافذة بجواره لتنظر منها للسماء الزرقاء التي تخترقها الطائرة فابتسمت وهي تحمد المولى:
-الحمد لله، انا مش مصدقة.

ابتسم لها وهو يعقب:
-كنتي عامله رعب من غير داعي، انتي اصلا مجربتيش الطيران عشان تعرفي هتخافي ولا لأ وطالما معاكي ناس مظنش في خوف، ولا ايه يا دكتور؟

نظر للطبيب الذي ابتسم لهما وهو يعقب:
-انا بس اللي هطخ مشوار لحد تركيا وارجع لوحدي.

التفت متلهفة تسأله:
-احنا رايحين تركيا؟ 

أومأ لها وهو يهمس بجوار اذنها:
-هنسافر العالم يا سلطانه طالما مبتخافيش من السفر خلاص.

عادت بذاكرتها وهي تنظر له ممسكة براحته فسألها بحيرة:
-وقفتي ليه؟ يلا هنتأخر.

حرطت كتفيها رافضة وأشارت لواجهة  احد المحلات التجارية المضيئة وهتفت بلإصرار:
-أنا عايزه ادخل المحل ده كمان.

نظر للحقائب الكثيرة التي يحملها بذراعيه وتحدث بضيق:
-كل ده يا ياسمين! كفايه هدوم انا مش هلبس كل ده.

رفضت وهي تؤكد:
-انت كل محل تضحك عليا وتختار حاجات بعيده خالص عن اللي انا عيزاها، المحل ده بقى مفيهوش كلام ومش هتعرف تعمل كده.

نظر لواجهة المحل فوجدها مكدسة بالملابس الشبابية الغير مناسبة له نهائيا؛ فزفر بضيق ودلف معها للداخل فجلست على المقهد وبجوارها عربة طفليها وغمزت له حتى يبدأ العرض فضحك وهو يومئ لها بطريقة مسرحية:
-أؤمريني يا سلطانه، عايزه اجرب ايه؟

وقفت ودارت بالمعروضات حتى امسكت سر وال واسع ومعه قميص ذو قصة غريبة فنظر لما تحمله بيدها وحرك رأسه للجانب هاتفا باعتراض:
-مش للدرجة دي يا ياسمين.

أصرت وهي تبتسم له:
-أظن ده ولا حاجه جنب ركوبي الطيارة ويلا بقى نرجع عشان نرتاح عندنا سفر بكره ولا ايه؟

غمزت له بنهاية حديثها ولكن قطعها رنين الهاتف على تطبيق المراسلات؛ فاحاب فور أن رأي رفيق دريه ولكنه تفاجئ بأخته الصغرى تتحدث معه:
-ازيك يا فارس؟ وحشتنا والله.

ابتسم لها وهو يجيب:
-الحمد لله يا چوچو، انتي عامله ايه؟ ومازن صحته ايه دلوقتي؟

أجابته موضحة:
-كلنا كويسين الحمد لله، بس شيرين بتولد وقولت ابلغك.

استمعت ياسمين للحوار من مكبر الصوت فصرخت بلهفة:
-وهي عامله ليه؟ طمنيني عليها يا چوچو!

ردت تخبرها بجهل:
-انا معرفش حاجه، بس طنط دينا معاها متقلقيش.

اغلقت معها وعادت تنظر لزوجا تهتف برجاء:
-خلينا نرجع يا فارس ونبقى نسافر تاني اما الوقت يبقى مناسب.

أومأ لها دون تعقيب وهو ينظر لجمال عينيها للتي سحرته.


انتظروا الجزء الثاني من الخاتمة غدا في نفس الموعد


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة