-->

رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 4

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية البحث عن هوية



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الرابع

غادة وأشجان 



فتحت اشجان باب المنزل التي تسكن به يتكون من طابق واحد فقط به خمس غرف وصالة واسعة وقالت وهي تدعو غادة إلى الدخول: 

_أنت واقفة بعيد ليه ادخلي 

نظرت لها الفتاة في صمت ثم عبرت إلى داخل المنزل نظرت في أرجائه أما أشجان فلقد أعلقت الباب في سرعة ثم نظرت نحوها وقالت في لهجة تحذيرية: 

_اوعي تنسي انك قدام كل اللي في المكان  بنت خالتي يعني مافيش رسميات وبلاش الكسوف دا أتصرفي عادي وأي حد من الجيران يكلمك تردي عليه عادي ماشي

هزت غادة رأسها علامة الموافقة ثم قالت وهي تتجه نحو الأريكة: 

_أنا مش هخرج من البيت غير معاك، وبعدين أنا مش عندي مكان أعرفه علشان اروح ليه 

قالت اشجان وهي تنظر لها في هدوء: 

_بكرة تروحي كل الاماكن اللي هافتكريها، المسألة بس عايزة صبر، أعتبري نفسك في إجازة مع صحبتك، فترة تغيير جو زي ما بيقولوا، صيف جوا القاهرة اتفقنا يا غادة 

هزت غادة رأسها علامة الموافقة والأستسلام وتابعت: 

_انفقنل

نظرت لها اشجان في عمق، ثم اتجهت إلى أحد الغرف واحضرت بيجامة زرقاء والقتها على غادة قائلة: 

_عارفة أنها واسعة شوية، بس هتفيدك مريحة علشان تتحركي في البيت بسهولة  

 دون أن تنتظر رد منها اتجهت في عجالة إلى المطبخ أحضرت عدد من الأطباق وقالت: 

_أنا فطاري  في كل الأوقات جبن من غير زيوت علشان بنام بعدها، بس أوعدك لما اصحى ناكل اكل حلو اوي 

قالت غادة في خجل: 

_أنا مش جعانة

نظرت لها اشجان في نظرة عتاب ثم تابعت: 

_انا جعانة وعايزاك تاكلي معايا  شهيتي تتفتح حتى لو كان أكلك قليل 

بعد قليل كانت غادة هي من ترفع الأطباق وتضعها في المطبخ في حين اتجهت اشجان إلى إحدى الغرف وقالت: 

_دا ميعاد نومي اختاري انت اي أوضة تعجبك ونامي فيها 

تنهدت غادة في حزن وتابعت: 

_لا أنا هفضل صاحية 

لم تجب اشجان اتجهت مباشرة إلى غرفة نومها، في حين اسدلت غادة الستائر وقامت على فتح زر التلفاز في صوت منخفض جداً لا يكاد يسمع، لم تكن تتابع ما يقوم التلفاز على بثه ولم تكن تستمع ولكنها كانت تريد أن تضع حد إلى أفكارها المتشعبة التي تبحث عن اي شيء يدل عليها، كانت تبحث في فراغات العقل عن أي ومضة تشير اليها، ولكنها لم تجد أي شيء، لهذا تركت إلى دموعها العنان وهي تفكر في أمر من تستضيفها، كم من الوقت سوف تتحملها الممرضة؟ وهل سوف تصبر على هذا الوضع الغريب؟ فتاة لا تعرف عن ذاتها شئ ولا تعرف ما هو ماضيها  الماضي مجهول وصفحة حاضرها مغلقة إلى أي مدى يمكن الأخرى أن تتحمل؟ ربما بترت  جذور الشفقة داخلها مع مرور الوقت، أو ربما شعرت بثقل تواجدها إلى جوارها، وفي كل الأحوال هي لن تلقى اللوم على اشجان إذا طلبت منها الرحيل في الغد القريب، هي ليست مجبرة على إيوائها والتكفل بها، بعض الأوقات تدفعنا العاطفة إلى فعل ما هو غير منطقي ثم حين يعود إلى العقل هيمنته يقيم فرض الحقائق نصب العين ويضع كل القوانين التي يجب أن تتبع ولا يتوقف إلا حين ينكس القلب هامته ويعلن الأستسلام لأوامر العقل، إذا جاءت تلك اللحظة   كيف سوف تواصل حياتها وهي لا  تعرف إلى أين سوف تتجه خطاها؟

ضمت ركبتها إلى صدرها وارتعش جسدها فجأة حين مر هذا الخاطر في ذهنها فتكومت واتخذت وضع الجنين وجاهدت وهي تحاول إيقاف سيل الأفكار  التي تخترق العقل في عنف وترفض أن تغادره، مما جعلها تحدث ذاتها في صوت منخفض وهي تحاول أن تبث إلى ذاتها الأمان والسلام التي تريد الحصول عليهم

الممرضة اشجان نعمة من السماء حقاً طوق نجاة أرسله الله لي  حتى تخفف قليل من الواقع المأساوي الذي  أعيشه، لا أعرفها واختارت لي  اسم وأوجدت  لي جدران تأويني   وتقيني من شر السؤال والحاجة،  أغمضت عيناها في يأس وهي تشعر بالألم يخترق عظامها 

متى تجد لكل تلك الآلآم دواء؟ متى تجد لكل سؤال إجابة؟ متى؟ 

❈-❈-❈


كانت الساعة قد أعلنت في المنزل تمام الخامسة مساء، حين استيقظت اشجان وقالت وهي تتجه إلى المطبخ: 

_ريحة جميلة اوي 

انتبهت غادة إلى وجود اشجان فقالت في صوت مرتبك: 

_أنا سمحت لنفسي أن اعمل حاجة  بسيط من اللي لقيته في البيت 

هزت اشجان رأسها في إعجاب ثم تابعت: 

_كيكة برتقال بس ريحتها نفاذة اوي 

قالت غادة وهي تنظر إلى أشجان في امتنان: 

_حاجة مغذية علشان انت شغلك متعب

قالت اشجان وهي تضع الماء البارد على رأسها: 

_أنا لازم اروح المركز الخيري دلوقت، في حالة عملية لطفلة صغيرة ولازم أكون هناك 

لم تعقب غادة، مما دفع أشجان أن تقول وهي توضح الأمر: 

_في مستشفى صغيرة كدا قريبة من هنا بتتعمل فيها كل حاجة مجاني، عمليات اطفال أو تجبيس  كسور، دكاترة متطوعين كتير من مجالات كتير، واللي فاتحين المستشفى دي رجال أعمال من أماكن قرية من هنا،  بس في مرتبات رمزية من رجال الأعمال للتمريض

فكرة ذهاب غادة مع اشجان إلى المركز الخيري الطبي، نبتت فجأة خاطر في ذهن غادة والتقطته اشجان في سرعة مذهلة وعرضت الأمر إلى الأخرى التي لم تقاوم بل أرادت أن تسير إلى جوار اشجان في الطرقات كان لديها هاجس يخبرها أن ربما السير في الأماكن المفتوحة سوف يجعل أي شخص يتعرف على شخصيتها ولم تكن اشجان يراودها نفس الخاطر التي في عقل الفتاة الأخرى، بل كان هدفها أن تضع في ذات غادة بعض التكييف مع الأمر إلى أن يمضي في سلام  خاصة وقد لمست في كيان الفتاة فزع مكتوم من كل شيء تواجهه لهذا رأت أن فكرة مرافقتها في خلال الساعات القليلة فكرة محمودة وأن غادة إذا جلست في ردهة الاستقبال لن تثير اي متاعب أو مشاكل من أي  نوع 

هتف عثمان طبيب  التحاليل الخاص بالمركز  وهو يوجه أشجان إلى مكتب الاستقبال: 

_شيرين عندها حالة وفاة ومحدش موجود علشان يكتب البيانات ويسلمها للدكتور 

قالت أشجان وهي تنظر في حذر إلى عثمان: 

_المفروض ادخل اجهز أوضة العمليات، دكتور عثمان الدكتور حاتم هو اللي هيعمل العملية ولو ملقاش الاوضة جاهزة ممكن يرفض التعامل معاي نهائي بعد كدا الغلطة عند حاتم فقدان ثقة 

قال عثمان في حيرة: 

_يعني اي الحل اي البيانات مش هتتكب 

قالت غادة وهو تتابع الموقف: 

_أنا ممكن اكتب البيانات

نظر عثمان لها في دهشة ثم قال وقد انتبه فجأة إلى وجودها: 

_ أنت ممرضة؟ 

قالت اشجان وهي تتجه إلى غرفة العمليات: 

_دي غادة بنت خالتي ممكن تديها البيانات المتسجلة عندك وهي تحطها في خانات بيانات الحالة والتذكر اللي معاها علشان الدكتور هيكتب ملاحظته عليها 

هز عثمان رأسه ثم قام بوضع مفكرة في يد غادة وكراسة صغيرة تتكون من ورقتين فقط وقال: 

_بيانات البنت الصغيرة  سهى حطيها في التذكرة الصغيرة وأول ما يجي دكتور حاتم أديها ليه أنا لازم أسحب عينات من ناس تانية وأكمل شغل 

انصرف عثمان في سرعة تاركاً غادة تنقل البيانات في هدوء وحذر شديد وهي تشعر أنها تقوم بنقل مفاعل ذري من مكان إلى مكان آخر وأي حركة خاطئة سوف ينفجر المكان 

لم تمض سوى دقائق خمس حتى شاهدت غادة الطبيب حاتم وهو يسرع الخطى إلى داخل المركز الطبي في حين قالت غادة وهي تشير له بالتذكرة الخاصة بالبيانات: 

_دكتور لو سمحت 

التقط حاتم التذكرة منها في عجالة دون أن ينظر في وجهها كانت غادة تشعر بالخجل الشديد ولكنها حمدت الله أنه لم يتعرف عليها، الطبيب يشاهد مئات من الحالات اليومية وعدم تذكرة لها يعد أمر منطقي، جلست غادة خلف المكتب تراقب الشارع الذي أمامها حركة المارة في الخارج كثيرة ومتعددة الاتجاهات مر من أمام بصرها فتاة صغيرة ووالدتها كانت الفتاة تحمل الآيس كريم المثلج ووالدتها شاردة الذهن 

يحمل وجهها عبوس قاتم مثل سماء ملبدة بالحزن والطفلة الصغيرة لم تكن تعبأ بشيء في هذا اللحظة تمنت غادة أن تكون هي الطفلة أو تمتلك حياة الأم ماذا إذا تم تبادل الأدوار هنا؟ ربما كانت الأعباء  ثقيلة ربما كانت الهموم مجمعة على الكتف ولكنها هموم معرفة وأعباء محتواها يخص أفراد هي تنتمي لهم، أمور العائلة ومشاكلها هي جزء من عالم اي أسرة ما يجعل الحياة تمضي بهم هو الأفراد الذين يملئون اليوم 

 الضياع وفقدان الهوية  أمر مؤلم لا يشعر به سوى صاحبة جذب غادة من أفكارها صوت مرتفع يتحدث لها، رفعت بصرها إلى أعلى كان عثمان الطبيب يقول في لهجة آمرة: 

_دي بيانات الحاج صالح امليها بسرعة هتصل على الدكتور يجي يجبس أيده، واضح أن عضمة أيده   اتحركت من مكانها 

غادر الطبيب دون كلمة إضافية آخرى 

التقطت غادة المفكرة والتذكرة وشرعت في كتابتها في هدوء 

لم تمض سوى خمسة عشر دقيقة حتى حضر الطبيب رامي الذي ألقى عليها التحية ثم قال وهو ينظر لها في عمق: 

_أنت هي؟ اقصد اللي كانت فاقدة الذاكرة في المستشفى 

هزت غادة رأسها في خجل في حين قال رامي وهو يعبر الى الجهة الأخرى: 

_كويس أوي 

ثم اتجه في خطوات سريعة إلى الداخل وغادة تفكر لقد ظن الطبيب  رامي أن غادة قد عادت لها ذاكرتها وأنها تنتمي إلى هذا المكان لقد

 تعرف عليها فور أن شاهد وجهها على النقيض من الطبيب حاتم الذي لم يتذكر عن الفتاة اي شيء، بعد مرور أربعين دقيقة كانت أشجان تقف إلى جوار غادة وهي تهتف في صوت منخفض بعض الشيء: 

_الحمد لله العملية دي كانت صعبة بجد البنت الصغيرة ضغطها وطي  فجأة وحصل مضاعفات ليها بعد العملية  ولولا الدكتور حاتم والدم اللي كان مجهزة ليها تعرفي أنه  اشتراه بنفسه من بنك الدم لأن فصيلة البنت نادرة جداً   كان الوضع اتغير وخدنا مسار عكسي 

قالت غادة وهي تشير إلى الداخل: 

_دكتور رامي أستدعوه لحالة جوا 

هزت اشجان رأسها وتابعت: 

_والله لولا الدكاترة الطيبين دول مكنش المركز الطبي دا هيشتغل بالعموم أنا متشكرة ليك اوي أنك سديت مكان شيرين 

قالت غادة في إبتسامة: 

_متشكرة على اي؟ دي حاجة بسيطة وانا مستعدة أعملها كل يوم من غير تعب

نظرت لها اشجان في إبتسامة خفيفة ثم قالت: 

_خلاص يا غادة، المركز محتاج فعلاً ناس، وأنت بتعرفي تكتبي، ممكن تساعدي هنا وتسدي فراغات الاوراق وأنت  عندك استعداد يبقى تشتغلي معاهم 

قالت غادة في سرعة: 

_ مافيش عندي مانع 

أعقبت أشجان وهي تنظر إلى حيث يقف كل من الطبيب رامي وحاتم في زوايا ما: 

_هتكلم مع المسئولين عن المركز الخيري، معلش المرتب مش هيكون كبير، بس أنا شايفة أن وجودك حاجة تضيف ليك والمكان كمان 

قالت غادة في سرعة: 

_مش مهم مرتب، أنا مافيش ورايا حاجة أعملها ومستعدة اتوجد هنا اربع وعشرين ساعة 

هزت أشجان رأسها علامة الرفض وتابعت وهي تشير بإصبع يدها: 

_لا المركز الخيري  هنا  شغال ساعات النهار بس يعني حوالي أربع أو خمس ساعات ويوم ما يكون فيه تخطي ساعات عمل بيكون سبع ساعات بالكتير اوي لأنه مخصوص علشان عمليات الناس البسيطة  والدكاترة هنا متطوعين علشان عندهم أعمال تانية  فهمتي يا غادة؟ 

هزت غادة رأسها بالموافقة في حين قالت أشجان: 

_يا لا نروح البيت، محتاجة اكل سريع قبل ما أستلم شغل المستشفى 

ما كادت غادة تتحرك من مكانها حتى شاهدت رامي وحاتم يتجهان  في أتجاههم  قال رامي وهو يشير إلى حاتم: 

_الذاكرة رجعت ليها بسرعة قبل ما أمارس انا الطب النفسي بالعموم مبروك 

نظر لها حاتم في تساؤل وقد انتبهه فجأة أن الفتاة ليست شيرين وقال: 

_الاوضة رقم سبعة؟! 

شعرت غادة بالخجل الشديد في حين قالت أشجان: 

_دكتور حاتم عمل النهاردة عمل بطولي وخارق في اوضة العمليات 

قال رامي وهو يفرد يده: 

_حاتم كل أعماله خارقة وبطولية هو متعود على كدا 

ثم نظر إلى الفتاة وقال: 

_أنت من المكان هنا؟ 

هزت غادة رأسها في سرعة وقالت وهي تشعر بالإحراج: 

_لا، أنا مع الآنسة اشجان وضع مؤقت اقصد 

قال حاتم وهو يرفع بصره إلى الفتاة ثم إلى اشجان  وقد لمع في ذهنه أمر ما: 

_مؤقت! 

ثم نظر إلى رامي الذي قال: 

_فرصة كويسة، أنا مستعد لتمارين الذاكرة 

قال حاتم وهو ينظر إلى أشجان وقد تجاهل كل شيء مما يدور حوله: 

_المستشفى النهاردة فترة الليل محتاجة مرور على كل أوضة، في عمليات كتير تمت الصبح مع دكتور شرف ودكتور بهاء 

هزت أشجان رأسها في أستسلام في حين تابع حاتم: 

_من الاحسن أن الساعتين اللي فاصلين على وجودك في المستشفى ترتاحي لأن اليوم هيكون صعب 

هتف رامي وهو ينظر إلى غادة: 

_بكرة نبدأ التمارين 

لم تجب غادة في حين قالت أشجان: 

_غادة هتشتغل هنا كمان 

كرر  رامي  الأسم وهو يبتسم: 

_غادة غادة أسم جميل 

لم تجب غادة في حين أعقبت أشجان وهي تنظر إلى رامي: 

_أنا اخترته لها 

هتف رامي وهو ينطلق مع حاتم إلى الخارج: 

_اسم جميل وينطبق عليها 

ارتفعت ضحكة أشجان وقالت وهي تجذب يد غادة حتى يغادرون المكان: 

_دكتور رامي يقصد مغازلة أو مجاملة 

قالت غادة في تردد: 

_مش فاهمة 


أعقبت أشجان وهي تسير إلى جوار الفتاة خارج المركز الخيري: 

_غادة يعني جميلة وهو يقصد يرفع روحك المعنوية شوية يعني من باب إنه هيجرب معاك الطب النفسي بيزيل حواجز بيحاول يعطيك تذكرة أمان علشان ينجح في العلاج 

ثم نظرت لها بطرف عينيها وتابعت: 

_دكتور رامي مهتم بالحالة اللي أنت بتمري بيها، هو شخص أنا أثق فيه بس نصيحة ليك يا غادة خلى الحدود بينك وبين رامي موجودة هو دكتور وأنت مريضة بلاش تشيلي المسافات 

قالت غادة وهي تشعر بالأ سف تجاه ذاتها: 

_صدقيني أنا كل اللي بتمناه أني أفتكر كل حاجة عن نفسي، انا مش في رحلة أنا في أزمة وكارثة كمان لو مفتكرتش أنا مين، مش هقدر أكمل حياتي مش هعرف أعيش، تفتكري واحدة زي عندها هم تاني غير دا، اللي أنا بمر بيه صعب اي حد يحس بيه صعب أوي 

قالت أشجان في سرعة: 

_ الوضع دا عارض يعني مجرد أيام وهترجع كل حاجة زي ما هي، أنا كنت عايزة انصحك بس بحاجة أن الأيام دي مينفعش ناخد فيها قرارات أو نعيش فيها أحلام أو حتى نتقبل هواجس، لأن في احلام تانية أنت اكيد واخدها قبل كدا وحياة تانية فيها قرارات تانية، أنا كلامي من مبدأ أن ممكن يكون ليك فعلاً زوج وأسرة وأطفال أو مرتبطة بشخص وعلى وشك الجواز، أو مكتوب كتابك، ما هو مش معنى أن أنت مش فاكرة أن حياتك التانية مش موجودة، لا هي اكيد موجودة وسنين عمرك اللي فاتت فيها أشخاص حقيقين وعايشين ممكن أوي يكونوا بيدوروا هما كمان عليك، وهي مجرد أيام والذاكرة هترجع  علشان كدا لازم نأخد كل الأمور  في دماغنا  علشان تعدى المرحلة دي

قالت غادة وهي تنظر إلى أشجان في حزن: 

_صدقيني أنا متقبلة  أي فكرة عن الأشخاص اللي كانوا في حياتي قبل ما أعمل الحادثة متقبلة فكرة أم ساخطة على أو زوج كاره وجودي أو أطفال متعبين بس أعرف حقيقيتي وساعتها هارتاح وكل حاجة هتكون احسن حتى لو كانت أصعب بس هتكون حقيقة وهو دا اللي أنا عايزة 

أنا زي شخص في وسط موج مش عارف يلاقي شط 

حتى لو الشط دا كله متاعب وصغاب بس هو شط هو مخرج هو أمان هو كيان بدل الموج اللي ممكن يبلعك وتغرق ومحدش حاسس أو شايف أو مهتم من اللي مات


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة